Showing posts with label نعمة الله. Show all posts
Showing posts with label نعمة الله. Show all posts

Friday, May 1, 2020

حاجتنا إلى عذوبة ونور كلمة ربنا


إن حاجتنا إلى كلمة ربنا ليست أمراً إختيارياً عارضاً، إنما هي ضروره حياتية، فهي أساس الإيمان، وهي نور الحياة، مرشد الطريق ومصدر المساندة والتعزية وقت الآلام والمحن، وتحت ضوئها ينكشف إنحراف قلبنا عن محبة المسيح، فنعدل مسارنا بالتوبة والرجوع... فهيا إلى ينابيع الخلاص لنستقي مياهاً حيه بفرح... فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ. إشعياء 12: 3 وكفا عطشاً والنهر يفيض

كلمة الله يتكئ عليها المؤمن فيجد قوته وفرحه وخلاصه إلى الأبد، فيطمئن على الدوام دون تخّوف. وكما يقول القديس أغسطينوس: إن شئت أن يكون فرحك ثابتًا باقيًا، التصق بالله السرمدي، ذاك الذي لا يعتريه تغيير، بل يستمر ثابتًا على حال واحد إلى الأبد

كلمة الله ما أجملها، فهي واسطة لا نستغني عنها لكي نقدر أن نحيا في نور المسيح... سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي. المزامير 119: 105


عذوبة كلمة الله في فم المرتل لا تعني مجرد لذة فكرية، وإنما هي عذوبة خبرة وتمتع بالنور الحقيقي بعدما ألقته الخطية في ظلمة القبر وحكمت عليه بالموت الأبدي. يبعث الله بكلمته كنورٍ يشرق على العالم المظلم بمعرفة الشر، فتدخل إلى قلب المؤمن لتنير أعماقه وتكشف له عن عالم الروح. عوض خبرة الشر وعالم الإثم يتمتع المؤمن بخبرة برّ الله الساكن في نور لا يُدنى منه، فيرتل قائلًا: بنورك يا رب نعاين النور... لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُورًا. المزامير 36: 9

يرى القديس كيرلس الكبير أن الإيمان هو السراج، وكلمة الله المتجسد هو النور، إذ يقول: كلمة الله هو موضوع إيماننا، وهو النور. فالسراج هو الإيمان، إذ كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. يوحنا 1: 9

كلمة الله نور مثل المنارة الذهبية المتقدة سرجها بلا انقطاع في هيكل الرب، ومثل عمود النور الذي كان يقود شعب بني إسرائيل في البرية نهارًا. أينما كنا سواء في الهيكل أو في الطريق فإن كلمة الله هي القائد الحقيقي الذي ينير لنا الطريق

 لماذا يدعوها: مصباح لرجلي؟ إنها لا تنير العينين فقط فتنال فهمًا وحكمة، وإنما تنير للقدمين كي يسيرا في الطريق الملوكي، فلا يكفي للمؤمن أن يتعرف عليه خلال الاستنارة الإلهية، إنما أن يسير فيه حتى يبلغ غايته. وكأن غاية الوصية ليس فقط الكشف عن إرادة الله لنا، إنما تبدد من أمامنا ظلمة الطريق الخاطئ، وتكشف لأقدامنا طريق الحق فنتبعه

السراج هو الشريعة بالنسبة للذين يسلكون في الظلمة قبل أن تشرق عليهم شمس البر... وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ، وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِ. ملاخي 3: 2
مع أنه جاء متجسدًا في تواضعٍ، لكي يلتقي بكل الطبقات حتى العبيد الذين كانوا في ذلك الحين مُحتقرين، لكن جاء لا ليدين بل ليخلص العالم، ومع هذا فكان صاحب السلطان الذي كانت القيادات اليهودية ترتعب أمامه
هذا عن مجيئه الأول ليخلص، فماذا يكون في مجيئه الأخير ليدين؟ يراه المؤمنون وعيناه حمامتان، بينما يتطلع إليه الأشرار وعيناه متقدتان نارًا
جاء السيد المسيح مثل نار الممحص، مثل أشنان (صابون) القصار الذي ينقي الأقمشة وينظفها مما تعلق بها من أقذار. جاء ليلقي نارًا على الأرض... جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ لوقا 12: 49 - 50

