Showing posts with label الأنبا موسي. Show all posts
Showing posts with label الأنبا موسي. Show all posts

Thursday, August 27, 2015

فضائل في حياة العذراء مريم


لنيافة الأنبا موسى - الاسقف العام للشباب

بنت السيدة العذراء حياتها على فضائل أساسية وبدونها صعب أن يخلص الإنسان، أو أن يكون له حياة أبدية، أو يقتني المسيح في أحشائه كما اقتنته السيدة العذراء في أحشائها، وهذه الفضائل الأربعة هي

فضيلة النعمة
فضيلة الحوار
فضيلة الاتضاع
فضيلة التسليم


فضيلة النعمة

قال لها الملاك: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة" كلمة (نعمة = خاريس).. أصل الكلمة يقصد "فعل الروح القدس".. فعندما يملأ روح الله الإنسان يملأه من النعمة

ما معنى؟ يملأه نعمة

أي يفعل فيه فعلاً إلهياً مقدساً ومكرساً ومدشناً هذا الإنسان، فيصبح هذا الإنسان مكان وهيكل لسكنى الروح القدس

أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم.. إذن النعمة هي عمل الروح القدس.. فالعذراء وهي طفلة في الهيكل.. فتحت قلبها لعمل الروح القدس، لذا كان طبيعياً أن يحل فيها الروح القدس

وهنا أريد أن أسألكم أحبائي الشباب، ما مدى؟ شبعي بوسائط النعمة

فالسيدة العذراء: في الهيكل إما أن تصلي أو تقرأ.. أو تخدم الذبيحة بطريقة ما، هذه الثلاث وسائط التي تملأنا نعمة. نصلي كثير.. نقرأ الإنجيل كثير.. نتحد بذبيحة الأفخارستيا، هذه هي النعمة وسكنى الروح القدس والمصاحبة الربانية للإنسان

ألا يقال أنه: "يوجد صديق ألزق من الأخ" المسيح يحب أن يكون صديق لنا وساكن بداخلنا، والمسيح لا يسكن بداخلنا إلا بعد أن يملأنا بالنعمة أولاً.. ألم يسكن داخل العذراء بعد أن ملأها نعمة

وهكذا فأنت عندما تصلي تتغذى، لأن الصلاة تماماً كالحبل السري للجنين في بطن أمه، لولا هذا الحبل السري يموت الجنين.. وأيضاً يوجد بيننا وبين الله حبل سري

فالله يسكب دمه الإلهي ويسكب نعمته في أحشائنا، الله يعمل فينا من خلال نسمة الحياة التي هي الصلاة، فالصلاة هي الأكسجين أو الغذاء

يقول الكتاب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بكل كلمة تخرج من فم الله

إذن الذي لا يقرأ الكتاب المقدس يجوع... ومن يجوع يموت... الخبز للجسد كالكتاب المقدس للنفس، ومثلما الخبز يشبع الجسد وأساسي لحياته، كذلك الكتاب المقدس أساسي لشبع النفس

في الصلاة نشبع بالسمائيات، وفي الكتاب المقدس نشبع بكلمة الله.. وجد كلامك فأكلته فكان كلامك كالشهد في فمي

ونتغذى أيضاً من خلال الأسرار المقدسة "لأن من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه" الصلاة خبز والكتاب خبز والتناول خبز

والإنسان يشبع من خلال هذه الثلاثة أنواع من الخبز الروحاني


فضيلة الحوار

لم يكن هناك تعامل مع الله على أنه ساكن بالسموات، ونحن هنا على الأرض وبيننا وبين الله مسافة كبيرة، ولكن السيدة العذراء أحست أن الله أباها، وبدأت تقيم حواراً معه، فحتى عند بشارة الملاك لها بأنها ستحبل وتلد أبناً كانت تستطيع أن تصمت على الأقل خوفاً ورهبة، ولكنها بدأت تسأل: "كيف يكون لي هذا؟" وكان رد الملاك لها محاولاً أن يوضح لها ويفسر ذلك... "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك..." وكان سؤال العذراء استفساري في حوار بنوي، وليس حوار فيه روح الشك، فالعذراء كان بينها وبين الله دالة، ما أحلى أن تكون موجودة بينك وبين ربنا يسوع هذه الدالة البنوية

نحن لا نريد أن نتكلم والله يسمع فقط، ولكن الله أيضاً يتكلم وأنت تسمع "تكلم يارب فإن عبدك سامع" بيننا وبين ربنا حوار.. مناجاة.. محادثة

