Sunday, September 29, 2013

من اقوال الآباء عن الصليب - القديس يوحنا ذهبي الفم




إن الصليب الذي كان علامة الموت المرعب
قد صار بركة، يخلع الملوك أكاليلهم لكي يلبسوا الصليب
يوضع الصليب على ثيابهم الرسمية
على تيجانهم يوجد حيث تقام صلواتهم
وعلى المائدة المقدسة يشرق الصليب 
اكثر بهاءاً من الشمس

القديس يوحنا ذهبي الفم




Share

من اقوال الآباء عن الصليب - القديس البابا أثناسيوس الرسولي





أعطانا السيد المسيح الصليب سلاحًا نافذًا 
ينقذ في النار والهواء والماء والأرض ولا يحجبه شيء
قوته لا تقاوم، تهرب الشياطين من صورته متى رسم به عليها
والصليب لواء المسيح والملائكة يحبون لواء ملكهم 
ويجرون إلى حيث يرون رسمه ليعينوا من يرسمه  


القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولي




Share

Tuesday, September 24, 2013

يوحنا المعمدان نبي العلي


كانا زكريا واليصابات سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه، بلا لوم.. وأين نحن من زكريا واليصابات؟ نحن الذين أصبحنا نفحص وصايا الله لنختار منها ما يناسبنا ويناسب عصرنا ونترك الباقي.. أما زكريا واليصابات فقد كانت وصايا الرب عندهم موضع التنفيذ الكلي، كانت عندها وصايا الرب ليس مجرد معرفة ولكنها سلوك وحياة

دعي ابنهما يوحنا المعمدان (نبي العلي).. وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ، بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. لوقا 1: 76 - 78.. لماذا؟ أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هذَا الصَّبِيُّ؟ لوقا 1: 66

هو من أسرة كهنوتية وكان أبواه زكريا واليصابات بارين أمام الله.. كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. لوقا 1: 5 - 6

تمت البشارة بميلاده من السماء.. فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ. لوقا 1: 11 - 14

الذي بشر بميلاده هو الملاك جبرائيل رئيس جند الرب الذي بشر العذراء.. فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا. لوقا 1: 19

قيل عنه من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس.. لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لوقا 1: 15

سجد للسيد المسيح بابتهاج وهو في بطن أمه على أنه فهم وفرح بالتجسد اﻹلهي.. وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. لوقا 1: 42 - 44


يمكن الرجوع إلى

يوحنا المعمدان يشهد للمسيح
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2013/09/blog-post_22.html


Share

شركة الايمان


يقول أحد القديسين: تعلموا لماذا غلب الشهداء الأسود التي تقدمت ﻹفتراسهم ولم يخشوا بطشها ولم يفزعوا من زئيرها

السر في هذا أنهم غلبوا الضباع الداخلية، أي الغرائز المنحرفة، والشهوات الردية، ونجاسات الجسد والروح


وتحتفل الكنيسة بأعياد القديسين والشهداء: لتذكير المؤمنين بحياة القديسين وجهادهم.. ولكي نتعلم منهم الفضائل التي اقتنوها.. ولتأكيد إيماننا أن الذين انتقلوا مازالوا أحياء.. ولحث المؤمنين على التمثل بهم في محبتهم للملك المسيح حتى النفس الأخير ولو أدى الأمر إلى سفك الدم أو الموت


الكنيسة هي المعمل الالهي الذي يصنع القديسين، ومن يعيش في شركتها تسري فيه تيارات النعمة.. فالكنيسة هي جسد المسيح وبديهي لا قداسة خارج المسيح مثل الشجرة التي لا يمكن أن تثمر دون أن تكون مغروسة على مجاري المياه.. فالقديس عاش في شركة الكنيسة، شركة اﻹيمان، شركة الأسرار، وشركة الخدمة، واﻹحساس بكل عضو في الجسد


بركتهم فلتكن مع جميعنا


Share

Sunday, September 22, 2013

يوحنا المعمدان يشهد للمسيح


هو مهيئ الطريق للمسيح ابن زكريا الكاهن واليصابات، وكلاهما من نسل هارون من عشيرة كهنوتية

لا نعرف كثيراً عن صباه ونراه في رجولته ناسكاً زاهداً.. حازياً حزو إيليا النبي في ارتداء عباءة من وبر الابل.. بكت الناس على خطاياهم ودعاهم إلى التوبة ونرى التواضع ظاهراً فيه إذ يقول: صوت صارخ في البرية.. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. مرقس 1: 2 - 3

وشهد يوحنا المعمدان في كرازته أن يسوع هو المسيح.. يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قِائِلاً: هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. يوحنا 1: 15

وشهد يوحنا المعمدان في كرازته أن يسوع المسيح هو حمل الله.. نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ. يوحنا 1: 29 - 31

وكان يوحنا المعمدان يعمد التائبين في نهر الأردن.. كما في إنجيل لوقا
لوقا 3: 2 - 14

فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ

فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا

كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ أقْوَالِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً

كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً، وَالشِّعَابُ طُرُقًا سَهْلَةً

وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ اللهِ

وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي

فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْرَاهِيمَ

وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ

وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ قائِلِينَ: فَمَاذَا نَفْعَلُ

فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ، وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هكَذَا

وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضًا لِيَعْتَمِدُوا فَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا نَفْعَلُ

فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ

وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضًا قَائِلِينَ: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَظْلِمُوا أَحَدًا، وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ، وَاكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ

لوقا 3: 2 - 14


يوحنا المعمدان يشهد أن المسيح أقوى منه لأن

يوحنا المعمدان إنسان بشري، أما المسيح فهو الله الظاهر في الجسد

يوحنا المعمدان إمتلأ من الروح القدس في بطن أمه، أما يسوع المسيح فهو واحد مع الروح القدس

يوحنا المعمدان مولود بالخطية الجسدية، أما المسيح فهو الله القدوس.. الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. لوقا 1: 35

يوحنا المعمدان سراج كما أسماه المسيح، أما المسيح فهو شمس البر.. وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ. ملاخي 4: 2

يوحنا المعمدان صديق العريس، أما يسوع المسيح فهو العريس.. مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. يوحنا 3: 29


Share

Wednesday, September 18, 2013

جروح الماضي





جروح الماضي

اجعلني امامك دائما مرفوعة الرأس لاني بك افتخر وبك اتنفس واوجد واعيش 

ما دمت امجد اسمك وارضيك لا اخجل من نفسي امامك 
 
اعطني ياربي يسوع اثق ان لي قوه يسيره اقوى من اي قوه اخرى
 
مهما كانت فاعني ان اؤمن واصدق



ياربي يسوع اعطني ان اجعل من ماضيا ليس ذكريات انما دروس
 
منها اتعلم ما هو لخيري منك مهما كانت 

يا ربي يسوع علمني ان اتعلم من جروح الماضي هبني ان اطويها 
لان خدمتك هدف حياتي



كل كسره فيها نصره 

علمني ان اكسر ذاتي امامك 

علمني يا ربي يسوع 

ان اخدمك بكل ما اعطيتني فنسمة حياتي منك وبيدك



وبعد ماذا انتظر هل تؤدبني ؟
 
نعم ادبني لكن بالحق 

فهمني طريقك 

علمني احكامك



قوم طرقي 

دربني في حقلك 

فكل لحظه بعدت فيها عنك لا احسبها ربي 

كل نسمه تنفستها بعيد عنك خنقتني 

كل ما بالعالم يقتلني ربي



فخذني لحضنك
 
فان اتكي راسي مثل يوحنا 

على صدرك يريحني 

فلي اشتياق ان اعيش لك وبقربك 

واني كلي اخدمك



وبعد



لن تكفي كلمة احبك 

الا ان اعيشها بكل قوتي 

عمليا لك وحدك 

سيدي وربي ومخلصي الحبيب 
  
يســـــــــــــوع



Share

Sunday, September 15, 2013

طريق الإنسان والحرية الإنسانية من الجانب السلبي - المزمور 1: 1


طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. المزامير 1: 1

يقدم هذا المزمور مبدأ لاهوتيًا أساسيًا، أعني به الحرية الإنسانية. فللإنسان حق الخيار في أن يحتضن الطريق التَّقَوى أو الشرير، أن يكرم المسيح أو ضد المسيح، أن يطيع الرب أو حتى يتمرد عليه

طريق الإنسان من الجانب السلبي: عدم ارتكاب الشر.. والنقاط السلبية في الحرية الإنسانية.. والمراحل السلبية للإنسان الشرير ومنها
يسلك أو يمشي في الطريق، ويقف، ثم يجلس مع الأشرار.. السلوك والوقوف والجلوس
الإثم والخطية والاستهزاء
التفكير ثم العمل وأخيرًا التعليم


الجانب السلبي: يضع المرتل ثلاث مراحل للإنسان الشرير: يسلك أو يمشي في الطريق، ويقف، ثم يجلس مع الأشرار، قائلًا


طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. المزامير 1: 1


يرى القس أبو الفرج عبد الله ابن الطيب أن المرتل يميز هنا بين الإثم والخطية والاستهزاء. الإثم هو ارتكاب شر يتعلق بجسده ممثل الشهوات الشريرة والزنا والفجور؛ والخطية تتعلق بعلاقته مع الله مثل الإلحاد؛ والاستهزاء يتعلق بخطية تمس علاقتة بالآخرين كالشتيمة والنميمة والافتراء عليهم. وكأن الطوبى هي تمتع بحياة مقدسة تمس علاقة المؤمن بحياته الشخصية وبربه كما بأخيه الإنسان

يرى بعض المفسرين أن المشي في مشورة المنافقين يشير إلى التفكير في الشر، أما الوقوف في الطريق فمعناه الدخول إلى العمل، وأخيرًا الجلوس في مجلس المستهزئين فيشير إلى الأندفاع نحو إغراء الآخرين وتعليمهم الشر. وكأن مراحل الشر الثلاث هي: التفكير ثم العمل وأخيرًا التعليم


