Saturday, December 28, 2013

الصلاة هي سلاحنا - العلامة ترتليان







 صلوا بلا انقطاع "   1  تس 17: 5"


الصلاة وحدها هي التي تغلب الله. لكن أكد السيِّد المسيح أنها لا تعمل لحساب الشر، وقد أعطاها كل فاعليتها عندما تُستخدم للخير. فهي لا تعرف إلاَّ أن تحول الضعفاء إلى القوة، وتشفي المرضى، وتحل المقيدين بالأرواح الشريرة، وتفتح قضبان السجون، وتفك قيود الأبرار

كما أنها تَغسل العيوب وتُثبط التجارب، وتُطفئ نيران الاضطهاد، وتُعزي النفوس الخائرة، وتُشجع المطروحين، وتُرشد المسافرين، تُهدئ الأمواج، وتُرهب اللصوص، وتُنعش المساكين، وتَضبط الأغنياء

الصلاة تُقيم الهابطين، وتُخلص الساقطين، وتُثبت الواقفين

الصلاة هي سور الإيمان. فهي تُسلحنا وتطلق سهامًا تجاه العدو المتربِّص لنا من كل ناحية.  فلن نكون عزَّل .  في النهار نكون واعين بواجبنا، وفى الليل بسهرنا. وإذ نحمل سلاح الصلاة نحرس لواء قائدنا  وننتظر مصلين لبوق رئيس الملائكة
فما حاجتنا بعد إلاَّ إلى الصلاة؟ فالرب يسوع نفسه كان يصلي له المجد والكرامة من دور فدور


علمني يا رب كيف أصلي
لترفع قلبي وفكري وكل أحاسيسي إليك
اَلتصق بك فأتمتع بإمكانياتك
هب لي ألاَّ أتوقف عن الصلاة
فهي نبضات قلبي الداخلي



Share

Monday, December 16, 2013

احفظني من صقيع الرياء - البابا غريغوريوس الكبير






"المحبة فلتكن بلا رياء، كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير"
 (ﺭﻭﻣﻴﺔ 12: 9)
عنقود يفسد مثل كرمة في بدء ازدهارها، ومثل زيتونة تطرح زهرها، فإن جماعة المرائين ستكون عقيمة
(ﺃﻳﻮﺏ 15: 33 )

لنتأمَّل كيف أن المرائي يفسد مثل كَرْمة في بدء ازدهارها، أو مثل زيتونة تطرح زهرها

إن كانت كرمة ما عندما تخرج زهورها يلمسها برد شديد خلال تغيُّر الجو فجأة، فتفقد كل رطوبتها أو خضرتها. هكذا يشتاق البعض إلى طرق القداسة بعد سلوكهم فترات من الشرّ. ولكن قبل أن تثبت فيهم الشهوات الصالحة يحل بهم نوع من ترف الحياة الحاضرة، فيرتبكون به في اهتمامات خارجيَّة، وإذ ينسحب فكرهم عن حرارة الحب الداخلي، كما لو صار صقيعًا، يُقتل فيهم كل ما بدأ يظهر فيهم من نبتات للفضيلة. فإنه بالتصرُّفات الأرضيَّة يصير الذهن باردًا للغاية، إن لم يثبت في الداخل

"ويكون مثل زيتونة تطرح زهورها"، فإنه إذ تكون الزيتونة قد أزهرت، وتتلامس مع ضبابٍ كثيفٍ، تتجرَّد من كمال الثمار. وكما أن الكثيرين من الذين يدخلون إلى الأعمال الصالحة يُمدحون كثيرًا من الذين يرونهم، وإذ يجدون لذَّة في مديحهم يحل ضباب على أفكارهم، فلا يعودوا يميِّزون بأيَّة نيَّة يفعلون هذا، فيفقدون ثمر عملهم، بضباب حب المديح. حسنًا قيل بسليمان: "لنبكِّر إلى الكرم، لنرى إن كانت الكروم قد أزهرت، وحملت الزهور ثمارًا"   نش ٧: ١٢ 



تُزهر الكروم عندما تقدِّم أذهان المؤمنين أعمالاً صالحة، لكنَّهم لا يحملون ثمرًا إن كانوا في هدفهم لا يستطيعون التغلُّب على الانتصار على ممارستهم الخاطئة




يبدو المراءون مثمرين ومخضرِّين في أعين زملائهم 
لكنَّهم في نظر الديَّان الخفي يظهرون بلا ثمر وذابلين

