Tuesday, February 25, 2014

الصوم و الرياء - قداسة البابا تاوضروس الثانى





كثيرا ما يكون الإنسان غير واضح مع نفسه و كأنه يرتدي قناع 

يواجه به الناس و يتكلم به معهم، أخطر ما يواجه الإنسان السائر 
في طريق الرب أن يعاني من خطية الرياء أو ما نسميه بشكلية العبادة 
الصوم هو ممارسه تعبدية و لكن يجب أن تخلوا من الرياء
فالرياء خطية خفية تتسلل إلى نفوس المتعبدين

البابا تواضروس الثاني


الصوم و الرياء 


يطلق البعض على فترة الصوم المقدس موسم التوبة و لكن التوبة هى فى كل وقت و كل حين و لكن فترة الصوم المقدس فترة لا يعادلها فترة فى ايام السنة كلها تحتاج منا لاستعداد و هذا اﻻستعداد هو استعداد زمنى و استعداد قلبى و استعداد جسدى و لكن المهم ان كيان اﻻنسان يستعد لهذه الرحلة المهمة جدا التى تاتى مرة واحده فى كل عام

و اصحاح 58 من سفر اشعياء يتحدث عن الصوم المقدس

فترة الصوم هى فترة مهمة يكون فيها اﻻنسان صادقا مع نفسه لانه خلال العام و بحسب حياة اﻻنسان كثيرا ما يكون اﻻنسان غير واضح مع نفسه و كأنه يرتدى قناع يواجه به الناس و يتكلم به معهم، اخطر ما يواجه اﻻنسان السائر فى طريق الرب ان يعانى من خطية الرياء او ما نسميه بشكلية العبادة
الصوم هو ممارسه تعبدية و لكن يجب ان تخلوا من الرياء فالرياء خطية خفية تتسلل الى نفوس المتعبدين ففى هذا اﻻصحاح يشرح لنا كيف يمكن ان يكون اﻻنسان واقع فى هذه الخطية دون ان يدرى ، فمثلا فى ايات الاصحاح العدد يقول "اياي يطلبون يوما فيوما" و لكن هذه الصلاة الظاهرة هى من الشفتين او من اللسان و لا تتعدى ذلك فالاعماق كما هى لا تتغير، لذلك عندما يترك صلواته تجده يتصرف تصرفات غير مقبولة و غير لائقة و لا تتفق مع تصرفات الصلاة التى عاشها فى صلاة مستمرة و لكن مخادعة للانسان

مظهر اخر من مظاهر الرياء المعرفة العقلانية

تشعر و انت جالس مع الشخص انه موسوعة و لكن ليست موسوعة اتضاع و لكن موسوعة كبرياء يفتخر بذاته و بما حصله من معارف و نقرأ فى متى 23 "ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون"و كانت طائفة الكتبة و الفريسيون هم من قمة طوائف اليهود، فكلمة فريسي معناها مفرز و على الكتبة انهم اشخاص متميزون جدا (الكتبة هم الناسخون) و يقول عنهم الكتاب "يسرون بمعرفة طرقى كأمة"

اﻻمر الثالث فى هذا الرياء هو اظهار الغيرة و نسميه احيانا ناموسى

ناموسي بمعنى حرفى، و الحياة المسيحية عندما تقرأها تجدها تعتمد على الحياة القلبية و تعتمد على على الروح و لا تعتمد على الحرف، و من يحيا بالحرف يتأخر و من يعيش بالناموس و فكر الناموس الجاف دون روحه يكون متأخر كثيرا، لذلك قال ربنا يسوع المسيح "ما جئت لانقض بل لاكمل فالمقصود هو ان يكمل الفهم، فتقرأ العهد القديم بروح العهد الجديد، مثل ما تقرأ رسالة العبرانين فهى رسالة فى العهد الجديد و لكنها تحكى كيف نفهم العهد القديم بروح العهد الجديد

صورة رابعة من صور الرياء ان اﻻنسان يتظاهر انه قريب من الله

"و يسرون بالتقرب الى الله" من خلال طقوس و ممارسات معينة يتظاهر انه قريب من الله و حقيقته من الداخل غير ذلك، تصور انسان يقضى يومه صوما و يمارس ممارسات و ياتى بعد فترة الصوم (فى نفس يوم الصوم) غضبه يظهر او سلوكه ينحرف، فترة الصوم هى فترة لكى ما تساعد اﻻنسان فى نموه الروحى
ويأتى السؤال لماذا الصوم الذى تحدث عنه اﻻصحاح كان مرفوضا ؟؟
هناك ثلاث اسباب واضحة فى العدد 3-4-5

