tag:blogger.com,1999:blog-30557039965972138772024-03-13T14:28:45.751+02:00Coptic Orthodox Christian - الاقباط الارثوذكسCoptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.comBlogger379125tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-14171477642598986012020-05-01T10:36:00.000+02:002020-05-01T12:07:11.568+02:00حاجتنا إلى عذوبة ونور كلمة ربنا<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://1.bp.blogspot.com/-oni4-2HOXyk/Xqvaq3U_nJI/AAAAAAAAEdw/y7egsGY23R8Ff-NYjUohuU064WNePs2bQCLcBGAsYHQ/s1600/Coptic0130042020.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="864" data-original-width="1152" height="480" src="https://1.bp.blogspot.com/-oni4-2HOXyk/Xqvaq3U_nJI/AAAAAAAAEdw/y7egsGY23R8Ff-NYjUohuU064WNePs2bQCLcBGAsYHQ/s640/Coptic0130042020.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: large;">إن حاجتنا إلى كلمة ربنا ليست أمراً إختيارياً عارضاً، إنما هي ضروره حياتية، فهي أساس الإيمان، وهي نور الحياة، مرشد الطريق ومصدر المساندة والتعزية وقت الآلام والمحن، وتحت ضوئها ينكشف إنحراف قلبنا عن محبة المسيح، فنعدل مسارنا بالتوبة والرجوع... فهيا إلى ينابيع الخلاص لنستقي مياهاً حيه بفرح... فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ. إشعياء 12: 3 وكفا عطشاً والنهر يفيض<br /><br />كلمة الله يتكئ عليها المؤمن فيجد قوته وفرحه وخلاصه إلى الأبد، فيطمئن على الدوام دون تخّوف. وكما يقول القديس أغسطينوس: إن شئت أن يكون فرحك ثابتًا باقيًا، التصق بالله السرمدي، ذاك الذي لا يعتريه تغيير، بل يستمر ثابتًا على حال واحد إلى الأبد<br /><br />كلمة الله ما أجملها، فهي واسطة لا نستغني عنها لكي نقدر أن نحيا في نور المسيح... سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي. المزامير 119: 105</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://1.bp.blogspot.com/-Owr6fCbw1fA/Xqvbfj4r5vI/AAAAAAAAEd4/bguprhiuI5cjGKHk7QROHcqP-QWOOSj6gCLcBGAsYHQ/s1600/Coptic0230042020.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="864" data-original-width="1152" height="480" src="https://1.bp.blogspot.com/-Owr6fCbw1fA/Xqvbfj4r5vI/AAAAAAAAEd4/bguprhiuI5cjGKHk7QROHcqP-QWOOSj6gCLcBGAsYHQ/s640/Coptic0230042020.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: large;">عذوبة كلمة الله في فم المرتل لا تعني مجرد لذة فكرية، وإنما هي عذوبة خبرة وتمتع بالنور الحقيقي بعدما ألقته الخطية في ظلمة القبر وحكمت عليه بالموت الأبدي. يبعث الله بكلمته كنورٍ يشرق على العالم المظلم بمعرفة الشر، فتدخل إلى قلب المؤمن لتنير أعماقه وتكشف له عن عالم الروح. عوض خبرة الشر وعالم الإثم يتمتع المؤمن بخبرة برّ الله الساكن في نور لا يُدنى منه، فيرتل قائلًا: بنورك يا رب نعاين النور... لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُورًا. المزامير 36: 9<br /><br />يرى <a href="https://orthodoxcoptic.blogspot.com/search/label/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%20%D9%83%D9%8A%D8%B1%D9%84%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1" target="_blank">القديس كيرلس الكبير</a> أن الإيمان هو السراج، وكلمة الله المتجسد هو النور، إذ يقول: كلمة الله هو موضوع إيماننا، وهو النور. فالسراج هو الإيمان، إذ كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. يوحنا 1: 9<br /><br />كلمة الله نور مثل المنارة الذهبية المتقدة سرجها بلا انقطاع في هيكل الرب، ومثل عمود النور الذي كان يقود شعب بني إسرائيل في البرية نهارًا. أينما كنا سواء في الهيكل أو في الطريق فإن كلمة الله هي القائد الحقيقي الذي ينير لنا الطريق<br /><br /> لماذا يدعوها: مصباح لرجلي؟ إنها لا تنير العينين فقط فتنال فهمًا وحكمة، وإنما تنير للقدمين كي يسيرا في الطريق الملوكي، فلا يكفي للمؤمن أن يتعرف عليه خلال الاستنارة الإلهية، إنما أن يسير فيه حتى يبلغ غايته. وكأن غاية الوصية ليس فقط الكشف عن إرادة الله لنا، إنما تبدد من أمامنا ظلمة الطريق الخاطئ، وتكشف لأقدامنا طريق الحق فنتبعه<br /><br />السراج هو الشريعة بالنسبة للذين يسلكون في الظلمة قبل أن تشرق عليهم شمس البر... وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ، وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ. ملاخي 3: 2<br />مع أنه جاء متجسدًا في تواضعٍ، لكي يلتقي بكل الطبقات حتى العبيد الذين كانوا في ذلك الحين مُحتقرين، لكن جاء لا ليدين بل ليخلص العالم، ومع هذا فكان صاحب السلطان الذي كانت القيادات اليهودية ترتعب أمامه<br />هذا عن مجيئه الأول ليخلص، فماذا يكون في مجيئه الأخير ليدين؟ يراه المؤمنون وعيناه حمامتان، بينما يتطلع إليه الأشرار وعيناه متقدتان نارًا<br />جاء السيد المسيح مثل نار الممحص، مثل أشنان (صابون) القصار الذي ينقي الأقمشة وينظفها مما تعلق بها من أقذار. جاء ليلقي نارًا على الأرض... جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ لوقا 12: 49 - 50<br /><br />المسيح نفسه الذي فعل هذا كله سيقف فيما بعد أمامنا كديانٍ لنا. بالتأكيد لم يعبر الأنبياء على هذا، بل تنبأوا عنه. البعض رآه في ذات الشكل الذي يكون عليه حين يقف أمامنا، والبعض تنبأ فقط خلال الكلمات. كان دانيال بين البرابرة والبابليين عندما رأى المسيح آتيًا على السحاب. أنصتوا إلى قوله: رأيت، هوذا مثل ابن إنسان آتيا على السحاب. وجاء إلى القديم الأيام وقُدم أمامه وأعطي الحكم والمملكة وكل الشعوب والقبائل والألسنة لتتعبد له... كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. دانيال 7: 13 - 14. أشار إلى قضاء الله وحكمه بقوله: العروش أعدت والكتب انفتحت. ونهر من النار جرى أمامه. ألوف ألوف خدمته، وربوات ربوات تنتظره... كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ. نَهْرُ نَارٍ جَرَى وَخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. أُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ الدِّينُ، وَفُتِحَتِ الأَسْفَارُ. دانيال 7: 9 - 10. لم يعلن دانيال هذا فحسب، وإنما أظهر الكرامة التي ينالها الأبرار حين قال: أعطي حكما للقديسين الذين للعلي، وملك القديسون... حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ، وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ، وَبَلَغَ الْوَقْتُ، فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ. دانيال 7: 22. هذا الحكم سيأتي خلال نارٍ. قال ملاخي: إنه آتٍ (كنار أتون مطهرٍ) مثل طرقات القصارين. عندئذ يتمتع الأبرار بكرامةٍ عظيمةٍ. ويتحدث دانيال عن القيامة حيث يقول: الراقدون في التراب يقومون... وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. دانيال 12: 2 . <a href="https://orthodoxcoptic.blogspot.com/search/label/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%20%D9%8A%D9%88%D8%AD%D9%86%D8%A7%20%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%85" target="_blank">القديس يوحنا الذهبي الفم</a><br /><br />والنور الحقيقي ليس مصباحًا بل هو الشمس التي تضيء على الذين قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 12. في هذا النهار يمكننا أن نسلك بلياقة... لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 13. القديس ديديموس الضرير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://1.bp.blogspot.com/-ECXsB6TILYI/Xqvb7WzBBII/AAAAAAAAEeA/Jq59EdFuYT0QXfDcMOQNaYhcb_Cy9dN6wCLcBGAsYHQ/s1600/Coptic0330042020.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="864" data-original-width="1152" height="480" src="https://1.bp.blogspot.com/-ECXsB6TILYI/Xqvb7WzBBII/AAAAAAAAEeA/Jq59EdFuYT0QXfDcMOQNaYhcb_Cy9dN6wCLcBGAsYHQ/s640/Coptic0330042020.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: large;">لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ. أمثال 6: 23<br />تُنير الوصية أعماقنا فنرى حقيقة أنفسنا، وندرك عوزنا الدائم إلى المخلص. نكتشف أيضًا عمل الثالوث القدوس فينا فنمتلئ رجاءً، كما تنفتح أعيننا على معرفة الإرادة الإلهية وإدراك الأسرار الإلهية. بهذا نتقبل كل تأديب من قبل الرب، ونحسبه نافعًا لأعماقنا، حيث يسحبنا من ملذات الخطايا وإغراءاتها لنسلك طريق الحياة الأبدي، تسحبنا من خداعات الشرير لنقبل الحق الإلهي والطهارة<br /><br />وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. المزامير 19: 8<br />كلمة الرب ليست أوامر ونواهٍ تسبب مرارة للنفس، إنما هي علامة حب بين الله والإنسان، تبعث الفرح الداخلي. لاحظ كيف بدأ المرتل برجوع النفس إلى الله (ترد النفس) ثم تلاها بالتعليم (تعلم الأطفال)... نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. المزامير 19: 7، بعد ذلك فرح القلب. عندما تقود الكلمة النفس تردها بالتوبة إلى الحضن الأبوي، فيتعلم كطفل صغير كيف يثق في مشيئة أبيه، ويفرح داخليًا بتحقيق إرادة الله أبيه فيه. أفراح العالم تقف إلى حد ما عند الشفتين وإلى حين أما فرح الرب فيهز أعماق النفس الداخلية، لذا قال: يفرّح القلب. تفيض تعزيات الروح في أعماق الإنسان إذ يجد أنه بكلمة الله قد ارتد إلى الحضن الأبوي، وتغيرت طبيعته من أعماقها، وتمتع بأسرار الله خلال اتحاده معه<br />إن كانت الخطية قد أظلمت بصيرتنا الداخلية فصار الله بالنسبة لنا مرعبًا ومخيفًا، نهرب منه كما فعل أبوانا الأولان حين سمعا صوت الله ماشيًا في الجنة، فإن كلمة الله الخلاصية تفرّح القلب وتنزع عنه الحزن القاتل وتنيره بروح الفرح والرجاء فترى في الله إلهها المخلص. تنفتح البصيرة لا لمعرفة الخير والشر وإنما لإدراك وخبرة عربون الحياة الجديدة السماوية والميراث الأبدي. لذلك يترنم داود النبي، قائلًا: وصية الرب مضيئة، تنير العينين من البعد، أي تهبهما أبعاد جديدة في النظر... ترفع العينين إلى السماء عينها لتعاين الأمور غير المنظورة<br /><br />ولعلاقة كلمة الله بالنور يقف الشمامسة عند قراءة الإنجيل حوله حاملين الشموع... إشارة إلى نور كلمة ربنا</span></span></b><br />
<br />
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share?linkurl=https://orthodoxcoptic.blogspot.com/2020/05/blog-post.html&linkname=%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%86%D8%A7%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%B9%D8%B0%D9%88%D8%A8%D8%A9%20%D9%88%D9%86%D9%88%D8%B1%20%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9%20%D8%B1%D8%A8%D9%86%D8%A7" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->
Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-2960898111511633032016-04-07T18:48:00.000+02:002016-04-07T19:23:24.215+02:00احد السامرية - القمص تادرس يعقوب ملطي <br />
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://3.bp.blogspot.com/-9EJUod0z4SU/VwaO_qpq5pI/AAAAAAAADqQ/AyLWGxYR_x8wVxEgfQWyVPsxhbsN-pAag/s1600/Samaritan.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="https://3.bp.blogspot.com/-9EJUod0z4SU/VwaO_qpq5pI/AAAAAAAADqQ/AyLWGxYR_x8wVxEgfQWyVPsxhbsN-pAag/s640/Samaritan.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-size: medium;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لقدس الاب الموقر - القمص تادرس يعقوب ملطي </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
</div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-size: large;"><span style="font-size: xx-small;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">مجيئه إلى السامرة</span></span></span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"وكان لا بد له أن يجتاز السامرة". [4]<br />كان لا بُد أن يجتاز السامرة، لأنها تقع شمال اليهودية بين البحر العظيم والجليل والأردن، فلا يمكن العبور من أورشليم (اليهودية) إلى الجليل دون العبور على السامرة. هذه الرحلة تحتاج إلى ثلاثة أيام سفر</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />السامريون من أصل يهودي سواء من جهة الدم أو الديانة؛ عندما سبى ملك أشور إسرائيل ترك الفقراء في الأرض. وقد حدث مزج بين الأصل اليهودي والجنسيات الأخرى خاصة الآشوريين، قام بتدبيره بعض ملوك أشور مثل شلمنصر (٢ مل ١٧)، كما حدث خلط بين الديانة اليهودية وعناصر غريبة وثنية. تمسك السامريون بأسفار موسى الخمسة وحدها. وبنوا هيكلًا على جبل جرزيم مقابل هيكل سليمان في أورشليم، وحسبوا شكيم وليست صهيون هي بيت أيل أو بيت الله. كانوا أيضًا يمارسون الأعياد اليهودية الكبرى: الفصح والبنطقستي والمظال ويوم الكفارة. إلى الآن يقدمون حملًا أو أكثر على جبل جرزيم في عيد الفصح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />كانت السامرة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، يرى إدرزهايم أنها تبلغ 47 ميلًا من الشمال إلى الجنوب و40 ميلًا من الشرق إلى الغرب، تحدها اليهودية في الجنوب والأردن من الشرق وسهل شاردن من الغرب وسهل يزرعيل (الجليل) من الشمال، وقد استولت على أرض سبطي منسي وافرايم. وهي أجمل أراضي المنطقة وأخصبها، تضم العاصمة وهي مدينة السامرة (عاصمة إسرائيل) وبعض المدن القليلة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />جاء السيد المسيح ليلقي بذرة الإيمان الحي في تربة السامرة التي تقبلت الكلمة بالإيمان لا بالمعجزات خلال المرأة السامرية التي يروي لنا الإنجيلي قصة لقائها مع السيد. وهي قصة فريدة حيث يلتقي بها السيد، وهي شبه أممية، ويحاورها ليخرج بها من خصوصياتها المشينة إلى العمل الكرازي، فتجتذب مدينة بأسرها في لحظات قليلة وتقودهم إلى مخلص العالم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أبرز السيد اهتمامه بالسامرة والسامريين، فمدح الأبرص السامري غريب الجنس، الذي وحده دون التسعة اليهود البرص عاد ليشكر السيد على تطهيره له (لو 17: 15-18). كما قدم لنا مثل السامري الصالح الذي تحرك قلبه بالحب العملي ليهتم بجريح يهودي أكثر من الكاهن اليهودي واللاوي (لو 10: 33-36). وأخيرا قبل صعوده وضع علي عنق الرسل الالتزام بالخدمة في السامرة: "تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع 1: 18)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />- "فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ»" (يوحنا 4: 5-7)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فتح الرب الباب للسامرة وكل الأمم، لذلك إذ حدث "اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل" (أع 8: 1). استقبلت السامرة بعض المؤمنين في العصر الرسولي المبكر. ويروى لنا لوقا البشير عن كرازة فيلبس الرسول في مدينة السامرة"، وكان الجموع يصغون بنفس واحدة إلى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات التي صنعها... فكان فرح عظيم في تلك المدينة" (أع 8: 5-8)<br />أرسل أيضًا الرسل الذين في أورشليم إلى مؤمني السامرة بطرس ويوحنا ليصليا لهم لكي يقبلوا الروح القدس، فوضعا الأيدي عليهم وقبلوا الروح القدس (أع 8: 14-17)<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فأتى إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه". [5]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />سوخار: غالبًا هي شكيم عند سفح جبل الجرزيم، كثيرًا ما ورد ذكرها في العهد القديم. أُختتن أهلها على رجاء اتحادهم مع بني يعقوب كشعبٍ واحد، لكن قام شمعون ولاوي بقتلهم بعد الختان انتقامًا لاغتصاب شكيم أختهما دينا (تك ٣٤: ٢٤ إلخ). في شكيم صار أبيمالك ملكًا؛ وفيها أقام يربعام عرشه. يرجح البعض أنها قرية "عسكر" على بعد نصف ميل شمالي بئر يعقوب. تبعد حوالي عشرة أميال من شيلوه، ٤٠ ميلًا من أورشليم و٥٢ من أريحا. يرى القديس جيروم أنها شكيم وليست سوخار، وكانت تدعى في أيامه نيابوليس Neapolis[ 2]. اسم المدينة الحالي هو نابلس تدعي "سوخار" وتعني "سكري" لأن سكانها كانوا محبين للسكر. وقد اتهم النبي إشعياء (٣٨: ١، ٣؛ ٧ - ٨) أهل افرايم بهذه الجريمة، حيث تقع هذه المدينة في حدودهم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /><span style="font-size: x-large;">ورد عن هذه المدينة</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> أول مدينة وقف فيها ابرام في رحلته من حاران إلى كنعان<br /> ظهر فيها الله لابرام لأول مرة ليعده بأن يعطيه الأرض لنسله<br /> فيها بنى ابرام أول مذبح للرب دعاه باسمه (تك ١٢: ٧)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />اشترى يعقوب هذا الحقل من أبناء حمور والد شكيم بمائة قطعة من الفضة أو حملًا (تك ٣٣: ١٩)، وبنى مذبحًا ودعاه إيل إله إسرائيل. وقد ترك يعقوب هذا الحقل كميراثٍ خاصٍ بيوسف وأبنائه (تك ٤٨: ٢١ - ٢٢؛ يش ٢٤: ٣٢)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* لعلك تسأل: لِم دقق البشير في وصف المكان؟ حتى إذا سمعت المرأة قائلة: "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر؟" لا تستغرب قولها. فإن هذا هو المكان الذي فيه غضب لاوي وشمعون بسبب دينا، وصنعوا مذبحة عنيفة... لم يستخدم السامريون كل الأسفار المقدسة، بل قبلوا كتابات موسى وحدها مع القليل من كتب الأنبياء. لكنهم كانوا مشتاقين إلى إقحام أنفسهم في السلالة اليهودية الشريفة، فيعتزون بإبراهيم ويدعونه أباهم، إذ هم من الكلدانيين، ودعوا يعقوب أيضًا أباهم بكونه من نسله. أما اليهود فكانوا يمقتونهم بشدة كسائر الأمم. لذلك وبخوا المسيح بالقول: "أنت سامري وبك شيطان" (يو 8: 48)<br />القديس يوحنا الذهبي الفم<br /><br />"وكانت هناك بئر يعقوب، فإذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو الساعة السادسة". [6]<br /><br />لم يشر العهد القديم إلى هذه البئر، لكن بالتقليد توارث السامريون أن هذه البئر حفرها يعقوب أو استخدمها، فدُعيت بئر يعقوب. وقد صارت فيما بعد للاستعمال العام</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />جاءت الكلمة اليونانية houtoos لتعني ليس جلوسًا على عرش أو أريكة أو كرسي وإنما على الأرض، على حجارة ملقاة بجوار البئر</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />نحو الساعة السادسة، أي الظهيرة، تعب السيد المسيح بسبب السير في وسط حر الظهيرة. كإنسان حقيقي خضع للضعف الجسدي فتعب. في تواضع كان يمارس رحلاته مشيًا على قدميه، ولم يكن لديه مركبة ولا دابة يمتطيها. وإذ كان جسده رقيقًا لم يحتمل السير حتى الظهيرة بينما لم يجد التلاميذ صعوبة أن يدخلوا المدينة ليشتروا طعامًا. ليس عجيبًا أن نسمع عن السيد أنه تعب وعطش في وقت الظهيرة، وهناك تركه تلاميذه، فإن هذا المنظر يحمل صورة للسيد المسيح علي جبل الجلجثة حيث استراح علي الصليب في وقت الظهيرة وقد حمل أتعابنا وأعلن عطشه لكل نفس بشرية. هناك أيضًا تركه تلاميذه هاربين، ليجتاز المعصرة وحده</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* جاء المسيح إلى هذا الموضع متجنبًا الحياة الرغدة، سالكًا الطريق المتعب مجاهدًا، لأنه لم يستعمل حميرًا في هذا السفر، لكنه مشى بقدميه كثيرا حتى تعب من سفره. وهذا الفعل يعلمنا إياه في كل موضع، أن نعمل مجاهدين لأجل احتياجاتنا دون الكماليات، فلهذا السبب قال: "للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه" (مت 8: 20) ولأجل هذا الغرض كان يقيم أكثر أوقاته في الجبال والبراري، ليس في النهار فقط، بل وفي الليل أيضًا. هذا أعلنه داود حين قال: "من الجدول يشرب في الطريق" (مز 110: 7)، مظهرًا بهذا طريقة حياته المجاهدة<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> حوار مع السامرية</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء، فقال لها يسوع: أعطيني لأشرب". [7]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />مجيء المرأة عند الظهيرة بعد أن حمل الرجال والنساء مياههم إلى منازلهم يكشف عن موقف الشعب منها؛ إذ لم تكن لها الجرأة أن تواجه أحدًا، فجاءت في وسط الحرّ لتستقي ماء من البئر بمفردها. مسيحنا هو إله المرذولين والمطرودين، يخرج منهم أبناء الملكوت وكارزين بالحق</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />واضح أن هذه المرأة السامرية كانت فقيرة، ليس لها خادم يُحضر لها ماءً من البئر، وأنها مكافحة ذهبت بنفسها إلى البئر لتأتي بالماء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />هذا اللقاء يذكرنا برفقة وراحيل وابنة يثرون كيف تزوجن خلال اللقاء عند البئر بزيجات مباركة بإسحق ويعقوب وموسى. هكذا وجدت السامرية عريس نفسها عند بئر يعقوب. ونحن نجد مسيحنا عريسًا لنا عند جرن المعمودية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بدأ السيد المسيح حواره معها بطلب متواضع: أن يشرب ماءً. ذاك الذي من أجلنا افتقر، الآن من أجلنا صار شحاذًا لكوب ماء، ليس لاحتياج شخصي، وإنما ليكشف لها عن احتياجها هي إليه،فتشرب وترتوي من ينابيع نعمته الغنية<br />* ماذا تعني "أنا عطشان"؟ إني أتوق إلي إيمانك<br />* ذاك الذي سأل أن يشرب كان في عطشٍ إلى إيمان المرأة نفسها<br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* هنا نتعلم من جهاده في رحلته، وعدم اهتمامه بالطعام، وكيف تطلع إليه كأمرٍ قليل الأهمية. وقد تعلم التلاميذ أن يستخدموا تدبيرًا مشابهًا، إذ لم يأخذوا معهم أية مئونة للطريق. يعلن ذلك إنجيلي آخر قائلًا بأنه عندما تحدث السيد معهم عن "خمير الفريسيين" (مت 16:6) ظنوا أنه قال هذا لأنه لم يكن معهم خبز، وعندما قدمهم لنا وهم يقطفون سنابل القمح ويأكلوا (مت 12: 1)، وأيضا قال أن يسوع جاء إلي شجرة التين إذ كان جائعًا (مت 21: 18)، كل هذا أورده لا لشيء سوى أن يعلمنا بهذا أن نستخف بالبطن، ولا نحسب خدمتها أمرًا يقلق انتباهنا<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا". [8]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* في هذا الموضع لم يظهر فقط جهاده، وإنما أظهر تحرره من الكبرياء، ليس فقط بكونه كان متعبًا ولا بجلوسه علي جانب الطريق، وإنما بتركه وحده وترك تلاميذه له. فكان في قدرته -إن أراد- ألا يرسلهم جميعًا، أو يترك البعض يذهب والآخرين يخدمونه. لكنه لم يرد هذا، فقد جعل تلاميذه يعتادون علي وطأ الكبرياء تحت أقدامهم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />وأي عجب إن كانوا يسلكون باعتدال في اشتياقاتهم ما داموا كانوا صيادي سمك وصانعي خيام؟" نعم كانوا صيادي سمك وصانعي خيام، لكنهم في لحظة صعدوا حتى إلى أعالي السماء، وصاروا أكثر كرامة من كل الملوك الأرضيين، إذ حسبوا أهلًا أن يصيروا في رفقة رب العالم، وأن يتبعوا ذاك الذي يتطلع الكل إليه برعدة (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وأنتم تعلمون هذا أي أن الذين كانوا على وجه الخصوص من أصل وضيع عندما ينالون امتيازًا بسهولة شديدة ينتفخون في غباوة، إذ يجهلون تمامًا كيف يحتملون كرامتهم التي نالوها فجأة. لهذا فلكي يحفظهم في تواضعهم الحاضر كان دائمًا يعلمهم أن يكونوا معتدلين، ولا ينتظروا أحدا يستقبلهم (بكرامة)<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بينما مضى التلاميذ إلى المدينة ليشتروا طعامًا استغل السيد هذه الفرصة ليدخل في حوارٍ مع المرأة السامرية، ويسحبها هي وأهل المدينة لخلاصهم. هذا هو طعامه </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> الحقيقي أن يتمم مشيئة الآب، وهي خلاص النفوس <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">مسيحنا الذي يهتم بالحديث مع الجماهير يهتم أيضًا أن يلتقي مع شخص واحد، امرأة فقيرة غريبة الجنس وسامرية تحمل عداءً لليهود <br />* </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ذهبوا ليبتاعوا أطعمة، لأنهم لم يكونوا مثلنا نحن الذين عندما ننهض من أسرتنا نهتم قبل اهتماماتنا كلها بهذا الأمر، وهو أن نستدعى طباخين ومصلحي أطعمتنا وخدام موائدنا ونوصيهم بحرص كثير على إصلاح مأكولاتنا، وبعد ذلك نمارس أشغالنا العادية كلها، ونهتم بها قبل الأشغال الروحية، لأنه كان واجبًا علينا على خلاف ذلك أن نجعل اهتمامنا بالأشغال الروحانية كثيرًا، وبعد أن نتممها حينئذ نمارس أيضًا الأشغال العادية </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">القديس يوحنا الذهبي الفم<br />"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقالت له المرأة السامرية: كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟ لأن اليهود لا يعاملون السامريين". [9]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لقد عرفت السامرية أنه يهودي من ملبسه المختلف عن السامريين أو من لهجة حديثه. وما شغل قلبها ليس أن تعطيه الطلب أو ترفضه، وإنما لهجة حديثه التي لم تحمل عداءً مع أن السامريين كانوا خصومًا لليهود (عز ٤: ١). وهي تعلم ما يحمله اليهود من حقدٍ وضغينة ضد السامريين، حيث يتطلعون إليهم أن لا نصيب لهم في القيامة، وأنهم في نظرهم تحت اللعنة ومحرومون من شعب الله. وأنه لا يجوز أن يأكل يهودي طعامًا لسامري لئلا يتنجس كمن يأكل لحم خنزير. أما السيد المسيح فلم ينشغل بالعداوة التي بين اليهود والسامريين، إنما ما يشغله جذبه للنفس لتتمتع بخلاصه</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />دُهشت المرأة السامرية لموقف السيد المسيح، فإنه ما كان يمكن ليهودي أن يطلب شيئًا من سامري، مهما بلغ احتياجه، أو واجه من متاعب ومصاعب، دون أي استثناء. كما دُهشت كيف يتوقع من سامرية أن تعطيه طلبه بينما يحمل السامريون عداءً لليهود</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم يكن هناك تعامل بين اليهود والسامريين سواء من جانب العبادة أو التجارة، بل ولا يجوز لليهودي أن يستعير إناءً من سامري أو يشاركه نفس الطعام</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* ومن أية جهة ظنت أنه يهودي؟ لعلها ظنت ذلك منملبسه ومن لهجة كلامه</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />تأمل كيف كانت المرأة السامرية مؤدبة، لأنها لم تقل إن السامريين لا يختلطون باليهود، لكنها قالت لا "لأن اليهود لا يعاملون السامريين"<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لقد تدرجت في معرفة السيد المسيح بفضل حديثه وإعلاناته التدريجية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* في بداية حديثه معها حسبته يهوديًا لا يخالط السامريين [9]<br />* دعته: "يا سيد"[11]<br />* توقعت أنه أعظم من يعقوب أب الأسباط [12]<br />* آمنت أنه واهب المياه الحية [15]<br />* أنه نبي[19]<br />* توقعت أن يكون المسيا المنتظر[25]، فقال لها: "أنا الذي أكلمك هو"[26]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"أجاب يسوع وقال لها: لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك اعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه، فأعطاك ماءً حيًا". [10]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />سحب السيد المسيح هذه المرأة إلى طريق الخلاص، لا بالهجوم على العبادة في السامرة، بكونها منشقة، وأنها قد شوهت الإيمان والعبادة، وإنما بسحب فكرها من الانشغال بالعداوة القائمة بين الفريقين إلى الدخول إلى أعماق نفسها لتعطش إلى الماء الحي، وتدرك حاجتها إلى المخلص. الآن ليس الوقت للنزاع، بل للجلوس الهادئ مع النفس والتمتع بعطايا الله المجانية. فقد حان وقت افتقاد الله للعالم كله بإرسال المسيّا المخلص. شهوة قلب السيد المسيح أن نعرفه، فنطلبه ونقتنيه، فنرتوي منه أبديًا!</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ما تحتاج إليه هو المعرفة الصادقة: "لو كنتِ تعلمين عطية الله"، "ومن هو الذي يقول لكِ...". معرفة عطية الله لها، ومعرفة المتحدث معها، لأنه هو العطية العظمى! هو كنز الحب الإلهي الفائق، المروي للنفس الظمأ. إنه ليس قرضًا نستدين به لنرده، بل عطية مجانية، يُسر الآب أن يقدمها للبشرية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم تكن تدرك عطية الله الذي أرسل ابنه الوحيد ليبذل ذاته عن العالم (يو ٣: ١٦)، ولا عطية الروح القدس الذي يفيض في النفس كنهرٍ يرويها ويروي آخرين، ويقدم الروح مواهب روحية لا حصر لها لخلاص العالم. هذه العطايا إلهية مجانية قدمها الله من أجل مبادرته بالحب لنا ونحن بعد أعداء. تبقى هذه العطية مصدر معرفة إلهية مستمرة حتى في الحياة الأبدية: "وأراني نهرًا صافيًا من ماء الحياة، لامعًا كبلورٍ خارجًا من عرش الله والخروف" (رؤ 22: 1)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* عطية اللَّه هو الروح القدس. لكنه حتى ذلك الحين كان يتحدث مع المرأة بحرصٍ، ويدخل إلى قلبها تدريجيًا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">الماء الحي هو تعبير شائع لينابيع المياه التي تفيض بلا توقف، يقابله "الماء الميت" الراكد في البرك والمستنقعات ومخازن المياه حيث تتعرض للتلوث. يشير الماء الحي إلى الروح القدس الذي يروي النفس ويحول قفرها إلى فردوسٍ مثمرٍ، ويغسل ما في النفس من دنس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* أوضح المسيح هنا أن المرأة (السامرية) مستحقة أن تسمع، وليست أهلًا للإعراض عنها، وبعد ذلك كشف لها عن ذاته. فإنها ما أن تعلمت من هو، للحال استمعت إليه وأصغت، الأمر الذي لا يُقال عن اليهود، لأنهم إذ تعلموا لم يسألوه شيئًا، ولا رغبوا في الانتفاع بأمرٍ ما منه، بل شتموه وطردوه<br />القديس يوحنا الذهبي الفم<br />* </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">هذا هو الماء الذي عطش إليه داود. إذ تشتاق الإيل إلى ينبوع تلك المياه (مز3:42)، ولا تعطش إلى سم الحيَّات. لأن مياه نعمة الروح حيّة، تطهر الأجزاء الداخلية للعقل وتغسل كل خطية للنفس، وتطهر عصيان الأخطاء الخفيَّة<br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"لطلبتِ": المعرفة الصادقة تدفعنا نحو الصلاة والطلبة. فالله من جانبه مستعد أن يهب، لكنه ينتظر أن نعلن رغبتنا في الأخذ، نطلب فنأخذ<br />"قالت له المرأة: يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟" [11]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">أن عمق البئر كان حوالي ٣٥ ياردة، استخراج الماء يتطلب دلوًا وحبلًا طويلًا لم يكن مع السيد ولا مع تلاميذه. بدا لها ما يقوله السيد ليس بمنطقي، لأنه كان يحدثها عن الروحيات بينما كانت هي تفكر بطريقة مادية. ومع هذا فمن لهجة حديثه شعرت بالالتزام أن تحترمه وتوقره، فبدأت تقول: "يا سيد"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />اعتزت السامرية بالبئر التي حفرتها يد بشرية، ولم تدرك أنها أمام الينبوع الإلهي الحي. فقد سبق فعاتب الرب شعبه قائلًا لهم: "شعبي عمل شرين، تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آبارًا آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (إر 2: 13)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* انظر كيف أجابت المرأة المسيح بأوفر دعة قائلة: "يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة فمن أين لك الماء الحي؟" لأنها لم تدعه هنا سيدًا على بسيط ذات التسمية، لكنها كرمته كثيرًا. والبرهان على أنها قالت هذه الأقوال مكرمة إياه، أنها ولم تضحك عليه، لكنها تحيرت بسرعة. وإن كانت لم تفهم في الحال كل ما يجب أن تفهمه عن المسيح فلا تتعجب، لأنه ولا نيقوديموس فهم معنى كلام المسيح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />تأمل ما قاله نيقوديموس: "كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟" (يو 3: 4)، أما هذه المرأة فكانت أوفر توقيرًا من نيقوديموس، إذ قالت: يا سيد لا دلولك والبئر عميقة،فمن أين لك الماء الحي؟"كان يمكنها أن تقول قولًا على سبيل التهجم: "لو كنت تمتلك هذا الماء الحي لما طلبت مني ماءً، بل تعطيه لنفسك أولًا، فأنت الآن إنما تفتخر بذلك". إلا أنها لم تنطق بلفظ من هذه الألفاظ، لكنها أجابت بوداعة كثيرة في ابتداء الخطاب<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟" [12]<br />كان السامريون يحسبون أنفسهم أبناء يعقوب، لأنهم أسباط إسرائيل العشرة التي انشقت أيام يربعام، لكنهم كما رأينا صاروا يحملون دمًا غريبًا من أمم مختلفة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كأن المرأة السامرية تقول للمسيح: "إن أبانا يعقوب قد أعطانا هذه البئر ولم يستعمل بئرًا غيرها، لأنه هو والمنسوبين إليه شربوا من هذه البئر، فما كانوا يشربون منها لو كانوا يمتلكون أفضل منها، فما تقدر أنت أن تعطينا أفضل من هذه البئر ومن هذا الماء. ولا يمكنك أن تمتلك بئرًا أخرى أفضل من هذه. إن لم تعترف بأنك أعظم من أبينا يعقوب، فمن أين تمتلك الماء الذي تعدنا أن تعطيه لنا؟<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />حسن أن تعتز السامرية ببئر أبيها يعقوب، لكنها لم تعرف كيف تعبر خلاله إلي إله يعقوب واهب المياه الحية. كان يليق بها أن تنطلق مع يعقوب أبيها لترى سلم يعقوب الصاعد من رأسه إلى السماء، فتتهلل بالصليب فاتح أبواب السماء للعالم كله! وحسن أن تناقش السجود لله: هل على جبل أورشليم أم على جبل جرزيم لكي تعبر مع رجال العهد القديم القديسين إلى ما وراء الجبال، فتتمتع بالسجود لله بالروح والحق. ما أعظمها وهي تتلمس فيه أنه المسيا الذي تترقبه الأجيال ليخبرهم بكل شيء، فتأهلت أن يعلن لها: "أنا الذي أكلمك هو". بلغت قمة الإعلان الإلهي بفم المخلص نفسه، ففاقت الكثيرين</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> "أجاب يسوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا". [13</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">* لم يجبها: "نعم، أنا أعظم من يعقوب"، لكنه بلغ هذا الهدف بحديثه معها... راغبًا في إيضاح طبيعة الأمور، ومدى الفرق الشاسع والاختلاف الكامل بين شخصي المعطيين<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الماء الذي في البئر هو ملذات العالم في أعماقه المظلمة، من هذا يسحب البشر بأوانيهم التي للشهوة... لتحسبوا الشهوة هي الدلو، واللذة هي الماء الذي من عمق البئر. عندما يحصل شخص على لذة هذا العالم، فإن هذا بالنسبة له طعام وشراب وحمَّام وأبهة وسلاح، فهل يمكنه ألا يعطش مرة أخرى؟ <br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه، يصير فيه ينبوع ماء، ينبع إلى حياة أبدية". [14]<br />لم يوبخها السيد المسيح لأنها ظنت يعقوب أعظم منه، وماء البئر أفضل من مائه الحي، بل في لطفٍ شديٍ بدأ يكشف لها عن الماء الحي، مقارنًا إياه بماء بئر يعقوب. أوضح أنه لا وجه للمقارنة بين ماء يروي الجسد إلى حين، وماء يسند النفس أبديًا ويرويها، فلا تعتاز إلى شيء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"><br />الماء الذي يقدمه السيد له ميزات خاصة</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* هو عطية إلهية "أنا أعطية"، لذا يهب فرحًا إلهيًا: "فتستقون مياهًا بفرحٍ من ينابيع الخلاص" (إش 12: 3)<br />* يهب حياة أبدية بلا احتياج، "لن يعطش إلى الأبد"."من يقبل إلي فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا" (يو 6: 35)<br />* ماء داخلي في النفس "يصير فيه"لذا يناجيها واهب المياه الحية، قائلا: "أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 12)<br />* يحول الأعماق إلى ينبوع فياض على الغير. "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7: 38)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يسمي السيد المسيح الروح نارًا، مشيرًا إلى النعمة التي تنشط وتدفئ، قادرة على محو الخطايا والتطهير منها، كما أنه في تعبيره عنه بالماء يعلن عن قدرته على التنظيف وإزالة الأوساخ، والانتعاش العظيم الذي تحدثه في العقول التي تقبل الروح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />اشتهى الأنبياء هذه المياه الحية، حيث يسمعون الدعوة المقدمة للكل: "أيها العطاش جميعًا، هلموا إلى المياه" (إش 55: 1). كما قيل: "لا يجوعون ولا يعطشون، ولا يضربهم حر ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم، وإلى ينابيع المياه يوردهم" (إش 49: 10). كما قيل في سفر الرؤيا: "لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس، ولا شيء من الحر، لأن الخروف في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية" (رؤ 7: 16)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* يعني بهذا مياه المعمودية المخلصة، والتي بالحق قُدِّمَت مرة ولن تُعاد ثانية<br />القديس كبريانوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* يسمي الكتاب المقدس نعمة الروح القدس أحيانًا نارًا وأحيانًا ماءً، مظهرًا أن هذه الأسماء لا تصف جوهره بل عمله. لأن الروح القدس غير منظور ولا مركب، ولا يمكن أن يتألف من موادٍ مختلفةٍ. لقد أعلن يوحنا (المعمدان) ذلك قائلًا: "هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" (مت ١٣: ١١). أما الآخر (يوحنا الإنجيلي) فيقول بلسان السيد المسيح: "من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو ٧: ٣٨). قال هكذا عن الروح الذي كان المؤمنون مزمعين أن يقبلوه. وفي حديثه عن السامرية دعا الروح ماء "لأن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إذ سمع المسيح قول المرأة له: "فمن أين لك الماء الحي، ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر؟" [11، 12] ترك يعقوب وخاطبها في وصف الماء قائلًا: "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />سمعت المرأة من قبل هذا القول: "الماء الحي" لكنها لم تفهم، لذلك أوضح لها المسيح هذا المعنى أفضل إيضاح فقال: "لكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد"،لأن هذا أعظم سموًا من الماء بكثير، فكما أن من يملك بئرًا موضوعة داخل منزله لا يعاني من العطش في وقت من الأوقات، كذلك من يمتلك هذا الماء لن يعطش في وقت من زمانه<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* واضح أن هذه البئر هي نعمة الروح، جدول يفيض من ينبوع حيّ. فالروح القدس هو أيضًا ينبوع الحياة الأبدية...<br />حسنة هي هذه المياه، نعمة الروح القدس... ليتها تفيض فيَّ، ليت هذه التي تعطي الحياة الأبدية تفيض عليّ<br />ليفض الينبوع علينا، ولا يفيض بعيدًا عنا. إذ تقول الحكمة: "اشرب مياهًا من أوانيك، ومن ينابيع آباؤك، ولتفض مياهك في شوارعك" (راجع أم 16:5-17). كيف احتفظ بآنيتي حتى لا يتسلل إليها شقوق الخطية، فلا تتسرب منها مياه الحياة الأبدية؟<br />علمنا أيها الرب يسوع، علَّمنا كما علِّمت رسلك قائلًا: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث لا يفسد السوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون" (مت 19:6-20)<br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* حينما يتحقق الوعد للشخص المطَّوب لأنه يجوع ويعطش إلى البرً (مت ٥: ٦)، فإنه يشرب من الماء الذي يعطيه، فيكون له ينبوع ماء يثب (يفيض) إلى حياة أبدية، يقوم فيه<br />* يليق أن يلاحظ الشخص بأن الوعد بالماء لم يُعط للمرأة السامرية عندما سألته ذلك، كما لو أن يسوع يريد ألا يقدمه إلاَّ من الينبوع، إذ قال لها: "اذهبي وأدعِ زوجك وتعالي"[١٦]<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إن كان العلامة أوريجينوس قد كرس طاقاته وقدراته منذ طفولته للتمتع بالكتاب المقدس وشرحه لكنه ميَّز بين مياه الكتاب المقدس والمياه التي يقدمها رب المجد يسوع. فإن الكتاب يفيض بالأسرار الإلهية على النفس لنتمتع بالشركة مع الثالوث القدوس، لكن تبقى بعد الأسرار يحتفظ بها الرب يسوع ليقدمها سرًا للنفس المتحدة معه. إنه العريس السماوي الذي يفيض بأسراره على عروسه في مجال العرس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* حقًا إن الكتاب المقدس لا يحوي بعض جوانب من أسرار الله التي هي بالأكثر ربانية وإلهية، والتي لا تحوي صوتًا بشريًا ولسانُا إنسانيًا، وذلك كما يُفهم من المعاني المعنية: "وأشياء آخر كثيرة أيضًا صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (راجع يو ٢١: ٢٥)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لقد مُنع يوحنا من الكتابة عندما بدأ يسجل كل ما قالته السبعة رعود (رؤ ١٠: ٤). بولس أيضًا يقول أنه سمع كلمات لا يسوغ النطق بها (٢ كو ١٢: ٤). هذه الكلمات لم يكن مسموح لأحدٍ أن يعلنها...<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">أظن أن كل الكتب المقدسة حتى حين تُدرك بكل دقة ليست إلاَّ مدخلًا للمبادئ ومقدمة مختصرة لكل المعرفة... ماء يسوع هو ذاك الذي يفوق ما هو مكتوب (١ كو ٤: ٦)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />الآن غير مسموح للكل أن يمتحن الأمور التي تفوق ما هو مكتوب (١ كو ٤: ٦)... "لا تطلبوا لكم الأمور الفائقة العلو، ولا تبحثوا ما فوق قدرتكم" (راجع ابن سيراخ ٣: ٢١)...<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">أيضًا الأمور التي لم تدخل قلب إنسان هي أعظم من بئر يعقوب. تُعلن هذه الأمور من ينبوع ماء يفيض (يثب) إلى حياة أبدية للذين لم يعد بعد لهم قلب إنسان، لكنهم قادرون على القول "لنا فكر المسيح" (١ كو ٢: ١٦). "لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، التي نتكلم بها أيضًا، لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية، بل بما يعلمه الروح القدس" (١ كو ٢: ١٢-١٣)...<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">الكتب المقدسة إذن هي مقدمات، تُدعى بئر يعقوب. إذ تُدرك بدقة للحال يلتزم الشخص أن يصعد منها إلى يسوع، لكي يتمتع بسخاء بينبوعٍ يثب إلى حياة أبدية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لكن ليس كل أحد يسحب ماءً من بئر يعقوب بنفس الطريقة. فإن كان يعقوب وبنوه ومواشيه شربوا منها (يو ٤: ١٢)، والمرأة السامرية أيضًا جاءت إليها وشربت ماءً وعطشت، لكن ربما شرب يعقوب وبنوه بطريقة ما بمعرفة كاملة، وشربت مواشيه بطريقة أخرى في بساطة مثل الحيوانات، والسامرية شربت بطريقة أخرى غير يعقوب وبنيه ومواشيه. فالبعض حكماء يشربون من الكتب المقدسة مثل يعقوب وبنيه. آخرون أكثر بساطة وبراءة يُدعون "قطيع المسيح" (يو ١٠: ٢٦) يشربون مثل مواشي يعقوب. وآخرون يسيئون فهم الكتب المقدسة ويستخدمون أمورًا غير لائقة ينسبونها للنصوص التي يفهمونها من الكتب المقدسة، هؤلاء يشربون مثل المرأة السامرية قبل إيمانها بيسوع<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يوجد ماء حي، ينطق فيَّ قائلًا: "تعال إلى الآب"<br />القديس أغناطيوس الأنطاكي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* بما أن طبيعتنا تحولت إلى حجارة بواسطة عبادة الأصنام، وأصبحت مُجمدة في الوثنية الباردة، وغير القادرة على التقدم، بزغت شمس البرّ (ملا 2:4). في هذا الشتاء القارس تحقق ظهور الربيع. وأزالت رياح الجنوب الدافئة آثار البرد، وأدخلت أشعة الشمس المشرقة الدفء في كل الأرض. لذلك، فالجنس البشرى الذي كان قد تحول إلى حجارة بواسطة البرد، قد يشمله الدفء بواسطة الروح القدس أشعة كلمة الله، وهكذا يصبح مرة أخرى مثل المياه التي تهب الحياة الأبدية (يو 14:4). "المحول الصخرة إلى غدران مياه، الصّوان إلى ينابيع مياه" (مز 8:114)<br />القديس غريغوريوس النيسي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"قالت له المرأة: يا سيد أعطني هذا الماء لكي لا أعطش، ولا آتي إلى هنا لأستقي". [15]<br />* لما قال المسيح للمرأة: "الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" قالت المرأة في الحال: "يا سيد أعطني هذا الماء". أرأيت كيف أن المرأة صعدت قليلًا قليلًا إلى التعاليم العلوية؟ لأنها في الأول ظنت أن المسيح شخص يهودي منحرف عن شريعته... ولما سمعت المرأة "ماء حيًا" [14] ظنت أن هذا القول قد قيل في وصف ماء محسوس، وصدقت أن ذلك الماء يقدر أن يبطل العطش، ولم تعرف بعد ما هو هذا الماء، لكنها تحيرت أيضًا فظنت أنه أعلى قدرًا من المياه المحسوسة، وقالت: "أعطني هذا الماء لكي لا أعطش، ولا آتي إلى هنا لأستقي"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أرأيت كيف أن المرأة فضلت المسيح على رئيس الآباء إذ أوضحت رأيها في يعقوب ومقدار عظمته وعرفت الأفضل منه؟</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* هنا اكتسبت بصيرة أكثر جلاءً. لكنها لم تكن قد أدركت بعد الصورة الكاملة، لأنها قالت: "أعطيني هذا الماء حتى لا أعطش، ولا آتي إلى ههنا لأستقي"[١٥]. هنا تفضله عن يعقوب. لأن لسان حالها يقول: "لن أحتاج إلى هذه البئر مادمت أنال منك هذا الماء..." بعد أن أوضحت تقديرها ليعقوب، شاهدت من هو أفضل منه، وبهذا لم تعقها أفكارها السابقة... ولا كانت مجادلة متمردة<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* بالحق قد ظهر واضحًا أن القول: "لطلبتِ أنتِ منه، فأعطاكِ ماءً حيًا" [١٠] صادق. لأنها عندما قالت: "أعطني من هذا الماء" [١٥] تسلمت الماء الحي، فلا تكون بعد في حالة فقدان عندما تعطش، كما لا تأتي إلى بئر يعقوب لتسحب ماءً</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />تستطيع الآن أن تتأمل في الحق بعيدًا عن ماء يعقوب، بطريقة ملائكية تفوق الإنسان. لأن الملائكة ليسوا في حاجة إلى بئر يعقوب لكي يشربوا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />كل ملاك له في داخله ينبوع ماء يثب إلى حياة أبدية وُجد بواسطة الكلمة، ويُعلن به وبالحكمة نفسها</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />على أي الأحوال إنه غير ممكن للشخص الذي لا ينشغل باجتهاد قادمًا إلى بئر يعقوب، وساحبًا ماءً منه بسبب عطشه، أن يقبل الماء الذي يعطيه الكلمة الذي يختلف عن بئر يعقوب. لهذا، كثير من الناس، في عجزٍ شديدً في هذا الجانب، في تدريب أنفسهم لمدة طويلة على سحب ماء من بئر يعقوب <br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"قال لها يسوع: اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا". [16]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">حوَّل السيد المسيح الحوار من الحديث عن الماء إلى الحديث عن حياتها الزوجية، فإن كانت قد أدركت أنها في حاجة إلى ماء من صنفٍ جديدٍ قادر أن يروي، ويهب حياة أبدية، فإنه يلزمها أن تعيد تقييم حياتها الزوجية، فإنها في حاجة إلى عريس لنفسها</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أوضح السيد المسيح لها، دون أن يجرح مشاعرها، أنه يعرف ما في قلبها كما يعرف كل أسرارها العائلية، لكي يحثها على الشعور بالخطية وحاجتها إلى التوبة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"أجابت المرأة وقالت: ليس لي زوج. قال لها يسوع: حسنًا قلتِ ليس لي زوج". [17</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يا لهُ من طبيب إلهي ماهر، فقد كشف عن علة المرأة، وبدأ بمشرطه الإلهي أن يضرب في الجسد لكن بمهارة وقدرة وحب، فجعلها تعترف بما لم يكن لامرأة أن تنطق به: "ليس لي زوج". لم يصدر اعترافها عن تبكيتٍ جارحٍ، ولا عن تشهيرٍ بها حتى أمام نفسها، إنما بحبه أيقظ ضميرها، وكشف لها عن شخصه، فاطمأنت له وصارحته بحقيقة موقفها، إذ أدركت أنه قادر أن يضمد جراحاتها ويرد لها صحتها الروحية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إذن إن كان الزوج يُعرف بأنه الناموس، والسامرية لها زوج إذ أخضعت نفسها إلى ناموس ما على أساس سوء فهم للتعاليم السليمة، الناموس الذي به كل مبتدع يود أن يعيشه، هنا يريد الكلمة الإلهي من النفس المبتدعة أن تُفضح عندما تُدخل الناموس الذي يحكمها. وإذ تحتقر نفسها لأنها لا تنتمي إلى زوجٍ شرعيٍ تبحث عن زوج آخر. إنه يود لها أن تنتمي إلى آخر، إلى الكلمة الذي يقوم من الأموات، الذي لن يهزم ولن يهلك، بل يبقى إلى الأبد (إش ٤٠: ٨؛ ١ بط ١: ٢٥)، هذا الذي يحكم ويُخضع كل أعدائه (مز ٨: ٧؛ أف ١: ٢٢). فإن "المسيح بعدما أُقيم من الأموات لا يموت أيضًا، لا يسود عليه الموت بعد؛ لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة، والحياة التي يحياها فيحياها لله" (رو ٦: ٩-١٠)، بكونه عن يمينه (عب ١٠: ١٢)، حتى يخضع كل أعدائه تحت قدميه (مز ١٠٩: ١)... لهذا السبب يقول يسوع لها: "اذهبي وأدعي زوجك"... وإذ أجابته "ليس لي زوج"[١٧] أدانت نفسها على ارتباطها بزوج كهذا<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"لأنه كان لك خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجك. هذا قلتِ بالصدق". [18]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">في رقة عجيبة لم يجرح مشاعرها لأنها تعيش مع من هو ليس برجلها بعد خمس زيجات، وحوَّل حوارها من المجادلة حول الخلافات بين اليهود والسامريين إلى العبادة الجديدة التي تضم كل العالم، ويتمتع بها المؤمن أينما وجد</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يرى القديس جيروم أنه يليق ترك الرجال الخمسة الذين يشيرون إلى حرفية الناموس في الأسفار الموسوية، والرجل السادس وهو يشير إلى المبتدعين، لكي نلتقي بالسيد المسيح مخلص العالم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يرى القديس أغسطينوس أن هذه المرأة قد تزوجت بخمسة رجال والذي معها ليس برجلها. الأزواج الخمسة هم الحواس الخمس، فقد ارتبطت نفسها بالحواس الجسدية، التي لم تستطع أن تشبعها، لأنها لا تقود النفس إلى الأبدية، بل إلى المحسوسات الزمنية المؤقتة. والآن الذي معها ليس برجلها، إنه العقل (غير المقدس) الذي لا يقودها إلى الكلمة والحق، بل إلى الخطأ، يقدم لها مفاهيم خاطئة. إنها محتاجة إلى عريس نفسها، رجلها القادر أن يقودها إلى الحكمة والحق والشبع</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كم كانت حكمة هذه المرأة عظيمة، وكم كان خضوعها إذ قبلت التوبيخ... في هذا التوبيخ يذكر أمرين: يعدد جميع أزواجها السابقين، ويوبخها على ذاك الذي تعيش معه حينئذ وهي تحاول أن تخفي أمره. هنا ماذا صنعت المرأة؟ لم تبدِ ضيقًا ولا تركته هاربة، ولا حسبت كلامه إهانة، لكنها على العكس أبدت إعجابها به، وفاق تقديرها له، إذ قالت: "يا سيد أرى أنك نبي". تطلع إلى رزانتها، إذ لم تندفع إليه مباشرة، لكنها وهي تقدره وتعجب منه قالت: "أرى" أي "يبدو لي" أنك كنبي<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي". [19]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إذ كشف لها السيد المسيح عن شخصه تدريجيًا، اكتشفت المرأة أنه عالم بكل أسرارها الخفية أدركت حسب مفهومها أنه نبي، ووثقت أنه قادر أن يجيب بصدقٍ على التساؤل الذي يحير الكثيرين: هل تتحقق العبادة الصادقة في أورشليم كما يقول اليهود أم على جبل الجرزيم كما يقول السامريون؟ وهو الجبل الذي نُطق عليه بالبركات، ويرى البعض أنه نفس الجبل الذي بنى عليه إبراهيم المذبح (تك ١٢: ٦-٧)، وأيضًا يعقوب (تك ٣٣: ١٨-٢٠)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لقد سلم السامريون الهيكل الذي بناه لهم سنبلط Sanballat (عام ٣٣٢ ق.م.) لانتيخوس أبيفانيوس، طالبين منه أن يُكرس للإله جوبتر أولمبياس Jupiter Olympius، وقد نفوا كل علاقة لهم باليهود، حتى لا يعانوا من الضيقات المرة التي صبها انتيخوس عليهم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />هكذا تحول الحوار إلى الحديث عن موضع العبادة: هل هو أورشليم أم جبل الجرزيم؟</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ما أعجب هذا الأمر، كم كانت فلسفة هذه المرأة، كيف قبلت توبيخ المسيح بأفضل ورعٍ، إذ لما أعلن المسيح فعلها المستور لم تستصعب ذلك ولا تركته وهربت، لكنها تعجبت بالأكثر لأنها قالت له: "أرى أنك نبي"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />تأمل في الحكم العادل المستقيم لهذه المرأة، فقد اتخذت قرارها من واقع الحقائق، سواء فيما يخص أبينا يعقوب أو يسوع، أما اليهود فلم يكن رد فعلهم هكذا. إذ لما شاهدوه يطرد الشياطين منهم لم يقولوا أنه أعظم من أبينا يعقوب أب الأسباط، بل قالوا "به شيطان"<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بدأ الزوج يأتي، أنه لم يأتِ بالكامل... بدأت تدعو الزوج وتطرد خليلها<br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه". [20]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">حسب السامريون أن جبل جرزيم مقدس، عليه ينبغي أن يسجدوا لله. وهو الجبل الذي تقع البئر عند سفحه مباشرة قيل انه على هذا الجبل بنى إبراهيم مذبحًا، وعليه تقابل مع ملكي صادق حيث باركه. على هذا الجبل أمر موسى النبي بمباركة الشعب عند العبور إلى الأردن حيث وقف عليه شمعون ولاوي ويهوذا ويساكر ويوسف وبنيامين بينما وقف رأوبين وجاد واشير وزبولون ودان ونفتالي على جبل عيبال للعنة (تث ٢٧: ١١-١٣) (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). على الجانب الآخر فإن اليهود حسبوا صهيون مسكن الله الذي اختاره أب الجميع، وعليه أقيم الهيكل ومارس الكهنة واللاويون العبادة فيه</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إذ ظنت أنه نبي لم تطلب شيئًا زمنيًا، لا صحة الجسد ولا الممتلكات ولا الثروة، لكنها اهتمت بالدين[٢٠]<br />أرأيت كيف صارت المرأة في تمييزها أكثر عزمًا؟ لأن التي اهتمت بعطشها حتى لا تتكبد لأجله تعبأ سألته فيما بعد عن آراء في الدين<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لو أن اللَّه جسد، لكان يحق أن يُسجد له على جبلٍ، لأن الجبل مادي، وكان يحق أن يُعبد في هيكل</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إنه لأمر عجيب! يسكن في الأعالي وهو قريب من المتواضعين. إنه "يرى المتواضع، أما المتكبر فيعرفه من بعيد" (مز 138: 6)...<br />إذن هل تطلب جبلًا؟ انزل لكي تقترب إليه<br />هل تصعد؟ اصعد، ولكن لا تطلب جبلًا. قيل: "الصاعدون في قلبه، في وادي البكاء" (مز 84: 6). الوادي هو التواضع. لتفعل هذا كله في داخلك<br />حتى إن أردت أن تطلب مكانًا مرتفعًا، موضعًا مقدسًا، اجعل لك هيكلًا في داخلك. "لأن هيكل اللَّه مقدس، الذي أنتم هو" (1 كو 3: 17)<br />أتريد أن تصلي في هيكلٍ؟ الجبل في داخلك، إن كنت أنت أولًا هيكل اللَّه، لأنه في هيكله يسمع من يصلي<br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"قال لها يسوع: يا امرأة صدقيني إنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم، تسجدون للآب". [21]<br />لقد حلت الساعة التي جاء فيها ابن الإنسان ليرفع الإنسان من الحرف إلى الروح، فما يشغل ذهن المؤمنين ليس الموضع، بل وضعهم كأبناء للآب السماوي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الإنسان الكامل والمقَّدس يتعدى حتى هذا، إذ يعبد الرب بطريقة تأملية وإلهية بالأكثر. فكما أن الملائكة (كما يتفق حتى اليهود) لا يعبدون الآب في أورشليم، لأنهم يعبدونه بطريقة أفضل عمن يعبدون في أورشليم، هكذا الذين يستطيعون أن يكونوا مثل الملائكة (لو ٢٠: ٣٦) في ميولهم لا يعبدون الآب في أورشليم، بل بطريقة أفضل<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إنه لم يفضل مكانًا آخر، إنما أعطى الأفضلية للنية <br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* قيل هذا حقًا في شخص اليهود، لكن ليس كل اليهود، ليس اليهود الرافضين الإيمان، بل الذين كانوا مثل الرسل والأنبياء، فقد باع كل هؤلاء القديسين ما يملكونه ووضعوا أثمانها عند أقدام الرسل. "فإن اللَّه لم يرفض شعبه الذي سبق فعرفه" (رو 11: 2)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كأنها تقول: يجاهد اليهود من أجل الهيكل، ونحن من أجل هذا الجبل. وعندما يأتي (المسيا) سيحتقر الجبل ويلقى بالهيكل، وسيعلمنا كل شيء، فنعرف كيف نعبد بالروح والحق. لقد عرفت من يستطيع أن يعلّمها، لكنها لم تعرف بعد أنه الآن هو يعلِّمها. الآن قد تأهلت أن تتمتع بالكشف عنه<br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود". [22]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">بقوله: "لما لستم تعلمون" يشير إلى إنكار السامريين لأسفار الأنبياء التي تمهد طريق المعرفة للتعرف على شخص المسيا المخلص. وبقوله "نسجد لما نعلم" يشير إلى الأسفار الإلهية كطريق آمن للمعرفة والعبادة الحقيقية. ضم السيد المسيح نفسه إلى جمهور العابدين، لأنه صار في تواضعه ابن الإنسان</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم يخجل ابن الله الوحيد من أن يعلن طاعته للآب وسجوده وعبادته له، بينما يستهين كثير من بني البشر في كبريائهم بالعبادة ويحسبونها مضيعة للوقت<br />"لأن الخلاص هو من اليهود": ظهر الخلاص الأبدي من اليهود (رو ٩: ٥) وقُدم لهم أولًا. سلمت لهم التعاليم الإلهية (رو ٣: ٢)، وخدمة الله (رو ٩: ٤)، ومنهم جاء المسيا، ومنهم تبدأ الكرازة بالإنجيل للأمم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* "لأن الخلاص هو من اليهود"، ما يقوله هو هكذا: أن بركة هذا العالم تأتي منهم (لأن معرفة الله وجحد الأصنام وإنكارها بدأت بهم، وبالنسبة لكم فإن عمل السجود وإن كنتم لا تؤدونه بالأسلوب الصحيح إلاَّ أنكم استلمتموه منهم)... كما أشار بولس الرسول إلى مجيئه إذ يقول: "ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهًا مباركًا" (رو ٩: ٥). أنظر إليه كيف يمتدح العهد القديم، ويوضح أنه أساس البركات</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* لم يظهر المسيح للمرأة السامرية لماذا سجد الآباء في ذلك الجبل، ولماذا سجد اليهود في أورشليم، فلهذا صمت، إذ أبطل وأزال عن الموضعين كليهما معالي التقدم. وأنهض نفسها موضحًا أنه لا يمتلك السامريون ولا اليهود فعلًا عظيمًا بالمقايسة إلى الفعل المزمع أن يوهب لنا. وبعد ذلك أورد الفصل بينهما، إلا أنه قد حكم أن اليهود أشرف قدرًا على هذا القياس، دون أن يفضل مكانًا على مكان. لكنه أعطى لليهود التقدم، وكأنه قال: لا ينبغي لأحد أن يجادل لأجل مكانٍ فيما بعد، إلا أن اليهود في غريزتهم قد حازوا الشرف أكثر منكم أنتم أيها السامريون لأنه قال: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فإن سألت: كيف لم يعرف السامريون من هو الذي يسجدون له؟! أجبت: لأنهماعتقدوا بأن الله يحده مكان معين ويتحيز لهم، لهذا يسجدون له. إذ أرسلوا للفرس قائلين: "إن إله هذا المكان غاضب من أجلنا" (٢ مل ٢٦). ظنوا أنه يوجد إله محدود، فعلى هذا استرضوه وعبدوه، ولهذا السبب لبثوا يسترضون الأصنام، ويسترضون إله المسكونة، أما اليهود فكانوا بعيدين عن هذا الظن، فقد عرفوا الله أنه إله المسكونة كلها، وإن كان هذا الرأي لم يكن رأيهم كلهم، فلهذا السبب قال المسيح: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم"<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* عندما تحدثت هذه المرأة معه كيهودي وظنت أنه نبي، أجابها كيهودي يعرف أسرار الناموس روحيًا: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم". يقول "نحن" إذ يضم نفسه مع البشر، ولكن كيف يضم نفسه مع البشر إلا بحسب الجسد، ولكي يظهر أنه أجاب كمتجسدٍ، إذ يضيف "الخلاص من اليهود"<br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"ولكن تأتي ساعة وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له". [23]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">عوض الانشغال بمكان العبادة يلزم الانشغال بحال الفكر الداخلي، وهيكل الله داخل النفس، وكيفية تقديم العبادة لله الذي هو روح. فالله الآب يطلب العابدين بقلوبهم، ونادرًا ما يوجدون، إذ قيل: "من هو هذا الذي أرهن قلبه ليدنو إليَّ يقول الرب" (إر ٣٠: ٢١). طريق العبادة بالروح ضيق، لأن فيه لا يطلب الإنسان مجد الناس بل مجد الله<br />العبادة بالروح تحول القلب إلى صهيون الحقيقية التي يشتهيها الله كقول المرتل: "لأن الرب اختار صهيون، اشتهاها مسكنًا له؛ هذه هي راحتي إلى الأبد؛ ههنا أسكن لأنه اشتهيتها (مز ١٣٢: ١٣-١٤)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كان كل من اليهود والسامريين شديدي الاهتمام بالجسد، يطهرونه بمختلف الطرق. لذلك يقول إنه ليس بطهارة البدن، بل بطهارة ذلك الجزء غير الجسدي من كياننا، أي العقل. به نعبد الله اللاجسدي، كما لا يكون القربان بذبح العجول والخراف، بل بتكريس الإنسان نفسه لله. أهلك ذاتك، فتقدم ذبيحة حية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إذ يقول الحق استبعد السامريين واليهود. فإنه وإن كان اليهود أفضل من السامريين، إلا أنهم أقل بكثير من القادمين بقدر ما أن الرمز أقل من الحقيقة. إنه يتحدث عن الكنيسة التي لها العبادة الحقيقية التي تليق بالله<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يليق بالإنسان أن يلاحظ إن العابدين بالحق يعبدون الآب بالروح والحق، ليس فقط في الساعة القادمة، بل وفي الوقت الحاضر أيضًا<br />إن كان الآب يطلب أولئك الذين يعِّدهم أن يكونوا عابدين حقيقيين بتطهيرهم وتعليمهم بالكلمة في تعاليم صادقة، إنما يطلبهم بابنه الذي جاء يطلب من قد فقدوا (لو ١٩: ١٠؛ حز ٣٤: ١٦)<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> "الله روح، والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا". [24]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* بقوله "الحقيقيون" يستبعد اليهود والسامريين، لأن هؤلاء اليهود وإن كانوا أفضل من السامريين إلا أنهم أدنى كثيرًا من المزمعين أن يسجدوا "بالروح والحق".... إن كان الله في الماضي قد سعى إلى مثل هؤلاء... إنما لطفًا وتنازلًا منه حتى يأتي بهم إلى حظيرة الإيمان</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />وإن سألت: ومن هم الساجدون الحقيقيون؟ أجبتك:الذين لا يربطون عبادتهم بمكانٍ محددٍ، وهم ينجذبون بالروح. وكما يقول بولس الرسول: "الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه" (رو ١: ٩). وفي موضع آخر يقول: "أطلب إليكم أيها الاخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم الفعلية" (رو ١٢: ١)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />قول المسيح للمرأة السامرية: "الله روح" لا يدل على معنى آخر إلا على أنه خالٍ من جسم، لذلك ينبغي أن تكون عبادة للخالي من جسم خالية من جسم أيضًا، وأن نقدمها بما هو فينا خالٍ من جسم، أي أن تكون بروحنا وبنقاوة عقلنا، لذلك قال المسيح: "والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"<br />القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بكونه ابن داود يخضع للزمن وللتدبير والتنازل النسبي، لكن من جهة اللاهوت لا يخضع لزمان ولا لمكان."جيله من يعلنه؟"(إش 8:53)<br />"اللَّه روح"؛ فذاك الذي هو روح قد وُلد روحيًا بكونه غير جسدي بنسبٍ غير مدرك ولا مفحوص<br />الابن نفسه يقول للآب:"قال الرب لي: أنت ابني، وأنا اليوم ولدتك" هذا "اليوم" ليس زمنيًا بل سرمدي. اليوم هنا غير زمني بل قبل كل الدهور."من الرحم قبل كوكب الصبح ولدتك" <br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الكلمات: "الله روح" لا تغير الحقيقة أن الروح القدس له اسمه الخاص به، وأنه هو العطية المقدمة لنا. قيل للسامرية التي وضعت حدودًا لله بالجبل أو الهيكل أن الله يحوي كل الأشياء ومُحوى في ذاته، وهو غير منظور ولا مُدرك، يلزم أن يُعبد بوسائل غير منظورة ولا عندما علم المسيح أن الله بكونه الروح يجب أن يعبد بالروح، وأظهر أية حرية ومعرفة ومجالات بلا حدود للسجود في عبادة الله الروح بالروح<br />القديس هيلاري أسقف بواتييه</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي، فمتى جاء ذاك، يخبرنا بكل شيء". [25]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">أخيرًا جاء الحوار بخصوص المسيا، فإذ لم تعترض السامرية على ما يقوله بل شعرت بقوة في داخلها سألته عما كان يدور في أذهان اليهود والسامريين، وهو: متى يأتي المسيا؟ فمع العداوة القائمة بين اليهود والسامريين إلاَّ أن أمرًا واحدًا كان الكل يترقبه، وربما تحدث كثير من المعلمين عنه في ذلك الوقت، وهو تحقيق الوعد الإلهي الخاص بمجيء المسيا وحلول مملكته</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />مع ما لحق بها من فساد بسبب خطيتها لكن شوقها لمعرفة الحق وترقبها في تواضع لمجيء المخلص هيأها للالتقاء مع السيد والتعرف عليه والشهادة له</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* قد يقول قائلٍ: من أين للسامريين أن ينتظروا مجيء المسيح وهم يقبلون موسى وحده؟ فنقول له: "من كتب موسى نفسها، لأن موسى قال: "يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون" (تث 18: 15)"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كانت مجرد امرأة فقيرة لا خبرة لها بالكتب المقدسة، لذلك لم يحدثها بما جاء في هذه الأسفار، بل قادها إلى الإيمان عن طريق الماء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* بالنسبة لليهود الذين كانوا يرددون باستمرار: "إلى متى تعلق أنفسنا؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرًا" (يو ١٠: ٢٤) لم يعطهم جوابًا شافيًا. أما بالنسبة لهذه المرأة فقال لها بصراحة: "أنا هو"، لأن المرأة كانت غير منحازة وذات تفكير وضمير عادل أكثر من اليهود. إذ لم يسألوا لكي يتعلموا، بل كانوا دائمي السخرية منه... أما هذه فسمعت وآمنت ودعت آخرين أيضًا إلى الإيمان، وفي كل الأحوال تلاحظ وقتها وانضباطها وإيمانها<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو". [26]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لم يتحدث السيد المسيح مع اليهود، ولا حتى مع تلاميذه بعبارات مباشرة هكذا: "أنا الذي أكلمك هو"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الحصاد قد أُعد، فقد قام الأنبياء بالغرس لينمو، والآن قد جاء إلى النضوج وينتظر الرسل كحاصدين له... فبالنسبة للمرأة السامرية كان اسم "المسيا" ليس بجديدٍ عليها، كانت بالفعل تترقب مجيئه. لقد آمنت بالفعل أنه قادم. من أين كان لها أن تؤمن بهذا لو لم يغرسه موسى؟<br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"> كرازة السامرية الناجحة</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">وعند ذلك جاء تلاميذه، وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة، ولكن لم يقلأحد ماذا تطلب؟ أو لماذا تتكلم معها؟" [27]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لم يكن في ذهن التلاميذ أن معلمهم الذي كانوا يترقبون ملكوته العظيم على الأرض يتحدث مع امرأة فقيرة سامرية. إنها ليست من قطيع إسرائيل الضال، وفي ذهنهم لا يمكن أن يكون لها دور في ملكوته، فلماذا يتحدث معها؟<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">هذا ومن جانب آخر فإنه لم يكن من عادة الرجال أن يتحدثوا مع نساء في الطريق، حتى وإن كانت زوجاتهم، وقد وجدت قوانين كثيرة سنها الحاخامات في هذا الشأن</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* أجاز المسيح لنفسه أن يخاطب امرأة سامرية فقيرة، إلا أن تلاميذه مع انذهالهم من ذلك لم يسألوه عن سبب مخاطبته إياها، لأنهم كانوا بهذه الصفة متأدبين بحفظ ترتيب التلاميذ، وبهذه الصورة تهيبوه واستحيوا منه واحتشموه كاحتشامهم صاحبًا عجيبًا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* ترى ممَ تعجب التلاميذ؟ من تواضعه الشديد وبُعده عن الكبرياء، إذ تبادل الحديث مع امرأة فقيرة بل وسامرية أيضًا <br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فتركت المرأة جرتها، ومضت إلى المدينة، وقالت للناس". [28]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إذ تمتعت السامرية بالحق الإلهي تركت جرتها، ونسيت ما جاءت من أجله، وعادت إلى المدينة دون الماء، إنما لتقدم ماء الحق لأهل المدينة. تركت جرتها لأنها لم ترد أن تعوقها الجرة عن الإسراع نحو المدينة لتشهد للحق. أخبرت الجميع في الشوارع أنها وجدت الكنز الذي تبحث عنه، ووجدت ينبوع سرورها الداخلي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />سبق أن طلب السيد منها أن تدعو زوجها [١٦]، وها هي قد دعت كل رجال المدينة ونجحت في مهمتها</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم تخبرهم أنه حاورها في أمور دينية خطيرة خاصة بمكان العبادة وطريقة ممارستها، بل ما لمس قلبها حقًا أنه عرف أسرارها واجتذبها بقوة كلمته إليه، فتعرفت على شخصه، إنه هو المسيا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ربما تركت جرة الماء التي كانت في بئر تعتز بعمقها، أي بالتعاليم، إذ احتقرت الأفكار التي سبق أن قبلتها، وتقبلت جرة أفضل من جرة الماء، تحوي ماءً ينبع إلى حياة أبدية (يو ٤: ١٤)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* هنا امرأة أعلنت عن المسيح للسامريين، وفي نهاية الأناجيل أيضًا امرأة رأته قبل كل الآخرين تخبر الرسل عن قيامة المخلص (يو ٢٠: ١٨)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كل ما فعلته المرأة السامرية هو علاقتها بالخمسة أزواج، وبعد ذلك ارتباطها بالسادس الذي هو ليس بزوجها الشرعي. تبرأت من الرجل السابق، تركت جرتها واستراحت بوقار في السبت</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لقد جلبت أيضًا نفعًا للذين سكنوا معها في ذات المدينة، على أساس معتقداتها القديمة، أي شاركوها تعاليمها الخاطئة. إنها العلة التي جعلتهم يخرجون من المدينة ويأتون إلى يسوع<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إذ استقبلت الرب المسيح في قلبها ماذا يمكنها أن تفعل سوى أن تترك جرّتها وتجري لتكرز بالإنجيل؟ لقد طردت الشهوة، وأسرعت تعلن عن الحق. ليتعلم الذين يريدون أن يكرزوا بالإنجيل أن يتركوا جرتهم عند البئر<br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />جاءت لتستقي ماءً، وعندما استنارت وعرفت الينبوع الحقيقي للتو احتقرت الينبوع المادي. وهي في هذه الواقعة البسيطة تعلمنا أن نتجاوز عن أمور الحياة المادية عندما نصغي للروحيات... دون أن يوجه لها أحد أمرًا تركت جرتها، وعلى جناحي الفرح والبهجة أسرعت وصنعت ما فعله الإنجيليون، ولم تدعُ واحدًا أو اثنين، كما فعل أندراوس وفيلبس، إنما دعت مدينة بأكملها، وأتت بهم إلى الرب يسوع</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح؟" [29]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">كلمات السامرية تكشف عن سعادتها الداخلية بلقائها مع المسيا مخلص العالم، وتمتعها بمن يملأ أعماقها. لم يهبها الرجال الستة سعادة، لكن لقاءها مع مخلصها بعث فيها روح السعادة والعمل من أجل الآخرين لخلاصهم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم تكن الدعوة أن يأتوا ليروا أمرًا غريبًا، ولا أن يدخلوا معه في حوارٍ، بل أن يتمتعوا بفاحص القلوب، المسيا مخلص العالم. فمن أهم السمات التي كان اليهود ينتظرونها في المسيا أنه عالم بما في القلوب</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني ادعى Barchochab أنه المسيا، وإذ خدع كثيرين جاءوا إليه بأشخاصٍ لا يعرفهم بعضهم كانوا مجرمين وآخرون أبرياء، وطلبوا منه أن يميز بين الأشرار والأبرار، وإذ لم يستطع قتلوه</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />كانت السامرية حكيمة في كرازتها، إذ لم تملي عليهم إيمانها فيه بل بحكمة طلبت منهم أن يأتوا وينظروا ليتحققوا من شخصه: "ألعل هذا هو المسيح؟!" [٢٩]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* مرة أخرى لاحظوا حكمة المرأة العظيمة. فإنها لم تعلن الحقيقة بوضوح، ولا بقيت صامتة، ولا رغبت في إحضارهم باقتناعها هي، بل لتجعلهم يشتركون في هذا الرأي باستماعهم له، حيث صارت كلماتها لهم مقبولة فعلًا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* لم تخجل من قولها أنه قال لها كل ما فعلته... فإنها لم تعد تنظر إلى ما هو أرضي، ولا تعود تلقي بالًا إلى مجد دنيوي أو عارٍ، لكنها أصبحت منتمية إلى شيءٍ واحدٍ فقط، وهي تلك الشعلة المقدسة المتقدة داخلها والممتلئة بها</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* "ألعل هذا هو المسيح؟!" [٢٩] لم ترغب في أن تأتي بهم بإرادتها هي واقتناعها، بل أرادت أن يكون لهم الرأي عندما يستمعون إليه. هذا ما جعل كلماتها أكثر قبولًا لديهم... لم تقل "هلموا آمنوا" بل "هلموا انظروا"، وهو تعبير أكثر رقة وجاذبية لهم<br />القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الأقوال التي قيلت للمرأة ألهبتها إلى أن أوصلها الشوق المتقد إلى ترك جرتها وإهمال الحاجة التي جاءت بسببها، ورجعت إلى مدينتها لتجتذب إلى المسيح كافة الجموع التي كانت فيها. تأمل حرص المرأة وفهمها، لأنها جاءت تستقي، فلما وجدت الينبوع الحقيقي احتقرت الينبوع المحسوس، فأصبحت معلمة لنا. وعلى حسب قوتها عملت العمل الذي عمله رسل ربنا، لأن أولئك لما دُعوا تركوا شباكهم، وهذه فمن ذاتها تركت جرتها وعملت عمل المبشرين. ولم تستدعِ واحدًا أو اثنين، لكنها استنهضت مدينة بأكملها وجمعًا جزيلًا تقديره، واقتادتهم إلى المسيح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />تأمل كيف اقتادت المرأة أهل المدينة بأوفر فهمٍ، لأنها لم تقل لهم: تعالوا أبصروا المسيح، لكنها اجتذبت الناس بالمقارنة التي اقتنصها بها المسيح فقالت: "هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />قالت المرأة السامرية: "هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت"،لم تخجل أن تقول ذلك، مع أنه كان يمكنها أن تقول قولًا غير هذا، وهو: تعالوا انظروا من يتنبأ. إذا أضرمت النار الإلهية نفوس أحدنا لا ينظر إلى شيءٍ من الأمور الأرضية، لا إلى الشرف ولا إلى خجل</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />انظر حكمة المرأة إنها لم تجزم أنه هو المسيح بحكم واضح ولا صمتت، لأنها أرادت أن تجتذبهم إليه، ليس بحكمها هي، وإنما باستماعهم له<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />عندما جاء المسيح رفضه اليهود، بينما اعترفت به الشياطين<br />داود جده لم يجهله عندما قال:"رتبت سراجًا لمسيحي" (مز 7:132)، هذا السراج الذي فسره البعض أنه بهاء البنوة (2 بط 19:1) وفسره البعض أنه الجسد الذي أخذه من العذراء...<br />لم يجهل النبيأمر المسيح إذ قال:"وأعلن بين البشر بمسيحه His Anointed" (عا 13:4 الترجمة السبعينية)<br />موسى أيضًا عرفه، وإشعياء، وإرميا. لم يجهله أحد من الأنبياء، بل حتى الشياطين عرفته إذ انتهرها...<br />رئيس الكهنة لم يعرفه، والشياطين اعترفت به<br />رئيس الكهنة لم يعرفه، والسامرية أعلنت عنه قائلةً: "انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت،ألعل هذا هو المسيح؟!" (يو29:4)<br />القديس كيرلس الأورشليمي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فخرجوا من المدينة وأتوا إليه". [30]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لقد جاء الوقت الذي فيه بشر البرص بالخلاص العظيم لأصل السامرة (٢ مل ٧: ٣ إلخ). ها هي امرأة سامرية لها ماضٍ مؤلم تصير أول كارزة بالأخبار المفرحة للسامرة، فتكسب المدينة كلها لحساب السيد المسيح<br />"وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلم كلْ". [31]<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بينما انطلقت المرأة السامرية للكرازة بكل قوة، إذ بالتلاميذ ينشغلون بتقديم طعام للسيد المسيح، لأنه كان جائعًا ومُتعب</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقال لهم: أنا لي طعام لأكل لستم تعرفونه أنتم. [32]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يقول العلامة أوريجينوس أن للأجسام طعام يختلف عما للأرواح، وكما أن الأجسام نفسها تختلف في احتياجاتها من جهة نوع الطعام وكميته، هكذا أيضًا بالنسبة للأرواح والنفوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />كان السيد المسيح ينتهز كل فرصة ليرفع عقول تلاميذه وقلوبهم إلى ما فوق الزمن، إلى السماء عينها. لقد أعلن لهم عن مدى بهجته بخلاص النفوس بكونه طعامه الشهي. لقد وجد شبعه وراحته في التعب من أجل كل نفسٍ، ومن أجل تحقيق خطة أبيه. إنه لن يستريح، بل يبقى مثابرًا على العمل حتى يعبر من هذا العالم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فإنه حتى ذات النوعية للكلمات المغذية والأفكار التأملية والأعمال المناسبة لهذه الكلمات والأفكار ليست مناسبة لكل النفوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إنه بالحقيقة يوجد البقول وأيضًا الطعام القوي (رو ١٤: ٢؛ عب ٥: ٢) الذي لا ينعش النفوس المحتاجة إلى تقدم في نفس الوقت</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />وكما يقول بطرس ليت الأطفال حديثو الولادة يشتهون اللبن العقلي النقي (١بط ٢: ٢). ويطبق نفس الشيء إن كان أحد ما مثل الطفل كأهل كورنثوس الذين يقول لهم بولس: "سقيتكم لبنا لا طعامًا" (١ كو ٣: ٢)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ليت الضعيف يأكل بقولًا لأنه لا يؤمن (رو ١٤: ٢). هكذا علَّم بولس عندما قال: "واحد يؤمن أن يأكل كل شيء، وأما الضعيف فيأكل بقولًا" (رو ١٤: ٢)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ويوجد بالحقيقة وقت فيه "أكلة من البقول حيث صداقة مع نعمة خير من ثور معلوف ومعه بغضة" (راجع أم ١٥: ١٧). أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (عب ٥: ١٤). ولكن يوجد أيضًا طعام بغيض كما يعلمنا سفر الملوك الرابع عندما قال بعض الرجال لأليشع: "موت في القدر يا رجل الله" (٢ مل ٤: ٤٠)...<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يليق بنا أن نرتفع بالفكر من الكائنات غير العاقلة والبشرية إلى الملائكة الذين هم أيضًا ينتعشون بالطعام، فإنهم ليسوا في عدم عوز تمامًا. "أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز ٧٧: ٢٥).<br />لكن الآن يلزمنا أن نعبر إلى العبارة التي أمامنا بخصوص طعام المسيح، الذي لم يكن يعرفه التلاميذ عندئذ، إذ يقول يسوع الحق: "أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم" (يو ٤: ٣١). لأن التلاميذ لم يكونوا يعرفوا ما كان يسوع يفعله حينما كان يفعل إرادة من أرسله ويتمم أعماله الكاملة[٣٤]. إنه يفعل إرادة الآب التي هي واحدة مع إرادته.<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يرى القديس أغسطينوس أن طعام السيد المسيح هو أن يتمم إرادة الآب، وأن يشرب من إيمان المرأة به. بهذه يطعِّمها جسده الذي هو الكنيسة، أي تصير عضوًا في الجسد. يرى العلامة أوريجينوس أنه ليس الإنسان وحده بل وكل كائن عاقل سيتمتع بالكمال بيسوع بكونه عمل الله</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />حينما يكمل كل واحدٍ منا، بكونه عمل الله، بواسطة يسوع، يقول: "جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا وضع لي إكليل العدل" (راجع ٢ تي ٤: ٧-٨)<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />كان الرب جالسًا جائعًا وعطشانًا اقتات بإيمان المرأة السامرية<br />القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أي عجب إن كانت تلك المرأة لم تفهم الماء؟ انظر فإن التلاميذ لم يفهموا بعد الطعام<br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فقال التلاميذ بعضهم لبعض: ألعل أحدًاأتاه بشيءٍ ليأكل؟" [33]<br />لم يدرك التلاميذ أن الكلمة الإلهي هو الذي عال إيليا في البرية عند نهر كريت، فكان يُرسل له طعامًا يوميًا بواسطة غراب (١ مل ١٧: ٤-٦). وأنه في البرية جاءت ملائكة تخدمه (مت ٤: ١١)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"قال لهم يسوع: طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني، وأتمم عمله". [34]<br />أكلنا وشربنا وقراءتنا وخدمتنا وعبادتنا كلها إنما لخدمة خلاص النفوس. هذه هي إرادة أبينا السماوي، طعام نفوسنا الشهي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لقد هلكت النفوس بسبب عدم المعرفة. وقد وهبنا الله مفتاح الملكوت الذي هو إنجيله ومعرفة كلمته</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الوليمة التي يتحدث عنها سليمان لا تتحقق فقط بالطعام العادي بل تُفهم بأنها تتحقق بالأعمال الصالحة. إذ كيف يمكن للنفس أن تتمتع بوليمة بحكمة أفضل إلا بالأعمال الصالحة، أو ماذا يمكن أن يملأ أذهان الأبرار بسهولة مثل معرفة تحقيق العمل الصالح؟ أي طعام أكثر بهجة من عمل مشيئة اللَّه؟ يخبرنا الرب أن لديه هذا الطعام وحده بفيضٍ. كما جاء في الإنجيل: "طعامي أن أعمل مشيئة أبي الذي في السماوات" [34]. فبهذا الطعام يبتهج الذين يتعلمون بمعرفة عجيبة أن يصعدوا إلى المباهج العلوية، الذين يقدرون أن يعرفوا أيّة بهجة هي هذه، وأيّة نقاوة لها والتي يمكن للعقل أن يفهمها. إذن ليتنا نأكل خبز الحكمة، ونشبع بكلمة اللَّه. لأن حياة الإنسان التي خُلقت على صورة اللَّه لا تتحقق بالخبز وحده، بل بكل كلمة تخرج من فم اللَّه (مت 4:4). ويقول القديس أيوب عن الكأس بوضوح كامل: "كما تترقب الأرض المطر، هكذا فقل هؤلاء بالنسبة لكلماتي" (أي 23:29)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إن كان طعامه هو أن يعمل مشيئة أبيه، هكذا أيضًا طعامه أن يشترك في آلامنا<br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمرة النفيس" (نش 16:4). إنه لتعبير جرئ من نفس ممتلئة حماسًا وروعة ترتفع على كل تعجب.<br />من تدعوه العروس لوليمتها التي تتكون من فاكهتها الخاصة؟<br />لمن تُجهز العروس وليمتها التي أقامتها من مصادرها الخاصة؟<br />هذا هو الواحد الذي ترتب العروس له مائدتها. وهي الحديقة التي تنبت منها أشجار حيّة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ترمز الأشجار إلينا وتُشير أرواحنا المُخلّصة إلى الطعام المُقدم له. وقال لتلاميذه: "أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم" (يو 32:4، 34). تتميم إرادة اللّه المقدسة: "فهو يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 4:2)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />هذا الخلاص هو الغذاء الذي يُجهز له. تعطى إرادتنا الحرة الثمرة للّه وهي أرواحنا، ليقطفها من على غصنها الصغير. تمتعت العروس في البداية بثمرة التفاح الحلوة المذاق قائلة" وثمرته حلوة لحلقي" (نش 3:2). ثم أصبحت هي نفسها الثمرة الجميلة الحلوة التي قُدمت للراعي ليتمتع بها<br />القديس غريغوريوس النيسي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد. ها أنا أقول لكم: ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد". [35]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">أخفى السيد المسيح المعنى الروحي السرائري وراء حديثه عن الحصاد، فإن ما يعنيه هو حصاد ملكوت السماوات الذي يتحقق بعد أربعة حقبات زمنية. الحقبة الأولى الإنسان في جنة عدن حيث لم يقدم الثمر اللائق، وجاء عصر الناموس الطبيعي (الآباء البطاركة)، ثم عصر الناموس الموسوي، وأخيرًا الحقبة الرابعة حيث عهد النعمة. فيتم حصاد كل الحقبات لحساب ملكوت السماوات، ويتحقق كمال الحصاد في مجيء المسيح على السحاب حيث ينتهي العصر الأخير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يطلب السيد المسيح الحصاد الذي لن يتحقق بدون العمل الجاد بسرورٍ ومثابرة. فالعملٍ ضرورة حتمية وملحة للتمتع بالحصاد</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إنه يرى الحصاد القادم حيث يأتي كثير من السامريين إليه خلال خدمة المرأة السامرية، يؤمنون به ويتأهلون للبس الثياب البيضاء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* "ارفعوا أعينكم"، وردت في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس حيث يحثنا الكلمة الإلهي على رفع أفكارنا وبصيرتنا إلى فوق. كما جاء في إشعياء: "ارفعوا إلى العلاء أعينكم، وانظروا من جعل هذه الأمور معروفة" (راجع إش ٤٠: ٢٦)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إذ بدأ يتحدث المخلص عن التطويبات رفع عينيه نحو تلاميذه وقال: "طوبى" لهؤلاء وأولئك (راجع لو ٦: ٢٠). فإنه لا يوجد تلميذ حقيقي ليسوع في الأسفل، ولا أحد ممن يستريح في حضن إبراهيم. فالغني الذي كان يتعذب رفع عينيه ليرى إبراهيم ولعازر في حضنه (لو ١٦: ٢٣)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ليس أحد يرفع عينيه إن كان مستمرًا في إتمام أعمال الجسد</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* يحث الكلمة الحاضر مع التلاميذ سامعيه أن يرفعوا أعينهم إلى حقول الكتاب المقدس وإلى حقول الغاية من كل شيء موجود، فيرى الإنسان بياض نور الحق وبهاءه الحال في كل مكان. فإنه بحسب سليمان: "كلها واضحة لدى الفهماء، ومستقيمة لدى الراغبين في الشركة في المعرفة الحسية" (راجع أم ٨: ٩).<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />كتب القديس جيروم إلى أبيغيوس Abigaus كاهن Baetica بأسبانيا يعزّيه في عماه الجسدي ويبعث فيه روح الفرح من أجل ما يتمتع به من بصيرة داخلية<br />القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"والحاصد يأخذ أجرة، ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معًا". [36]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">الآن يتقدم السيد المسيح بكونه الزارع الذي غرس الكلمة في قلب السامرية، وفي ساعات قليلة جدًا قام بدور الحاصد، وفرح وتهلل من أجل الثمر حيث آمن به كل أهل المدينة قائلين: "إن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" [٤٢]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* يقصد المسيح هنا الحاصد الروحاني، لأن ثمرة الحصاد الجسداني لا تبلغ إلى الحياة الأبدية، بل إلى هذه الحياة الوقتية، أما ثمرة الحصاد الروحاني فإنها تبلغ إلى حياة خالية من الشيخوخة والموت. أرأيت كيف أن أقواله محسوسة ومعانيها روحانية؟<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* ضعوا في اعتباركم أنه إن كان موسى والأنبياء هم الذين زرعوا، إذ كتبوا الأمور "لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور" (١ كو ١٠: ١١)، وأعلنوا عن رحلة المسيح. وانظروا إن كان الذين حصدوا هم الرسل الذين قبلوا المسيح، ورأوا مجده الذي يتفق مع بذار الأنبياء العقلية الخاصة به، التي حُصدت بواسطة إدراك السرّ المخفي منذ الدهور، وأُعلن في أواخر الأزمنة" (أف ٣: ٩؛ ١ بط ١: ٢٠). "الذي في أجيال آخر لم يعرف به بنو البشر كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه" (أف ٣: ٥)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />الآن فإن الخطة الكاملة الخاصة بإعلان السرّ المحفوظ في كتمان لأزمنة أبدية، والآن أُعلن خلال الأسفار النبوية وظهور ربنا يسوع المسيح، وذلك في الوقت الذي فيه جعل النور الحقيقي الحقول مبيضة للحصاد، إذ أشرق عليها بكونه البذرة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />حسب هذا التفسير الحقول التي غُرست فيها البذور هي كتابات الناموس والأنبياء التي لم تكن قد ابيضت بالنسبة للذين لم يتقبلوا حضور الكلمة. لكنها صارت هكذا بالنسبة للذين صاروا تلاميذ ابن الله، وأطاعوه، هذا القائل: "ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد"[٣٥]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كتلاميذ حقيقيين ليسوع لنرفع أعيننا وننظر الحقول التي غرسها موسى والأنبياء، لكي نرى بياضها، وكيف قد أُعدت لحصاد ثمارها، وجمعه لحياة أبدية، في رجاء نوال أيضًا مكافأة من رب الحقول ومانح البذور</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كل إنسان، أيًا كان، يقرأ: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات" (مت ٨: ١١)، سيتفق في إن الزارع والحاصد يفرحان معًا، حيث يهرب كل أنين وحزن ووجع في الدهر الآتي (إش ٣٥: ١٠)<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"لأنه في هذا يصدق القول: إن واحدًا يزرع، وآخر يحصد". [37]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">هوذا السيد المسيح يرسل تلاميذه للحصاد، الحقل الذي تعب فيه آباء وأنبياء العهد القديم زمانًا هذا مقداره</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* يمكننا القول أن واحدًا ينتمي إلى الناموس، والآخر إلى الإنجيل، لكنهما يفرحان معًا[٣٦]، لأن لهما هدف واحد من الله الواحد بيسوع المسيح الواحد، المخزن لهما في الروح القدس الواحد<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الأنبياء هم الذين زرعوا ولم يحصدوا، وأما الذين حصدوا فهم الرسل. لكن لم يُحرم الذين زرعوا فقط من الفرح بالمكافأة على أتعابهم، إنما تهللوا وابتهجوا بالرغم من أنهم لم يحصدوا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> إيمان السامريين به</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين، بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد أنه قال لي كل ما فعلت". [39]<br />إن تطلعنا إلى ما يُقال بخصوص السامرة، والمرأة السامرية وبئر يعقوب فإنه ليس من الصعب أن نرى كيف أن هؤلاء الذين أُحبطوا بالتعاليم الباطلة تركوا مدينة آرائهم كما لكي يتمتعوا بالتعليم الصادق. وإذ تركوها آمنوا بحق بالتعليم الخلاصي بسبب امرأة واحدة سبق فقبلت تعليم الخلاص عند بئر يعقوب، وقد تركت جرتها السابقة المُشار إليها لكي تدعو الآخرين لكي ينتفعوا بنفس الطريقة<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فلما جاء إليه السامريون، سألوه أن يمكث عندهم، فمكث هناك يومين". [40]<br />يرى العلامة أوريجينوس أن يسوع مكث معهم ليس في مدينتهم، إذ خرجوا إليه خارج مدينتهم [٣٠]، أي مكث في عقولهم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم يذكر الكتاب أنه صنع آيات بينهم، إذ كانوا بسطاء محتاجين ومستعدين لسماع الكلمة، تعلقوا بالسيد المسيح من أجل الحق. ولم يطلبوا آيات لكي يتحققوا من شخصه كما طلب كثير من القيادات اليهودية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />في إنجيل لوقا نجد سامريين رفضوا أن يعبر يسوع بمدينتهم (لو ٩: ٣٥). هنا نجد سامريين يسألونه أن يمكث معهم، ففي كل شعب نجد من يقبل الحق، ومن لا يطيقه</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />مع أن السيد المسيح كان في طريقه من اليهودية إلى الجليل، ومرّ عابرًا بالسامرة، فإنه إذ وجد فرصة للخدمة، وقبولًا للكلمة لم يرفض طلب السامريين بل مكث معهم يومين</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* يبقى يسوع مع الذين يطلبونه، خاصة عندما يترك سائليه مدينتهم، ويأتون إلى يسوع، مقتدين بإبراهيم عندما أطاع الله الذي قال له: "أخرج من مدينتك ومن شعبك ومن بيت أبيك" (تك ١٢: ١)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يبقى يسوع يومين مع الذين يسألونه، لأنهم لم يدركوا بعد يومه الثالث، إذ كانوا غير قادرين على إدراك أي شيء معجزي مثل هؤلاء الذين أكلوا مع يسوع في اليوم الثالث في عرس قانا الجليل (يو ٢: ١)<br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"فآمن به أكثر جدًا بسبب كلامه". [41]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لقاؤهم مع السيد وهبهم نموًا في الإيمان وتزايدًا في عدد المؤمنين</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />سيدين هؤلاء السامريون اليهود بإيمانهم بالمسيح وقبولهم إياه، لأن أولئك اليهود بعد كل أعماله وعجائبه قاوموه دفعات متصلة، أما السامريون فبدون آيات أظهروا إيمانهم به<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"وقالوا للمرأة: إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم". [42]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">رؤيتهم للسيد المسيح وسماعهم له ثبَّت إيمانهم الذي تسلموه من المرأة، وانجذب كثيرون معهم في ذات الإيمان، كما تعرفوا عليه أنه ليس مخلص اليهود وحدهم ولا معهم السامريون فحسب، بل هو بالحقيقة مخلص العالم الذي قال عنه إشعياء النبي: "جعلتك نورًا للأمم، لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض" (إش ٤٩: ٦)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إيمانهم حمل يقينًا "بالحقيقة المسيح مخلص العالم"، وكما قالت ملكة سبأ لسليمان الملك: "صحيحًا كان الخبر الذي سمعته في أرضي عن أمورك وحكمتك، ولم أصدق، حتى جئت وأبصرت عيناي، فهوذا النصف لم أُخبر به" (١ مل ١٠: ٦-٧)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />هذه هي البذار التي غرسها السيد المسيح في السامرة في خلال يومين، نسمع بعد حوالي أربع أو خمس سنوات عن تبشير فيلبس في السامرة، حيث وجد بذارًا صالحة في الأرض (أع ٨: ٥-٦، ٨). كما وجد أيضًا أشرارًا مثل سيمون الساحر (أع ٨: ٩-١٠)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />تفوَّق الدارسون على معلمتهم، وصار لهم الحق في إدانة اليهود بقبولهم له وإيمانهم به... أدركوا في الحال أنه سوف يجتذب العالم إليه، وأنه جاء ليصنع خلاصًا لنا شاملًا، ولا تقتصر رعايته على اليهود وحدهم... إنه المخلص الحقيقي الذي يهب الخلاص الحقيقي الأبدي وليس الزمني<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم يصفوا المسيح مخلصًا على بسيط ذات الوصف، لكنهم قالوا: "نحن نعلم أن هذا هوبالحقيقة المسيح مخلص العالم"، الواهب الخلاص الحقيقي لا الخلاص الوقتي فقط. وهذا القول كان عن إيمان خالص، والدليل على ذلك أولًا لأن إيمانهم كان خاليُا من عجائب شاهدوها. ثانيًا على الرغم من أنهم سمعوا المرأة قائلة في ارتياب "ألعل هذا هو المسيح" لم يقولوا إننا نظن أنه المسيح، لكنهم قالوا: "نحن نعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم". فإنهم لم يعترفوا بالمسيح كأنه واحد من كثيرين، لكنهم أقروا أنه بالحقيقة المخلص، ومع أنهم لم يبصروه قد خلص، وإنما سمعوا كلامه قالوا هذا القول، فلو أنهم أبصروا عجائبه لقالوا أقوالًا كثيرة عظيمة. وإذ قالوا عن المسيح إنه مخلص العالم أوضحوا أنه مخلص العالم الضال</span></span></b></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2016%2F04%2Fblog-post_7.html&linkname=%D8%A7%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20-%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B5%20%D8%AA%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%B3%20%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%20%D9%85%D9%84%D8%B7%D9%8A%20" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-82226939585774421362016-04-01T14:55:00.002+02:002016-04-01T15:15:04.854+02:00احد الابن الضال - القمص تادرس يعقوب ملطي <br />
<br />
<div style="text-align: right;">
</div>
<div style="text-align: right;">
</div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://4.bp.blogspot.com/-6s60p7HHt2A/Vv5vdaPej6I/AAAAAAAADpw/ahQrF2I9kfITmefbrmCAWQCbErP3627Gw/s1600/Prodigal%2B%2BSon.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="https://4.bp.blogspot.com/-6s60p7HHt2A/Vv5vdaPej6I/AAAAAAAADpw/ahQrF2I9kfITmefbrmCAWQCbErP3627Gw/s640/Prodigal%2B%2BSon.jpg" width="352" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><br /><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b>
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span></span></span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"> </span></span></span></b><b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"> الفصل 15</span></span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;">لوقا 15 : 11 - 32</span> </span></span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">وقال : إنسان كان له ابنان </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقال أصغرهما لأبيه : يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال . فقسم لهما معيشته </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة ، وهناك بذر ماله بعيش مسرف </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فلما أنفق كل شيء ، حدث جوع شديد في تلك الكورة ، فابتدأ يحتاج </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة ، فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله ، فلم يعطه أحد </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فرجع إلى نفسه وقال : كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له : يا أبي ، أخطأت إلى السماء وقدامك </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا . اجعلني كأحد أجراك </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقام وجاء إلى أبيه . وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه ، فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقال له الابن : يا أبي ، أخطأت إلى السماء وقدامك ، ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقال الأب لعبيده : أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه ، واجعلوا خاتما في يده ، وحذاء في رجليه </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> لأن ابني هذا كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد . فابتدأوا يفرحون </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> وكان ابنه الأكبر في الحقل . فلما جاء وقرب من البيت ، سمع صوت آلات طرب ورقصا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فدعا واحدا من الغلمان وسأله : ما عسى أن يكون هذا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقال له : أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن ، لأنه قبله سالما </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فغضب ولم يرد أن يدخل . فخرج أبوه يطلب إليه </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فأجاب وقال لأبيه : ها أنا أخدمك سنين هذا عددها ، وقط لم أتجاوز وصيتك ، وجديا لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ، ذبحت له العجل المسمن </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فقال له : يا بني أنت معي في كل حين ، وكل ما لي فهو لك </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر ، لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد <br /> والمجد لله دائماً أبدياً، آمين <br /><span style="font-size: x-large;"><br />تفسير انجيل القداس </span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> لقدس الاب الموقر - القمص تادرس يعقوب ملطي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> <span style="font-size: x-large;"> </span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><b><span style="font-size: x-large;"> </span></b><b><span style="font-size: x-large;">مثل الابن الضال</span></b><br /> </span></span></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يُدعى "مثل الابن الناصح" أو "مثل الأب المحب"، لأنه بقدر ما يكشف عن جفاف قلب الابن الهارب من وجه أبيه المحب يشتاق الأب إلى عودته، ليستقبله بالقبلات، دون عتاب أو جرح لمشاعره، بينما وقف أخوه خارجًا في تذمر من أجل محبَّة الأب له <br />"وقال: إنسان كان له ابنان <br />فقال أصغرهما لأبيه <br />يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقسم لهما معيشته<br />وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء<br />وسافر إلى كورة بعيدة <br />وهناك بذر ماله بعيش مسرف" [11-13]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">في المثلين السابقين لم يكتفِ السيِّد المسيح بالكشف عن علاقة الله بالإنسان، إذ يبحث الله عنه كالراعي نحو خروفه الضال أو كالمرأة التي تضيء السراج وتنقب البيت وتفتشه من أجل الدرهم المفقود، وإنما كشف أيضًا عن علاقة السمائيين بنا. ففي المثل الأول ظهروا كتسعة وتسعين خروفًا لا يكمل عددهم إلا بعودتنا حيث تفرح السماء بخاطئ واحد يتوب، وكتسعة دراهم تكمل بنا نحن الدرهم المفقود. أما في المثل الذي بين أيدينا فيقدَّم صورة مُرّة لعلاقة الإنسان بأخيه، فيظهر الأخ الأكبر بالرغم مما يبدو عليه من تعقل وأمانة في العمل، لكنه لا يستطيع بسهولة أن يتقبل أخاه الراجع إلى بيت الآب، بل يقف موقف الناقد لأبيه على اتساع قلبه للابن الراجع إليه. على أي الأحوال ظهور ابنين في المثل يكشف عن أمور كثيرة نذكر منها <br /><br /><span style="font-size: x-large;">أولًا:</span> لا يمكن الحكم على أحد مادام لا يزال في طريق الجهاد. فقد ظهر الأصغر في بدء حياته إنسانًا محبًا للملذّات، عنيفًا في معاملاته، إذ يطالب أباه بالميراث وهو بعد حيّ، مبددًا للوزنات غير أمين فيما بين يديه... لكنه يرجع بالتوبة إلى الأحضان الأبويَّة ليظهر لابسًا الثوب الجديد وخاتم البنوة وحذاء في قدَّميه ومتمتعًا بالوليمة في بيت أبيه. أما الآخر فقد بدأ حياته إنسانًا لطيفًا في معاملاته، يخدم والده، ولا يطلب أجرة يبقى في بيت أبيه، لكنه يختم حياته بالوقوف خارجًا ينتقد أباه على حبه، ويغلق قلبه نحو أخيه، فيفقد سلامه الداخلي وفرحه ليعيش بقلب مناقض لقلب أبيه.<br /><br /><span style="font-size: x-large;">ثانيًا:</span> يبدو أن البعض ظن أن الابنين يشيران إلى الطغمات الملائكيَّة والجنس البشري فالابن الأكبر يشير إلى الملائكة القدِّيسين الذين يعيشون بتعقل والأصغر يشير إلى الجنس البشري الذي ترك بيت أبيه بالعصيان وقد عاد مرة أخرى خلال التوبة. وقد رفض القديس يوحنا الذهبي الفم هذا الرأي، قائلًا: [إن الابن الأكبر قد ثار عند عودة أخيه وسلامه بينما يقول الرب: يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب.] ويقول القديس كيرلس الكبير: [إن أشرنا للابن المستقيم بكونه الملائكة القدِّيسين لا نجد الحديث مناسبًا، ولا يحمل مشاعرهم نحو الخطاة التائبين، الذين يتحولون من الحياة الدنسة إلى السلوك المستحق للإعجاب، إذ يقول الرب مخلِّص الجميع: "يكون فرح في السماء أمام الملائكة القدِّيسين بخاطئ واحد يتوب" (راجع لو 15: 7). وأما الابن (الأكبر) المذكور في المثل الذي أمامنا، وإن كان مقبولًا لدى أبيه، ويسلك في حياة بلا لوم لكنه يعود فيظهر غاضبًا ومتماديًا في عدم محبَّته والظهور بلا إحساس، حاسبًا أن أباه مخطئًا لإظهار مشاعر الحب الطبيعيَّة نحو ذاك الذي خلص... هذا مُغاير لمشاعر الملائكة القدِّيسين، الذين يفرحون ويمجدون الله عندما يرون سكان الأرض يخلصون. فعندما خضع الابن لكي يولد من امرأة حسب الجسد في بيت لحم حملوا الأخبار المفرحة للرعاة، قائلين: "لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب" (2: 11). وإذ توجوا بالمديح والحمد لذاك الذي ولد، قالوا: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبين الناس الإرادة الصالحة"]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أما التفسير الذي قبله غالبية الآباء فهو أن الابنين يشيران إلى البشريَّة من جهة علاقتها بالله، فقد انقسمت إلى فريقين: اليهود والأمم. الابن الأكبر يمثل الشعب اليهودي الذي يُحسب بكرًا في معرفة الله، إذ قبل المواعيد الإلهيَّة والناموس والنبوات قبل سائر الأمم، والابن الأصغر يمثل الأمم التي لم تكن لها علاقة صادقة مع الله بل بددوا عطايا الله (الناموس الطبيعي) كما في عيش مسرف خلال الانغماس في عبادة الأصنام والرجاسات الوثنية، لكن عادت الأمم إلى الله ليصير الآخرون أولين، بينما تأخر اليهود خلال حسدهم للأمم ووقفوا خارج بيت الإيمان جاحدين الله وناقدين محبَّته للأمم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يرى القديس كيرلس الكبير أن الابن الأكبر لا ينطبق على اليهود، لأن اليهود لم يسلكوا حياة مستقيمة، بل كثيرًا ما انحرفوا إلى العبادة الوثنية وانغمسوا في رجاساتها، وقد جاء في إرميا: "ماذا وجد فيَّ آباؤكم من جور حتى ابتعدوا عني، وساروا وراء الباطل، وصاروا باطلًا؟!" (أر 2: 5)، وفي إشعياء: "هذا الشعب قد اقترب إليّ بفمه، وأكرمني بشفتيه، وأما قلبه فأبعده عني، باطلًا يخافونني، وصيَّة الناس مُعلمة" (إش 29: 13) . لهذا يرى القديس كيرلس الكبير أن الابن الأكبر ينطبق بالأكثر على جماعة الفرِّيسيِّين الذين يفتخرون أنهم يسلكون بالبرّ حسب الناموس، لكنهم في كبرياء يرفضون حب المخلِّص للخطاة والعشارين، عوض الفرح والبهجة بخلاصهم <br /><br /><span style="font-size: x-large;">ثالثًا:</span> كان الابن الأصغر متجاسرًا، إذ طلب نصيبه من الميراث ووالده لا يزال حيًا، أراد أن يتمتع بنصيبه بخروجه خارج بيت أبيه، حاسبًا الارتباط ببيت أبيه هو مذلة وعبوديَّة وقيد، يجب التحرَّر منه، ليعيش حسب إرادته الذاتيَّة وهواه، فإذا به ينفق ماله في عيش مسرف</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يا للعجب فإن الإنسان الذي وهبه الله، أبوه السماوي، عطيَّة الإرادة الحرة، كأعظم هبة يستخدمها ضد الله نفسه، فيحسب هذه الحريَّة لن تتحقَّق إلا بالعصيان والخروج عن دائرة طاعة الله ومحبَّته والتمثل بإرادته!