Showing posts with label الشهداء. Show all posts
Showing posts with label الشهداء. Show all posts

Saturday, September 12, 2015

يا رب أرفع فأسك


إنه تواضع منك يا رب أن تدعوني إبنًا. تواضع منك ومحبة، أن تسميني إبناً. لأن أعمالي لا تدل على هذا، وأنت قد قلت: مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. متى 7: 16 - 20

فماذا تصنع الشجرة التي ليس لها ثمر قدامك؟! وماذا؟! يصنعون بها

أخشى ما أخشاه هو قول عبدك يوحنا المعمدان: وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. متى 3: 10

لا يا رب.. لا، ارفع فأسك قليلاً عن أصل الشجرة.. يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا. لوقا 13: 8 - 9. أعطها فرصة أخرى لتصنع توبة. صدقني يا أبي السماوي، إن أبوتك وإن كانت تشرفني كثيرًا، إلا أنها تخجلني بالأكثر أمام ضميري. كلما أقول لك يا أبانا، أتذكر من أنا، ومن أنت الذي في السموات، فتذوب نفسي في داخلي، وتنسحق في التراب والرماد

أنا يارب مكسوف منك. أنت عاملتني بطريقة أخجلتني أمام نفسي. إنني أخجل من أن أخطئ إليك مرة أخرى.. نُبلك يخجلني

أنا يا رب مكسوف منك. خجلان. لا أعرف كيف أرفع وجهي إليك. وكيف أتجرأ وأعود فأخاطبك، :كأن شيئًا لم يحدث. صدقني يا رب، إنني خجلان من محبتك، التي تسمح الآن بأن تسمع لي، وتقبلني مصليًا. محبتك التي ترضى بأن تصطلح معي، بهذه السهولة

أنا يارب في خجل أن أطلب، على الرغم مما أقترفته من خطايا! استحي من الطلب، وقد خالفت الكثير من وصاياك، وقصّرت في واجباتي من نحوك. ولم تعد لي دالة أطلب بها شيئًا. الخجل يغطي وجهي، وتذكر خطاياي يعقد لساني عن الطلب. أنت تعرف يا رب كل شيئ. وأيضًا كيف أطلب شيئًا جديدًا، وأنا لم أشكر على عطاياك السابقة.. آمين

Share

Saturday, January 10, 2015

القديس اسطفانوس


 السلام لك أيها المجاهد الذى لربنا يسوع المسيح القديس استفانوس الذى تأويله الإكليل

أكمل سعيه ومات على الحق ولبس اكليل الشهادة غير المضمحل

أطلب من الرب عنا يا رئيس الشمامسة المبارك استفانوس الشهيد الأول، ليغفر لنا خطايانا

ذكصولوجية القديس إسطفانوس - الذكصولوجيات

+++

القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة

حقد اليهود على أسطفانوس رئيس الشمامسة لم يمنعه من توجيه خطابه الرائع الطويل الذي كان موسوعة جميلة عن علاقة ربنا بشعبه، وأيضًا توبيخ اليهود لأنهم قساة الرقاب وغير مختونين بالقلوب.. يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ! أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ؟ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ، الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ، الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ. سفر أعمال الرسل 7: 51 - 53

القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة في استشهاده ينطق بفرح باسم الرب ويروي إختباره المجيد في رؤية السماء المفتوحة ومجد الله ويسوع القائم ( العامل بحضن أبيه) عن يمين الآب.. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. سفر أعمال الرسل 7: 55 - 56

كان اليهود يرجمون القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع المسيح إقبل روحي.. فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي. ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ. سفر أعمال الرسل 7: 59 - 60

 
في مثل هذا اليوم استشهد القديس استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء - من كتاب السنكسار القبطي

هذا الذي شهد عنه لوقا في سفر أعمال الرسل بقوله: وأما استفانوس فإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب

فحسده اليهود واختطفوه وأتوا به إلى مجمعهم، وأقاموا شهودًا كذبة يقولون بان هذا الرجال لا يفتر عن أن يتكلم كلامًا تجديفًا ضد الموضع المقدس والناموس. لأننا سمعناه يقول إن يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع ويغير العوائد التي سلمنا إياها موسى. فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك فقال رئيس الكهنة أترى هذه الأمور هكذا هي

فأجابهم بكلام مقنع وسرد لهم القول من إبراهيم إلى موسى. وخروج إبراهيم من حاران وميلاد، ختان اسحق، ويعقوب، وبنيه، وبيعهم ليوسف، وكيف ظهر لاخوته، واستدعاهم، وساق القول حتى بناء الهيكل. ثم ختم كلامه بقوله: يا قساة الرقاب وغير المختزنين بالقلوب، والأذان انتم دائما تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم، وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبوا بمجيء البار الذي انتم ألآن صرتم مسلميه وقاتليه

وكان القديس إسطفانوس (استفانوس) رئيس الشمامسة ممتلئ من الروح القدس فرأي مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السموات مفتوحة وإبن الإنسان قائمًا عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي، ثم حثي علي ركبتيه وصرخ بصوت عظيم: يا رب لا تقم لهم هذه.. وإذ قال هذا رقد

وحمل جسده بعض المؤمنين، وأقاموا عليه مناحة عظيمة ثم دفنوه

صلاته تكون معنا آمين


في مثل هذا اليوم من سنة 37 ميلادية (التقويم الغريغوري أو الجريجوري) استشهد القديس استفانوس (إسطفانوس) رئيس الشمامسة وأول الشهداء، وكان قد اختير مع ستة شمامسة آخرين مملوئين من الروح القدس والحكمة والإيمان، لعمل الشماسية وخدمة الفقراء

وكان إسطفانوس يعظ ويصنع عجائب عظيمة في الشعب. وقد أثارت شخصيتة ومعجزاته حسد ومقاومة مواطنيه من اليهود اليونانيين الذين لم يقدروا أن يقاوموا الروح والحكمة التي كان يتكلم بها، فخطفوه وأتوا به إلى مجمعهم وإتهموه بأنه يجدف ضد الهيكل والناموس

فوقف إسطفانوس بينهم وعرض إحتجاجه في صورة تاريخيه عميقة ومستفيضة، وكانت كلماته نارية مقنعة، ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك ثم هجموا عليه بنفس واحدة واخرجوه خارج المدينة ورجموه وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع اقبل روحي. ورأى مجد يسوع قائمًا عن يمين الله

ثم جث (جثا) على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم قائلاً يا رب لا تقم لهم هذه الخطية. وإذ قال هذا رقد. وحمل المؤمنون جسده الطاهر ودفنوه بإكرام جزيل

بركة صلواته فلتكن معنا.. آمين


 طوبه - طوبة 

Ⲧⲱⲃⲓ

 نسبة إلى الإله (أمسو أو طوبيا) أي الأسمى أو الأعلى أو إله المطر الذي سميت بإسمه مدينة طيبة بالأقصر ومعناها غسيل أو تطهير