اول شئ ان هذا الصوم كان بلا ضبط

هو صوم يسر صاحبه لا يسر الله، فهو صوم غير منضبط لا يسير بنظام هو احيانا يستعرض امكانياته و قدراته

الرفض الثانى ان هذا الصوم كان بلا صمت

الصوم ليس عن الطعام فقط بل ايضا عن الكلام فهذا الصوم المرفوض ليس فيه صمت بل فيه خصومة مع الغير و فيه ادانة للاخرين

ايضا هذا الصوم مرفوض لان هذا الصوم بلا تذلل

هو شكل و بلا جوهر فهو مجرد منظر داخلى، و الكنيسة ترتب قداسات لاوقات متاخره لتساعد اﻻنسان فى هذا كوسيلة تساعدك فى سلامة الحياة الروحية

كيف نصوم و كيف ننال بركات هذا الصوم ؟؟

اول بركة ان هذا الصوم فيه استجابة للصلوات لانك عندما تحيا جو الصوم تشعر بالانسحاق و الخشوع و تخرج صلواتك من داخلك عميقة و تدخل فيها روح اﻻيمان، صلوات مرفوعة من قلب نقى

بركة اخرى من بركات هذا الصوم ان يصير الرب لذة للانسان، فانت تصوم عن الطعام لكى تتحول لذة الطعام فى داخلك الى لذة للرب و يكون المسيح هو لذتك و كما يقول معلمنا داود النبى فى احد مزاميره
"تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك"

بركة اخرى من بركات الصوم ان اﻻنسان يشعر بارتفاعه و كما يقول داود النبى ليت لى جناحا كالحمامة فاطير و استريح، يرتفع فوق الماديات و حتى فوق احتياجات الجسد و يشعر ان رباطات اﻻرض تصير ضعيفة و يشعر انه يقترب من السماء و يحيا بهذه الروح

ايضا من بركات الصوم ان اﻻنسان ينال الصحة الجسدية، تقريبا ثلث سكان العالم نباتيون و الطعام النباتى يمنح اﻻنسان شكل من الطاقة الهادئة فلا يكون الطعام مثير فى جسده او فى حياته فيعطيه صحة جسدية و يقول فى اﻻصحاح "تنبت صحتك سريعا"

ايضا فى الصوم ينال اﻻنسان استنارة و لا اقصد للعين الجسدية و لكن العين القلبية عندما يقرأ اﻻنجيل يفهم اكثر و عندما يشارك فى التسبيح يعيش اكثر و عندما يمارس مطانيات يتمتع اكثر

لذلك ادعوك فى فترة الصوم القادم اقرأ هذا اﻻصحاح يوميا و قس نفسك عليه كتدريب روحى  ( اصحاح 58 ) من سفر اشعياء النبى
فى فترة الصوم المقدس تقدم لنا ثلاثة انواع من الغذاء


غذاء روحى و غذاء ذهنى و غذاء نسكى

العذاء الروحى:- الذى تقدمة الكنيسة هو كل شكل العبادة و ممارسة اﻻسرار، جميل ان تتقابل مع اب اعترافك قبل الصوم و تضع خطة للصوم و لا تتكاسل فى تنفيذها

الغذاء الذهنى:- الذى يعتمد اساسا على القراءات اﻻنجيلية و الكنيسة تعلمنا فى فترة الصوم المقدس ان تقرأ النبوات، و الكنيسة تقرأ النبوات فى باكر و يتاح لك ان تقرأ سفرا من اسفار النبوات و يمكنك ان تاخذ سفرا واحدا مثل اشعياء ارمياء او تاخذ مجموعة اسفار مثل اسفار اﻻنبياء الصغار لكن يجب ان تقرأ يوميا و ليست قراءة فقط بل ادرس و افهم و عيش، و قراءة النبوات مفيدة جدا و تكشف مقاصد الله فى حياتك

