Showing posts with label البركة. Show all posts
Showing posts with label البركة. Show all posts

Friday, September 12, 2014

زمان النعمة


تصلي الكنيسة باللحن الفرايحي من ليلة النيروز حتى الإنتهاء من الأحتفال بعيد الصليب من 1 توت إلى 19 توت لأن

المسيح مات لأجلنا والشهداء ماتوا لأجله

المسيح تحمل آلام الصليب وكذلك الشهداء تحملوا كل صنوف العذاب من أجله

الشهداء أقبلوا على الموت باستهانه لأنهم أدركوا أن بعد الموت قيامة مثلما قام المسيح من الأموات بعد صلبه بثلاثة أيام


حقًا أنه من احسانات الرب أننا لم نفن لأن مراحمه لا تزول وأعظم الإحسانات هو أن (سنة الرب المقبولة) لم تنته بعد: لقد إنتهت سنوات عديدة من حياتك ولكن لا تزال أناة الرب تنتظر لتخلصك. لأن الله لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة ولكن لابد لإمهال الله وطول أناته من نهاية.. وقد يكون ذلك أقرب مما تفتكر. ومتى انتهى زمان النعمة ووقت القبول يبدأ الغضب.. يوم النقمة ويالهول ذلك اليوم


بارك إكليل السنة بصلاحك يارب الأنهار واليانبيع والزروع والثمار
باركنا في أعمالنا ببركتك السمائية وأرسل لنا من علوك نعمتك وخيراتك
من ذكصولوجية عيد النيروز
 

وقفت إيزابيل الشريرة في أيام إيليا تقاوم طريق الله وتخدم انبياء البعل والنجاسات.. وعندما قتل ايليا أنبياء البعل هاجت ايزابيل وأقسمت بوعد أن تقتل ايليا وتنتقم منه

هكذا أيضًا وقفت هيروديا في أيام يوحنا المعمدان عندما شهد للحق ووقف ضد شهوات هيرودس، ونجاسة هيروديا وقفت تتحين الفرصة وتدبر المكائد حتى قطع رأس القديس يوحنا المعمدان وقدمها لها


نرسل لك التسبيح بأصوات التمجيد يا مخلصنا الصالح ثبتنا إلى الانقضاء
أعطنا يا رب سلامك ونجنا من أيدى أعدائنا وأزل مشورتهم وأشف أمراضنا
من ذكصولوجية عيد النيروز


الكنيسة تلقب القديس يوحنا المعمدان بالسابق الصابغ والشهيد وهو شخص يحوز مكانة خاصة، إذ أنه يحسب ضمن أنبياء العهد القديم وهو آخرهم، كما أنه يحسب من شخصيات العهد الجديد لأنه عاين السيد المسيح وشهد له وعمده في نهر الأردن

لذلك تضع الكنيسة اسم القديس يوحنا المعمدان بعد إسم القديسة العذراء مريم في قائمة القديسين الذين يذكرون في المجمع في صلاة القداس الإلهي. ولأن ربنا حبا القديس يوحنا المعمدان بميزات فريدة وفائقة

أن القديس يوحنا المعمدان ولد بوعد ورؤى بشارة رئيس الملائكة

ولد القديس يوحنا المعمدان من أبوين بارين سالكين في جميع وصايا الله بلا لوم

امتلأ القديس يوحنا المعمدان من الروح القدس وسجد وهو في بطن أمه للمسيح

هيأ القديس يوحنا المعمدان الطريق للمسيح، وقال الحق بشجاعة


Share

Sunday, June 2, 2013

دخول العائلة المقدسة ارض مصر


العائلة المُقدسة تُبارك مصر

العائلة المقدسة تبارك مصر، هذه العبارة ليست عبارة إنشائية بل نبوة في الكتاب المقدس وتتحقق كل يوم.. مُبارك شعبي مصر. اشعياء 19 : 25 .لتمتد البركة لتشمل كل مصر

رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، جُزء لا يَتجزأ من التاريخ المصري، تذكُرها المَصادر القبطية المصرية بالتفصيل، حتى الإنجيل أشار إليها بدون تفاصيل، ولذا نَعتمد علي المَصادر القبطية في كل تفاصيل الرحلة

العائلة المقدسة مُصطلح ديني تاريخي، أتفق على أنه يتكون من المسيح وهو طفل وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار خطيب العذراء مريم، و قد صاحب يوسف النجار المسيح وأمه في رحلة الهَرب من هيرودس الملك ، بحسب الإنجيل، الذي حاول قتل المسيح الطفل فهربت به مريم ويوسف النجار إلى مصر

وقد اصطحبت العائلة المقدسة السيدة سالومي ، أو سالومة وهي أم ابني زبدي


وجاءت العائلة المُقدسة إلى مصر، عبر طريق العريش وهذا الطريق هو طريق غريب وغير مَسلوك طبيعياً، وقد اختارته العائلة المُقدسة وفَضلته علي ثلاثة طُرق أخري معروفة لهيرودس الملك وجنوده، علماً بأنه طريق يَحوي اللصوص و قُُطاع الطريق، ووصلوا إلى بابليون أو ما يُعرف اليوم حِصن بابليون بمصر القديمة (محطة مترو الانفاق مارجرجس)، ثم تحركوا نحو الصعيد و جلسوا في أسيوط (دير المَحرق) أختبأوا هناك فترة ثم عادوا للشمال مُروراً (بوادي النطرون صحراء نتريا أو الاسقيط أو برية شهيت أو ميزان القلوب) و اجتازوا الدلتا مروراً بسخا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة

وبحسب الإنجيل تبدأ القصة من دعوة الملاك ليوسف النجار بالهرب بالصبي يسوع وأمه العذراء مريم من وجه هيرودس الذي يريد قتل الطفل، في حُلم (إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ. فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. متى 2: 13 - 14

كانت هناك ثلاث طرق يمكن أن يسلكها المُسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمان وذلك حسبما هو موضح بالمصادر التاريخية القبطية وأهمها ميمر البابا ثيؤفيلس الثالث والعشرين من باباوات الاسكندريه (385 - 412 م) ومنها السِنْكسار القبطي وكتب أخرى

وتدل هذه المصادر على أن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى ارض مصر لم تسلك اى من الطرق الثلاثة المعروفة في ذلك الزمان. لكنها سلكت طريق آخر خاص بها ، وهذا بديهي لأنها هاربة من شر هيرودس ، فلجأت إلى طريق غير معروف


العائلة المقدسة في مصر

رفح: وهى مدينه حدودية منذ أقدم العصور وتبعد عن مدينه العريش للشرق بمسافة 45 كم. وقد تم العثور في إطلال هذه المدينة على أثار لها صله بالديانة المسيحية

العريش: وهى مدينه واقعه على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وقد تم العثور على بقايا من كنائس في طرقات المدينة

الفرما: هي موقع اثري في غاية الأهمية وهي ميناء هام ومركزاً تجاريا هام. تعتبر الفرما من مراكز الرهبنة. وقد يزيد من أهمية الفرما أنها كانت المحطة الاخيره التي حلت بها العائلة المقدسة في سيناء

تل بسطا: هي من المدن المصرية القديمة وكانت تسمى مدينه الالهه. وتل بسطه بجوار مدينه الزقازيق وقد دخلتها العائلة المقدسة في 24بشنس وجلسوا تحت شجره وطلب الطفل يسوع أن يشرب فلم يُحسن أهلها استقبال العائلة، مما الم نفس العذراء فقام يوسف النجار واخذ بقطعه من الحديد وضرب بها الأرض بجوار الشجرة وإذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتوا منه جميعاً

