للمتنيح: الأنبا غريغوريوس - أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي
إن القديس مرقس الرسول هو أحد رسل ربنا يسوع المسيح الذين أرسلهم ليبشروا باسمه، ويعلموا الناس عن طريق الكمال المسيحي. وبعد أن حل الروح القدس علي التلاميذ والرسل في يوم الخمسين، صار من نصيب القديس مرقس الرسول أن يبشر بالإنجيل في بلاد مصر وشمال أفريقيا. وقد جاء إليها بالفعل، وأسس الكنيسة القبطية أو المصرية، وهي التي تعرف أيضا بكنيسة الإسكندرية أو الكنيسة المرقسية. فهو أول بطريرك للكنيسة القبطية في سلسلة الباباوات الذين رعوا الكنيسة. وأصبح جميع الباباوات من بعده يسمون "خلفاء القديس مرقس". وكرسي البطريركية يسمي "الكرسي المرقسي" نسبة إلي القديس مرقس
فالمسيحيون في مصر مدينون جميعا بمسيحيتهم إلي القديس مرقس الرسول الذي أتي إلينا وبشرنا بالسيد المسيح، واحتمل في سبيل ذلك آلاما كثيرة ومتاعب جمة من الوثنيين الذين يعبدون الأصنام ولكنه نجح في نقل كثيرين من ظلام الوثنية إلي نور المسيح. وأصبحنا نحن بفضله مسيحيين إلي اليوم
القديس مرقس أفريقي الأصل:
ولم يكن القديس مرقس الرسول غريبا عنا، فإن موطنه الأصلي هو في شمال أفريقيا، وعلي وجه الدقة، من إحدي البلاد التي كانت تعرف في ذلك الوقت بالخمس المدن الغربية "بنتابوليس" والتي توجد أكثرها في ليبيا. وكان أبوه غنيا يسمي "أرسطوبولوس" وأمه امرأة تقية فاضلة تدعي "مريم" ورد ذكرها في العهد الجديد (أعمال الرسل 12 : 12)، وأخوها هو القديس برنابا الرسول أحد السبعين، وعلي ذلك فإن القديس برنابا هو خال القديس مرقس الرسول (كولوسي 4 : 10)، وحدث أن بعض القبائل الرحل سطوا علي عائلة القديس مرقس وسلبوا مقتنياتها، فأمست في حالة فقر شديد، فاضطرت العائلة إلي أن تهاجر إلي فلسطين في الأيام التي ظهر فيها مخلصنا يسوع المسيح. وقد كانت هذه الهجرة خيرا عظيما للعائلة، فقد تشرف القديس مرقس بأن صار من تلاميذ سيدنا وواحدا من بين رسله الأطهار
والقديس مرقس لم يصبح رسولا فقط، ولكن بيته أيضا أصبح مكانا مقدسا صنع فيه الرب يسوع الفصح مع تلاميذه الأطهار (مرقس 14 : 13 – 16)، (لوقا 22 : 10 – 12)، وفيه غسل أرجلهم (يوحنا 13 : 4 – 27) وسلمهم سر العشاء الرباني أي سر القربان المقدس (متي 26 : 26 – 29)، (مرقس 14 : 22 – 25)، (لوقا 22: 19 – 20) وذلك في يوم الخميس المعروف بخميس العهد. وفي بيت القديس مرقس اجتمع التلاميذ بعد صلب السيد المسيح ودفنه إلي أن قام من بين الأموات، وفيه ظهر لهم المسيح له المجد بعد قيامته المجيدة، وكان يجتمع بهم ويعلمهم ويكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت الله، ويشرح لهم كيف يسوسون الكنيسة ويدبرون شئون المؤمنين. وفي هذا البيت صار الرسل ومعهم سيدتنا كلنا والدة الإله، مريم العذراء، يجتمعون ويصلون حتي حل الروح القدس عليهم في يوم الخميس، وهو عيد العنصرة. وظل الرسل والمؤمنون بالمسيح يجتمعون في هذا البيت للصلاة والتناول من الأسرار المقدسة. ولما سجن القديس بطرس كانت الكنيسة كلها مجتمعة في بيت القديس مرقس، وكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلي الله من أجل القديس بطرس، وقد أخرجه الملاك من السجن استجابة للصلاة، فانطلق ماربطرس الرسول إلي بيت القديس مرقس أو كما كان يسمي "بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون" (سفر أعمال الرسل 12 : 12) وقد سمي هذا البيت أيضا علية صهيون، وقد أصبح أول كنيسة مسيحية
مارمرقس يقود أباه إلي الإيمان بالمسيح:
