Thursday, May 31, 2012

احبوا اعداءكم


وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. متى 5: 44

وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. متى 10: 36

كيف يكون ذلك وفي هذا النص ﺇيحاء ﺇلى اﻹنسان باساءة الظن في أهل بيته لأنهم أعداءه؟ فيعاملهم بما يخالف تعاليم السيد له المجد نفسه القائل

تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. متى 22: 39

أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمْ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. متى 15: 4

وَإِنِ انْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذلِكَ الْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ. مرقس 3: 25

بل كل تعاليمه تحض على المحبة لكي يعيش الناس في سلام

يجب أن نعلم جيداً أن الأهل الذين يعملون على تحدي ﺇيمان اﻹنسان المسيحي، قد يقودهم هذا التحدي ﺇلى تهديد سلامة اﻹنسان المسيحي وﺇعثاره، مما يؤدي باﻹنسان المسيحي ﺇلى مضاعفة الحرص والحذر من أهله الحمقى المتربصين له الدوائر ﻹيقاعه في التهلكة ﺇنتقاماً منه بسبب مسيحيته، فيظل ﺇلى آخر لحظة من حياته أَمِينًا (لسيده المسيح) إِلَى الْمَوْتِ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 10

وفي نطاق هذه الأمانة لسيده المسيح، لا يحمل حقداً ضد هؤلاء الأهل المعادين له، بل يظل متسامياً بمحبته لهم فلا يقاوم الشر بالشر، عملاً بمبادئ سيده، محباً ومباركاً ومصلياً من أجلهم، أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. متى 5: 44

وهكذا ﺇختط (أي وضع وخطط ورسم) السيد المسيح بنفسه عملياً هذه المبادئ السامية نبراس الكمال وترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته


وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ: هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ. فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً: مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟ ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي. مرقس 3: 32 - 35

ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ. أعمال الرسل 7: 60

لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل. رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 21 - 23

فكون السيد المسيح ينبه المؤمن ﺇلى حقيقة خطيرة: حقيقة عداء الأهل غير المؤمنين للمؤمن، فليس ذلك من السيد له المجد ﺇثارة للمؤمن ضد أهله وذويه المتربصين له الدوائر، بل ﺇنما لكي يكون المؤمن يقظاً، وليس بسيطاً فقط بل وحكيماً أيضاً، هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ. متى 10: 16 - 23

وقد وصف للمؤمن علاج العداوة سواء كانت صادرة عن أهله أو غيرهم وهذا العلاج هو: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. متى 5: 44

وفي نطاق هذا العلاج الرائع ربح الشهداء نفوس مضطهديهم، ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ. الأمثال 11: 30

وفي نفس النطاق المسيحي الصميم كانت دماء الشهداء بذار للمسيحية


المراجع

مجلة مارجرجس - السنة الثامنة عشر - العددان الثالث والرابع - مارس وابريل 1966 - صفحة 6

الكنوز الخفية في المقالات اللوكاسية - للعلامة المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط وابنوب - تقديم نيافة الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير المحرق - ﺇعداد القمص باخوميوس المحرقي - الطبعة الأولى - يونيو 2004 - الناشر دير السيدة العذراء بالمحرق القوصية أسيوط - رقم اﻹيداع : 14917 / 2007 - المطبعة: دار نوبار للطباعة - صفحة 385


Share

Saturday, May 19, 2012

صلاة الثقة


فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». يوحنا 11: 41 - 42

وعندما نتذكر هذه الكلمات التي تقترن دائماً بالايمان، الذي هو الثقة، ادعو الله أن يسكب بغزارة في قلوبنا الثقة. الثقة التي بدونها لا يمكن أن تستجاب طلبة، ولا أن تسمع صلاة. الثقة التي تفيض على النفس حياة حلوة هي حياة الشكر

عند التحدث عن صلاة الثقة في مدرسة الصلاة نستعرض صلاة يسوع. لم يكن محتاجاً أن يصلي. انه هو الذي سيفعل. ولكنه أراد أن يعطينا نماذج من الصلاة في أحرج المواقف، وفي أخطر الأزمات، حيث يكتنف النفس ضيق ﺇلى درجة الانزعاج... انزعاج من اضطراب مرثا وبكاء مريم... انزعاج من الصخب والضجيج بين الجموع... هذا الذي يصنع الآيات والعجائب لماذا لم يشف لعازر؟... انزعاج من التبلد العجيب في نفوس الكتبة والفريسيين، انزعاج من جفاف القلب من النعمة ونشوفة الأنفس من الايمان... انزعاج من التواء المقاصد حتى أن قادة الدين يضللون الشعب، ويقولون هذه أعجوبة ظاهرة هلم نقتل لعازر

لقد صلى يسوع. ما أحوجنا للصلاة. عندما نرى الأمور ملتوية، وتبدو الحياة معقدة، عندما تضيق السبل، ويخيم البؤس على الأنفس تأتي الصلاة صلاة الثقة. عندما أفكر في الحالتين قبل رفع الصلاة وبعدها أحس أن تغييراً مفاجئاً قد طرأ، وتبدلاً لم يكن في الحسبان. قبل الصلاة دموع تسيل على الخدود، تأوهات وكلمات ضخمة كثيرة. كان لعازر أحب الناس ﺇلى يسوع هو واختاه، والآن مريم تتألم ومرثا تولول. أتى الجمع من كل ناحية ليعزي. قالوا: ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت؟ ثم يتساءلون ماذا هو مزمع أن يفعل؟ ألعل الآيات التي كان يصنعها لا تستطيع أن تقهر الموت؟ حتى التلاميذ كانوا مذهولين. يخيل الى أن فريقاً منهم صدق كلمات يسوع أنه سيقوم، وفريقاً كان يقف على الحياد... بعض التلاميذ آمنوا وكانت لهم ثقة أن يسوع لن يسمح أن يطبق القبر على هذه الجوهرة لعازر وأمثال لعازر. وبعضهم وقف على الحياد، ألعل يسوع يفعل؟ هذا كله قبل أن يصلي يسوع. وبعد دقائق قام لعازر... موجة عجيبة من الفرح اجتاحت قلب مريم ومرثا... جماعة التلاميذ رفعوا رؤوسهم اعجابا وتقديراً وبعض الكهنة طأطأوها مذلولين مخذولين

هذه صلاة الثقة. ولم لا نصلي؟ هل الحال في كنيستنا اليوم أشد من الحالة التي كان فيها لعازر قبل أن يقوم؟ يقول يسوع: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. يوحنا 11: 41 – 42. انها ثقة كاملة، يسوع هو الرأس والكنيسة هي الجسد. هكذا قال يسوع. وهو لا يمكن أن ينقض المكتوب – أنت سمعت للعريس وستسمع للعروس. رب، أعد علينا الخطاب، وأعطنا أن نشكر لأنك سمعت

صلاة الثقة: أنها مدارج. صلاة الرجاء في روح الايحاء. عجباً أن نرى البكاء، وبعد قليل يأتي العزاء

بدأت هكذا: يا سيد هوذا الذي تحبه مريض – كانت القلوب متألمة، قلب مريم وقلب مرثا لأن أخاهما الحبيب قد مات

كان مريضاً لم يكن مرضاً عرضياً، لكنه كان شديداً، ولذلك قالت مريم: يا سيد أنت صديق، وسيد أيضاً، صداقتك من جودك، واعطاؤك من عطفك ولطفك، وأنت سيد بحق. أننا لا نشك أنك تحب لعاذر. ونحن نثق في ذلك. هذه الصلاة انما تنبثق من عواطف فيها. ﺇلى جانب الرجاء اخاء، رجاء يسوع واخاء لعازر. ونحن نرجو أن تكون صلواتنا مزدوجة، فيها رجاء واخاء. نحن لسنا شيئاً ولكن اذا كان يسوع قد رسم الطريق الذي يصل بنا ﺇلى قلب الله فلابد أن نسير فيه. وهذه المحبة ليست بالكلام واللسان بل بالعمل والحق – أشك في محبة لا تضع الرجاء أمام يسوع. أنها محبة كلامية – أنها محبة شكلية – أنها محبة وهمية – لكن المحبة الحقيقية هي أن نأتي باخوتنا كما هم بحالتهم ﺇلى يسوع

أهم مرضى؟ فالى الطبيب الشافي. أهم محتاجون؟ فالى الذي يسد أعوازهم. أهم بؤساء؟ فالى مصدر التعزية. أهم ضعفاء؟ فالى مصدر القوة. أهم أقوياء؟ فالى الذي يحفظ القوة. أهم مؤمنون؟ فالى الذي يزيد الايمان

حلوة جداً صلاة الاخاء، أن تصلي عن الاخوة بقدر ما تصلي لنفسك – أن تصلي للبعيدين قدر الاقرباء، أن تصلي للاعداء قدر الأحباء. أنها روح يسوع، صلاة الاخاء. وهذه الأخوة تلازمها صلاة الرجاء. أنك تطلب الى من يستطيع أن يستجيب. وسواء كانت الصلاة شفوية أو تحريرية، سواء كانت مسموعة يرددها القلب وينطق بها اللسان، أو كانت بالفكر فقط، هذه وتلك هي صلاة على كل حال. أنها صلاة الرجاء، نرجو من بيده أمرنا، وعندما نفكر أن يسوع صاحب الأمر الذي يملك الشفاء للروح والنفس والجسد، بل أن كل مخازنه مملوءة براً وخيراً لنا، عندما ترسم النعمة أمام عيوننا مقدرة يسوع، محبة يسوع، رحمة يسوع، رغبة يسوع في اسعافنا، يزداد الرجاء. يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ. يوحنا 11: 3. وكانت الطلبة مشفوعة بنوع من أنواع العتاب المحبب، الذي تحبه وتهتم بامره، وتود أن يكون دائماً سليم العقل والصحة والجسد والروح. أنه مريض. هكذا يجب أن نرفع الصلاة: يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ. يوحنا 11: 3. صلاة الاخاء، لأن كل فرد في الكنيسة أخ لنا، وصلاة الرجاء، لأن يسوع وحده هو الذي يستطيع أن يغير كل شيئ في الحال