طوبة هو الشهر الخامس من التقويم المصري. وفي التقويم الجريجوري يبدأ من 9 يناير إلى 7 فبراير. وهو أول شهر في موسم پرويِت (أي النماء) في مصر القديمة. واسمه بالديموطيقية أمسو - خِم، وهي صيغة من أسماء الإله أمون رع

ويسمى أيضاً: خم

وهو شكل من أشكال أمون رع إله طيبة بمصر العليا أو إله نمو الطبيعة لأن فيه يكثر المطر وتخصب الأرض

أمثال (أقوال) عن شهر طوبه: طوبة تخلي الصبية كركوبة من كثرة البرد والرطوبة

طوبة أبو البرد والعنوبة - يعني الآلام

أشهر ما يمتاز به : ماء طوبه 


Share

Friday, September 12, 2014

زمان النعمة


تصلي الكنيسة باللحن الفرايحي من ليلة النيروز حتى الإنتهاء من الأحتفال بعيد الصليب من 1 توت إلى 19 توت لأن

المسيح مات لأجلنا والشهداء ماتوا لأجله

المسيح تحمل آلام الصليب وكذلك الشهداء تحملوا كل صنوف العذاب من أجله

الشهداء أقبلوا على الموت باستهانه لأنهم أدركوا أن بعد الموت قيامة مثلما قام المسيح من الأموات بعد صلبه بثلاثة أيام


حقًا أنه من احسانات الرب أننا لم نفن لأن مراحمه لا تزول وأعظم الإحسانات هو أن (سنة الرب المقبولة) لم تنته بعد: لقد إنتهت سنوات عديدة من حياتك ولكن لا تزال أناة الرب تنتظر لتخلصك. لأن الله لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة ولكن لابد لإمهال الله وطول أناته من نهاية.. وقد يكون ذلك أقرب مما تفتكر. ومتى انتهى زمان النعمة ووقت القبول يبدأ الغضب.. يوم النقمة ويالهول ذلك اليوم


بارك إكليل السنة بصلاحك يارب الأنهار واليانبيع والزروع والثمار
باركنا في أعمالنا ببركتك السمائية وأرسل لنا من علوك نعمتك وخيراتك
من ذكصولوجية عيد النيروز
 

وقفت إيزابيل الشريرة في أيام إيليا تقاوم طريق الله وتخدم انبياء البعل والنجاسات.. وعندما قتل ايليا أنبياء البعل هاجت ايزابيل وأقسمت بوعد أن تقتل ايليا وتنتقم منه

هكذا أيضًا وقفت هيروديا في أيام يوحنا المعمدان عندما شهد للحق ووقف ضد شهوات هيرودس، ونجاسة هيروديا وقفت تتحين الفرصة وتدبر المكائد حتى قطع رأس القديس يوحنا المعمدان وقدمها لها


نرسل لك التسبيح بأصوات التمجيد يا مخلصنا الصالح ثبتنا إلى الانقضاء
أعطنا يا رب سلامك ونجنا من أيدى أعدائنا وأزل مشورتهم وأشف أمراضنا
من ذكصولوجية عيد النيروز


الكنيسة تلقب القديس يوحنا المعمدان بالسابق الصابغ والشهيد وهو شخص يحوز مكانة خاصة، إذ أنه يحسب ضمن أنبياء العهد القديم وهو آخرهم، كما أنه يحسب من شخصيات العهد الجديد لأنه عاين السيد المسيح وشهد له وعمده في نهر الأردن

لذلك تضع الكنيسة اسم القديس يوحنا المعمدان بعد إسم القديسة العذراء مريم في قائمة القديسين الذين يذكرون في المجمع في صلاة القداس الإلهي. ولأن ربنا حبا القديس يوحنا المعمدان بميزات فريدة وفائقة

أن القديس يوحنا المعمدان ولد بوعد ورؤى بشارة رئيس الملائكة

ولد القديس يوحنا المعمدان من أبوين بارين سالكين في جميع وصايا الله بلا لوم

امتلأ القديس يوحنا المعمدان من الروح القدس وسجد وهو في بطن أمه للمسيح

هيأ القديس يوحنا المعمدان الطريق للمسيح، وقال الحق بشجاعة


Share

Saturday, November 16, 2013

تذكار تكريس كنيسة مار جرجس باللد


تذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس باللد - 7 هاتور (قبطية) الشهداء

في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس الجليل والشهيد العظيم جاؤرجيوس الكبير بمدينة اللد. وما اجرى الله فيها من العجائب الباهرة والآيات الشائعة في البر والبحر. حتى إن الملك دقلديانوس لما سمع بصيتها أرسل اوهيوس رئيس جنده ومعه بعض الجند لهدمها. فتقدم هذا بكبرياء إلى حيث أيقونة القديس جاؤرجيوس، وبدا يستهزئ بالنصارى وبالقديس. وكان بيده قضيب، ضرب به القنديل الذي أمام صورة القديس فكسره، فسقطت منه شظية على رأسه فغشيته رعدة وخوف وسقط طريحا على الأرض. فحمله الجند ومضوا به إلى بلادهم وقد علموا إن هذا نتيجة سخريته بهذا الشهيد العظيم. ومات اوهيوس في الطريق ذليلا فطرحوه في البحر. ولما علم الملك دقلديانوس بذلك غضب، وعزم إن يمضي هو إلى هذه الكنيسة ويهدمها. ولكن الرب لم يمهله حتى يتمم ما كان قد عقد العزم عليه. فضربه بالعمى. وأثار عليه أهل المملكة وانتزعها منه. وأقام بعده قسطنطين الملك البار. فأغلق البرابي، وفتح أبواب الكنائس وابتهجت المسكونة والكنائس، وخاصة كنيسة الشهيد العظيم كوكب الصبح القديس جاؤرجيوس. شفاعته تكون معنا آمين


Share

Wednesday, September 11, 2013

اضطهادات الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية




        
منذ القرن الخامس الميلادي تعود المؤرخون علي تقدير الاضطهادات التي خاضتها الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية بعشرة اضطهادات كبيرة تحت حكم عشرة أباطرة هم علي الترتيب

        نيرون
        دومتيانوس
        تراجان
        مرقس أوريليوس
        سبتيموس ساويرس
        مكسيمينوس
        ديسيوس
        فالريان
        أوريليان
        دقلديانوس


ولكن هذا التقسيم عرفي اصطلح عليه ولا يعني أن الاضطهادات حدثت عشر مرات فقط، لأن أكثر الفترات هدوءا كانت فيها شهداء
        فقد كانوا يقبلون الموت في فرح وهدوء ووداعة تذهل مضطهديهم. ولقد قبل المؤمنون بالمسيح مبادئ روحية أساسية غيرت حياتهم الشخصية ومفاهيمهم ونظرتهم للحياة كلها وجعلتهم يقبلون الاستشهاد