كان القديس مرقس الرسول شابا صغيرا عندما عرف السيد المسيح (مرقس 14 : 51 – 52) ولم يتزوج، بل عاش بتولا طاهرا كل أيام حياته، ولذلك فقد اشتهر بأنه الرسول "البتول" ومع صغر سنه كان يتصف بالتقوي وقوة الإيمان بالسيد المسيح، ومن آيات إيمانه العظيم أنه كان سائرا مرة مع والده "أرسطوبولس" في اتجاه نهر الأردن وفي الصحراء أبصرا من بعيد أسدا ولبؤة قادمين نحوهما لافتراسهما، فارتاع الوالد جدا، وأمر ابنه مرقس بأن يهرب لحياته، ويترك الأسد واللبؤة يتلهيان به هو ويقتلانه، فطمأن القديس مرقس والده الحنون وقال له "لاتخش شيئا يا أبتاه، فإن المسيح الذي أؤمن به سينقذنا من أي خطر". وقبل أن يصل الوحشان إليهما اتجه القديس إلي الشرق، وبسط يديه وصلي صلاة قصيرة قائلا: "يا سيدي يسوع المسيح، يا ابن الله الحي الذي نؤمن به نجنا من هذه البلية، وأنقذنا من شر هذين الوحشين الكاسرين"، وما إن فرغ من صلاته حتي سقط الأسد واللبؤة صريعين، وماتا. فلما رأي أرسطوبولس أبوه هذه المعجزة ذهل، وآمن بالسيد المسيح وقال للقديس مرقس ابنه "أنت ولدي، ولكنك صرت أبي بالإيمان". وهكذا كسب القديس مرقس أباه ودخل به إلي حظيرة الإيمان المسيحي
وبعد أن حل الروح القدس علي التلاميذ والرسل الأطهار، وانطلقوا من أورشليم للتبشير باسم السيد المسيح، انطلق مارمرقس الرسول أيضا لخدمة الإيمان، وقد خدم مع القديس بطرس الرسول، كما خدم مع القديس بولس الرسول، ومع خاله القديس برنابا الرسول. ومن البلاد التي خدم فيها غير مصر وأفريقيا، بلاد فلسطين وسورية، وآسيا الصغري وجزيرة قبرص، وروما. وقد ذكر سفر "الأعمال" خدمته في فلسطين وسورية وآسيا الصغري وقبرص (أعمال 13 : 5)، (أعمال 15 : 37 – 39)، كما أهدي القديس بولس الرسول سلام القديس مرقس من روما إلي كنيسة كولوسي وإلي تلميذه - فليمون، مما يدل علي أن مارمرقس خدم أيضا في روما (كولوسي 4 : 10)، (فليمون : 24) وتظهر محبة الآباء الرسل له من كتاباتهم عنه، فماربطرس الرسول يتكلم عنه بلهجة تنم عن حب عظيم. (1بطرس 5 : 13) وماربولس الرسول يمدحه في خدمته جدا (2تيموثيئوس 4 : 11)
القديس مرقس يعود إلي أفريقيا مبشرا بالمسيح:
ثم جاء مارمرقس إلي شمال أفريقيا وبشر بالإنجيل في وطنه الأصلي أي في الخمس المدن الغربية وتقع في الشمال الغربي لمصر حيث بلاد ليبيا ومن هناك جاء إلي الإسكندرية. دخل مارمرقس مدينة الإسكندرية ليغزوها بإنجيل المسيح غزوا روحيا ولم يدخلها بسيف أو رمح أو جيش، وإنما دخلها وهو يتوكأ علي عصاه، فكانت عصاه كأنها عصا موسي التي صنع بها العجائب والمعجزات وقاد بني إسرائيل، ولذلك يحمل الأسقف في الكنيسة عصا تسمي "عصا الرعاية" كما يحمل راعي الخراف عصا لقيادة القطيع
وعرف القديس مرقس أنه بحاجة إلي معونة الله ليغلب بها قلوب الناس المتحجرة، لذلك صلي عند مدخل المدينة صلاة طويلة، ثم دخل المدينة وتمشي فيها، وأبصر أصنامها وأوثانها، وحزن عليها ومن طول المشي تمزق حذاؤه، فمال إلي الإسكاف "الخراز-صانع الأحذية ومصلحها" ليصلحه وكان هذا الإسكاف هو المفتاح الذي أعطاه الله للقديس مرقس ليفتح به مصر للإيمان بالمسيح. فبينما يصلح الإسكاف الحذاء نفذ المخرز أو المخراز في يده فأدماها، فتألم الإسكاف وصرخ "أيوس ثيئوس" يا الله الواحد، فطمأنه القديس وتفل علي الأرض، فصار التفل طينا، ووضع الطين علي اليد الدامية، وصلب عليه بعلامة الصليب وهو يقول: "باسم السيد المسيح تبرأ في الحال"، فوقف الدم عن النزف، وشفيت اليد في الحال واختفي