<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">النصيب الذي بدده الأممي في عيش مسرف هو الناموس الطبيعي الذي أساء استخدامه، إذ يقول الرسول بولس عن الأمم: "لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم، وأظلم قلبهم الغبي، وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء" (رو 1: 21-22). أما اليهودي فنال نصيبًا أعظم ليبدده، إذ لم يسئ استخدام الناموس الطبيعي فحسب، وإنما أيضًا الناموس الموسوي، فعوض أن يقوده للتوبة والاشتياق نحو المخلِّص للتمتع بالخلاص الأبدي سقط في الكبرياء وحسب نفسه أفضل من غيره فلم يدخل الملكوت ولا ترك الآخرين يدخلون. وأما المسيحي الساقط في البر الذاتي فهو أبشع من الاثنين لأنه إذ يتمتع ببركات جديدة وعطايا إلهيَّة فائقة يستغلها للشر. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [قد بددنا ميراث كرامتنا الروحيَّة التي نلناها في الملذّات الأرضية.] على أي الأحوال، يفتح ربَّنا يسوع خلال هذا المثل أبواب الرجاء للجميع، فإن كنا قد بددنا العطايا الطبيعيَّة أو أخطأنا في حق الوصيَّة أو النعمة المجانية، لا يزال الله ينتظرنا فاتحًا ذراعيه ليتقبلنا كأولاد له نعود إلى بيت أبينا <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">في شيء من التوضيح نقول إن كان الإنسان قبل الناموس تمتع أيضًا ببعض الدوافع والغرائز الطبيعيَّة كالحب والخوف والغضب والأبوة أو الأمومة، إنما لتعمل لبنيان الإنسان في الرب، فيكون قادرًا على محبَّة الله والخوف من الشر والغضب ضد الإثم وممارسة الوالديَّة لبنيان أبنائنا روحياُ واجتماعيًا ونفسانيًا. فإذ ينحرف الإنسان، عوض حب الله يحب ملذّاته الجسديَّة، ويتحول الحب إلى شهوة جسديَّة. حتى في محبَّته للغير يتقوقع حول "الأنا"، فيطلب ما لجسده أو لذاته تحت ستار الحب، كما فعلت امرأة فوطيفار التي ظنت أنها أحبت يوسف جدّا. فأسلمته للسجن حين رفض تقديم الملذّات لجسدها. وأيضًا ما فعله أمنون بأخته التي مرض جدّا بسبب حبه لها، وإذ سقط معها، أذلها وطردها، إذ أبغضها للغاية. وما نقول عن الحب ينطبق على كل الدوافع الطبيعيَّة، كأن يتحول خوفنا من الشر إلى خوف من الناس وجبن من أحداث المستقبل وقلق وارتباك إلخ <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ونحن إذ قبلنا الإيمان وصارت لنا عطايا إلهيَّة فائقة، صارت إمكانياتنا أعظم. لكن أن أهملناها يكون السقوط أبشع! لذا فسقوط المؤمن في الخطيَّة غالبًا ما يكون أكثر خطرًا من سقوط غير المؤمن، لأنه يسيء استخدام العطايا التي للبنيان، محولًا إيَّاها للهدم <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">نعود إلى هذا الابن لنراه هاربًا من بيت أبيه، حاسبًا في هذا تمتعًا بالحريَّة، وكما يقول القديس أمبروسيوس: [من يبتعد عن الكنيسة يبدد ميراثه <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ويقول الشهيد كبريانوس: [من يبقى خارج الكنيسة فهو خارج معسكر المسيح.] [من ليس له الكنيسة أمًا، لا يقدر أن يكون الله أباه!]<br /><br /><span style="font-size: x-large;">رابعًا:</span> يقول: "وسافر إلى كورة بعيدة" [13]. ما هي هذه الكورة البعيدة التي يمكن للإنسان أن يهرب إليها إلا "الأنا"؟ فينطلق الإنسان في كمال حريته بغباوة من الحياة السماويَّة، التي هي "الحب"، إلى الأنانية حيث يتقوقع حول ذاته، فيصير كمن هو في كورة بعيدة، لا عن الله فحسب، بل وعن الناس، وعن محبَّته لخلاص نفسه. خلال "الأنا" يفقد الإنسان التصاقه الداخلي بالكل، حتى وإن ظهر في أعين الآخرين اجتماعيًا ولطيفًا وسخيًا في العطاء! "الأنا" هي انغلاق داخلي محكم، يحبس فيه الإنسان نفسه وحيويته، ليفقد إنسانيته، ويعيش في عزلة داخليَّة حتى عن أولاده وأهل بيته!<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"><span style="font-size: large;">يقول القديس يوحنا الذهبي الفم</span>:</span> [لم يسافر الابن الأصغر إلى كورة بعيدًا، فيرحل عن الله مكانيًا، لأن الله حاضر في كل موضع، وإنما يرحل عنه بقلبه؛ إذ يهرب الخاطئ من الله ليبتعد عنه بعيدًا.] يقول القديس أغسطينوس بأن هذا الرحيل هو اتكال الإنسان على ذاته وقوَّته الخاصة فيفقد عمل الله فيه، وعلى العكس الاقتراب من الله يعني الاتكال عليه، ليعمل فينا، فنصير على مثاله <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يُعلِّق القديس أمبروسيوس على السفر إلى كورة بعيدة، قائلًا:[الابتعاد الأعظم هو أن ينفصل الإنسان لا خلال المسافات المكانية وإنما خلال العادات، فلا يذهب إلى بلاد مختلفة بل يحمل اتجاهات مختلفة... من ينفصل عن المسيح يتغرب عن الوطن، ويصير وطنه هذا العالم، أما نحن فلسنا بعد غرباء ونزلاء بل رعيَّة مع القدِّيسين وأهل بيت الله (أف 2: 19)، لأنه "أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح" (أف 2: 13). ليتنا لا نكن قساة على القادمين من كورة بعيدة، لأننا نحن أيضًا كنا بعيدين في كورة بعيدة... هي ظلال الموت... وقد صرنا أحياء في ظل المسيح، لذا تقول الكنيسة: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس" (نش 2: 3).]<br /><br /><span style="font-size: x-large;">خامسًا:</span> حدوث مجاعة "فلما أنفق كل شيء، حدث جوع شديد في تلك الكورة، فابتدأ يحتاج" [14]. إذ تهرب النفس من الله مصدر الشبع وكنز الحكمة تجد نفسها قد دخلت إلى حالة فراغ داخلي، فتكون كمن في "مجاعة"<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">خُلقت النفس البشريَّة على صورة الله ومثاله، لن تشبع إلا به بكونه الأصل. العالم كله بإغراءاته، والجسد بشهواته، والحياة الزمنيَّة بكل أحداثها، لن تملأ فراغ النفس التي تتطلب ذاك اللانهائي لكي يملأها <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يقول القديس أمبروسيوس: [المجاعة التي اجتاحت تلك الكورة لم تكن مجاعة طعام، بل مجاعة للأعمال الصالحة والفضائل. هل يوجد أمر يحتاج إلى رثاء أكثر من هذا؟! فإن من يبتعد عن كلمة الله يصير جائعًا، لأنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (لو 4: 4). بالابتعاد عن الينبوع نعطش، وبالابتعاد عن الكنز نفتقر، وبالابتعاد عن الحكمة نصير جهلاء، وبالابتعاد عن الفضيلة نموت. إذن كان طبيعيًا (لهذا الابن) أن يحتاج، لأنه ترك الله الذي فيه كنوز الحكمة والعلم (كو 2: 3)، وترك أعماق الخيرات السمائية، فشعر بالجوع إذ لا يوجد ما يُشبع الإنسان الضال. الإنسان يصير في جوعٍ دائمٍ عندما لا يدرك أن الطعام الأبدي هو مصدر الشبع.]<br /><br /><span style="font-size: x-large;">سادسًا:</span> رعايته للخنازير "فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة، فأرسله إلى حقوله، ليرعى خنازير، وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلم يُعطه أحد" [15-16]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يقول القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />[يبدو أن هذا الرجل يشير إلى رئيس هذا العالم، وقد أرسل (هذا الابن) إلى حقوله، التي بها يعتذر الشاري عن وليمة الملكوت (لو 14: 18)، وفيها يرعى الخنازير التي طلبت الشياطين أن تدخل فيها فاندفعت إلى جرف هذا العالم (مت 8: 32). هذه الخنازير تعيش على النفايات والنتانة<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">كان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلم يعطه أحد. الخاطئ لا همّ له سوى أن يملأ بطنه، إذ قيل "آلهتهم بطنهم" (في 3: 19). الطعام المناسب لهم هو الخرنوب الفارغ في الداخل ولين في الخارج، الذي يملأ البطن بلا فائدة غذائية، وزنه أكثر من نفعه<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يرى البعض في الخرنوب إشارة للأجناد الشرِّيرة، أو ضعف الفضيلة البشريَّة، كمن لهم رونق في العظات دون فائدة، تجتذبهم الفلسفة الباطلة. لهم المظهر الخارجي البراّق دون نفع. هذه الزينة الخارجيَّة لا يُكتب لها الدوام</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"لم يعطه أحد"، إذ لا يمكن لأحد غير الله أن يهب الحياة.]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يقدَّم لنا القديس أغسطينوس ذات التفسير، إذ يرى هذا الإنسان هو "رئيس الهواء" الذي يدخل بالنفس المبتعدة عن الله إلى حقوله، أي يجعله تحت سلطانه، يخدم الأرواح الدنسة (الخنازير)، إذ يعمل لحساب الخطايا المتنوعة. أما الطعام الذي يقدَّمه فهو الخرنوب، أي التعاليم البشريَّة الجوفاء التي تبهج الشياطين وتملأ ذهن الخطاة لكنها لا تشبع النفس، فيعيش الخاطئ في حياة بلا سعادة، ويشعر كأنه لا يجد من يعطه شيئاُ مشبعًا </span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> </span></span></span><span style="font-size: x-large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">سابعًا:</span></span><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> رجوعه إلى نفسه، "فرجع إلى نفسه، وقال: كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعًا؟! أقوم وأذهب إلى أبي..." [17-18.]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">هذا هو بداية طريق التوبة: "رجع إلى نفسه"، ماذا يعني هذا؟ قلنا أن الابن الضال حين ترك أباه وسافر إلى كورة بعيدة، إنما ترك طريق الحب وتقوقع حول "الأنا" أو "الذات البشريَّة " ليعيش في أنانيته مؤلهًا ذاته، متمركزًا حول كرامته أو شبعه الجسدي أو ملذّاته. بهذا يكون بالحق قد انطلق حتى من "نفسه". فإنه إذ يتقوقع حول "الذات" إنما يحطم نفسه ويهلك حياته</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بمعنى آخر ليتنا نميز بين "الذات" وحب الإنسان لنفسه بمعنى حبه لخلاصها، هذا ما أكده السيِّد المسيح حين أعلن من يهلك نفسه يخلصها، بمعنى من يحطم "الأنا" فيه إنما يعيش في طريق الحب لا لله والناس والملائكة فحسب، وإنما يحب نفسه أيضًا خارج دائرة الأنانية. وهذا ما أعلنه الناموس حين طالبنا أن نحب قريبنا كأنفسنا، إذ يقول القديس أغسطينوس من لا يحب نفسه، أي خلاصها الأبدي، كيف يقدر أن يحب قريبه؟<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إن كانت الخطيَّة هي تحطيم للنفس بدخول الإنسان إلى "كورة بعيدة" أي الأنا، فإن التوبة هي عودة الإنسان ورجوعه إلى نفسه ليعلن حبه لخلاصها، فيرجع بهذا إلى أبيه السماوي القادر على تجديد النفس وإشباعها الداخلي. بهذا إذ يرجع الإنسان إلى نفسه إنما يعود إلى كورة أبيه، ليمارس الحب كعطيَّة إلهيَّة، ويوجد بالحق كعضو حيّ في بيت الله يفتح قلبه لله وملائكته وكل خليقته حتى للمقاومين له</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إن كان قد رجع إلى نفسه، فلأنه كان قد ترك نفسه، إذ سقط عن نفسه وتركها، لذلك يرجع أولًا إلى نفسه، لكي يرجع إلى حالته الأولى التي سقط منها<br />* إذ سقط عن نفسه سقط عن أبيه<br />إذ سقط عن نفسه انطلق إلى الأمور الخارجيَّة<br />الآن يعود إلى نفسه فيعود إلى أبيه حيث تكون نفسه في آمان تام</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">رجع إلى نفسه بعد أن ابتعد عنها، لأن الرجوع إلى الرب هو رجوع إلى النفس. فمن يبتعد عن المسيح يقاوم نفسه</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> <br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />رجوع الإنسان إلى نفسه يحتاج إلى عمل إلهي ينير بصيرة الإنسان الداخليَّة ليكتشف فقره التام بل وموته، وفي نفس الوقت يدرك عمل الله الخلاصي ومحبَّته له، فيمتلئ رجاءً. فالقدِّيس بطرس رجع إلى نفسه عندما تطلع الرب إليه، فخرج سمعان بطرس خارجًا يبكي بمرارة، لكن ليس بدون رجاء، أما يهوذا فندم مدركًا شره، لكنه إذ لم ينظر إلى مخلِّص العالم مضى وشنق نفسه <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ما أحوجنا أن نجلس مع نفوسنا الداخليَّة تحت رعاية ربَّنا يسوع المسيح نفسه الذي يشرق علينا بروحه القدُّوس فيبكتنا على خطيَّة، وفي نفس الوقت يعزينا بنعمته المجانية، يهبنا تنهدات القلب مع سلامه الفائق، يدفق فينا ينبوع الدموع لتختلط مشاعر التوبة ببهجة عمله الإلهي. فنرجع إلى نفوسنا بالحق، متكئين في حضن الآب الباسط يديه بالحب ليحتضننا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إذ رجع الابن الشارد إلى نفسه أدرك الحقيقة، أنه وهو ابن يشتهي أن يأكل الخرنوب مع الخنازير، بينما يأكل الأجراء في بيت أبيه خبزًا لا خرنوبًا! يعيش بعيدًا عن بيت أبيه في جوعٍ شديدٍ بينما يقترب الأجراء من أبيه ويشبعون!</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">بعد أن عانى في كورة غريبة ما يستحقه الأشرار، فسقط تحت المصائب التي حلت به، أي الجوع والعوز، أحسّ بهلاكه، مدركًا أنه بإرادته ألقى بنفسه في أيدي الغرباء بعيدًا عن أبيه، فصار في منفى عوض بيته، وفي عوز عوض الغنى، وفي مجاعة عوض الخيرات والترف؛ هذا هو ما عناه بقوله: "وأنا أهلك جوعًا" [17] <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">كأنه يقول: إني لست غريبًا بل ابن لأب صالح وأخ لأخ مطيع. أنا هو الحُر النبيل قد صرت أبأس من العبيد الأجراء، سقطت من الرتبة العاليَّة السامية إلى أحط درجة! <br />القديس يوحنا ذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* آهأيها الرب يسوع،ليتك ترفع عنا الخرنوب، وتهبنا البركات، لأنك أنت المسئول في بيت أبيك!<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ليتك تقبلنا عبيدًا، وإن كنا قد جئنا متأخرين، لأنك تقبل الذين يأتون في الساعة الحاديَّة عشر وتدفع لهم ذات الأجرة؛ تهبهم ذات الحياة لكن ليس نفس المجد، فإكليل البرّ لا يحفظ للجميع، بل للذي يستطيع أن يقول "جاهدت الجهاد الحسن" (2 تي 4: 7)!<br />يرى البعض أن يؤجلوا عمادهم أو توبتهم لحين قرب الموت، لكنك كيف تعرف أنه لا تُطلب نفسك في هذه الليلة (12: 20)؟</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />هكذا يحثُّنا القديس أمبروسيوس على الرجوع السريع إلى بيت أبينا حتى لا نُحرم نحن الأبناء من التمتع بما يناله ولو الأجراء، الذين يخدمون أبانا السماوي من أجل الأجرة. لنجر سريعًا إليه، يدفعنا في ذلك عوامل كثيرة، أولها أننا لا نعرف متى تُطلب نفوسنا فقد تكون "الآن". وثانيًا لكي نجاهد بالحق، فإن كانت عطيَّة الله لكل داخلٍ ملكوته هي "الحياة الأبديَّة"، لكن "نجمًا يمتاز عن نجم في المجد" (1 كو 15: 41)، وكما يقول رب المجد نفسه: "في بيت أبي منازل كثيرة" (يو 14: 2) <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لنقم الآن وننطلق نحو بيت أبينا السماوي مجاهدين كل لحظات غربتنا، لنقول بحق: "جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البرّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل" (2 تي 4: 7-8) <br /><span style="font-size: x-large;"><br />ثامنًا:</span> الدخول في خبرة الحياة المقامة، "أقوم وأذهب إلى أبي" [18] <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إن كان عمل التوبة يبدأ بعودة الإنسان إلى نفسه بالروح القدس ليكتشف أنه في حالة جوعٍ، مدركًا أن "الأنا" قد أردته على الأرض منهارًا من الفراغ، مكتشفًا أنه قد سقط على الأرض تمامًا، وصار تحت حكم الموت الأبدي. لكن الروح القدس يكشف عن بصيرته، ليرى في مخلِّصه يسوع المسيح القائم من الأموات "سّر القيامة". إنه يهب الموتى "قيامة" ليعيشوا في "خبرة حياته المقامة". التوبة ليست عملًا سلبيًا خلاله يكتشف الإنسان ضعفاته بل وهلاكه التام، إنما هي عمل إيجابي فيه يقبل المؤمن مسيحه كسرّ قيامته وحياته، ليعيش كل أيام غربته مختبرًا الحياة الجديدة، منطلقًا من قوَّة إلى قوَّة، ومتمتعًا بمجد وراء مجدًا، ونعمة فوق نعمة... مشتاقًا أن يبلغ قياس قامة ملء المسيح (أف 4: 13)... التوبة هي تمتع عملي بالقيامة الدائمة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* سبيلنا نحن أيضًاأن نتوسل إلى الله، لكي يجردنا من الإنسان العتيق ويلبسنا المسيح السماوي... لأن الرب عندما شاء أن يشبعنا بذوق ملكوته قال: بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا (يو 15: 5)<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يجب على كل واحدٍ منا أن يغصب نفسه على التوسل إلى الله، لكي يُحسب أهلًا لنوال ووجود كنز الروح السماوي، لكي يقدر بلا تعب وصعوبة أن يتمم وصايا الرب كلها بطهارة وبدون عيب</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس مقاريوس الكبير </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">الروح القدس - هو القوَّة التي تقيم الحياة، وهو الذي بواسطته قبل الإنسان التبني، وتحول فيه الموت إلى عدم الموت </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس باسيليوس الكبير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إن التجديد الذين جوزه في هذه الحياة، وانتقالنا من حياة أرضية حسب الجسد إلى حياة سمائية روحيَّة، إنما يحدث فينا بفعل الروح القدس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس باسيليوس الكبير<br /><br /><span style="font-size: x-large;">تاسعًا:</span> الاعتراف بالخطأ، "وأقول له: يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقًا بعد أن أدعى لك ابنا، اجعلني كأحد أجراءك" [18-19]. الروح القدس الذي يعمل فينا للتوبة يفتح قلبنا بالرجاء في الله واهب القيامة من الأموات، لكن بروح التواضع يهبنا أن نعترف بخطايانا. فالابن الضال بثقة يقول: "يا أبي"، وبتواضع يعلن أنه مخطئ وغير مستحق للبنوة طالبًا قبوله كأجير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* إذا سلمت النفس ذاتها للرب بطل قوَّتها، يظهر الله الصالح لها هذه الأوجاع والعيوب واحدة فواحدة لكي تحيد عنها</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أنبا أنطونيوس الكبير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لنتعلم كيف نتضرع إلى الآب. قال: "يا أبي"! يا لرحمة الله وعطفه! فمع أنه قد أسيء إليه لكنه لا يرفض مناداته "يا أبي"<br />"أخطأت إلى السماء وقدامك". وهذا هو الاعتراف الأول... قدام سيد الرحمة، أمام ديان الخطيَّة <br />الله يعرف كل شيء، لكنه ينتظر الإقرار بالاعتراف، "لأن الفم يعترف به للخلاص" (رو 10: 10) <br />عندما يلوم الإنسان نفسه يخفف ثقل ضلاله، ويقطع عنه حدة الاتهام... إنك لا تخسر شيئًا عندما تعترف بما معروف لديه <br />لتقر بخطاياك فيشفع فيك المسيح لأنه هو شفيعنا لدى الآب (1 يو 2: 21) <br />لتصلِ أيضًا الكنيسة لأجلك، ولتبكِ الجموع عليك، ولا ترتاب فإنك ستأخذ. الشفيع يعدك بالغفران، وصاحب الكرم بالنعمة، والدفاع يؤكد مصالحتك مع العطف الأبوي <br />ثق أن هذه حقيقة واسترح، لأن الله قوَّة! يهمه أن يشفع فيك حتى لا يكون قد مات لأجلك باطلًا. والآب يهمه أن يغفر، "لأنه إن كان بالناموس برّ، فالمسيح إذًا مات بلا سبب" (غل 2: 21) <br />"يا أبي أخطأت في السماء وقدامك" الخطيَّة تسيء إلى مواهب الروح السماوي، إذ كان ينبغي بالإنسان ألا ينحرف عن أحشاء هذه الأم "أورشليم" التي هي السماء <br />يقول: "لست مستحقًا أن أدعى لك أبنًا"، إذ يليق بالساقط ألا يتكبر بل يرجع متضعًا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* هذه الكلمات تخص من يفكر في التوبة معترفًا بخطاياه، لكنه لم يستخدمها بعد <br />أنه لا يتحدَّث الآن مع أبيه، إنما يعد بما ينطق به عندما يأتي إلى أبيه <br />لنفهم "المجيء إلى الآب" يعني الإقامة في الكنيسة بالإيمان، حيث نمارس فيها الاعتراف بالخطايا بطريقة قانونية فعّالة </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* كان يوجه الحديث لنفسه، ولكنه لا يكفي الحديث ما لم يأتِ إلى الأب <br />أين يبحث عنه؟ أين يجده؟<br />قم أسرع إلى الكنيسة لتجد هناك الأب، هناك الابن، هناك الروح القدس <br />الأب ينصت إليك، وأنت تتحدَّث في داخلك، ويسرع لمقابلتك</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس<br /><span style="font-size: x-large;"><br />عاشرًا:</span> البدء بالعمل، "فقام وجاء إلى أبيه" [20]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إن كان الابن الشارد قد سافر إلى كورة بعيدة من أجل ما حسبه تمتعًا بالحريَّة الشخصيَّة، يبذر مال أبيه كما يعلن له، فإنه أن رجع بذهنه إلى بيت أبيه أدرك أن المسافة مهما طالت بينه وبين أبيه لا تمثل عائقًا. جذبته أبوة أبيه، وسحبت ذهنه ليجد طريق العودة ليس طويلًا ولا مستحيلًا، فقام منطلقًا أيضًا بالعمل، سائرًا نحو أبيه، وكأنه يسمع صوت النبي زكريا: "هكذا قال رب الجنود: ارجعوا إليّ يقول رب الجنود، فأرجع إليكم يقول رب الجنود" (زك 1: 3) </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لنعمل أيضًا، حتى وإن كنا خارج الحدود.َ لنرتفع إلى بيت أبينا، ولا نتوانى خلال الرحلة. إن أردنا فسيكون الرجوع سريعًا وسهلًا جدًا. فقط علينا أن نترك الكورة الغريبة التي هي الخطيَّة، لنتركها حتى نرجع سريعًا إلى بيت أبينا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />قد يقول قائل: كيف أرجع؟<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقط ابتدئ بالعمل، فيتحقَّق كل شيء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس يوحنا الذهبي الفم<br /><br /><span style="font-size: x-large;">حادي عشر:</span> لقاء مع الأب الحنون، "وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن، وركض، ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن: يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقًا بعد أن أدعى لك ابنًا. فقال الأب لعبيده: اخرجوا الحلة الأولى..."[20-22]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يكشف هذا المثل عن أبوة الله الحانية، فإنه وإن كان لا يلزم الإنسان بالرجوع إليه، لكنه إذ يراه من بعيد منطلقًا نحوه يركض هو مسرعًا لا ليعاتبه أو يوبخه وإنما ليقع على عنقه ويقّبله. إنه ينصت لاعتراف ابنه المخطئ، لكنه لا يسمح له بالمذلة، فلا يتركه يقول: "اجعلني كأحد أجراءك"، إنما يطلب له ثوب الابن وخاتمه، مكرمًا إيَّاه في بيته!</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ينصت الآب إليك وأنت تتكلم في داخل نفسك، ويسرع لمقابلتك. عندما تكون لا تزال بعيدًا يراك ويركض<br />إنه ينظر ما في داخل قلبك، ويُسرع حتى لا يؤخرك أحد، بل ويحتضنك<br />"مقابلته لك" هي سبق معرفته، و"احتضانه لك" هو إعلان رحمته، وتعبير عن حبه الأبوي <br />يقع على عنقك لكي يقيمك أنت الساقط تحت ثقل الخطايا، ولكي يرجعك إلى السماء إذ اتجهت إلى الأرض، فتطلب خالقك<br />يقع المسيح على عنقك، لكي يخلص عنقك من نير العبوديَّة، فيحملك نيره الهين (مت 11: 30)<br />يقع على عنقك بقوله: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، احملوا نيري عليكم" (مت 11: 28)<br />هكذا يحتضنك الرب عندما تتوب</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> ماذا يعني: "ركض"؟ إلا أنه بسبب عائق خطايانا لا نستطيع نحن أن نبلغ إلى الله خلال فضيلتنا، لكن الله نفسه قادر أن يأتي للضعيف لذا يقع على عنقه<br />يُقبل الفمّ، أي يتقبل الآب بفرح ذاك الذي يعترف (بفمه) نادمًا من قلبه<br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> إذ يركض يقع على عنقه، لأن الآب لا يترك ابنه الوحيد الجنس الذي يجري دومًا نحونا نحن الذين ضللنا طويلًا. "الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه" (2 كو 5: 19) <br />إنه يقع على عنقه، ينحني ليحتضن بذراعه، أي بالرب يسوع المسيح <br />إذ يتعزى (التائب) بكلمة نعمة الله الواهبة رجاء غفران الخطايا هذا يتّحقَّق بقبلة الحب النابعة عن الأب عند الرجوع إليه في رحلة طويلة <br />لم يقل: "اجعلني كأحد أجراءك"، لأنه عندما كان في عوز إلى خبز اشتاق أن يكون ولو عبدًا أجيرًا، لكنه إذ تقّبل القبلة من أبيه بنبلٍ كفّ عن ذلك<br /><br />القديس أغسطينوس<br /><br /><span style="font-size: x-large;">اثنا عشر:</span> العطايا الأبويَّة، "فقال الأب لعبيده: اخرجوا الحلة الأولى وألبسوه، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاء في رجليه. وقدَّموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح. لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فُوجد، فابتدأوا يفرحون" [22-24] </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الأب لا يوجه حديثه لابنه الراجع بل لعبيده، أو وكلائه، فإن كان التائب هو الذي جاء متوسلًا لكنه ينال الإجابة لا خلال كلمات موجهة إليه، وإنما خلال أعمال الرحمة التي تُقدَّم له</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يرى الأب ثيؤفلاكتيوس أن هؤلاء العبيد هم الأرواح الخادمة، أو الكهنة الذين يمارسون العماد ويقدَّمون كلمة التعليم لكي تكتسي النفس بالمسيح نفسه <br /> يأتيك بالحلة والخاتم والحذاء <br />الحلة هي ثوب الحكمة التي بها غطى الرسل عري أجسادهم، وبها يكتسي كل إنسان <br />أخذوا الحلة لكي يستروا ضعفات أجسادهم بقوَّة الحكمة الروحيَّة، وقد قيل عن الحكمة: "غسل بالخمر لباسه" (تك 49: 11). الحلة هي الكساء الروحي وثوب العرس <br />الخاتم ليس إلا صك الإيمان الصادق وختم الحق <br />الحذاء يشير إلى الكرازة بالإنجيل</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* الحلة الأولى هي الكرامة التي فقدها آدم، وأما العبيد الذين قدَّموها فهم الكارزون بالمصالحة <br />الخاتم الذي في اليد هو عربون الروح القدس بسبب شركة النعمة، إذ يُشار إلى الروح حسنًا بالإصبع <br />الحذاء في القدَّمين هما الاستعداد للبشارة بالإنجيل كي لا نمس الأرضيات </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> هذا هو عمل الحب الأبوي المترفق وصلاحه، أنه ليس قط يقيم الإنسان من الأموات، بل ويعيد إليه نعمته العظيمة خلال الروح؛ وبدل الفساد يلبسه ثوبًا غير فاسد، وبدل الجوع يذبح العجل المسمن، وعوض المسافة الطويلة التي قطعها في رحلته، فإن الآب المنتظر رجوعه إليه يقدَّم حذاء لرجليه. وما هو أعجب من هذا أنه يعطيه خاتم الخطبة الإلهي في إصبعه، وفي هذا كله يجعله في صورة مجد المسيح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القدِّيس البابا أثناسيوس<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">هذه الأمور الثلاثة (الثوب والخاتم والحذاء) قدَّمها السيِّد المسيح للبشريَّة الخاطئة، ليقيم منها أبناء الله الحيّ، الذين يرتدون ثوب العرس اللائق بالوليمة السماويَّة، ويحملون خاتم البنوة، ويسترون أرجلهم ويحفظونها من أتربة هذا العالم ودنسه أثناء عبورهم خلال كلمة الكرازة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يمكننا أيضًا أن نقول أن هذه الأمور إنما قدَّمها للبشريَّة الراجعة إليه ليقيمها عرُوسًا وملكة له بعد أن عاشت زمانها كزانية روحيًا تجري وراء عريسٍ آخر. قدَّم لها أولًا الثوب المُوشى بالذهب، كقول المرتل: "قامت الملكة عن يمينك بثوب موشى بالذهب" (مز 45). وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لا يقصد هنا ثوبًا حقيقيًا بل الفضيلة... الثوب الموشى بالذهب ثوب به في نسيجه مواد متنوعة]. يكمل القدِّيس حديثه موضحًا أن الكنيسة تضم أصحاب مواهب متنوعة ومتمايزة، لكنها متكاملة، فتنسج ثوبًا واحدًا للعرس السماوي. أما الخاتم فهو عربون الروح، إذ يقول الرسول بولس: "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله، الذي ختمنا أيضًا وأعطى عربون الروح" (2 كو 1: 21-22) هذا هو مهر العرس الذي قدَّمه العريس السماوي لعروسه الكنيسة لكي تحيا به حتى تدخل إلى كمال العرس. والحذاء يشير إلى الانطلاق للكرازة لتضم كل نفس إلى العضويَّة الكنسيَّة الروحيَّة فيكون له نصيب في العرس الأبدي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ما هو العجل المسمن الذي قدَّم في الوليمة ليأكل الكل ويشبعوا ويفرحوا؟ يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إنه الرب يسوع المسيح الذي دعي هكذا مقدَّما جسده الذي بلا عيب ذبيحة، وسمي "المسمن" بسبب غناه وتكلفته، إذ قادر على خلاص العالم كله.] ويقدَّم القديس أغسطينوس ذات التفسير، قائلًا: [قد ذُبح لأجل كل إنسان يؤمن بذبحه.] وجاء تعليق القديس أمبروسيوس هكذا: [بالتناول من الأسرار المقدَّسة يستطيع الإنسان أن يتقوت بجسد الرب الدسم بالقوَّة الروحيَّة... هو الذبيحة الكهنوتيَّة التي قدَّمت عن الخطايا.]<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إن كان الابن قد أسلم جسده ذبيحة من أجل خلاص البشريَّة، والآب قد فرح وتهلل من أجل هذا العمل المفرح، وطالب السمائيين أن يتقدَّموا لينظروا ويفرحوا بالإنسان القائم إلى الحياة السماويَّة بعد موته، إلا أن الابن الأكبر الذي يشير إلى المتكبرين من اليهود قد وقف خارجًا لا يريد أن يدخل ويفرح مع الكل، إذ يقول السيِّد المسيح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"وكان ابنه الأكبر في الحقل </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت آلات طربٍ ورقصًا <br />فدعا واحدًا من الغلمان وسأله ما عسى أن يكون هذا <br />فقال له: أخوك جاء، فذبح أبوك العجل المسمن، لأنه قبله سالمًا <br />فغضب، ولم يرد أن يدخل، فخرج أبوه يطلب إليه <br />فأجاب وقال لأبيه: هاأنا أخدمك سنين هذا عددها <br />وقط لم أتجاوز وصيتك <br />وجديًا لم تعطني قط، لأفرح مع أصدقائي <br />ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني<br />ذبحت له العجل المسمن <br />فقال له: يا بني أنت معي في كل حين <br />وكل ما لي فهو لك <br />ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر <br />لأن أخاك هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فُوجد" [25-32] <br />يُعلِّق القديس أمبروسيوس على تصرف هذا الابن الأكبر، قائلًا <br />[دين الابن الأكبر، لأنه جاء من الحقل. هنا الحقل يشير إلى الاهتمام بأعمال الأرض والجهل بأعمال روح الله (1 كو 2: 11) <br />اشتكى لأنه لم يُعط جديًا ليذبحه، مع أن حمل الله قد ذُبح لغفران الخطايا، لا لذة الجسد <br />يطلب الحاسد جديًا ليذبحه، بينما يشتهي البار أن يُذبح من أجل حمل الله <br />بسبب الحسد أصيب الأكبر بشيخوخة (روحيَّة) مبكرة، وقد ظل خارجًا بسبب عدم محبَّته. الغيرة (الشرِّيرة) التي فاض بها قلبه طردته خارجًا <br />إنه أحد الذين لا يبصرون الخشبة التي في أعينهم، بينما ينتقدون القذى التي في الآخرين <br />إنه يغضب، لأن الغير ينال غفرانًا ونعمة <br />يا لعدم احتمال جنود الشر الروحيَّة، إذ لا تطيق أن تسمع ترانيم الفرح وتلاوة المزامير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يشير الابنان إلى شعبين، الأصغر يمثل الأمم، والأكبر إسرائيل الذي يحسد الآخر من أجل تمتعه بالبركات الأبديَّة. احتج اليهود عندما دخل المسيح ليأكل عند الأمم، لذا طلبوا جديًا كتقدَّمة أثيمة مكروهة </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يطلب اليهودي الجدي (باراباس)، والمسيحي يطلب حملًا (المسيح)، لذلك أطلق لليهود بارباس وقدَّم لنا المسيح ذبيحة. حل بهم منذ ذلك الحين فساد الإثم بينما نلنا نحن غفران الخطايا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يشير الابن الأكبر للفرِّيسي الذي برر ذاته في صلاته المملوءة غرورًا، هذا الذي حسب نفسه أنه لم يكسر وصيَّة الله مطلقًا، بممارسته لحرف الناموس (18: 11). بقسوة اتهم أخاه أنه بدد ميراث أبيه مع الزواني، مع أنه كان يجب أن يحترس في كلماته لأن الرب يسوع جاء لأجل العشارين والزواني </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لم يُطرد الابن الأكبر، إنما وقف على الباب ولم يرد أن يدخل، إذ لم يقبل إرادة الله التي دعت الأمم للإيمان، بهذا صار الابن عبدًا، "لأن العبد لا يعرف إرادة سيِّده" (يو 10: 14)، وعندما عرفها غار وصار معذبًا من أجل سعادة الكنيسة، وبقي هو خارجًا. مع هذا أراد الأب المحب أن يخلصه، إذ قال له: "أنت معي في كل حين"... يا حبذا لو أبطلت حسدك، "كل ما هو لي فهو لك"، فإذ لك أسرار العهد القديم كيهودي، وتنال أسرار العهد الجديد أن اعتمدت أيضًا.]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">الآن إذ كان أخوه الأكبر في الحقل وقد جاء إلى البيت سمع صوت موسيقى ورقصًا، فدعى أحد العبيد وسأله ما عسى أن يكون هذا. الابن الأكبر يُفهم بكونه الشعب اليهودي الذي كان في الحقل يخدم الله لأجل التمتع بممتلكات أرضية. ففي العهد القديم على وجه الخصوص كانت السعادة الأرضية وعدًا لمن يعبد الله</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />جاء إلى البيت وسمع موسيقى. الصوت المتناغم معًا يُسمى موسيقى، لأنه حينما يتفق كل الذين يخدمون الله في محبَّة يتممون قول الرسول: "أطلب إليكم أن تقولوا جميعكم قولًا واحدًا" (1 كو 1: 10) حينما يصير المسيحيون هكذا يبعثون موسيقى، أي صوتًا متناغمًا يسرّ الله، ويتحقَّق فيهم المكتوب: "كان لهم قلب واحد ونفس واحدة" (راجع أع 4: 32) <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لقد سأل أحد العبيد، أي قرأ أحد الأنبياء... إشعياء أو إرميا أو دانيال، إذ كرز الكل بمجيء المسيح وبالفرح من أجل مصالحة الأمم <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">قال له العبد: "أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن" [27]، فغضب ولم يرد أن يدخل [28]. غضبه يعني مقاومة الشعب اليهودي لخلاص الأمم. حقًا فإنهم إلى هذا اليوم في غيرة من الكنيسة يقاومونها </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />الحقيقة التاليَّة هي أن الأب "خرج يطلب إليه" [28] ربَّما تعني أنه في نهاية العالم سيقبل كل اليهود الإيمان خلال رحمة الله، كقول الرسول بولس: "إلى أن يخلص ملئ الأمم وهكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رو 11: 25-26)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بقوله: "قط لم أتجاوز وصيتك" [29] عني أن اليهود بدوا كمن عبدوا الله الواحد، وعندما اشتكى: "وجديًا لم تعطني قط" تُفهم عن المسيح. فإن المسيح وهو حمل الله دين كجدي بواسطة اليهود، أي دين كخاطئ. لهذا فالمسيح بالنسبة لنا هو حمل، وبالنسبة لهم هو جدي. الذين اعتقدوا أنه خاطئ وليس بارًا لم يستحقوا التمتع بوليمة جدي مذبوح أو حمل كذبيحة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />عندما قال الأب: "أنت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك" [31] يعني بذلك عبادة الله الواحد وكتابات العهد القديم والأنبياء الأمور التي بالتأكيد تخص الله وقد بقيت مع اليهود على الدوام<br />الأب قيصريوس أسقف آرل</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> </span></span></b></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2016%2F04%2Fblog-post.html&linkname=%D8%A7%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D9%84%20-%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B5%20%D8%AA%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%B3%20%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%20%D9%85%D9%84%D8%B7%D9%8A%20" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-26111076646585809452016-03-23T17:10:00.000+02:002016-03-23T17:14:47.186+02:00احد التجربة - القمص تادرس يعقوب ملطي <div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://2.bp.blogspot.com/-uObnfr4rRhM/VvKwDjAqb6I/AAAAAAAADpA/sLzoih6maXM1_LBLCrOSfxcbJ1AkRdVZA/s1600/Temptation-of-christ%2B.