Thursday, December 25, 2014

التسبحة الكيهكية - لقداسة البابا تواضروس الثاني




الرب في اليوم الاخير سيسألك سؤالا واحدا وهو: ماذا كانت درجة الأمانة في حياتك
لذا يجب أن تكون أمينا ايضا في حواسك ، في عينيك ، واللي بتكتبه ع الشات ع النت ، في مكالماتك ، في علاقاتك ، في نظرك ، في يدك ، في قدمك وتنتبه إلى أين تسير بك ؟!
هذه لمحة من الكنيسة .. دعوة للتوبة .. للقلب الرحيم الذي يصنع رحمة ..لأن تعيش الفرح وتنقله للآخرين ، فالمسيحية هي ديانة الفرح .. ثم أخيرا أسلك بالأمانة .. امتلك الأمانة

قداسة البابا تواضروس الثاني


التسبحة الكيهكية : خمس محطات في تسبحة الكنيسة تقود حياتنا مع المسيح ..

واحنا بنسبح ، نجد أن شخصية العذراء مريم هي الشخصية المحورية في كل التسابيح .. بنيجي نسأل سؤال ونقول ازاي تكون حياتنا روحية ؟! .. ازاي تكون حياتنا كنسية ؟! .. ازاي تكون حياتنا صح أمام مسيحنا واحنا في حضن الكنيسة ؟! .. وعايز أذكر أمامكم دلوقتي "لمحة" من لمحات كنيستنا الجميلة وهي ترسم أمام كل واحد منا "خريطة طريق" لحياته .. احنا كلنا كشباب وشابات عايزين نعيش لربنا .. وعايزين نخلي قلبنا حلو قدام مسيحنا .. بتلاحظوا في 3 كلمات بيتكرروا كتير في كل تسابيحنا وكل مدايحنا
كلمة: كيريى ليسون 
وكلمة: الليلويا
وكلمة: أمين
والكنيسة في إبداعاتها في تسبحة نصف الليل حين تنتقل من هوس لهوس تردد باللحن نفس هذه الكلمات: "أمين الليلويا .. كيريى ليسون كيريى ليسون كيريى ليسون ...." .. فيرد الشعب قائلا: كيريى ليسون .. كيريى ليسون ،
وبهذا يكون امامنا 5 محطات وهي: آمين .. الليلويا .. كيريى ليسون .. كيريى ليسون .. كيريى ليسون ..!!..
اوعى تفكر إن ده مجرد مرد أو نقلة من هوس لهوس أو مجرد فقرة .. ابدا .. فالكنيسة بهذا تضع أمامنا "خريطة طريق" ..!!.. خطة لحياتك الروحية السليمة ..
 والخطة دي مكونة من الخمس درجات دول:
آمين ..
الليلويا ..
كيريى ليسون ..
كيريى ليسون ..
كيريى ليسون ..

ايه السر ؟! .. تخيل لو هرم ..فقاعدة الهرم هي "كيريي ليسون" وفي كل مرة من المرات الثلاث هناك معني مختلف لكلمة كيريى ليسون:
 
 كيريي ليسون الأولى: دعوة للتوبة ونقاوة القلب

والتوبة هي قاعدة الحياة الروحية في المسيح ، يجب أن نبدأ بالتوبة أي نقاوة القلب: "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت 5 : 8) .. أي انني اقول لله: "ساعدني أن يكون قلبي نقيا ، أعطني قوة ، أعطني نعمة أن انتصر على الخطية" .. تخيل لو قابلك السيد المسيح على الباب وأنت خارج النهاردة هتقوله ايه؟! بالتأكيد ستطلب أن ينقي قلبك ستقول له: "يارب ارحمني ، توبني ، ساعدني أن قلبي يكون نقيا فالعالم به أشياء سيئة كثيرة ولاسيما في فترة الشباب نتعرض فيها لخطايا كثيرة ، ساعدني يارب في كل يوم اني قلبي يكون نقيا" .. أذهب وأعترف .. أمارس سر التوبة في الكنيسة ، ولما أبونا يضع الصليب على رأسي أثق أنك ترفع خطيتي في صليبك لاني أعلم أن "دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ." (1يو 1 : 7)
 
كيريي ليسون الثانية: قلبا رحيما .. ليناً

اجعل قلبي رحيما .. فالخطية تقسي القلب ... وتجعل الإنسان يتمرد على كل شيء حوله .. فلا يعجبه البيت .. الكنيسة .. البلد .. ولا أي شيء في حياته .. لذا ينبغي أن نطلب من الله: إجعل قلبي لينا .. مثال: حين تسقط أشعة الشمس على قطعة شمع وعلى بقعة طينية ، فالشمع يلين ، والطين يجف ويصبح قاسيا .. أيضا مثل فرعون كان قلبه مليء بالخطية لا يعرف التوبة لذا تقسي 
كيريي ليسون الثالثة: صنع الرحمة مع الآخرين
 
نقولها وتكون طلبتنا: علمني أن اصنع رحمة مع كل أحد .. ترى نحن كشباب هل نتدرب على صنع الرحمة ؟! .. بمعنى هل نحن ننفتح على الآخرين ونقدم لهم عمل محبة ورحمة ؟! .. أم أننا ننحصر في أنفسنا فقط ؟! .. مشكلة زمننا الحالي أن كثيرين تستشري فيهم روح الأنانية بينما هناك كثيرون يحتاجون أن نقدم لهم عمل رحمة ومحبة.. ففي الخارج تنتشر ثقافة التطوع وأيضا لها وجود في مجتمعنا ، مثل خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ، المسنين ، المهمشين ،...إلخ .. والسيد المسيح نبهنا في متي 25 قائلا: "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. ٣٦ عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ."
كل هذا يضاف لنا في رصيدنا من أعمال المحبة .. فهل فتحت حساب من هذا النوع ؟! هناك شباب افتتحوا هذا الحساب .. ولاحظ أن الكلمة الحلوة ... الإبتسامة .. الوقت ..الجهد .. كل هذا يعتبر عمل رحمة ومحبة حاول أن تقدم مما لديك وأخدم من هم حولك بالخبرة .. بخدمة منتظمة.....إلخ .. ولا تقع في فخ الأنانية
 
 الليلويا: حياة الفرح 

وهي ثمرة طبيعة للخطوات الثلاثة السابقة .. فحينما أصنع رحمة أجد نفسي تلقائيا مملوء بالفرح .. والكنيسة التي تصنع هذا هي كنيسة الليلويا ..!! ..والخدمة التي تصنع هذا هي خدمة الليلويا..!! .. خدمة الفرح والتهليل .. والإنسان دوما يبحث عن السعادة التي يرى أنها تساوي حياته نفسها .. وهذا مانراه في برامج التلفاز فهي تهتم كثيرا بالبحث عن السعادة للإنسان .. والسعادة لا تأتي بمجرد الماديات أو المنصب أو الأسرة .. السعادة لاتأتي إلا بالخطوات السابقة ، فنشعر بـ "فَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" (1 بط 1 : 8) .. هنا فقط تشعرون بقيمة وطعم ما بين أيديكم .. يوجد كثيرون يملكون الكثير من الأموال والوضع الاجتماعي والإمكانيات والمهارات.... إلخ .. ولكنهم لا يشعرون بسعادة ... السعادة لا تأتي إلا بالتوبة والرحمة وتقديم أعمال المحبة .. 