ولنتأمل يا أحبائي في قصة السامرية.. 8 مرات يسألها الرب يسوع وتجيبه هي، وتسأله السامرية ويجيبها رب المجد... فالله لا يسكن في الأعالي ويتركنا، ولكن هو يريدنا أن نتحدث معه دائماً وأن نسمعه "هلم نتحاجج يقول الرب" نريد أن نتعلم الحوار مع الله، وداود يقول إني أسمع ما يتكلم به الرب الإله


فضيلة التواضع

عندما أعلن لها الملاك أنها ستكون أم لله كان ردها "هوذا أنا آمة الرب" آمة.. عبدة.. خادمة.. تواضع لا مثيل له من السيدة العذراء، تواضع حقيقي.. نعم فأنت تضع فيّ يا رب وتعطيني من محبتك، ولكن ما أنا إلا خادمة.. هل عندنا هذا التواضع الذي يحول الأم إلى آمة؟ كلما أنكسر الإنسان أمام الله كلما أنتصر على التجارب، فالانكسار أمام الله، هو طريق الانتصار، من يتواضع يرفعه الله.. أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتواضعين

وكانت السيدة العذراء كلها وداعة، وكلها تواضع، فهي سمة ظاهرة جداً في حياة السيدة العذراء


فضيلة التسليم

كانت هذه الفضيلة عجيبة ومؤثرة "ليكن لي كقولك"، تسبب لكِ متاعبِ.. يشك فيك يوسف.. لتكن مشيئتك يا رب، ربنا تدخل وأفهم يوسف

ولكن أين كانت الولادة؟ لا بيت ولا فندق ولا حتى غرفة حقيرة.. إنه مزود حيوانات.. لتكن مشيئتك يارب، وها هم المجوس في زيارة المولود، يقدم المجوس ذهباً ولباناً ومراً.. إذن لماذا الألم يارب؟ إنها رحلة صليب.. لتكن مشيئتك يارب، ويأتي سمعان ويقول: "أنه وضع لقيام وسقوط كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم" لتكن مشيئتك يارب إنه كنز العذراء، وحتى عند تعذيب اليهود له، وعند صعوده على الصليب

كان التسليم عجيباً.. أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك، الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا أبني وإلهي

هل سألته لمن تتركني؟ من ينساها... إنه تسليم في كل مراحل الحياة.. لتكن مشيئتك

هل نحن نفعل ذلك أن نقول: "ليكن لي كقولك" تأملوا في هذه العبارة.. لست تفهم الآن ماذا اصنع ولكن ستفهم فيما بعد

يا أحبائي.. أمام السيدة العذراء نذوب حباً وخجلاً من أنفسنا، ونشعر بالنورانية الحلوة التي تشع من وجهها، وننظر إلى سيرتها العطرة فنتمثل بإيمانها


Share

Sunday, August 14, 2011

التأمل‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء


التأمل‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء
لنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏موسي أسقف‏ ‏الشباب

كانت‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏رمز‏ ‏ونموذج‏ ‏لحياة‏ ‏التأمل‏ ‏والعبادة‏ ‏والصلاة‏.. ‏فمنذ‏ ‏طفولتها‏ ‏المباركة‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏ ‏تتأمل‏ ‏وتتعبد‏ ‏وتصلي‏، ‏وحتي‏ ‏بعدما‏ ‏كبرت‏ ‏في‏ ‏السن‏ ‏وخرجت‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏، ‏وذهبت‏ ‏إلي‏ ‏بيت‏ ‏يوسف‏ ‏النجار‏ ‏كانت‏ ‏مصرة‏ ‏علي‏ ‏حياة‏ ‏البتولية‏ ‏التي‏ ‏تساندها‏ ‏بالتأمل‏ ‏والعبادة‏ ‏والشركة‏ ‏الحية‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏وحتى ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏حبلت‏ ‏بالرب‏ ‏يسوع‏ ‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏ولدت‏ ‏الطفل‏ ‏الإلهي‏.. ‏يقول‏ ‏الكتاب‏ ‏عنها‏. ‏أما‏ ‏مريم‏ ‏فكانت‏ ‏تحفظ‏ ‏جميع‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏متفكرة‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏قلبها‏. ‏ولكن‏ ‏السؤال‏ ‏هو‏.. ‏العذراء‏ ‏كانت‏ ‏تتأمل‏ ‏كيف؟‏ ‏وفيما‏ ‏نتأمل‏ ‏نحن؟‏.‏

هناك‏ ‏عدة‏ ‏مدارس‏ ‏في‏ ‏التأمل‏.. ‏المدرسة‏ ‏الأولى‏ ‏هي‏ ‏نصوص‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏، ‏الثانية‏ ‏شخصيات‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏، ‏الثالثة‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏، ‏الرابعة‏ ‏هي‏ ‏أحداث‏ ‏الحياة‏.‏