من يحميني من صقيع الرياء؟ 
من يحوِّط حول أعماقي من حب المديح؟
من يرعاني بعيدًا عن المجد الباطل؟
أنت وحدك مجدي وعزِّي! 
حبك يلهب قلبي بنارٍ سماويَّة، 
 فيبددِّ صقيع الرياء


Share

Friday, December 13, 2013

اﻷب اﺳﺤﻖ




من أقوال مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث

الذي يبرر نفسه، يبقى دائماً حيث هو، لا يصلح من ذاته شيئاً،
لأن ذاته جميل في عينيه بلا عيب، أما الذي يحاسب نفسه بدقه،
ولا يعذر نفسه مطلقاً مهما كانت الظروف،
فهذا هو الشخص الذي يمكن أن يتخلص من عيوبه معترفاً بنقائصه



كان اﻷب اﺳﺤﻖ، رﺟﻠًﺎ ﺑﺎرًا وﺗﻘﻴًﺎ. كان ﻳﺪرس اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻟﻴﻠًﺎ وﻧﻬﺎرًا ﻳﻄﺒّﻖ ﺑﺪﻗّﺔ كل أواﻣﺮﻩ. وﻗﺪ ذاع ﺻﻴﺘﻪ وﻗﺼَﺪَﻩ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮوﻧﻪ.  و ﻓﻴﻤﺎ كان ﻳﺘﻘﺪّم ﺑﺎﻟﺴﻦ كان ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺘﻌﺎﻇﻢ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﺮى أﺧﻴﺮًا ذﻟﻚ اﻹﻟﻪ اﻟﺬي كان ﻳﺨﺪﻣﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ.  ذات ﻣﺴﺎء، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺼﻠّﻰ هكذا: ﻳﺎ ربّ، إﻟﻪ ﺁﺑﺎﺋﻲ، اﺻﺮف وﺟﻬﻚ ﻋﻦ ذﻧﻮﺑﻲ، أﻧﻈﺮ إﻟﻲّ ﻧﻈﺮة ﺗﻌﻄّﻒ. وإذا كنت ﻗﺪ وﺟﺪت ﺣﻈﻮة ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ، ﻓﺎﻣﻨﺤﻨﻲ ﻧﻌﻤﺔ أﺧﻴﺮة: اﺳﻤﺢ  ﺑﺄن أرى وﺟﻬﻚ وﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺔ واﺣﺪة، ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻲ. ﺣﻴﻨﺬاك أرﻗﺪ ﺑﻨﻔﺲ
ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ رﻗﺎدي اﻷﺧﻴﺮ

ﻓﺴُﻤﻊ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺻﻮت اﻟﻘﺪوس، ﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻪ، ﻳﻘﻮل: ﻳﺎ اﺳﺤﻖ، ﺧﺎدﻣﻲ اﻷﻣﻴﻦ، ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ، ﻓﻐﺪًا ﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، كن ﻣﺴﺘﻌﺪًا، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺳﺄوﻣﺊ إﻟﻴﻚ
ﻓﻐﻤﺮ اﻟﻔﺮح اﻷب اﺳﺤﻖ واﺳﺘﻌﺪّ ﻟﻠﻘﺎء رﺑﻪ، ﺑﺎﻟﺼﻴﺎم وﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب. وإذ أﻗﺒﻞ اﻟﻐﺪ، أﺳﺮع إﻟﻰ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻗﻔﻞ راكضاً إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ

كاﻧﺖ ﺣﺮكة كبيرة ﺗﺪبّ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ. واﺳﺘُﻘﺒﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺘﺎﻓﺎت اﻟﻔﺮح . ﻓﻤﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ كاﻧﺖ كنته ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻌﺎدها ﻓﺄﻧﺠﺒﺖ أول أﺣﻔﺎدﻩ. وﺻﺎح ﺑﻪ اﺑﻨﻪ اﻟﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ: ﺗﻌﺎل واﻧﻈﺮه.  وﻟﻜﻨﻪ دﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ وهو ﻳﻐﻤﻐﻢ: ﺣﺴﻨا، ﺣﺴﻨا ﺟﺪًا.  ﺳﻨﺘﺮك اﻷﻣﺮ ﻟﻤﺮة أﺧﺮى، واﻧﺪﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺴﻠّﻢ اﻟﻤﺆدّي إﻟﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﺣﻴﺚ كان ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻪ أن ﻳﺼﻠّﻲ. واﺧﺘﻔﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻣَﻨَﻊَ ﺑﺼﺮاﺣﺔ أن ﻳﺰﻋﺠﻪ أﺣﺪ، ﺣﺘﻰ وﻟﻮ كان ذﻟﻚ ﺑﺪاﻋﻲ ﺣﻤﻞ اﻟﻄﻌﺎم إﻟﻴﻪ