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="600" src="https://2.bp.blogspot.com/-uObnfr4rRhM/VvKwDjAqb6I/AAAAAAAADpA/sLzoih6maXM1_LBLCrOSfxcbJ1AkRdVZA/s640/Temptation-of-christ%2B.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إنجيل القداس<br />لوقا 4 : 1 - 13<br />الفصل 4<br /><br /> أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس ، وكان يقتاد بالروح في البرية <br />أربعين يوما يجرب من إبليس . ولم يأكل شيئا في تلك الأيام . ولما تمت جاع أخيرا <br />وقال له إبليس : إن كنت ابن الله ، فقل لهذا الحجر أن يصير خبزا <br />فأجابه يسوع قائلا : مكتوب : أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة من الله <br />ثم أصعده إبليس إلى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان <br />وقال له إبليس : لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهن ، لأنه إلي قد دفع ، وأنا أعطيه لمن أريد <br />فإن سجدت أمامي يكون لك الجميع <br />فأجابه يسوع وقال : اذهب يا شيطان إنه مكتوب : للرب إلهك تسجد وإياه حده تعبد <br />ثم جاء به إلى أورشليم ، وأقامه على جناح الهيكل وقال له : إن كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا إلى أسفل <br />لأنه مكتوب : أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك <br />وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك <br />فأجاب يسوع وقال له : إنه قيل : لا تجرب الرب إلهك <br />ولما أكمل إبليس كل تجربة فارقه إلى حين <br /> والمجد لله دائماً أبدياً، آمين </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /><br />تفسير انجيل القداس </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> لقدس الاب الموقر - القمص تادرس يعقوب ملطي<br /><br /><span style="font-size: x-large;"> التجربة في البرِّيَّة</span><br /><br />في الأصحاحات الثلاثة السابقة (1-2-3) رأينا صديقنا السماوي ينزل إلينا يشاركنا كل شيء، صار جنينًا في الأحشاء مثلنا، وخضع للناموس، وانطلق مع الجموع إلى المعموديَّة، وإذ ليس له خطيَّة يعترف بها، حملنا فيه خليقة جديدة تتمتَّع بالبنوَّة للآب، وتحمل فيها روحه القدُّوس. فما أُعلن في نهر الأردن من أمجاد كان لحسابنا وباسمنا، فيه استرددنا طبيعتنا الأولى الصالحة، وصار لنا حق التمتَّع بالفردوس المفقود واللقاء مع الآب في دالة البنوَّة. الآن إذ صار مثلنا أكَّد هذه الصداقة على صعيد العمل، فانطلق بالروح إلى البرِّيَّة يُجُرَّب أربعين يومًا. عوض البرِّيَّة التيانطلق إليها إسرائيل يحمل روح التذمر المستمر، حملنا هو في جسده إلى البرِّيَّة بطبيعته الغالبة والمنتصرة<br /> تعالوا نسبِّح للرب، ونرتِّل أناشيد الفرح لله مخلِّصنا، ولِندُس الشيطان تحت أقدامنا، ونهلِّل بسقوطه في المذلَّة والمهانة. لنخاطبه بعبارة إرميا النبي: "كيف قُطعتْ وتحطَّمتْ مطرقة كل الأرض... قد وُجدت وأُمسكت لأنك قد خاصمت الرب" (إر50: 23-24)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />منذ قديم الزمان وقبل مجيء المسيح مخلِّص العالم أجمع والشيطان عدوُّنا الكبير يفكِّر إثمًا وينضح شرًا، ويشمخ بأنفه على ضعف الجبلة البشريَّة، صارخًا "أصابت يدي ثروة الشعوب كعشٍ، وكما يُجمع بيض مهجور جمعت أنا كل الأرض ولم يكن مرفرف جناح ولا فاتح فم ولا مصفِّف" (إش 10: 14)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />والحق يُقال لم يجرؤ أحد على مقاومة إبليس، إلاالابن يسوع المسيح الذي سكن المغارة، كافحه كفاحًا شديدًا وهو على صورتنا، ولذلك انتصرت الطبيعة البشريَّة... في يسوع المسيح، ونالت إكليل الظفر والغلبة، ومنذ القِدم يخاطب الابن على لسان أنبيائه عدوُّنا اللدود إبليس بالقول المشهور: "هأنذا عليك أيها الجبل المُهلك، (يقول الرب) المُهلك كل الأرض" (إر 51: 25)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />والآن تعالوا معي لنرى كيف يصف الإنجيلي المغبوط يسوع المسيح وهو يقاتل بالنيابة عنَّا مهلك الأرض بأسرها. "أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس" (لو4: 1).<br />انظروا طبيعة الإنسان في المسيح وقد دهنتها نعمة الروح القدس، وتوَّجتها بالإجلال والإكرام، فإن الله سبق أن وعد قائلًا: "إنّي أسكب روحي على كل بشر" (يوئيل2: 28). وقد تمَّت هذه النبوَّة لأول مرَّة في يسوع المسيح، لأن الله لم يهب روحه للناس قديمًا، وكانوا ضعاف العقول صغار النفوس، فقد ورد: "لا يدين روحي في الإنسان لزيغانه، وهو بشر" (تك6: 3). ولكن في المسيح وُجدت خليقة جديدة تقدَّست بالماء والروح، فلم نصبح أولاد لحم ودم، بل أبناء الله الآب، فلنا الآن نعمة التبنِّي، وبهذا العطف الأبوي صرنا شركاء في الطبيعة الإلهيَّة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فلم يكن بمستغربٍ إذن أن يكون بِكْرنا أول من يتسلَّم الروح القدس، مع أنه هو مانح الروح القدس حتى يهبه لنا نحن إخوته الأعزَّاء. وأشار إلى ذلك بولس الرسول بالقول: "لأن المقدَّس والمقدَّسين جميعهم من واحد، فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة قائلًا: "أُخبر باسمك إخوتي" (عب2: 12).<br />لذلك يصف الإنجيلي المسيح: "رجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس" (لو4: 1) وأرجو ألا تنحرفوا عن جادة الحق ولا يُسيئكم القول بأن المسيح الكلمة تقدَّس، بل فكَّروا بالأولى في حكمة الفداء والخلاص، فإن المسيح تأنَّس وتجسَّد لا حبًا في تجنُّب ما اِختصَّ به الإنسان، بل شاركنا في إنسانيَّتنا حتى يزيدنا من غناه، ويشرِّفنا بعظمة مكانته فإن المسيح شاركنا في كل شيء ما عدا الخطيَّة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس كيرلس الكبير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> كان هدف ربَّنا يسوع المسيح في صومه وخلوته هو شفاؤنا من جاذبيَّة الشهوة، فلأجل الجميع قبِل أن يُجُرَّب من إبليس لنعرف كيف ننتصر نحن فيه.<br /> جاء الرب ليعتمد لأنه صار للكل كل شيء (1 كو9: 20). خضع للناموس لأجل الذين هم تحت الناموس، فاختتن ليكسب الذين تحت الناموس، وشارك الذين بلا ناموس في أكلهم ليربح الذين بلا ناموس. صار للضعفاء كضعيفٍ بالآلام التي تحمَّلها في جسده ليربحهم (2 كو8: 9). فرحًا مع الفرحين، بكاءً مع الباكين (رو12: 15)، جاع مع الجياع... كريمًا مع الأغنياء وسجينًا مع الفقير (إش26: 20)، عطش مع السامريَّة (يو4: 7)، وجاع في البرِّيَّة (مت4: 6) ليُكفِّر بصومه عن سقوط آدم الأول الذي سبَّبه شهوة الطعام والتلذُّذ به، فشبع آدم من معرفة الخير والشر لضررنا، وجاع المسيح لفائدتنا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"وكان يُقتاد بالروح في البرِّيَّة، <br />أربعين يومًا يجُرَّب من إبليس، <br />ولم يأكل شيئًا في تلك الأيام، <br />ولما تمَّت جاع أخيرًا"[1-2]</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> سكن المسيح البرِّيَّة بالروح، أي روحيًا، وصام فلم يهب الجسم حاجاته الضروريَّة. قد يسأل أحدكم: وأي ضرر ينشأ إن سكن المسيح المدن على الدوام؟ وكيف اِستفاد المسيح من عيشته في البرِّيَّة، وهو لم يكن في حاجة إلى صلاح؟ ولمَ صام المسيح مع أنه لم يكن في حاجة إلى الصوم؟ فقد وُضعت هذه الفريضة لقتل اللذَّات والشهوات وإخضاع ناموس الخطيَّة الذي في داخلنا والمتملُّك على مختلف الانفعالات التي تبعث فينا شهوة الجسد الدنيئة؟ فهل كان المسيح في حاجة إلى الصوم، وهو الذي به قَتل الآب الخطيَّة في الجسد، حتى أن بولس الرسول الحكيم يقول:"لأنه ما كان الناموس عاجزًا عنه فيما كان ضعيفًا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطيَّة، ولأجل الخطيَّة دان الخطيَّة في الجسد، لكي يتم حكم الناموس فينا، نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو8: 3)؟ <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فالمسيح إذن دان الخطيَّة في الجسد ومحا الإثم الذي تمَلَّك الطبيعة البشريَّة رِدحًا من الزمن؟ مارس المسيح الصوم وهو مقدَّس ونقي بطبيعته لا عيب فيه ولا نقص ولا تغيير ولا ظل دوران! لمَ صام المسيح فاعتزل عيشة المدن وسكن البرِّيَّة وتحمَّل تعب الصوم؟ أن هذا العمل العظيم الذي قام به المسيح هو لتعليمنا يا أحبائي. فقد رسم لنا المسيح الخُطَّة التي يجب علينا انتهاجها، ومهَّد لنا طريقًا قويمًا نسير عليه، هذا الطريق الذي يسير فيه جماعة الرهبان المقدَّسين؟ وإلا كيف كان الناس يعشقون عيشة البراري، ويستفيدون من حياة العُزلة والانفراد ويرون فيها خلاصًا لنفوسهم وسلامًا لأرواحهم؟ إن جماعة الرهبان يهجرون العالم ليبتعدوا عن أمواجه الهائجة وعواصفه الثائرة، ويحرَّروا نفوسهم من الفوضى والاضطراب والغرور والشهوات، أو كما قال يوسف المغبوط يخلع الناس عنهم ما عليهم ليقدِّموا للعالم مقتنياته وممتلكاته</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ويشير بولس الرسول إلى أولئك الذين تعوَّدوا العيشة مع المسيح: "ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24). ويُضيف إلى ذلك قولهبأن عيشة الزهد لا بُد منها، وأن ثمار هذه العيشة الصوم والتحمُّل ونبذ الأطعمة قليلًا أو كثيرًا فإنه بذلك يمكن قهر الشيطان، ولكن لاحظوا أن المسيح عُمِّد أولًا ثم امتلأ بالروح القدس، وبعد ذلك سكن البرِّيَّة واتَّخذ الصوم سلاحًا له في محاربة إبليس وجنوده، وكل هذا لتعليمنا، حتى ننسج على منواله، ونحتذي منهجه، فعليكم بادئ ذي بدء أن تلبسوا خوذة الله، وتتمنطقوا بدِرع الإيمان، وتتمسَّكوا بصولجان الخلاص. يجب في بداية الأمر أن تُمنحوا قوَّة من الأعالي، وذلك عن طريق العماد المقدَّس، فيمكنكم بهذه أن تسلكوا حياة شريفة مع الله العظيم، ثم بشجاعة روحيَّة تعتزلون الناس للسكن في البراري، ثم تصومون صومًا مقدَّسا، فتقمعون أهواء الجسم، وتهزمون إبليس إذا ما أراد تجريبكم، ففي المسيح إذن نجد كل سلاح نتقوَّى به<br />نعم يظهر المسيح بين المقاتلين فيَمنح الجائزة ويتوِّج المنتصرين بإكليل الفوز والغلبة. والآن فلنتأمَّل مصارعات المسيح مع إبليس؟ "صام أربعين يومًا، وجاع أخيرًا"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />كيف يجوع المسيح وهو الذي يُشبعنا من دسم نعمته؟ أليس المسيح هو الخبز السماوي الذي نزل من السماء حتى لا يجوع من يتغذى منه؟ صام المسيح "وجاع" لأنه قَبِلَ أن يكون مثلنا، فكان لا بُد أن يتحمَّل ما يجب أن يتحمَّله إنسان بشري</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس كيرلس الكبير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> [يقدِّم لنا مقارنة بين تجرِبة آدم في الفردوس، وتجرِبة آدم الثاني في البرِّيَّة] لنتأمَّل كيف طُرد آدم الأول من الفردوس، ولنعرف كيف رجع آدم الثاني من البرِّيَّة إلى الفردوس، ولنتأمَّل أيضًا كيف تمَّ الإصلاح وبأي ترتيب حدث. وُلد آدم من أرض بكر، ووُلد المسيح من العذراء (البكر)، خُلق آدم على صورة الله، أما المسيح فهو صورة الله (الجوهريَّة). كان للأول سلطان على كل الحيوانات غير العاقلة، أما الثاني فله سلطان على كل شيء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />اتَّصفَت حواء بالتردُّد، واتَّصفت العذراء بالحكمة<br />جاءت الشجرة بالموت، وجاء الصليب بالحياة<br />كان الأول في الفردوس، أما المسيح فكان في البرِّيَّة، لكنه جاء ليبدِّد ضلال المحكوم عليه ويردُّه للفردوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لم يكن ممكنًا أن يتراجع الله عن حُكمه، فتمَّ حُكم الموت في واحد عوض الآخر </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إن كان آدم قد سقط وهو في الفردوس لعدم وجود الراعي، فكيف كان يمكنه أن يجد الطريق وهو في البرِّيَّة بلا راعٍ يقوده؟ ففي البرِّيَّة تكثر التجارب... ويسهل الانحدار نحو الخطيَّة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أي راع يستطيع أن يعيننا أمام فِخاخ هذه الحياة وخِداعات إبليس "لكي نجاهد ليس ضد لحم ودم، بل ضد الرؤساء والسلاطين وأجناد الشر الروحيَّة في الهواء" (أف6: 11)؟! هل يُرسل الله ملاكًا وقد سقط بعض الملائكة...؟! هل يرسل ساروفًا، هذا الذي نزل على الأرض وسط شعب نجس الشفتين (إش6: 6)، لم يُطهِّر سوى شَفتيّ نبي واحد بجمرَّة من نار؟! إذن كان يلزم البحث عن راعٍ آخر نتبعه جميعنا؛ فمن هو هذا الراعي العظيم الذي يستطيع أن يهيئ الخير للجميع إلا ذاك الذي هو أعلى من الكل؟! من يرفعني فوق هذا العالم إلا مَن هو فوق العالم؟! من هو هذا الراعي العظيم الذي يستطيع بقيادة واحدة يرعى الرجل والمرأة، اليهودي واليوناني، أهل الختان وأهل الغُرلة، البربري والسكِّيثي (كو 3: 11)، العبد والحر، إلا ذاك الذي هو الكل في الكل؟!<br />الفخاخ كثيرة أينما ذهبنا، فخاخ الجسد، وفخاخ الناموس (حرفيَّته)، والفخاخ التي ينصبها إبليس على جناح الهيكل وعلى قمَّة الجبل، وفخاخ الفلسفات، وفِخاخ الشهوات، لأن العين الزانية هي فخْ الخاطئ (أم 7: 22)، وفِخاخ محبَّة العالم، وفِخاخ التديُّن (الرياء)، وفِخاخ في حياة الطهارة (احتقار سرّ الزواج)... غير أن أفضل طريقة تحطِّم هذه الفِخاخ هو عرض طُعم لإبليس لينقَضْ على فريسته فينطبق الفخْ عليه، عندئذ نستطيع أن نردِّد: "نصبوا لرجلي فخاخًا فسقطوا فيها" (مز 56: 7). ما هذا الطُعم إلا الجسد... فقد أخذ الرب جسد تواضعنا وضعفنا، ليُعطي فرصة للعدو أن يحاربه فينهزم العدو إبليس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />الآن المسيح في البرِّيَّة يقود الإنسان ويعلِّمه ويشكِّله ويدرِّبه ويدهنه بالمسحة المقدَّسة، وعندما يراه قويًا يقوده إلى المراعي الخضراء المخصبة... أخيرًا يقوده إلى البستان أثناء الآلام، كما هو مكتوب: "تكلَّم يسوع بهذا ثم خرج مع تلاميذه إلى جبل الزيتون، حيث كان بستان دخله مع تلاميذه" (يو18: 1)... أخيرًا فإن إرجاع الإنسان بقوَّة الرب تؤكِّد لنا هذه الحقيقة التي أبرزها القدّيس لوقا بين كل البشريِّين، بتلك الكلمات التي قالها الرب للِّص: "أنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 44)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> رجع يسوع ممتلئًا من الروح القدس إلى البرِّيَّة يتحدَّى إبليس، فلو لم يجُرِّبه إبليس لما اِنتصر الرب لأجلي بطريقة سِرِّيَّة، محرِّرا آدم من السبي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> "لقد أُصعد يسوع إلى البرِّيَّة من الروح"، بلا شك من الروح القدس، ليس كمن هو مُلزم أو من هو أسير، إنما اُقتيد باشتياق إلى المعركة ليُصارع</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> يسوع قائدنا سمح لنفسه بالتجربة حتى يُعلِّم أولاده كيف يحاربون</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أغسطينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /><span style="font-size: x-large;">أ. تجربة الخبز</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إذ دخل السيِّد المسيح المعركة نيابة عنا، ليغلب باسمنا ولحسابنا، بدأت التجارب بتجربة الخبز، فقد طلب الشيطان من السيِّد المسيح أن يحول الحجر إلى خبز ليأكله في جوعه. من جانب فإن هذه التجربة تقابل تجربة آدم الأول الذي سقط في العصيان خلال الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فجاء السيِّد صائمًا يقاوم العدُو ويغلبه رافضًا السماع له رغم إمكانيَّته من تحويل الحجر إلى خبز، كما حوّل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل. ومن جانب آخر فإن هذه التجربة سمح بها الرب ليُعلن أُبوَّة الشيطان المخادعة للخطاة، فإن الآب الحقيقي لا يقدِّم حجرًا إن طلب منه ابنه خبزًا كقول السيِّد المسيح (لو 11: 11)، أما هذا العدو فيقدِّم حجرًا عوض الخبز ليأكله الإنسان، فيحمل في أحشائه حجرًا قاسيًا<br />ليتنا نرفض كل حجر يقدِّمه العدو فلا نأكله كخبز لننمو قساة القلب بلا حب ولا حنو<br />يرى العلامة أوريجينوس أن الحجر الذي يقدِّمه العدو هو الهرطقات التي يقدِّمها العدُو كخبزٍ غاشٍ، فنظنَّها كلمة الله المشبعة<br />"وقال له إبليس<br />إن كنتَ ابن الله فقل لهذا الحجر أن يصير خبزًا<br />فأجابه يسوع، قائلًا<br />"مكتوب أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان<br />بل بكل كلمة تخرج من فم الله" [3-4]<br /> قفز إبليس إلى حيث كان المسيح، ونظر إلى الحجر وخاطب المسيح، قائلًا: "إن كنت ابن الله، فقلْ لهذا الحجر أن يصير خبزًا" (لو4: 3). ترون أن إبليس يدنو من المسيح كإنسانٍ، كأحد القدِّيسين، ومع ذلك يرتاب في المسيح. لكن كيف سعى الشيطان ليتحقَّق من لاهوت المسيح؟ كان يعلم أنه لا يمكن تغيير طبيعة المادة إلى طبيعة أخرى تغايرها في الجوهر إلا بقوَّة إلهيَّة، فإما المسيح يُغيِّر المادة فيرتبك إبليس في أمره، أو يعجز عن القيام بهذا العمل، فيُسَر الشيطان لأنه لم يجد أمامه سوى إنسانًا ضعيفًا يمكن مقاومته</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />علم السيِّد المسيح ما كان يجول بخُلد إبليس، فلم يغيِّر الخبز ولم يعلن عجزه عن تغييره. اِنتهر المسيح الشيطان بالقول: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (لو4: 5). ومعنى ذلك أنه إذا منح الله الإنسان القوَّة أمكنه أن يحيا بدون أكل، وعاش كما عاش موسى وإيليَّا بقوَّة أربعين يومًا ولم يذوقا شيئًا، فإذًا استطاع المسيح أن يعيش بدون طعام، فلم يحوِّل الحجر خبزًا إلا أن المسيح لم يقل قط أنه "لا يستطيع ذلك" حتى لا يتطرَّق الشك بأنه إنسان لا إله، ولم يقل أستطيع ذلك لئلا يتركه الشيطان وشأنه، وكان المسيح يريد تعليمنا دروسًا أخرى</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لاحظوا يا أحبائي كيف أن طبيعة المسيح نبذَت شراهة آدم ونهمه، فبأكل آدم غُلبنا، وبزهد المسيح انتصرنا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />الجسم يأكل ما تُخرجه الأرض من دسم، أما النفس العاقلة فطعامها كلمة الله الخالدة. فإن الخبز الذي تجود به الأرض يُغذي جسمًا عناصره هي عناصر الخبز الأرضي، أما الخبز السماوي الذي يبعث به الله من فوق يُغذِّي النفس الباقية. هذا هو الخبز السماوي الذي يتغذَّى به جمهور الملائكة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس كيرلس الكبير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> ينكشف لنا من هذه التجربة أن لإبليس ثلاثة سهام اعتاد أن يستخدمها ليجْرح قلب الإنسان: شهوة الأكل، المجد الباطل، الطمع! (يبدأ من حيث اِنتصر إبليس) هكذا تبدأ نُصرتي في المسيح من حيث غلبني إبليس في آدم<br />يقول: "إن كنتَ ابن الله"، فقد كان إبليس يعلم تمامًا أنه ينبغي أن يأتي ابن الله، لكنه لم يكن يعتقد أنه يأتي في ضعف، لهذا أراد أن يتأكَّد ثم يُجرِّبه بعد ذلك<br />انظروا أسلحة المسيح التي بها اِنتصر من أجلكم وليس لأجل نفسه، فإنه قادر أن يحوِّل العناصر (كما في عرس قانا الجليل)، لكنه يعلِّمنا ألا نطيع إبليس في شيء، ولا لإظهار قوَّتَك. لنعرف أيضًا من هذه التجربة مهارة إبليس الخادعة فهو يجُرِّب ليتأكَّد من الحقيقة ليخترق الإنسان ويُجرِّبه... ولم يستخدم الرب سلطانه كإله وإلا فإننا لم نكن نجني فائدة، إنما استخدم الإمكانيَّة العامة وهي استخدام كلام الله</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> قل لهذا "الحجر"، أي حجر هو هذا؟ بلا شك الحجر الذي كان إبليس يريه إيّاه طالبًا أن يحوِّله إلى خبز. إذن ما هي التجربة...؟<br />الشيطان العدو المخادع يقدِّم حجرًا عوض الخبز (لو11: 11). هذا ما يريده الشيطان أن يتحوَّل الحجر إلى خبز، فينمو الناس لا على الخبز، وإنما على الحجر الذي يُريه الشيطان على شكل خبز. وإنني اعتقد أن الشيطان لا يزال يُرينا الحجر ويقول لكل أحد: "قل لهذا الحجر أن يصير خبزًا..." فإن رأيت الهراطقة يأكلون تعاليمهم الكاذبة كخبزٍ، فاِعلم أن مناقشاتهم وتعاليمهم هي الحجر الذي يُظهره الشيطان لنأكله كخبز<br />لنسهر إذن ولا نأكل حجارة الشيطان ظانِّين أننا ننمو بخبز الرب</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يخضع الجسد لتجربة الجوع لتُعطى فرصة لإبليس كي يجُرِّب </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> تأكَّد تمامًا أن العدو يهاجم القلب عن طريق امتلاء البطن <br />الأب يوحنا من كرونستادت </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> <span style="font-size: x-large;">ب. تجربة الصليب</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />في التجربة السابقة أراد إبليس أن يقدِّم للسيِّد الحجر خبزًا، لكن السيِّد رفض تحويل الحجر خبزًا، مقدَّما نفسه "الخبز الحيّ النازل من السماء" شبعًا لمؤمنيه. والآن إذ كان إبليس يعلم أن المسّيا القادم يملك إلى الأبد خلال الصليب والألم. أراه ممالك العالم ليملُك، لكن ليس خلال الصليب، وإنما خلال الطريق السهل والباب الواسع وهو "السجود لإبليس نفسه". رفض المسيح بهذا الطريق الواسع الرحب بقوَّة، فتح لنا الباب لنملُك نحن أيضًا معه خلال آلامه لا خلال الشر</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> يريد ابن الله كما ضد المسيح أن يملُكا، لكن ضد المسيح يريد أن يملك ليُهلك من له، أما المسيح فيملُك ليخلِّص (بالصليب). فمن كان فينا أمينًا يملُك المسيح عليه بكلمته وبالحكمة والعدل والحق؛ أما إذا فضَّلنا الشهوة عن الله فتملُك الخطيَّة علينا، حيث يقول الرسول: "إذًا لا تملُكنَّ الخطيَّة في جسدكم المائت" (رو6: 12)<br />إذن ملِكان يبادران لكي يملُكا، تملُك الخطيَّة أو الشيطان على الأشرار، ويملُك العدل أو المسيح على الأبرار</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إذ كان إبليس يعلم أن المسيح جاء ليغتصب ملكوته، ويُخضع لقوته وسلطانه أولئك الذي كانوا قبلًا خاضعين للمخادع، "أراه جميع ممالك المسكونة" وكل سكان العالم، أراه كيف يملك على الواحد بالشهوة، وعلى الآخر بالبُخل، وثالث بحب المجد الباطل، ويأسِر آخرين خلال جاذبيَّة الجمال... وكأن الشيطان يقول له: أتريد أن تملك على كل الخليقة؟! وأراه الجموع غير المحصية التي تخضع له، والحق يُقال لو قبلنا أن نعرف في بساطة بؤسنا ونُدرك مصيبتنا لوجدنا الشيطان يملك في معظم العالم، لذلك يسمِّيه الرب "رئيس هذا العالم" (يو12: 31؛ 16: 11). وعندما يقول إبليس ليسوع: أترى جميع الشعب الخاضع لسلطاني؟ يكون قد أراه ذلك "في لحظة من الزمان"، إذ يحسب الوقت الحالي لحظة أن قورن بالأبديَّة... حينئذ قال إبليس للرب: أجئت لتصارع ضدِّي، وتنزع عنِّي كل الذين هم تحت سلطاني؟ لا، لا تحاول أن تقارن نفسك بي، ولا تعرض نفسك لصعاب هذه المعركة. انظر كل ما أطلبه منك، "إن سجدت أمامي يكون لك الجميع"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />بدون شك يريد ربَّنا ومخلِّصنا أن يملك، لكن بالعدل والحق وكل فضيلة... لا يريد أن يكلَّل كملكٍ بدون تعب (الصليب)<br />أجابه الرب قائلًا: "مكتوب للرب إلهك تسجد، وإيّاه وحده تعبد" (تث6: 13). إرادتي هي أن يكون الكل لي يعبدونني، ولا يسجدون لغيري. هذه هي الرغبة الملوكيَّة. أتريدني أن أخطئ أنا الذي جئت لأبيد الخطيَّة وأُحرَّر الناس منها؟!<br />لنفرح ولنبتهج نحن إذ صرنا له، ولنُصَلِ إليه ليقتل الخطيَّة التي ملَكت في أجسادنا (رو 6: 6) فيملك وحده علينا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> "وأراه جميع ممالك المسكونة" [5] كيف تجرؤ أيها الشيطان المارد اللعين فتُري السيِّد ممالك العالم وتخاطبه بالقول: "لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهن... إن سجدتَ أمامي" (لو 4: 6)؟ كيف تعد بأن تهب ما ليس لك؟! من الذي نصَّبك وارثًا على مملكة الله؟!؟إنك اِغتصبت هذه الممالك غشًا وزورًا، فرُد ما اغتصبته إلى الابن المتجسِّد رب العالم بأسره، واسمع ما يصرح به النبي إشعياء ضد إبليس وجنوده: "لأن تُفتة مرتَّبة منذ الأمس مهيَّأة، هيأيضًا للملِكِ عميقة واسعة، كومتها نار وحطب بكثرة، نفخة الرب كنهر كبريت توقدها" (إش30: 33)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فكيف تتقدَّم أيها الشيطان، ونصيبك الهاويَّة السحيقة مِلكًا...؟ وكيف يسجد السيِّد لك، والسيرافيم وجميع طغمات الملائكة لا يغفلون طرفة عين عن التسبيح لاسمه لأنه مكتوب: "للرب إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد" (لو4: 8)؟</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />حقًا لقد أصابت هذه الآية مقتلًا من إبليس لأنه كان قبل نزول المسيح ومجيئه يخدع كل الذين تظلِّلهم القبَّة الزرقاء، فتجثو له كل ركبة، أما وقد جاء المسيح فقد شاءت رحمته أن يرجع الناس عن غلوائهم ويقدِّموا له السجود والعبادة والإكرام</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس كيرلس الكبير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> ليس العيب في السلطان في ذاته، وإنما في الطمع الباطل، وعلى هذا فإن تأسيس السلطان يأتي من قِِبل الله، ومن يستعمله يكون سفيرًا لله بكونه خادم الله للصلاح (رو13:3-4). العمل في ذاته ليس خطيَّة، لكن العيب في الذي ينفِّذه... يجب أن نميِّز بين الاستخدام الصالح للسلطان والاستخدام الطالح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> أراه مجد العالم على قمَّة جبل، هذا الذي يزول، أما المخلِّص فنزل إلى الأماكن السفليَّة ليهزم إبليس بالتواضع</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> أعلن الرب أن الشيطان كذَّاب من البدء، وليس فيه الحق (يو8: 44)، وبكونه كذَّابًا وليس فيه الحق فإنه لا ينطق بالحق بل بالكذب، عندما قال: "إليّ قد دُفع وأنا أعطيه لمن يريد" (لو4: 6)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> لقد كذب الشيطان في البداية وبقي في كذبه حتى النهاية، فإنه ليس هو الذي يقيم ممالك هذا العالم بل الله إذ"قلْب الملك في يد الله" (أم21: 1). كما يقول الكلمة خلال سليمان: "بي تملك الملوك وتقضي العظماء عدلًا، بي تترآس الرؤساء والشرفاء وكل قضاة (ملوك) الأرض" (أم8: 15)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> لقد فضحه الرب كاشفًا حقيقة شخصيَّته، إذ قال له: "اذهب يا شيطان" [8]... مُظهرًا ذلك من ذات اسمه، فإن كلمة "شيطان" في العبريَّة تعني "مرتد"</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القدِّيس إيريناؤس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /><span style="font-size: x-large;">ج. تجربة في المقدَّسات</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إن كان عدو الخير إبليس قد حاول أن يُجرِّب "يسوع" في لقمة العيش بتحويل الحجر إلى خبزٍ، وقد فشل إذ قدَّم السيِّد المسيح نفسه خبزًا حقيقيًا يُنعش النفس وينزع عنها طبيعتها الحجريَّة، وفي التجربة السابقة أراد تحطيم هدفه بفتح طريق سهل وقصير لكي يملك دون الحاجة إلى صليب، لكن الرب أصرَّ ألا يقبل إلا أن يدخل دائرة الصليب (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). أما التجربة التي بين أيدينا فتمس العبادة ذاتها، إذ تمّت في أورشليم على جناح الهيكل، وقدَّم الشيطان عبارة من الكتاب المقدَّس: "لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظونك، وأنهم على أياديهم يحملونك، لكي لاتصدم بحجر رجلك"[10-11]، سائلًا إيّاه أن يطرح نفسه من جناح الهيكل إلى أسفل<br />هذه التجربة يتعرَّض لها بالأكثر الرعاة والخدَّام والمتديِّنون، فإن عدو الخير يحاربهم في أورشليم في هيكل الرب، يقدِّم لهم كلمات الكتاب المقدَّس مشوَّهة سواء في بعض كلماتها أو في فهمها ليحوِّل عبادتهم إلى شكليَّات واستعراضات ورياء، طالبًا منهم عوض أن يصعدوا منطلقين نحو السماويَّات أن ينطرحوا من جناح الهيكل إلى أسفل، إذ يحدرهم الشكل أو الرياء عن غايتهم الحقَّة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* لنلاحظ بداية هذا الإنجيل الذي سمعناه اليوم، ولنضع في النور الأمور المخفية فيه "جاء (إبليس) به إلى أورشليم"،الأمر الذي يبدو غير مُصدق أن إبليس يقود ابن الله، وهو يتبعه؛ فإنه يشبه المصارع الذي يذهب إلى التجربة ولا يخشاها، ولا يرهب مصيدة العدو المخادع للغاية وغير المحتملة، وكأنه يقول: ستجدني أقوى منك<br />قاده إلى قمَّة الهيكل وطلب منه أن يطرح نفسه من فوق، وكان هذا العرض تحت ستار أنه يتم لمجد الله</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يتكلَّم الشيطان ويستند على الكتاب المقدَّس... لكن ليته لا يخدعني الشيطان حتى وإن استخدم الكتاب المقدَّس<br />تأمَّل العبارة التي يعرضها إبليس على الرب: "مكتوب أن يوصي ملائكته بك لكي يحفظونك وعلى أيديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك". انظر كم هو مخادع حتى في اختياره للعبارات، فإنه يريد أن يقلِّل من مجد الرب، كما لو كان يسوع محتاجًا إلى معونة الملائكة؛ كما لو كان يمارس عملًا خاطئًا ما لم تسنده الملائكة. هكذا يقتبس إبليس عبارة من الكتاب لا تناسب المسيح ويطبِّقها عليه، إنما تناسب القدِّيسين بوجَّه عام... المسيح ليس بمحتاج لمعونة الملائكة، إذ هو أعظم منهم، ويرث اسمًا أعظم وأسمى: "لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك؟!" (عب 1: 5-7؛ مز2: 7)<br />بعد ما قال: "إنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك، وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصطدم بحجر رجليك"، يصمت إبليس عن التكملة وهي: "على الأسد والصل تطأ، الشبل والثعبان تدوس" (مز91: 13). فلماذا تعبر على هذه العبارة بصمت أيها الشيطان؟! لأنك أنت هو الصل وملك كل الحيَّات. أنت تعرف أنك تحمل على جانبيك قوَّة عدوانيَّة أخرى تسمى "الأسد"، تخضع للأبرار تحت أقدامهم، لذلك لا تتكلَّم عن هذا الأمر<br />أنت هو الشِبل والثعبان، حيث مكتوب: "لي الأسد والصل تطأ، الشِبل والثعبان تدوس". إن كنت تصمت ولا تذكر شيئًا ضدَّك، لكننا نحن إذ نقرأ الكتاب باستقامة ندرك تمامًا أن لدينا سلطانًا أن نطأك بالأقدام، هذا السلطان لم يوهب لنا في العهد القديم حيث كان المزمور يرنَّم به، وإنما أيضًا في العهد الجديد. ألم يقل المخلِّص: "ها أنا أعطيكم السلطان أن تدوسوا الحيَّات والعقارب وكل قوَّة العدو ولايضرُّكم شيء؟!" (لو 10: 19). لنستند على هذا السلطان ونأخذ سلاحنا، ونطأ بسلوكنا الشِبل والثعبان</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />العلامة أوريجينوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> "إن كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا إلى أسفل"[9]. أما التجربة الثالثة فكان محورها الزَهْو والخيلاء "اطرح نفسك من هنا" حتى تثبت أمام المِلأ لاهوتك، إلا أن المسيح أجابه: "لا تجُرِّب الرب إلهك" (لو4: 12) فإن الله لا يساعد من يجرؤ على تجربته ولم يُعط المسيح قط آية لمن جاءه بقصد تجربته، إذ ورد: "فأجاب وقال لهم جيل شرِّير وفاسق يطلب آية ولا يُعطى له آية إلا آية يونان النبي" (مت 12: 39).<br />لاغرابة أن يتقهقر أمام المسيح بعد هذه الثلاث تجارب، فيقدِّم لنا المسيح المنتصر إكليل الفوز والغلبة على حد قول الصادق: "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيَّات والعقارب وكل قوَّة العدو ولا يضرُّكم شيء" (لو10: 19)<br />"لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظونك"[10]<br />وانظروا كيف يقتبس إبليس من الأسفار الإلهيَّة ليستعين بها على تصويب سهمه الدنيء، لأن هذه الآية التي وردت في المزامير لا تشير إلى المسيح، لأن المسيح ليس في حاجة إلى ملائكة. أما جناح الهيكل فقصد به البناء المرتفع الذي أقيم بجوار الهيكل</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس كيرلس الكبير</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> هذا هو شيطان المجد الباطل، فعندما يظن الإنسان أنه قد ارتفع عاليًا ويشتهي القيام بالأعمال العظيمة يسقط في الهاوية<br />قال له: "إن كنتَ ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل" لا ينطق بهذه الكلمات إلا الشيطان الذي يحاول أن يُحدر الروح الإنسانيَّة إلى أسفل من حيث سمت بفضائلها؟! هل شيء يوافق الشيطان إلا النصح بالانحدار إلى أسفل...؟!<br />لا يستطيع إبليس أن يؤذي إلا من يدفع نفسه إلى أسفل، أي يترك السماء ليختار الأرض</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس أمبروسيوس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> هذه هي كلمات إبليس دائمًا إذ يتمنَّى السقوط للجميع<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">القديس جيروم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ختم حديثه عن التجربة "ولما أكمل إبليس كل تجاربه فارقه إلى حين" [13]. إن كان الشيطان لا يمِلّ عن المصارعة بالرغم من هزيمته المُرَّة في كل التجارب، إذ يقول"فارقه إلى حين"... فقد جاء بقيَّة السفر عبارة عن صراع مستمر بين السيِّد المسيح وإبليس بكل طريقة، سواء مباشرة أو خلال خدَّامه، لهذا يليق بنا ألا ننخدع إن تركنا العدو، فإنه يفارقنا إلى حين لكي يعود فيصارعنا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /> لما سمع إبليس اسم "الله" فارقه إلى حين، إذ جاء بعد ذلك لا ليُجربه وإنما ليُحاربه علانيَّة. والكتاب المقدَّس يُعرِّفك أنك في حرب ليس مع لحم ودم بل مع السلاطين والرؤساء مع أجناد الشر الروحيَّة (أف6: 12).<br />اُنظر رِفعة المسيحي الذي يُحارب رؤساء العالم (الشياطين)، فمع أنه يعيش على الأرض لكنه يبسط قوَّته الروحيَّة أمام أرواح الشرّ في السماويَّات. ونحن لا نُكافأ بأمور أرضيَّة في حربنا من أجله إنما مكافآتنا روحيَّة هي ملكوت السماوات وميراث المسيح</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يليق بنا أن نجاهد بكل مقاومة لإبليس، فالإكليل مقدَّم لنا، ويلزمنا أن نقبل الدخول معه في حرب. لا يكلَّل أحد ما لم يَغلب، ولا يمكن له أن يغلب ما لم يحارِب (2 تي2: 5). والإكليل يعظُم كلما كثر الألم، لأنه ضيق وكرب هو الطريق المؤدِّي للحياة، وقليلون هم الذين يجدونه، وواسع هو الطريق المؤدِّي للموت (مت 7: 13)</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يليق بنا ألا نخشى تجارب هذه الحياة قط، فهي فرصة مقدَّمة للغلبة ومادة للنصرة...<br />المُضل يُكثر من جرح المجاهد، ومع ذلك فالمُجاهد في شجاعته لا يضطرب قلبه...<br />إن تعرَّضت للتجارب فاعلم أن الأكاليل تُعد</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أُلقي يوسف في السجن كثمرة لطهارته، لكنه ما كان يشارك في حكم مصر لو لم يبعه إخوته</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> القديس أمبروسيوس</span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2016%2F03%2Fblog-post_23.html&linkname=%D8%A7%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9%20-%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B5%20%D8%AA%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%B3%20%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%20%D9%85%D9%84%D8%B7%D9%8A%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-80425461262796745572016-03-13T17:40:00.000+02:002016-03-13T17:42:48.552+02:00احد الكنوز - القمص تادرس يعقوب ملطي<br />