أولا‏ ‏نصوص‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏:‏
الإنسان‏ ‏المسيحي‏ ‏يلهج‏ ‏في‏ ‏الكلام‏ ‏الرب‏ ‏نهارا‏ ‏وليلا‏، ‏لأن‏ ‏كلمات‏ ‏الإنجيل‏ ‏هي‏ ‏روح‏ ‏الحياة‏، ‏أي‏ ‏بمثابة‏ ‏الأكسجين‏ ‏الروحي‏ ‏والنسمة‏ ‏الروحية‏ ‏لأنه‏ ‏كما‏ ‏أن‏ ‏نسمة‏ ‏الهواء‏ ‏تحي‏ ‏جسده‏، ‏فإن‏ ‏كلمة‏ ‏الروح‏ ‏تحي‏ ‏روحه‏.‏
لذلك‏ ‏الإنسان‏ ‏يجب‏ ‏ألا‏ ‏يكف‏ ‏عن‏ ‏قراءة‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏أبدا‏، ‏بل‏ ‏ويقرأه‏ ‏بانتظام‏ ‏فهذه‏ ‏الكلمات‏ ‏هي‏ ‏رسالة‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏وكلمة‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏قلبه‏. ‏نحن‏ ‏في‏ ‏احتياج‏ ‏دائم‏ ‏لقراءة‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏بتأمل‏, ‏نقرأ‏ ‏الأصحاح‏ ‏ونحن‏ ‏مفتوحي‏ ‏الذهن‏ ‏والقلب‏.‏

أليست‏ ‏كلمتي‏ ‏كنار‏ ‏يقول‏ ‏الرب‏ ‏وكمطرقة‏ ‏تحطم‏ ‏الصخر‏ ‏فالإنسان‏ ‏الذي‏ ‏يقرأ‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏نار‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏تحرق‏ ‏شوائب‏ ‏الخطية‏ ‏التي‏ ‏فيه‏، ‏ومطرقة‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏تحرق‏ ‏شوائب‏ ‏الخطية‏ ‏التي‏ ‏فيه‏، ‏ومطرقة‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏بك‏ ‏تحطم‏ ‏الصخر‏ ‏الذي‏ ‏يعترض‏ ‏حياته‏.. ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏نار‏.. ‏مطرقة‏.. ‏خبز‏ ‏يشبع‏ ‏ويحيي‏ ‏كلمة‏ ‏ربنا‏ ‏سيف‏ ‏بتار‏ - ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏حية‏ ‏وفعالة‏ ‏وأقوي‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏سيف‏ ‏ذي‏ ‏حدين‏.‏

إذن‏ ‏فعند‏ ‏سماعي‏ ‏تعليم‏ ‏غريب‏ ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏سيف‏ ‏بتار‏ ‏تحكم‏ ‏عليه‏ ‏وتقول‏ ‏هذا‏ ‏خطا‏ ‏وتقطعه‏.. ‏عادة‏ ‏رديئة‏ ‏لدي‏ ‏الناس‏ ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏تقطعها‏.‏ كلمة‏ ‏ربنا‏ ‏أيضا‏ ‏نور‏ ‏وسراج‏ - ‏سراج‏ ‏لرجلي‏ ‏كلامك‏ ‏ونور‏ ‏لسبيلي‏ ‏فالوصية‏ ‏مصباح‏ ‏والشريعة‏ ‏نور‏.‏

ليتك‏ ‏تسأل‏ ‏نفسك‏: ‏هل‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏تقرأ‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏كاملا‏ ‏بتأمل‏ ‏وبانتظام؟‏ ‏ليتك‏ ‏تأخذ‏ ‏تعهدا‏ ‏على ‏نفسك‏ ‏الآن‏ ‏بقراءة‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏يوميا‏.. ‏وبروح‏ ‏التأمل‏!!‏