الغذاء النسكى:- نسكياتك هامة جدا فى الصوم الانقطاع شئ مهم لتقوية اﻻرادة فانت امام الطعام مع انه متاح تتوقف عنه قليلا ايضا الطعام النباتى هو طعام هادئ الطاقة و هو طعام صحى و طعام مفيد للانسان ، ايضا المطانيات (سجدات التوبة) من القلب و ليس بالجسد و هى مرتبطة بالصلوات فيها الصلاة القصيرة ياربى يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطئ، و انت تسجد و ترشم نفسك بعلامة الصليب ممكن تبتدأ ب12 مطانية فى اول يوم و تزداد كل يوم مع الصوم و تقدمها بروح الصلاة و تقدمها طول النهار او فى اخر الليل و تقدم هذه المطانيات كوسيلة مساعدة لتركيز الذهن فيها تعب و هذا التعب يذكرك باتعاب المسيح من اجلك ، ايضا فترات اعتكاف و يكثر منها و يستفيد منها كفترات تأمل و قراءة و صلاة او ترنيم و تسبيح

فترة الصوم يا أخوتى يحكمها اﻻية التى تقول كل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ كورينثوس اﻻولى 9:25 و ايضا فترة الصوم ينطبق عليها اﻻية الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج ، الذين يزرعون بدموع التوبة فى فترة الصوم يحصدون بالابتهاج فى القيامة
 
قداسة البابا تاوضروس الثانى 
الاربعاء 19 فبراير 2014م



Share

Tuesday, February 18, 2014

تذكار دخول السيد الى الهيكل






وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ
رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا

إشعياء 11: 10


من هو سمعان الشيخ


أن بطليموس أرسل إلى أورشليم ليختاروا سبعين شيخاً ممن يجيدون اللغتين العبرية واليونانية لهذه الغاية السامية، كان أحد السبعين سمعان( شمعون)، فأبتدوا بترجمة هذه الأسفار بهمة عالية وإيمان متين ثقيل، ولما كان شمعون كبقية السبعين شيخ، وكل منهم كان قد بلغ السبعين من عمره أيضاً. لما بلغ إلى الآية التي كتبها إشعياء عن قول الرب «ويعطيكم الرب الإله نفسه آية هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعو اسمه عمانوئيل»

تحير شمعون كيف أن العذراء تحبل وتلد، وتلد مولوداً يدعى عمانوئيل، الذي كما ذكر الرسول متى عندما استشهد بهذه الآية قائلاً: «الذي تفسيره الله معنا»، كلمة عمانوئيل السريانية لغة أولئك القوم يومذاك، تعني أن الله معنا. بتول عذراء تحبل وتلد، وتلد إنساناً يسمى الله معنا، هذا عجب عجاب، وأفتكر شمعون الأنسب أن لا أذكر عذراء لئلا يضحك عليّّ من يقرأ هذه الآية باللغة اليونانية، فكتب الشابة:  هوذا الشابة تحبل وتلد

وفي اليوم التالي رأى وإلا العبارة قد تغيرت، وذُكرت الكلمة «عذراء»، ثلاثة أيام حدث له ذلك، حينذاك طلب إلى الرب أن يُعلن له السر، فجاءه ملاك الرب في حلم ليقول له، إنّ الرب لإيمانك سمح أن لا ترى الموت حتى تبصر بعينيك إتمام هذه الآية الرب نفسه (هو الرب بالذات) يعطي آية أن العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل



Share

Tuesday, February 11, 2014

تأملات و رسائل فى سفر يونان





رسالة حب ، رسالة رجاء ، رسالة توبة

رسالة حب


فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمًّا شَدِيدًا، فَاغْتَاظَ. وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ
يونان 4: 1 - 2

أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟
 يونان 4: 11

يا للعجب   ...  إن محبة ربنا الغير محدودة
جعلت يونان يغتم غماً شديداً من كتر طول اناته و رحمته 

أما أنا فلن أغتم بل سأفرح جداَ  
لأن في هذا خلاصى لانى لست نبياً كيونان
و إنما خاطئ جداً كأهل نينوى

رسالة رجاء


فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ، وَقَالَ: دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي
يونان 2: 1 - 2

فَقُلْتُ: قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيْكَ. وَلكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ 
يونان 2: 4

حِينَ أَعْيَتْ فِيَّ نَفْسِي ذَكَرْتُ الرَّبَّ، فَجَاءَتْ إِلَيْكَ صَلاَتِي إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ
يونان 2: 7