<br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://4.bp.blogspot.com/-tab-FoF-Zb8/VuWI0gxr13I/AAAAAAAADng/5W5PMM5xd2gKTiTJihvhKOGCenYjMIcIw/s1600/Matthew%2B6%253B19-21-A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="555" src="https://4.bp.blogspot.com/-tab-FoF-Zb8/VuWI0gxr13I/AAAAAAAADng/5W5PMM5xd2gKTiTJihvhKOGCenYjMIcIw/s640/Matthew%2B6%253B19-21-A.jpg" width="640" /></a></div>
<br />
<br />
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> متى 6 : 19 - 33</span></span></b><b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><b><span style="font-size: large;"></span></b></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"></span></span></b>الفصل 6 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء ، حيث لا يفسد سوس ولا صدأ ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">سراج الجسد هو العين ، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ، فإن كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر ، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> لذلك أقول لكم : لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ، ولا لأجسادكم بما تلبسون . أليست الحياة أفضل من الطعام ، والجسد أفضل من اللباس </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> انظروا إلى طيور السماء : إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن ، وأبوكم السماوي يقوتها . ألستم أنتم بالحري أفضل منها </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحد </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> ولماذا تهتمون باللباس ؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> ولكن أقول لكم : إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غدا في التنور ، يلبسه الله هكذا ، أفليس بالحري جدا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فلا تهتموا قائلين : ماذا نأكل ؟ أو ماذا نشرب ؟ أو ماذا نلبس </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فإن هذه كلها تطلبها الأمم . لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره ، وهذه كلها تزاد لكم </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> والمجد لله دائماً أبدياً، آمين<br /><span style="font-size: x-large;"><br />تفسير انجيل القداس</span> <br />متى 6 : 19 - 33 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> لقدس الاب الموقر القمص تادرس يعقوب ملطي<br /><span style="font-size: x-large;"><br /></span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;">العبادة السماويّة</span><br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">بعد أن قدّم لنا السيّد المسيح الجوانب الثلاثة للعبادة المسيحيّة أراد توضيح غايتها، ألا وهي رفع القلب النقي إلى السماء، ليرى الله ويحيا في أحضانه، محذّرًا إيّانا ليس فقط من تحطيمها خلال "الأنا" وحب الظهور، وإنما أيضًا خلال "محبّة المال" التي تفقد القلب المتعبّد حيويّته وحريّته، إذ يقول السيد: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ويسرقون، بلا اكنزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون" <br />متى 6 : 19-20<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">من يتعبّد لله بقصد المجد الزمني الباطل يكون كمن جمع كنوزه على الأرض، سواء في شكل ثياب فاخرة يفسدها السوس، أو معادن تتعرّض للصدأ، أو أمور أخرى تكون مطمعًا للصوص. هكذا يرفع قلوبنا إلى السماء لننطلق بعبادتنا إلى حضن الآب السماوي، يتقبّلها في ابنه كسرّ فرح له وتقدِمة سرور، لا يقدر أن يقترب إليها سوس أو لصوص ولا أن يلحقها صدأ</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />يقول القديس أغسطينوس: [إن كان القلب على الأرض، أي إن كان الإنسان في سلوكه يرغب في نفع أرضي، فكيف يمكنه أن يتنقّى، مادام يتمرّغ في الأرض؟ أمّا إذا كان القلب في السماء فسيكون نقيًا، لأن كل ما في السماء فهو نقي. فالأشياء تتلوّث بامتزاجها بالفضّة النقيّة، وفكرنا يتلوّث باشتهائه الأمور الأرضيّة رغم نقاوة الأرض وجمال تنسيقها في ذاته<br /><br />يُعلّق أيضًا القديس أغسطينوس على حديث السيّد: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض"، قائلًا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />* لو أخبركم مهندس معماري أن منزلكم يسقط حالًا، أفلا تتحرّكون سريعًا قبل أن تنشغلوا بالنحيب عليه؟! هوذا مؤسّس العالم يخبركم باقتراب دمار العالم، أفلا تصدّقوه...؟! اسمعوا إلى صوت نبوّته: "السماء والأرض تزولان" (مت 24: 35)... استمعوا إلى مشورته</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />الله الذي أعطاكم المشورة لن يخدعكم، فإنكم لن تخسروا ما تتركونه، بل تجدوا ما قدّمتموه أمامكم... أعطوا الفقراء فيكون لكم كنز في السماء! لا تبقوا بلا كنز، بل امتلكوا في السماء بلا هّم ما تقتنونه على الأرض بقلق. أرسلوا أمتعتكم إلى السماء. إن مشورتي هي لحفظ كنوزكم وليس لفقدانها</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ينبغي علينا أن نضع في السماء ما نخسره الآن على الأرض. فالعدو يستطيع أن ينقب منازلنا، لكنّه هل يقدر أن يكسر باب السماء؟ إنه يقتل الحارس هنا، لكن هل يستطيع أن يقتل الله حافظها...؟ </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />الفقراء ليسوا إلا حمّالين ينقلون أمتعتنا من الأرض إلى السماء. إذن فلتعطوهم ما لديكم فإنهم يحملونها إلى السماء... هل نسيتم القول: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت... لأني جعت فأطعمتموني... وكل ما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" - مت 25: 34-40 <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">القديس أغسطينوس<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">بهذه الوصيّة يرفع الرب عبادتنا للسماء، محذّرًا إيّانا من "المجد الباطل" ومقيمًا حراسًا عليها، ألا وهي أعمال الرحمة المملوءة حبًا. فالصدقة الحقيقية بمعناها الواسع والتي تضم العطاء المادي والمعنوي، ترفع القلب بعيدًا عن الزمنيّات المعنويّة والماديّة، وتحوّل أرصدته في السماء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح يحدّثنا عن الحب والرحمة في دستوره الإلهي بطريقة تدريجيّة هكذا<br /><br />أولًا: قدّم لنا الرحمة كمبدأ عام نلتزم به<br /><br />ثانيًا: طالبنا بمصالحتنا لخصمنا، فلا حاجة للدخول مع أحد في منازعات، وإنما الرحمة تغلب ( 5 : 23ـ 26<br /><br />ثالثًا: ارتفع بنا إلى ما فوق القانون، فبالحب ليس فقط نترك ثوبنا لمن ليس له الحق فيه، وإنما نقدّم معه رداءنا حتى نربح الخصم بحبّنا <br /><br />رابعًا: سألنا ألا نكنز على الأرض، فلا نقدّم أعمال الرحمة للخصم والمضايقين لنا فحسب، حتى لا ندخل معهم في نزاعات بل نكسبهم بالمحبّة، فتكون طبيعتنا هي العطاء بسخاء، كطبيعة داخليّة تنبع عن حنين مستمر لنقل ممتلكاتنا إلى السماء </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />إذ يقدّم لنا السيّد هذا التوجيه يُعلن جانبه الإيجابي ألا وهو أنه بالعطاء نحوّل كنزنا إلى فوق في السماء، كما يوضّح جانبه السلبي مهدّدًا أن ما نتركه هنا يفسد بطريق أو آخر فنفقده إلى الأبد. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [أنه يجتذبهم، إذ لم يقل فقط إن قدّمت الصدقة تُحفظ لك بل هدّد بأنك إن لم تعطِ غناك إلخ. إنّما تجمعه للسوس والصدأ واللصوص. وإن هربت من هذه الشرور لن تهرب من عبوديّة قلبك له فيتسمّر بالكامل أسفل، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا. إذن فلنُقِم المخازن في السماء </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"><br /> البصيرة الداخليّة</span> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">تحدّث عن القلب الذي يلتصق بالكنز ويجري وراءه، مطالبًا إيّانا أن يكون مسيحنا هو كنزنا عِوض الكنز يحطّمه السوس والصدأ واللصوص، فيكون قلبنا على الدوام مرفوعًا إلى فوق حيث المسيح جالس، لهذا يحدّثنا عن "العين البسيطة" التي تجعل الجسد كلّه نيّرًا. ما هي هذه العين الداخليّة إلا القلب الذي وحده يقدر أن يرى أسرار الكنز السماوي، فيجذب نحو السماويات، ولا يتذبّذب بين النور الأبدي ومحبّة الفانيات</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />"سراج الجسد هو العين<br />فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا<br />وإن كانت عينك شرّيرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا<br />فإن كان النور الذي فيك ظلامًا، فالظلام كم يكون؟!" [22-23</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />العين هي مرشد الجسد كلّه لينطلق إلى هنا أو هناك، فإن ارتفعت نحو السماء انطلق الإنسان كلّه بعبادته وسلوكه كما بأحاسيسه ومشاعره نحو السماويات، أمّا إن اِنحنت نحو الأرض لتصير أسيرة حب المجد الباطل أو رياء الفرّيسيّين أو حب الغنى الزمني، لا يمكن للإنسان مهما قدّم من عبادات أن يرتفع إلى فوق</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">يشبّه القديس يوحنا الذهبي الفم العين بالقائد الذي إن سقط أسيرًا ماذا ينتفع الجند بالذهب؟ وربّان السفينة الذي إن بدأ يغرق ماذا تنتفع السفينة بالخيرات الكثيرة التي تملأها؟! حقًا كثيرون قد جمعوا ذهب الصداقة والصلاة والصوم وظنّوا أن سفينتهم مشحونة بالأعمال الصالحة، ولكن بسبب فساد قلبهم وظلمة بصيرتهم الداخليّة يبقون بعيدًا عن الميناء الآمن وتغرق بكل ما تحمله</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">لهذا يفسر القديس أغسطينوس العين البسيطة بنيّة القلب الداخلي التي تقود كل تصرفاتنا، إذ يقول: [نفهم من هذه العبارة أن جميع أفعالنا تكون نقيّة ومرضية في نظر الله إن صنعناها بقلب بسيط، أي إن جميع أفعالنا تكون نقيّة ومرضيّة في نظر الله إن صنعناها بقلب بسيط، أي إن كان هدفنا فيها سماويًا، متطلّعين إلى تلك الغاية التي هي المحبّة، لأن "المحبّة هي تكميل الناموس" (رو 13: 10). من ثم فلنفهم "العين" هنا على أنها "النيّة التي نصنع بها أفعالنا"، فإن كانت نيّتنا نقيّة وسليمة، أي ناظرين إلى السماويات، فستكون جميع أعمالنا صالحة، هذه التي لقّبها الرب "جسدك كلّه"، لأنه عندما حدّثنا الرسول عن بعض أعمالنا القبيحة، دعاها أيضًا (أعضاء لنا)، إذ علّمنا أن نصلبها قائلًا: "فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض، الزنا النجاسة... الطمع" (كو 3: 5)، وما على شاكلة ذلك</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">ويرى الأب موسى أن العين البسيطة تُشير إلى روح التمييز أو الحكمة، [لأنها هي التي تميّز كل الأفكار والأعمال، وترى كل شيء وتراقب ما سيحدّث. فإن كانت عين الإنسان شرّيرة، أي غير محصّنة بصوت الحكمة والمعرفة، مخدوعة ببعض الأخطاء والعجرفة (في العبادة) فإنها تجعل جسدنا كلّه مظلمًا، أي يظلم كل نظرنا العقلي، وتصير أعمالنا في ظلام الرذيلة ودجى الإضرابات، إذ يقول: "فإن كان النور الذي فيك ظلامًا فالظلام كم يكون؟" [23]. فلا يستطيع أحد أن يشك في أنه متى كان "الحكم في الأمور" في القلب خاطئًا، أي متى كان القلب مملوء جهالة، تكون أفكارنا وأعمالنا - التي هي ثمرة التمييز والتأمّل - في ظلام الخطيّة العُظمى </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">إن كان "البسيط" هو عكس "المُركّب أو المُعقّد"، فإن العين البسيطة إنّما هي التي لا تنظر في اتّجاهيّن، ولا يكون لها أهداف متضاربة بل لها اتّجاه واحد وهدف واحد... وكما يقول مار فيلوكسينوس: لقد أعطانا ربّنا مبدأ سهلًا في بشارته ألا وهو الإيمان الحق البسيط، فالبساطة ليست هي المعروفة في العالم بالبلادة والخرافة بل هي فكر واحد بسيط فريد</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2016%2F03%2Fblog-post.html&linkname=%D8%A7%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%88%D8%B2%20%20%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-67759695299542791822016-01-31T15:58:00.000+02:002016-01-31T15:59:51.882+02:00 كيف نخلص <br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-DlnRPYW7kU8/Vq4SrmKP09I/AAAAAAAADjo/GBQeyqjOpos/s1600/St_Anthony%2Bthe%2BGreat.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="http://2.bp.blogspot.com/-DlnRPYW7kU8/Vq4SrmKP09I/AAAAAAAADjo/GBQeyqjOpos/s640/St_Anthony%2Bthe%2BGreat.jpg" width="468" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />أتى إخوة إلى الأنبا أنطونيوس وقالوا له </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> يا أبانا، قُلْ لنا كيف نخلص ؟ </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فقال لهم: هل سمعتم ما يقوله الرب </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فقالوا: من فمك أيها الأب </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فأجابهم قائلاً: مَن لطمك على خدِّك الأيمن حوِّل له الأيسر- متى 5 : 39 </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فقالوا له: ما نطيق ذلك </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> قال لهم: إن لم تطيقوا ذلك، فاصبروا على اللطمة الواحدة </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فقالوا له: ولا هذه نستطيع </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فقال لهم: إن لم تستطيعوا، فلا تجازوا مَن يظلمكم </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> فقالوا له: ولا هذا نستطيع</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فما كان من القديس إلاَّ أن دعا تلميذه وقال له: أَعْدِد لهم مائدة واصرفهم، لأنهم مرضى. إن هذا لا يطيقون، وذلك لا يستطيعون، ووصايا الرب لا يريدون. فماذا أصنع لهم </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />وهكذا نعرف أنفسنا بهذه الطريقة، هل نحن في المسيح حياة النفس وفيه نستطيع كل شيء، ونحبه ونحفظ وصاياه ونراها ليست ثقيلة والروح القدس فينا يلبسنا قوتها، أم لا زلنا لا نحتمل هذا ولا نطيق ذاك </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />وهذا يكشف قلوبنا ويواجهنا بما قاله الرسول: جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين - كورنثوس الثانية 13: 5</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></b></span></div>
<br />
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2016%2F01%2Fblog-post.html&linkname=%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%D9%83%D9%8A%D9%81%20%D9%86%D8%AE%D9%84%D8%B5%20%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-53859491021371577372015-11-05T16:08:00.000+02:002015-11-05T16:10:33.455+02:00لا تدعِ علي أعدائك وتطلب من الله هلاكهم ! ـ القديس يوحنا ذهبي الفم <div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://3.bp.blogspot.com/-mJUJ1s8S6vs/VjtiPvF04aI/AAAAAAAADd8/jEBVbA1zr88/s1600/St%2BJohn%2BChrysostom%2B2.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="640" src="http://3.bp.blogspot.com/-mJUJ1s8S6vs/VjtiPvF04aI/AAAAAAAADd8/jEBVbA1zr88/s640/St%2BJohn%2BChrysostom%2B2.jpg" width="447" /></a></div>
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">المستمع القاسي القلب، اذ له مثل هذا الآب السماوي، عليه أن لا يسلك سلوكاً ارضياً، لأن دعوته هي من السماء. لأننا لا ينبغي أن نكون أولاده بالنعمة فقط لكن بأعمالنا أيضاً، ولا شئ يجعلنا متشبهين بالله بقدر أن نمنح غفراناً للأشرار ولكل الذين يسيئون الينا…<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">فكم يستحقون العقاب الذين بعد كل هذا ليس فقط لا يغفرون، بل يدعون الله لكي ينتقم من أعدائهم ! … المحبة هي أصل كل صلاح … ولكي نتخلص من خطايا كثيرة أعطانا الله طريقاً سريعاً وسهلاً، لا يجلب علينا أي متاعب (المغفرة)، فهل يصعب عليك أن تغفر للذي أخطأ اليك ؟! انك لا تحتاج أن تجوب البحار، ولا أن تسافر أسفاراً طويلة، ولا أن تتسلق قمم الجبال، ولا أن تقترض نقوداً، ولا أن تعذب جسدك، بل يكفي فقط أن تبغيها وسوف تُمحَي كل خطاياك</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فأي رجاء لك لتخلص ان كنت لا تغفر لعدوك ! بل بالاضافة الي ذلك تصلي الي الله ضده ! لربما تظهر كأنك تصلي بينما انت في الحقيقة تصرخ بصراخ “وحشي” وتحول سهام الشرير الي نفسك ! … فكيف تكون في حاجة الي رحمة الله وتتمسك بغضبك ! بالرغم من انك تعرف جيداً أنك بموقفك هذا تصوب سهام الشرير (الشيطان) الي ذاتك ! متي تصير اذن محباً ؟! ومتي تطرد عنك هذا السم الشرير ؟</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />اذا يأتي اليك شخص يطلب رحمتك جاثياً علي الارض ثم وقتما انتهي من توسله هذا رأي عدوه قادم فنهض للتو وأخذ يضربه ويهدده ! ألن تغضب منه أكثر مما كنت ؟ … تأمل … فان نفس الأمر يحدث بينك وبين الله ! فبينما أنت تتضرع الي الله، اذ بك تترك تضرعك وتضرب بكلامك عدوك ! بل تفعل أكثر من هذا اذ انك تحرض المُشَرّع (الله) حتي يصب جام غضبه علي الذين يسيئون اليك ! وكأنك لا تكتفي بأن تخالف ناموس الله بل تريد أن يفعل الله نفس الأمر !! هل نسيت كل ما أعلنه لنا !! أتظن أن الله مثل الانسان ؟</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />لا تقل لي انك لم تغرس اسنانك في جسد الذي أساء اليك، فانك قد فعلت شيئاً سيئاً جداً، وذلك عندما أعلنت رغبتك في أن يسقط فوقه غضب السماء، لأنك تود أن تسلمه لعقاب أبدي ! وتود أن تدمره هو وكل عائلته ! اليس هذا الأمر هو اسوأ من كل اللدغات ؟! أليس هو أكثر الماً من كل النبال ؟! ألم يعلمك المسيح بأن مثل هذه الأمور هي أسوأ من الأفواه الملطخة بالدماء ؟! كيف بعد ذلك تريد أن تقترب من الذبيحة ؟! وكيف لك أن تتذوق دم الرب ؟! فانك عندما تصلي وتقول: “اسحقه ! دمر بيته ! دمره من كل جهة !”، فأنت لم تختلف في شئ عن أي “قاتل” ! ولا اختلفت بشئ عن أي “وحش مفترس” ! ليتنا نوقف هذا المرض وهذا الهوس ! ودعونا نقدم محبة للذين اساءوا الينا، لكي نصير متشبهين بالهنا السماوي</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />فان كنا نلعن أعدائنا في صلواتنا ! فمن أين ننال رجاء الخلاص ؟ هل سنناله من الخطايا التي نفعلها ؟!! بل ونضيف اليها هذا الهذيان الذي نقوله في الصلاة !! ليتنا نطرد السموم من داخلنا، ونصلي كما يليق بنا. دعونا ننال “هدوء الملائكة” بدلاً من “ضوضاء الشياطين”، ليتنا نلجم غضبنا أمام كل المظالم التي أصابتنا طالما نحتفظ في ذهننا بالأجر الذي سوف ينتظرنا بعد تنفيذ الوصية، ليتنا نكبح جماح الأمواج لكي نقضي الحياة الحاضرة بلا اضطراب حتي نصل الي الرب</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />ولو كان هذا الأمر نعده ثقيل ومخيف، فدعونا نجعله خفيفاً ومحبوباً، ليتنا نفتح كل الأبواب البهية المؤدية نحوه. حتي ان ما لم نحققه بالكف عن خطايانا يمكننا ان نحققه بأن نصير مسالمين تجاه هؤلاء الذيين يذنبون الينا، وهذا ليس ثقيلاً ولا صعباً، اذ باحساننا الي الأعداء نكون جديرين برحمته الجزيلة علينا. وبفعلنا هذا في هذه الحياة سوف يحبنا الجميع وسيحبنا الله أكثر من الجميع، سوف يحبنا ويكللنا ويجعلنا مستحقين للخيرات العتيدة والتي جميعنا ننالها بنعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والقوة الي أبد الآبدين. <span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"></span>آمين</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">من عظات القديس يوحنا ذهبي الفم</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> </span></span></b></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F11%2Fblog-post.html&linkname=%D9%84%D8%A7%20%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%90%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%20%D8%A3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%83%20%D9%88%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A8%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%83%D9%87%D9%85%20!%20%D9%80%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%20%D9%8A%D9%88%D8%AD%D9%86%D8%A7%20%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%85%20%20" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-5501470667310013702015-09-12T17:59:00.000+02:002015-09-12T18:01:13.795+02:00يا رب أرفع فأسك<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-Q69A0fgfma8/VfRA9tmkkUI/AAAAAAAAD0U/d03AvBNfmeY/s1600/Coptic11092015A.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="476" src="http://2.bp.blogspot.com/-Q69A0fgfma8/VfRA9tmkkUI/AAAAAAAAD0U/d03AvBNfmeY/s640/Coptic11092015A.JPG" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">إنه تواضع منك يا رب أن تدعوني إبنًا. تواضع منك ومحبة، أن تسميني إبناً. لأن أعمالي لا تدل على هذا، وأنت قد قلت: مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. متى 7: 16 - 20<br /><br />فماذا تصنع الشجرة التي ليس لها ثمر قدامك؟! وماذا؟! يصنعون بها<br /><br />أخشى ما أخشاه هو قول عبدك يوحنا المعمدان: وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. متى 3: 10<br /><br />لا يا رب.. لا، ارفع فأسك قليلاً عن أصل الشجرة.. يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا. لوقا 13: 8 - 9. أعطها فرصة أخرى لتصنع توبة. صدقني يا أبي السماوي، إن أبوتك وإن كانت تشرفني كثيرًا، إلا أنها تخجلني بالأكثر أمام ضميري. كلما أقول لك يا أبانا، أتذكر من أنا، ومن أنت الذي في السموات، فتذوب نفسي في داخلي، وتنسحق في التراب والرماد<br /><br />أنا يارب مكسوف منك. أنت عاملتني بطريقة أخجلتني أمام نفسي. إنني أخجل من أن أخطئ إليك مرة أخرى.. نُبلك يخجلني<br /><br />أنا يا رب مكسوف منك. خجلان. لا أعرف كيف أرفع وجهي إليك. وكيف أتجرأ وأعود فأخاطبك، :كأن شيئًا لم يحدث. صدقني يا رب، إنني خجلان من محبتك، التي تسمح الآن بأن تسمع لي، وتقبلني مصليًا. محبتك التي ترضى بأن تصطلح معي، بهذه السهولة<br /><br />أنا يارب في خجل أن أطلب، على الرغم مما أقترفته من خطايا! استحي من الطلب، وقد خالفت الكثير من وصاياك، وقصّرت في واجباتي من نحوك. ولم تعد لي دالة أطلب بها شيئًا. الخجل يغطي وجهي، وتذكر خطاياي يعقد لساني عن الطلب. أنت تعرف يا رب كل شيئ. وأيضًا كيف أطلب شيئًا جديدًا، وأنا لم أشكر على عطاياك السابقة.. آمين</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">يمكن الرجوع إلى<br /><br /><a href="http://orthodoxcoptic.blogspot.com.eg/2014/09/blog-post_12.html" target="_blank">زمان النعمة</a><br /><br /><a href="http://orthodoxcoptic.blogspot.com.eg/2013/09/blog-post_11.html" target="_blank">اضطهادات الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية</a></span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"> </span></span></b></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F09%2Fblog-post.html&linkname=%D9%8A%D8%A7%20%D8%B1%D8%A8%20%D8%A3%D8%B1%D9%81%D8%B9%20%D9%81%D8%A3%D8%B3%D9%83" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Societieshttp://www.blogger.com/profile/09923977523152693965noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-7644788721477976192015-08-27T10:25:00.001+02:002015-08-27T10:27:49.794+02:00فضائل في حياة العذراء مريم <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://3.bp.blogspot.com/-N_pRwYvquKA/Vd7HL0LieLI/AAAAAAAAESI/3ydof1pu3A4/s1600/Coptic27082015A001.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="478" src="http://3.bp.blogspot.com/-N_pRwYvquKA/Vd7HL0LieLI/AAAAAAAAESI/3ydof1pu3A4/s640/Coptic27082015A001.JPG" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">لنيافة الأنبا موسى - الاسقف العام للشباب <br /><br />بنت السيدة العذراء حياتها على فضائل أساسية وبدونها صعب أن يخلص الإنسان، أو أن يكون له حياة أبدية، أو يقتني المسيح في أحشائه كما اقتنته السيدة العذراء في أحشائها، وهذه الفضائل الأربعة هي<br /><br />فضيلة النعمة<br />فضيلة الحوار<br />فضيلة الاتضاع<br />فضيلة التسليم<br /><br /><br />فضيلة النعمة<br /><br />قال لها الملاك: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة" كلمة (نعمة = خاريس).. أصل الكلمة يقصد "فعل الروح القدس".. فعندما يملأ روح الله الإنسان يملأه من النعمة<br /><br />ما معنى؟ يملأه نعمة<br /><br />أي يفعل فيه فعلاً إلهياً مقدساً ومكرساً ومدشناً هذا الإنسان، فيصبح هذا الإنسان مكان وهيكل لسكنى الروح القدس<br /><br />أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم.. إذن النعمة هي عمل الروح القدس.. فالعذراء وهي طفلة في الهيكل.. فتحت قلبها لعمل الروح القدس، لذا كان طبيعياً أن يحل فيها الروح القدس<br /><br />وهنا أريد أن أسألكم أحبائي الشباب، ما مدى؟ شبعي بوسائط النعمة<br /><br />فالسيدة العذراء: في الهيكل إما أن تصلي أو تقرأ.. أو تخدم الذبيحة بطريقة ما، هذه الثلاث وسائط التي تملأنا نعمة. نصلي كثير.. نقرأ الإنجيل كثير.. نتحد بذبيحة الأفخارستيا، هذه هي النعمة وسكنى الروح القدس والمصاحبة الربانية للإنسان<br /><br />ألا يقال أنه: "يوجد صديق ألزق من الأخ" المسيح يحب أن يكون صديق لنا وساكن بداخلنا، والمسيح لا يسكن بداخلنا إلا بعد أن يملأنا بالنعمة أولاً.. ألم يسكن داخل العذراء بعد أن ملأها نعمة<br /><br />وهكذا فأنت عندما تصلي تتغذى، لأن الصلاة تماماً كالحبل السري للجنين في بطن أمه، لولا هذا الحبل السري يموت الجنين.. وأيضاً يوجد بيننا وبين الله حبل سري<br /><br />فالله يسكب دمه الإلهي ويسكب نعمته في أحشائنا، الله يعمل فينا من خلال نسمة الحياة التي هي الصلاة، فالصلاة هي الأكسجين أو الغذاء<br /><br />يقول الكتاب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بكل كلمة تخرج من فم الله<br /><br />إذن الذي لا يقرأ الكتاب المقدس يجوع... ومن يجوع يموت... الخبز للجسد كالكتاب المقدس للنفس، ومثلما الخبز يشبع الجسد وأساسي لحياته، كذلك الكتاب المقدس أساسي لشبع النفس<br /><br />في الصلاة نشبع بالسمائيات، وفي الكتاب المقدس نشبع بكلمة الله.. وجد كلامك فأكلته فكان كلامك كالشهد في فمي<br /><br />ونتغذى أيضاً من خلال الأسرار المقدسة "لأن من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه" الصلاة خبز والكتاب خبز والتناول خبز<br /><br />والإنسان يشبع من خلال هذه الثلاثة أنواع من الخبز الروحاني</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://3.bp.blogspot.com/-iKcJAFmgDy4/Vd7IVE90PWI/AAAAAAAAESU/ogiKh9MUzlM/s1600/Coptic27082015A002.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="476" src="http://3.bp.blogspot.com/-iKcJAFmgDy4/Vd7IVE90PWI/AAAAAAAAESU/ogiKh9MUzlM/s640/Coptic27082015A002.JPG" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">فضيلة الحوار<br /><br />لم يكن هناك تعامل مع الله على أنه ساكن بالسموات، ونحن هنا على الأرض وبيننا وبين الله مسافة كبيرة، ولكن السيدة العذراء أحست أن الله أباها، وبدأت تقيم حواراً معه، فحتى عند بشارة الملاك لها بأنها ستحبل وتلد أبناً كانت تستطيع أن تصمت على الأقل خوفاً ورهبة، ولكنها بدأت تسأل: "كيف يكون لي هذا؟" وكان رد الملاك لها محاولاً أن يوضح لها ويفسر ذلك... "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك..." وكان سؤال العذراء استفساري في حوار بنوي، وليس حوار فيه روح الشك، فالعذراء كان بينها وبين الله دالة، ما أحلى أن تكون موجودة بينك وبين ربنا يسوع هذه الدالة البنوية<br /><br />نحن لا نريد أن نتكلم والله يسمع فقط، ولكن الله أيضاً يتكلم وأنت تسمع "تكلم يارب فإن عبدك سامع" بيننا وبين ربنا حوار.. مناجاة.. محادثة<br /><br />ولنتأمل يا أحبائي في قصة السامرية.. 8 مرات يسألها الرب يسوع وتجيبه هي، وتسأله السامرية ويجيبها رب المجد... فالله لا يسكن في الأعالي ويتركنا، ولكن هو يريدنا أن نتحدث معه دائماً وأن نسمعه "هلم نتحاجج يقول الرب" نريد أن نتعلم الحوار مع الله، وداود يقول إني أسمع ما يتكلم به الرب الإله</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-37KBPEdyXSg/Vd7IqSC83LI/AAAAAAAAESc/7-4tAlt3JVE/s1600/Coptic27082015A003.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="478" src="http://4.bp.blogspot.com/-37KBPEdyXSg/Vd7IqSC83LI/AAAAAAAAESc/7-4tAlt3JVE/s640/Coptic27082015A003.JPG" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">فضيلة التواضع<br /><br />عندما أعلن لها الملاك أنها ستكون أم لله كان ردها "هوذا أنا آمة الرب" آمة.. عبدة.. خادمة.. تواضع لا مثيل له من السيدة العذراء، تواضع حقيقي.. نعم فأنت تضع فيّ يا رب وتعطيني من محبتك، ولكن ما أنا إلا خادمة.. هل عندنا هذا التواضع الذي يحول الأم إلى آمة؟ كلما أنكسر الإنسان أمام الله كلما أنتصر على التجارب، فالانكسار أمام الله، هو طريق الانتصار، من يتواضع يرفعه الله.. أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتواضعين<br /><br />وكانت السيدة العذراء كلها وداعة، وكلها تواضع، فهي سمة ظاهرة جداً في حياة السيدة العذراء</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://1.bp.blogspot.com/--LmYvpLN7cM/Vd7JNKE-WpI/AAAAAAAAESs/lNYcCl6bZ1U/s1600/Coptic27082015A004.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="478" src="http://1.bp.blogspot.com/--LmYvpLN7cM/Vd7JNKE-WpI/AAAAAAAAESs/lNYcCl6bZ1U/s640/Coptic27082015A004.JPG" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">فضيلة التسليم<br /><br />كانت هذه الفضيلة عجيبة ومؤثرة "ليكن لي كقولك"، تسبب لكِ متاعبِ.. يشك فيك يوسف.. لتكن مشيئتك يا رب، ربنا تدخل وأفهم يوسف<br /><br />ولكن أين كانت الولادة؟ لا بيت ولا فندق ولا حتى غرفة حقيرة.. إنه مزود حيوانات.. لتكن مشيئتك يارب، وها هم المجوس في زيارة المولود، يقدم المجوس ذهباً ولباناً ومراً.. إذن لماذا الألم يارب؟ إنها رحلة صليب.. لتكن مشيئتك يارب، ويأتي سمعان ويقول: "أنه وضع لقيام وسقوط كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم" لتكن مشيئتك يارب إنه كنز العذراء، وحتى عند تعذيب اليهود له، وعند صعوده على الصليب<br /><br />كان التسليم عجيباً.. أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك، الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبني وإلهي<br /><br />هل سألته لمن تتركني؟ من ينساها... إنه تسليم في كل مراحل الحياة.. لتكن مشيئتك<br /><br />هل نحن نفعل ذلك أن نقول: "ليكن لي كقولك" تأملوا في هذه العبارة.. لست تفهم الآن ماذا اصنع ولكن ستفهم فيما بعد<br /><br />يا أحبائي.. أمام السيدة العذراء نذوب حباً وخجلاً من أنفسنا، ونشعر بالنورانية الحلوة التي تشع من وجهها، وننظر إلى سيرتها العطرة فنتمثل بإيمانها</span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F08%2Fblog-post.html&linkname=%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%84%20%D9%81%D9%8A%20%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D8%A7%D8%A1%20%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-4223490544102348432015-07-29T10:05:00.000+02:002015-07-29T10:09:01.695+02:00صلوا بلا انقطاع<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-NDhY-BRwXbQ/VbiI__kOaQI/AAAAAAAADxM/3f254PWCsvA/s1600/Coptic29072015A.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="474" src="http://4.bp.blogspot.com/-NDhY-BRwXbQ/VbiI__kOaQI/AAAAAAAADxM/3f254PWCsvA/s640/Coptic29072015A.JPG" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">على الإنسان أن يُردّد على الدوام صلاة<br />"ياربي يسوع المسيح إبن اللّه إرحمني أنا الخاطئ" <br />سواءٌ في اثناء عمله أو سَيرِه أو أكلِه أو راحتِه، حتّى يتغلغل اسم ربنا يسوع المسيح في أعماق القلب، ويحطّم كبرياء الحية القديمة الرابضة في الداخل لإنعاش الروح <br /><br />لذلك داوم بلا إنقطاع على ترديد إسم الربّ يسوع حتى يحتضن قلبك فيصير الاثنان واحداً <br /><br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a class="a2a_dd" href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F07%2Fblog-post_29.html&linkname=%D8%B5%D9%84%D9%88%D8%A7%20%D8%A8%D9%84%D8%A7%20%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<script type="text/javascript">