كانت هناك حكمة، لأن يسوع لما سمع أن لعازر مريض مكث في الموضع يومين ومرثا تتلظى على جمر، ومريم تئن وتتوجع وتنفجر عيناها بالدموع. أنها حكمة الابطاء. أحياناً نصلي وتتأخر الاستجابة. هل قصرت يد الرب عن أن تخلص؟ هل ثقلت اذنه عن أن تسمع؟ قال يوماً بالنسبة للخطاة: هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. إشعياء 59: 1 – 2

أما مع مريم ومرثا فكان الابطاء في الاستجابة لحكمة لم تعرف الا بعد. لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ. يوحنا 13: 7. مرة هتف بولس: مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 8. فكان الجواب: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 9 – وقال بولس: وَتَجْرِبَتِي الَّتِي فِي جَسَدِي لَمْ تَزْدَرُوا بِهَا وَلاَ كَرِهْتُمُوهَا، بَلْ كَمَلاَكٍ مِنَ اللهِ قَبِلْتُمُونِي، كَالْمَسِيحِ يَسُوعَ. رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 14. قال بعض المفسرين انها مرض بالعين، اذ قال بولس: لأَنِّي أَشْهَدُ لَكُمْ أَنَّهُ لَوْ أَمْكَنَ لَقَلَعْتُمْ عُيُونَكُمْ وَأَعْطَيْتُمُونِي. رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 15

أحياناً يكون الابطاء مؤقتاً، أو يكون دائماً. ولكن يستجاب الطلب من طريق آخر - أن طلبة بولس لم تستجب، وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 7. خشي عليه من الكبرياء لأنه رأى السماء الثالثة. لذلك كانت شوكة الجسد واعطاه يسوع قوة الروح. أيهما أفضل شفاء الجسد من المرض أم مرض الجسد مع فيض من النعمة

ثم جاء يسوع ﺇلى القبر، وبتجاوز النقاش بين مريم ويسوع. كان المنظر رهيباً هنا. وقف يسوع على القبر وقال يسوع: ارفعوا الحجر. فقالت مرثا: يا سيد قد انتن لأن له أربعة أيام. قال لها يسوع: ألم أقل لك أنك ان آمنت ترين مجد الله. أنت يا مرثا آمنت أني ابن الله. ألا يستطيع ابن الله أن يقيم الموتى؟ أو أن يخلق من جديد

ولكن عندما رأى مريم تبكي: بكى يسوع. أستطيع أن أسميها صلاة البكاء. أحياناً لا تستطيع أن تصلي بلسانك، ولكن الدموع تنهمر من العينين. الموقف دقيق، والأمر خطير. الدموع هي المنطق في هذا الوقت. بكى يسوع. يا له من بكاء. انه يشارك الناس في عواطفهم ووجدانهم. ليس بكاء الضعف، بل بكاء العطف. ليس بكاء الشكل بل بكاء الثقة. انه بكى لكي يعلمنا أن نبكي مع الباكين، ونتألم مع المتألمين. لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 18. صلاة صامتة، ولكنها مؤثرة. بكى يسوع. وكم من صلوات صامتة رفعت. يسوع يعرف الأحاسيس، ويدرك المشاعر، أنه يريدك أن تصلي بأي وسيلة وفي أي ظرف

رفع يسوع عينيه ﺇلى السماء، وقال: أيها الآب. وعندما نقرأ هذه الكلمات نحبها ونستعذبها ونقول: أيها الآب، مع الفارق بين يسوع الابن وبيننا - لقد أعطى كل واحد منا أن يتقدم بهذه الدالة، أنني أستطيع أن أقف في حضرته في أي وقت وليس هناك حاجب يمنعني من الدخول - لو لم تكن صلاة الثقة لم يقم لعازر. ولو لم نصل ﺇلى الله هذه الصلاة لن تخلص الكنيسة - بلا مانع وبلا عائق يجب أن نتقدم أيها الآب. أنه أبونا، انه لا يمكن أن يتخلى عنا، ولا يمكن أن يتنازل عن أخص اختصاصاته المحبة. ولا يمكن أن يتغير عن طبيعته. أنه رحيم. أيها الآب أشكرك وليت حياتنا كلها تتحول ﺇلى صلاة الشكر. وفيها نتذكر كل الأوقات التي سمعنا فيها الرب. ولكن نحن ننسى لأننا بشر. تعالوا نتذكر حتى نشكر. نتذكر الأوقات التي رفعنا فيها قلوبنا ﺇلى الله فاستجاب. نتذكر الضيقات التي مرت بنا ومن جميعها أنقذنا الرب

وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. مؤمن واثق متأكد كل التأكيد لا يستطيع الشك أن يتطرق ﺇلى ذهني. أنها الدالة التي بها ندخل ﺇلى قلبه، ﺇلى حضرته. نحن أولاده، نحن لا نستجدي. ولكن هذا هو حقنا. ان تخاذلنا عن هذا الحق فقد أهملنا هذا الحق الثابت لنا

ثم رفع عينيه، وقال: لعازر هلم خارجاً. تجمع الجسد، عادت الروح ذهبت العفونة، قام الجسد من بين الأموات. الحلو أن نتأمل في القدرة التي تستطيع أن تخلق من جديد. أنها صلاة البكاء، تعقبها صلاة العزاء. أي شكر، أي تمجيد، أي سجود، قام به الناس عندما قام لعازر - موجة من الفرح، ثقة مضاعفة، اعتزاز بالله لا ينقطع، وشكر لا يزول. أي فرحة في قلب مريم، وأي حظوة لمرثا، وأي هناء الذي كان مشتركاً بين الكل. لقد استجيب الصلاة فكان العزاء. وأي فرحة حينما يستجيب الله صلواتنا، ويختار لنا الراعي الصالح - فينتفي البؤس، ويزول اليأس، ويثبت الايمان

فليبارك الرب كلمته له المجد والعظمة من الآن وﺇلى الأبد.. آمين

المراجع

صلاة الثقة - المرحوم الأرشيدياكون عياد عياد من كتاب مدرسة الصلاة - أبريل/نيسان، مايو/ايار 1974 - رقم الايداع بدار الكتب 2679 – مطبعة العالم العربي - من صفحة 40 ﺇلى صفحة 45

----------

الأستاذ عياد عياد من رواد ومرشدوا وخدام الكنيسة

ولد عياد عياد في 22 نوفمبر عام 1897 في مطاي البلد التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا، عُرفت أسرته بالتقوى والروحانية العالية والثقافة الرفيعة.. نشأ أبناءها على حب الكنيسة وقراءة الكتاب المقدس والتعمق فيه.. فقد كانت أسرته تقيم إجتماعات دينية مسائية بحديقة المنزل، تدعو فيه الأقارب وغير الأقارب في مطاي وفي القرى المجاورة، لتفسير الكتاب المقدس من وعَّاظ مملوئين غيرة ومحبة مسوقين بالروح القدس، مع إجتماعات صلاة بجانب المدائح والتراتيل الروحية.. وكانت هذه فرصة للأستاذ عياد عياد الذي كان يعظ في الكنائس الأرثوذكسية التي بالقرى والمدن المجاورة، بالوعظ في جمعية بيت العائلة، ومنها ﺇلى الجمعيات القبطية في المدن المختلفة، ثم في كنائس القاهرة. وبهذا فقد تشرب منذ نعومة أظافره حب الخدمة والوعظ، إلى أن أصبح أشهر وعاظ الكرازة المرقسية في بداية القرن العشرين

و كان عياد عياد أصغر أخوته، ولد وله بعض المشاكل الصحية فقد كان ضعيف البصر، كما أصابه الربو في فترة مبكرة من حياته، ولكن حينما يعمل الله، فهو يحول المرض ﺇلى صحة، والضعف ﺇلى قوة، ولذلك كان ذو روحانية عميقة، متزن التفكير، قوى الحجة على دراية واسعة بأمور الحياة، جرئ في كل كلمة حق، ضليع في عقيدة كنيسته القبطية الأرثوذكسية، خطيب ذو أسلوب مميز مع خصابة الأسلوب، كريماً بشوشاً، محباً متواضعاً، وديعاً دقيقاً في مواعيده، كلماته منتقاه، لطيفاً منظماً في حياته، لا يتذمر قط مهما كانت الظروف، له صلاته العميقة، أما عن الكتاب المقدس فكان يقرأه بلا كلل ولا ملل رغم ضعف بصره وحفظ مئات الإصحاحات عن ظهر قلب، فهو ذخيرة عظاته

وإنضم عياد عياد إلى جميعة الأصدقاء عام 1934، وساهم مساهمة فعالة في إدارتها، وقد تعرف على الأستاذ/ حافظ داود (القمص مرقس داود) وكثيراً ما سافرا معاً في جولات تبشيريه من الأسكندرية إلى أسوان. وفي هذه الجولات تأسست كنائس وشُيدت جمعيات بسبب روح الله العامل في خدامه الأمناء