ﻓﻴﻤﺎ كان ﻳﺼﻌﺪ اﻟﺪرﺟﺎت ﺑﺄﺳﺮع ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ، اﺻﻄﺪم ﺑﺄﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ، اﻟﺬي هتف ﺑﻪ ﻗﺎﺋﻠًﺎ: إن ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻗﺪ اﺗﻬﻢ زورًا. ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺄتِ ﻟﺘﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻪ،  ﺳﻴﺪﻳﻨﻪ ﻗﻀﺎة ﻇﺎﻟﻤﻮن. أﺗﻮﺳﻞ إﻟﻴﻚ، ﻓﻠﻨﺬهب كلاﻧﺎ دون أي ﺗﺄﺧﻴﺮ! وﻟﻜﻨﻪ ﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ: ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﻴﻮم، وﻗﺪ أﺧﺬﻩ رﻋﺐ ﻣﺠﻨﻮن ﻟﺪى ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎل ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻣﻮﻋﺪﻩ

وﻟﻤﺎ ﺻﺎر وﺣﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ، أﺧﺬ ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻧﺘﻈﺮ. اﻧﺘﻈﺮ كل ﻓﺘﺮة اﻟﺼﺒﺎح، اﻧﺘﻈﺮ كل ﻓﺘﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ. وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺪوس، ﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻪ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴُﻈﻬﺮ ذاﺗﻪ ﺑﻌﺪ.  ﻓﻜّﺮ،  ﻻ ﺑﺪ أن ﺻﻼﺗﻲ ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ اﻟﺤﺮارة.  ﻗﺪ أكون أﻃﻠﺖ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻮق اﻟﻠﺰوم ﻣﻊ اﺑﻨﻲ أو ﺗﻠﻤﻴﺬي.  ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﺻﻮات اﻟﺸﺎرع ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺸﺮود.  ﻟﺬا ﺻﻤّﻢ أن ﻳﺴﺠﺪ وأن ﻻ ﻳﺒﺪي ﺣﺮاكاً ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ

وﻟﻜﻨﻪ ﻋﺒﺜًﺎ ﺣﺎول ﺳﺪّ أذﻧﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاخ واﻟﻀﺠﻴﺞ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪا ﻓﺠﺄة ﻣﻦ اﻟﺴﻠّﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻌﻪ ﺗﺠﻨّﺐ ﺳﻤﺎع اﻟﺼﻮت اﻟﺬي كان ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻲ أذﻧﻪ ﺑﻨﺒﺮة ﺛﺎﻗﺒﺔ: ﺑﺎﺳﻢ اﻹﻟﻪ اﻟﺤﻲّ، ارﺣﻤﻨﻲ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪ، أﻋﻄﻨﻲ ﻗﻠﻴﻠًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل، ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺤﺮوم ﻣﻦ كل ﺷﻲء وأﻧﺖ ﻏﻨﻲ.  وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺣﺘﻰ وﻻ ﺑﺮﻓﻊ رأﺳﻪ.  وكان اﻧﻔﺮاﺟﻪ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻜﺘﺖ أﺧﻴﺮًا أﻧّﺎت اﻟﺪﺧﻴﻞ وﻗﺪ ﻃﺮدﻩ اﻟﺨَﺪَم ﺑﻀﺮﺑﺎت كبيرة

ﻋﺎد اﻷب اﺳﺤﻖ إﻟﻰ اﻧﺘﻈﺎرﻩ اﻟﻤﻨﻔﺮد. ﺣﻞّ اﻟﻤﺴﺎء ﺛﻢ هبط اﻟﻠﻴﻞ ، وﻟﻜﻨﻪ كان ﻻ ﻳﺰال وﺣﻴﺪًا.  وأﺧﻴﺮًا اﻧﻔﺠﺮ ﻳﺄﺳﻪ. ﻓﻤﺰّق ﺛﻴﺎﺑﻪ وﺷﻜﺎ ﺑﺤﺮارة: ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖُ ﺑﺤﻘّﻚ، ﻳﺎ اﻟﻬﻲ، ﺣﺘﻰ اﻧﻚ ﻧﺴﻴﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ هذا اﻟﻤﻨﻮال؟  كيف ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻬﻤﻞ أﻧﺖ ﻋﻠﻰ هذه اﻟﺼﻮرة ﻣﺎ ﻗﻄﻌﺘﻪ ﻣﻦ وﻋﻮد؟