فما هي؟


  أن هذا العالم وقتي بالقياس إلي الحياة الأبدية لأن (الأشياء) التي تري وقتية وأما التي لا تري فأبدية
          وأننا غرباء فيه..  أطلب إليكم كغرباء ونزلاء
          وأن العالم قد وضع في الشرير والحياة في حزن وألم وضيق: ستبكون وتنوحون والعالم يفرح
          وأن ضيقات وأحزان هذه الحياة تتحول إلي مجد عظيم في السماء: آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يعلن فينا


المتنيح اﻷنبا يوأنس أسقف الغربية




Share

Tuesday, October 23, 2012

القديس يوليوس الاقفهصي

القديس يوليوس الأقفهصي

عاش في أواخر القرن الثالث الميلادي بالاسكندرية في زمان تملك دقلديانوس الملك الكافر المضطهد للمسيحيين، كان غنياً وصديقاً للملوك فلم يضطهدوه ضمن الذين اضطهدوهم وكان هذا تدبير من الله لكي يحفظ حياته ليكتب جهاد القديسين وأتعابهم

كان له 1800 غلام يحسنون الكتابة فكان يرسلهم ويزودهم بالمال لخدمة القديسين في كتابة سيرتهم وتكفين أجسادهم، وكان محبوباً لأعماله الحسنة وكانت له غيره وأشتياق للشهادة إلى أن نالها أوائل القرن الرابع الميلادي


يمكن الرجوع إلى

عن القديس يوليوس الأقفهصي
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2012/05/blog-post_1449.html


Share

Friday, May 18, 2012

القديس ثاؤدورس الشطبي


القديس تادرس الشطبي ولد في نهاية القزن الثالث الميلادي، كان جندياً وتعمد وهو في سن السادسة عشر وصار ﺇسفهلار أي وزير حربية

عين والياً على بلده أوخيطس وقتل التنين العظيم الذي كان يهاجم البلده فآمن أهلها بالمسيح

عذب كثيراً ومات ثلاث ميتات وكان الرب يقيمه، أخيراً نال أكليل الشهادة 220 ميلادية

بينما كان يتفقد الأمير تادرس معسكره بعد حملة شنها على أعدائه وهزمهم فيها، نفذ الماء، وكاد الجنود يموتون من الظمأ فصلى ﺇلى الله وقال: يا من رويت ظمأ بني ﺇسرائيل من الصخرة ﺇرو ظمأ جنودك. وما كان يفرغ من صلاته وﺇذ بريح تهب ويعقبها نزول المطر فشرب الجند حتى ﺇرتووا ثم تقدموا ﺇليه ومجدوا ﺇله الأمير تادرس يسوع المسيح وآمنوا جميعهم باله القديس تادرس
 

Ⲛⲓⲥⲧⲣⲁⲧⲓⲗⲁⲧⲏⲥ  ̀ⲛⲧⲉ  Ⲡⲓⲭⲣⲓⲥⲧⲟⲥ : ⲡⲓϫⲱⲣⲓ  ϧⲉⲛ  ⲡⲓⲡⲟⲗⲉⲙⲟⲥ : ⲡⲓ́ⲁⲅⲓⲟⲥ  Ⲑⲉⲟ̀ⲇⲱⲟⲥ

اسفهسلارية المسيح : الأقوياء في الحرب : القديس تادرس 


من كتاب السنكسار

استشهاد القديس ثاؤدورس الشطبي - 20 أبيب

في مثل هذا اليوم من سنة 220 ميلادية استشهد القديس ثاؤدورس الشطبي، كان أبوه يسمى يوحنا من شطب بصعيد مصر، قد ذهب ضمن الجنود إلى إنطاكية وهناك تزوج من أبنة أحد الأمراء الوثنيين، ورزق منها بثاؤدورس هذا ولما أرادت أن تقدم ابنها لبيوت الأصنام ليتعلم هناك مانع والده في ذلك. فغضبت منه وطردته. وظل الصبي عند أمه. أما والده فكان مداوماً الصلاة ليهديه إلى طريق الخلاص. وكبر الصبي وتعلم الحكمة والأدب، فأضاء السيد المسيح قلبه ومضي إلى أسقف قديس وتعمد منه وسمعت بذلك أمه فشق عليها كثيراً. ولكن القديس لم يأبه لها، وتدرج في مراتب الجندية، حتى صار من كبار القواد في عهد ليكينيوس قيصر. وكان أهل أوخيطوس يعبدون ثعباناً هائلاً، ويقدمون له ضحية بشرية كل عام. واتفق مرور ثاؤدورس في تلك الجهة، فرأي أرملة تبكي بكاء مراً فسألها عن سبب بكائها فقالت له: انني أرملة وقد أخذوا ولدي ليقدموهما ضحية للثعبان مع أنني مسيحية، فقال ثاؤدورس في نفسه: أنها أرملة ومظلومة والرب ينتقم لها. ثم نزل عن حصانه وحول وجهه نحو الشرق وصلى، ثم تقدم إلى الثعبان وأهل المدينة ينظرون إليه من فوق الأسوار وطعنه بالرمح فقتله وخلص ولدي الأرملة. وكان طول هذا التنين اثني عشر ذراعا

وحضر ثاؤدورس بعد ذلك إلى مصر ولبث عند أبيه حتى توفى فعاد إلى إنطاكية فوجد أن الملك قد كفر وأخذ يضطهد المسيحيين. فتقدم إليه واعترف بالمسيح. فأمر بحرقه وطرحه في النار. وهكذا أسلم الروح ونال إكليل الشهادة وأخذت جسده امرأة مؤمنة - قيل أنها أمه - بعد أن بذلت أموالا كثيرة وأخفته عندها حتى انتهى زمن الاضطهاد وقد بنيت علي اسمه كنائس في جهات متفرقة

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين





شهر أبيب نسبة الى الاله (ابيفى او ابيب) وهو الثعبان الكبير الذى اهلكه حورس او الشمس ابن أوزوريس، ذلك لانتقام حورس لابيه أوزوريس أي النيل من عدوه التيفون أي التحاريق

أبيب هو الشهر الحادي عشر من التقويم المصري. وهو يبدأ من 8 يوليو إلى 6 أغسطس. وهو ثالث أشهر موسم شمو. أي: الحصاد. في مصر القديمة. واسم الشهر بالديموطيقية: أپيدا. وهي الحية التي قتلها حورس في الأساطير المصرية القديمة

وقيل انه ينسب الى (هابى) اله الفرح

امثال الشهر: ابيب طباخ العنب والزبيب (لنضج الفواكه فيه) - ان كلت ملوخيه في ابيب هات لبطنك طبيب

ويقال: تين ابيب





المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الثاني. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 322 -
323



Share

Monday, May 14, 2012

عن القديس يوليوس الأقفهصي

من فرط محبة السيد المسيح للقديس يوليوس الأقفهصي كاتب سير الشهداء ظهر وقال له: يا خادم القديسين الجهاد أمامك والقديسون الذين كتبت جهادهم يخرجون للقائك لكي يأخذونك معهم ﺇلى السماء.. ﺇذهب ﺇلى أرمانيوس والي سمنود واعترف باسمي ويعذبك لكن سأظهر عجائبي والوالي يصير شهيداً وتأخذ ثلاثة أكاليل واحد من أجل صدقاتك وصلواتك، واحد لأجل تعبك مع الشهداء، ثالث لأجل دمك الذي يسفك على ﺇسمي