وفي يوم تأسيس كنيسة مار مرقس بشبرا في 24 مايو 1953، ألقى الأستاذ/ عياد عياد كلمة عن روح الجهاد وسر الإستشهاد، ومنذ ذلك اليوم وفي كل يوم أحد كان يأتي هو وزوجته إلى الكنيسة ليكونا من أوائل الحاضرين بها، وعلى المنبر كان يفرغ كل قوته في خدمتها.. وأمتدت عظاته لتشمل الإجتماعات المسائية في كل يوم من أيام الأسبوع، وأيضاً في الخيام والرحلات والمؤتمرات الروحية وسط الشباب والشابات الذي كان لقاؤه بهم يسعدهم.. فكم من شباب يدينون له بفضله عليهم في تغيير حياتهم ونموهم في النعمة، فكان المرشد الروحي لكثيرين وعلمهم كيف يسلكون بالتدقيق، وكيف يقرأون الكتاب المقدس بإلتزام وبالتشكيل حتى يسهل فهمه. كان يجلس بجانب الشمامسة ويقوم بتشكيل جميع القراءات لهم.. لم يخرج من فمه إلا كل ماهو جميل وطاهر.. وبجانب هذا كان صاحب دعابة لطيفة في أدب ومحبة.. وكان صاحب سلام نفسي رغم متاعبه الجسدية والصحية إلا أنه دائم الشكر، يقول ويردد عبارته المشهورة: في الجسد آلام وفي النفس سلام، لذلك عرف بالأستاذ سلام، يلقي السلام على الجميع ويقول في سلام: سلام لروحك

 قدم الأستاذ عياد عياد نفسه نموذجاً عملياً متكاملاً لجماعة الخدام، فقد كان إنجيلاً مفتوحاً، وكارزاً عاملاً، كان هو الواعظ والعظة، كانت كلماته رنانة تغذي القلب قبل أن تصل إلى العقل.. كان بالحق رجل المنبر، حتى أنه حمل المنبر معه في كل مكان، فكل جلسة معه كانت عظة، وسُمع صوته في كل مكان

وفي عهد الاستاذ / حبيب جرجس الذي كان مديراً للكلية الإكليريكية، فقد أختار الأستاذ/ عياد عياد أستاذاً للوعظ بها، كما عُين عضواً في المجلس الأعلى بها. وتتلمذ على يديه كثير من الوعاظ وكثير من المعلمين

وفي يوم 16 مايو عام 1972 إنتقل الأرشيدياكون عياد عياد إلى الأمجاد السمائية وقد شيعت الجنازة من الكاتدارئية المرقسية الجديدة، وقد أرسل رئيس الجمهورية السادات مندوباً عنه، كما أوفد قداسة البابا شنوده الثالث أربعة مطارنة هم الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة، والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة، والأنبا أغريغوريوس أسقف المعاهد الدينيه والبحث العلمى، والأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف، وحضر الجنازة أكثر من أربعة آلاف نفس

وفى مساء الخميس يوم 29 / 6 / 1972 الساعة 6 مساءاً أقامت كنيسة مار مرقس بشبرا حفل تأبين إستمر حوالي ساعتين، وتكلم في هذا الحفل القمص يوحنا جرجس، والأستاذ / كامل حنا رئيس جمعية الأصدقاء فرع المنصورة، والدكتور نجيب بطرس وغيرهم، وأخُتتم الحفل بكلمة القمص مرقس داود

ويقول القمص لوقا قسطنطين عنه

عرفته كنت صغيراً وهو كبيراً .. عرفته كنت متشوقاً وهو شيقاً

عرفته كنت تلميذاً وهو معلماً .. عرفته عملاقاً في الكلمة

عميقاً في علمه .. مدققاً في حياته

خبيراً في عظاته .. محباً لاسرته

مثالاً في إتضاعه

أذكرنا أمام عرش النعمة يامن حفظت كلمة الله والكلمة حفظتك


Share

Friday, May 18, 2012

القديس ثاؤدورس الشطبي


القديس تادرس الشطبي ولد في نهاية القزن الثالث الميلادي، كان جندياً وتعمد وهو في سن السادسة عشر وصار ﺇسفهلار أي وزير حربية

عين والياً على بلده أوخيطس وقتل التنين العظيم الذي كان يهاجم البلده فآمن أهلها بالمسيح

عذب كثيراً ومات ثلاث ميتات وكان الرب يقيمه، أخيراً نال أكليل الشهادة 220 ميلادية

بينما كان يتفقد الأمير تادرس معسكره بعد حملة شنها على أعدائه وهزمهم فيها، نفذ الماء، وكاد الجنود يموتون من الظمأ فصلى ﺇلى الله وقال: يا من رويت ظمأ بني ﺇسرائيل من الصخرة ﺇرو ظمأ جنودك. وما كان يفرغ من صلاته وﺇذ بريح تهب ويعقبها نزول المطر فشرب الجند حتى ﺇرتووا ثم تقدموا ﺇليه ومجدوا ﺇله الأمير تادرس يسوع المسيح وآمنوا جميعهم باله القديس تادرس
 

Ⲛⲓⲥⲧⲣⲁⲧⲓⲗⲁⲧⲏⲥ  ̀ⲛⲧⲉ  Ⲡⲓⲭⲣⲓⲥⲧⲟⲥ : ⲡⲓϫⲱⲣⲓ  ϧⲉⲛ  ⲡⲓⲡⲟⲗⲉⲙⲟⲥ : ⲡⲓ́ⲁⲅⲓⲟⲥ  Ⲑⲉⲟ̀ⲇⲱⲟⲥ

اسفهسلارية المسيح : الأقوياء في الحرب : القديس تادرس 


من كتاب السنكسار

استشهاد القديس ثاؤدورس الشطبي - 20 أبيب

في مثل هذا اليوم من سنة 220 ميلادية استشهد القديس ثاؤدورس الشطبي، كان أبوه يسمى يوحنا من شطب بصعيد مصر، قد ذهب ضمن الجنود إلى إنطاكية وهناك تزوج من أبنة أحد الأمراء الوثنيين، ورزق منها بثاؤدورس هذا ولما أرادت أن تقدم ابنها لبيوت الأصنام ليتعلم هناك مانع والده في ذلك. فغضبت منه وطردته. وظل الصبي عند أمه. أما والده فكان مداوماً الصلاة ليهديه إلى طريق الخلاص. وكبر الصبي وتعلم الحكمة والأدب، فأضاء السيد المسيح قلبه ومضي إلى أسقف قديس وتعمد منه وسمعت بذلك أمه فشق عليها كثيراً. ولكن القديس لم يأبه لها، وتدرج في مراتب الجندية، حتى صار من كبار القواد في عهد ليكينيوس قيصر. وكان أهل أوخيطوس يعبدون ثعباناً هائلاً، ويقدمون له ضحية بشرية كل عام. واتفق مرور ثاؤدورس في تلك الجهة، فرأي أرملة تبكي بكاء مراً فسألها عن سبب بكائها فقالت له: انني أرملة وقد أخذوا ولدي ليقدموهما ضحية للثعبان مع أنني مسيحية، فقال ثاؤدورس في نفسه: أنها أرملة ومظلومة والرب ينتقم لها. ثم نزل عن حصانه وحول وجهه نحو الشرق وصلى، ثم تقدم إلى الثعبان وأهل المدينة ينظرون إليه من فوق الأسوار وطعنه بالرمح فقتله وخلص ولدي الأرملة. وكان طول هذا التنين اثني عشر ذراعا

وحضر ثاؤدورس بعد ذلك إلى مصر ولبث عند أبيه حتى توفى فعاد إلى إنطاكية فوجد أن الملك قد كفر وأخذ يضطهد المسيحيين. فتقدم إليه واعترف بالمسيح. فأمر بحرقه وطرحه في النار. وهكذا أسلم الروح ونال إكليل الشهادة وأخذت جسده امرأة مؤمنة - قيل أنها أمه - بعد أن بذلت أموالا كثيرة وأخفته عندها حتى انتهى زمن الاضطهاد وقد بنيت علي اسمه كنائس في جهات متفرقة

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين





شهر أبيب نسبة الى الاله (ابيفى او ابيب) وهو الثعبان الكبير الذى اهلكه حورس او الشمس ابن أوزوريس، ذلك لانتقام حورس لابيه أوزوريس أي النيل من عدوه التيفون أي التحاريق

أبيب هو الشهر الحادي عشر من التقويم المصري. وهو يبدأ من 8 يوليو إلى 6 أغسطس. وهو ثالث أشهر موسم شمو. أي: الحصاد. في مصر القديمة. واسم الشهر بالديموطيقية: أپيدا. وهي الحية التي قتلها حورس في الأساطير المصرية القديمة

وقيل انه ينسب الى (هابى) اله الفرح

امثال الشهر: ابيب طباخ العنب والزبيب (لنضج الفواكه فيه) - ان كلت ملوخيه في ابيب هات لبطنك طبيب

ويقال: تين ابيب





المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الثاني. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 322 -
323



Share

Wednesday, May 16, 2012

الدرجة الروحية لترزي اﻹسكندرية

قيل ﺇن الأنبا أنطونيوس، كان ذات مرة يصلي في قلايته، فسمع صوتاً يقول: يا أنطونيوس ﺇنك لم تصل بعد، ﺇلى الدرجة الروجية، التي وصل ﺇليها ترزي معين، مقيم باﻹسكندرية

فقام القديس أنطونيوس في الصباح، وأخذ بيده عصاً من جريد النخل، وسافر ﺇلى الترزي. فلما رآه الرجل، خاف من هيبة الأنبا أنطونيوس! فقال له الأنبا أنطونيوس الشيخ: قل لي ماذا تفعل؟! وكيف تعيش؟! فقال له الترزي: أنا ذاتي لا أعرف ﺇنني أفعل شيئاً صالحاً! لكن عندما أقوم في الصباح، وقبل أن أبدأ بعمل يداي، أشكر الله، وأسبحه. وأضع خطاياي أمام عيناي، وأقول: كل سكان هذه البلدة سيذهبون ﺇلى ملكوت السموات، بسبب صدقاتهم، وأعمالهم الصالحة، ما عداي أنا، فانني أستحق العقاب الأبدي، بسبب آثامي! ومرة أخرى، قبل أن أنام في المساء، أفعل نفس الشيئ