المسيح نفسه الذي فعل هذا كله سيقف فيما بعد أمامنا كديانٍ لنا. بالتأكيد لم يعبر الأنبياء على هذا، بل تنبأوا عنه. البعض رآه في ذات الشكل الذي يكون عليه حين يقف أمامنا، والبعض تنبأ فقط خلال الكلمات. كان دانيال بين البرابرة والبابليين عندما رأى المسيح آتيًا على السحاب. أنصتوا إلى قوله: رأيت، هوذا مثل ابن إنسان آتيا على السحاب. وجاء إلى القديم الأيام وقُدم أمامه وأعطي الحكم والمملكة وكل الشعوب والقبائل والألسنة لتتعبد له... كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.  دانيال 7: 13 - 14. أشار إلى قضاء الله وحكمه بقوله: العروش أعدت والكتب انفتحت. ونهر من النار جرى أمامه. ألوف ألوف خدمته، وربوات ربوات تنتظره... كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ. نَهْرُ نَارٍ جَرَى وَخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. أُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ الدِّينُ، وَفُتِحَتِ الأَسْفَارُ. دانيال 7: 9 - 10. لم يعلن دانيال هذا فحسب، وإنما أظهر الكرامة التي ينالها الأبرار حين قال: أعطي حكما للقديسين الذين للعلي، وملك القديسون... حَتَّى جَاءَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ، وَأُعْطِيَ الدِّينُ لِقِدِّيسِيِ الْعَلِيِّ، وَبَلَغَ الْوَقْتُ، فَامْتَلَكَ الْقِدِّيسُونَ الْمَمْلَكَةَ. دانيال 7: 22. هذا الحكم سيأتي خلال نارٍ. قال ملاخي: إنه آتٍ (كنار أتون مطهرٍ) مثل طرقات القصارين. عندئذ يتمتع الأبرار بكرامةٍ عظيمةٍ. ويتحدث دانيال عن القيامة حيث يقول: الراقدون في التراب يقومون... وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. دانيال 12: 2 . القديس يوحنا الذهبي الفم

والنور الحقيقي ليس مصباحًا بل هو الشمس التي تضيء على الذين قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 12. في هذا النهار يمكننا أن نسلك بلياقة... لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 13. القديس ديديموس الضرير


لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ. أمثال 6: 23
تُنير الوصية أعماقنا فنرى حقيقة أنفسنا، وندرك عوزنا الدائم إلى المخلص. نكتشف أيضًا عمل الثالوث القدوس فينا فنمتلئ رجاءً، كما تنفتح أعيننا على معرفة الإرادة الإلهية وإدراك الأسرار الإلهية. بهذا نتقبل كل تأديب من قبل الرب، ونحسبه نافعًا لأعماقنا، حيث يسحبنا من ملذات الخطايا وإغراءاتها لنسلك طريق الحياة الأبدي، تسحبنا من خداعات الشرير لنقبل الحق الإلهي والطهارة

وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. المزامير 19: 8
كلمة الرب ليست أوامر ونواهٍ تسبب مرارة للنفس، إنما هي علامة حب بين الله والإنسان، تبعث الفرح الداخلي. لاحظ كيف بدأ المرتل برجوع النفس إلى الله (ترد النفس) ثم تلاها بالتعليم (تعلم الأطفال)... نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. المزامير 19: 7، بعد ذلك فرح القلب. عندما تقود الكلمة النفس تردها بالتوبة إلى الحضن الأبوي، فيتعلم كطفل صغير كيف يثق في مشيئة أبيه، ويفرح داخليًا بتحقيق إرادة الله أبيه فيه. أفراح العالم تقف إلى حد ما عند الشفتين وإلى حين أما فرح الرب فيهز أعماق النفس الداخلية، لذا قال: يفرّح القلب. تفيض تعزيات الروح في أعماق الإنسان إذ يجد أنه بكلمة الله قد ارتد إلى الحضن الأبوي، وتغيرت طبيعته من أعماقها، وتمتع بأسرار الله خلال اتحاده معه
إن كانت الخطية قد أظلمت بصيرتنا الداخلية فصار الله بالنسبة لنا مرعبًا ومخيفًا، نهرب منه كما فعل أبوانا الأولان حين سمعا صوت الله ماشيًا في الجنة، فإن كلمة الله الخلاصية تفرّح القلب وتنزع عنه الحزن القاتل وتنيره بروح الفرح والرجاء فترى في الله إلهها المخلص. تنفتح البصيرة لا لمعرفة الخير والشر وإنما لإدراك وخبرة عربون الحياة الجديدة السماوية والميراث الأبدي. لذلك يترنم داود النبي، قائلًا: وصية الرب مضيئة، تنير العينين من البعد، أي تهبهما أبعاد جديدة في النظر... ترفع العينين إلى السماء عينها لتعاين الأمور غير المنظورة