var a2a_config = a2a_config || {};
a2a_config.linkname = "صلوا بلا انقطاع";
a2a_config.linkurl = "http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2015/07/blog-post_29.html";
a2a_config.num_services = 22;
</script>
<script src="//static.addtoany.com/menu/page.js" type="text/javascript"></script>
<!-- AddToAny END -->Coptic Societieshttp://www.blogger.com/profile/09923977523152693965noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-90835777222327170242015-07-03T15:39:00.000+02:002015-07-03T15:44:32.471+02:00 صوم الرسل - كلمة منفعة للمتنيح قداسة البابا شنوده الثالث <br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://3.bp.blogspot.com/-U1CYiy-TpYU/VZaQJkbSznI/AAAAAAAADUI/cYXhaiQpzZ4/s1600/Apostles-A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="312" src="http://3.bp.blogspot.com/-U1CYiy-TpYU/VZaQJkbSznI/AAAAAAAADUI/cYXhaiQpzZ4/s640/Apostles-A.jpg" width="640" /></a></div>
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></span></b>
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></span></b><br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> لا يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل، فهو أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية في كل أجيالها وأشار إليه السيد بقوله "ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون". وصام الآباء الرسل، كبداية لخدمتهم. فالرب نفسه بدأ خدمته بالصوم، أربعين يومًا على الجبل </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">صوم الرسل إذن، هو صوم خاص بالخدمة والكنيسة.قيل عن معلمنا بطرس الرسول إنه صام إلى أن " جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع 10: 10) وفي جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم. وكما كان صومهم مصحوبًا بالرؤى والتوجيه الإلهي، كان مصحوبًا أيضًا بعمل الروح القدس وحلوله. ويقول الكتاب: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهم. فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية." - أع 13: 2-4 <br /> <br /> أمور هامة، تميز بها صوم آبائنا الرسل، منها: الصوم، والصلاة، والخدمة، وعمل الروح القدس. ويسرنا أن يعمل الروح القدس خلال الصوم وأن تأتى الدعوة الإلهية خلال الصوم وأن تتم سيامة الخدام أثناء الصوم </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> أيضًا.. وأن يبدأ الخدام بالصوم، قبل البدء بالخدمة..<br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">هناك أصوام خاصة بالتوبة، مثل صوم أهل نينوى، ومثل أصوام التذلل التي تكلم عنها سفر يوئيل. وأصوام لإخراج الشياطين، كما قال الرب إن هذا الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم. <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">وأصوام نصومها قبل كل نعمة نتلقاها من الرب، كالأصوام التي تسبق الأسرار المقدسة كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت.أما صوم الرسل فهو من أجل الخدمة والكنيسة، على الأقل لكي نتعلم لزوم الصوم للخدمة، ونفعه لها</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /> نصوم لكي يتدخل الله في الخدمة ويعينها. ونصوم لكي نخدم ونحن في حالة روحية. ونصوم شاعرين بضعفنا.. </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> كم اشتهينا مجيء هذا الصوم، خلال الخمسين المقدسة </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F07%2Fblog-post.html&linkname=%20%20%E2%80%A8%D8%B5%D9%88%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%84%20-%20%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9%20%D9%85%D9%86%D9%81%D8%B9%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%AD%20%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7%20%D8%B4%D9%86%D9%88%D8%AF%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-6120630813220267812015-06-17T15:58:00.000+02:002015-06-18T09:54:03.388+02:00 الصليب <br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-6aMpuJrXHdw/VYFvyCkctCI/AAAAAAAADSE/nzmCQ3izDzI/s1600/Bishop%2BYacoubs-The%2BCross-CopOrtho-A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="482" src="http://4.bp.blogspot.com/-6aMpuJrXHdw/VYFvyCkctCI/AAAAAAAADSE/nzmCQ3izDzI/s640/Bishop%2BYacoubs-The%2BCross-CopOrtho-A.jpg" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"></span></span></b></div>
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />الصليب في حياة المسيح ليس حادثة عرضية بل غاية، جاء وتجسد من أجلها،
ونهجًا شمل حياته كلها جاعلًا من الصليب كأسه المفضل وطاعته العظمى للآب،
وبرهان حبه الأبدي للإنسان كل الإنسان، نقض به ناموس الخطيئة وبَّرر به
الخطاة، وظفر به على قوات الظلمة، وقتل به العداوة، وجمع تحت لوائه شمل
الإنسان كل البعيدين والقريبين، كرعية مع القديسين وأهل بيت ربنا<br /><br />الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح<br />29 مايو 1977 م - 19 نوفمبر 2008 م</span></span></b></div>
<br />
<br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></span></b><b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">نستطيع أيضًا في جرأة الإيمان أن نقول أنه ليس من بين أعمال الله
كلها عمل بلغ في قوته، بل في شموله، بل في مجده، بل في سلطانه، بل في
غايته، مثلما بلغ الصليب!</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">لأنه رفع الخليقة كلها من دائرة العصيان
إلى الصفح الكلى والمصالحة، من الرفض إلى القبول والاختيار، من العبودية
إلى البنوة والميراث مع المسيح في الله!!</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">والصليب مذخر فيه كل مجد
الله بل وكل مجد الإنسان. فمن أدرك سر المسيح المصلوب وآمن بالإله المهان،
انكشف له السر وانقلب تجديفه إلى دموع وهتاف، وعثرته إلى إيمان وشهادة،
وتجلى له الصليب كمصدر وحيد للحق والمعرفة والخلاص </span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">آلاف من المعجزات عملها الله في القديم وعملها المسيح في الإنجيل وكلها معجزات للإنسان، أما الصليب فهو معجزة الله..!</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">"إذ
عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع
كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض في ذاك" - أف1: 9، 10</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">والصليب
في حياة المسيح ليس حادثة عرضية بل غاية، جاء وتجسد من أجلها، ونهجًا شمل
حياته كلها جاعلًا من الصليب كأسه المفضل وطاعته العظمى للآب، وبرهان حبه
الأبدي للإنسان كل الإنسان، نقض به ناموس الخطيئة وبَّرر به الخطاة، وظفر
به على قوات الظلمة، وقتل به العداوة، وجمع تحت لوائه شمل الإنسان كل
البعيدين والقريبين، كرعية مع القديسين وأهل بيت الله.</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">لقد حول
المسيح صورة الصليب الذي عرفناه يوم الجمعة، صليب الخشب الثقيل الذي لم
يقوى هو على حمله فسقط تحت ثقله، الصليب الذي بدا أمام أحبائه كريهًا
مشئومًا، والذي تراءى لأعدائه ذلًا وشماتة، وكان بالنسبة للناموس لعنة
وعارًا، هذا صار لنا من أجل يسوع وفى يسوع شركة سعادة أبدية ومصدر راحة
وسرور وافتخار، وكلما ازدادت الآلام من أجل شهادة يسوع ازدادت رؤية الصليب
نورًا وازدادت الحياة قوة وعزاءًا، وارتفع الصليب من التاريخ لينغرس في عمق
أعماق الضمير.</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">وتكريم الصليب نابع من كرامة القيامة، لأن الموت
الذي باشره الرب على الصليب، أثمر قيامة وبالتالي مجدًا. فيكون الصليب
باختصار هو سبب المجد!!</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">وفى هذا يصف القديس يوحنا في إنجيله – الصليب بالمجد قائلًا في موضوع انسكاب الروح: "لأن يسوع لم يكن قد مُجِدَّ بعد" - يو7: 39 </span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">مشيرًا
بذلك الى الصليب، والمسيح نفسه سمَّى الصليب ارتفاعًا: "وأنا إن ارتفعت
أجذب إلىَّ الجميع. قال هذا مشيرًا إلى أية ميتة كان مزمعًا أن يموت</span></span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">"</span></span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> يو12: 32، 33 </span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">إذًا فحق لنا أن نهتف بملء أفواهنا: السلام للصليب
مصدر كل ارتفاع ومجد!! فإن كان الصليب هو أقصى صورة للاتضاع والمذلة، فهو
قد صار أعظم واسطة للارتفاع والمجد.</span></span></b><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">كتاب رؤية كنسيّة آبائية: الصليب في المسيحية - الأنبا ياكوبوس</span></span></b><br />
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<a href="http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-017-Bishop-Yakobos/001-Al-Saleeb-Fel-Masiheya/The-Cross-in-Christianity__02-Power.html"> http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-017-Bishop-Yakobos/001-Al-Saleeb-Fel-Masiheya/The-Cross-in-Christianity__02-Power.html</a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F06%2Fblog-post.html&linkname=%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%20%20%20%20%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-75862233134902405362015-04-26T16:48:00.003+02:002015-04-26T17:01:28.185+02:00 المسيح القائم يعمل لأجلنا - لقداسة البابا شنوده الثالث<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
</div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://3.bp.blogspot.com/-s8KNkTnOq9s/VTz9qyMucdI/AAAAAAAADMc/MJXYXL15yYo/s1600/Resurection%2BA.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://3.bp.blogspot.com/-s8KNkTnOq9s/VTz9qyMucdI/AAAAAAAADMc/MJXYXL15yYo/s1600/Resurection%2BA.jpg" height="372" width="640" /></a></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<br /></div>
<br />
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />قام المسيح، لأنه ما كان ممكنًا للموت أن ينتصر عليه، كان يحمل في ذاته قوة قيامته. لذلك هو الوحيد بين الذين قاموا من الأموات، الذي قام بذاته، ولم يقمه أحد</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />قام، وفي قيامته، أعطى للبشرية نعمة القيامة، حينما يسمع الذين في القبور صوته - يو 5: 29 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />قام منتصرًا، وداس الموت، ليقودنا أيضًا في موكب نصرته. ولكي يعطينا عدم الخوف من الموت، حتى يقول رسوله فيما بعد "أين شوكتك يا موت؟!" - 1 كو 15: 55 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />إن الله الذي سمح أن يدخل الموت إلي طبيعتنا، سمح أيضًا برحمته أن تدخل القيامة إلي طبيعتنا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وكما خلق الإنسان من تراب، وبالخطيئة أعاده إلي التراب، هكذا سمح بالقيامة، أن يحول هذا التراب إلي جسد مرة أخري، ولكن في طبيعة أفضل </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />لقد قال قبل صلبه "أبي يعمل حتى الآن، وأنا أيضًا أعمل". وهوذا بعد القيامة يستمر في عمله، ليس فقط في إراحة النفوس المتعبة، وتقوية الركب المخلعة، وإنما أيضًا في إعداد تلاميذه للخدمة، لتسليم العبء الكبير الذي سيلقي عليهم، ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها <br />هكذا كان المسيح يعمل بعد القيامة، لأجل الرعاية </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وأعطي الرب للتلاميذ بقيامته روح الفرح. وكان قد قال لهم قبل صلبه "أراكم فتفرح قلوبكم، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم". وقد كان، وتخلصوا من الخوف والاضطراب، و"وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب" - يو 20: 20 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وعملت روح القيامة فيهم، ومنحتهم قوة، فشهدوا لها </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وكانوا يكرزون بقيامة الرب من الأموات في كل مناسبة </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وهؤلاء الذين كانوا خائفين ومختبئين في العلية ظهروا في جرأة، وملأوا الدنيا تبشيرًا، ولم يعبأوا بتهديد رؤساء اليهود، بل قالوا لهم "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />"وكان الرب كل يوم يضم إلي الكنيسة الذين يخلصون" - أع 2: 47 "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع. ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم" - أع 4: 23 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وكما مكث الرب مع موسى علي الجبل أربعين يومًا، ليسلمه الشريعة، ويسلمه مثال خيمة الاجتماع وكل محتوياتها، هكذا مكث الرب مع تلاميذه أربعين يومًا، يتكلم معهم فيها "عن الأمور المختصة بملكوت الله" </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />حقًا للهدوء والتأمل والخلوة وقت، ولخدمة الآخرين وقت </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />لقد مكث السيد المسيح مع الآب أربعين يومًا في خلوة روحية، وأيضًا أربعين يومًا أخري قضاها مع تلاميذه يعلمهم ويثبت إيمانهم. وفي تلك الفترة سلمهم العقيدة وكل تفاصيل الإيمان، وأسرار الكنيسة وكيف يمارسونها، وكل الترتيبات الخاصة بالعبادة .. وأصبحت قيامة الرب مركز فرح التلاميذ وموضوع كرازتهم </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />إنها فترة في التسليم والتعليم والتفهيم </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وفيما بعد ظهر للقديس بولس أيضًا، الذي قال عن سر الافخارستيا "تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا.." - 1 كو 11: 23 <br />وهكذا تتابعت عملية التسليم، من الرب لتلاميذه، لتلاميذهم </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />الرب سلم بولس. وماذا فعل بولس؟ إنه يقول لتلميذه تيموثاوس "وما سمعته مني بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" -2 تي 2: 2 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وهكذا بعد أن علم تلاميذه، قال لهم قبل صعوده "اذهبوا اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها."- مر 16: 15 "تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم جميع ما أوصيتكم به." - متى 28: 19، 20 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وهكذا كما سلمهم التعليم، سلمهم التعميد أيضًا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />والتعليم والتعميد، لم يأمر بهما الشعب كله، إنما هو تكليف خاص بتلاميذه فقط، انتقل منهم إلي خلفائهم الأساقفة، الذين سلموه بدورهم إلي أناس أمناء أكفاء، وليس إلي عامة الشعب. إنه عمل من أعمال الكهنوت، يقوم به رجال الإكليروس </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وهكذا قبل أن يسلمهم التعليم والتعميد، سلمهم الكهنوت، ومع الكهنوت سلمهم سلطان مغفرة الخطايا </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وهكذا يشرح لنا إنجيل يوحنا، كيف أن الرب ظهر لتلاميذه. دخل والأبواب مغلقة، وقال لهم "سلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ (في وجوههم) وقال لهم: اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه، تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه، أمسكت." - يو 20: 19-23 </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />إن منح الروح القدس لسلطان الكهنوت ومغفرة الخطايا، غير منح الروح القدس في يوم الخمسين، الذي منح التلاميذ موهبة التكلم بألسنة وقوة علي الكرازة والتبشير</span></span></b><b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> </span></span></b><br />
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></b></span>
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">من كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث </span></b></span><br />
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"><span style="font-size: large;"> </span></span></span></span></b><br />
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F04%2Fblog-post.html&linkname=%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%20%D9%8A%D8%B9%D9%85%D9%84%20%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%84%D9%86%D8%A7%20-%20%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7%20%D8%B4%D9%86%D9%88%D8%AF%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-47337443649896631532015-03-04T23:44:00.000+02:002015-03-05T04:38:28.655+02:00تحصنوا في الصوم المقدس والصلاة<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://3.bp.blogspot.com/-fQQ984_wBKc/VPd8YAjm3TI/AAAAAAAAEQY/5tQy7ElZt-s/s1600/Coptic03032015A.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://3.bp.blogspot.com/-fQQ984_wBKc/VPd8YAjm3TI/AAAAAAAAEQY/5tQy7ElZt-s/s1600/Coptic03032015A.JPG" height="474" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">الصوم يهيج عدو الخير، ويكثف حربه علينا<br /><br />التجربة أمر طبيعي كان لزامًا للسيّد الذي قبل أن يدخل إلى مياه المعموديّة نيابة عنّا، فاتحًا لنا طريق الملكوت، واهبًا إيّانا حق البنوّة للآب فيه، أن يدخل في صراع مفتوح مع إبليس رئيس مملكة الظلمة. وكأن ملكوت السماوات الذي قدّمه لنا المسيّا لنا الملك قد كلّفه الكثير، فلم يقف الأمر عند تجسّده ودخوله مياه المعموديّة، وإنما دخل معركة طويلة ظهرت إحدى صورها في التجربة على الجبل، وتلألأت في كمالها على الصليب. ونحن أيضًا إذ ندخل المعموديّة، ونلبس المسيح نلتزم بالدخول في المعركة التي تثيرها الظلمة، فوراء كل نعمة إلهيّة حرب روحيّة. أو كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم حيثما وُجد المسيح لابد من معركة روحيّة. لقد فتح لنا السيّد بنفسه طريق التجربة، قائلًا: قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ. إشعياء 63: 3، حتى يشتهي كل منّا أن يصعد بقيادة الروح القدس أرض المعركة وحده، ليس من أبٍ يسند أو أمٍ، إنّما يحمل فيه السيّد المسيح الغالب، الذي وحده يقدر أن يحارب بنا وعنّا لحساب مملكته فينا<br /><br />الصوم هو السلاح الذي يقدمه السيد المسيح لمؤمنيه لكي يتحصنوا به أثناء الحرب الروحية ممتزجًا بالصلاة<br /><br />لم يكن السيد المسيح محتاجًا للصوم إذ لم يكن للخطية موضع فيه، إنما صام ليقدس أصوامنا ويقويها بصومه، مشجعًا إيانا عليه.. كالأم التي تتذوق الدواء أمام طفلها المريض حتى يشرب منه<br /><br />في الصوم المقدس (الصوم الكبير)، ليتنا نتذكر ما قاله الآباء أن صوم اللسان عن الكلام الباطل خير من صوم الفم عن الطعام، وصوم القلب عن محبة العالم أفضل من الأثنين<br /><br />سقطات اللسان خطيرة، ويقول القديس يوحنا الدرجي.. جيد للإنسان أن يسقط من مكان عال ولا يسقط من لسانه<br /><br />ضع يارب حافظًا لفمي، وبابًا حصينًا لشفتي.. فيصير كلامي نافعًا لكل أحد، ويؤهلني لنوال سلامك وغفرانك<br /><br />رأى الرسول بولس في السيّد مثالًا حيًا لكل نفس تدخل برية التجارب، لكنه ليس مثالًا خارجيًا بعيدًا عنا نتمثل به، إنما هو المثل الحيّ الذي يفيض علينا بإمكانيات النصرة، فتحسب إمكانياته إمكانياتنا، إذ يقول: مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ </span></span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">العبرانيين 2: 17-18<br /><br />أما سرّ نصرة السيد يسوع المسيح فهي أنه دخل المعركة دون أن يوجد لإبليس موضعًا فيه، فلا يقدر أن يدخل فيه أو يغتصب ما له، إذ يقول السيد يسوع المسيح: لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. يوحنا 14: 30<br />ويقول الرسول بولس: بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. العبرانيين 4: 15<br /><br /><br />من أقوال الآباء عن التجربة والتجارب<br /><br />أعطانا الرب بمثاله كيف نستطيع أن ننتصر كما انتصر هو حين جُرِّب. الأب سرابيون<br /><br />إذ هو شفيعنا يساعدنا أن نغلب في التجربة وقد صار مثالًا لنا. القديس أغسطينوس<br /><br />يسوع قائدنا سمح لنفسه بالتجربة حتى يعلم أولاده كيف يحاربون. القديس أغسطينوس<br /><br />حقا كان لائقًا بذاك الذي جاء ليحل موتنا بموته، أن يغلب أيضًا تجاربنا بتجاربه. الأب غريغوريوس الكبير</span></span></b><br />
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F03%2Fblog-post.html&linkname=%D8%AA%D8%AD%D8%B5%D9%86%D9%88%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-20833433081196933752015-01-20T06:08:00.000+02:002015-01-20T06:09:32.548+02:00عيد الغطاس - البابا تواضروس الثاني<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-AjM-t9T_JSk/VL3T1_nGhtI/AAAAAAAAEOc/XtojzaHEb3w/s1600/Coptic19012015A01.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://2.bp.blogspot.com/-AjM-t9T_JSk/VL3T1_nGhtI/AAAAAAAAEOc/XtojzaHEb3w/s1600/Coptic19012015A01.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">الأحد 18 يناير 2015<br />قداسة البابا تواضروس الثاني<br />الكاتدرائية المرقسية -الإسكندرية<br />مشاهد عيد الظهور الإلهي<br />قداس عيد الغطاس 2015<br /><br />بإسم الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته وبركاته من الآن وإلى الأبد آمين<br />أهنئكم أيها الاحباء بعيد الغطاس أحد الأعياد السيدية الكبرى وأنقل لكم تهنئة أعضاء المجمع المقدس في مصر وخارج مصر، المجلس الملي العام وجميع الآباء الأحباء والآباء الحاضرين معنا. عيد الغطاس له طعم خاص وسط أعيادنا و يسبقه قداس اللقان لتقديس الماء في الصباح<br /><br />عيد الغطاس عيد يخصنا جميعا، لأنه عيد شخصي لكل واحد منا، لانه يذكرنا باليوم المبارك التي نلت به سر المعمودية والميرون و سر الافخارستيا. وكثير من العائلات تسجل كل شئ وكنيستنا تحرص أن تحدث (المعمودية - التعميد - العماد) وهو صغير<br /><br />و في مثل هذا اليوم نتقابل مع شخصين<br /><br />المٌعمِد - يوحنا المعمدان<br />المُعَمد - رب المجد يسوع<br />مكان - المعمودية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-zkJ4NSWD1Lo/VL3USDBYghI/AAAAAAAAEOk/mqxMazJDTGw/s1600/Coptic19012015A02.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-zkJ4NSWD1Lo/VL3USDBYghI/AAAAAAAAEOk/mqxMazJDTGw/s1600/Coptic19012015A02.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">وفي هذا المشهد نتقابل مع ثلاث<br /><br />نداء التوبة<br />شهادة الخلاص<br />إعلان الحب<br /><br />نداء التوبة<br />فيوحنا المعمدان هو الملاك المهيئ وهو آخر أنبياء العهد القديم الذي قدم نداء توبة قائلاً<br />توبوا لأنه اقترب منكم ملكوت السماوات<br />اصنعوا ثمار تليق بالتوبة<br />فكأن التوبة هي معمودية ثانية كذلك يقول الآباء أن دموع التوبة معمودية. و كان هذا هو نداء يوحنا المعمدان. الإنسان ممكن أن يسرع في كل شئ ولكن يتباطئ عن توبته، والله دائمًا يتمهل ويصبر . فملكوت السموات لا يضم إلا التائبين. وهي حياة مستمره وهي ثمار كما يقول يوحنا - أي اُسلوب حياة. و التوبة هي التي تفتح باب السماء. والتوبة هي انشغال الإنسان بالعلاقة مع ربنا. وباب التوبة مفتوح دائمًا إلى أن يترك الإنسان الأرض<br /><br />شهادة خلاص<br />كان يوحنا شاهد خلاص، وإن قلت انه مات قبل صلب المسيح، ولكن يوحنا بعين النبوة، قال: هوذا حمل الله رافع خطايا العالم<br />ورأى بعين النبوة أنه مخلص. وقال: وقد رأيت الروح نازلاً عليه مثل حمامة<br />الحمل ممثل في شخص المسيح، والحمامة تمثل النقاوة والوداعة، فالمسيح قدم الخلاص والروح نازل علي الكنيسة ليقدس الأسرار<br />ونقول: أيها الملك السمائي المعزي، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطي الحياة، هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح<br />نخاطب الروح القدس بهذه الصيغة. إذا نحن أمام شاهد خلاص. والروح القدس يعمل فيَّ<br /><br />إعلان حب<br />فكل أفعال السيد المسيح صنعها ويصنعها بعذوبة الحب. كان يوحنا يعمد في نهر الأردن، و لما جاء المسيح ليعتمد استغرب يوحنا - ولا تنسى أنه سجد في بطن أمه كما قالت اليصابات - قال له يوحنا كيف أعمدك، فيقول له المسيح في كل حب "اسمح الآن، لأنه ينبغي أن نكمل كل بر". المسيح جاء لا لينقد بل ليكمل. فالنبوات كثيرة وكلها تتحقق في شخص المسيح، و لم يجادل وعندما قام بتعميد المسيح في (المغطس في الأردن) سمع الصوت "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". فصوت الأب يقول إبن وحبيب. وهذا هو إعلان حب. وقيلت للسيد المسيح. فالأب السماوي سرَّ أن يكون الإبن هو الذبيحة وكنيستنا تحرص على تعميد الأطفال ولو عمرها ساعة. وليس البداية فقط. ويجب أن تستمر حبيبًا للمسيح. وعندما تعيش حبيب لله يسرّ بيك المسيح، وعندما تنفذ نقاوة قلبك او سيرتك، كيف تسر المسيح؟ ولذلك هذه الآية في يوم معموديتك صرت حبيبا للمسيح. ويقول اشعياء: هوذا حبيبي الذي سرت به نفسي.. وهي نفس العبارة، وهو اعلان حب، عندما تولد من المعمودية و يستمر هذا الحب من خلال التوبة باعلان حب مستمر. فعلى المستوى الجسدي نفرح بأولادنا عندما يصيروا في طريق الطهر.. وهناك فضيلة لمعان النفس البشرية وكذلك الماس تذكرك بأنك يجب أن تكون لامعًا مثلهما. هذا هو نداء التوبة ونتقابل مع شاهد الحب يوحنا، ونتقابل مع اعلان الحب في شخص السيد المسيح. وعيد الغطاس ليس يوم تاريخي، بل يوم لكل واحد فينا. و يسبقه استعداد و لذلك صمنا من يوم الجمعه لأنه ينبغي أن يكون إنقطاعي، واعتاد الأقباط أن يأكلون قلقاس وقصب. والقلقاس نبات مصري أبيض وله طريقة معينة، وأيضًا القصب الذي عندما يتعرض لضغط، يقدم عصير حلو، مثل الإنسان المسيحي. وكذلك اليوسفي الذي يصنع منه الفانوس زي كلمة ابيفانيوس. و هو عيد الأنوار أو عيد الظهور الإلهي أو العماد، ونتقابل فيه مع المسيح. عيد الغطاس عيد مملوء بالمعاني. ربنا يعطي نعمة ومعونه وربنا يبارك في مياه النهر، ويبارك في حياتنا ويعطينا التوبة ونصلي من أجل بلادنا والدول التي حولنا.. فطلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها.. فقوة الصلاة تستطيع أن تفتح الأبواب المغلقة. ومن أجل أن يمنحنا الله السلام الدائم. لإلهنا المجد من الآن وإلى الأبد آمين</span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F01%2Fblog-post_20.html&linkname=%D8%B9%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B7%D8%A7%D8%B3%20-%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7%20%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-42494793030469142752015-01-14T18:47:00.000+02:002015-01-14T18:49:07.709+02:00الختان<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-ihRVVGwkRzU/VLadSPV11wI/AAAAAAAAENo/qaT1n_MVsF0/s1600/Coptic13012015.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-ihRVVGwkRzU/VLadSPV11wI/AAAAAAAAENo/qaT1n_MVsF0/s1600/Coptic13012015.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">الختان هو ختان القلب والضمير والفكر.. إلخ فيقول موسى النبي: وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلْبَكَ وَقَلْبَ نَسْلِكَ، لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا. سفر التثنية 30: 6<br /><br />ويؤكد هذا المعني القديس بولس في العهد الجديد فيقول: وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 29<br /><br />وفي حديث القديس إسطفانوس لليهود وصفهم بالكلمات الآتية: يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ! أعمال الرسل 7: 51<br /><br />والطاعة معني آخر للختان.. فطاعة الله ووصاياه لها المعني الروحي للختان.. كما يقول معلمنا بولس الرسول: فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ عَمِلْتَ بِالنَّامُوسِ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ، فَقَدْ صَارَ خِتَانُكَ غُرْلَةً! رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 25<br /><br />أما في غلاطية.. لكِنْ أَشْهَدُ أَيْضًا لِكُلِّ إِنْسَانٍ مُخْتَتِنٍ أَنَّهُ مُلْتَزِمٌ أَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ (الوصايا) النَّامُوسِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 3<br /><br />لذلك فاسحق هو أول من اختتن في اليوم الثامن في عهده.. لهذا فهو رمز للطاعة الكاملة إذ رضي أن يقدم ذبيحة عن طريق والده وأطاع بدون أي مقاومة موافق أن يربط كذبيحة ووضع في قلبه أن يقبل الموت طاعة لأبيه وتنفيذ لأمر الرب.. من هنا كان رمزًا للسيد المسيح الذي أطاع الآب وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب</span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F01%2Fblog-post_11.html&linkname=%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%86" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-70333978539725956222015-01-10T03:21:00.000+02:002015-01-10T03:25:56.211+02:00القديس اسطفانوس<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://1.bp.blogspot.com/-pZUmVQqiZjE/VLB6BDwg96I/AAAAAAAAEM8/hJ3iKd-Brn4/s1600/Coptic09012015A01.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://1.bp.blogspot.com/-pZUmVQqiZjE/VLB6BDwg96I/AAAAAAAAEM8/hJ3iKd-Brn4/s1600/Coptic09012015A01.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"> السلام لك أيها المجاهد الذى لربنا يسوع المسيح القديس استفانوس الذى تأويله الإكليل<br /><br />أكمل سعيه ومات على الحق ولبس اكليل الشهادة غير المضمحل<br /><br />أطلب من الرب عنا يا رئيس الشمامسة المبارك استفانوس الشهيد الأول، ليغفر لنا خطايانا<br /><br />ذكصولوجية القديس إسطفانوس - الذكصولوجيات</span></span></b></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">+++</span></span></b></div>
<div style="text-align: center;">
</div>
<div style="text-align: right;">
<br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة<br /><br />حقد اليهود على أسطفانوس رئيس الشمامسة لم يمنعه من توجيه خطابه الرائع الطويل الذي كان موسوعة جميلة عن علاقة ربنا بشعبه، وأيضًا توبيخ اليهود لأنهم قساة الرقاب وغير مختونين بالقلوب.. يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ! أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ؟ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ، الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ، الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ. سفر أعمال الرسل 7: 51 - 53<br /><br />القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة في استشهاده ينطق بفرح باسم الرب ويروي إختباره المجيد في رؤية السماء المفتوحة ومجد الله ويسوع القائم ( العامل بحضن أبيه) عن يمين الآب.. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. سفر أعمال الرسل 7: 55 - 56<br /><br />كان اليهود يرجمون القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع المسيح إقبل روحي.. فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي. ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ. سفر أعمال الرسل 7: 59 - 60</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-veepkSX16jc/VLB6eCE7utI/AAAAAAAAENE/p8WdcAeURqY/s1600/Coptic09012015A02.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-veepkSX16jc/VLB6eCE7utI/AAAAAAAAENE/p8WdcAeURqY/s1600/Coptic09012015A02.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">في مثل هذا اليوم استشهد القديس استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء - من كتاب السنكسار القبطي<br /><br />هذا الذي شهد عنه لوقا في سفر أعمال الرسل بقوله: وأما استفانوس فإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب<br /><br />فحسده اليهود واختطفوه وأتوا به إلى مجمعهم، وأقاموا شهودًا كذبة يقولون بان هذا الرجال لا يفتر عن أن يتكلم كلامًا تجديفًا ضد الموضع المقدس والناموس. لأننا سمعناه يقول إن يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع ويغير العوائد التي سلمنا إياها موسى. فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك فقال رئيس الكهنة أترى هذه الأمور هكذا هي<br /><br />فأجابهم بكلام مقنع وسرد لهم القول من إبراهيم إلى موسى. وخروج إبراهيم من حاران وميلاد، ختان اسحق، ويعقوب، وبنيه، وبيعهم ليوسف، وكيف ظهر لاخوته، واستدعاهم، وساق القول حتى بناء الهيكل. ثم ختم كلامه بقوله: يا قساة الرقاب وغير المختزنين بالقلوب، والأذان انتم دائما تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم، وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبوا بمجيء البار الذي انتم ألآن صرتم مسلميه وقاتليه<br /><br />وكان القديس إسطفانوس (استفانوس) رئيس الشمامسة ممتلئ من الروح القدس فرأي مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السموات مفتوحة وإبن الإنسان قائمًا عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي، ثم حثي علي ركبتيه وصرخ بصوت عظيم: يا رب لا تقم لهم هذه.. وإذ قال هذا رقد<br /><br />وحمل جسده بعض المؤمنين، وأقاموا عليه مناحة عظيمة ثم دفنوه<br /><br />صلاته تكون معنا آمين</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-eDoNbhYBAwM/VLB7TO_P4PI/AAAAAAAAENQ/3bqmcIucSyI/s1600/Coptic09012015A03.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://2.bp.blogspot.com/-eDoNbhYBAwM/VLB7TO_P4PI/AAAAAAAAENQ/3bqmcIucSyI/s1600/Coptic09012015A03.JPG" height="474" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">في مثل هذا اليوم من سنة 37 ميلادية (التقويم الغريغوري أو الجريجوري) استشهد القديس استفانوس (إسطفانوس) رئيس الشمامسة وأول الشهداء، وكان قد اختير مع ستة شمامسة آخرين مملوئين من الروح القدس والحكمة والإيمان، لعمل الشماسية وخدمة الفقراء<br /><br />وكان إسطفانوس يعظ ويصنع عجائب عظيمة في الشعب. وقد أثارت شخصيتة ومعجزاته حسد ومقاومة مواطنيه من اليهود اليونانيين الذين لم يقدروا أن يقاوموا الروح والحكمة التي كان يتكلم بها، فخطفوه وأتوا به إلى مجمعهم وإتهموه بأنه يجدف ضد الهيكل والناموس<br /><br />فوقف إسطفانوس بينهم وعرض إحتجاجه في صورة تاريخيه عميقة ومستفيضة، وكانت كلماته نارية مقنعة، ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك ثم هجموا عليه بنفس واحدة واخرجوه خارج المدينة ورجموه وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع اقبل روحي. ورأى مجد يسوع قائمًا عن يمين الله<br /><br />ثم جث (جثا) على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم قائلاً يا رب لا تقم لهم هذه الخطية. وإذ قال هذا رقد. وحمل المؤمنون جسده الطاهر ودفنوه بإكرام جزيل<br /><br />بركة صلواته فلتكن معنا.. آمين</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-WZJzcVJMeQ8/VLB7zUVO7DI/AAAAAAAAENY/787yYXDqMNU/s1600/Coptic09012015A04.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-WZJzcVJMeQ8/VLB7zUVO7DI/AAAAAAAAENY/787yYXDqMNU/s1600/Coptic09012015A04.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"> طوبه - طوبة</span></span></b><b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"> </span></span></b></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">Ⲧⲱⲃⲓ</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"> </span></span></b><b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">نسبة إلى الإله (أمسو أو طوبيا) أي الأسمى أو الأعلى أو إله المطر الذي سميت بإسمه مدينة طيبة بالأقصر ومعناها غسيل أو تطهير</span></span></b><br />