لقد ﺇستغل أمواله الكثيرة في ﺇثراء حياتنا الروحية بالذخائر من سير الشهداء القديسين التي كان يدونها مستخدماً حوالي 300 غلام بعد أن يهتم بأجساد الشهداء ويدفنها باكرام

أعطاه الرب نعمة في عيون الولاه فلم يمنعوه من ﺇكرام المعذبين قبل ﺇستشهادهم بمعالجة جراحهم فكانوا يدعون له باﻹستشهاد مثلهم ولا يحرمه الرب من هذا الاكليل

من كتاب السنكسار

استشهاد القديس يوليوس الإقفهصي كاتب سير الشهداء ومن معه - 22 توت

فى هذا اليوم استشهد القديس يوليوس الإقفهصي (اقفوص بمركز الفشن بمحافظة المنيا) كاتب سير الشهداء. هذا الذي أقامه السيد المسيح للاهتمام بأجساد الشهداء القديسين وتكفينهم وإرسالهم إلى بلادهم. وقد أرسل الرب على قلوب الولاة سهوا فلم يتعرض له أحد، ولم يرغموه على عبادة الأوثان. وحفظه الله عناية بالشهداء واستخدم ثلاثمائة غلام لهذه الغاية. فكانوا يكتبون سير الشهداء القديسين، ويمضون بها إلى بلادهم. أما هو فكان يخدم الشهداء بنفسه ويداوى جراحهم، وكانوا يدعون له ويقولون: لا بد من سفك دمك على اسم المسيح لتحسب في عداد الشهداء. فلما زال ملك الملك دقلديانوس وملك قسطنطين البار. أراد السيد المسيح أن يتم له ما قد تنبأ به القديسون ليحسب في عداد الشهداء. فأمره الرب أن يمضى إلى أرمانيوس والى سمنود ويعترف بالسيد المسيح فانطلق إلى هناك فعذبه الوالي عذابات كثيرة وكان الرب يقويه. وصلى فإنشقت الأرض وابتلعت الأصنام سبعين وثنا ومائة وأربعين كاهنا كانوا يخدمونها، لما قدموها له ليسجد لها كأمر الوالي، ولا تزال آثارها بجوار بنها؛ وقد إكتشفتها بعثة أثرية مع بقايا كنيسة أتريب العظيمة

فلما رأى الوالي هلاك ألهته آمن بالسيد المسيح. ثم مضى صحبة القديس إلى والى أتريب الذي عذب القديس يوليوس بعذابات شديدا، وكان السيد المسيح يقويه. وكان في بعض الأيام عيد للأصنام فزينوا البرابي (فيافى الأوثان أو هياكل الأوثان) بالقناديل والتماثيل وسعف النخل، وأغلقوا الأبواب ليبدءوا بالاحتفال غدا، وطلب القديس من الرب فأرسل ملاكه وقطع رؤوس الأصنام وغبر وجوهها بالرماد وأحرق السعف وجميع آلهة البربا. ولما أتوا صباح اليوم التالي وهم متسربلون باللباس للاحتفال بالعيد ورأوا ما ألم بآلهتهم، عرفوا ضعفها، فأمن والى أتريب وعدد كبير من الشعب بالسيد المسيح، ثم مضى القديس من هناك إلى طوه (طوه، بقاياها بقرب طنطا) ومعه والى سمنود ووالى أتريب، واجتمع بالاسكندروس واليها. فامتنع أولا عن تعذيبهم، ولكنه رجع أخيرا فأمر بضرب أعناقهم. وهم يوليوس وولداه تادرس ويونياس وعبيده، وواليا سمنود وأتريب، وجماعه عظيمة يبلغ عددهم ألف وخمسمائة نفس استشهدوا معه، وحملوا جسده وولديه إلى الإسكندرية، لأنه كان من أهلها

شفاعته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد دائما أبديا.. آمين



شهر توت نسبة إلى الإله (تهوت أو تحوت) إله الحكمة والعلوم عند الفراعنة والقدماء المصريين


المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الأول. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 47 - 48


Share

Wednesday, May 9, 2012

الشهيد مارمرقس البشير

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

Ϧⲉⲛ  ̀ⲫⲣⲁⲛ  ̀ⲙ̀Ⲫⲓⲱⲧ ⲛⲉⲙ  ̀Ⲡϣⲏⲣⲓ  ⲛⲉⲙ  Ⲡⲓⲡ̀ⲛⲉⲩⲙⲁ  ⲉⲑⲟⲩⲁⲃ  Ⲟⲩⲛⲟⲩϯ  `ⲛⲟⲩⲱⲧ  `ⲁⲙⲏⲛ


الشهيد مارمرقس البشير - كاروز الديار المصرية

Saint Mark The Evangelist

Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲁ̀ⲡⲟⲥⲧⲟⲗⲟⲥ - Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲉⲩⲁⲅⲅⲉⲗⲓⲥⲧⲏⲥ - Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲑⲉⲱ̀ⲣⲓⲙⲟⲥ
 مرقس الرسول - مرقس الانجيلي - مرقس ناظر اﻹله

استشهد يوم 30 برمودة بالاسكندرية عام 68 ميلادية وفي 30 بابة تذكار بناء كنيسته، وظهور رأسه المقدسة باﻹسكندرية

ويردد أوليري ما يقوله بعض مؤرخي وأساتذة التاريخ المسيحي في الغرب بأن المصادر الأولى - مثل أوريجانوس وﺇكلمنضس اﻹسكندري - لم تشر ﺇلى مارمرقس كمؤسس لكنيسة اﻹسكندرية، وأن المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري قد سجل بصفة عامة في القرن الرابع عبارة تقول ﺇنهم يقولون ﺇن مارمرقس هو أول من حمل اﻹنجيل لمصر.. وهي حجتهم الوحيدة

Eusebius, Ecclesiastical (Eccles) History, II. 16
Church History (Book II)

Chapter 16. Mark first proclaimed Christianity to the Inhabitants of Egypt.

1. And they say that this Mark was the first that was sent to Egypt, and that he proclaimed the Gospel which he had written, and first established churches in Alexandria.

2. And the multitude of believers, both men and women, that were collected there at the very outset, and lived lives of the most philosophical and excessive asceticism, was so great, that Philo thought it worth while to describe their pursuits, their meetings, their entertainments, and their whole manner of life.