ثانيا‏ ‏شخصيات‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏:‏ الإنسان‏ ‏الذي‏ ‏يقرأ‏ ‏الكتاب‏ ‏لن‏ ‏يجد‏ ‏فقط‏ ‏كلام‏ ‏الله‏ ‏ولكن‏ ‏أيضا‏ ‏شخصيات‏ ‏نتعلم‏ ‏منها‏.. ‏آدم‏ ‏وحواء‏ ‏نتعلم‏ ‏منهما‏ ‏عدم‏ ‏الحوار‏ ‏مع‏ ‏الشيطان‏.. ‏قايين‏ ‏وهابيل‏ ‏نتعلم‏ ‏الذبيحة‏ ‏المقبولة‏ ‏ومحبة‏ ‏الإخوة‏ - ‏نوح‏.. ‏سأسير‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏حتى ‏ولو‏ ‏كنت‏ ‏كمازح‏ ‏في‏ ‏عيون‏ ‏العالم‏.. ‏إبراهيم‏.. ‏نترك‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أن‏ ‏نتبع‏ ‏الله‏ ‏وإسحق‏ ‏نتعلم‏ ‏منه‏ ‏كيف‏ ‏نتمسك‏ ‏بالمواعيد‏ ‏الإلهية‏.. ‏أنظروا‏ ‏هذا‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏واحد‏ ‏فقط‏ ‏جزء‏ ‏بسيط‏ ‏منه‏ ‏سفر‏ ‏التكوين‏ ‏ماذا‏ ‏عن‏ ‏باقي‏ ‏الأسفار‏!!‏

ثالثا‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏:‏ من‏ ‏يريد‏ ‏التأمل‏ ‏يذهب‏ ‏ويقرأ‏ ‏في‏ ‏سير‏ ‏القديسين‏، ‏قد‏ ‏يقول‏ ‏البعض‏ ‏إنهم‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ - ‏أقول‏ ‏لا‏ ‏صحيح‏ ‏أنهم‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏وما‏ ‏قبله‏ ‏وما‏ ‏بعده‏ ‏ولكنك‏ ‏أنت‏ ‏كابن‏ ‏لله‏ ‏تقرأ‏ ‏سيرة‏ ‏القديس‏ ‏فتعلق‏ ‏وتحب‏ ‏فضيلة‏ ‏معينة‏ ‏فيه‏. ‏هذه‏ ‏الفضيلة‏ ‏تمتصها‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تشعر‏.. ‏إذا‏ ‏أعجبت‏ ‏بفضيلة‏ ‏في‏ ‏العذراء‏ ‏كالتسليم‏ ‏تأخذ‏ ‏قبسا‏ ‏منها‏.. ‏هوذا‏ ‏أنا‏ ‏أمة‏ ‏الرب‏ ‏ليكن‏ ‏لي‏ ‏كقولك‏، ‏لتكن‏ ‏مشيئتك‏.. ‏مهما‏ ‏حدث‏ ‏ومهما‏ ‏ظن‏ ‏الناس‏ ‏بي‏.. ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏أن‏ ‏ظهر‏ ‏الحمل‏ ‏سترجمين‏.. ‏لكن‏ ‏لتكن‏ ‏مشيئتك‏، ‏وها‏ ‏هي‏ ‏عند‏ ‏الصليب‏ ‏في‏ ‏تسليم‏ ‏عجيب‏.. ‏أما‏ ‏العالم‏ ‏فيفرح‏ ‏لقبوله‏ ‏الخلاص‏ ‏وأما‏ ‏قلبي‏ ‏فيلتهب‏ ‏عند‏ ‏النظر‏ ‏إلى ‏صلبوتك‏.‏

رابعا‏ ‏أحداث‏ ‏الحياة‏:‏ لو‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏حياتك‏ ‏بركة‏ ‏أو‏ ‏تجربة‏ ‏تأمل‏ ‏فيها‏ ‏وتعمق‏ ‏فيها‏.. ‏لو‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏حياتك‏ ‏نجاح‏ ‏أو‏ ‏فشل‏ ‏تأمل‏ ‏فيه‏ ‏لأن‏ ‏الله‏ ‏يكلمك‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏هذا‏ ‏الحدث‏.. ‏أعرف‏ ‏طبيبا‏ ‏كان‏ ‏مستهترا‏ ‏جدا‏ ‏ومن‏ ‏شدة‏ ‏استهتار‏ه ‏كان‏ ‏يعلم‏ ‏ابن‏ ‏أخته‏ ‏كل‏ ‏الخطايا‏ ‏وفي‏ ‏إحدى‏ ‏المرات‏ ‏وهما‏ ‏عائدين‏ ‏من‏ ‏الإسكندرية‏ ‏مشبعين‏ ‏بالرذائل‏ ‏تحدث‏ ‏حادثة‏ ‏لهما‏ ‏وينتقل‏ ‏الشاب‏ ‏الصغير‏ ‏إلى‏ ‏العالم‏ ‏الآخر‏.. ‏بدأ‏ ‏يشعر‏ ‏أنه‏ ‏نجى‏ ‏من‏ ‏الحادثة‏ ‏وأنه‏ ‏سبب‏ ‏هلاك‏ ‏هذا‏ ‏الشخص‏، ‏وبدأ‏ ‏يبكي‏ ‏بالدموع‏ ‏أمام‏ ‏الله‏ ‏ليقدم‏ ‏توبة‏ ‏الله‏ ‏يقسمها‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏يتوب‏ ‏ويصلي‏ ‏إلى‏ ‏الله‏، ‏أن‏ ‏يغفر‏ ‏لهما‏ ‏وتحول‏ ‏اتجاه‏ ‏هذا‏ ‏الإنسان‏ ‏نحو‏ ‏الله‏.‏