ولعلاقة كلمة الله بالنور يقف الشمامسة عند قراءة الإنجيل حوله حاملين الشموع... إشارة إلى نور كلمة ربنا



Share

Saturday, April 21, 2012

لقاء مع رفقة


ما أن فرغ كبير بيت إبراهيم من حديثة الإيماني مع الله حتى وجدت الاستجابة الفورية، فقد ظهرت رفقة حفيدة ناحور أخي إبراهيم عند الماء جاءت لتستقى، وقد امتازت بجانب جمالها الجسدي بلطفها في الحديث ومروءتها، فإذ طلب الرجل أن تسقيه ماء من جرتها حتى أسرعت وأنزلت جرتها على يدها لتسقيه وتطلب منه أن تسقى جماله دون أن يطلب منها. لقد رأت عليه علامات الإرهاق، فاشتاقت أن تخدمه لتمارس حبها لاستضافة الغرباء. خلال هذا الروح المملوء حبًا انطلقت رفقة من فتاة تعيش في بلد وثنى لتصير زوجة اسحق وأما ليعقوب أب جميع الأسباط. بالحب والوداعة ارتفعت رفقة وتمتعت بما لم يخطر على بالها ولا كان يمثل شيئًا من أحلامها

لقد طلب علامة روحية فأعطاه الله ما طلبه بل كانت البنت جميلة ومن عائلة إبراهيم. حقا فالله يسهل الأمور وهو الذي يرشد ويقود ويعطي أكثر مما نظن أو نفتكر

المسقاة: هو المكان الذي يوضع فيه ماء للماشية. لذلك كان عليها التردد بين البئر والمسقاة عدة مرات حتى تسقي كل الجمال واليعازر يتأمل كيف أن الله في محبته استجاب لصلاته

إذ كان الرجل يتأمل عمل الله صار يتفرس فيها صامتًا ليعلم أ أنجح الرب طريقة أم لا؟! التكوين 24: 21. وإذ أدرك العمل الإلهي أخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنها عشرة شواقل ذهب. التكوين 24: 22

فضيلة محبة البشر: والله بالحقيقة محب البشر. ومن أحب البشر قد صار مثاله، وتشبه بالله في محبة البشر، وعاد ﺇلى جمال حسن الصورة والمثال الذي خلقه عليها، ولا سيما فضيلة محبة الغرباء ليست قليلة. أنظروا كم يصفها كتاب الله: هي فضيلة ابراهيم، وبها استحق أن يضيف الله وملائكته. هي فضيلة لوط، وبها استحق خلاصه وخلاص أولاده من السخط الحادث بسدوم. وهوذا الكتاب قد وصف أن بها تجملت رفقة واستحقت أن تكون زوجة لاسحق ابن الموعد. أنظروا خدمة هذه العذراء لهذا الغريب وسرعتها لسقيه وسقي جماله مع كثرتها، وهو لم يلتمس منها ذلك. خدمته مثل من هي له عبدة. سبقت وكملت الوصية الانجيلية القائلة: وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. متى 5: 41. التمس منها شربة واحدة، فأسقته وأسقت جماله

نصف شاقل: هذا هو المهر الذي دفعه اسحق ليخطب رفقة. وماذا قدم لنا المسيح؟ لقد قدم دمه كفارة ليخطبنا. ولقد كان اليهودي يدفع ½ شاقل فضة كفارة سنأتي للحديث عنها في سفر الخروج. المهم أن ½ الشاقل هذا يرمز للكفارة بدم المسيح. وهو ذهب فالمسيح سماوي. والخزامة توضع في الأنف رمزًا لتقديس الحواس

وسوارين علي يديها وزنهما 10 شواقل: رقم 10 يشير للوصايا وكون السوارين علي اليدين رمزًا لتقديس الأعمال طبقًا للوصايا العشر. هذا واجب العروس ان تتسم بالطابع السماوي، الذهب، فتتقدس حواسها وأعمالها لتستحق ان تكون عروسًا للمسيح. والحواس المدربة هذا من عمل الروح القدس. وإعطاء هدايا لرفقة نجد له صورة جميلة في رسالة أفسس 8:4 إذ صعد إلي العلاء سبي سبيًا وأعطي الناس عطايا