الزقازيق: أثناء وجود العائلة المقدسة بتل بسطه مر عليهم شخص يدعى (قلوم) دعاهم إلى منزله حيث أكرم ضيافتهم وبارك الطفل يسوع منزل (قلوم) وعند وصولهم لمنزل (قلوم) تأسف للسيدة العذراء مريم لان زوجتة تلازم الفراش منذ 3سنوات وأنها لا تستطيع مُقابلتهم والترحاب بهم هنا قال يسوع لقلوم الآن امرأتك سارة لن تكون بعد مريضة  وفي الحال قامت سارة مُتجهة ناحية الباب مرحبة بالطفل وأمة، كانت زيارة العائلة المقدسة وطالبتهم بالبقاء لفترة أطول لان الصبي كان وجوده بركة لمنزلها. وفي التالي أعربت مريم عن رغبتها في زيارة معبد لوجود احتفالات في ذلك الوقت الظهيرة، حملت السيدة العذراء الطفل يسوع و ذهبت مع سارة إلى المعبد و ما أن دخلت المعبد حتى تهشمت التماثيل الجرانيت الضخمة للالهه و تهشم المعبد الكبير و أصبح كومه من الجرانيت انتشر الحدث في كل أنحاء البلدة حتى انه وصل إلى مكتب الحاكم وبدأت التحقيقات، وقد تبين أن السبب هو دخول سيده تحمل طفل صغير و هو في الغالب الطفل المقدس الذي يبحث عنه هيرودس و كان هيرودس قد طلب من الحاكم القبض عليه

صدرت الأوامر إلى العسكر بالبحث عن الصبي في كل ركن من المدينة والبحث عليه؛ وسمع قلوم بكل الترتيبات والخطوات التي اتخذتها السلطات للقبض على الطفل الذي كان سبب بركه وشفاء لزوجته . لذا خاف قلوم على الطفل يسوع فنصح مريم أن تهرب من المدينة بالليل لقلة نشاط العسكر. وفي المساء استعدت العائلة المقدسة لمغادرة المكان وشكروا قلوم و زوجته سارة وبارك الطفل يسوع منزلهما. واخبر الطفل يسوع أمه أن كل مكان زاروه وعاملهم فيه الناس بترحاب يبنى على اسم العذراء مريم كنيسة ياتى إليها الناس للصلاة والعبادة

تقول المصادر التاريخية أن منزل قلوم في المنطقة مابين كنيسة السيدة العذراء مريم و ماريوحنا الحبيب وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس

مسطرد (المحمه): بعد أن تركت العائلة المقدسة الزقازيق وصلوا إلى مكان قفر أقاموا فيه تحت شجره ووجدوا أيضا ينبوع ماء اغتسل فيه رب المجد وأطلق على هذا المكان المحمه. وقد رجعت العائلة المقدسة إلى هذا المكان مره أخرى في طريق عودتها إلى الاراضى المقدسة

بلبيس: بعد أن تركوا مسطرد جددوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس وحالياً هي مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهره بمسافة 55كم. ويروى تقليد قديم أن الطفل يسوع وجد نعشاً محمول لطفل لاْمرأة أرمله كانت تعيش في هذه المدينة فأقامه رب المجد فلما سمعت الجموع تعجبت وأمنت برب المجد

سمنود: بعد أن تركوا بلبيس اتجهوا شمالاً إلى بلدة منيه جناح التي تعرف الآن باْسم منية سمنود ومنها عبروا بطريق البحر إلى سمنود. ويروى تقليد قديم أن العذراء مريم قد شاركت في إعداد خبز لدى سيده طيبه من سكانها وبارك رب المجد خبزها

البرلس: بعد أن ارتحلوا من سمنود واصلوا السير غرباً إلى منطقة البرلس ونزلوا في قرية تدعى شجرة التين فلم يقبلوهم أهلها فساروا حتى وصلوا إلى قرية المطلع حيث استقبلهم رجل من أهل القرية واحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم

سخا: وهي مدينة سخا الحالية وهناك شعرت العائلة المقدسة بالعطش ولم يجدوا ماء. وكان هناك حجراً عبارة عن قاعدة عامود أوقفت العذراء ابنها الحبيب عليه فغاصت في الحجر مشطا قدميه فاْنطبع اثرهما عليه. ونبع من الحجر ماء ارتوا منه