 أمين: حياة الأمانة

وهي قمة الهرم ، والمقصود بها الحياة بأمانة .. ولنتذكر الآية: "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ." (رؤ 2 : 10) ... ونلاحظ أن نصفها ينطبق على حياتنا على الأرض (إلى الموت) ، ونصفها الآخر يتحقق في الأبدية (إكليل الحياة) ، وإكليل الحياة هو قمة الهرم .. وأيضا فالآية توجه رسالة شخصية لكل نفس: "كن أمينا" .. أنت .. لأن كل منا له نفس واحدة إن خسرها خسر كل شئ .. هي موجهة لك بغض النظر عن دراستك ، وظيفتك ، جنسك ، عمرك ، خدمتك ؛ مكانك ، زمانك .. كن أمينا في دراستك ، عملك ، بيتك ، وطنك ، خدمتك ، في حياتك الشخصية....إلخ
الرب في اليوم الاخير سيسألك سؤالا واحدا وهو: ماذا كانت درجة الأمانة في حياتك ..!! .. لذا يجب أن تكون أمينا ايضا في حواسك ، في عينيك ، واللي بتكتبه ع الشات ع النت ، في مكالماتك ، في علاقاتك ، في نظرك ، في يدك ، في قدمك وتنتبه إلى أين تسير بك ؟!
هذه لمحة من الكنيسة .. دعوة للتوبة .. للقلب الرحيم الذي يصنع رحمة ..لأن تعيش الفرح وتنقله للآخرين ، فالمسيحية هي ديانة الفرح .. ثم أخيرا أسلك بالأمانة .. امتلك الأمانة ..
أما اجتماعنا اليوم معا للتسبيح يجعلنا نعيش يوما من أيام الابدية فالتسبيح هو عملنا الدائم في الأبدية

السهرة الكيهكية الشبابية - الجمعة 19 ديسمبر 2014

قداسة البابا تواضروس الثاني
Share

Monday, December 8, 2014

أوفيمية الجميلة





إذا أتتك الأفكار الشريرة فلا تترك لها فرصة للحديث أو تتناقش معها
 بل اطردها فورا حتى لا يكون لها سلطان عليك
قول آباء أحد الشيوخ

 
كان في أحد البلاد البريطانية فتاة لأحد الأغنياء اسمها أوفيمية و كانت جميلة جدا و قد نذرت بتوليتها للسيدة العذراء مريم.. فحسدها عدو الخير.. فألهب رجل شريف بحبها و التمس ذلك الرجل من أبيها أن يتزوجها ففرح أبوها بمصاهرة رجل غني ووعده باجابة طلبه أما أوفيمية فأبت أن تتزوج فأخبرت أباها بذلك فغضب جدا و أخذ يتوعدها وهددها باستعمال القوة ...

فلجأت للهيكل و صلت كثيرا للسيدة العذراء ثم قالت " ان جمال جسمي سيصير سببا لتعطيل نذري فالأفضل أن أعدم هذا الجمال " فقطعت أنفها و شفتيها فلما رأي أبوها ذلك غضب جدا و ضربها كثيرا ثم سلمها لرجل قاس كان يعمل حراثا لأرضه فكان يشغلها عنده بوحشية كجارية .. وكانت الابنة تحتمل كل هذا بصبر و شكر ومكثت علي هذا الحال سبع سنوات مواظبة علي الأصوام و الصلوات و في ليلة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح ... 

و بينما كان ذلك الرجل المتوحش جالسا علي مائدة الطعام ..ذهبت أوفيمية خفية الي اسطبل البهائم و أخذت تصلي متذكرة ميلاد الرب يسوع .. أما ذلك الشرير فلما لم يجدها .. أخذ عصا و ذهب مسرعا في طلبها ليجلدها كعادته و فيما هو مسرعا نحو المكان .. أبصر من بعيد نورا يسطع في الاسطبل فارتاع من ذلك ظانا أن البيت يحترق فاقترب من الاسطبل و نظر ما لم يكن مستحقا أن يراه .. رأي السيدة العذراء المجيدة تعزي هذه الابنة العفيفة و تشفيها من كل جراحها و تعدها بالخلاص من هذه الحالة البائسة... 

فأسرع الفلاح و أخبر كل أهل بيته فبادر الجميع الي أوفيمية فرأوها صحيحة بهية الجسم و قد شفيت تماما فأسرعا و أخبروا والدها الذي لما أبصرها انذهل و شكر الرب علي شفائه ابنته و أخذ يطلب منها الصفح و السماح عما فعله بها و طلب منها أن يبني لها ديرا و أنفق فيه مالا جزيلا و هناك تركها تتعبد للعريس السماوي بشفاعة العذراء... شفيعة الطهارة

اخوتي الأحباء أمنا العذراء أم بمعني الكلمة لها عاطفة قوية جدا حتي عندما نخطئ و نكون في قمة الخجل أن نتوب و نعود لربنا فلنطلب شفاعة العذراء هي معينة و تطلب عنا فعلا فيترك لنا الرب خطايانا

قول أباء : إذا أتتك الأفكار الشريرة فلا تترك لها فرصة للحديث أو تتناقش معها بل اطردها فورا حتى لا يكون لها سلطان عليك
قول آباء أحد الشيوخ

Share

Thursday, December 4, 2014


استشهاد القديس مرقوريوس أبى سيفين







استشهاد القديس مرقوريوس أبى سيفين 

في مثل هذا اليوم استشهد القديس مرقوريوس الشهير بابي السيفين، وقد ولد هذا القديس بمدينة رومية من أبوين مسيحيين، فأسمياه فيلوباتير وأدباه بالآداب المسيحية، ولما بلغ دور الشباب انتظم في سلك الجندية أيام الملك داكيوس الوثني، وأعطاه الرب قوة وشجاعة أكسبته رضاء رؤسائه فدعوه باسم مرقوريوس، وكان من المقربين لدي الملك

وحدث إن ثار البربر علي رومية فخرج داكيوس لمحاربتهم ففزع عندما رأي كثرتهم، ولكن القديس مرقوريوس طمأنه قائلا "لا تخف لان الله سيهلك أعداءنا ويجعل الغلبة لنا"، ولما انصرف من أمام الملك ظهر له ملاك في شبه إنسان بلباس ابيض اعطاه سيفا قائلا له "إذا غلبت أعدائك فاذكر الرب إلهك"،

فلما انتصر داكيوس علي أعدائه ورجع مرقوريوس ظافرا ظهر له الملاك وذكره بما قاله قبلا، أي إن يذكر الرب إلهه، أما الملك داكيوس فأراد إن يبخر لأوثانه هو وعسكره، فتخلف القديس مرقوريوس، ولما أعلموا الملك بذلك استحضره وأبدي دهشته من العدول عن ولائه له ، ووبخه علي تخلفه، فرمي القديس منطقته ولباسه بين يدي الملك وقال له "إنني لا اعبد غير ربي والهي يسوع المسيح"،

فغضب الملك وأمر بضربه بالجريد والسياط، ولما رأي تعلق أهل المدينة والجند به، خشي الملك إن يثوروا عليه بسببه، فأرسله مكبلا بالحديد إلى قيصرية، وهناك قطعوا رأسه فكمل جهاده المقدس ونال إكليل الحياة في ملكوت السموات

شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين



Share

Friday, October 31, 2014

صلاة لمخلصنا من الهلاك الأبدي


أيها الأبن الوحيد الإله الكلمة الذي أحبنا وحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي.. ولما كان الموت في طريق خلاصنا إشتهى أن يجوز فيه حبًا لنا وبنا ومن أجل خلاصنا.. وهكذا إرتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا نحن الذين أخطأنا وهو الذي تألم، ونحن الذين صرنا مديونين للعدل الإلهي بذنوبنا وهو الذي دفع الديون عنا.. لأجلنا فضل التألم عن التنعم.. والصليب على العرش.. قبِلَ أن يُربط بالحبال ليحلنا من رباكات خطايانا.. جاع ليشبعنا وعطش ليروينا.. يا إلهي ومخلصي نعم هو حبك العظيم الذي جعلك تقبل كل ذلك العذاب من أجلي.. إجعلني مستحقًا أن أناديك بدالة البنين

أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين


Share

Friday, October 24, 2014

السلوك والحكمة بالحياة


هل حاسبت نفسك؟ كل إنسان في عمل ما أو تجارة لابد أن يحاسب نفسه ومن معه هل كسب أم خسر وأنت في نهاية (ختام) كل يوم لا تتوانى ولا تؤجل أن تحاسب نفسك، وكن قاسيًا على نفسك في حسابها لا تجاملها حتى تستطيع أن تضع يدك على مواطن الضعف، وما مدى تقدم حياتك الروحية.. هل أنت قدوة؟ في عملك، في بيتك، في كنيستك.. أفحص نفسك جيدًا ولكن ليمتحن الإنسان نفسه.. وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 28


هل تعرف ما هي وكالتك التي إئتمنك عليها ربنا، هي تلك الوزنات الروحية، والجسدية، والعائلية مثل الغنى، والعلم، والفهم مثل الصلاة والخدمة.. فأجسادنا بكل ما فيها من حواس وعقل وامكانيات هي وزنات أعطيت لنا لنستخدمها لملكوت الله.. لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 20
لذلك أسهر على أمانتك ولا تغفل عنها.. طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. لوقا 12: 37


مثل وكيل الظلم هنا يخدم الغرض الأسمى الذي هو دخول ملكوت السموات.. كيف يفكر الإنسان بحكمه؟ في مستقبله الأبدي وماذا بعد ما يفني جسده هنا؟ هل ستجد روحه راحة في أحضان الأحباء الذين صاروا له أصدقاء؟ وهل إذا عزل من وكالة الأرض يجد له مكانًا في السماء؟ السيد لم يمدح وكيل الظلم بشيء إلا أنه بحكمة سلك من جهة المستقبل


كثيرًا ما أسقط في نفس الخطية التي أعترف بها، فما؟ السبب

اما ان تكون التوبة غير حقيقية وتحتاج إلى إخلاص وصدق

اما أن الخطية تمارس كعادة بسبب تكرارها السابق قبل التوبة وتحتاج إلى سهر ويقظة وصبر حتى تنتهي. لنذكر دائمًا أنه قبل إنزعاجنا لخطية معينة يلزمنا أن نفحص حياتنا الداخلية، هل نحن نحب الله حقًا؟ أم نحب ذواتنا


Share

Thursday, October 16, 2014

ضابط الكل




مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ
وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ
إشعياء 53: 3



محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به - اشعياء ٥٣: ٣
الرؤساء كانوا يقلللون من شأنه وفي الحقيقة كان هو ضابط الكل .  اقرب اصدقائه خذلوه في مواقف كثيرة في حياته وواحد منهم خانه في وقت شدته لم يجد احد من حوله يسنده ويدعمه او يعزيه بكلمة .  بعض الناس  طردوه من مدنهم وبيوتهم .  بعض اقاربه واحبائه قالوا عنه انه مختل وبعض رجال الدين سبوه وشتموه ووصفوه بانه مضلل  .  اعطي حبا للمنتهي واحب الجميع دون تمييز وبدون مقابل اما هم  فكسروا قلبه بجفاء قلوبهم .  اعطي كل ما له بسخاء وكان له الفضل علي كثيرين فردوا له هذا بنكران الجميل




لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 18

 
هل مررت بمثل هذه المواقف من قبل ؟!  اعلم تماما ما اصعب الاحساس بالالم وبخاصة عندما يأتي ممن حولك ومن اقربهم اليك .  ولأنه رب المجد قد عاني و اختبر كل هذه الالام و الاوجاع وعبرها جميعا  فهو يحس بالامك وبالام كل المتعبين مثلك ويعرف مرارتها تماما ولذا تيقن وامن انه سوف يعبر بك ايضا ومن مجد  الي مجد ياخذك" لأنه في ما هو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين"  -  عب ٢: ١٨ 


Share

Monday, October 6, 2014

الفخ انكسر


انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا. المزامير 124: 7

الرب في النفس ذاتها، لهذا فَلَتت كطائر من فخ الصيادين

لماذا شبه الطائر؟ لأنها سقطت بدون إدراك، مثل طائر، وأمكن القول بعد ذلك فالله يغفر لي. الطائر غير المستقر بالحري يضع رجليه على الصخرة، فلا يسقط في فخ! ليكن الرب في داخلك، وهو يخلصك من تهديدات أعظم، من فخ الصيادين... الفخ سينكسر

تأكد من هذا، فإن ملذات الحياة الحاضرة لن تدوم عندما يتحقق مصيرها النهائي. ليتنا لا نرتبك بها، حتى متى انكسر الفخ نفرح، قائلين: الفخ انكسر، ونحن نجونا. ولئلا تظن أنك تستطيع ذلك بقوتك الذاتية، انظر من الذي يعمل على نجاتك، وقل: عوننا باسم الرب الذي صنع السماء والأرض

القديس أغسطينوس


القوي في قيودٍ وعدَّته محطمة، وقوته مقضي عليها، ومسكنه مُدمر، وسيفه منكسر. ماذا نطلب أكثر من هذا؟ لماذا أنت خائف منه؟ ما هو سبب رعبك؟ إنه يغلب من كان نائمًا، لا من أجل قوته، إنما بسبب إهمالكم، أعني من لا يقدر أن يغلب شخصًا نائمًا حتى وإن كان أضعف من الجميع؟ أي يغلب الغافل والمتساهل والمتهاون في خلاص نفسه

أخبرني، لماذا أنت قلق؟ أتريد أن تعرف نوع المعونة التي لديك؟ فوق الكل، عدوك ليس فقط صار ضعيفًا، وإنما عونك صار عظيمًا

تمرُّد الجسد قد تحطم، ثِقل الخطية قد زال، لقد نلت نعمة الروح، بقوة المسحة. لأنه ما كان الناموس عاجزًا عنه في ما كان ضعيفًا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد. لكي يتم حكم الناموس فينا، نحن السالكين ليس حسب الجسد.. لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ، لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 3 - 4

لقد جعل الجسد مطيعًا، وقدم لك الأسلحة، درع البرّ، ومنطقة الحق، وخوذة الخلاص، وترس الإيمان وسيف الروح
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 13 - 17

والعربون المقدم لك.. الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 22، إنه يقوتك بجسده، يهبك دمه لتشربه، ويضع صليبًا في يدك مثل رمح، الرمح الذي لن ينثني

ذاك المخلوق يربطه، ويسخر به حتى الأرض

القديس يوحنا الذهبي الفم


Share

Monday, September 15, 2014

صلاة


التوبة هي أم الحياة، وطوبى لمن يولد منها، فانه لا يموت. وكما ينادي المسيح لخواصه بالتوبة، كذلك يبعد الشيطان الناس عن سماع هذا النداء (نداء المسيح للتوبة)، وبالمكر واللهو يغطي قلوبهم

الشيخ الروحاني - مار يوحنا سابا


صلاة للتوبة - الأنبا شنوده رئيس المتوحدين

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين

اللهم ( ربي ) أغفر لي أنا الخاطئ لأني لا أستطيع أن أرفع عيني إليك لأني أخزى من أجل كثرة أثامي.. اللهم ( إلهي ) لا تحسب علىَّ أثامي بل إصنع معي رحمة في ملكوتك. اللهم ( يا رب ) إني أتضرع إليك وأسألك من أجل نفسي وجسدي البائسين

أعطني أن أصنع إرادتك، ولترشدني رحمتك. أيها الرب الإله أغفر لي خطاياي وأسترعلى آثامي، نجني من غضبك ورجزك. ماذا أقول حين مثولي بين يديك، وبما أتزكى حين تحاكمني؟ يا يسوع المسيح دبرني واسترني من أهوال لجة الشيطان. ضع سلامك واسمك القدوس علىَّ أيها الرب الساكن في السموات (السماوات)، لتدركني رحمتك وتسترني. لا تسلمني بيد العدو.. إني ألقيت كل إهتمامي عليك أيها المسيح إبن الله فلا تتركني عنك. إذا ملت إلى الشر لا تتركني ولا تدعني أسير حسب شهواتي الرديئة. لا تدع تبكيتي ليوم دينونتك العظيم. لا تقض علىَّ كاستحقاق خطاياي. استر فضيحة عرييِّ أمام منبرك المرهوب. طهرني كي لا يوجد دنس في نفسي بين يديك