يرى البعض أن كلمة: رفقة - مشتقة من الفعل العبري الذي يعني ربك، وربما يعني تقيد مرتبكًا بالجمال، ويرى القديس أكليمنضس الإسكندري إنها تعني مجد الله. وهى ابنة بتوئيل الذي يعني رجل الله، وأمها مِلكة التي تعني ملكة أو مشورة. بمعنى آخر أن رفقة وهي تمثل كنيسة السيد المسيح وعروسه، إنما تحمل فيها مجد الله وتتمتع بجمال فائق يربك ناظريها، أما سر جمالها فإن والدها هو رجل الله ووالدتها المشورة المقدسة. وقد ظهر جمالها بحق حينما تقبلت عطايا عريسها الخزامة الذهبية في أُذنيها والسوارين الذهبيين في يديها

إن كان الذهب يشير إلى السمة الروحية أو الطبيعة السماوية، فإن الكنيسة إذ تتقبل عمل الله خلال خدامه تصير أُذناها سماويتين وأيضًا يداها فلا تسمع إلاَّ لما هو إلهي ولا تعمل إلاَّ لحساب مملكة السموات

يقول الأب قيصريوس: الخزامة الذهبية تشير إلى الكلمات الإلهية، والسواران الذهبيان يشيران إلى الأعمال الصالحة، إذ يشار للأعمال باليدين. لنرى أية الإخوة كيف قدم المسيح هذه العطايا للكنيسة

ويقول العلامة أوريجانوس: لا تجد رفقة جمالها إلاَّ إذا جاء خادم إبراهيم ليزينها. فيداها لا تتزينان إلا بما يبعثه إليها إسحق. إنها تود أن تتمتع في أُذنيها بالكلام الذهبي وفي يديها بالأعمال الذهبية. لكنها ما كانت تستطيع أن تتمتع بهذه الأمور ولا أن تتأهل لها ما لم تأتِ لتستقى ماءً من البئر. يا من لا تريدون أن تأتوا إلى الماء ولا أن تضعوا في آذانكم كلمات الأنبياء الذهبية، كيف تقدرون أن تحملوا زينة التعاليم وجمال الحياة

إذ سألها الرجل إن كان في بيت أبيها مكان لهم ليبيتوا، فأجابته: عندنا تبن وعلف كثير ومكان لتبيتوا أيضًا، "فخرَّ الرجل وسجد للرب. ليس شيء يمجد الله في حياتنا مثل اتساع القلب للناس، فيجدون فيه طعامًا لهم ولجمالهم وموضعًا يستريحون فيه. لنقل للعالم كله: عندنا تبن كثير وعلف وكثير ومكان لتبيتوا أيضًا. لسنا نطلب من العالم شيئًا، إنما نود أن نعطى شبعًا وراحة للجميع. ما فعلته رفقة كممثلة لكنيسة العهد الجديد مارسه الرسول بولس كعضو فيها، إذ يقول: فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون، قلبنا متسع. 2 كو 6: 11

فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ. التكوين 24: 26. ها هنا يعلمنا الكتاب أنه، اذا نجح لنا أمر، نسرع ونسجد ونشكر الرب على هذا قبل كل عمل نعمله، ونسبق نصلي ونلتمس العون فيه. فاذا كمل العمل، نشكر أيضاً على هذا

التكوين 24: 15 - 27

15 وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ الْكَلاَمِ، إِذَا رِفْقَةُ الَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ امْرَأَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا

16 وَكَانَتِ الْفَتَاةُ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا، وَعَذْرَاءَ لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا وَطَلَعَتْ

17 فَرَكَضَ الْعَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ: اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ

18 فَقَالَتِ: اشْرَبْ يَا سَيِّدِي. وَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ

19 وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ: أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا حَتَّى تَفْرَغَ مِنَ الشُّرْبِ

20 فَأَسْرَعَتْ وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي الْمَسْقَاةِ، وَرَكَضَتْ أَيْضًا إِلَى الْبِئْرِ لِتَسْتَقِيَ، فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ

21 وَالرَّجُلُ يَتَفَرَّسُ فِيهَا صَامِتًا لِيَعْلَمَ: أَأَنْجَحَ الرَّبُّ طَرِيقَهُ أَمْ لاَ

22 وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَتِ الْجِمَالُ مِنَ الشُّرْبِ أَنَّ الرَّجُلَ أَخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِل وَسِوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ

23 وَقَالَ: بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي: هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَكَانٌ لَنَا لِنَبِيتَ

24 فَقَالَتْ لَهُ: أَنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ

25 وَقَالَتْ لَهُ: عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أَيْضًا

26 فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ

27 وَقَالَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي الطَّرِيقِ، هَدَانِي الرَّبُّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي

التكوين 24: 15 - 27


Share

Friday, October 28, 2011

لقد فات الأوان

صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ. ناحوم 1: 7

عندما تحول حياة الخطية جميع جهود اﻹنسان ومواهبه وقوته وشجاعته ﺇلى رماد سوف أتساءل: كيف يكون في اﻹمكان جمع ذلك الرماد وخلق كائن جديد يستطيع أن يأخذ مكاناً ملائماً ضمن الذين لا يعرفون الخطية؟!