ﻋﻨﺪ ذاك ﺳُﻤﻊ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺻﻮت اﻟﻘﺪوس ﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻪ، ﻳﻘﻮل ﺑﺼﺮاﺣﺔ: ﻟﻢ أﻧﺴﻚْ ﻳﺎ اﺳﺤﻖ. ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺘﻴﻦ، أرﺳﻠﺖُ بطلبك

وﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﺗﻴﺖُ ﺑﻨﻔﺴﻲ. وﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﺼﻎِ إﻟﻲّ ﻗﻂ، وﻗﺪ ﺗﺮكتني أُﻃﺮد ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻚ

منقول


Share

Monday, December 9, 2013

من كلمات الأنبا موسى الأسود


ينبغي لنا أيها الحبيب أن نجتهد بقدر استطاعتها بالدموع أمام ربنا ليرحمنا بتحننه. لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالفرح

الأنبا موسى الأسود


Share

Wednesday, December 4, 2013

القديس العظيم أبى سيفين





نشأه القديس

  ولد القديس العظيم أبى سيفين عام 225م فى مقاطعة (سيكطس) رومانيا حالياً

وسمى بإسم (فيلوباتير) وهو أسم يونانى معناه ...  محب للآب
  
وكان والديه وثنيين لكنهما أعتنقا المسيحية عن طريق رؤية سماوية ، فأعتنقا الامير (جورديانوس) والد القديس وصار إسمه فى المعمودية (نوح) واعتمدت زوجته باسم ( سفينة) إشارة الى نجاتهما ،اما فيلوباتير اعتمد باسمه ، واعتمد كل اهل بيتهم

وبدأت الاسرة السلوك بمخافة الله وحسب وصاياه وصار الملاك ميخائيل شفيع الاسرة
 
 إلتحاقه بالجيش
التحق القديس بالجيش وهو فى سن السابعة عشر من عمره وكان معروف عنه بالشجاعة فى الحروب ومنحه الله مواهب كثيرة وكان لا يهاب شئ ويثق فى أن الله معنا ...وكان لسان حاله يقول ...  أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى 
حتى اعجبوا به كل الرؤساء حيث انه فيه سمات القائد الشجاع الماهر وكان افضل حامل سلاح فى فرقته

وأطلقوا عليه لقب (مرقوريوس) وهو اسم احد الكواكب ويرمز للنصر والجلال

ومع كل هذا كان فيلوباتير متضعاً جداً يحفظ نفسه وقلبه وروحه وجسده طاهراً
 
 حرب البربر

وفى حرب البربر امر الامبراطور الجيش بالهجوم عليهم وكان من ضمن الجيش البطل فيلوباتير مرقريوس وبينما كانت المعركة فى أشد مراحلها ..
ظهر ملاك الرب للقائد مرقوريوس فى شبه رجل منير يرتدى ملابس بيضاء وفى يده سيفاً وخاطبه قائلاً: " يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح أنى أرسلت إليك لأساعدك وأقودك للنصر فخذ هذا السيف من يدى وحارب به البربر وعندما تغلب أذكر الرب إلهك."

وهنا شعر القديس بقوة إلهية تغمره وأسرع وقتل ملك العدو واعداد غفيرة من
قواد وجنود الاعداء حتى ان البربر اصابهم زعر وهربوا من أمامه.
وعندما علم ديسيوس الملك بالنصر العظيم الذى حققه البطل مرقوريوس
 أحضره وقام بتكريمه ومنحه ألقاباً ونياشين كثيرة وعينه القائد الأعلى للقواد المسلحة الرومانية
 
رسالة من السماء

+ ظهر له الملاك ميخائيل أثناه صلاته " واخبره بأنه سوف ينال العذابات العديدة على اسم ربنا يسوع المسيح وأنه سوف يكون حافظاً له وسيقويه حتى يكمل شهادته .
طلبه الامبراطور ومدحه وتوجه هو وكل اعوانه للمعبد لتقديم القرابين للآلهه ظناً منه انها سبب النصر اما البطل مرقوريوس انصرف الى معسكره.. فوشى به احد الحاقدين عليه للامبراطور انه لم يقدم القرابين والسجود للآلهه كما امر المنشور الامبراطورى