أيها الإله محب البشر، حصن نفسي بدمك الكريم. اللهم ( يا ضابط الكل ) أضبط أهواء الخطية التي فيَّ بخوفك، وأيقظني من سنة الغفلة التي تنتج من نبع الخطية الردىء، وأحفظني من الضلالة والزلق بشفتي. إجعل ملاكك الطاهر طاردًا عني كل تجديفات الخطية. أهلني لأن يجد روحك هيكلا فيَّ. هب لي أن تسبحك نفسي وروحي كل أيام حياتي. اللهم ( يا مجيب و مدبر و مستجيب ) استجب لي ككثرة رحمتك، واقبل مني صلاتي وإبتهالي بين يديك. نجني لكي لا أخطىء إليك، وأعطني سبيلاً أن أصنع مشيئتك. لا تنزع نعمتك مني وتبعدني من معونتك. إحفظني لك هيكلاً مقدسًا. طهر قلبي ولساني وجميع حواسي. انتزع مني القلب الحجري وأنعم علىَّ بقلب منسحق لأتضرع أمامك. لا ترفضني بما أنك دعوتني لأني عاجز جدًا لأجل خطاياي. إرحمني يا من له سلطان الرحمة. إجعلني مستحقًا أن أباركك كل الأوقات إلى النفس الأخير

ثبت كلماتك المقدسة في قلبي ونفسي. نجني من جميع فخاخ الشرير. دبر سيرتي كما يرضيك. تراءف علىَّ واسمع صراخي. إستجب لتضرعي وأقبل صلاتي. لا تبعد صلاتي منك ولا رحمتك عني، فلتدخل صلاتي أمامك. أنصت لصوتي وليدخل إليك صراخي. لتستقم صلاتي أمامك كرائحة بخور طيبة بين يديك. لا تحاكم عبدك فانه لا يتزكى أمامك أحد. فان لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين


أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين


Share

Friday, September 12, 2014

زمان النعمة


تصلي الكنيسة باللحن الفرايحي من ليلة النيروز حتى الإنتهاء من الأحتفال بعيد الصليب من 1 توت إلى 19 توت لأن

المسيح مات لأجلنا والشهداء ماتوا لأجله

المسيح تحمل آلام الصليب وكذلك الشهداء تحملوا كل صنوف العذاب من أجله

الشهداء أقبلوا على الموت باستهانه لأنهم أدركوا أن بعد الموت قيامة مثلما قام المسيح من الأموات بعد صلبه بثلاثة أيام


حقًا أنه من احسانات الرب أننا لم نفن لأن مراحمه لا تزول وأعظم الإحسانات هو أن (سنة الرب المقبولة) لم تنته بعد: لقد إنتهت سنوات عديدة من حياتك ولكن لا تزال أناة الرب تنتظر لتخلصك. لأن الله لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة ولكن لابد لإمهال الله وطول أناته من نهاية.. وقد يكون ذلك أقرب مما تفتكر. ومتى انتهى زمان النعمة ووقت القبول يبدأ الغضب.. يوم النقمة ويالهول ذلك اليوم


بارك إكليل السنة بصلاحك يارب الأنهار واليانبيع والزروع والثمار
باركنا في أعمالنا ببركتك السمائية وأرسل لنا من علوك نعمتك وخيراتك
من ذكصولوجية عيد النيروز
 

وقفت إيزابيل الشريرة في أيام إيليا تقاوم طريق الله وتخدم انبياء البعل والنجاسات.. وعندما قتل ايليا أنبياء البعل هاجت ايزابيل وأقسمت بوعد أن تقتل ايليا وتنتقم منه

هكذا أيضًا وقفت هيروديا في أيام يوحنا المعمدان عندما شهد للحق ووقف ضد شهوات هيرودس، ونجاسة هيروديا وقفت تتحين الفرصة وتدبر المكائد حتى قطع رأس القديس يوحنا المعمدان وقدمها لها


نرسل لك التسبيح بأصوات التمجيد يا مخلصنا الصالح ثبتنا إلى الانقضاء
أعطنا يا رب سلامك ونجنا من أيدى أعدائنا وأزل مشورتهم وأشف أمراضنا
من ذكصولوجية عيد النيروز


الكنيسة تلقب القديس يوحنا المعمدان بالسابق الصابغ والشهيد وهو شخص يحوز مكانة خاصة، إذ أنه يحسب ضمن أنبياء العهد القديم وهو آخرهم، كما أنه يحسب من شخصيات العهد الجديد لأنه عاين السيد المسيح وشهد له وعمده في نهر الأردن

لذلك تضع الكنيسة اسم القديس يوحنا المعمدان بعد إسم القديسة العذراء مريم في قائمة القديسين الذين يذكرون في المجمع في صلاة القداس الإلهي. ولأن ربنا حبا القديس يوحنا المعمدان بميزات فريدة وفائقة

أن القديس يوحنا المعمدان ولد بوعد ورؤى بشارة رئيس الملائكة

ولد القديس يوحنا المعمدان من أبوين بارين سالكين في جميع وصايا الله بلا لوم

امتلأ القديس يوحنا المعمدان من الروح القدس وسجد وهو في بطن أمه للمسيح

هيأ القديس يوحنا المعمدان الطريق للمسيح، وقال الحق بشجاعة


Share

Friday, September 5, 2014

نتعلم من الآباء والقديسين


ما اجمل قول (ماراسحق) مار إسحق: شهية هي أخبار الآباء والقديسين، مثل الماء للغروس الجدد، حقًا أنها غذاء روحي لا يستغني عنه أحد، نشعر فيه بمحبة الله ومحبة طرق ملكوته وتجعلنا هذه السيرة أن نحب الفضيلة ونحب الأبرار ونتخذهم لنا شفعاء، ونحرص أن نعمق علاقتنا بهم، وكأنهم أحياء يعيشون معنا على الأرض نتحدث إليهم ونطلبهم


عن مواعيد ربنا للآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب

قال لإبراهيم.. بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي. سفر التكوين 22: 16 - 18

وقال لإسحق.. أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ، وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي. سفر التكوين 26: 24

وقال ليعقوب.. أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ. سفر التكوين 28: 13 - 15


لتكن في ذاكرتك وعلى فمك عبارة: يحفظ الرب دخولك وخروجك، في كل مرة تخرج فيها من بيتك أو ترجع إليه، وعندما تدخل إلى مكان عملك أو تخرج منه عليك أن تصلي وتقول أنت يا رب الذي تحافظ علينا فليكن حفظك هذا مستمرًا معنا كل حين حتى ان لم نعمل على حفظ انفسنا تحفظها أنت. البابا شنوده الثالث


ممكن أن نتعلم من حياة إسحق بن إبراهيم

عاش مطيعًا للرب الذي أمره بعدم النزول إلى مصر فأطاع

كان يستمد معونته من المذبح والصلاة فكان يقدم ذبائحه ولما تأخرت رفقة في الولادة صلى لاجلها

كان عظيمًا في حبه للرب فلما قدمه ابوه على مذبح المريا لم يكن أقل حبًا من أبيه


حينما أراد يعقوب أن يبارك أبنيّ (أولاد) يوسف، قدمهما يوسف إليه بحسب ترتيبهم: منسى يمينًا وافرايم يسارًا، لكن ربنا أرشد يعقوب ليضع يمينه على افرايم ويساره على منسى وذلك على شكل صليب لتكون نبؤة أن افرايم سيكون أعظم من منسى، كذلك إشارة للصليب الذي نال به الأبن الأصغر (الأمم) نصيب البكر (اليهود) وفي الكنيسة أثناء أختيار الحمل يقوم الكاهن بنفس الإشارة (الصليب) وهو يختار القربان