يذكر المرتل ثلاث خطوات متتالية في طريق الشر

السلوك في مشورة المنافقين، يعني تبني مبادئ فاعلي الشر كقانون للحياة، باتخاذ مشورتهم نصيحة للحياة. يتجنب الإنسان التقي الشر بنبذه صحبة الأشرار تمامًا، حتى لا ينقاد وراءهم... يرى الإنسان التقي الأشرار حوله يحيطون به، فالعالم مليء بهم، يمشون في كل جانب. إنه يحبهم كأشخاص لكنه لا يحب طرقهم ولا شرورهم. يصلي من أجلهم وبحكمة يتعامل معهم، متجنبًا طرقهم الشريرة. يكره الخطية لا الخطاة

الوقوف في طريق الخطاة، كمن يبدأ رحلة معهم، يعني أنه يتشبه بهم بالإصرار على ممارسة المعاصي الرديئة

أخيرًا، أشر الخطايا هو الجلوس في مجلس المستهزئين، ومشاركتهم في السخرية بالأمور المقدسة


يصعب على الإنسان ألا يخطيء، وكما يقول الإنجيلي يوحنا أن من ينكر أنه يخطيء فهو كاذب.. إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 8. إن كان جميعنا يخطئ، فماذا تعني الكلمات: وفي طريق الخطاة لم يقف.. لم يقل الكتاب المقدس: طوبى للرجل الذي لم يخطيء.. بل بالحري طوبى للرجل الذي لا يستمر في الخطية. القديس جيروم


يلزمنا أن ندرس التدرج: يسلك ويقف ويجلس؛ فالإنسان يسلك في طريق الخطاة حينما يعطي ظهره لله، ويقف عندما يجد لذة في الخطية، يجلس عندما ينحصر في كبرياءه، فيصير غير قادر على الرجوع إلى الطريق المستقيم إلا بمجيء ذاك (المسيح) الذي لم يسلك في مشورة المنافقين، ولم يقف في طريق الخطاة ولم يجلس في مجلس المستهزئين لكي يخلصه. القديس أغسطينوس


حالة التطويب هي هبة إلهية تُعطى للمشتاقين إلى الحياة المستنيرة البعيدة عن ظلام الخطية. يقول المعلم دانيال الصالحي: فليقترب الذين  يشتهون الطوبى الموهوبة من الروح القدس ويسمعوا. لمن أعطى داود المرتل تلك الطوبى المغبوطة..؟ القرب من الطوبى الإلهية تجعلنا نبتعد عن ظلام الخطية.. إن العارفين باللغة العبرية حينئذ  يزعمون بأن هذا المزمور قيل لما مضى شاول طالبًا إخراج صموئيل النبي بواسطة السحر والعرافة. قال عنه داود لما ترك الطريق المستقيم وسلك سبيل الأثمة، وسار مسيرة الكذب والزور ومشى طاغيًا وضالًا وراء الشيطان؛ نزل من كرسي البر وجلس على كرسي المرأة الساحرة في عين دور. لهذا تحرك الطوباوي داود بالروح وهو مطرود ومُضطهد وأنشد هذه التسبحة عن تغيير حال شاول ملك إسرائيل. ولكي لا يُشتم الملك المدعو مسيح الرب أخفى الشتيمة والتعيير

يرى أيضًا المعلم دانيال الصالحي أن الإنسان الساقط من الحالة المطوَّبة إلى طريق الشر هو آدم الأول، مقارنًا بينه وبين ملك إسرائيل الأول شاول قائلًا: صار (آدم) تلميذًا للحية بمشورة حواء مثلما صار شاول عبدًا للكهانة (العرافة) المضلة بتعليم المرأة العرَّافة. أما ذاك فسقط من الجنة مطرودًا، وهذا سقط من مملكة شعب الله وخاب من شركة القديسين مرذولًا

إن كان المعلم دانيال الصالحي يرى التطويب هو عطية الروح القدس الممنوحة لراغبيها فإن لفظ (طوبى) هو أحد القاب السيد المسيح، إذ يقول القديس بولس: المبارك العزيز الوحيد، ملك الملوك ورب الأرباب.. أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 14 - 16. وكأن التطويب هو عمل الروح فينا باتحادنا مع المطوّب المبارك، رأسنا يسوع المسيح


يرى الأشرار في لذة الخطية المؤقتة سعادتهم التي تجتذبهم ولا تشبعهم فتكون سرابًا في حياتهم، أما المؤمنون المتحدون مع السيد المسيح فيجدون سعادتهم وتطويبهم وشبعهم لا في الأمور الزمنة الزائلة بل في الاتحاد بالسيد المسح نفسه