والواقع أن كرازة مارمرقس في مصر كانت أمراً واقعياً ومعروفاً لكل أقباط مصر، كما أن يوسابيوس نفسه قد ذكر بالترتيب خلفائه البطاركة الذين تلوه حتى أيامه (للمزيد في كتاب: تاريخ كنيسة بنتابولس) وأكد أنهم كانوا خلفاء اﻹنجيلي مارمرقس

ويذكر أوليري أن قوانين الرسل تؤكد أن أنيانوس
Anianos
كان أول أسقف للاسكندرية. وقد رسمه اﻹنجيلي مارمرقس، وأما الأسقف التالي فهو أبيليوس
Abilios
وقد رسمه القديس لوقا اﻹنجيلي في رأي البعض


The Apostolic Constitutions
Apostolic Constitutions (Book VIII)
Mark the Evangelist, 30 Barmoudeh (25 April) and 30 Babeh (27 October). Early authorities such as Origen and Clement of Alexandria, make no reference to St. Mark as the founder of the Church of Alexandria, but we find it in fourth century writers first in Eusebius, H.E., ii. 16 who gives it as a general belief 'they say that Mark was the first who brought the Gospel to Egypt.' Rather later Apostolical Constitution, viii. 46, state that Anianos the first bishop of Alexandria was ordained by the Evangelist St. Mark, the next bishop Abilios by St. Luke. The tradition is fully developed in the apocryphal Acts of the Apostles where we find an account of 'The Martyrdom of St. Mark', according to that Martyrdom St. Mark exercised his ministry in Rakoti (Alexandria) where his first convert was the shoe-maker Anianos.

The pagans of the city were greatly annoyed by the progress of the Gospel and planned to entrap St. Mark and encompass his death. Aware of this, he ordained Anianos to act as bishop in his place, and also ordained three priests, Milius, Cerdon, and Primus, all of whom succeeded to the see of Alexandria in due course.

(B.M. 131-2, in Crum, Catalogue of the Coptic MSS., Crum, Theol. Texts, 15. white, Monasteries, i. no. vi. G. Wien K. 9450, 9439 and Clar. P. 139-142. Paris 129/13 - these give only fragments of the Coptic text: the whole is extant in Arabic and Ethiopic translations.)

كما يشير ﺇلى سيرة مارمرقس واستشهاده باﻹسكندرية - راقودة أو راكودة - وهو اسم اﻹسكندرية قديماً
Rakoti
Ⲣⲁⲕⲟϯ - Ⲣⲁⲕⲱϯ
 وكان أول من آمن به هناك اﻹسكافي أنيانوس. وقد أشرنا ﺇلى مخطوط عن استشهاده يوم عيد القيامة المجيد وكان موافقاً 8 مايو في تلك السنة

وقد ناقشنا طريقة تعذيب القديس مارمرقس واستشهاده في اﻹسكندرية. وقلنا رأينا ان دور اليهود هو الأساسي، فقد أثاروا الوثنيين من المصريين والرومان ضد القديس، فجروه في شوارع اﻹسكندرية وحبسوه في مكان خرب، وأن الرب يسوع قد طمأنه بنيل ﺇكليله، وكتابة ﺇسمه في سفر الحياة

وفي اليوم التالي جره الأشرار في الشوارع، حتى أسلم روحه الطاهرة. ولما أضرموا ناراً لحرقه هطلت أمطار غزيرة، وحدثت رعود وبروق وزلازل، وهرب على أثرها الأشرار. فأخذ المؤمنون جسده الطاهر، وأخفوه في الكنيسة، بعدما جعلوه في تابوت

ويذكر السنكسار أنه رسم أنيانوس أسقفاً وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، وأنه مضى ﻹفتقاد شعبه في بنتابوليس (ليبيا الشرقية). ولما عاد نال ﺇكليله في اﻹسكندرية سنة 68 ميلادية

وتذكر المخطوطات القبطية أن مارمرقس البشير هو أول باباوات اﻹسكندرية وأحد الرسل السبعين الذين اختارهم السيد المسيح، وأن أمه مريم هي التي في بيتها صنع الرب يسوع الفصح، وفيه حل الروح القدس على الرسل وأعضاء الكنيسة الأولى. وأنه خدم مع خاله القديس برنابا في قبرص، حيث استشهد، ثم توجه مارمرقس ﺇلى مصر وليبيا سنة 56 ميلادية وخدمهما 12 سنة، حتى نال ﺇكليله في اﻹسكندرية

ويذكر أوليري أن القديس مارمرقس البشير قد رسم الآباء ميليوس، وكاردونس، وبريموس كهنة
Milius, Cerdon, Primus
وهم الذين تولوا كرسي مارمرقس بالترتيب بعد أنيانوس


كتاب السنكسار

التقويم القبطي 30 برمودة للشهداء
8 مايو/أيار 2012

شهادة القديس العظيم مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
استشهاد مارمرقس الرسول اول باباوات الاسكندرية – 30 برمودة

في مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 ميلادية (للميلاد) استشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية، وأول باباوات الإسكندرية، وأحد السبعين رسولا. كان اسمه أولا يوحنا، كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. أعمال الرسل 12: 12) وهو الذي أشار إليه السيد المسيح له المجد بقوله لتلاميذه: أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول ﺇن وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (فَقَالَ: اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي. متى 26: 18). ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية، حيث فيه أكلوا الفصح، وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح، وفي عليته حل عليهم الروح القدس

ولد هذا القديس في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطوبولس وأم أسمها مريم، إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض. فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم، حيث كان بطرس قد تلمذ للسيد المسيح. ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطوبولس، فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا، ومنه درس التعاليم المسيحية

وحدث أن أرسطوبولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن، وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران، فخاف أبوه وأيقن بالهلاك، ودفعته الشفقة علي ولده أن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه. ولكن مرقس طمأنه قائلا: لا تخف يا أبي، فالمسيح الذي أنا مؤمن به ينجينا منهما. ولما اقتربا منهما صاح بهما القديس قائلا: السيد المسيح ابن الله الحي يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل. فانشقا ووقعا علي الأرض مائتين. فتعجب والده وطلب من ابنه أن يعرفه عن المسيح، فأرشده إلى ذلك وآمن والده وعمده بالسيد المسيح له المجد

وبعد صعود السيد المسيح استصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية، حيث تركهما وعاد إلى أورشليم. وبعد انتهاء المجمع الرسولي بأورشليم استصحبه برنابا معه إلى قبرص

وبعد نياحة برنابا، ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية. ونادي في تلك الجهات بالإنجيل، فآمن علي يده أكثر أهلها. ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية في أول بشنس سنة 61 ميلادية (للميلاد). وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه، وكان عند الباب إسكافي، أسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه، جرح المخراز إصبعه، فصاح من الألم وقال باليونانية: اس ثيؤس (يا الله الواحد)، فقال له القديس مرقس: هل تعرفون الله؟. فقال: لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه. فتفل علي التراب وأخذ منه ووضع علي الجرح فشفي للحال. ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض، فمخالفة آدم ومجيء الطوفان، إلى إرسال موسى، وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل. ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح. فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الأب والابن والروح القدس