وكانت المنطقة تعرف باْسم بيخا ايسوس الذي معناه كعب يسوع


وادى النطرون: بعد ان ارتحلت العائلة المقدسة من مدينه سخا عبرت الفرع الغربي للنيل حتى وصلوا إلى وادى النطرون وهي برية شيهيت. فبارك الطفل يسوع هذا المكان وهو الآن يضم أربعة أديره عامره وهي: دير القديس أبو مقار، دير الأنبا بيشوى، دير السريان، دير البراموس

المطرية وعين شمس: وهي من أقدم المناطق المصرية وهي كانت مركز للعبادة الوثنية. وتوجد بمنطقة المطرية شجره ويقول العالم الفرنسي اْميلينو إن اسم المطرية لم يذكر بالسنكسار إلا لسبب تلك الرحلة وتوجد الشجرة حالياً بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدس استقت منه العائلة المقدسة

الفسطاط: بعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة هناك سكنوا المغارة التي توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حالياً بأسم الشهيدين سرجيوس و واخس

ويبدو أن العائلة المقدسة لم تستطيع البقاء في المنطقة إلا أياماً قليلة نظراً لأن الأوثان هناك قد تحطمت بحضرة رب المجد ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحري للكنيسة بئر ماء قديم

منطقة المعادى: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت إلى منطقة المعادى الموجودة حالياً ومكثت بها فترة وتوجد الآن كنيسة على أسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة

ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف وهي الآن ميت رهينة وهي بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة

منطقة البهنسا: وهي من القرى القديمة بالصعيد ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى وبها كنيسة بأسم العذراء مريم ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربي بئر عميق يقول التقليد الكنسي أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها

جبل الطير: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من البهنسا سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم الآن على بعد 2كم جنوب معدية بنى خالد ويروى التقليد أنه أثناء سير العائلة المقدسة على شاطئ النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ولكن مد رب المجد يده ومنع الصخرة من السقوط فانطبع كفه على الصخرة وصار يعرف باسم (جبل الكف) ويوجد بالمنطقة شجرة يطلق عليها أسم شجرة العابد وغالباً ما تكون هذه الشجرة هي التي سجدت لرب المجد عند مروره بهذه المنطقة

بلدة الأشمونيين: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل الطير عبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين وقد أجرى الطفل يسوع معجزات كثيرة بهذه المنطقة

قرية ديروط الشريف: بعد ارتحال العائلة المقدسة من الاشمونيين سارت جنوباً إلي قرية ديروط الشريف. وأقامت العائلة المقدسة بها عدة أيام و قد أجرى رب المجد عدة معجزات وهناك شفى كثيرين من المرضى. ويوجد بالمنطقة كنيسة علي اسم العذراء مريم

القوصية :عندما دخلت العائلة المقدسة القوصية لم يرحب بهم أهل المدينة وذلك عندما رأوا معبودهم البقرة (حاتحور) قد تحطمت وقد لعن رب المجد هذه المدينة فصارت خراباً، وليست هي مدينة القوصية الحالية وإنما هي بلدة بالقرب منها

قرية مير: وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية سارت لمسافة 8كم غرب القوصية حتى وصلت إلى قرية مير، وقد أكرم آهل مير العائلة فباركهم الطفل يسوع

دير المحرق: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من قرية مير اتجهت إلى جبل قسقام وهو يبعد 12كم غرب القوصية. ويعتبر الدير المحرق من أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باْسم دير العذراء مريم، تعتبر الفترة التي قضتها العائلة في هذا المكان من أطول الفترات ومقدارها 6 شهور و 10 أيام وتعتبر الغرفة أو المغارة التي سكنتها العائلة هي أول كنيسة في مصر بل في العالم كله، ويعتبر مذبح كنيسة العذراء الأثرية في وسط ارض مصر و عليه ينطبق حرفياً قول الله على لسان نبيه اشعياء فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. إشعياء 19: 19، و في نفس المكان ظهر ملاك الرب ليوسف النجار في حلم و أمر إياه الذهاب إلى ارض إسرائيل.. قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ. متى 2: 20