الألم، وكأن شيئا لم يحدث فذهل حنانيا أو "أنيانوس" الإسكاف من الطريقة المعجزية التي شفيت بها يده، وانتهز الرسول فرصة انذهاله وأخذ يبشره بالسيد المسيح، الذي باسمه حدثت معجزة الشفاء. فدعاه الإسكاف إلي بيته، فرحب بدعوته وجمع له الإسكاف أهل بيته وجيرانه، فكلمهم ودعاهم إلي الإيمان المسيحي وأجري الله علي يديه جملة معجزات من شفاء مرضي وإخراج شياطين.. إلخ فآمن عدد منهم بالسيد المسيح. وعمدهم الرسول باسم الآب والابن والروح القدس، وأنشأ لهم كنيسة للصلاة، ورتب خدمة القداس الإلهي. فتمت بذلك كلمات الوحي علي فم إشعياء النبي "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر. فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر. فيعرف الرب في مصر، ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به" (إشعياء 19 : 19 – 21)، وكان هؤلاء هم النواة الأولي للكنيسة المسيحية في مصر. وقد تميز هؤلاء المسيحيون الأوائل بصفات الوداعة والطهارة والتقوي والأمانة وغيرها من الصفات المسيحية، بصورة أفرزتهم عن سائر الوثنيين حتي قيل إنه إذا رأي أحد الوثنيين وثنيا آخر تبدو في سلوكه وداعة كان يبتدره الآخر بالسؤال: هل قابلت اليوم مسيحيا؟ فتأمل كيف كانت مقابلة المسيحي للوثني ذات أثر واضح علي سلوك الوثني. فكم كانت إذن وداعة المسيحيين الأوائل وطهارتهم وسمو أخلاقهم ولقد كانوا حقا أفضل دعوة صامتة عن ديانتهم، وأخذ الوثنيون يعتنقون المسيحية رويدا رويدا، فنمت الكنيسة وازدهرت وازداد عدد أتباعها
ينشيء مدرسة دينية بالإسكندرية:
ورأي مارمرقس الرسول أن مدينة الإسكندرية بلد عالمي كبير، وأنه يسكنها خلق كثير، وبينهم عدد ضخم من الفلاسفة والمفكرين والعلماء الذين يناقشون النظريات والآراء، وكانت بالإسكندرية مدرسة وثنية كبيرة، فأنشأ القديس مدرسة دينية مسيحية وأقام عليها العلامة المسيحي يسطس "أي عادل" مديرا لها. ولم تلبث هذه المدرسة أن تطورت ونمت حتي أصبحت في القرن الثاني للميلاد مدرسة لاهوتية إكليريكية وجامعة كبري للعلوم الدينية والكنسية، كان يقصد إليها طلاب العلم والدين لا من مصر وحدها بل ومن جميع بلاد الشرق وسائر بلاد العالم المسيحي في كل المسكونة وقد استطاعت هذه المدرسة أن تجهز علي المدرسة الوثنية التي انضم أكثر أساتذتها إلي الديانة المسيحية وأصبحوا من أكثر المتحمسين لها
استشهاد القديس مرقس:
وأما مارمرقس فبعد أن بشر بالمسيحية في الإسكندرية وفي مصر وفي بعض بلاد الصعيد، وكسب لدين المسيح عددا كبيرا من الوثنيين، غادر البلاد المصرية إلي بلاد الخمس المدن الغربية، وثبت المؤمنين علي الإيمان، وضم عددا آخر إلي الكنيسة، ثم رسم لها أساقفة وقسيسين وشمامسة وعاد بعد ذلك إلي الإسكندرية
فلما رأي رجال الدين من الوثنيين نمو المسيحية وتقدمها حنقوا علي القديس مرقس وشكوه إلي الحكومة، وصمموا علي قتله. وفي يوم الأحد الموافق 29 من برمودة، "ويقابل 26 من أبريل/نيسان لسنة 68 لميلاد المسيح" كان مارمرقس الرسول ومعه الإكليروس وجميع المسيحيين يحتفلون بعيد القيامة المجيد في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وكان في نفس اليوم عيد "سيرابيس" عند الوثنيين. فقام الوثنيون في هياج شعبي كبير، طالبين الانتقام من مارمرقس الرسول وهجموا علي الكنيسة حيث كان القديس واقفا أمام مذبح الكنيسة يصلي ويقدس، فأخذوه في عنف شديد من وسط المسيحيين وربطوا عنقه بحبل سميك، وشرعوا يجرونه في قسوة بالغة وهم يصيحون "جروا التيتل من دار البقر" وخرجوا