لماذا استخدم المرتل التطويب هنا بصيغة المفرد.. طوبى للرجل

ربما لأن السالكين في طريق الرب، في الحياة المطوبة هم قلة قليلة جدًا، أو لعله أراد تأكيد وحدتهم معًا بروح الحب ووحدة الإيمان، فيحسبون كإنسان واحد. يقول الرسول بولس: جسد واحد وروح واحد كما دُعيتم أيضًا في رجاء دعوتكم الواحد؛ رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة؛ إله وآب واحد للكل.. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 3 - 6

يرى بعض الآباء مثل القديس أغسطينوس أن الرجل الواحد المطوّب هنا هو السيد المسيح، آدم الثاني، الذي يحمل كنيسته فيه جسدًا مقدسًا للرأس، يهبنا حياته المطوَّبة


يُلاحظ أن المرتل يطوب مقاومي الشر ليؤكد أن هبة هذه التطويب تُمنح كعطية مجانية لمقاومي الخطية. فيؤكد القديس أغسطينوس أن الشاب الذي يقاوم فكرًا شريرًا لا يثور في مشاعر أو أحاسيس الطفل الصغير يهبه بالأكثر أكليلًا أعظم مما للطفل. فالشاب مقاوم الخطية ينال إكليل الجهاد عن حب وصراع لا كالطفل عن عجز. طهارة الشاب المقاومة للشر هي طهارة النضوج أما طهارة الطفل فهي عن ضعف


المراجع

من كتاب تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب ملطي


Share

Wednesday, September 11, 2013

اضطهادات الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية




        
منذ القرن الخامس الميلادي تعود المؤرخون علي تقدير الاضطهادات التي خاضتها الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية بعشرة اضطهادات كبيرة تحت حكم عشرة أباطرة هم علي الترتيب

        نيرون
        دومتيانوس
        تراجان
        مرقس أوريليوس
        سبتيموس ساويرس
        مكسيمينوس
        ديسيوس
        فالريان
        أوريليان
        دقلديانوس


ولكن هذا التقسيم عرفي اصطلح عليه ولا يعني أن الاضطهادات حدثت عشر مرات فقط، لأن أكثر الفترات هدوءا كانت فيها شهداء
        فقد كانوا يقبلون الموت في فرح وهدوء ووداعة تذهل مضطهديهم. ولقد قبل المؤمنون بالمسيح مبادئ روحية أساسية غيرت حياتهم الشخصية ومفاهيمهم ونظرتهم للحياة كلها وجعلتهم يقبلون الاستشهاد


فما هي؟


  أن هذا العالم وقتي بالقياس إلي الحياة الأبدية لأن (الأشياء) التي تري وقتية وأما التي لا تري فأبدية
          وأننا غرباء فيه..  أطلب إليكم كغرباء ونزلاء
          وأن العالم قد وضع في الشرير والحياة في حزن وألم وضيق: ستبكون وتنوحون والعالم يفرح
          وأن ضيقات وأحزان هذه الحياة تتحول إلي مجد عظيم في السماء: آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يعلن فينا


المتنيح اﻷنبا يوأنس أسقف الغربية




Share

Sunday, September 8, 2013

صلاة أسألك يا إلهي الفائق الجود


أسألك يا إلهى الفائق الجود والرأفة، أن تنقذني من الاهتمام العالمي، حتى لا أرتبط برباط اللذة، ولا تعرقلني عوائق النفس، ولا أنفصل عنك بأي نوع من الأنواع. يا إلهي، يا عذوبة لا توصف، اللهم لا تدع اللحم والدم يظفران بي، ولا تخدعني الدنيا، ولا يصرعني الشيطان. اللهم هب لي قوة للمقاومة، صبراً للاحتمال، وثباتاً على المداومة في الخير، وحب اسمك عوض كل محبة جسدانية

اللهم هب لي قوة أكون بها مؤيداً داخل قلبي ضد (من كل) اهتمام باطل، حتى لا أكون مجتذباً (منجذباً) لشهوات مختلفة زائلة. لأنه ليس تحت الشمس شيىء ثابت، بل الكل باطل وقبض الريح

هب لي يارب أن أطلبك وحدك فوق سائر الأمور حتى أقول: إلهي، لا أريد شيئاً سواك. لأن بحضورك يكون كل شيىء حسناً، ويكون القلب مطمئناً في هدوء وسلام ومسرة ويكون كل شيىء حميداً ومستطاباً. لك المجد إلى الأبد. امين


أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين


Share

Thursday, September 5, 2013

شِبه الشَّر - بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث




شِبه الشَّر

 
في مفهوم الناس إن أي تصرُّف أو أي عمل: إمَّا أن يكون خيراً، أو أن يكون شراً. ولكن أن يكون شبه شرّ، فربما لا يكون هذا المفهوم وعملنا الآن هو أن نشرح هذا الأمر

«« هناك أمور قد لا تكون شراً فى ذاتها، ولكنها لا تليق، فهى شبه شر. مثال ذلك إنسان يمضغ لباناً وسط الناس أو في إجتماع. ليس هذا شر فى ذاته ولكن لأنه أمر غير لائق يُعتبر شبه شر، أو شخص يغنى كما يشاء ويرفع صوته فى الطريق