جبل دُرنكة: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل قسقام اتجهت جنوباً إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير درنكة حيث توجد مغارة قديمة منحوتة في الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة ويعتبر دير درنكة هو أخر المحطات التي قد التجأت إليها العائلة المقدسة في رحلتها في مصر

وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل اى مدينه في مصر كانت الأوثان تسقط في المعابد وتنكسر فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون

وكان دخول السيد المسيح ارض مصـر بركة كبيرة لأرضها وشعبها فبسببها قال الـرب مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ إشعياء 19: 25، وبسببها تمت نبوءة اشعياء القائلة يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ، فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصًا وَمُحَامِيًا وَيُنْقِذُهُمْ. إشعياء 19: 19 - 20، أما المذبح الذي في وسط ارض مصر فهو كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق العامر حيث مكثت العائلة المقدسة في هذا المكان أكثر من ستة شهور كاملة وسطح المذبح هو الحجر الذي كان ينام عليه المخلص الطفل

ودير المحرق يقع في منتصف ارض مصر تماماً من جميع الاتجاهات كما أصبحت في ارض مصر كنائس كثيرة في طول البلاد وعرضها خصوصاً في الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة وباركتها


Share

Friday, September 28, 2012

شركة القديسين


أواخر الأيام وحياة الدهر الآتي

الدينونة العامة للبشر

وسيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات

قانون الإيمان

شركة القديسين

قانون الإيمان الرسولي

والآن فإنَّ التاريخ البشري، وقد بلغ محطته النهائية، ها هو الآن يقترب من مصيره النهائي، ومعه يبدأ الدهر الجديد، أو الدهر الآتي. ولنتذكَّر كلمات القديس غريغوريوس اللاهوتي: خالق الزمن... ليس خاضعاً للزمن


ما هي شركة القديسين؟ الكنيسة هي شركة. ليست شركة فقط بين الأحياء بعضهم البعض، بل وأيضاً مع الذين رقدوا في الإيمان، ومع كل المؤمنين الآتين في المستقبل


الليتورجيا المستمرة

الحياة الأبدية مع الله تأتي بالبركة التي لا تُقارَن بأية بركة، أي بركة الشركة بين الأشخاص: إنها أولاً الشركة مع الله وسط شركة القديسين مع الله، أي مع كل مَن يعكس صورة قداسة الله: الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ. لوقا 23: 43، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. يوحنا 12: 26، لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 23، هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 4. هذه هي الجماعة المحتفلة بالليتورجيا الدائمة، وهي تضم كلاًّ من المؤمنين الأحياء والمؤمنين الذين رحلوا، والذين - كلاهما - يتمتعون بالحياة الأبدية مع الله

في قانون الإيمان المُسلَّم من الرسل، وَرَدَ بند شركة القدِّيسين، وقد ردَّده كثيرون من الكُتَّاب المسيحيين في القرون الأولى. وكلمة قديسين تشير إلى المؤمنين المُعمَّدين الذين سيرتهم تعكس وتُعلن إيمانهم ورجاءهم في قوة القيامة من بين الأموات

الشركة مع مَن؟ الجماعة المؤتلفة معاً، المُسمَّاة في اللغة اليونانية
koinonia
التي تضم القديسين، هي موضوع تكرَّر ذِكْره في أسفار العهد الجديد التي تُشير إلى كِلاَ الشركة مع الله، وأيضاً الشركة مع كلِّ الذين لهم شركة في حياة الله: رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 2 - 3. والمسيح نفسه صلَّى إلى الآب لكي كل جماعة الإيمان: يَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. يوحنا 17: 11