و أنا أيضاً يارب 
فاشل  …   خاطئ …   وحيد …   منهار …  
 تعبان  … يائس  ...  ضعيف  
لكن

مش ها تسيبني  …  ها تقبلني  …  هل تغيرني  ها ترحمني
ها اتحسن    ...   ها اتصلح  


 رسالة توبة

فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. وَنُودِيَ وَقِيلَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ قَائِلاً: لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ، وَيَصْرُخُوا إِلَى اللهِ بِشِدَّةٍ، وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ، لَعَلَّ اللهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ
يونان 3: 5 - 9


وأنا  أيضا …  أشتهى ان أتوب …  وأصير انسان روحى    
و أرجع عن طرقي الرديئه ... وأنزل عن كرسي كرامتى وكبريائى  
ولا أذق من شهوات الجسد ما يتعبنى  

 إسمع صراخي يا سيدى … و الى صلاتى أمل اذنيك  



Share

Saturday, February 8, 2014

نياحة القديس أنبا (الأنبا) بولا أول السياح


امشير - 2 أمشير

في مثل هذا اليوم من سنة 341 م تنيح القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح. كان هذا القديس من الإسكندرية، وكان له أخ يسمي بطرس، وبعد وفاة والدهما، شرعا في قسمة الميراث بينهما، فلما أخذ أخوه الجزء الأكبر تألم بولس من تصرف أخيه وقال له: لماذا لم تعطني حصتي من ميراث أبي؟ فأجابه لأنك صبي واخشى إن تبدده، أما أنا فسأحفظه لك. وإذ لم يتفقا، مضيا للحاكم ليفصل بينهما. وفيما هما ذاهبين، وجدا جنازة سائرة في الطريق، فسال بولس (بولا) أحد المشيعين عن المتوفى، فقيل له إنه من عظماء هذه المدينة وأغنيائها، وهوذا قد ترك غناه وماله الكثير، وها هم يمضون به إلى القبر بثوبه فقط. فتنهد القديس وقال في نفسه: ما لي إذن وأموال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان. ثم التفت إلى أخيه وقال له: إرجع بنا يا أخي، فلست مطالبا إياك بشيء مما لي. وفيما هما عائدين انفصل عنه بولس (بولا) وسار في طريقه حتى وصل إلى خارج المدينة. فوجد قبرا أقام به ثلاثة ايام يصلي إلى السيد المسيح إن يرشده إلى ما يرضيه. أما أخوه فانه بحث عنه كثيرا، وإذ لم يقف له علي اثر حزن حزنا عظيما وتأسف على ما فرط منه

أما القديس بولس (بولا) فقد أرسل إليه الرب ملاكا أخرجه من ذلك المكان وسار معه إلى أن آتى إلى البرية الشرقية الداخلية، وهناك أقام سبعين سنة لم يعاين أثناءها أحدا. وكان يلبس ثوبا من ليف، وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة في كل يوم. ولما أراد الرب إظهار قداسته وبره، أرسل ملاكه إلى الأب العظيم أنطونيوس، الذي كان يظن انه أول من سكن البرية، وقال له: يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدميه، وبصلاته ينزل الرب المطر والندي علي الأرض، ويأتي بالنيل في حينه. فلما سمع أنطونيوس هذا قام لوقته وسار في البرية الداخلية مسافة يوم. فارشده الرب إلى مغارة القديس بولس (بولا) فدخل إليه وسجد كل منهما للآخر وجلسا يتحدثان بعظائم الأمور. ولما صار المساء أتى الغراب ومعه خبزة كاملة. فقال القديس بولس (بولا) للقديس أنطونيوس: الآن قد علمت انك من عبيد الله. إن لي اليوم سبعين سنة والرب يرسل لي نصف خبزة كل يوم، أما اليوم فقد أرسل الرب لك طعامك، والآن أسرع واحضر لي الحلة التي أعطاها قسطنطين الملك لأثناسيوس البطريرك. فمضي إلى البابا أثناسيوس أخذها منه وعاد بها إليه. وفيما هو في الطريق رأي نفس القديس الأنبا بولا والملائكة صاعدين بها. ولما وصل إلى المغارة وجده قد تنيح، فقبله باكيا ثم كفنه بالحلة واخذ الثوب الليف. ولما أراد مواراة جسده الطاهر تحير كيف يحفر القبر، وإذا بأسدين يدخلان عليه وصارا يطأطأن بوجهيهما علي جسد القديس، ويشيران برأسيهما كمن يستأذناه فيما يعملان. فعلم انهما مرسلان من قبل الرب، فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه بمخالبهما. وحينئذ وارى القديس أنطونيوس الجسد المقدس وعاد إلى الأب البطريرك واعلمه بذلك، فأرسل رجالا ليحملوا الجسد إليه. فقضوا أياما كثيرة يبحثون في الجبل فلم يعرفوا له مكانا، حتى ظهر القديس للبطريرك في الرؤيا واعلمه إن الرب لم يشأ إظهار جسده فلا تتعب الرجال، فأرسل واستحضرهم