ولما كثر المؤمنون باسم المسيح، وسمع أهل المدينة بهذا الآمر، جدوا في طلبه لقتله، فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسا وشمامسة

وعاد إلى الإسكندرية، فوجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا (دار البقر) شرقي الإسكندرية علي شاطئ البحر. وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 ميلادية (للميلاد)، وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس، قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون: جروا الثور في دار البقر. فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس، وفي المساء أودعوه السجن، فظهر له ملاك الرب وقال له: افرح يا مرقس عبد الإله، هوذا اسمك قد كتب في سفر الحياة، وقد حسبت ضمن جماعة القديسين. وتواري عنه الملاك. ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام. فابتهجت نفسه وتهللت

وفي اليوم التالي (30 برمودة) أخرجوه من السجن، وأعادوا سحبه في المدينة، حتى أسلم روحه الطاهرة، ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه، حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة، فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين. وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها، وكفنوه وصلوا عليه، وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة

صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين

المراجع

كتاب السنكسار الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل في كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية. الجزء الثاني. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين. الناشر مكتبة المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة. في عهد صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الاسكندرية والكرازة المرقسية. الطبعة الثالثة. 1694 للشهداء و 1978 ميلادية. صفحة 140 - 142
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2009/05/30.html

قديسو مصر، حسب التقويم القبطي، لعالم القبطيات الانجليزي اوليري
The Saints of Egypt, In The Coptic Calendar, By: De Lacy Evans O'Leary
دراسة تشمل 700 شخصية قبطية وغيرها، مستمدة من المخطوطات القبطية بالخارج، مع ﺇضافات وتعليقات علمية للمعرب. ترجمة وتعليق دياكون د. ميخائيل مكسي اسكندر. مكتبة المحبة، سلسلة دراسات روحية وتاريخية متعمقة. باشراف نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر. طبع بشركة هارموني للطباعة. رقم الايداع بدار الكتب 15067 / 2000 . الترقيم الدولي 8 - 0535 - 12 - 977 . الجيزة في الصوم الكبير عام 2000. سير القديسين في التقويم القبطي رقم 352 الشهيد مارمرقس البشير كاروز الديار المصرية صفحة 283 - 285

----------

وأيضا يمكن متابعة مقال عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الإنجيلي‏ ‏والرسول للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي
عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الإنجيلي‏ ‏والرسول
مقال للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي – في جريدة وطنى - ﺇصدار أول: السنة 51 العدد 2472 - ﺇصدار ثان: السنة 9 العدد 438 – يوم الأحد الموافق 10 مايو / أيار 2009 ميلادية، 2 بشنس 1725 قبطية أو للشهداء ، 15جمادى الأولى 1430 هجرية أو للهجرة – الصفحة الثانية (2)، مقالات دينية
http://www.watani.com.eg
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2009/05/blog-post_15.html


Share

Monday, October 11, 2010

استشهاد القديسة انسطاسية من أهل رومية سنة 250م - 1 بــابة - 11أكتوبر/تشرين أول

في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة أنسطاسية. وكانت هذه المجاهدة من أهل رومية، ابنة لأبوين مسيحيين، قد ربياها أحسن تربية وأدباها بالآداب المسيحية. فلما شبت وأراد والداها تزويجها لم توافق لأنها زهدت أباطيل العالم وشهواته واختارت السيرة الروحانية واشتاقت إلى الأمجاد السماوية من صغرها. فدخلت بعض أديرة العذارى التى في رومية. وتوشحت بالزي الرهباني. وأضنت جسدها بالنسك والتقشف. وكانت لا تتناول طعاما إلا مرة كل يومين. وفى الأربعين المقدسة لم تكن تفطر إلا يومي السبت والأحد بعد صلاة الساعة السادسة من النهار، وكان غذاؤها كل أيام رهبنتها الخبز الجاف والملح

واتفق أن بعض أديرة العذارى القريبة من الدير الذي تقيم فيه هذه القديسة كانت تحتفل بأحد الأعياد. فأخذتها الرئيسة مع بعض العذارى ومضين للاشتراك في ذلك العيد. وبينما كن ذاهبات، أبصرت هذه القديسة جند داكيوس الملك الكافر يعذبون بعض المسيحيين ويسحبوهم على الأرض. فألتهب قلبها بالمحبة الإلهية وصاحت بهم قائلة: يا قساة القلوب: أهكذا تفعلون بمن خلقهم الله على صورته ومثاله وبذل نفسه عنهم: فقبض عليها أحد الجند وقدمها إلى الأمير. فسألها قائلا: أحقا أنت مسيحية تعبدين المصلوب؟ فأقرت بذلك ولم تنكر. فعذبها عذابا شديدا ثم صلبها وأوقد تحتها النيران فلم تضرها. ولما لم تنثن عن إيمانها بسبب هذه الآلام أمر بأن تقطع رأسها. فصلت صلاة طويلة. ثم أحنت رأسها فضرب السياف عنقها ونالت إكليل الشهادة

شفاعتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا، آمين




Share

Monday, February 22, 2010

السنكسار 16 أمشـير

التقويم القبطي 16 أمشـير للشهداء
23 فبراير/شباط 2009

نياحة القديسة اليصابات أم يوحنا المعمدان - 16 أمشـير

في مثل هذا اليوم تنيحت الصديقة البارة أليصابات أم يوحنا المعمدان . وقد ولدت هذه القديسة بأورشليم من أب بار اسمه متثات من سبط لاوي من بيت هارون ، واسم أمها صوفية . وكان لمتثات ثلاث بنات اسم الكبرى مريم وهي أم سالومي التي اهتمت بالعذراء مريم أثناء الميلاد البتول . واسم الثانية صوفية وهي أم القديسة أليصابات والدة يوحنا المعمدان . والصغرى هي القديسة حنة والدة العذراء مريم أم المخلص . فتكون إذن سالومي وأليصابات والسيدة العذراء مريم بنات خالات . فلما تزوج القديس زكريا الكاهن بالقديسة أليصابات ، سار الاثنان بالبر والقداسة أمام الله كما يقول البشير عنهما " وكان كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم " وكانت هذه البارة عاقرا . فداومت مع بعلها علي الطلبة إلى الله فرزقهما القديس يوحنا الصابغ . وقد تباطأ الله تعالي عن أجابتهما سريعا لكي يكمل الوقت الذي تحبل فيه العذراء مريم بكلمة الله . إذ انه لما تقدم الاثنان في العمر ، أرسل الله ملاكه جبرائيل إلى زكريا فبشره بحبل أليصابات بيوحنا ، واعلمه بما يكون من أمر هذا القديس . و لما زارت العذراء مريم القديسة أليصابات لتبارك لها بثمر بطنها ، تهلل القديس يوحنا وهو جنين في بطن أمه وامتلأت أليصابات من النعمة . ولما ولدت يوحنا زال العار عنها وعن عشيرتها . ولما أكملت أيامها بالبر والطهارة والعفاف تنيحت بسلام . صلاتها تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا امين