فلما سمع منه الأنبا أنطونيوس، هذا الكلام، قال: حقاً ﺇنك تشبه ﺇنساناً، يشتغل في صناعة الذهب، ويعمل نماذجاً جميلة، بنقاوة قلب، بنية صافية، وراحة البال. ومن خلال أفكارك الطيبة، سترث ملكوت الله. بينما أنا الذي قضيت كل حياتي في البرية، منفصلاً عن الناس، لم أبلغ بعد، ما وصلت أنت ﺇليه
 


The Paradise Of The Holy Fathers, Palladius and Jerome 
أسئلة وﺇجابات للآباء القديسين عن الحياة الروحية (أسئلة تتضمن سير القديسين المشهود لهم من الرب)، الفصل الخامس عشر – من كتاب بستان القديسين للقديسين بلاديوس وجيروم – أقوال الآباء وتأملاتهم الروحية – سير 152 من القديسين وتعاليمهم – أسئلة وﺇجابات رقم 637 للآباء القديسين عن الحياة الروحية وتعاليمهم – صفحة 179، 180 – الدرجة الروحية لترزي اﻹسكندرية – دراسات روحية باشراف نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر – ترجمة وتعليق دياكون دكتور ميخائيل مكسى اسكندر – مكتبة المحبة – 30 شارع شبرا القاهرة – طبع بشركة هارمونى للطباعة – رقم اﻹيداع بدار الكتب 17300 / 1999 – الترقيم الدولي 9 – 0476 – 12 – 977 I.S.B.N. – جزءان، الأول 1300 تأمل وعظة وتفسير وتأمل روحي لكبار آباء الكنيسة القبطية، والثاني 152 سيرة للآباء القديسين الكبار في مصر وسوريا

Share

Monday, May 14, 2012

عن القديس يوليوس الأقفهصي

من فرط محبة السيد المسيح للقديس يوليوس الأقفهصي كاتب سير الشهداء ظهر وقال له: يا خادم القديسين الجهاد أمامك والقديسون الذين كتبت جهادهم يخرجون للقائك لكي يأخذونك معهم ﺇلى السماء.. ﺇذهب ﺇلى أرمانيوس والي سمنود واعترف باسمي ويعذبك لكن سأظهر عجائبي والوالي يصير شهيداً وتأخذ ثلاثة أكاليل واحد من أجل صدقاتك وصلواتك، واحد لأجل تعبك مع الشهداء، ثالث لأجل دمك الذي يسفك على ﺇسمي

لقد ﺇستغل أمواله الكثيرة في ﺇثراء حياتنا الروحية بالذخائر من سير الشهداء القديسين التي كان يدونها مستخدماً حوالي 300 غلام بعد أن يهتم بأجساد الشهداء ويدفنها باكرام

أعطاه الرب نعمة في عيون الولاه فلم يمنعوه من ﺇكرام المعذبين قبل ﺇستشهادهم بمعالجة جراحهم فكانوا يدعون له باﻹستشهاد مثلهم ولا يحرمه الرب من هذا الاكليل

من كتاب السنكسار

استشهاد القديس يوليوس الإقفهصي كاتب سير الشهداء ومن معه - 22 توت

فى هذا اليوم استشهد القديس يوليوس الإقفهصي (اقفوص بمركز الفشن بمحافظة المنيا) كاتب سير الشهداء. هذا الذي أقامه السيد المسيح للاهتمام بأجساد الشهداء القديسين وتكفينهم وإرسالهم إلى بلادهم. وقد أرسل الرب على قلوب الولاة سهوا فلم يتعرض له أحد، ولم يرغموه على عبادة الأوثان. وحفظه الله عناية بالشهداء واستخدم ثلاثمائة غلام لهذه الغاية. فكانوا يكتبون سير الشهداء القديسين، ويمضون بها إلى بلادهم. أما هو فكان يخدم الشهداء بنفسه ويداوى جراحهم، وكانوا يدعون له ويقولون: لا بد من سفك دمك على اسم المسيح لتحسب في عداد الشهداء. فلما زال ملك الملك دقلديانوس وملك قسطنطين البار. أراد السيد المسيح أن يتم له ما قد تنبأ به القديسون ليحسب في عداد الشهداء. فأمره الرب أن يمضى إلى أرمانيوس والى سمنود ويعترف بالسيد المسيح فانطلق إلى هناك فعذبه الوالي عذابات كثيرة وكان الرب يقويه. وصلى فإنشقت الأرض وابتلعت الأصنام سبعين وثنا ومائة وأربعين كاهنا كانوا يخدمونها، لما قدموها له ليسجد لها كأمر الوالي، ولا تزال آثارها بجوار بنها؛ وقد إكتشفتها بعثة أثرية مع بقايا كنيسة أتريب العظيمة

فلما رأى الوالي هلاك ألهته آمن بالسيد المسيح. ثم مضى صحبة القديس إلى والى أتريب الذي عذب القديس يوليوس بعذابات شديدا، وكان السيد المسيح يقويه. وكان في بعض الأيام عيد للأصنام فزينوا البرابي (فيافى الأوثان أو هياكل الأوثان) بالقناديل والتماثيل وسعف النخل، وأغلقوا الأبواب ليبدءوا بالاحتفال غدا، وطلب القديس من الرب فأرسل ملاكه وقطع رؤوس الأصنام وغبر وجوهها بالرماد وأحرق السعف وجميع آلهة البربا. ولما أتوا صباح اليوم التالي وهم متسربلون باللباس للاحتفال بالعيد ورأوا ما ألم بآلهتهم، عرفوا ضعفها، فأمن والى أتريب وعدد كبير من الشعب بالسيد المسيح، ثم مضى القديس من هناك إلى طوه (طوه، بقاياها بقرب طنطا) ومعه والى سمنود ووالى أتريب، واجتمع بالاسكندروس واليها. فامتنع أولا عن تعذيبهم، ولكنه رجع أخيرا فأمر بضرب أعناقهم. وهم يوليوس وولداه تادرس ويونياس وعبيده، وواليا سمنود وأتريب، وجماعه عظيمة يبلغ عددهم ألف وخمسمائة نفس استشهدوا معه، وحملوا جسده وولديه إلى الإسكندرية، لأنه كان من أهلها

شفاعته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد دائما أبديا.. آمين



شهر توت نسبة إلى الإله (تهوت أو تحوت) إله الحكمة والعلوم عند الفراعنة والقدماء المصريين


المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الأول. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 47 - 48


Share

صلاة


أشكرك أيها اﻹله العظيم على ما لنا من اليقين المبارك بأنه مهما ظهر أن الباطل قد ينتصر في هذه الحياة الدنيا فلا ريب أن ليل الخطية الحالك سيزيله نهار الأبدية حيث لا يكون حزن ولا تنهد

هبني اللهم مهما فشلت ومهما تحيرت أو أرتبكت بمشاكل الحياة أن لا أستسلم في أي مدة للفشل أو القنوط بل أتحمل كل ذلك مستنداً على قوتك عالماً بأن حياتي في أمان في يدك

وهكذا أمتلئ بالرجاء وأجد راحة البال والضمير. ليكن عزائي هو ﺇنتظار مجيئك والشركة الأبدية معك في السماء. لأن لك الملك والقوة والمجد ﺇلى الأبد آمين

أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين


Share

Thursday, May 10, 2012

القديسة مريم العذراء

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

Ϧⲉⲛ  ̀ⲫⲣⲁⲛ  ̀ⲙ̀Ⲫⲓⲱⲧ ⲛⲉⲙ  ̀Ⲡϣⲏⲣⲓ  ⲛⲉⲙ  Ⲡⲓⲡ̀ⲛⲉⲩⲙⲁ  ⲉⲑⲟⲩⲁⲃ  Ⲟⲩⲛⲟⲩϯ  `ⲛⲟⲩⲱⲧ  `ⲁⲙⲏⲛ





القديسة مريم العذراء

Virgin Mary, Maria, Mariam, Maryam, Martmaryam, Martmariam

Ϯⲡⲁⲣⲑⲉⲛⲟⲥ Ⲙⲁⲣⲓⲁ - ⲑⲉⲟⲧⲟⲕⲟⲥ - ⲙⲁⲥⲛⲟⲩϯ - Ⲁⲅⲓⲁ Ⲙⲁⲣⲓⲁ - ̀ϭⲣⲟⲙⲡⲓ - ϯⲟⲩⲣⲟ - ϯ́ⲥⲙⲁⲣⲱⲟⲩⲧ

العذراء مريم - والدة اﻹله - القديسة مريم - الحمامة - الملكة - المباركة

السلام للحمامة الحسنة التي ولدت ابن الله حقاً يسوع المسيح الكلمة الخالق. السلام لفردوس المسيح

Ⲭⲉⲣⲉ ϯ ̀ϭⲣⲟⲙⲡⲓ ⲉⲑⲛⲉⲥⲱⲥ : ⲑⲏⲉ̀ⲧⲁⲥⲙⲓⲥⲓ  ̀ⲙ̀ⲡϣⲏⲣⲓ  ̀ⲙⲪϯ  ̀ⲁⲗⲏⲑⲱⲥ : Ⲓⲏⲥⲟⲩⲥ Ⲡⲓⲭⲣⲓⲥⲧⲟⲥ ⲡⲓⲗⲟⲅⲟⲥ  ̀ⲛⲇⲩⲙⲓⲟⲣⲅⲟⲥ : Ⲭⲉⲣⲉ ⲡⲓⲡⲁⲣⲁⲇⲓⲥⲟⲥ  ̀ⲛⲧⲉ Ⲡⲓⲭⲣⲓⲥⲧⲟⲥ


وُلدت هذه العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان، وكان والدها متوجع القلب لأنه عاقر. وكانت القديسة حنة أمها حزينة جدًا فنذرت لله نذرًا وصلَّت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة: إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرًا لهيكلك المقدس

فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أٌرسِل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيم والدها الذي أعلم زوجته حنة بما رأى وسمع، ففرحت وشكرت الله، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم

لما بلغت مريم من العمر ثلاث سنوات مضت بها أمها إلى الهيكل حيث أقامت إثنتي عشرة سنة، كانت تقتات خلالها من يد الملائكة. وإذ كان والداها قد تنيحا تشاور الكهنة لكي يودعوها عند من يحفظها، لأنه لا يجوز لهم أن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن. فقرروا أن تخطب رسميًا لشخصٍ يحل له أن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من سبط يهوذا اثني عشر رجلاً أتقياء ليودعوها عند أحدهم وأخذوا عصيهم وأدخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت على عصا يوسف النجار، فعلموا أن هذا الأمر من الرب لأن يوسف كان صِديقًا بارًا، فتسلمها وظلت عنده إلى أن أتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها

بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، إذ كانت العذراء مريم ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تُحَل من رباطات الجسد، أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعًا من هذا العالم الزائل. ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتون، وكانت السيدة العذراء مضطجعة على سريرها وإذا بالسيد المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف من الملائكة، فعزاها وأعلمها بسعادتها الدائمة الذاهبة إليها، فسُرَّت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى، ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها فأصعدها إلى المساكن العلوية. أما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية، وفيما هم ذاهبون به اعترضهم بعض اليهود ليمنعوا دفنه، وأمسك أحدهم بالتابوت فانفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم على سوء فعله، وبتوسلات التلاميذ القديسين عادت يداه إلى جسمه كما كانت

لم يكن توما الرسول حاضرًا وقت نياحتها واتفق حضوره عند دفنها فرأى جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به، فقال له أحدهم: أسرع وقبِّل جسد الطاهرة مريم، فأسرع وقبَّله. وعند حضوره إلى التلاميذ أعلموه بنياحتها فقال لهم: أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها، فأنتم تعرفون كيف شككت في قيامة السيد المسيح. فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا، فعرَّفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به، وقال لهم الروح القدس: إن الرب لم يشأ أن يبقى جسدها في الأرض. وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في الجسد مرة أخرى، فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم السادس عشر من شهر مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها. وكانت سنو حياتها على الأرض ستين سنة جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار وأربعة عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي كوصية الرب القائل لها: هذا ابنك، وليوحنا: هذه أمك

قد بنيت أول كنيسة على اسمها بمدينة فيلبي، وذلك أنه لما بشر الرسولان بولس وبرنابا بين الأمم آمن كثيرون منهم بمدينة فيلبي وبنوا فيها كنيسة على اسم البتول والدة الإله

باركت السيدة العذراء أرض مصر ببركة خاصة مرتين: الأولى في اختصاصها مصر للهروب إليها مع الطفل يسوع ويوسف النجار من وجه هيرودس، والثانية في تجليها في مناظر روحانية نورانية داخل قباب الكنيسة المدشنة على اسمها الطاهر في منطقة الزيتون من ضواحي مدينة القاهرة وفوقها وذلك في يوم 2 إبريل سنة 1968 م (24 برمهات سنة 1684 ش) والذي استمر لعدة ليالي متوالية

تُعيِّد الكنيسة بتذكار ميلادها في يوم الأول من بشنس، وتذكار دخولها الهيكل في الثالث من شهر كيهك، وتذكار نياحتها في الحادي والعشرين من شهر طوبة، وتذكار صعود جسدها إلى السماء في يوم السادس عشر من شهر مسرى، وتذكار بناء أول كنيسة على اسمها في الحادي والعشرين من شهر بؤونة، وتذكار تكريس الكنيسة التي على اسمها بدير المحرق والتي باركها السيد المسيح بحلوله فيها مع تلاميذه وقت تكريسها في السادس من شهر هاتور، وتذكار تجليها في كنيسة الزيتون في 24 برمهات

السنكسار: 3 كيهك، 21 طوبة، 24 برمهات، 1 بشنس، 21 بؤونة، 16 مسرى


ميلاد القديسة العذراء والدة الإله - 1 بشنس

كتاب السنكسار

التقويم القبطي 1 بشنس للشهداء
9 مايو/أيار 2012

في مثل هذا اليوم نعيد بميلاد البتول الطاهرة مرتمريم والدة الإله التي منها كان الخلاص لجنس البشر. ولدت هذه العذراء بمدينة الناصرية حيث كان والداها يقيمان، وكان كليهما متوجع القلب لأنه لم يكن يستطيع أن يقدم قربانا لله لأنه لم ينجب أولادا فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أرسل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيم والدها حينما كان قائما في الجبل يصلي بقوله: ان الرب يعطيك نسلا يكون منه خلاص العالم. فنزل من الجبل لوقته موقنا ومصدقا بما قاله له الملاك وأعلم زوجته حنة بما رأي وسمع ففرحت وشكرت الله ونذرت نذرا أن الذي تلده يكون خادما لله في بيته كل أيام حياته وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم التي أصبحت ملكة نساء العالمين. وبها نلنا النعمة شفاعتها تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين

المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الثاني. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 143

الابصلمودية المقدسة السنوية والابصلمودية الكيهكية


للمزيد عن العذراء مريم

مريم‏ ‏فائقة‏ ‏القداسة للمتنيح
الأنبا غريغوريوس
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2011/08/blog-post_20.html

كأس‏ ‏الألم‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏العذراء للمتنيح الأنبا غريغوريوس
 

http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2010/08/blog-post.html

التأمل‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء لنيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏موسي
 
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2011/08/blog-post.html

Share

Wednesday, May 9, 2012

الشهيد مارمرقس البشير

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

Ϧⲉⲛ  ̀ⲫⲣⲁⲛ  ̀ⲙ̀Ⲫⲓⲱⲧ ⲛⲉⲙ  ̀Ⲡϣⲏⲣⲓ  ⲛⲉⲙ  Ⲡⲓⲡ̀ⲛⲉⲩⲙⲁ  ⲉⲑⲟⲩⲁⲃ  Ⲟⲩⲛⲟⲩϯ  `ⲛⲟⲩⲱⲧ  `ⲁⲙⲏⲛ


الشهيد مارمرقس البشير - كاروز الديار المصرية

Saint Mark The Evangelist

Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲁ̀ⲡⲟⲥⲧⲟⲗⲟⲥ - Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲉⲩⲁⲅⲅⲉⲗⲓⲥⲧⲏⲥ - Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲑⲉⲱ̀ⲣⲓⲙⲟⲥ
 مرقس الرسول - مرقس الانجيلي - مرقس ناظر اﻹله

استشهد يوم 30 برمودة بالاسكندرية عام 68 ميلادية وفي 30 بابة تذكار بناء كنيسته، وظهور رأسه المقدسة باﻹسكندرية

ويردد أوليري ما يقوله بعض مؤرخي وأساتذة التاريخ المسيحي في الغرب بأن المصادر الأولى - مثل أوريجانوس وﺇكلمنضس اﻹسكندري - لم تشر ﺇلى مارمرقس كمؤسس لكنيسة اﻹسكندرية، وأن المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري قد سجل بصفة عامة في القرن الرابع عبارة تقول ﺇنهم يقولون ﺇن مارمرقس هو أول من حمل اﻹنجيل لمصر.. وهي حجتهم الوحيدة

Eusebius, Ecclesiastical (Eccles) History, II. 16
Church History (Book II)

Chapter 16. Mark first proclaimed Christianity to the Inhabitants of Egypt.

1. And they say that this Mark was the first that was sent to Egypt, and that he proclaimed the Gospel which he had written, and first established churches in Alexandria.

2. And the multitude of believers, both men and women, that were collected there at the very outset, and lived lives of the most philosophical and excessive asceticism, was so great, that Philo thought it worth while to describe their pursuits, their meetings, their entertainments, and their whole manner of life.

والواقع أن كرازة مارمرقس في مصر كانت أمراً واقعياً ومعروفاً لكل أقباط مصر، كما أن يوسابيوس نفسه قد ذكر بالترتيب خلفائه البطاركة الذين تلوه حتى أيامه (للمزيد في كتاب: تاريخ كنيسة بنتابولس) وأكد أنهم كانوا خلفاء اﻹنجيلي مارمرقس

ويذكر أوليري أن قوانين الرسل تؤكد أن أنيانوس
Anianos
كان أول أسقف للاسكندرية. وقد رسمه اﻹنجيلي مارمرقس، وأما الأسقف التالي فهو أبيليوس
Abilios
وقد رسمه القديس لوقا اﻹنجيلي في رأي البعض


The Apostolic Constitutions
Apostolic Constitutions (Book VIII)
Mark the Evangelist, 30 Barmoudeh (25 April) and 30 Babeh (27 October). Early authorities such as Origen and Clement of Alexandria, make no reference to St. Mark as the founder of the Church of Alexandria, but we find it in fourth century writers first in Eusebius, H.E., ii. 16 who gives it as a general belief 'they say that Mark was the first who brought the Gospel to Egypt.' Rather later Apostolical Constitution, viii. 46, state that Anianos the first bishop of Alexandria was ordained by the Evangelist St. Mark, the next bishop Abilios by St. Luke. The tradition is fully developed in the apocryphal Acts of the Apostles where we find an account of 'The Martyrdom of St. Mark', according to that Martyrdom St. Mark exercised his ministry in Rakoti (Alexandria) where his first convert was the shoe-maker Anianos.

The pagans of the city were greatly annoyed by the progress of the Gospel and planned to entrap St. Mark and encompass his death. Aware of this, he ordained Anianos to act as bishop in his place, and also ordained three priests, Milius, Cerdon, and Primus, all of whom succeeded to the see of Alexandria in due course.

(B.M. 131-2, in Crum, Catalogue of the Coptic MSS., Crum, Theol. Texts, 15. white, Monasteries, i. no. vi. G. Wien K. 9450, 9439 and Clar. P. 139-142. Paris 129/13 - these give only fragments of the Coptic text: the whole is extant in Arabic and Ethiopic translations.)