«« هناك أمور أخرى ليست شراً فى ذاتها، ولكنها إذا تحولت إلى عادة تتسلط على إرادة الإنسان حينئذ تُصبح شراً. لأن كل ما يُفقد الإنسان حرية إرادته هو شر بلاشك. وهكذا تكون المرحلة المتوسطة قبل تكوين العادة المسيطرة هى شِبه شر. لذلك عليك أن تبتعد عن كل شيء يتحول عندك فيما بعد إلى عادة مسيطرة. فى حالة الوصول إلى العادة المسيطرة يكون الأمر شراً واضحاً. أمَّا فى مرحلة الوصول إلى ذلك يكون الأمر هو شبه شر

«« عليك أيضاً أن تبتعد عن كل ما يُسبِّب ضرراً لغيرك، حتى لو لم تكن تقصد إطلاقاً هذا الضرر ولا يخطر لك على بال. مثال ذلك ما يحدث من البعض فى زيارتهم للمرضى. وقد يكون مريض فى مستشفى وفي حالة تعب، والكلام معه يتعبه ويجهده. ويزوره أحد معارفه أو أصدقائه ويتكلَّم معه كثيراً وهو لا يدرى أن الكلام يتعبه. ويكون ذلك شبه شر. فإن أتعب المريض فعلاً أو أضره يتحوَّل الأمر إلى شر ... أو مريض آخر فى مستشفى يحتاج فى مرضه إلى كمية من الأوكسجين. ورُبَّما يُركِّبون له فى حجرته أجهزة الأوكسجين. ويزدحم مُحبِّوه فى غرفته بالمستشفى. وطبعاً يتنفسون ويأخذون كمية من الأوكسجين، ويتركون له كمية من ثاني أكسيد الكربون. وبهذا يضرونه وهم لا يعلمون ولا يقصدون. ويضطر الطبيب أن يخرجهم من حجرة المريض وهم واقعون في شبه شر

مثال آخر لشِبه الشرَّ، هو إنسان كثير الإلحاح. والإلحاح في ذاته ليس شراً إن كان في حدود المعقول. ولكن قد يزداد الإلحاح إلى درجة تُتعب الأعصاب. فيضطر السامع أن يقول: كفى أرجوك. لقد عرفت ما تطلب أو ما تقصد. فينصرف بعد أن يكون قد وقع في شِبه شر ... ومثل الإلحاح كثرة الشروحات أو تكرار الكلام، التي تكون بدرجة مُملَّة أو مزعجة. وبخاصة في موضوعات لا تحتاج إلى الشرح الكثير والتكرار الكثير. ويزداد الأمر إن كان السامع شديد الذكاء ويدرك ما يُقال له من أوَّل جملة. ويكون التكرار والشروحات ضغط على أعصابه. إن الشرح في ذاته ليس شراً ولكنه قد يتحوَّل إلى شبه شر

«« مثال آخر هو زيارة صديق عزيز لك على غير موعد. بسبب الدالة والمحبة جاء إلى زيارتك، ولكن في وقت لا يعرف فيه هل هو مناسب أم لا؟ وهل تستطيع أن تتفرَّغ له أمْ لديك ما يشغلك؟ ويجلس، وتطول الجلسة. وأنت مُتضايق وبسبب المحبة لا تستيطع أن تظهر ضيقك. ويبدو أنه لم يضع حداً لنهاية زيارته! لا شك أن مثل هذه الزيارة للصديق العزيز قد دخلت في شبه شر. وإن طالت جداً وأتعبتك وأضاعت وقتك تتحوَّل إلى شر. وبالمِثل المكالمات التليفونية، بغير موعد وبغير وقت محدد. وقد يكون إنسان مع ضيوف له في بيته أو في مكتبه، يتحدَّثون معه في أمور هامة جداً. ثم يرن جرس التليفون، ويظل المُتكلِّم يتحدَّث في موضوعات طويلة، وهو لا يعبأ بالإجتماع وما يدور فيه، أو لا يعرف. ولا يسأل هل صاحب التليفون مشغول أو غير مشغول. من أجل هذا يضطر البعض إلى إتخاذ إجراءات لمنع الإتصال التليفوني في أوقات مُعيَّنة. هناك أمور رُبَّما لا تدركها، ولا تعرف هل تضر أو تضايق الطرف الآخر، ولكنها أمور تحتاج إلى حساسية وإلى ذكاء كي تدرك. وإلاَّ فإنك تدخل في شبه شر، أو تصبح غير مقبول في معاملاتك هذه مع الآخرين