هكذا كتبت ﺇحدى الشخصيات التي ذاقت مآسي الحياة وجذبت حياتها الخطية ووقفت على قمة السنين يائسة، ووقعت على هذه الرسالة باسمها. المسكينة سارة

لقد كانت المسكينة سارة تتوسل من أجل النجاة من ظلام ليلها الأعمى، كانت تتحسس بخوف لعلها تجد شخصاً ما يقودها ﺇلى أشعة شمس الله، شخصاً ما يستطيع أن يزيح السحب التي أظلمت روحها. وبدأت تطلب ﺇلى الله بشفاعة العذراء مريم ملجأ الخطاة، أن يكون اليوم مثل يوم جديد يأتي ولا تنظر أبداً ﺇلى الوراء، ولكن كيف يحدث هذا بعد فوات الأوان؟

هذه المسكينة بحكمها على قلبها الحزين قد فقدت هذا المنقذ الوحيد. ألا وهو ثقتها بالله. يا لقلة معرفة سارة الخاطئة عن صديقها الدائم ومحبته الثابتة التي لا تنتظر سابق محبتنا. لقد نسيت قصة المجدلية التي كانت حياتها الخاطئة على ألسنة الجميع، وأصبحت قداستها يكرز بها عبر الأجيال، لقد نسيت بطرس حينما أنكر سيده بقسم وأقسم أنه لا يعرفه على الاطلاق ومع ذلك أصبح فيما بعد رسول سيده والكارز باسمه على الأرض. لقد نسيت المشهد في الجليل عندما نادى صديقها الدائم وقال: تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. متى 11: 28. فاذا كانت خطاياك مثل القرمز ستبيض كالثلج والصوف الأبيض. نسيت أيضاً يسوع المصلوب وذراعيه الممتدين ونداءه قائلاً: «أَنَا عَطْشَانُ» يوحنا 19: 28

يسوع اﻹله المتجسد محب النفوس، عطشان ﺇلى النفوس التي أخطأت فهم الحياة أمثال سارة الخاطئة - ﺇلى النفوس التي تحطمت بعجلة الحياة وتبعت أشباح الثراء ومباهج الحياة وكانت معرضة أن تقول: لقد فات الأوان

ﺇن الحياة مملوءة بالمآسي وأعظمها هو هذا النداء (لقد فات الأوان). ربما نكون قد بددنا حياتنا أو خنا محبة ﺇلهنا لنا، أو ربما قد نشرنا الدمار في يقظتنا عندما نندفع بارادتنا حيثما تنادينا مباهج الحياة أو محبة السلطة ولكن بالرغم من كل هذا هو ينادينا كما فعل مع شعبه في العهد القديم: انا الله الصالح أمنح القوة في وقت الضيق وأعرف الذين يتكلمون علىّ لأني أنا كما هو حتى في شيخوختك وأقودك في كبر سنك، أنا هو الذي صنعك وسأحملك، سأحمل وأنقذ

ربما تكون حياتنا مليئة بالأخطار ولكن (بحنان يديه المثقوبتين) سيعيد ما كسر ويداوي الجراح. فالخطيئة الوحيدة التي لا يجب ارتكابها هي هذا النداء المخيف: لقد فات الأوان

يا ربي يسوع المسيح المحب لنفسي دون تزعزع ﺇني أشعر أحياناً أنه لا فائدة في محاولة جديدة. كما من مرة حاولت ولكن دون جدوى! ولكن أعلم أنه من الخطأ انكار محبتك الدائمة وأعلم أن أبشع خطية أستطيع ارتكابها هي فقدان رجائي فيك وبالرغم من كل هذا فاني أفقده أحياناً

يا ربي يسوع الحبيب من فضلك لا تسمح بهذا، فبالرغم من شدة ضعف ﺇرادتي وضخامة خطيتي وابتعادي عنك فلا تدعني أقول (لقد فات الأوان) – بل دعني أنظر كيف تغرق نعمتك قلبي – نعمتك التي في الضعف تكمل


القمص بيشوى كامل.. والاب فرنسيس ب لابيف
كتاب الصديق الدائم
اصدار كنيسة مارجرجس سبورتنج
المطبعة دير الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط


Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News