نحن‏ ‏نحتاج‏ ‏أيها‏ ‏الأحباء‏ ‏أن‏ ‏نتعامل‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الحياة‏ ‏اليومية‏ ‏أن‏ ‏كان‏ ‏نجاح‏ ‏أشكرك‏ ‏يارب‏، ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏فشل‏ ‏ماذا‏ ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تقول‏ ‏يارب‏، ‏وأن‏ ‏كانت‏ ‏تجربة‏ ‏أسمع‏ ‏صوت‏ ‏ربنا‏ - ‏الرب‏ ا‏فتح‏ ‏لي‏ ‏أذنا‏ ‏لأسمع‏ ‏كالمتعلمين‏.‏

أحبائي‏:‏ تعالوا‏ ‏نعيش‏ ‏حياة‏ ‏التأمل‏ ‏التي‏ ‏عاشتها‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏.‏
الله‏ ‏يعطينا‏ ‏ألا‏ ‏نصوم‏ ‏وألا‏ ‏نحتفل‏ ‏بأعياد‏ ‏القديسين‏ ‏في‏ ‏روح‏ ‏جسدية‏, ‏ولكن‏ ‏في‏ ‏فرحة‏ ‏روحية‏ ‏مقدسة‏ ‏حتي‏ ‏نسير‏ ‏وراءهم‏ ‏علي‏ ‏نفس‏ ‏الدرب‏ ‏ونصل‏ ‏معهم‏ ‏إلي‏ ‏أورشليم‏ ‏السمائية‏ ‏ونحيا‏ ‏معهم‏ ‏مع‏ ‏الرب‏.. ‏آمين‏

مقال لنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏موسي - أسقف‏ ‏الشباب – في جريدة وطنى - ﺇصدار أول: السنة 53 العدد 2589 - ﺇصدار ثان: السنة 11 العدد 555 – يوم الأحد الموافق 7 أغسطس (آب) 2011 ميلادية، 1 مسرى 1727 شهداء (قبطية)، 7 رمضان 1432 هجرية (للهجرة) – الصفحة الثالثة (3)، مقالات دينية
http://www.watani.com.eg



Share

Wednesday, January 5, 2011

Friday, October 15, 2010

ذوبان الهوية


ذوبان الهوية
نيافة الأنبا موسي


أخطر ما فى العولمة: "ذوبان الهوية"!

ذلك لأن ثورة الاتصالات المعاصرة، من فضائيات وانترنيت، أحدثت تفاعلاً يومياً، 24 ساعة فى اليوم، وسبعة أيام فى الأسبوع، بين مختلف البشر الداخلين إلى الانترنيت، أو المشاهدين للفضائيات.
ومع أن لهذا التواصل الاجتماعى فوائد جمة، شرحناها سابقاً، وأهمها الاستفادة المتبادلة للمعلومة والخبر، وللأفكار والثقافات، والتعرف على مختلف الأديان والحضارات، إلا أن المشكلة تكمن فى أنه سيأتى يوم قريب، يتربى فيه أطفالنا وشبابنا على الانترنيت والفضائيات، أكثر بكثير من تربية الأسرة والكنيسة والمدرسة. وحين لا تقوم الأسرة والكنيسة والمدرسة بتربية أولادنا وبناتنا، ستتم تربيتهم على ما يشاهدونه على مواقع الانترنيت، وما يكونونه من علاقات فى الفضاء الالكترونى: مواقع الفيس بوك واليوتيوب وTwitter والـ Second Life. وهنا تبدأ المشكلة: أن تذوب هوية من يترك نفسه لتربية هذه المواقع، ومن يرتادها من البشر، وما فيها من أفكار، وما يمكن أن ينتج عنها من علاقات، يمكن أن تكون منحرفة أو خادعة... تذهب به بعيداً عن هويته الأصلية!

وهنا تتوارى شيئاً فشيئاً هوية رواد هذه المواقع، وتذوب تدريجياً، وهذه الهوية يمكن أن تكون عناصرها كما يلى:

1- الهوية الدينية. 2- الهوية الثقافية. 3- الهوية الوطنية (القبطية - كنيستنا، والمصرية - وطننا).
ولنبدأ فى دراستها تباعاً...