«« معروف أن عدم دفع الأجور لمستحقيها هو شر في ذاته. ولكن يدخل في شبه الشر أيضاً، تأخير دفع الأجور. ذلك لأن البعض لا يُبالي ويقول: أدفع للعامل أجرته باكر أو بعد باكر أو ف
يما بعد. دون أن يدري إحتياج هذا العامل إلى أجرته وبسرعة، إن مثل هذا التأخير هو شِبه شر ... وبنفس المنطق تأثير دفع المساعدة لفقير. فلا يجوز أن تقول للمحتاج إذهب الآن وتعال غداً فأعطيك. بينما يكون ما يحتاجه موجوداً عندك. فهذا أيضاً شِبه شر

ويدخل في شِبه الشرِّ أيضاً التَّشدُّد في الثمن في البيع والشراء. وقد يكون في هذا ضرر للبائع أو المُشتري يحتمله مضطراً. ولا يظن المُتشدِّد في الثمن أنه قد ارتكب شرَّاً. لأن الصفقة تمَّت بموافقة الطرف الآخر (المُضطر). ولا شك أن هذا التَّشدُّد شِبه شر. فإن كان يحدث ضرراً واضحاً يكون شراً كاملاً

وبالمِثل الطبيب الذي يفرض مبلغاً ضخماً لإجراء عملية. وأيضاً كل صاحب مهنة، محامياً أو محاسباً أو مُدرِّساً، ومن شابه ذلك، بنفس التشدُّد في فرض أجرة عملية. وقد يدَّعي صاحب هذه المهنة أنه لم يرغم الذي يدفع له على التعامل معه. بينما يكون ذلك مضطراً، إذ كان يثق بكفاءة صاحب هذه المهنة

«« ومن الأشياء التي تدخل في شِبه الشرِّ، الوقت الضائع بلا سبب جوهري. وقد يقول الشخص أنا لم أعمل في هذا الوقت أي شيء خاطئ! فنقول له وأيضاً لم تعمل فيه أي شيء نافع هو شِبه شرّ

هناك نوع آخر من شِبه الشرِّ، هو وقوف النمو في عمل الخير. فالمفروض الإنسان الروحي الذي يسعى إلى الكمال، أن ينمو باستمرار. وإن توقَّف نموه يكون هذا شِبه شرّ

ومن ضمن الأشياء التي تدخل في شِبه الشرِّ، أم
ور ليست شراً في ذاتها، ولكنها تنتهي إلى شر ... مثال ذلك علاقة تبدو بريئة في ذاتها. ولكنها بالوقت والإستمرار تنتهي بخطيئة. لذلك يحتاج الأمر إلى حكمة وتمييز للمواقف وما تنتهي إليه الأمور على المدى الزمني. ومن شِبه الشرّ أيضاً المواقف السلبية التي لم يفعل الإنسان خيراً ولا شراً. ولكنه كان ينبغي أن يأخذ موقفاً إيجابياً في الخير
 
بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
 

Share

Wednesday, September 4, 2013

يفتح باب الرجاء


يفتح باب الرجاء أمامهم

وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ: صَلِّ عَنْ عَبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ، لأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرًّا بِطَلَبِنَا لأَنْفُسِنَا مَلِكًا. فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: لاَ تَخَافُوا. إِنَّكُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ، وَلكِنْ لاَ تَحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تَحِيدُوا. لأَنَّ ذلِكَ وَرَاءَ الأَبَاطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَلاَ تُنْقِذُ، لأَنَّهَا بَاطِلَةٌ. لأَنَّهُ لاَ يَتْرُكُ الرَّبُّ شَعْبَهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ الْعَظِيمِ. لأَنَّهُ قَدْ شَاءَ الرَّبُّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْبًا. وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، بَلِ انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ. وَإِنْ فَعَلْتُمْ شَرًّا فَإِنَّكُمْ تَهْلِكُونَ أَنْتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعًا. سفر صموئيل الأول 12: 19 - 25

كشف لهم في حزم عن الخطأ الذي ارتكبوه بطلب ملك لأنفسهم، لكنه كأب يفتح باب الرجاء في مراحم الله العظيمة قائلًا: لاَ تَخَافُوا. إِنَّكُمْ قَدْ فَعَلْتُمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ، وَلكِنْ لاَ تَحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تَحِيدُوا. لأَنَّ ذلِكَ وَرَاءَ الأَبَاطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَلاَ تُنْقِذُ، لأَنَّهَا بَاطِلَةٌ. لأَنَّهُ لاَ يَتْرُكُ الرَّبُّ شَعْبَهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ الْعَظِيمِ. لأَنَّهُ قَدْ شَاءَ الرَّبُّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْبًا. صموئيل الأول 12: 20 - 22

الله - في صلاحه - يحّول حتى أخطاءنا لمجد اسمه القدوس ولبنياننا إن رجعنا إليه بالتوبة، كما فعل مع أخطاء إخوة يوسف، إذ حولها لمجد الله ولتكريم يوسف ولشبع يعقوب وبنيه، ولإقامة أمة لهم في مصر.