هذه الوحدة تنبثق من شخص المسيح الذي هو الرأس، الذي فيه يتماسك الجسد كله، ويلتحم، بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله وتكامَل بنيانه بالمحبة (أف 4: 16 - الترجمة العربية الحديثة)، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِل، حَسَبَ عَمَل، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 16. وهؤلاء الذين وُلدوا الولادة الثانية بالمعمودية، وتقدَّسوا بالروح القدس الممسوحين به في سرِّ المسحة المقدسة، هم الذين يُكوِّنون المجتمع الجديد، شعب الله: اللاؤس
laos
الجديد المذكور في سفر الرؤيا 21: 3 هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 3، وتنبَّأ عن ذلك هوشع النبي: هناك يُدْعَوْن أبناء الله الحي، لكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ، وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ. هوشع 1: 10. كَمَا يَقُولُ فِي هُوشَعَ أَيْضًا: سَأَدْعُو الَّذِي لَيْسَ شَعْبِي شَعْبِي، وَالَّتِي لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً مَحْبُوبَةً. وَيَكُونُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فِيهِ: لَسْتُمْ شَعْبِي، أَنَّهُ هُنَاكَ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ الْحَيِّ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9: 25 - 26. ونجد نفس النبوَّات في 2كو 6: 16 أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 6: 16 ؛ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ. الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ. رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 9 - 10

هذه الجماعة أو المجتمع الجديد سُمِّي بأنه الملكوت: ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. متى 25: 34 ؛ رؤ 1: 6: وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 6
كما سُمِّي هذا المجتمع وهذه الجماعة: مدينة (عب 11: 16،10): المدينة التي لها الأساسات، مدينة الله الحي، أورشليم السماوية
لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 11: 10
وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 11: 16
محفل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات عب 12: 22 ، 23 بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 22 - 24 ، مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 12

هذه الشركة تضم المؤمنين في الماضي والحاضر والمستقبل: هناك وحدة واتحاد بين المؤمنين على الأرض وبين المؤمنين في السماء، والذي يجمعهما كليهما هو الشركة المشتركة مع الرأس الواحد، والشركة كل واحد مع الآخر. شركة تُساندها الصلاة، ويُؤازرها الإيمان المشترك، ويضمها الرجاء الواحد في حياة الدهر الآتي، ورباطها المشترك هو المحبة

شركة القديسين ليست قاصرة فقط على الكنيسة المنتصرة في السماء، ولا هي ببساطة قاصرة فقط على الكنيسة التي على الأرض. إنها الكنيسة التي تربط أعضاء جسد المسيح على الأرض وفي السماء معاً، يقول عنها القديس إيرينيئوس (القرن الثالث): إنها الكنيسة الكائنة في التاريخ، ولكنها فوق التاريخ. إنها الجسد السرِّي للمسيح والمتَّصلة اتصالاً حقيقياً بكل الكنوز الروحية. فهي تضم المؤمنين الأحياء وكل ذوي الأصوات المحتفلة بالليتورجيا في المدينة السمائية. بعضهم ما زالوا سائحين غرباء على هذه الأرض، في التاريخ؛ بينما البعض الآخر رقدوا في الرب، فهم ممتلئون فرحاً لأنهم يُعاينون الله نفسه

السائحون والمنتصرون كلاهما يُشاركان


في شركة القدِّيسين الواحدة

فالوحدة التي استُعلنت يوم الخمسين (يوم حلول الروح القدس) هي الثمرة الأولى (الباكورة) للوحدة الأزلية الكاملة بين الآب والابن، والتي ستُعرف في كمالها، فقط حينما سينجمع كل شيء في المسيح في مجده حينما يظهر في مجيئه الثاني. والرب الذي سيجعلها كلها في وحدة كاملة في الدهر الآتي هو الذي يحثُّنا الآن أن نسعى إلى تحقيق هذه الوحدة التي يريدها المسيح لكنيسته على الأرض الآن. فإن كانت الوحدة بين أعضاء جسد المسيح المنتصرين في السماء قد اكتملت؛ إلاَّ أنَّ الوحدة بين السائحين الغرباء على الأرض مشوَّهة، متصدِّعة، ناقصة غير كاملة، لذلك فوحدتها كاملة جزئياً وغير كاملة جزئياً، في نفس الوقت، ومع كنيسة القديسين في السماء