كما يشير ﺇلى سيرة مارمرقس واستشهاده باﻹسكندرية - راقودة أو راكودة - وهو اسم اﻹسكندرية قديماً
Rakoti
Ⲣⲁⲕⲟϯ - Ⲣⲁⲕⲱϯ
 وكان أول من آمن به هناك اﻹسكافي أنيانوس. وقد أشرنا ﺇلى مخطوط عن استشهاده يوم عيد القيامة المجيد وكان موافقاً 8 مايو في تلك السنة

وقد ناقشنا طريقة تعذيب القديس مارمرقس واستشهاده في اﻹسكندرية. وقلنا رأينا ان دور اليهود هو الأساسي، فقد أثاروا الوثنيين من المصريين والرومان ضد القديس، فجروه في شوارع اﻹسكندرية وحبسوه في مكان خرب، وأن الرب يسوع قد طمأنه بنيل ﺇكليله، وكتابة ﺇسمه في سفر الحياة

وفي اليوم التالي جره الأشرار في الشوارع، حتى أسلم روحه الطاهرة. ولما أضرموا ناراً لحرقه هطلت أمطار غزيرة، وحدثت رعود وبروق وزلازل، وهرب على أثرها الأشرار. فأخذ المؤمنون جسده الطاهر، وأخفوه في الكنيسة، بعدما جعلوه في تابوت

ويذكر السنكسار أنه رسم أنيانوس أسقفاً وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، وأنه مضى ﻹفتقاد شعبه في بنتابوليس (ليبيا الشرقية). ولما عاد نال ﺇكليله في اﻹسكندرية سنة 68 ميلادية

وتذكر المخطوطات القبطية أن مارمرقس البشير هو أول باباوات اﻹسكندرية وأحد الرسل السبعين الذين اختارهم السيد المسيح، وأن أمه مريم هي التي في بيتها صنع الرب يسوع الفصح، وفيه حل الروح القدس على الرسل وأعضاء الكنيسة الأولى. وأنه خدم مع خاله القديس برنابا في قبرص، حيث استشهد، ثم توجه مارمرقس ﺇلى مصر وليبيا سنة 56 ميلادية وخدمهما 12 سنة، حتى نال ﺇكليله في اﻹسكندرية

ويذكر أوليري أن القديس مارمرقس البشير قد رسم الآباء ميليوس، وكاردونس، وبريموس كهنة
Milius, Cerdon, Primus
وهم الذين تولوا كرسي مارمرقس بالترتيب بعد أنيانوس


كتاب السنكسار

التقويم القبطي 30 برمودة للشهداء
8 مايو/أيار 2012

شهادة القديس العظيم مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
استشهاد مارمرقس الرسول اول باباوات الاسكندرية – 30 برمودة

في مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 ميلادية (للميلاد) استشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية، وأول باباوات الإسكندرية، وأحد السبعين رسولا. كان اسمه أولا يوحنا، كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. أعمال الرسل 12: 12) وهو الذي أشار إليه السيد المسيح له المجد بقوله لتلاميذه: أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول ﺇن وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (فَقَالَ: اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي. متى 26: 18). ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية، حيث فيه أكلوا الفصح، وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح، وفي عليته حل عليهم الروح القدس

ولد هذا القديس في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطوبولس وأم أسمها مريم، إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض. فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم، حيث كان بطرس قد تلمذ للسيد المسيح. ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطوبولس، فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا، ومنه درس التعاليم المسيحية

وحدث أن أرسطوبولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن، وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران، فخاف أبوه وأيقن بالهلاك، ودفعته الشفقة علي ولده أن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه. ولكن مرقس طمأنه قائلا: لا تخف يا أبي، فالمسيح الذي أنا مؤمن به ينجينا منهما. ولما اقتربا منهما صاح بهما القديس قائلا: السيد المسيح ابن الله الحي يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل. فانشقا ووقعا علي الأرض مائتين. فتعجب والده وطلب من ابنه أن يعرفه عن المسيح، فأرشده إلى ذلك وآمن والده وعمده بالسيد المسيح له المجد

وبعد صعود السيد المسيح استصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية، حيث تركهما وعاد إلى أورشليم. وبعد انتهاء المجمع الرسولي بأورشليم استصحبه برنابا معه إلى قبرص

وبعد نياحة برنابا، ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية. ونادي في تلك الجهات بالإنجيل، فآمن علي يده أكثر أهلها. ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية في أول بشنس سنة 61 ميلادية (للميلاد). وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه، وكان عند الباب إسكافي، أسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه، جرح المخراز إصبعه، فصاح من الألم وقال باليونانية: اس ثيؤس (يا الله الواحد)، فقال له القديس مرقس: هل تعرفون الله؟. فقال: لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه. فتفل علي التراب وأخذ منه ووضع علي الجرح فشفي للحال. ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض، فمخالفة آدم ومجيء الطوفان، إلى إرسال موسى، وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل. ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح. فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الأب والابن والروح القدس

ولما كثر المؤمنون باسم المسيح، وسمع أهل المدينة بهذا الآمر، جدوا في طلبه لقتله، فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسا وشمامسة

وعاد إلى الإسكندرية، فوجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا (دار البقر) شرقي الإسكندرية علي شاطئ البحر. وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 ميلادية (للميلاد)، وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس، قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون: جروا الثور في دار البقر. فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس، وفي المساء أودعوه السجن، فظهر له ملاك الرب وقال له: افرح يا مرقس عبد الإله، هوذا اسمك قد كتب في سفر الحياة، وقد حسبت ضمن جماعة القديسين. وتواري عنه الملاك. ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام. فابتهجت نفسه وتهللت

وفي اليوم التالي (30 برمودة) أخرجوه من السجن، وأعادوا سحبه في المدينة، حتى أسلم روحه الطاهرة، ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه، حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة، فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين. وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها، وكفنوه وصلوا عليه، وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة

صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين

المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الثاني. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 140 - 142
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2009/05/30.html

قديسو مصر، حسب التقويم القبطي، لعالم القبطيات الانجليزي اوليري
The Saints of Egypt, In The Coptic Calendar, By: De Lacy Evans O'Leary
دراسة تشمل 700 شخصية قبطية وغيرها، مستمدة من المخطوطات القبطية بالخارج، مع ﺇضافات وتعليقات علمية للمعرب. ترجمة وتعليق دياكون د. ميخائيل مكسي اسكندر. مكتبة المحبة، سلسلة دراسات روحية وتاريخية متعمقة. باشراف نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر. طبع بشركة هارموني للطباعة. رقم الايداع بدار الكتب 15067 / 2000 . الترقيم الدولي 8 - 0535 - 12 - 977 . الجيزة في الصوم الكبير عام 2000. سير القديسين في التقويم القبطي رقم 352 الشهيد مارمرقس البشير كاروز الديار المصرية صفحة 283 - 285

----------

وأيضا يمكن متابعة مقال عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الإنجيلي‏ ‏والرسول للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي
عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الإنجيلي‏ ‏والرسول
مقال للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي – في جريدة وطنى - ﺇصدار أول: السنة 51 العدد 2472 - ﺇصدار ثان: السنة 9 العدد 438 – يوم الأحد الموافق 10 مايو / أيار 2009 ميلادية، 2 بشنس 1725 قبطية أو للشهداء ، 15جمادى الأولى 1430 هجرية أو للهجرة – الصفحة الثانية (2)، مقالات دينية
http://www.watani.com.eg
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2009/05/blog-post_15.html


Share

Monday, May 7, 2012

لا تلمسيني


ما معنى قول الرب يسوع للمجدلية... لا تلمسيني

كانت المجدلية قد شكت في القيامة ثلاث مرات

أولها عندما قالت لبطرس ويوحنا، وَقَالَتْ لَهُمَا: أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!. يوحنا 20: 2

الثانية لما سألها الملاكان عن بكائها فقالت نفس الكلام، قَالَتْ لَهُمَا: إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!. يوحنا 20: 13

الثالثة أمام المسيح نفسه وهي تبكي، فَقَالَتْ لَهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ. يوحنا 20: 15

وهنا قال لها المسيح هذه الكلمة ومعناها لا تقتربي ﺇلىّ بهذا اﻹعتقاد وبهذا الشك بعد أن رأيتيني وأمسكت بقدمي، وكلفتك برسالة لا تلمسيني في نكرانك لأني لم أصعد في ذهنك ﺇلى مستوى أبي في الألوهية

يوحنا 2: 12 - 25

12 وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً

13 وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ

14 وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا

15 فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ

16 وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ

17 فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي

18 فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا

19 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ

20 فَقَالَ الْيَهُودُ: فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ

21 وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ

22 فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ

23 وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوْا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ

24 لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ

25 وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ

يوحنا 2: 12 - 25


Share

Sunday, May 6, 2012

صلاة


من لي سواك يارب ألتفت ﺇليه؟ أنت كل خيري، ﺇثبت يارب فيﱠ، وليدُم نموي وثباتي فيك... بدونك أنا لا شيئ وبعيداً عنك ألاقي كل شقاء، وبلاء، وتعب، بالقرب فيك أتمتع براحة وشفاء، وعزاء، ولذة، وسلام، ونعيم... ان تركتك فلا تتركني بل ردني ﺇليك ﺇن انفصلت عنك، قربني نحوك، ﺇن شردت بعيداً فاجذبني وراء محبتك لأتبعك، لا تسمح لشئ قط أن يفصلني عنك، ها أنا يارب لا أكف عن الصراخ والبكاء ﺇليك حتى تشفق على شقاوتي وتترائف لأنيني وبكائي حتى تعيدني ﺇليك لأن لك المجد

أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين


Share

Friday, May 4, 2012

الأنبا ابرام والقمص ميخائيل البحيري


يرى كثيرون أن هناك تشابهاً كبيراً بين الأنبا ابرام وتلميذه القمص ميخائيل البحيري المحرقي وكان لكليهما سيره ملائكيه وفضائل نسكيه وعجائب وأقوال وأعمال

وعندما طردوا الأنبا ابرام ومجموعة من زملاؤه وتلاميذه من دير السيدة العذراء المحرق رفض أن يخرج تلميذه القمص ميخائيل من الدير معهم وقال: لا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، أتركوه فهو يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا

كان القمص ميخائيل البحيري المحرقي رجل صلاة وكان يقول: يجب على المصلي أن يثق تماماً ويؤمن بحرارة قلبية بأن صلاته مسموعة

كان القمص ميخائيل البحيري المحرقي محباً لقراءة الكتب وعندما ضعف نظره كان يطلب من أحد الرهبان أن يقرأ له، ومن عباراته: القراءة كالصلاة ففي القراءة يخاطبنا الله وفي الصلاة نخاطب نحن الله

كان له صوت جميل يترنم في كل وقت، وكان صانع سلام في الدير بين الرهبان وبعضهم

من أقوال القمص ميخائيل البحيري المحرقي

محبة المال لص يسلب الانسان أعز ما لديه وهو محبة الله

ﺇثبت في الله يحبك الجميع

لا تبك موتى الأجساد بل ﺇبك موت الأرواح

حاذر من التهاون في أمر خلاصك لأنك لا تعرف متى ينتهي الأجل


من سيرة القديس القمص ميخائيل البحيرى المحرقى

في أول اجتماع للمجمع المقدس حضره نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث)، وكان ذلك سنة 1963م اقترح أن يُضم إلى عداد قديسي الكنيسة: الأنبا إبرآم أسقف الفيوم، والأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية. واقترح أحد الأعضاء أن يُضم أيضًا القمص ميخائيل البحيري (المعاصر للأنبا إبرآم)، ووافق المجمع المقدس بدون مناقشة، إذ كان هؤلاء الثلاثة جميعًا فوق مستوي النقاش... وأصبح الأمر رسميًا

هو تلميذ القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم. ولد هذا القديس سنة 1563 ش - 1848م في بلدة اشنين النصارى إحدى قرى مركز مغاغة بمحافظة المنيا، من أبوين مسيحيين بارين فاضلين مملوءين من نعمة الله، محبين للخير، مشهودًا لهما من جميع الناس بالتقوى والفضيلة. ولما بلغ الثانية عشر من عمره تنيح أبوه، ثم بعد ذلك بأربع سنوات توفت أمه

يروي لنا القديس: بعد نياحة والدي أخذني أقاربي إلى أحد البيوت المجاورة خوفًا من أثر البكاء علي صحتي. وبينما أنا جالس في عزلتي علي سطح المنزل إذ بي أري والدي صاعدًا إلى السماء، محاطًا بالملائكة النورانيين، فعرفته وناديته: يا أبي، يا أبي. فقالت لي الملائكة: أطلب لكي تكون آخرتك كآخرته، ثم اختفوا عني

رهبنته
اعتاد أحد الآباء الرهبان يدعي القمص تاوضروس المحرقي أن ذهب إلى قرية اشنين النصارى. وكان يلتقي به الشاب الصغير ميخائيل يسمع منه الكثير عن سير القديسين وحياة الرهبنة كحياة سامية في الرب، فكان يمارس هذه التداريب تحت إرشاد أب اعترافه، فذاق الحياة الرهبانية في غرفته الخاصة. في العشرين من عمره ترهب بدير السيدة العذراء بالمحرق في وقت رئاسة القمص بولس الدلجاوي (القديس أنبا إبرآم)، وعاش على طريق معلمه الأنبا ابرآم، فكان متحليًا بالفضائل الكثيرة أبرزها التواضع والمحبة. وأخذ يدرب نفسه على تجليد الكتب، فجلد الكتب القديمة بمكتبة الدير لصيانتها، وأتى زوار الدير إليه بكتبهم أيضًا، وكان يقبل منهم أي أجر ويوزعه على الفقراء من الرهبان والأهالي. وقد دفعه تجليد الكتب إلى قراءتها، ولشغفه بها كان يشجع الرهبان على الاستزادة من القراءة. تتلمذ القديس علي يدي الشيخ المختبر القمص صليب العلواني، فنال معرفة جليلة وتمتع بتداريب روحية للنمو الروحي


سيامته قساً
وفي طوبة سنة 1591 ش (1874م) طلب معلمه من رئيس الدير سيامته قسًا. وتم ذلك علي يدي الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط (وقنام) وقسقام

فضائله
كان معلمًا فاضلاً ورجل معجزات فنال على يديه كثيرون نعمة الشفاء التي عجز عنها الطب. فكان الكثيرون يقصدونه من جميع البلاد لينالوا منه البركة. تميز بحبه للهدوء والخلوة بعيدًا عن الضوضاء، وكان لا ينام في الليل إلا اليسير ويقضي الليل مسبحًا مرنمًا ساهرًا. منحه الله سلطانًا على الوحوش وكذلك على الأرواح الشريرة وعلى السحرة والمشعوذين. وقد مرَّ بتجارب عديدة من عدو الخير، فكان يتلقى هذه التجارب بقوة وثبات ولا يكل من ضرباته، بل كلما تظهر له الشياطين يبادلها برسم الصليب والتواضع التام، وكان يصارعهم حتى فقد بصره، وكان يحاربهم بأصوامه الكثيرة والصلاة. ومن تواضعه أنه حتى بعد رسامته قمصًا كان يقوم بنظافة كنائس الدير دون تَكبُّر، كما كان يقوم بزراعة البستان داخل الدير من ناحية قصر رئاسة الدير، ومازال منها حتى الآن نخلتان في الناحية الغربية من القصر في الطريق المؤدي إلى الكنيسة الأثرية بدير المحرق تعرفان باسم نخلتيّ أبينا القديس ميخائيل البحيري. عزل القمص بولس الدلجاوي من رئاسة الدير في عام 1586 ش هبت عاصفة شديدة ضد رئيس الدير القمص بولس الدلجاوي (الأنبا ابرآم) فعُزل من رئاسة الدير وطُرد منه. ترك هذا الأب الدير ومعه أبناؤه، وطلبوا من القمص ميخائيل البحيري مرافقتهم. لكن القمص بولس الدلجاوي لم يوافقهم عل طلبهم وقال لهم: دعوه في الدير ولا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، لئلا يكون محاطًا بالغضب الإلهي. دعوه فإن هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا، ويكون بركة في هذا المكان
حزن القديس لمفارقته أبيه ورئيسه المحبوب. وقد لاقي القديس الكثير من المضايقات، إذ حاول الرهبان أن يرغموه علي ترك الدير. أما هو فاحتمل الكثير في هدوء وصبر طاعة للوصية الإلهية. كمثال إذ كان يقوم بصنع الخبز ذهب أحد المجهولين إلى قلايته وأخذ كل ملابسه ومتعلقاته منه. عاد إلى القلاية وثوبه مملوء بالعجين ومبلل بالماء فلم يجد ما يرتديه. اشتكي لرئيس الدير متوقعًا أن يقدم له ثوبًا يرتديه وإذ به يلومه مدعيًا أنه قد أهان الرهبان واتهمهم بالسرقة، مع أنه لم يتهم أحدًا. واضطر أبوه الروحي القمص صليب العلواني أن يقدم له ثوبًا خشنا كان يرتديه طوال الشتاء ولم يكن لديه ما يستبدله لتنظيفه. ولم يفقد هذا القديس سلامه ولا فرحه الداخلي وسط كل المتاعب، بل هذه كلها كانت تدفعه للجهاد الروحي ليسند الكثيرين


فقدان بصره
إذ فقد بصره وضعف سمعه جدًا وخارت قوته الجسمية كان لا يكل عن الذهاب إلى الكنيسة يوميًا. وإذ سأله أحد أبنائه الذي كان يستعين به للذهاب إلى الكنيسة: يا أبتاه اجلس في قلايتك ويكفي صلواتك بها فأنت لا تقدر أن تسمع ولا أن تري، فما الداعي لذهابك إلى الكنيسة؟ أجابه: يا ابني، عندما أذهب إلى الكنيسة أشتم رائحة البخور، هذا يعزيني كثيرا، فأري ما لم تره عين وأسمع ما لم تسمعه أذن. محبته للفقراء ونسكه لم يكن في قلايته شيء يُذكر فقد تدرب علي يديه معلمه الأنبا إبرآم أن يقدم كل ما في يديه لاخوة يسوع الأصاغر. دعوه في الدير (رجل الرحمة وأب المحتاجين). منذ دخل الدير لم يأكل لحمًا قط؛ وكان يصوم إلى المساء، ولا يعطي جسده راحة في نوم أو أكل أو شرب. لم يعرف الراحة إذ كان محبًا للعمل. ربط عمله ونسكه بحياة الصلاة، فكان يصلي كل يوم جميع المزامير
مؤانسته للوحوش :- إذ كان في الخامسة عشر من عمره ذهب مع بعض الشبان للعمل في إنشاء الطرق والجسور. عاد مع أحد رفقائه إلى بلدته ليلاً، وكان من المعروف وجود ضباع في هذا الطريق. فجأة ظهرت ضبعتان فخاف الزميل جدًا أما هو فقال له: لا تخف، فإنهما كلبان أليفان، إذ لم يكن قد رأي ضبعًا قبل ذلك. فوجئ الزميل بالضبعين يقتربان من القديس، وكان يداعبهما كما لو كانا كلبين إليفين. وإذ اقترب من القرية اشتمت الكلاب رائحة الضبعين فصارت تنبح مما أزعج القرية وظن أهل القرية أن لصوصًا قد اقتربوا من القرية، فخرجوا من منازلهم حاملين أسلحة، وفوجئوا بهذا المنظر ، ومجدوا الله العامل في قديسيه