1- الهوية الدينية
من المتوقع أن تذوب نظرة الأجيال الصاعدة للأديان، لا ذوبان الحب الإيجابى، ولا التعارف والتفاعل البناء، بل ذوبان الضياع الكامل لها فى حياة أبنائها... حيث يصيحون قائلين: "مش مهم الدين، المهم مزاجى الشخصى واختياراتى!" بل أن بعض المثقفين يتحدثون عن إمكانية وصول الأجيال القادمة إلى ما يسمى "الثقافة الكوكبية" (Global Culture) ، وإلى تدين أو "دين جديد" يتكون من:
1- أديان التوحيد الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام.
2- الأديان الأخرى مثل: البوذية، والكونفوشية، والهندوسية.
3- ميثاق حقوق الإنسان.
لهذا فمن المهم أن من يدخل إلى عالم الفضاء الالكترونى، يجب أن يكون واثقاً من هويته الدينية، ومتمسكاً بها عن اقتناع وحب وفهم، حتى لا تذوب هويته الدينية بسهولة، فى هذا الجو "المعولم"!
والذوبان هنا قد يطال التدين الشخصى للإنسان (كمسيحى)، أو الانتماء الطائفى والعقيدى (كأرثوذكسى)، أو الاثنين معاً! لهذا يجب تثبيت أولادنا مسيحياً وأرثوذكسياً ليواجهوا أعاصير العولمة والإعلام والانترنيت.

2- الهوية الثقافية
فلكل ثقافة ملامحها الخاصة، فالثقافة الأمريكية تختلف عن الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والعربية والإفريقية والأسيوية... إلخ. ثقافات متعددة فى كل العالم، تحترم بعضها بعضاً، كما تحترم الاختلاف الكائن بين
إحداها والأخرى.
ولنا نحن ثقافتنا المصرية التى عشنا عليها، من: احترام الكبير، والالتزام بالوالدين والجدّين، وشهامة التعامل مع المريض والمسن والمحتاج، وحلاوة التكافل الاجتماعى دون نظر إلى أى فوارق دينية أو إجتماعية، وعدم قبول الظلم الواقع على نفسى أو على غيرى، أو ثقافة الإيثار واحترام مشاعر الآخر... أو ذلك الدفء العاطفى فى الأسرة والصداقة والمجتمع... هذه كلها بعض مفردات الثقافة المصرية.
لكن الداخل إلى العالم الافتراضى، سيلتقى بثقافات أخرى، بعضها قد يدعو إلى:
1- الذاتية... حيث شعار البعض الآن: "أنا وبعدى الطوفان".

2- المادية... "المهم عندى فلوسى؟... هذا شعار آخر مرفوع!

3- الجسد... والانفلات الجنسى الرهيب على هذه المواقع، سواء بالصورة أو بالعلاقات المنحرفة المتاحة... وآخر "موضة" موقع يدعو الأزواج والزوجات إلى التبادل والشيوع... وهذا الأمر جرمناه فى مصر، ولكنه متاح فى أماكن أخرى كما تقول الدراسات المعاصرة.

4- الاستهلاكية... حيث ثقافة المول حيث يتم عرض السلع بصورة مبهرة، لتشترى ما لست بحاجة إليه... أما عن أخيك المحتاج: "مش مهم... وأنا مالى؟".

5- العنف... الذى بدأ يسود التعاملات الدولية والاجتماعية والأسرية... وهو منتشر الآن فى كل مكان.
الخطورة – إذن – أنه ما لم تتربى أجيالنا تربية ثقافية مصرية جيدة، بكل ما فيها من إيجابيات، مع رفض ما فيها من سليبات... ما لم نفعل ذلك، ستندمج أجيالنا فى هذه الثقافة العولمية، بكل ما فيها من سلبيات. ونحن طبعاً لا نقصد الانغلاق الثقافى على الإطلاق، بل ندعو إلى الانفتاح الثقافى على الآخرين فى كل العالم، لنستفيد ونختار الجيد، ونرفض الردئ... ننفتح على كل الناس والثقافات، ولكن بشرط أن يكون شعارنا هو: "اختر الجيد، وأرفض الردئ" (Select and Reject).