أما الثوب الليف فكان يلبسه الأب البطريرك ثلاث مرات في السنة أثناء التقديس. وفي أحد الأيام أراد إن يعرف الناس مقدار قداسة صاحبه فوضعه علي ميت فقام لوقته. وشاعت هذه الأعجوبة في كل ارض مصر والإسكندرية

صلاته تكون معنا آمين

---

أمشير هو الشهر السادس من التقويم المصري. وفي التقويم الجريجوري يبدأ من 8 فبراير إلى 9 مارس. واسم الشهر مشتق من مجير وهو رمز الريح لدي قدماء المصريين، وقد اشتهر الشهر بهبوب الرياح القوية، وبرودة الجو الشديدة

 
Share

Friday, February 7, 2014

محبة النفس


محبة النفس

المحبة الحقيقية للنفس هي أن تحفظ لها طهارتها ونقاوتها، ولا تسمح لها أبداً أن تنفصل عن الله بالخطية بل تحب الله من كل القلب ومن كل الفكر.. تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. متى 22: 37

والمحبة الحقيقية للنفس هي تدريبها على النمو الروحي حتى تصل ٳلى حياة القداسة وٳلى الكمال

من كلمات (أقوال) مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث


Share

Wednesday, February 5, 2014

يسوع الناصري


ٳسم يسوع من الكلمة العبرية يشوع وهو يُنطَق في اللغة العبرانية يشوع ومعناه مُخَلِّص أو فادي

ٳسم يسوع من الكلمة اليونانية ٳيسوس ومعناها مخلص

ٳسم يسوع من الكلمة الإنجليزية
Jesus of Nazareth

ٳسم يسوع من الكلمة (اللغة) القبطية
Ⲓⲏⲥⲟⲩⲥ Ⲡⲓⲭⲣⲓⲥⲧⲟⲥ = Ⲓⲏⲥ̅ Ⲡⲭⲥ̅

ٳسم يسوع من الكلمة الأمهرية
ኢየሱስ

ٳسم يسوع بالصيغة العربية للاسم العبري يشوع ومعنى اﻹسم يهوه مخلص

بهذا اﻹسم سمي رب المجد يسوع من الملاك جبرائيل عند بشارته للسيدة العذراء مريم.. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. لوقا 1: 31

فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ. متى 1: 21

ويسوع هو ٳسمه الشخصي. أما المسيح فهو لقبه

ٳسم المسيح (الكلمة معناها) الممسوح أو المفرز أو المخصص وكانت المسحة في العهد القديم خاصة بالملوك.. صموئيل النبي يمسح داود ملكاً.. وَامْسَحْ لِيَ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ. صموئيل الأول 16: 3

وخاصة بالكهنة فقد دهن موسى أخيه هرون (هارون) وأولاده كعلامة تخصيص لخدمة ربنا.. وَتُلْبِسُ هَارُونَ أَخَاكَ إِيَّاهَا وَبَنِيهِ مَعَهُ، وَتَمْسَحُهُمْ، وَتَمْلأُ أَيَادِيهِمْ، وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي. الخروج 28: 41

وأيضاً خاصة بالأنبياء فقد أمر الرب ٳيليا أن يمسح ٳليشع نبياً عوضاً عنه.. وَامْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ نَبِيًّا عِوَضًا عَنْكَ. الملوك الأول 19: 16


من ألقاب السيد المسيح
عريس الكنيسة، العريس، سليمان الحقيقي، الكرمة، الألف والياء، الأول والآخر، الأسد الخارج من سبط يهوذا، المسيح فصحنا، شمس البر، الصخرة، الرب، الإله، الباب، الراعي الصالح، ملك الملوك، رب الأرباب، الملك، ملك السلام, آدم الثاني، آدم الجديد.. وغيرها الكثير