فصعق الإمبراطور عند سماعه لهذا الخبر وارسل له ليتحقق بنفسه قائلاً له

لقد جعلتك قائدا اعلى للقوات المسلحة ووهبتك كرامات ونياشين كثيرة بسبب جرائتك وقد وهبتك الآلهه النصر فهل انت تزدرى بها حقاً ولم تقدم لها التكريم والشكر والعبادة الائقة؟

فأجاب البطل بكل شجاعة:-" ان آلهتك المصنوعة من الحجارة لاتهب النصر او الفشل فهى لها افواه ولم تتكلم ولها أعين ولم ترى ولا تبصر ، لها أذان ولم تسمع مثلها يكون صانعها ، اما انا فقد انتصرت على البربر بقوة ونعمة ربى والهى يسوع المسيح 

فنزع الاوسمة والنياشين فى شجاعة متناهية وهو يقول:- "لتكن لك كرامتك يا جلالة الامبراطور وليرجع لك كل ماقدمته لى .. لانى لم اعبد الا ربى ومخلصى يسوع المسيح الذى يحق له كل اكرام وسجود وهنا القى القديس
المنطقة الذهبية عند اقدام الامبراطور وهو يصيح مجاهراً :-" انا مسيحى اسمعوا كلكم . انا مسيحى"

وكان الامبراطور غير مصدق كل ماسمعه من البطل وشجاعته ونظر له ولوجهه البارع الجمال الوردى اللون المختلط بالبياض .. واخد يلاطفه محاولاً ان يثبته عن عزمه بإغرائات كثيرة ولكن القديس كان مثل الصخر وصاح بكل شجاعة " انا لن اترك عبادة إلهى يسوع المسيح من أجل كرامات وقتية فانية .. وسأظل بنعمته أميناً له حتى الموت

وهنا هدده الامبراطور بالعذاب الشديدة ولكن البطل اجاب عليه قائلاً  " لى الحياه هى المسيح والموت هو ربح" ان العذاب على اسم ربى هو شرف كبير لىّ ، اعلم يا سيدى الملك انى مستعد لا انا أتألم فقط بل انا اموت على اسمه
القدوس. ثم صرخ فيه بكل شجاعة قائلاً : كل ماتريد ان تفعله بى إفعله ولا تتردد
 
سلسلة من العذابات

فأمر الامبراطور بأن يجرد من ملابسه ويربط بين أربعة أوتاد على أرتفاع ذراع من الأرض وان يضرب بدبابيس حادة ووقف ينظره متعجباً من صبره واحتماله للآلام واخذ يستهزا به قائلا .. "اين هو إلهك؟ واين شجاعتك وقوتك فى الحروب ؟  وامر ان يمزقوا جسده بأمواس حاده وأن يشعلوا تحته جمراً ليحترق ولكن سرعان ماإنطفأت النار بسبب سيول الدماء النازفة بغزاره من جسده
 
ثم ألقوا به فى السجن وكان على وشك الموت من كثرة مانال من عذابات
وكان يلتقط انفاسه بصعوبة شديدة ... وإذ بالسجن أضاء بنور شديد وظهر له ملاك الرب وقواه ولمس جراحه وشفاه من كل ألم حتى نهض ووقف يسبح ويمجد الله
واندهش الامبراطور عندما رآه فى اليوم التالى واشد غيظاً وعهده بعذابات شديدة لم يتراجع عن عنده اما القديس فكان قوياً شجاعاً
 
فغضب وامر باحضار اسياخ حديدية محماه لتوضع تحت القديس وأن يسلط على جانبيه مشاعل نارية متوهجة
واثناء التعذيب فوجئ الجميع بإنتشار رائحة زكية جداً عطرت المكان كله بدلاً من رائحة الدخان ،  وأعلن الجمع الحاضر الايمان بالرب يسوع ونالوا اكاليل الشهادة

فصعق الامبراطور وامر ان يعلق القديس فى شجرة منكس الرأس وأن يربط فى عنقه حجر ضخم حتى يختنق ويموت سريعاً ولكن ظل القديس قوياً يحتمل العذابات، وألقوا به فى السجن حتى يلفظ أنفاسه
ولكنه ظل يصلى هذه الليلة كلها
وظهر له الملاك وقواه وشفاه