الله غيور على شعبه لا من أجل برهم الذاتي، وإنما من أجل حبه، ومن أجل اسمه القدوس، هذا ما يكرره الرب، ويؤكد لنا: فَخَلَّصَهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ، لِيُعَرِّفَ بِجَبَرُوتِهِ. المزامير 106: 8

مِنْ أَجْلِ اسْمِي أُبَطِّئُ غَضَبِي، وَمِنْ أَجْلِ فَخْرِي أُمْسِكُ عَنْكَ حَتَّى لاَ أَقْطَعَكَ. هأَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ. اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ. مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ نَفْسِي أَفْعَلُ. لأَنَّهُ كَيْفَ يُدَنَّسُ اسْمِي؟ وَكَرَامَتِي لاَ أُعْطِيهَا لآخَرَ. إشعياء 48: 9 - 11

لكِنْ صَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ هُمْ فِي وَسْطِهِمِ، الَّذِينَ عَرَّفْتُهُمْ نَفْسِي أَمَامَ عُيُونِهِمْ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. حزقيال 20: 9

إن كان - من جانب الله - يرسل لهم خلاصًا في كل جيل، فمن جانب صموئيل يحمل كل حب لهم، لذا يقول: وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. صموئيل الأول 12: 23. هكذا لا يكف عن الصلاة ولا يتوقف عن تعليمهم الحق وإرشادهم

من جهة صلاة القائد، خاصة الكاهن، يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: الكاهن، لأنه أوتمن على العالم وصار أبًا لجميع الناس، يتقدم إلى الله متوسلًا في الصلوات الخاصة والعامة من أجل رفع الحروب في كل مكان وإخماد الاضطرابات ملتمسًا السلام والهدوء لكل نفس والشفاء للمرضى. أما من جهة التعليم فيقول: من لا يعرف كيف يقدم التعليم الصحيح فهو بعيد كل البعد عن كرسي المعلم، لأن بقية الصفات يمكن أن توجد بين من يرعاهم.. أما ما يميزه عنهم، فهو قدرته على التعليم بالكلمة


يفتح لهم باب الرجاء مع إعطاء تحذير للجميع بأن يتبعوا الرب. والله قادر أن يحول كل الأمور للخير كما حوّل عمل إخوة يوسف الأشرار ضده لبركة، وللجميع. فهو قادر أن يكون ملكهم بركة لهم لو إتقوا الله

وفي سفر صموئيل الأول 12: 23.. وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. آية ذهبية لكل خادم فصموئيل اعتبر أنه يخطئ إلى الرب لو كفّ عن الصلاة لأجلهم. فعمل كل خادم هو التعليم والصلاة لأجل رعيته


فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ. أعمال الرسل 12: 5

ماذا فعل السجن؟ وماذا أمكن للحراسة المشددة أن تعمل؟ لقد تزكى بطرس الرسول كإنسانٍ شجاعٍ يقبل الضيق بفرحٍ من أجل الرب، وتمتعت الكنيسة بحياة الصلاة بلجاجة، وتحركت السماء للعمل، وآمن حارس السجن وأهل بيته. كان النفع عجيبًا لحساب ملكوت الله

شعرت الكنيسة بجدية عزم هيرودس على قتله، فالتهب قلب الكنيسة ليس خوفًا على موت بطرس، وإنما لكي يكمل رسالته، شعرت الكنيسة أن المعركة ليست بين الملك والقديس بطرس، بل بين مملكة المسيح وقوات الظلمة، لذا صارت تصلي بلجاجة إلى الله

جاءت الكلمة اليونانية تعني بغيرة متقدة، وأيضًا مثابرة. هذا هو سلاح الكنيسة القوي، الصلاة الجماعية الحارة بلا انقطاع، خاصة وهي تحمل مع الإيمان بعمل الله وقدرته علي الخلاص رائحة الحب والتسليم، حب لله ولبعضهم البعض

إنها صلاة تصدر عن حب (بنوي) مُقدم من أبٍ، ومن أجل أبٍ لطيفٍ

القديس يوحنا الذهبي الفم: يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الجميع قدموا الصلاة بلجاجة دون دخول في مناقشات أو انقسامات، كما لم يستخف أحد بنفسه كيف يصلي من أجل الرسول، فإن الحب لن يسمح لمثل هذه الأفكار أن تتسلل إليهم

صلى دانيال، وصلاته سدت أفواه الأسود (دانيال 6)، أغُلق الفم المفترس أمام جسد البار وعظامه.. صلواته أيضًا ردت السبي بعد إتمام السبعين سنة.. فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ، وَأَنَا جِئْتُ لأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا. دانيال 9: 23. هكذا تسلح كل واحدٍ من آبائنا السابقين بسلاح الصلاة عندما قابلتهم شدائد، وبالصلاة خلصوا من الضيق