ثعبان يسكن معه القلاية
اعتاد القديس أن يقول: اذهب يا مبارك. كلما دخل أحد الرهبان إلى قلايته. ولم يعرف أحد سرّ هذه العبارة حتى أصر أحد أولاده الروحيين أن يعرف السًر، إذ قال له: بحق أبوتك تقول لي من هو هذا المبارك، هل يوجد من يخدمك أو يجلس معك أحد السواح؟ فبكي القديس وقال: ويحي أنا الشقي لأجل ذلك أريك إياه. عندئذ نادي قائلا: تعال يا مبارك؛ عليك ألا تخف يا ابني. وإذ بثعبان ضخم يبلغ طوله ما يقرب من مترين، خرج من وراء (النملية) أي (دولاب الطعام). وقال له القديس: هذا هو صديقي، يشاركني طعامي، واستلذ النوم فوق طيات جسمه إذ أضع رأسي عليه. وبعد ذلك قال: اذهب يا مبارك. واختفي الثعبان من حيث أتى


نياحة القديس
أخيرًا بعد حياة حافلة بالجهاد تنيح يوم 23 فبراير سنة 1922م في الأسبوع الثاني من الصوم المقدس. تم نقل رفاته فى عهد الانبا ساويرس أسقف ورئيس الدير المحرق اطال الله حياة نيافته يوم 23 فبراير 1991 م ، الموافق 16 أمشير 1707 ش وبحضور 13 أسقف وذلك من مقبرة رؤساء الدير أسفل المعمودية بكنيسة مارجرجس بالدير المحرق إلى المقصورة الخاصة به فى صحن نفس الكنيسة

من أقوال القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي

أتريد راحة البال؟ حافظ على شروط المحبة، محبة الله ومحبة القريب

اثبت في الله يهبك الجميع

اعتياد الأعمال الصالحة يورث سجية البر والتقوى

صلاته فلتكن معنا... آمين



Share

عش سعيدا في حياة الرجاء


عش سعيدا في حياة الرجاء

مقالات نشرت فى جريدة الأهرام باللغة العربية لمثلث الرحمات البابا شنوده الثالث - بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

2  مايو 2010

عِش سعيداً في حياة الرجاء

بقلم قداسة البابا شنوده الثالث

الإنسان الروحي يعيش دائماً في رجاء أن اللَّه سيتدخل في حياته ويقوده إلى الخير، وذلك مهما تعقدت الأمور أمامه، ومهما بدأ كل شيء مُظلماً. أمَّا الذي يفقد الرجاء، فأنه يقع في اليأس، ويقع في الكآبة، وتنهار معنوياته، ويصبح في قلق واضطراب، وفي مرارة الإنتظار بلا هدف. وقد يصير إلعوبة في يد الشيطان

أمَّا الذي يعيش في الرجاء: وكل مشكلة تبدو معقدة أمامه يرى أن لها من اللَّه حلولاً كثيرة. وكل باب مُغلق أمامه، له في يد اللَّه مفتاح أو عِدَّة مفاتيح. والله هو الذى يفتح ولا أحد يغلق. وبهذا الرجاء ينجو من الخوف ومن القلق والاضطراب. ويكون مطمئناً لعمل الله. والله قادر أن يحول الشر إلى خير، وقادر أن يحول كل مجريات الأمور لتسير فى اتجاه مشيئته الإلهية الصالحة. ولذلك فالإنسان الروحى بدلاً من أن ينظر إلى الحاضر المتعب الذى أمامه، فأنه ينظر بعين الرجاء إلى المستقبل المبهج الذى يعده الرب له. وهو لا ينظر إلى المتاعب مجردة بدون عمل الله، الذى يقدر أن يحول الشر إلى خير. والإنسان الروحى إذا شعر بضعفه، يؤمن بالرجاء أن قوة الله سوف تدركه. ويعرف تماماً أن الذى لا تستطيعه حكمته كإنسان، فإن حكمة الله تقدر عليه. ويؤمن أنه فى الحياة ليس وحده، بل هو محاط بمعونة إلهية. وقوات سمائية تحيط به، وقديسون يتشفعون فيه

لكي يمتلئ قلبك بالرجاء يا أخى القارئ، ينبغى أن تثق بأن الله يحبك أكثر مما تحب نفسك. وأنه يعرف ماهو الخير لك أكثر مما لا تعرف أنت بما لا يقاس. ولابد أن تعلم أنك فى يد الله وحده، ولست في أيدى الناس، ولا في أيدى التجارب والأحداث، ولا في أيدى الشياطين. وعليك أن تؤمن أيضاً أن الله يعتني بك، ويحفظك من كل سوء، ويحفظ دخولك وخروجك، وينقذك من كل شر. وتؤمن أنه هو الراعي الصالح الذي يرعاك. ويمنحك كل احتياجاتك فلا تحتاج إلى شئ

وإن كنت في مشكلة، فمن المريح لك أن تنتظر الله الذي سينقذك منها. ولا تنتظر عمل الرب من أجلك، وأنت متضجر ومتذمر! ولا تسخط وتقول: لماذا لم يعمل الرب حتى الآن؟! أين محبته؟ أين رعايته؟. ولا ينبغى أن تشك في قيمة صلاتك وفاعليتها، إن مضى وقت ولم تصل إلى الاستجابة!! واعرف أن الإنسان المضطرب أو اليأس أو الخائف أو المنهار، يدل على أنه فاقد الرجاء. أما الأبرار فإنهم كلما حاربهم الشيطان بالقلق أو بالاضطراب، فإن قوة الرجاء تتجدد فيهم من تذكرهم لمواعيد الله السابقة وصفاته الإلهية المحبوبة باعتباره الحافظ والساتر والمعين، الله الحنون المحب صانع الخيرات الذي لا يغفل عن أحد. إن عنايته بنا فائقة وشاملة، وحكمته هي فوق ادراكنا البشري

في حياة الرجاء نثق إن الله يعطينا باستمرار دون أن نطلب، وقبل أن نطلب. فكم بالحري إذا طلبنا. ونحن نثق أيضاً أن الله يعطينا ما ينفعنا، وليس حرفية ما نطلبه. لأنه ربما تكون بعض طلباتنا غير نافعة لنا فنتعب. لذلك في حياة الرجاء لابد أن نثق بحكمة الله في تدبيره لحياتنا. وهناك أمور كثيرة لا ندريها، وهي معروفة ومكشوفة أمام الله. ربما الذي تطلبه يا أخي، لا يكون مناسباً لك ولا نافعاً لك. وربما الوقت الذي تحدده لاستجابة طلبك، يعرف الله تماماً أنه غير صالح، ويرى أن تأجيل الاستجابة أفضل. لذلك تواضع واترك لحكمة الله أن تتصرف! وانتظر في ثقة... إننا أحياناً نضع حلولاً للأمور، واثقين أنها أفضل الحلول، أو أنها الوحيدة النافعة؟ وربما يكون في تدبير الله حل آخر لم يخطر لنا على بال، هو أفضل بما لا يقاس من كل تفكيرنا. فننتظر إذن حل الله في رجاء

اتذكر بهذه المناسبة أن أحدى الفتيات جاءت تشكو إليّ من أن كل عريس يأتى إليها يمضى ولا يعود. فقلت لها ربما إن الله يعد لك عريساً أفضل من كل إولئك يسعدك بدلاً من الذين يمضون ولا يعودون

في حياة الرجاء نؤمن أن الله قادر على كل شئ، وإنه باستمرار يعمل لأجلنا، وأنه ينقذنا من كل ضيق. لقد اختبر داود النبي ذلك، فقال في أحد مزاميره: نجت أنفسناً مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذى خلق السموات والأرض. لذلك فالإنسان الذي يرجو الرب، يكون دائماً في اطمئنان. إنه ليس فقط يؤمن أن الله سيعمل في المستقبل، إنما يؤمن تماماً أن الله يعمل الآن حتى إن كان لا يرى هذا العمل. ولكنه يثق تماماً بعمل الله حالياً. إن الطائرة قد تبدو لمن يستخدمها لأول مرة، أنها واقفة في الجو! بينما تكون في سرعة أكثر من 800 كم في الساعة. ولكنها تبدو له كما لو كانت واقفة! وبعض المراوح الشديدة الحركة تبدو متوقفة، وهي في أقوى درجة من السرعة. وهكذا الله يعمل، وأنت لا تراه يعمل، لكن تؤمن بذلك. ويكون لك رجاء في نتيجة عمله الإلهى التي ستراها بعد حين

على أن البعض ربما يفقد الرجاء بسبب ما يظن أنه تأخير في استجابة الله له! فربما يكون السبب فيما يظن تأخيراً، هو أن الله يعد له بديلاً أفضل مما يطلبه. وربما يكون السبب أن ما نناله بسرعة لا نشعر بقيمته! وقد لا نشكر عليه! فإن تأخرت الاستجابة يزداد تعلقنا بما نطلبه ونشعر بقيمة تحقيقه. ولذلك نحرص على ما نلناه فلا نفقده بسرعة. وربما يكون السبب فيما نظن أنه تأخير، هو أننا نطلب وقلوبنا بعيدة عن التوبة. فلا نستحق الاستجابة بسرعة. وإنما علينا قبل أن نطلب أن نرجع إلى الله لكى نستحق ما نحتاج إليه. كما يحسن بنا أن نعرف أن الضيقات هي مدرسة للصلاة. ولرفع القلب إلى الله ولذلك هي لفائدتنا سواء عرفنا أم لم نعرف

ختاماً علينا أن نحياً حياة الرجاء، ونثق بعمل الله لأجلنا سواء كنا نستحق أو لا نستحق

http://www.ahram.org.eg/
http://www.ahram.org.eg/154/2010/05/02/4/18373/219.aspx




Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News