وكانت المفاجأه المحزنة للامبراطور ، اذبه يجد مرقوريوس على قيد الحياه وسليم تماماً وقال له " يا مرقوريوس اشفق على جسدك واعدل عن عنادك لتستريح .... اما القديس قال له :-" فإنى احسب ان آلام الزمان الحاضر لاتقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا."   ولما رأى الامبراطور ان لا أمل فى اقناعه أمر بإحضار سوطاً مثبتاً فى أطرافه أربعة قطع حديدية وان يجلدوه به حتى يتناثر لحمه وينزف دمه

اما البطل فكان كالحجر الماس إذا أختبر حلاوة الألم لانها الوسيلة التى يتذوق بها حلاة الملكوت
وهكذا وقف القديس بكل شجاعة ولسان حاله يقول : لا يوجد شئ فى العالم يستطيع أن يحولنى عن إيمانى بالمسيح .. لاسيف ولا صليب .. ولا أنياب الوحوش الضارية ولا النار المتلهبة. وها هو جسدى أمامكم أفعلوا به ماتريدون !!
 
فشل كل محاولات الامبراطور

وأخيراً عندما فشلت كل المحاولات.. امر بأخذه الى قيصرية الكبادوك لتؤخذ رأسه هناك بحد السيف. وهناك طلب منهم أن يتركوا ليصلى قبل تنفيذ الحكم،
 
ظهور رب المجد له

وبينما كان القديس مستغرقاً فى الصلاه شاخصاً الى السماء ظهر له السيد المسيح له المجد بنور بهائه العظيم وحوله جوقة من الملائكة ورؤساء الملائكة وخاطبه قائلاً
 
 ياحبيبى مرقوريوس .. قد صعدت صلواتك وطلباتك إلىّ.. فتعال الآن لتستريح مع الأبرار وترث إكليل الحياه
 
 إن أسمك سيكون شائعاً فى كل المسكونة كما ستظهر قوات كثيرة فى البيع التى ستبنى على إسمك 

  والذى يكتب سيرة شهادتك سأكتب إسمه فى سفر الحياه

  ومن يطيب رفاتك على الأرض سألبسه الحلل النورانية فى يوم الدينونة

  وكل من يبنى بيعة على اسمك سأعد له مسكناً فى أورشاليم السمائية كما أجعل الملاك ميخائيل لكل بيعة

على أسمك الى الأبد .. ويحفظ خطوات من يأتى إليها فى يوم تذكارك لسماع أتعابك وأخذ بركتك .. وأقبل سؤالك

  وكل من يهتم بعمل وليمة للمساكين فى يوم عيدك أجعله مستحقاً للجلوس فى وليمة عرس السماء 

  وكل من يكون فى شدة ويدعونى بإسمك أخلصه 

  وكل أمرأة عاقر إذا سألتنى بإسمك سأمنحها البنين

  وكل من يسمى ولده بإسمك تكون بركتى عليه ولا يكون عنده غلاء ولا وباء طوال أيام حياته على الأرض
 
نواله لإكليل الشهادة

وعندما انتهى السيد المسيح من حديثه مع القديس ..إختفى بعد ان باركه ففرح جداً وسجد خاشعاً ثم إلتفت الى السياف والجند المحيط به وقال لهم وهو متهلل
الأن تمموا كل ما أمرتم به 
فتقدم السياف وضرب رأس القديس ضربة حادة فصلت رأسه عن جسده فنال إكليل الشهادة على إسم المسيح
وكان ذلك فى الساعة الثالثة من النهار فى يوم 25 هاتور الموافق 4 من شهر ديسمبر عام 250م وكان يبلغ من العمر 25 سنة

بركة وصلاة القديس العظيم أبى سيفين فلتكن معنا
آميـــــــــــــــــــــــــــن

تحتفل الكنيسة بثلاثة تذكارات سنوية للقديس  


  عيد أستشهاده فى 25 هاتور الموافق 4 ديسمبر 

  عيد تكريس أول كنيسة بإسمه فى قيصرية الكبادوك فى 25 أبيب
أول أغسطس .. وقد تم تكريس كنيسته الأثرية فى مصر القديمة
بعد ذلك فى نفس التذكار 

 تذكار وصول ذخيرة من رفات الشهيد فى 9 بؤوبة الموافق 16يونية 

بركة صلوات القديس فيلوباتير أبى سيفين تكون مع جميعكم
آميـــــــــــــــــن


Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News