الأب أفراهات: يليق بنا ألا نقصر خدمتنا (صلواتنا) على أوقات معينة ثابتة للسواعي، بل أمرنا الرسول أن نصلي في كل حين.. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، وَلأَجْلِي، لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي، لأُعْلِمَ جِهَارًا بِسِرِّ الإِنْجِيلِ، الَّذِي لأَجْلِهِ أَنَا سَفِيرٌ فِي سَلاَسِلَ، لِكَيْ أُجَاهِرَ فِيهِ كَمَا يَجِبُ أَنْ أَتَكَلَّمَ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 18 - 20 بالروح، وأن نبقى ساهرين في الصلاة في كل لحظة، مصلين على الدوام بلا انقطاع. مرة أخرى يقول: لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 6 بكل أنواع الطلبة. مواظبين على الصلاة.. فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ، مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ، عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 12. بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 18 - 19. يحدثنا في كل موضع في رسائله بقوة أن نثابر على الصلاة، لأنه يعرف أن الصلاة هي سلاح القدير للمسيحيين، وحصن منيع، يصير قويًا بالله. الصلاة تفعل ما تشاء، حسب قدرة (إرادة) الله. أنها تصدر أوامر على الأرض وترتد إلى السماء

الأب مارتيروس: يليق بنا الإشارة إلى الخط الواضح في إنجيل لوقا وأعمال الرسل ألا وهو الصلاة. فيقدم لنا لوقا الإنجيلي يسوع المسيح صديقًا لكل البشرية. هذه الصداقة التي قدم ثمنها مسيحنا، دمه على الصليب، تستلزم منا الحديث المستمر معه. نذكر على سبيل المثال

أثناء عماد السيد المسيح: إِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ. لوقا 3: 21

وقبل اختياره للتلاميذ الإثني عشر وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ. لوقا 6: 12

وفي تجليه: صَعِدَ إِلَى جَبَل لِيُصَلِّيَ. وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا. لوقا 9: 28 - 29

قدم السيد المسيح ثلاثة أمثال عن الصلاة صديق نصف الليل.. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ، وَيَمْضِي إِلَيْهِ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ لَهُ يَا صَدِيقُ، أَقْرِضْنِي ثَلاَثَةَ أَرْغِفَةٍ، لأَنَّ صَدِيقًا لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ، وَلَيْسَ لِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ. فَيُجِيبَ ذلِكَ مِنْ دَاخِل وَيَقُولَ: لاَ تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ الآنَ، وَأَوْلاَدِي مَعِي فِي الْفِرَاشِ. لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ. أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَانَ لاَ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ. وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزًا، أَفَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟. لوقا 11: 5 - 13 القاضي الظالم والأرملة.. ينبغي أن يُصلي كل حين ولا يُمل.. وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ، قِائِلاً: كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لاَ يَخَافُ اللهَ وَلاَ يَهَابُ إِنْسَانًا. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ. وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةً: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي!. وَكَانَ لاَ يَشَاءُ إِلَى زَمَانٍ. وَلكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَخَافُ اللهَ وَلاَ أَهَابُ إِنْسَانًا، فَإِنِّي لأَجْلِ أَنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ تُزْعِجُنِي، أُنْصِفُهَا، لِئَلاَّ تَأْتِيَ دَائِمًا فَتَقْمَعَنِي!. وَقَالَ الرَّبُّ: اسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْمِ. أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا! وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟. لوقا 18: 1 - 8 مثل الفريسي والعشار اللذين صعدا إلى الهيكل ليصليا.. وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. لوقا 18: 9 - 13

عند حديثه عن نهاية الأزمنة ختم خطبته بالقول: اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ. لوقا 21: 36

أما سفر الأعمال فهو سفر الكنيسة المثابرة على الصلاة

هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ. أعمال الرسل 1: 14

وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. أعمال الرسل 2: 42

وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ، مُسَبِّحِينَ اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ. أعمال الرسل 2: 46 - 47

صَلَوَاتُكَ وَصَدَقَاتُكَ صَعِدَتْ تَذْكَارًا أَمَامَ اللهِ. أعمال الرسل 10: 4

وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ. أعمال الرسل 12: 5

كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. أعمال الرسل 12: 12


هذه الآية.. وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ. صموئيل الأول 12: 23. لا تخص الكاهن فقط، فكما يقدم الكاهن الذبيجة على المذبح عنا جميعاً كذلك لابد على كل واحد منا أن يقدم ذبيحة صلاة عن كل البشر.. نصلي من أجل الناس الذين حولنا ونعرفعم، نصلي من أجل ضعفاتهم ونقائصهم واحتياجاتهم وغفران خطاياهم وكل ما يخص حياتهم الروحية والنفسية والجسدية المادية، وأن يزيد رب المجد من نعمته وبركته عليهم.. وأيضاً نصلي من أجل الناس الذين لا نعرفهم، القريب منا أو البعيد عنا، ونصلي من أجل غفران الخطايا، ومن أجل المرضى، ومن أجل الذين في ضيقة أو أحتياج، ومن أجل المسافرين، ومن أجل المسجونين، ومن أجل المحاربين، ومن أجل الرؤساء ومتخذي القرار، وغيرهم.. نصلي من أجل البشرية ومن أجل كل البشر


المراجع: مقتطفات من

من  تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
تأملات
بعض من أقوال الآباء 


Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News