به إلي شوارع المدينة وطرقاتها، فارتطم جسمه بالأحجار والطوب، وتمزقت أوصاله، وسال دمه، وتسلخ جلده، وهم لايشفقون عليه، وكاد أن يموت بين أيديهم، وأقبل المساء، فأودعوه سجنا وطرحوه فيه. وفي الليل ظهر له ملاك من السماء بنور عظيم، وقواه وعزاه وطوبه وقال له: "يامرقس، ياعبد الله، لقد كتب اسمك في سفر الحياة". وبعد قليل، تجلي له السيد المسيح له المجد بشخصه المبارك، وأعطاه السلام وقال له: "السلام لك يامرقس" فتشجع القديس مرقس، وتقوي بالرؤيا، وصار قلبه أقوي من قلب الأسد، لأن الإيمان يملأ القلب بالشجاعة والجرأة والتضحية. وفي الصباح أقبل عليه الوثنيون وصنعوا به كل شر، جروه كما فعلوا بالأمس، وأهانوه كثيرا إلي أن فارقت روحه جسدها، وعندئذ لم يندموا علي أعمالهم أو يشفقوا عليه، بل زادوا وأصروا علي حرق جثته بالنار، حتي لايبقوا له أثرا علي الأرض، وفعلا جمعوا عليه حطبا كثيرا وأشعلوا فيه النار، ولكن الرب شاء أن يحفظ جسد قديسه ذخيرة وبركة. ففي الحال أرعدت السماء وأبرقت وسقط مطر غزير، فأطفأ النيران، وتشتت الجماهير الهائجة بسبب الرعود والبروق، فانتهز المؤمنون الفرصة وأخذوا جسد أبيهم القديس، وكفنوه، ودفنوه بإكرام جزيل في الكنيسة وقد تم ذلك في يوم الاثنين 30 من برمودة لسنة 68م، ويوافق الآن 8 من مايو/آيار، وهو عيد استشهاده الذي تحتفل به الكنيسة في كل عام
وإذا كان القديس مرقس قد جاء إلي بلادنا في سنة 61م واستشهد في عام 68م فتكون مدة إقامته وخدمته في بلادنا سبع سنوات، وكان ذلك في حكم الإمبراطور الروماني نيرون قيصر
جسد القديس مرقس يؤخذ إلي فينسيا ورأسه تبقي بالإسكندرية:
أما جسد القديس فظل مدفونا في الكنيسة إلي القرن التاسع للميلاد، عندما انتهز بعض التجار من البندقية "فينيسيا" فرصة بعض الاضطرابات والاضطهادات في مدينة الإسكندرية، وأقنعوا الحراس، فأخذوا جسد القديس وأبحروا به إلي مدينة البندقية "فينيسيا" بإيطاليا، فاحتفل به أهلها احتفالا كبيرا، وأقاموا له كنيسة عظيمة باسمه أودعوا فيها جسده المقدس، وتم عودة الجسد المقدس في اليوم السابع عشر من شهر بؤونة القبطي لسنة 1684 للشهداء الموافق 24 من يونية/حزيران لسنة 1968م في السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس وهو البابا المائة والسادس عشر من سلسلة باباوات الكرسي الإسكندري
وأما رأس القديس مرقس فلم يشأ الله أن تخرج من كنيسته بالإسكندرية، فقد حاول مرة أحد التجار أن يهرب بالرأس، فأخذها فعلا وأخفاها في سفينته فلم تستطع السفينة أن تتحرك. من موضعها، فشعر إنها إرادة الله، وعلم بالأمر البابا بنيامين الأول "وهو البطريرك الثامن والثلاثون من باباوات الكرسي المرقسي" فحضر وأخذ الرأس المقدسة باحتفال روحي كبير، وأودعها صندوقا من الأبنوس، ومازالت الرأس محفوظة في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وصار في تقليد كل بابا جديد أن يلف الرأس بكسوة جديدة، ويحمل الرأس بين يديه، علامة خلافته لمارمرقس الرسول وحمله مسئولية الرئاسة، وحماية الإيمان الرسولي، ورعاية الكنيسة المقدسة
مقال للمتنيح الأنبا غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي – في جريدة وطنى - ﺇصدار أول: السنة 51 العدد 2472 - ﺇصدار ثان: السنة 9 العدد 438 – يوم الأحد الموافق 10 مايو (أيار) 2009 ميلادية، 2 بشنس 1725 شهداء (قبطية(، 15جمادى الأولى 1430 هجرية (للهجرة) – الصفحة الثانية (2)، مقالات دينية
http://www.watani.com.eg
No comments:
Post a Comment