وبينما الجهاد الروحي للكنيسة السائحة على الأرض مستمر ودائم، فإنَّ الكنيسة المنتصرة، وقد نالت حريتها في السماء، تتهلَّل وتفرح أمام المسيح؛ لذلك فهي تُصلِّي وتتشفَّع أمام الله من أجل الكنيسة المجاهدة على الأرض لكي تتقوَّى وتتشجَّع وتثبت في جهادها على الأرض. وهكذا تظل الكنيسة الواحدة في السماء وعلى الأرض، بالرغم من ذلك، في شركة ووحدة بسبب الصلاة المشتركة التي تُرفَع في السماء ومن على الأرض، الواحدة من أجل الأخرى

شركة القديسين الفائقة على التاريخ تتوحَّد وتتشارك بالصلاة مع شفاعة المسيح الدائمة من أجل الكنيسة المجاهدة في التاريخ على الأرض. ولهذا تشترك الكنيسة على الأرض في تذكار القديسين في السماء بصفة دورية في ليتورجيتها، تعبيراً دائماً ومُتمِّماً لهذا البند في قانون الإيمان الرسولي الخاص بـ شركة القديسين (كما يتضح ذلك في صلاة مجمع القديسين في القدَّاس الإلهي): لأن هذا يا رب هو أمر ابنك الوحيد أن نشترك في تذكار قدِّيسيك


سرُّ الشركة، أي سرُّ الإفخارستيا

وتظهر شركة القديسين في جماعة العابدين السمائية الملائكية على الأرض مع مجمع أرواح الأبرار المُكمَّلين من الرجال والنساء والأطفال الذين رحلوا، كما يذكر ذلك سفر العبرانيين: أتيتم... إلى مدينة الله الحيِّ، أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات، وإلى الله ديَّان الجميع، وإلى أرواح أبرار مُكمَّلين، وإلى وسيط العهد الجديد، يسوع. عب 12: 22 - 24. بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 22 - 24

إنه الاحتفال الأبدي الذي سبق وبدأه المسيح وهو على الأرض يوم خميس العهد بتقديم جسده ودمه الأقدسين عن حياة العالم، غفراناً للخطايا وحياةً أبدية لكل مَن يتناول منه - الاعتراف الأخير قبل التناول في القدَّاس الإلهي

لهذا السبب يُطلَق على سر الإفخارستيا اسم سر الشركة المقدسة. فالمؤمن يشترك مع المسيح ويشترك مع المؤمنين الآخرين حسب قول القديس بولس: فإننا نحن الكثيرين خبزة (بالمفرد) واحدة، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبزة الواحدة (1كو 10: 17) كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 16 - 17 ، نتغذَّى على جسد المسيح ودمه الأقدسين، حيث تجعلنا الشركة مع المسيح قادرين على أن تكون شركتنا - نحن المؤمنين - بعضنا مع البعض حقيقة حيَّة: لأن خبز الله هو النازل من السماء، الواهب حياةً للعالم. يوحنا 6: 33
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ، لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ. فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الْخُبْزَ.  فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا. يوحنا 6: 32 - 35

إن الشركة مع المسيح والشركة مع الآخرين، النابعة من سرِّ الإفخارستيا، ربما تكون غير واضحة للكثيرين من المؤمنين، ظانِّين أننا ننال مجرد بركة أو غفراناً للخطايا (وسر الإفخارستيا يحمل هاتين النعمتين فعلاً)؛ ولكن ليتنا نحسُّ بنعمة الشركة مع شخص المسيح، والتأكيد على كلمة مع، وكذلك نُمارس نعمة الشركة مع الآخرين، لأن هذه الشركة مع المسيح وكل مؤمن مع المؤمنين الآخرين هي سَبْق تذوُّق حياة الملكوت في الدهر الآتي القائمة على أننا سنكون مع المسيح كل حين، وسنكون نحن مجمع الشركة المقدسة مع أرواح الأبرار الذين سبقونا والذين نُعاصرهم الآن أو نحيا معهم في الدهر الآتي