بركة صلواتهم تكون معنا دائمًا آمين


Share

Tuesday, September 2, 2014

عواصف التجارب


فَانْظُرُوا إِلَى نُفُوسِكُمْ. لأَنَّهُمْ سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَتُجْلَدُونَ فِي مَجَامِعَ، وَتُوقَفُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ، مِنْ أَجْلِي، شَهَادَةً لَهُمْ. وَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ أَوَّلاً بِالإِنْجِيلِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ. فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ. وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ. وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. إنجيل مرقس 13: 9 - 13

أي مهما إشتدت الضيقة، حتى ان كان مصدرها الملوك والولاه أو المقربين منا أو من الحروب والمجاعات.. فان سر القوة أو الضعف يتوقف على أعماق النفس الداخلية، علينا أن نعلم أن السلام الداخلي لا يتوقف على الظروف الخارجية بل هو عطية إلهية. فلو كان لنا بصيرة داخلية لرأينا أن يمين الرب تحيطنا بعنايتة ومحبته فكيف نضطرب


كيف نسترد سلامنا المفقود؟ لا تفقد سلامك

يدرك الإنسان أن الله ضابط الكل

إن كل ما يحدث هو جزء من خطة الله لنا

إن كل الأشياء تعمل معًا للخير

كل ما يحدث يبقى خارجًا دون أن يمس الداخل

إن كل مشكلة لها حل بمعرفة الله

ننظر للحياة الأبدية فنستخف بالآلام


تتعاقب فصول السنة صيفًا يتلوه خريفًا ثم شتاءًا يتلوه ربيعًا، ولا يمكن أن نتوقع شتاءًا بدون عواصف أو أمطار.. هكذا حياتنا لابد وأن تمر بها بعض العواصف في صورة تجارب

ولكن الشتاء يعقبه الربيع، فصل البهجة والفرح، هكذا التجربة تعقبها البركة والنمو الروحي للشخص المجرب

قال الآباء

ضع الله بينك وبين الضيقة فتختفي الضيقة ويبقى الله المحب. البابا شنوده الثالث

الضيقات هي عمليات تجميل يجريها الرب يسوع في نفوسنا. القمص بيشوي كامل


المضايقات بالنسبة لمؤمن ليست مجرد علامة وسط علامات كثيرة لمجيء السيد، إنما هي المناخ الحيّ الذي فيه يتجلى الرب المصلوب داخل القلب. فالضيق هو قبول صليب ربنا يسوع المسيح ليُعلن ملكوته داخلنا. الضيق ليس بالأمر العارض في حياة المؤمن لكنه يلازم المؤمن على الدوام حتى يعبر من هذا العالم كما من الضيقة العظيمة.. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 7: 14. هذا ما أعلنه لنا الرب بوضوح، وكما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: نطق بهذا لكي بسماعهم عنه يستعدون لاحتمال الاضطهادات والشرور بصبر عظيم


ويلاحظ في هذا الحديث الإلهي الآتي

أولًا: يقول الرب: انظروا إلى نفوسكم، بمعنى آخر مهما اشتدت الضيقة، وأيا كان مصدرها سواء من أصحاب سلاطين كالولاة والملوك أو من المقربين جدًا كالآباء والأبناء أو الإخوة فإن سرّ القوة أو الضعف يتوقف على أعماق النفس الداخلية. إن نظرنا بالإيمان إلى نفوسنا الداخلية نجد فيها رب المجد مالكًا بمجد داخلي وبهاء فلا تستطيع الضيقة أن تجتاز إلى نفوسنا بل تبقى في الخارج! يمكننا أن نقول إن انفتحت بصيرتنا على السماء الداخلية لا تقدر الأرض بكل خداعها وإمكانياتها أن تلحق بنا، بل يرفعنا الروح القدس فوق التراب ويحملنا أعلى من التيارات الزمنية ويحفظنا في سلام إلهي فائق

ثانيًا: إن كان الضيق يحل بالضرورة، فالكرازة بالإنجيل أيضًا لن تتوقف. وكأن ربنا يسوع يطمئننا أن عمل الله على الدوام يُقاوم، لكنه بالمقاومة يزداد قوة ويتجلى بأكثر بهاء

ثالثًا: يتحول الضيق إلى شهادة للمضايقين أنفسهم، ففيما يحسبون أنهم قادرون أن يكتموا صوت الحق بالسلطان الزمني والعنف، إذا بالحق يتجلى أمامهم، ويزداد صوته وضوحًا في فكرهم. هذا ما رأيناه حين أراد هيرودس أن يكتم أنفاس القديس يوحنا المعمدان، فصار صوت يوحنا يدوي في أذنيه حتى بعد استشهاده

رابعًا: إن مصدر الضيق الحقيقي ليس البشر، وإنما الحرب القائمة بين الله وإبليس، لهذا يليق بنا ألا نهتم بما نتكلم به، بل كما قال السيد: لستم أنتم المتكلمون بل الروح القدس. روح الله هو قائد الكنيسة الذي أرسله الابن الصاعد إلى السماوات من عند أبيه ليتسلم تدبير الكنيسة وقيادتها


Share

Friday, August 22, 2014

عيد صعود جسد القديسة العذراء مريم





صلاة القسمة لعيد صعود جسد القديسة العذراء مريم 

 
 يا الله الساكن في الأعالي والناظر من علو سماه إلى قلوب المتواضعين من عبيده، الذي شاء أن يفتقدنا برحمته وأن يجيئ إلينا متجسدًا من الروح القدس ومن القديسة العذراء مريم

يا من وعد أبانا آدم بالخلاص وثبت وعده المقدس لجميع الآباء بميلاده البتولي في ملئ الزمان من بكر بتول نقية وعفيفة قدسها وطهرها وملأها نعمة وفض
لها على نساء العالم. هي العذراء الدائمة البتولية العذراء كل حين مريم – حواء الجديدة فخر جنسنا والسماء الثانية الجسدانية

يا من أحبنا وأراد من فيض حبه ورحمته ومن دلائل عدله وبره وثبوت حكمه وقضائه أن يفدينا من موت الخطية الأصلية وينزغ عنا عقوبتها الأبدية بأن يموت بدلًا عنا في جنس البشرية الذي أخذه من العذراء مريم أم الخلاص وكما كانت حواء الأولي أصل البلاء، هكذا صارت حواء الجديدة باب السماء

يا من تجسد من البكر البتول، وأكرم بميلاده من العذراء دائمًا وكل حين البتولية الدائمة والعفة الكاملة وهي صورة البهاء الأولية التي خلق الله بها الأبوين الأولين أدم وحواء عندما كانا معًا في فردوس النعيم 

يا من شرف حواء الثانية بان سكن في أحشائها تسعة أشهر كاملة وكون منها بالروح القدس الذي حل عليها جسدًا بنفس بشرية إتحد به في أقنوم واحد وطبيعة واحدة وولد منها الكلمة الذي كان ولم يزل إلهًا مباركًا إلى الأبد 

يا من خرج من بطن العذراء وختوم البتولية مختومة يا من رضع من لبن العذراء وهو الساقي الخليقة من نعمته وتربي في حضنها ونام بين يديها وجلس على ركبتيها وهو الجالس على مركبة شاروبيمية وسجدت له الملائكة ورؤساء الملائكة الأطهار 

يا من شرف مصر بحضوره راكبًا على السحابة السريعة والخفيفة فإرتجت اوثان مصر من وجهه وذاب قلب مصر في داخلها ولم تكن السحابة السريعة الخفيفة إلا العذراء مريم في نقاءها ورقتها وطهارتها كل حين 

يا من شاء ان يكرم الأمومة في مريم العذراء وكان خاضعًا لها ودائمًا يلبي ندائها ويقبل شفاعتها ويستجيب صلواتها 