3- الهوية الوطنية

من مخاطر الاندماج الإلكترونى دون استعداد وبناء وتحضير جيد للإنسان، أن ينتج عنه نوع من "ذوبان الهوية الوطنية"... ذلك لأن الاندماج الثقافى العولمى، سيتبعه بالضرورة الكثير من ذوبان الانتماء الوطنى لبلدى مصر.
بل أن البعض ربما يبهرون بالأوطان الأخرى بما فيها من نمو علمى واقتصادى، أو حرية زائدة، فيتراجع لديهم حبهم واحترامهم لوطنهم الأصلى، وتذوب – بالتالى – هويتهم المصرية، بل أن البعض قد يحسّ بالخجل منها... للأسف!
ولذلك ينبغى أن نربى أولادنا على معرفة هويتهم الوطنية، بجانب هويتهم الكنسية، فهو مصرى قبطى أرثوذكسى... أى أن هويتنا الوطنية تحتوى أمرين:
1- الهوية المصرية (كوطن).
2- الهوية القبطية (ككنيسة).

أ- الهوية المصرية
يجب أن تتعرف أجيالنا مسيحيين ومسلمين على عرقهم الأصلى المصرى، فهم سلالة الفراعنة العظام، أول من عرف الطب والفلك والهندسة والكيمياء والكتابة.

أنهم بناة "الأهرام" التى ما زال العلم الحديث فى حيرة من أمرها يدرس: كيف تم بناؤها؟ وكيف صمدت على مر الزمن؟


+ والمصريون هم مخترعو "الورق" الذى كان ينمو كنبات على شاطئ النيل، فجعلوا منه أوراقاً للكتابة، بدأت فى شكل (رول) فى القرنين الأول والثانى، ثم صارت فى شكل (كشكول) فى القرن الثالث

+ وكلمة "الكيمياء" فرعونية، فمصر إسمها (ريم إن كيمى) أى الأرض السمراء، بسبب لون طمى النيل. ومنها أتت الكيمياء عموماً بعد ذلك (chemistry)

+ وفوق الكل، نحن الذين عرفنا "التوحيد"، قبل أن يعرفه كل العالم الأممى، وذلك من خلال "أخناتون".
+ وماذا عن "كتاب الموتى" وكتابات الحكماء؟
+ وها هى آثار الفراعنة العُظام تتحدى الزمن، ولولا استمرار "اللغة القبطية" فى حياتنا الكنسية، لما استطاع "شمبليون الفرنسى"، أن يفك رموز "حجر رشيد"، ويتعرف على مفردات اللغة الهيروغليفية، فانفتح لنا كنز عظيم من آثار وكتابات الفراعنة.
يجب أن تتعرف أجيالنا على هذا كله، لكى يفتخروا بمصريتهم، ويتمسكوا بهويتهم.

ب- الهوية القبطية
وأقصد بها "الكنسية القبطية" الأرثوذكسية، ذات التاريخ المجيد والعريق. فكلمة "قبط" هى نفسها كلمة "Egypt"، وهى أصلاً كلمة هيروغليفية "هاكبتاح"، أى أرض الإله الفرعونى "بتاح"... وصارت فى اليونانية "إيجبتون"، وصرنا ننطقها "القبط"...

لذلك يجب أن تتعرف أجيالنا على كنيستهم المجيدة، فهى:

1- كنيسة "اللاهوتيين": التى قادت العالم فى القرون الأولى للمسيحية، ووجهت المجامع المسكونية العالمية لصياغة قانون الإيمان المسيحى، رافضة.

+ هرطقة "آريوس"... الذى طعن فى ألوهية السيد المسيح.
+وهرطقة "مقدونيوس"... الذى طعن فى ألوهية الروح القدس.
+ وهرطقة "نسطور" الذى فصل بين طبيعتى السيد المسيح: اللاهوت والناسوت.
+ وهرطقة "أوطاخى"... الذى إدعى أن الناسوت كان أثيريا وذاب فى اللاهوت.
+ وهرطقة "سابليوس"... الذى إدعى أن جوهر اللاهوت أقنوم واحد ظهر فى العصور المختلفة بصور متعددة.
+ وهرطقة "أبوليناريوس"... الذى إدعى ذوبان النفس الإنسانية للسيد المسيح فى لاهوته، إلى غير ذلك من الهرطقات...
وحتى اليوم، تظل الصياغة اللاهوتية لقانون الإيمان، والكتابات اللاهوتية لأثناسيوس وكيرلس العمود الفقرى فى شرح اللاهوت المسيحى فى كل أنحاء العالم المسيحى، بطوائفه المتعددة.

2- كنيسة "الرهبنة": فهى الكنيسة التى نشرت الرهبنة فى كل أنحاء العالم، من خلال ما كتبه القديس أثناسيوس عن سيرة الأنبا أنطونيوس، حين كان فى المنفى فى أوروبا... فصار هذا القديس وذاك الكتاب نبراساً فى كل العالم المسيحى.