قولنا: يسوع المسيح او السيد المسيح
هذا الاسم يعني المخلص الممسوح من الله الآب، ليقوم بعمله كفادٍ ومخلص لجميع خطايا البشر في جميع الأزمان
لذا جاء السيد المسيح مُعَلِّماً وكارِزاً وهادياً، ولكن قبل ذلك كله كان فادياً ومخلصاً للبشر من الخطية والموت


السيد المسيح هو الكرمة الحقيقية التي تغذي أغصانها الضعيفة، فمنه نستمد غذاءنا وحياتنا لكن بشرط أن نكون ثابتين ومتأصلين فيه كما يتأصل الغصن في الكرمة، هتمسكنا به وٳرتباطنا الدائم به يجعلاننا نزداد كل يوم نمواً في القوة الروحية واﻹيمان والقداسة. وهذا يعني أن نكون راسخين في اﻹيمان ساهرين محترسين من القدوة الرديئة، والتعاليم المضللة

السيد المسيح هو باب الخراف الحقيقي الذي يفتح فيعبر بخرافه وأولاده ٳلى السماء فندخل ونجد مراعي الحياة الأبدية

السيد المسيح هو باب مفتوح يرحب بالكل ولا يغلق أمام أحد

السيد المسيح هو الباب الآمن والحصن لكل الداخلين ٳليه والدخول من هذا الباب يضمن للانسان التمتع بخيرات الروح ولا يقوى عليه ٳبليس بكل حروبه


Share

Tuesday, February 4, 2014

حوار مع ذئب





خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ 
لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ 
 نشيد الأنشاد 2: 15



قصة حوار مع ذئب

سألني شاب
“لماذا أهرب من الحوار مع الفكر الخاطئ؟

أليس هذا نوع من الضعف؟”

 أجبته: كثيرًا ما يكون الهروب إحدى علامات القوة. فمن يهرب من فكر له جاذبيته يكون قويًا. هذا والحوار مع الشر لا يعرف المنطق، كما حدث في الحوار بين حواء والحية. لنهرب من الحوار مع الشر، لأنه يشبه حوار الحمل الوديع مع الذئب المفترس 

قيل إن ذئبًا جائعًا جدًا وقف عند مجرى ماء من أعلى التل وتطلع لعله يجد فريسة يلتهمها. رأى أسفل التل حملًا يشرب من المجرى. عندئذ تطلع من كل جانب فلم يجد راعي الخراف ولا الكلب الحارس لها. رفع الذئب رأسه وبدأ يفكر، إذ يعلم أن سمعته سيئة للغاية، أنه محب للافتراس، يأكل الخراف الوديعة التي لا ذنب لها 

حاول أن يبرر الذئب نفسه فتطلع إلى أسفل وقال للحمل: “إنك حمل صغير، لكنك تسلك بلا لياقة”. سأله الحمل: “لماذا تتهمني بهذا؟” قال الذئب: “لأنك تشرب من المجرى، وها أنت تعكّره؛ أما تعلم أنني أشرب منه؟!” علّق الحمل على ذلك: “أيها الأخ ذئب. أنت تشرب من المجرى من أعلى وأنا أشرب من أسفل فكيف يمكنني أن أعكر الماء النازل من عندك نحوي؟ ”

كان الحمل على حق. صمت الذئب قليلًا ثم قال له 

   لقد سمعت من مصدر موثوق به أنك تكلمت عني حديثًا رديئًا 

   كيف أتكلم عنك برديءٍ أو صالحٍ وأنا لم أرك من قبل؟ 

  إذن لابد وأن يكون أخوك هو الذي تكلم ضدي 

  أيها الأخ ذئب، ليس لي أخ ولا أخت 

  إن كان ليس لك أخ ولا أخت فحتمًا لك أب يشبهك. هو الذي تكلم ضدي. لهذا فإنني انتقم منه فيك أنت ابنه 

 
قبل أن يفتح الحمل المسكين فمه هجم عليه الذئب وافترسه. حقًا لقد كانت كل إجابات الحمل تبرره، لكن كيف يتبرر أمام ذئبٍ لا يعرف إلا الافتراس 

الحوار مع الذئب باطل وغير مُجد

منقول


Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News