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><br />طوبة هو الشهر الخامس من التقويم المصري. وفي التقويم الجريجوري يبدأ من 9 يناير إلى 7 فبراير. وهو أول شهر في موسم پرويِت (أي النماء) في مصر القديمة. واسمه بالديموطيقية أمسو - خِم، وهي صيغة من أسماء الإله أمون رع<br /><br />ويسمى أيضاً: خم<br /><br />وهو شكل من أشكال أمون رع إله طيبة بمصر العليا أو إله نمو الطبيعة لأن فيه يكثر المطر وتخصب الأرض<br /><br />أمثال (أقوال) عن شهر طوبه: طوبة تخلي الصبية كركوبة من كثرة البرد والرطوبة<br /><br />طوبة أبو البرد والعنوبة - يعني الآلام<br /><br />أشهر ما يمتاز به : ماء طوبه </span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F01%2Fblog-post_10.html&linkname=%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%20%D8%A7%D8%B3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%B3" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-12350612403656222452015-01-08T09:22:00.000+02:002020-05-01T10:30:53.778+02:00الميلاد المجيد <div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-o_wxtUzivbc/VK4wD_WMskI/AAAAAAAAC8E/rbqN8GcLvE4/s1600/Christmas-John%2BChrysostom-A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="473" src="https://2.bp.blogspot.com/-o_wxtUzivbc/VK4wD_WMskI/AAAAAAAAC8E/rbqN8GcLvE4/s1600/Christmas-John%2BChrysostom-A.jpg" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><span style="font-size: x-large;">في الميلاد:</span> ماذا أقول؟ كيف أتكلم؟ إن معجزة كهذه تجعل الدهش يأخذ مني كل مأخذ. في قديم الأيام قد صار طفلا صغيرا، الجالس على العرش الأسمى في أعلى السماء مستلق في مذود، المستحيل لمسه، البسيط، غير المركب، عادم الجسد، تلمسه أيد بشرية. الفاك قيود الخطيئة مقيّد بقمط لأنه قد شاء ذلك، قد أعتزم أن يحوّل الحقارة إلى شرف، أن يلبس العار مجدا وأن يظهر أن حدود التواضع هي حدود القوة. من ثم قد أحتمل ذل جسدي لأتمكن من الإتحاد بالكلمة الأزلي. يأخذ لحمي ويعطيني روحه، وبالعطاء والأخذ يهيئ لي كنز حياة. أخذ لحمي ليقدسني، يعطيني روحه ليخلّصني </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;">"والكلمة صار جسدا وحلّ فينا"</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"> ان الكلمة قد صار جسدا، وان الرب قد اتخذ حالة عبد. في الواقع قد جعل ذاته ابن الإنسان، بينما كان بكل الحقيقة ابن الله، ليصيّر الناس أبناء الله. حين يلتفت العالي المقام إلى السافل الحال، فذلك لا يمس مجده بأدنى ضرر، وغايته أن يرفع السافل من سفالته، هذا ما حدث في المسيح. بنزوله من السماء لم ينقص شيئا من طبيعته الإلهية، غير أنه رقّانا إلى مجد لا يوصف، نحن الذين كنا على الدوام في العار والظلمات. تجري الأمور على هذا المنوال حين يخاطب ملك متسولا فقيراً بعطف واهتمام، فهو لا ينتهك شرفه البتة، بل يجعل المتسول وجيهاً ممتازاً في عين كل الناس</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: "arial" , "helvetica" , sans-serif;"><br />القديس يوحنا الذهبي الفم</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F01%2Fblog-post_8.html&linkname=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%8A%D8%AF%20%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-11906633829247318852015-01-02T01:00:00.000+02:002015-01-02T01:01:30.088+02:00عاما مباركا نقيا نرضيك فيه<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-qNsnTAoySs0/VKXM59b3nhI/AAAAAAAADj4/XVgH49lmxSM/s1600/Coptic31122014.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://2.bp.blogspot.com/-qNsnTAoySs0/VKXM59b3nhI/AAAAAAAADj4/XVgH49lmxSM/s1600/Coptic31122014.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">إجعله يا رب عامًا مباركًا. عامًا نقيًا نرضيك فيه. عامًا تحل فيه بروحك. وتشترك في العمل معنا. تمسك بأيدينا، وتقود أفكارنا من أول العام إلى آخره. حتى يكون هذا العام لك وتستريح فيه. إنه عام جديد نقي لا تسمح أن نلوثه بشيئ من الخطايا ومن النجاسات. كل عمل نعمله في هذا العام، اشترك يا رب فيه. بل لنصمت نحن، وتعمل أنت كل شيئ. حتى نسر بكل ما تعمله ونقول مع يوحنا البشير: كل شيئ به كان وبغيره لم يكن شيئ مما كان<br /><br />وليكن هذا العام يا رب عامًا سعيدًا. أطبع فيه بسمة على كل وجه، وفرّح كل قلب. وادخل بنعمتك في التجارب، وأعط المجربين معونة. وانعم على الكل بالسلام والراحة. أعط رزقًا للمعوزين، وشفاء للمرضى، وعزاء للحزانى. لسنا نسأل من أجل أنفسنا فقط. إنما نسأل من أجل الكل. لأنهم لك. خلقتهم ليتمتعوا بك، فاسعدهم إذن بك. نسألك من أجل الكنيسة ومن أجل كرازتك، ومن أجل كلمتك، لتصل إلى كل قلب. نسألك من أجل بلادنا، ومن أجل سلام العالم، لكيما يأتي ملكوتك في كل موضع. اجعله يا رب عامًا مثمرًا، كله خير. كل يوم فيه له عمله، ولكل ساعة عملها. إملأ حياتنا فيه نشاطًا وعملاً وإنتاجًا. إعطنا بركة التعب المنتج المقدس. أعطنا شركة الروح القدس في كل أعمالنا. أشكرك يا رب لأنك أحييتنا حتى هذه اللحظة، وأهديتنا هذا العام الجديد لكي ما نباركك فيه ونحفظ وصاياك ونعمل بها مبتهجين.. إجعلني مستحقًا أن أناديك بدالة البنين<br /><br />أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك<br />لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض<br />خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم<br />وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا<br />ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير<br />بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين</span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2015%2F01%2Fblog-post.html&linkname=%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%20%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A7%20%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%A7%20%D9%86%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D9%83%20%D9%81%D9%8A%D9%87" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Societieshttp://www.blogger.com/profile/09923977523152693965noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-13962661142208993882014-12-25T17:46:00.001+02:002014-12-25T17:55:13.398+02:00التسبحة الكيهكية - لقداسة البابا تواضروس الثاني <div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-g6CfU3vW3lk/VJwthaUKA9I/AAAAAAAAC5w/pvwmoK2JBbk/s1600/Pope%2BT-Honesty-Coptic%2BOrtho-A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-g6CfU3vW3lk/VJwthaUKA9I/AAAAAAAAC5w/pvwmoK2JBbk/s1600/Pope%2BT-Honesty-Coptic%2BOrtho-A.jpg" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: x-large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />الرب في اليوم الاخير سيسألك سؤالا واحدا وهو: ماذا كانت درجة الأمانة في حياتك<br />لذا يجب أن تكون أمينا ايضا في حواسك ، في عينيك ، واللي بتكتبه ع الشات ع النت ، في مكالماتك ، في علاقاتك ، في نظرك ، في يدك ، في قدمك وتنتبه إلى أين تسير بك ؟!<br />هذه لمحة من الكنيسة .. دعوة للتوبة .. للقلب الرحيم الذي يصنع رحمة ..لأن تعيش الفرح وتنقله للآخرين ، فالمسيحية هي ديانة الفرح .. ثم أخيرا أسلك بالأمانة .. امتلك الأمانة<br /><br />قداسة البابا تواضروس الثاني</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">التسبحة الكيهكية : خمس محطات في تسبحة الكنيسة تقود حياتنا مع المسيح .. </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">واحنا بنسبح ، نجد أن شخصية العذراء مريم هي الشخصية المحورية في كل التسابيح .. بنيجي نسأل سؤال ونقول ازاي تكون حياتنا روحية ؟! .. ازاي تكون حياتنا كنسية ؟! .. ازاي تكون حياتنا صح أمام مسيحنا واحنا في حضن الكنيسة ؟! .. وعايز أذكر أمامكم دلوقتي "لمحة" من لمحات كنيستنا الجميلة وهي ترسم أمام كل واحد منا "خريطة طريق" لحياته .. احنا كلنا كشباب وشابات عايزين نعيش لربنا .. وعايزين نخلي قلبنا حلو قدام مسيحنا .. بتلاحظوا في 3 كلمات بيتكرروا كتير في كل تسابيحنا وكل مدايحنا <br />كلمة: كيريى ليسون <br />وكلمة: الليلويا<br />وكلمة: أمين <br />والكنيسة في إبداعاتها في تسبحة نصف الليل حين تنتقل من هوس لهوس تردد باللحن نفس هذه الكلمات: "أمين الليلويا .. كيريى ليسون كيريى ليسون كيريى ليسون ...." .. فيرد الشعب قائلا: كيريى ليسون .. كيريى ليسون ، <br />وبهذا يكون امامنا 5 محطات وهي: آمين .. الليلويا .. كيريى ليسون .. كيريى ليسون .. كيريى ليسون ..!!.. <br />اوعى تفكر إن ده مجرد مرد أو نقلة من هوس لهوس أو مجرد فقرة .. ابدا .. فالكنيسة بهذا تضع أمامنا "خريطة طريق" ..!!.. خطة لحياتك الروحية السليمة ..<br /> والخطة دي مكونة من الخمس درجات دول: <br />آمين .. <br />الليلويا .. <br />كيريى ليسون .. <br />كيريى ليسون .. <br />كيريى ليسون .. <br /><br />ايه السر ؟! .. تخيل لو هرم ..فقاعدة الهرم هي "كيريي ليسون" وفي كل مرة من المرات الثلاث هناك معني مختلف لكلمة كيريى ليسون: <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> <span style="font-size: x-large;">كيريي ليسون الأولى: دعوة للتوبة ونقاوة القلب</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />والتوبة هي قاعدة الحياة الروحية في المسيح ، يجب أن نبدأ بالتوبة أي نقاوة القلب: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت 5 : 8) .. أي انني اقول لله: "ساعدني أن يكون قلبي نقيا ، أعطني قوة ، أعطني نعمة أن انتصر على الخطية" .. تخيل لو قابلك السيد المسيح على الباب وأنت خارج النهاردة هتقوله ايه؟! بالتأكيد ستطلب أن ينقي قلبك ستقول له: "يارب ارحمني ، توبني ، ساعدني أن قلبي يكون نقيا فالعالم به أشياء سيئة كثيرة ولاسيما في فترة الشباب نتعرض فيها لخطايا كثيرة ، ساعدني يارب في كل يوم اني قلبي يكون نقيا" .. أذهب وأعترف .. أمارس سر التوبة في الكنيسة ، ولما أبونا يضع الصليب على رأسي أثق أنك ترفع خطيتي في صليبك لاني أعلم أن "دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (1يو 1 : 7) <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: x-large;">كيريي ليسون الثانية: قلبا رحيما .. ليناً</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />اجعل قلبي رحيما .. فالخطية تقسي القلب ... وتجعل الإنسان يتمرد على كل شيء حوله .. فلا يعجبه البيت .. الكنيسة .. البلد .. ولا أي شيء في حياته .. لذا ينبغي أن نطلب من الله: إجعل قلبي لينا .. مثال: حين تسقط أشعة الشمس على قطعة شمع وعلى بقعة طينية ، فالشمع يلين ، والطين يجف ويصبح قاسيا .. أيضا مثل فرعون كان قلبه مليء بالخطية لا يعرف التوبة لذا تقسي<span style="font-size: x-large;"> </span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
</div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: x-large;">كيريي ليسون الثالثة: صنع الرحمة مع الآخرين</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"> </span><br />نقولها وتكون طلبتنا: علمني أن اصنع رحمة مع كل أحد .. ترى نحن كشباب هل نتدرب على صنع الرحمة ؟! .. بمعنى هل نحن ننفتح على الآخرين ونقدم لهم عمل محبة ورحمة ؟! .. أم أننا ننحصر في أنفسنا فقط ؟! .. مشكلة زمننا الحالي أن كثيرين تستشري فيهم روح الأنانية بينما هناك كثيرون يحتاجون أن نقدم لهم عمل رحمة ومحبة.. ففي الخارج تنتشر ثقافة التطوع وأيضا لها وجود في مجتمعنا ، مثل خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ، المسنين ، المهمشين ،...إلخ .. والسيد المسيح نبهنا في متي 25 قائلا: "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. ٣٦ عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ."<br />كل هذا يضاف لنا في رصيدنا من أعمال المحبة .. فهل فتحت حساب من هذا النوع ؟! هناك شباب افتتحوا هذا الحساب .. ولاحظ أن الكلمة الحلوة ... الإبتسامة .. الوقت ..الجهد .. كل هذا يعتبر عمل رحمة ومحبة حاول أن تقدم مما لديك وأخدم من هم حولك بالخبرة .. بخدمة منتظمة.....إلخ .. ولا تقع في فخ الأنانية <br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> الليلويا: حياة الفرح </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وهي ثمرة طبيعة للخطوات الثلاثة السابقة .. فحينما أصنع رحمة أجد نفسي تلقائيا مملوء بالفرح .. والكنيسة التي تصنع هذا هي كنيسة الليلويا ..!! ..والخدمة التي تصنع هذا هي خدمة الليلويا..!! .. خدمة الفرح والتهليل .. والإنسان دوما يبحث عن السعادة التي يرى أنها تساوي حياته نفسها .. وهذا مانراه في برامج التلفاز فهي تهتم كثيرا بالبحث عن السعادة للإنسان .. والسعادة لا تأتي بمجرد الماديات أو المنصب أو الأسرة .. السعادة لاتأتي إلا بالخطوات السابقة ، فنشعر بـ "فَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" (1 بط 1 : 8) .. هنا فقط تشعرون بقيمة وطعم ما بين أيديكم .. يوجد كثيرون يملكون الكثير من الأموال والوضع الاجتماعي والإمكانيات والمهارات.... إلخ .. ولكنهم لا يشعرون بسعادة ... السعادة لا تأتي إلا بالتوبة والرحمة وتقديم أعمال المحبة .. </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"><br /> أمين: حياة الأمانة</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"></span><br />وهي قمة الهرم ، والمقصود بها الحياة بأمانة .. ولنتذكر الآية: "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ." (رؤ 2 : 10) ... ونلاحظ أن نصفها ينطبق على حياتنا على الأرض (إلى الموت) ، ونصفها الآخر يتحقق في الأبدية (إكليل الحياة) ، وإكليل الحياة هو قمة الهرم .. وأيضا فالآية توجه رسالة شخصية لكل نفس: "كن أمينا" .. أنت .. لأن كل منا له نفس واحدة إن خسرها خسر كل شئ .. هي موجهة لك بغض النظر عن دراستك ، وظيفتك ، جنسك ، عمرك ، خدمتك ؛ مكانك ، زمانك .. كن أمينا في دراستك ، عملك ، بيتك ، وطنك ، خدمتك ، في حياتك الشخصية....إلخ<br />الرب في اليوم الاخير سيسألك سؤالا واحدا وهو: ماذا كانت درجة الأمانة في حياتك ..!! .. لذا يجب أن تكون أمينا ايضا في حواسك ، في عينيك ، واللي بتكتبه ع الشات ع النت ، في مكالماتك ، في علاقاتك ، في نظرك ، في يدك ، في قدمك وتنتبه إلى أين تسير بك ؟!<br />هذه لمحة من الكنيسة .. دعوة للتوبة .. للقلب الرحيم الذي يصنع رحمة ..لأن تعيش الفرح وتنقله للآخرين ، فالمسيحية هي ديانة الفرح .. ثم أخيرا أسلك بالأمانة .. امتلك الأمانة .. <br />أما اجتماعنا اليوم معا للتسبيح يجعلنا نعيش يوما من أيام الابدية فالتسبيح هو عملنا الدائم في الأبدية</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />السهرة الكيهكية الشبابية - الجمعة 19 ديسمبر 2014</span></span></b><span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />قداسة البابا تواضروس الثاني</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
</div>
<div style="text-align: right;">
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2014%2F12%2Fblog-post_25.html&linkname=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%A8%D8%AD%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%87%D9%83%D9%8A%D8%A9%20-%20%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7%20%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%20%20%20%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-19496656823280964622014-12-08T12:33:00.001+02:002014-12-08T13:14:23.076+02:00 أوفيمية الجميلة <br />
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-PLnEOXZiA20/VIV-OwjlCHI/AAAAAAAAC4E/gckYDnC5SNM/s1600/Fathers%2BSayings-OrthoCopts-A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-PLnEOXZiA20/VIV-OwjlCHI/AAAAAAAAC4E/gckYDnC5SNM/s1600/Fathers%2BSayings-OrthoCopts-A.jpg" height="472" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: x-large;"><br /><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">إذا أتتك الأفكار الشريرة فلا تترك لها فرصة للحديث أو تتناقش معها</span></b></span></div>
<div style="text-align: center;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><span style="font-size: x-large;"> بل اطردها فورا حتى لا يكون لها سلطان عليك</span><br /><span style="font-size: x-large;">قول آباء أحد الشيوخ</span></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"></span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">كان في أحد البلاد البريطانية فتاة لأحد الأغنياء اسمها أوفيمية و كانت جميلة جدا و قد نذرت بتوليتها للسيدة العذراء مريم.. فحسدها عدو الخير.. فألهب رجل شريف بحبها و التمس ذلك الرجل من أبيها أن يتزوجها ففرح أبوها بمصاهرة رجل غني ووعده باجابة طلبه أما أوفيمية فأبت أن تتزوج فأخبرت أباها بذلك فغضب جدا و أخذ يتوعدها وهددها باستعمال القوة ...</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">فلجأت للهيكل و صلت كثيرا للسيدة العذراء ثم قالت " ان جمال جسمي سيصير سببا لتعطيل نذري فالأفضل أن أعدم هذا الجمال " فقطعت أنفها و شفتيها فلما رأي أبوها ذلك غضب جدا و ضربها كثيرا ثم سلمها لرجل قاس كان يعمل حراثا لأرضه فكان يشغلها عنده بوحشية كجارية .. وكانت الابنة تحتمل كل هذا بصبر و شكر ومكثت علي هذا الحال سبع سنوات مواظبة علي الأصوام و الصلوات و في ليلة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح ... </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">و بينما كان ذلك الرجل المتوحش جالسا علي مائدة الطعام ..ذهبت أوفيمية خفية الي اسطبل البهائم و أخذت تصلي متذكرة ميلاد الرب يسوع .. أما ذلك الشرير فلما لم يجدها .. أخذ عصا و ذهب مسرعا في طلبها ليجلدها كعادته و فيما هو مسرعا نحو المكان .. أبصر من بعيد نورا يسطع في الاسطبل فارتاع من ذلك ظانا أن البيت يحترق فاقترب من الاسطبل و نظر ما لم يكن مستحقا أن يراه .. رأي السيدة العذراء المجيدة تعزي هذه الابنة العفيفة و تشفيها من كل جراحها و تعدها بالخلاص من هذه الحالة البائسة... </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">فأسرع الفلاح و أخبر كل أهل بيته فبادر الجميع الي أوفيمية فرأوها صحيحة بهية الجسم و قد شفيت تماما فأسرعا و أخبروا والدها الذي لما أبصرها انذهل و شكر الرب علي شفائه ابنته و أخذ يطلب منها الصفح و السماح عما فعله بها و طلب منها أن يبني لها ديرا و أنفق فيه مالا جزيلا و هناك تركها تتعبد للعريس السماوي بشفاعة العذراء... شفيعة الطهارة</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />اخوتي الأحباء أمنا العذراء أم بمعني الكلمة لها عاطفة قوية جدا حتي عندما نخطئ و نكون في قمة الخجل أن نتوب و نعود لربنا فلنطلب شفاعة العذراء هي معينة و تطلب عنا فعلا فيترك لنا الرب خطايانا</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />قول أباء : إذا أتتك الأفكار الشريرة فلا تترك لها فرصة للحديث أو تتناقش معها بل اطردها فورا حتى لا يكون لها سلطان عليك<br />قول آباء أحد الشيوخ</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2014%2F12%2Fblog-post_8.html&linkname=%20%D8%A3%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-71581130016026586792014-12-04T15:46:00.003+02:002014-12-04T15:53:13.686+02:00 استشهاد القديس مرقوريوس أبى سيفين <div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-NsNxEHG3aWo/VIBhsv2sODI/AAAAAAAAC2s/b3OkyUZBZhc/s1600/Abo%2BSefin%2B.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-NsNxEHG3aWo/VIBhsv2sODI/AAAAAAAAC2s/b3OkyUZBZhc/s1600/Abo%2BSefin%2B.jpg" height="640" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> استشهاد القديس مرقوريوس أبى سيفين </span></b></span><br />
</div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br /></span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">في مثل هذا اليوم استشهد القديس مرقوريوس الشهير بابي السيفين، وقد ولد هذا القديس بمدينة رومية من أبوين مسيحيين، فأسمياه فيلوباتير وأدباه بالآداب المسيحية، ولما بلغ دور الشباب انتظم في سلك الجندية أيام الملك داكيوس الوثني، وأعطاه الرب قوة وشجاعة أكسبته رضاء رؤسائه فدعوه باسم مرقوريوس، وكان من المقربين لدي الملك</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />وحدث إن ثار البربر علي رومية فخرج داكيوس لمحاربتهم ففزع عندما رأي كثرتهم، ولكن القديس مرقوريوس طمأنه قائلا "لا تخف لان الله سيهلك أعداءنا ويجعل الغلبة لنا"، ولما انصرف من أمام الملك ظهر له ملاك في شبه إنسان بلباس ابيض اعطاه سيفا قائلا له "إذا غلبت أعدائك فاذكر الرب إلهك"،</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />فلما انتصر داكيوس علي أعدائه ورجع مرقوريوس ظافرا ظهر له الملاك وذكره بما قاله قبلا، أي إن يذكر الرب إلهه، أما الملك داكيوس فأراد إن يبخر لأوثانه هو وعسكره، فتخلف القديس مرقوريوس، ولما أعلموا الملك بذلك استحضره وأبدي دهشته من العدول عن ولائه له ، ووبخه علي تخلفه، فرمي القديس منطقته ولباسه بين يدي الملك وقال له "إنني لا اعبد غير ربي والهي يسوع المسيح"،</span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />فغضب الملك وأمر بضربه بالجريد والسياط، ولما رأي تعلق أهل المدينة والجند به، خشي الملك إن يثوروا عليه بسببه، فأرسله مكبلا بالحديد إلى قيصرية، وهناك قطعوا رأسه فكمل جهاده المقدس ونال إكليل الحياة في ملكوت السموات </span></b></span></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<span style="font-size: large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين </span></b></span><br />
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<span style="font-size: large;"><br /></span>
<br />
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"></span></b></span></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2014%2F12%2Fblog-post.html&linkname=%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%E2%80%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%20%D9%85%D8%B1%D9%82%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D8%B3%20%D8%A3%D8%A8%D9%89%20%D8%B3%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%86%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->
Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-70773625952825146052014-10-31T09:52:00.000+02:002014-10-31T11:06:05.635+02:00صلاة لمخلصنا من الهلاك الأبدي<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-gdiadXrA2S4/VFM_Ez0hhQI/AAAAAAAAEJI/4oYAHSBOnMg/s1600/Coptic31102014A.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://2.bp.blogspot.com/-gdiadXrA2S4/VFM_Ez0hhQI/AAAAAAAAEJI/4oYAHSBOnMg/s1600/Coptic31102014A.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">أيها الأبن الوحيد الإله الكلمة الذي أحبنا وحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي.. ولما كان الموت في طريق خلاصنا إشتهى أن يجوز فيه حبًا لنا وبنا ومن أجل خلاصنا.. وهكذا إرتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا نحن الذين أخطأنا وهو الذي تألم، ونحن الذين صرنا مديونين للعدل الإلهي بذنوبنا وهو الذي دفع الديون عنا.. لأجلنا فضل التألم عن التنعم.. والصليب على العرش.. قبِلَ أن يُربط بالحبال ليحلنا من رباكات خطايانا.. جاع ليشبعنا وعطش ليروينا.. يا إلهي ومخلصي نعم هو حبك العظيم الذي جعلك تقبل كل ذلك العذاب من أجلي.. إجعلني مستحقًا أن أناديك بدالة البنين<br /><br />أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك<br />لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض<br />خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم<br />وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا<br />ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير<br />بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين</span></span></b><br />
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2014%2F10%2Fblog-post_31.html&linkname=%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9%20%D9%84%D9%85%D8%AE%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%A7%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D8%AF%D9%8A"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-64251336217524007332014-10-24T10:59:00.000+02:002014-10-24T11:01:14.669+02:00السلوك والحكمة بالحياة<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://1.bp.blogspot.com/-FO4OiDhgaCY/VEoS-_QZ9II/AAAAAAAAEIA/5Xh-CSCh9tI/s1600/Coptic24102014A001.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://1.bp.blogspot.com/-FO4OiDhgaCY/VEoS-_QZ9II/AAAAAAAAEIA/5Xh-CSCh9tI/s1600/Coptic24102014A001.JPG" height="474" width="640" /></a></div>
<br />
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">هل حاسبت نفسك؟ كل إنسان في عمل ما أو تجارة لابد أن يحاسب نفسه ومن معه هل كسب أم خسر وأنت في نهاية (ختام) كل يوم لا تتوانى ولا تؤجل أن تحاسب نفسك، وكن قاسيًا على نفسك في حسابها لا تجاملها حتى تستطيع أن تضع يدك على مواطن الضعف، وما مدى تقدم حياتك الروحية.. هل أنت قدوة؟ في عملك، في بيتك، في كنيستك.. أفحص نفسك جيدًا ولكن ليمتحن الإنسان نفسه.. وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 28</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://1.bp.blogspot.com/-j0at7_lN6hw/VEoTXR5LeZI/AAAAAAAAEII/BREqlCtvB9Y/s1600/Coptic24102014A002.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://1.bp.blogspot.com/-j0at7_lN6hw/VEoTXR5LeZI/AAAAAAAAEII/BREqlCtvB9Y/s1600/Coptic24102014A002.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">هل تعرف ما هي وكالتك التي إئتمنك عليها ربنا، هي تلك الوزنات الروحية، والجسدية، والعائلية مثل الغنى، والعلم، والفهم مثل الصلاة والخدمة.. فأجسادنا بكل ما فيها من حواس وعقل وامكانيات هي وزنات أعطيت لنا لنستخدمها لملكوت الله.. لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 20<br />لذلك أسهر على أمانتك ولا تغفل عنها.. طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. لوقا 12: 37</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://3.bp.blogspot.com/-_PB5YsESKJ0/VEoT7jRKDwI/AAAAAAAAEIQ/Bt-V9H6wbzI/s1600/Coptic24102014A003.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://3.bp.blogspot.com/-_PB5YsESKJ0/VEoT7jRKDwI/AAAAAAAAEIQ/Bt-V9H6wbzI/s1600/Coptic24102014A003.JPG" height="474" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">مثل وكيل الظلم هنا يخدم الغرض الأسمى الذي هو دخول ملكوت السموات.. كيف يفكر الإنسان بحكمه؟ في مستقبله الأبدي وماذا بعد ما يفني جسده هنا؟ هل ستجد روحه راحة في أحضان الأحباء الذين صاروا له أصدقاء؟ وهل إذا عزل من وكالة الأرض يجد له مكانًا في السماء؟ السيد لم يمدح وكيل الظلم بشيء إلا أنه بحكمة سلك من جهة المستقبل</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-ouqNpBfqOm0/VEoUTktSsLI/AAAAAAAAEIY/kPoIwfzh_58/s1600/Coptic24102014A004.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-ouqNpBfqOm0/VEoUTktSsLI/AAAAAAAAEIY/kPoIwfzh_58/s1600/Coptic24102014A004.JPG" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">كثيرًا ما أسقط في نفس الخطية التي أعترف بها، فما؟ السبب<br /><br />اما ان تكون التوبة غير حقيقية وتحتاج إلى إخلاص وصدق<br /><br />اما أن الخطية تمارس كعادة بسبب تكرارها السابق قبل التوبة وتحتاج إلى سهر ويقظة وصبر حتى تنتهي. لنذكر دائمًا أنه قبل إنزعاجنا لخطية معينة يلزمنا أن نفحص حياتنا الداخلية، هل نحن نحب الله حقًا؟ أم نحب ذواتنا</span></span></b><br />
<br />
</div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2014%2F10%2Fblog-post_24.html&linkname=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9" style="clear: right; float: right; margin-bottom: 1em; margin-left: 1em;"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Coptic Orthodoxhttp://www.blogger.com/profile/03553345604408488231noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-3055703996597213877.post-54501832919253299112014-10-16T07:54:00.003+02:002014-10-27T05:05:39.641+02:00 ضابط الكل <br />
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://2.bp.blogspot.com/-T0VF77l2o_M/VD9bnhKHEGI/AAAAAAAACtk/h_QGt1hsxWg/s1600/Isaiah%2B53%3B3-Coptic-A.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://2.bp.blogspot.com/-T0VF77l2o_M/VD9bnhKHEGI/AAAAAAAACtk/h_QGt1hsxWg/s1600/Isaiah%2B53%3B3-Coptic-A.jpg" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ </span></b></span></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ<br />إشعياء 53: 3</span></b></span></div>
<br />
<br />
<br /><div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به - اشعياء ٥٣: ٣ </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">الرؤساء كانوا يقلللون من شأنه وفي الحقيقة كان هو ضابط الكل . اقرب اصدقائه خذلوه في مواقف كثيرة في حياته وواحد منهم خانه في وقت شدته لم يجد احد من حوله يسنده ويدعمه او يعزيه بكلمة . بعض الناس طردوه من مدنهم وبيوتهم . بعض اقاربه واحبائه قالوا عنه انه مختل وبعض رجال الدين سبوه وشتموه ووصفوه بانه مضلل . اعطي حبا للمنتهي واحب الجميع دون تمييز وبدون مقابل اما هم فكسروا قلبه بجفاء قلوبهم . اعطي كل ما له بسخاء وكان له الفضل علي كثيرين فردوا له هذا بنكران الجميل</span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<br /></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="http://4.bp.blogspot.com/-GVfiA8vAc9Y/VD9bWFiyPjI/AAAAAAAACtc/3sck7WkKuN4/s1600/Hebrews%2B2%3B18-Coptic%2BA.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="http://4.bp.blogspot.com/-GVfiA8vAc9Y/VD9bWFiyPjI/AAAAAAAACtc/3sck7WkKuN4/s1600/Hebrews%2B2%3B18-Coptic%2BA.jpg" height="476" width="640" /></a></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: center;">
<span style="font-size: x-large;"><b><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"><br />لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ<br />رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 18 </span></b></span></div>
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;"> </span></span></b></div>
<div style="text-align: right;">
<b><span style="font-size: large;"><span style="font-family: Arial,Helvetica,sans-serif;">هل مررت بمثل هذه المواقف من قبل ؟! اعلم تماما ما اصعب الاحساس بالالم وبخاصة عندما يأتي ممن حولك ومن اقربهم اليك . ولأنه رب المجد قد عاني و اختبر كل هذه الالام و الاوجاع وعبرها جميعا فهو يحس بالامك وبالام كل المتعبين مثلك ويعرف مرارتها تماما ولذا تيقن وامن انه سوف يعبر بك ايضا ومن مجد الي مجد ياخذك" لأنه في ما هو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين" - عب ٢: ١٨ </span></span></b><br />
<br />
<br /></div>
<!-- AddToAny BEGIN -->
<a href="https://www.addtoany.com/share_save?linkurl=http%3A%2F%2Forthodoxcoptic.blogspot.com%2F2014%2F10%2Fblog-post_16.html&linkname=%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%20%D8%B6%D8%A7%D8%A8%D8%B7%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%20"><img alt="Share" border="0" height="16" src="//static.addtoany.com/buttons/share_save_171_16.png" width="171" /></a>
<!-- AddToAny END -->Anonymoushttp://www.blogger.com/profile/17775349619610158230noreply@blogger.com0