وهكذا كان الحال منذ بدء الكنيسة في عصر الرسل، حينما كان تلاميذ المسيح (أي كل مَنْ آمن) يستمرون في الحياة حسب تعليم الرسل وفي الشركة بعضهم مع البعض، يشتركون في كسر الخبز (أي الإفخارستيا)، وفي الصلاة، وفي الاعتراف بخطاياهم، واعظين بعضهم بعضاً بكل ما علَّم به المسيح، متشاركين معاً في كل أموالهم ومقتنياتهم، بل ومتشاركين معاً في تقديم أشخاصهم بعضهم للبعض لمجد المسيح أع 2: 42-44؛ رو 12: 5،4؛ 1كو 12: 12؛ أف 4: 16،15
وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. وَصَارَ خَوْفٌ فِي كُلِّ نَفْسٍ. وَكَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا، وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. أعمال الرسل 2: 42 - 44
فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، هكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 4 - 5
لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا. رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12: 12
بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِل، حَسَبَ عَمَل، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 15 - 16


الحياة في جماعة المؤمنين

الموت لا يَفصم عُرَى العلاقات الشخصية للمؤمنين، بل هو يرفع هذه العلاقات إلى أعلى مستوى من الشركة الحقيقية القائمة على تسبيح الله وشُكره ومَدْح مجد نعمته، وهذا هو العمل المحوري الأساسي لكل صلوات الليتورجيا: نُسبِّحك، نُمجِّدك، نعترف لك... إلخ

المؤمنون في هذه الحياة لا يمكن أن ينفصلوا بعضهم عن البعض، لأنهم لا يمكن أن ينفصلوا عن المسيح. إنها شركة حقيقية ودائمة لكل واحد مع المسيح، وكل واحد مع كل مَن يشترك في الحياة التي في المسيح. المسيح لَبِسَ بشريتنا الضعيفة المائتة، فالذي يشترك مع المسيح من خلال جسده ودمه الأقدسين لابد سينال معه - بالضرورة - القيامة والحياة الأبدية. وبدون هذه الشركة المزدوجة: مع المسيح، وكل واحد مع الآخرين؛ لن تكون كنيسة، ولن تكون شركة القديسين

والمدعوون لهذه الشركة لا يعيشون في انفصال عن الجماعة المؤمنة المشتركة في حياة المسيح؛ بل هم يُشاركون في هذا الاتحاد المُبهج مع شركة القديسين: إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتَّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات، ولكن الرب يُكمِّل قوله بحُكْم مؤسف: وأما بنو الملكوت (أي الذين ليست لهم شركة في حياة المسيح ولا مع الآخرين الذين لهم الشركة في حياة المسيح، بالرغم من أنهم بحسب الاسم يُطلَق عليهم اسم المسيح) فيُطرحون (للأسف) إلى الظلمة الخارجية. مت 8: 11 - 12. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. متى 8: 11 - 12 ، ويُشبَّه الملكوت بـ وليمة العُرس. مت 22: 2. يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ عُرْسًا لابْنِهِ، وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا الْمَدْعُوِّينَ إِلَى الْعُرْسِ، فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا. متى 22: 2 - 3

ليت الرب يمنحنا أن يكون لنا مكان منذ الآن في شركة القديسين، وليتنا نحفظ هذه النعمة وندوم فيها؛ حتى يكون لنا نصيب في شركة القديسين في الدهر الآتي في شركة مع المسيح ومع سائر القديسين في كل الأجيال، آمين



مجلة مرقس – رسالة الفكر المسيحي للشباب والخُدَّام – يصدرها دير القديس أنبا مقار – ببرية شيهيت – السنة 56 – العدد 532 – مارس 2012م – أمشير / برمهات 1728ش


http://www.stmacariusmonastery.org/
http://www.stmacariusmonastery.org/st_mark/sm031206.htm


Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News