يا من أودع أمه العذراء عند تلميذه يوحنا وجعل لها يوحنا إبنا. وفي يوحنا وهبنا العذراء اما لنا وجعلنا لها بالإيمان أولادًا وبنينًا 

يا من لم يشأ للعذراء أم الخلاص وقد صارت تابوتًا مقدسًا سكن فيه الرب جسديًا أن يبقي هذا الجسد على الأرض فرفعه بعد موتها إلى السماء على أيدي الملائكة ورؤساء الملائكة القديسين 

يا من شرفنا وشرف جنسنا بأن إتخذ من العذراء مريم جسدًا وصعد به إلى السماء فوجد فداءًا أبديًا وجلس به على العرش فصرنا فيه جالسين عن يمين الآب

يا الله الرحوم إرحمنا وإغفر خطايانا وإقبل شفاعة أمك العذراء فينا وأجعلنا مستحقين للمس جسدك المقدس ودمك الكريم لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ومحبة كاملة ورجاء ثابت نصرخ نحو أبيك القدوس الذي في السموات ونصلي بشكر  

 أبانا الذي في السموات 
 ليتقدس أسمك 
ليأت ملكوتك
 لتكن مشيئتك

كما في السماء 
كذلك على الأرض
 خبزنا الذي للغد 
أعطنا اليوم

وأغفر لنا ما علينا
  كما نحن أيضا نغفر 
لمن لنا عليه 

  ولا تدخلنا في تجربه 
لكن نجنا من الشرير 
  بالمسيح يسوع ربنا

لأن لك الملك 
والقوة والمجد
  إلى الأبد

آمين



Share

Friday, August 15, 2014

حياة الاتضاع والتسليم - من فضائل القديسة مريم





حياة الاتضاع

كان الاتضاع شرطًا أساسيًا لمن يولد منها رب المجد

كان لابد أن يولد من إنسانة متضعة، تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها... مجد حلول الروح القدس فيها... ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها واتضاع أليصابات أمامها قائلة لها "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ.." (لو1: 48، 43). كما تحتمل كل ظهورات الملائكة، وسجود المجوس أمام ابنها. والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في أرض مصر، بل نور هذا الابن في حضنها

لذلك كان "ملء الزمان" (غل4: 4) ينتظر هذه الإنسانة التي يولد ابن الله منها

وقد ظهر الاتضاع في حياتها كما سنرى

بشرها الملاك بأنها ستصير أمًا للرب، ولكنها قالت "هوذا أنا أمة الرب" (لو1: 38) أي عبدته وجاريته. والمجد الذي أعطي لها لم ينقص إطلاقًا من تواضعها

بل أنه من أجل هذا التواضع، منحها الله هذا المجد، إذ "نظر إلى اتضاع أمته" فصنع بها عجائب.   لو1: 48، 49

  ظهر اتضاع العذراء أيضًا في ذهابها إلى أليصابات لكيما تخدمها في فترة حبلها.  فما أن سمعت أنها حُبلى- وهي في الشهر السادس- حتى سافرت إليها في رحلة شاقة عبر الجبال. وبقيت عندها ثلاثة أشهر، حتى تمت أيامها لتلد (لو39: 1- 65). فعلت ذلك وهي حبلى برب المجد
 
  ومن اتضاعها عدم حديثها عن أمجاد التجسد الإلهي

  حياة التسليم 
 
عاشت قديسة طاهرة في الهيكل.. ثم جاء وقت قيل لها فيه أن تخرج من الهيكل. فلم تحتج ولم تعترض، مثلما تفعل كثير من النساء اللائي يمنعهن القانون الكنسي من دخول الكنيسة في أوقات معينة. فيتذمرن، ويجادلن كثيرًا في احتجاج

  وكانت تريد أن تعيش بلا زواج فأمروها أن تعيش في كنف رجل حسبما تقضي التقاليد في أيامها

  فلم تحتج وقبلت المعيشة في كنف رجل، مثلما قبلت الخروج من الهيكل

  كانت تحيا حياة التسليم، لا تعترض: ولا تقاوم، ولا تحتج

بل تسلم لمشيئة الله في هدوء، بدون جدال

  كانت قد صممت على حياة البتولية، ولم تفكر إطلاقًا في يوم من الأيام أن تصير أمًا. ولما أراد الله أن تكون أمًا، بحلول الروح القدس عليها (لو1: 35) لم تجادل، بل أجابت بعبارتها الخالدة "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك".. لذلك وهبها الله الأمومة، واستبقى لها البتولية أيضًا، وصارت أمًا، الأمر الذي لم تفكر فيه إطلاقًا.. بالتسليم، صارت أمًا للرب.. بل أعظم الأمهات قدرًا

  وأمرت أن تهرب إلى مصر، فهربت

وأمرت أن ترجع من مصر، فرجعت. وأمرت أن تنتقل موطنها من بيت لحم وتسكن الناصرة، فانتقلت وسكنت

كانت إنسانة هادئة، تحيا حياة التسليم، بلا جدال. لذلك فإن القدير صنع بها عجائب... إذ نظر إلى اتضاع أمته


 كتاب السيدة العذراء مريم
البابا شنودة الثالث

Share

Monday, July 7, 2014

ميلاد القديس يوحنا المعمدان اعظم مواليد النساء





في مثل هذا اليوم كان ميلاد القديس يوحنا المعمدان . هذا الذي لم تلد النساء أعظم منه ، وهو الذي سجد للمسيح وهو بعد في بطن أمه . كما استحق أن يضع يده علي رأس ابن الله وقت العماد . وجاء عنه في الإنجيل المقدس : " أما أليصابات فلما تم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها ان الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها ، ولما كان في اليوم الثامن جاءوا لختنوا الصبي ودعوه باسم أبيه زكريا . فقالت أمه لا بل يسمي يوحنا . فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك تسمي بهذا الاسم ، ثم أشاروا لأبيه ماذا يريد أن يسميه فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا . فتعجب الجميع لأنه في الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله وتنبأ عن ابنه أنه سيدعي نبيا للعلي وينطلق أمام وجه الرب ليعد طريقه   ( لو 1 : 57 – 76 

ولما كان ابن سنتين واتفق مجيء المجوس وقتل هيرودس الأطفال وشي بعضهم عن هذا الطفل ، فطلبه الجند ليقتلوه لكن زكريا حمله وأتي به إلى الهيكل وقال للجند : " من هذا المكان تسلمته " فخطفه الملاك وأتي به إلى بريه الزيفانا . فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا . ولهذا السبب قال الرب لليهود " يأتي عليكم كل دم زكي سفك علي الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " (مت 23 : 25 ). أما الصبي يوحنا فكان ينمو ويتقوى بالروح  (لو 1 : 80

وظل منذ أيام طفولته يسكن البرية وعاش فيها أكثر من عشرين سنة عيشة ملائكية حتى يوم ظهوره لإسرائيل  (لو 1 : 57 – 80

وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلي حقويه منطقه من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (مت 3 : 4 : مز 1 : 6) وقد أقام بالبرية مواظبا علي الصلاة والتقشف إلى أن أمره الله تعالي لتتم النبوة أن يبشر الشعب بمجيء مخلص العالم (مت 3 : 4 مز 1 : 6 ) لأنه مرسل من الله ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته ولم يكن هو النور بل ليشهد للنور (يو 1 : 6 – 8)

وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر حينما كان بيلاطس البنطي واليا علي اليهودية وهيرودس رئيس ربع علي الجليل وفيلبس أخوه رئيس ربع علي ايطورية وبلاد تراكونيتس وليساتوس رئيس ربع علي أبيلية وحنان وقيافا رئيسا للكهنة كانت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي " صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة وكل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض والمعوج يستقيم ووعر الطريق يصير سهلا ويعاين كل بشر خلاص الله " (لو 3 : 1 – 6) 

وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات " (مت 3 : 1 و2) ، فكان يخرج اليه أهل أورشليم وكل اليهود وجميع بقعة الأردن فيعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم (مت 3 : 5 – 6) ، وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح أجابهم يوحنا قائلا : " أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوي مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار . الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ (لو 3 : 16 و 17) ، حينئذ أتي يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليتعمد منه فمنعه يوحنا قائلا " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلى " فأجابه يسوع قائلا : " اسمح الآن لأنه هكذا ينبغي لنا أن نتمم كل بر " حينئذ تركه . فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء فانفتحت له السموات ورأي روح الله نازلا مثل حمامة وحالا عليه " وإذا صوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت 3 : 13 – 17 . لو 3 : 20 – 22) . ثم جاء تلاميذ يوحنا اليه وقالوا له : يا معلم هوذا الذي معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون اليه . فأجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا ان لم يكن قد أعطي من السماء أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح بل أني مرسل أمامه من له العروس فهو العريس ، إذا فرحي هذا قد كمل ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق لآن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح . الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله (يو 3 : 26 – 36)

ولما رأي يوحنا أن كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم : " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي . فاصنعوا أثمار تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا ابراهيم أبا لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم . والآن قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقي في النار ولما كان هيرودس أنتيباس بن هيرودس المدعو الكبير قد تزوج بهيروديا امرأة أخيه فيلبس ضد كل الشرائع ، فأتي إليه القديس يوحنا المعمدان موبخا إياه علي هذا الذنب وعلي كل الشر الذي كان يصنعه ، فأمر بناء علي تحريض هيروديا الفاجرة أن قبض علي يوحنا ويقيد بالسلاسل ويوضع في السجن داخل الحصن المدعو ماكرونده 

واستمر يوحنا في هذا السجن مدة سنة كاملة دون أن يتمكن لهيرودس أن يقتله وكان تلاميذه يترددون بكل شجاعة علي معلمهم وهو في السجن ، كما أنه لم يهمل واجباته نحوهم مبرهنا لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر وحينما شاع في كل مكان خبر العجائب التي كان مخلصنا يصنعها كان يوحنا يريد أن يكون تلاميذه شهود عيان لعجائب المسيح حتى يثبتوا علي الإيمان به 

فأرسل وهو في السجن اثنين من تلاميذه يقولان ليسوع " هل أنت المسيح الآتي أم ننتظر آخر ؟ " فأجاب يسوع وقال لهما " اذهبا واعلما يوحنا بما سمعتما ورأيتما . العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتي يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن لا يشك في ثم قال يسوع للجموع عن يوحنا : " ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا ؟ أانسانا لابسا ثيابا ناعمة ؟ هوذا الذين عليهم اللباس الناعم في بيوت الملوك . أم ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبيا ؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي فان هذا هو الذي كتب عنه ها أنذا مرسل ملاكي أمام وجهك الذي يهيئ طريقك أمامك . الحق أقول لكم لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه ، ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه لان جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا وأن أردتم أن تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع أن يأتي . من له أذنان للسمع فليسمع   وبمن أشبه هذا الجيل . يشبه صبيانا جلوسا في السوق يصيحون بأصحابهم قائلين : زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تلطموا . جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا ان به شيطانا وجاء ابن البشر يأكل ويشرب فقالوا هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة والحكمة تبررت من بينها (مت 11 : 7 – 19) ، كما قال السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان أيضا : كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة 

وكانت هيروديا تريد التخلص من يوحنا المعمدان فدبرت مكيدتها في يوم الاحتفال بميلاد هيرودس فلما كان مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فأعجبت هيرودس ولذلك وعدها بقسم أن يعطيها كل ما تطلبه . فتلقنت من أمها ثم أتت وقالت " أعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان في طبق " فحزن الملك ولكن من أجل اليمين والمتكئين معه أمر أن تعطاه . وأرسل فقطع رأس يوحنا في السجن وأتي بالرأس في طبق ودفع به إلى الصبية فجاءت بها إلى أمها . فجاء تلاميذه وأخذوا جسده ودفنوه وأتوا واخبروا يسوع فلما سمع مضي من هناك في سفينة إلى البرية وتبدل فرح الجمع بعيد هيرودس حزنا أما الرأس فطار من أيديهم وهو يصرخ قائلا : " لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك "

وحدث موت القديس يوحنا المعمدان في أواخر السنة الحادية والثلاثين أو في بدء السنة الثانية والثلاثين للمسيح قد شابه هذا القديس الملائكة بسيرته الطاهرة وامتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه ومات شهيدا للحق 

تذكار استشهاده يوم 2 توت) صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين


Share

Saturday, June 14, 2014

الفتور الروحي - لقداسة البابا شنودة الثالث





"مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" (نش 8: 7)  كلمات وصف بها الوحي الإلهي المحبة الكائنة بين المسيح والنفس البشرية بأنها كلهيب نار مشتعلة تنشر النور والدفء والسلام لكل من احتمى بها من برد العالم القاسي

ولكن قد تأتي أوقات تصير فيها تلك المحبة النارية وكأنها بقايا شيئاً كان قوياً في حينه. قال عنها الوحي المقدس" أنا عارف أعمالك انك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً..... أنا مزمع أن اتقياك."   رؤ 3: 15 – 16 

ولكي لا نكون قساه على أنفسنا لابد وان نميز بين نوعين من الفتور: الأول لا يمثل خطراً لأنه نتاج طبيعتنا المائلة للتغير. ولكن سرعان ما ننتبه لذلك ونقول مع عذراء النشيد "طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته. إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي." (نش 3: 1- 2) وحينما نجده ثانية نمسكه ولا نرخيه

أما الثاني الذي ينبغي أن نحذره جيداً وهو الذي لا نشعر معه بأي تقصير. فليس من الضروري أن يكون الفتور في الابتعاد عن الكنيسة. ولكن قد يظهر أثره واضحاً حينما تتحول الحياة الروحية إلى جسد بدون روح، لها صورة التقوى ولكن ليست لها قوتها

فالفتور وببساطة هو التحول من المحبة إلى الروتين وتأدية الواجب. فتتحول علاقتنا بشخص المسيح إلى ترديد بعض العبارات التي فقدت روحانيتها بالنسبة لمردديها

وللفتور أسباب عديدة ولكن أهمها

 الانشغال عن شخص المسيح: وليس من الضروري أن يكون انشغالا عالمياً بل قد يكون انشغالا بالخدمة مثلاً. ولكن ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه

 الاكتفاء وعدم النمو: ويحدث عندما تصل النفس إلى مستوى روحي معين تشعر معه أنها وصلت القمة أو على الأقل إلى ما لم يصل إليه الآخرون وتتناسى قول بولس: " ليس أني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أدرك."  في 3 : 12

 دخول الآخرين في حياتك وذلك نتيجة أن الحياة الروحية تبدأ بالرغبة الشديدة في التمتع بالحياة مع يسوع ولكن بعد حين قد تود تلك النفس أن تكون مثالاً للآخرين كي يحتذوا به في جهادهم (قد يبدو ذلك في ظاهره عمل جيد) فتأخذ المحبة سكة أخرى ألا وهى التظاهر أمام الناس بمظاهر تقوى قد لا تمس هذه النفس من الداخل في شيء ولهؤلاء قال الوحي المقدس: "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين."  مت 6: 7 

 الكسل والتهاون وفيه تدرك النفس حالها وتتمني أن تعود إلى محبتها الأولي ولكن هذه الأمنية للأسف لا تدخل في حيز التنفيذ بل تظل تؤجل الرجوع أو على الأقل تتقدم لبضع خطوات وبعدها تتوقف لمدة طويلة لتعود و تبدأ من نفس البداية السابقة وكأنها داخل حلقة مفرغة. وليس هناك سبيل للخروج منها إلا حينما تقول: "أقوم وأذهب إلى أبي."   مت 15: 18

