من الآباء السريان الأعلام .. من أعظم شعرائهم وكتابهم. دُعي نبي السريان ومعلمهم وقيثارة الروح القدس
وُلد في مدينة "نصيبين" عام 306م وتعلم بها في أوائل القرن الرابع
توحد في جبل الرها وعاش حياة نسكية عجيبة .. ترك وحدته ليخدم في مدينة الرها بناء على رؤيا ليخلص نفوس المؤمنين من الذئاب الأريوسية التي أخذت تفسد ايمانهم. كما ذهب إليها ليخدم أهلها بعد أن اجتاحتهم مجاعة
زار القديس باسيليوس الكبير في قيصرية كبادوكية بعد أن رآه في رؤيا عموداً منيراً يصل من الأرض إلى السماء
وضع ميامر كثيرة وفسر كثيراً من الأسفار المقدسة لكن فُقد معظمها
وبظهور القديس افرآم السُرياني المُسمًّى بقيثارة الروح, دخلت الألحان الكنيسة في جميع الشرق عصراً جديداً من الخصب الروحي , فبقدر ما كان القديس افرآم متعمقاً في الروح هكذا كان في الألحان لأنه كان يعيش في ألحانه. وبذلك نستطيع أن نقول أنه لا يزال يعيش في العالم كله حتى الآن لأن كافة الكنائس الشرقية, بل والغربية أيضاً, أخذت عنه الشئ الكثير. فالقديس أغسطينوس يخبرنا في إعترافه أن كنائس ميلانو كانت أول من استخدمت الألحان على طريقة الكنيسة الشرقية في أيام الملكة يوستينا التي إضطهدت القديس أمبروسيوس (386م)
يُعتبر القديس افرآم أول من أدخل التنوع وضبطه , وأهم أوزانه الشعرية يقع على وزن الخمسة والسبعة مقاطع. وأشهر ألحانه "لحن نصيبين" ويقع وزنه على السبعة مقاطع , وهو نشيد أكثر منه لحناً. وجميع ألحانه الكنسية قصيرة المقاطع محددة الأوزان يسهل حفظها...
ولكن ألحان افرآم أقرب إلى الحزن والندم وتذكر العذاب الآتي أكثر منها إلى بهجة الخلاص والعزاء ورجاء المجد الآتي...
وقد اقتبس افرآم السرياني كثيراً من أوزان المقطوعات التي أشاعها المبتدع بارديسانس لترويج مبادئه المنحرفة هو وابنه هارمونيوس من بعده, حتى يلهي العب من المعاني المضللة كتناسخ الأرواح وخلافها إلى معاني أرثوذكسية صحيحة
وقد خلف القديس افرآم في تأليف الألحان الشعرية إسحق الأنطاكي في منتصف القرن الخامس وكذلك يعقوب الرومي فيما بين النهرين (521م)
هو بلا شك من أعظم نساك السريان وأكثرهم روحانية وأعذبهم أسلوباً
تنيح على أرجح الأراء في سنة 373م