Monday, October 4, 2010

فتركت المرأة جرَّتها

هذه المرأة التي كانت منذ يومين أو ثلاثة زوجةً لكثيرين، تُظهِر نفسها الآن فائقة ومترفِّعة عن احتياجات الجسد؛ والتي كانت كثيراً ما تُسبى بالملذَّات الباطلة، تحتقر الآن احتياجات الجسد الضرورية، ولا تُبالي بالعطش أو الشرب على حدٍّ سواء؛ بل تُخلَق من جديد لسيرة أخرى بالإيمان، وللوقت تنطلق بسرعة إلى المدينة، بدافع المحبة التي هي أسمى الفضائل مع المودة، لتُبشِّر الآخرين بالخير الذي استُعلِنَ لها... غير عابئة بالماء الذي جاءت لتستقيه من أعماق البئر، ولا مُستعيدة إلى بيتها جرَّتها المصنوعة من تراب الأرض؛ بل بالحري مالئةً مخازن ذهنها بالنعمة الإلهية السماوية، وبتعاليم المخلِّص الفائقة الحكمة. من ذلك ينبغي أن نتعلَّم كما بمثال أننا إذا ما تسامينا عن الأمور الصغيرة والمادية، فإننا ننال بطريقة مُضاعفة جداً أموراً أفضل آتية من عند الله. فماذا يكون الماء الأرضي إزاء الوعي الذي من فوق؟!

شرح إنجيل يوحنا 4: 28

للقديس كيرلس الكبير

مجلة مرقس – رسالة الفكر المسيحي للشباب والخُدَّام – يصدرها دير القديس أنبا مقار – ببرية شيهيت – السنة 54 – العدد 515 – يونية 2010م – بشنس / بؤونة 1726ش

http://www.stmacariusmonastery.org/



Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News