أخيرا قال القديس يوحنا كاسيان عن الفتور: "رأينا كثيراً من الباردين رهباناً وعلمانيين تحولوا إلى حرارة روحية ولكننا لم نري فاترين صاروا حارين."  لذا فخطورة الفتور تكمن في أنها نوع من الحرب لا تنتبه لها النفس إلا حينما تقع فيها ويبين عدو الخير لها كأن أبواب الرجوع كلها بعيدة وموصدة ولكن يجب أن نثق أن فدينا الحنون لن يقصف قصبة مردودة و لن يطفئ فتيلة مدخنه. لننهض الآن لتعود الفتيلة المدخنة ناراً مشتعلة

الفتور الروحي الأسباب و العلاج
أنا عارف أعمالك ، أنك لست بارداً ولا حاراً ... هكذا لأنك فاتر."  رؤ 3 : 15-1

 لايمكن للعبادة الجادة والسليمة ، أن تمتزج بين حرارة الروح مع راحة الجسد ، على أسلوب أهل العالم " ساعة لقلبك وساعة لربك "

 فالشخص الروحي حار فى عبادته ، ومُتحمس بشدة للخدمة الروحية ، ويشعلها بالنهضات الروحية ، والإفتقاد والنشاط  الروحي ، وربح النفوس الكثيرة ، ليل نهار ، وفى كل مناسبة يكسب نفوساً للرب

 ويتخذ من رب المجد يسوع درس الجهاد الروحي ، وكذلك يتشرب روح الخدمة الجادة من التلاميذ والرسل ، فقد قيل عن القديس بولس الرسول " إن روحه قد احتدّت فيه ، عندما وجد أثينا ( اليونانية ) مملؤة أصناماً " ( أع 17 : 16 ) ، وجاهد بشدة حتى صارت كلها للرب ولمسيحه ، رغم شدة المقاومة والإضطهادات ، وكثرة الفلاسفة الملحدين

 ولا يرضّى الرب عن الفاتر ، كما أكده لأسقف لاودُكيا ، وقال : " أنا عارف أعمالك ،أنك لست بارداً ولا حاراً . وهكذا ( نظراً ) لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً ، أنا مُزمع أن أتقيأك من فمى " ( رؤ 3 : 14 – 16 ) ، أى أتخلى عنك ( مؤقتاً ) حتى تتوب

 ويبدو الفتور فى قلة الحماس ، سواء فى العبادة ، أو الدراسة ، أو العمل ..... الخ ، وبالتالى تكون النتائج سلبية وغير مُرضية

 والحار فى الروح يقود نفسه والغير للمسيح ، لا ينقاد إلى فكر شرير أو يعثر الغير بسلبية

ومن أسباب الفتور الروحي

 عدم الشعور بالندم على الخطية والشر ، ولم يعد القلب يؤنّب ، والإكتفاء بتحليل الكاهن ، دون الإعتراف السليم للتوبة

العبادة الشكلية الطقسية الجافة ، والخالية من الروح ( عبادة روتينية ) ، فالعبادة ليست فرضاً ، بل لمحبة الله ورضاه
* قال القديس مار إسحق السريانى : " إن كنت تصلى بدون عاطفة ( تقضية واجب ) وبدون فهم ( تأمل ) قل لنفسك : " أنا لم أقف أمام الله كى أُعد كلمات ، ولكنى أريد أن أصلى "

الشعور بعدم أهمية الخدمة ، أو الشعور بعدم أهميتك فى الخدمة - فتقول :أى خادم سيقوم بدورى إذا لم أذهب للخدمة 

 الحياة السطحية ، وجعل العبادة مجالاً للمناقشات التافهة ، ودون أن يفكر المرء فى أنه إنسان خاطئ ، ويحتاج لإصلاح ، ولنمو روحى !!

 العروج بين الفرقتين ، أى محاولة الجمع بين محبة الله ، ومحبة العالم ( أو الطموح الروحي والمادى ) ، أو التسالى ( الذهاب للمقاهى والملاهى وأماكن الدنس .... ) والعبادة الجادة معاً

 ولعلاج الفتور الروحي

 نسيان مامضى ( والإعتراف بأخطائه ) ، والبدء من جديد ، وبحماس شديد ، ولا تؤجل التوبة

 ممارسة كل وسائط النعمة بدقة واستمرارية وجدية ( التناول + الصلاة + الصوم + قراءة الكتاب + قراءة سير القديسين والكتب الروحية + حضور النهضات والإجتماعات الروحية + العشور وأعمال الرحمة والخدمة ...... كل هذا بحب وليس بالغصب)

 الإرتباط بصداقات حارة فى الروح ، والإبتعاد عن المعثرين والخاملين ، وارفض إغراءات العالم

 مراعاة رقابة الله لنا ، ومخافته باستمرار ، فى كل مكان

 الإحتفاظ بالإتضاع - المتكأ الأخير 

لا تُسرع بالإطمئنان بأنك تخلصت من كل خطاياك - تخدير النفس

اعرض على الله ضعفاتك ، واطلب منه المعونة باستمرار

 ضع الوصية أمامك ، نصب عينيك دائماً ، مجاهداً فى تنفيذها

التغلب على الفتور الروحي بعد الصوم

الروحيات ليست مجرد صوم ومطانيات هناك عناصر أخرى يمكن أن تساعدك

يمكنك أن تزيد قراءاتك الروحية وتأملاتك سواء فى الكتاب المقدس أو فى سير القديسين وثق أن هذه القراءات والتأملات يمكن ان تلهب روحك

 كذلك تفيدك جدا التراتيل والتسابيح والالحان وبخاصة الحان القيامة وما فيها من ذكريات

 الفرح بالرب فى هذه الفترة وبالعزاء العميق الذى قدمه لتلاميذه وللبشرية كلها وبخاصة الفرح بالوجود فى حضرة الرب - اقرأ كتابنا عن الوجود مع الله الخاص بفترة الخماسين وامثالها

 يفيدك ايضا التناول من الاسرار المقدسة وحضور القداسات وما يصحب ذلك من مشاعر التوبة ومحاسبة النفس

لا تنس ايضا ان عدم الصوم ليس معناه التسيب فى الطعام فنحن لا ننتقل من الضد الى الضد تماما انما يمكن انك لا تكون صائما ومع هذا تحتفظ بضبط النفس وكل هذا يبعدك عن الفتور

ومن المفيد لك جدا فى فترة الخماسين ان تزيد صلواتك ومزاميرك وتتدرب على الصلاة بعمق وروحانية مع تدريب على الصلوات القصيرة المتكررة والصلوات القلبية وثق ان التأثير الروحى لهذا سيكون عميقا جدا ولا يمكن ان تحارب بالفتور مع تداريب الصلاة

 تذكر اننا فى الابدية سنتغذى بالفرح الالهى وبحب الله وسوف لا يخطر على بالنا  موضوع الصوم والمطانيات ونحيا فى حياة روحية عميقة مصدرها الفرح والتأمل والحب والوجود مع الله....

من كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث  



Share

Friday, May 30, 2014

عيد الصعود






    وفيما هو يُبارِكُهُمُ، انفَرَدَ عنهُمْ وأُصعِدَ إلَى السماءِ   

لوقا 24: 51 



 اقوال الآباء
~~~


     صعد يسوع إلى السماء  
لذلك علينا ألا نقلق على الأرض  
لتكن أفكارنا هناك، وسوف يكون هناك  
سلام إن أردنا أن نصعد ونكون بصحبته
فيجب علينا أن نكف عن الخطية وعن الشر 
نحن نُعيّد لمناسبة عيد الصعود بكل طهارة 
فنحن نصعد معه وتكون قلوبنا فوق 
لأن قيامة المسيح هى رجاؤنا 
وصعوده هو مجدنا


القديس اغسطينوس



Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News