وقد صار آباء الرهبنة فى مصر: أنطونيوس وبولا وشنوده وباخوميوس، وغيرهم وأولادهم وتلاميذهم معلمى الرهبنة فى كل العالم، حيث جاء "باليديوس" وغيره من بلاد مختلفة، وعاشوا فى أديرتنا، وتعلموا من آبائها، ثم ذهبوا إلى بلادهم ليقيموا رهبنات مشابهة، كما كتبوا تاريخ الرهبان الأقباط ساكنى الصحارى والبرارى والمغارات... وواضعى قوانين الرهبنة.

3- كنيسة "الشهداء": فكنيستنا القبطية قدمت للسيد المسيح أكبر عدد من الشهداء، بل إنها الكنيسة الوحيدة فى العالم التى لها تقويم خاص بجانب التقويم الميلادى – يدعى "تقويم الشهداء"، بدأ سنة 284م، مع اعتلاء دقلديانوس للعرش، وهو واحد من عشرة أباطرة رومان، قتلوا الآلاف من المسيحيين الأقباط.
وشكراً لله أن كنيستنا مازالت حتى الآن، تقدم من أبنائها قرابين الاستشهاد، مثل شهداء نجع حمادى الأحباء.

4- كنيسة "الكرازة": فلاشك أن الكنيسة القبطية كانت كنيسة كارزة منذ البداية، فهى التى امتدت بالمسيحية شرقاً إلى الهند، من خلال العلاقة "بانتينوس"، وشمالاً إلى فلسطين وآسيا الصغرى، وجنوباً إلى أثيوبيا وإريتريا، وغرباً إلى المدن الغربية وحتى سويسرا وإيرلندا... وهذا تاريخ مجيد يجب أن يتعرف عليه أولادنا.

وفى العصر الحالى، امتدت الكنيسة القبطية، برعاية ومجهودات قداسة البابا شنوده الثالث، إلى كل أنحاء العالم، وبدأ – مع هجرة الأقباط – نصل بالكنائس والآباء الأساقفة والكهنة والأديرة والاكليريكيات إلى أنحاء الويالات المتحدة وكندا، واستراليا، وأوروبا، وأفريقيا، وصرنا نسمع عن كنائس وقداسات قبطية فى الصين واليابان وسنجابورا وماليزيا وتايلاند والمكسيك وفنزويلا والبرازيل وفيجى وباكستان... إلخ.

+++

الــــــخــــــلاصة:

من المهم – إذن – أن نربى أولادنا تربية سليمة، ونجعلهم يشبعون بهويتهم المسيحية، والقبطية، والأرثوذكسية، والمصرية... لكى لا يذوبوا فى طوفان الانترنيت والفضائيات، بل يظلوا صامدين أمام تأثيراتها، وملتزمين بمبدأ:

+ نتفاعل إيجابياً... + نتفاعل حسناً... + نقبل ونرفض...

فنحن أبداً لا نريد لأبنائنا أن يعيشوا فى "عزلة" عن المجتمع العالمى، والتطوارات المعاصرة، وعالم الانترنيت والفضائيات والمعلومات، بل أن يتعلموا فضيلة "الإفراز والتمييز". التى قال عنها القديس أنطونيوس: أنها
"أهم الفضائل"...

وهنا تحضرنى قصة صغيرة عايشتها فى أحد مطارات أمريكا، وكنت فى وداع قداسة البابا، حيث رأيت رجلاً مصرياً يجلس على مقعد بالمطار، ويحمل طفلاً سنه 2 أو 3 سنوات... وكان الطفل يضرب والده فى صدره قائلاً له:

You are not Egyptian Dad, You are American

وكرر الطفل العبارة بدموع وصراخ ثلاث مرات وهو يضرب صدر والده... فنظر لى والده باشفاق وقال: "شايف ياسيدنا!!" وفى عينيه حسرة بالغة!!

+++
حفظ الله أجيالنا الصاعدة محتفظين بهويتهم متعددة الأبعاد، ليقول كل منهم:
+ أنا مسيحى (الهوية الدينية). + أنا أرثوذكسى (الهوية العقائدية)
+ أنا قبطى (الهوية الكنسية). + أنا مصرى (الهوية الثقافية والوطنية).
وهذا ما نحاول توصيله لأولادنا فى المهجر:

I am Christian I am Orthodox
I am Coptic I am Egyptian

يبقى بعد أن عرضنا لهذه التحديات التى تواجه الجيل الرقمى المعاصر وهى:

1- الثقافة العولمية. 2- ثورة الاتصالات. 3- العالم الافتراضى.
4- بين التراث والمعاصرة. 5- ذوبان الهوية





Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News