Share/Bookmark

Friday, May 15, 2009

السنكسار 30 برمودة

التقويم القبطي 30 برمودة للشهداء
8 مايو/أيار 2009

استشهاد مارمرقس الرسول اول باباوات الاسكندرية – 30 برمودة

في مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 م استشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية، وأول باباوات الإسكندرية، وأحد السبعين رسولا. كان اسمه أولا يوحنا، كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (أع 12 : 12) وهو الذي أشار إليه السيد المسيح له المجد بقوله لتلاميذه: "أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول ﺇن وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (مت 26 : 18) "ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية، حيث فيه أكلوا الفصح، وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح، وفي عليته حل عليهم الروح القدس

ولد هذا القديس في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطوبولس وأم أسمها مريم، إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض. فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم، حيث كان بطرس قد تلمذ للسيد المسيح. ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطوبولس، فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا، ومنه درس التعاليم المسيحية

وحدث أن أرسطوبولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن، وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران، فخاف أبوه وأيقن بالهلاك، ودفعته الشفقة علي ولده أن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه. ولكن مرقس طمأنه قائلا: لا تخف يا أبي، فالمسيح الذي أنا مؤمن به ينجينا منهما. ولما اقتربا منهما صاح بهما القديس قائلا: "السيد المسيح ابن الله الحي يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل" فانشقا ووقعا علي الأرض مائتين. فتعجب والده وطلب من ابنه أن يعرفه عن المسيح، فأرشده إلى ذلك وآمن والده وعمده بالسيد المسيح له المجد

وبعد صعود السيد المسيح استصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية، حيث تركهما وعاد إلى أورشليم. وبعد انتهاء المجمع الرسولي بأورشليم استصحبه برنابا معه إلى قبرص

وبعد نياحة برنابا، ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية. ونادي في تلك الجهات بالإنجيل، فآمن علي يده أكثر أهلها. ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية في أول بشنس سنة 61م. وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه، وكان عند الباب إسكافي، أسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه، جرح المخراز إصبعه، فصاح من الألم وقال باليونانية "اس ثيؤس" (يا الله الواحد)، فقال له القديس مرقس: "هل تعرفون الله؟" فقال: "لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه". فتفل علي التراب وأخذ منه ووضع علي الجرح فشفي للحال. ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض، فمخالفة آدم ومجيء الطوفان، إلى إرسال موسى، وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل. ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح. فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الأب والابن والروح القدس

ولما كثر المؤمنون باسم المسيح، وسمع أهل المدينة بهذا الآمر، جدوا في طلبه لقتله، فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسا وشمامسة

وعاد إلى الإسكندرية، فوجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا (دار البقر) شرقي الإسكندرية علي شاطئ البحر. وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68م، وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس، قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون "جروا الثور في دار البقر". فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس، وفي المساء أودعوه السجن، فظهر له ملاك الرب وقال له: "افرح يا مرقس عبد الإله، هوذا اسمك قد كتب في سفر الحياة، وقد حسبت ضمن جماعة القديسين" وتواري عنه الملاك. ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام. فابتهجت نفسه وتهللت

وفي اليوم التالي (30 برمودة) أخرجوه من السجن، وأعادوا سحبه في المدينة، حتى أسلم روحه الطاهرة، ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه، حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة، فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين. وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها، وكفنوه وصلوا عليه، وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة

صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين



Share/Save/Bookmark

عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الإنجيلي‏ ‏والرسول

عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الإنجيلي‏ ‏والرسول
للمتنيح: الأنبا غريغوريوس - أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي

إن‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏هو‏ ‏أحد‏ ‏رسل‏ ‏ربنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏الذين‏ ‏أرسلهم‏ ‏ليبشروا‏ ‏باسمه‏، ‏ويعلموا‏ ‏الناس‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الكمال‏ ‏المسيحي‏.‏ وبعد‏ ‏أن‏ ‏حل‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏علي‏ ‏التلاميذ‏ ‏والرسل‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الخمسين‏، صار‏ ‏من‏ ‏نصيب‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏أن‏ ‏يبشر‏ ‏بالإنجيل‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏مصر‏ ‏وشمال‏ ‏أفريقيا‏. ‏وقد‏ ‏جاء‏ ‏إليها‏ ‏بالفعل‏،‏ وأسس‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏أو‏ ‏المصرية‏، وهي‏ ‏التي‏ ‏تعرف‏ ‏أيضا‏ ‏بكنيسة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏أو‏ ‏الكنيسة‏ ‏المرقسية‏.‏ فهو‏ ‏أول‏ ‏بطريرك‏ ‏للكنيسة‏ ‏القبطية‏ ‏في‏ ‏سلسلة‏ ‏الباباوات‏ ‏الذين‏ ‏رعوا‏ ‏الكنيسة‏. ‏وأصبح‏ ‏جميع‏ ‏الباباوات‏ ‏من‏ ‏بعده‏ ‏يسمون "خلفاء‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏". ‏وكرسي‏ ‏البطريركية‏ ‏يسمي "الكرسي‏ ‏المرقسي" نسبة‏ ‏إلي‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏

فالمسيحيون‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏مدينون‏ ‏جميعا‏ ‏بمسيحيتهم‏ ‏إلي‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏الذي‏ ‏أتي‏ ‏إلينا‏ ‏وبشرنا‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏، ‏واحتمل‏ ‏في‏ ‏سبيل‏ ‏ذلك‏ ‏آلاما‏ ‏كثيرة‏ ‏ومتاعب‏ ‏جمة‏ ‏من‏ ‏الوثنيين‏ ‏الذين‏ ‏يعبدون‏ ‏الأصنام‏ ‏ولكنه‏ ‏نجح‏ ‏في‏ ‏نقل‏ ‏كثيرين‏ ‏من‏ ‏ظلام‏ ‏الوثنية‏ ‏إلي‏ ‏نور‏ ‏المسيح‏. ‏وأصبحنا‏ ‏نحن‏ ‏بفضله‏ ‏مسيحيين‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏

القديس‏ ‏مرقس‏ ‏أفريقي‏ ‏الأصل‏:‏

ولم‏ ‏يكن‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏غريبا‏ ‏عنا‏، ‏فإن‏ ‏موطنه‏ ‏الأصلي‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏شمال‏ ‏أفريقيا‏، ‏وعلي‏ ‏وجه‏ ‏الدقة‏، ‏من‏ ‏إحدي‏ ‏البلاد‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تعرف‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏بالخمس‏ ‏المدن‏ ‏الغربية "بنتابوليس" والتي‏ ‏توجد‏ ‏أكثرها‏ ‏في‏ ‏ليبيا‏. ‏وكان‏ ‏أبوه‏ ‏غنيا‏ ‏يسمي "أرسطوبولوس" وأمه‏ ‏امرأة‏ ‏تقية‏ ‏فاضلة‏ ‏تدعي "مريم" ورد‏ ‏ذكرها‏ ‏في‏ ‏العهد‏ ‏الجديد (أعمال‏ ‏الرسل‏ 12 : 12)، ‏وأخوها‏ ‏هو‏ ‏القديس‏ ‏برنابا‏ ‏الرسول‏ ‏أحد‏ ‏السبعين‏، ‏وعلي‏ ‏ذلك‏ ‏فإن‏ ‏القديس‏ ‏برنابا‏ ‏هو‏ ‏خال‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول (كولوسي‏ 4 : 10)، ‏وحدث‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏القبائل‏ ‏الرحل‏ ‏سطوا‏ ‏علي‏ ‏عائلة‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏وسلبوا‏ ‏مقتنياتها‏، ‏فأمست‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏فقر‏ ‏شديد‏، ‏فاضطرت‏ ‏العائلة‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏تهاجر‏ ‏إلي‏ ‏فلسطين‏ ‏في‏ ‏الأيام‏ ‏التي‏ ‏ظهر‏ ‏فيها‏ ‏مخلصنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏. ‏وقد‏ ‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏الهجرة‏ ‏خيرا‏ ‏عظيما‏ ‏للعائلة‏، ‏فقد‏ ‏تشرف‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏بأن‏ ‏صار‏ ‏من‏ ‏تلاميذ‏ ‏سيدنا‏ ‏وواحدا‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏رسله‏ ‏الأطهار‏

والقديس‏ ‏مرقس‏ ‏لم‏ ‏يصبح‏ ‏رسولا‏ ‏فقط‏، ‏ولكن‏ ‏بيته‏ ‏أيضا‏ ‏أصبح‏ ‏مكانا‏ ‏مقدسا‏ ‏صنع‏ ‏فيه‏ ‏الرب‏ ‏يسوع‏ ‏الفصح‏ ‏مع‏ ‏تلاميذه‏ ‏الأطهار‏ ‏(مرقس‏ 14 : 13 – 16)، (لوقا‏ 22 : 10 – 12)، ‏وفيه‏ ‏غسل‏ ‏أرجلهم‏ (‏يوحنا‏ 13 : 4 – 27) ‏وسلمهم‏ ‏سر‏ ‏العشاء‏ ‏الرباني‏ ‏أي‏ ‏سر‏ ‏القربان‏ ‏المقدس‏ ‏(متي‏ 26 : 26 – 29)، (‏مرقس‏ 14 : 22 – 25)، (لوقا‏ 22: 19 – 20) ‏وذلك‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الخميس‏ ‏المعروف‏ ‏بخميس‏ ‏العهد‏. ‏وفي‏ ‏بيت‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏اجتمع‏ ‏التلاميذ‏ ‏بعد‏ ‏صلب‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏ودفنه‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏قام‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏، وفيه‏ ‏ظهر‏ ‏لهم‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏بعد‏ ‏قيامته‏ ‏المجيدة‏، ‏وكان‏ ‏يجتمع‏ ‏بهم‏ ‏ويعلمهم‏ ‏ويكلمهم‏ ‏عن‏ ‏الأمور‏ ‏المختصة‏ ‏بملكوت‏ ‏الله‏، ‏ويشرح‏ ‏لهم‏ ‏كيف‏ ‏يسوسون‏ ‏الكنيسة‏ ‏ويدبرون‏ ‏شئون‏ ‏المؤمنين‏. ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏البيت‏ ‏صار‏ ‏الرسل‏ ‏ومعهم‏ ‏سيدتنا‏ ‏كلنا‏ ‏والدة‏ ‏الإله‏، ‏مريم‏ ‏العذراء‏، ‏يجتمعون‏ ‏ويصلون‏ ‏حتي‏ ‏حل‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏عليهم‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الخميس‏، وهو‏ ‏عيد‏ ‏العنصرة‏. ‏وظل‏ ‏الرسل‏ ‏والمؤمنون‏ ‏بالمسيح‏ ‏يجتمعون‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏البيت‏ ‏للصلاة‏ ‏والتناول‏ ‏من‏ ‏الأسرار‏ ‏المقدسة‏.‏ ولما‏ ‏سجن‏ ‏القديس‏ ‏بطرس‏ ‏كانت‏ ‏الكنيسة‏ ‏كلها‏ ‏مجتمعة‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏، ‏وكانت‏ ‏تصير‏ ‏منها‏ ‏صلاة‏ ‏بلجاجة‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏القديس‏ ‏بطرس‏، ‏وقد‏ ‏أخرجه‏ ‏الملاك‏ ‏من‏ ‏السجن‏ ‏استجابة‏ ‏للصلاة‏، ‏فانطلق‏ ‏ماربطرس‏ ‏الرسول‏ ‏إلي‏ ‏بيت‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏أو‏ ‏كما‏ ‏كان‏ ‏يسمي "بيت‏ ‏مريم‏ ‏أم‏ ‏يوحنا‏ ‏الملقب‏ ‏مرقس‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏كثيرون‏ ‏مجتمعين‏ ‏وهم‏ ‏يصلون‏" (‏سفر‏ ‏أعمال‏ ‏الرسل‏ 12 : 12) ‏وقد‏ ‏سمي‏ ‏هذا‏ ‏البيت‏ ‏أيضا‏ ‏علية‏ ‏صهيون‏، ‏وقد‏ ‏أصبح‏ ‏أول‏ ‏كنيسة‏ ‏مسيحية‏

مارمرقس‏ ‏يقود‏ ‏أباه‏ ‏إلي‏ ‏الإيمان‏ ‏بالمسيح‏:

كان‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏الرسول‏ ‏شابا‏ ‏صغيرا‏ ‏عندما‏ ‏عرف‏ ‏السيد‏ ‏المسيح (مرقس‏ 14 : 51 – 52)‏ ولم‏ ‏يتزوج‏، ‏بل‏ ‏عاش‏ ‏بتولا‏ ‏طاهرا‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياته‏، ‏ولذلك‏ ‏فقد‏ ‏اشتهر‏ ‏بأنه‏ ‏الرسول "البتول" ومع‏ ‏صغر‏ ‏سنه‏ ‏كان‏ ‏يتصف‏ ‏بالتقوي‏ ‏وقوة‏ ‏الإيمان‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏، ‏ومن‏ ‏آيات‏ ‏إيمانه‏ ‏العظيم‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏سائرا‏ ‏مرة‏ ‏مع‏ ‏والده "أرسطوبولس" في‏ ‏اتجاه‏ ‏نهر‏ ‏الأردن‏ ‏وفي‏ ‏الصحراء‏ ‏أبصرا‏ ‏من‏ ‏بعيد‏ ‏أسدا‏ ‏ولبؤة‏ ‏قادمين‏ ‏نحوهما‏ ‏لافتراسهما‏، ‏فارتاع‏ ‏الوالد‏ ‏جدا‏، ‏وأمر‏ ‏ابنه‏ ‏مرقس‏ ‏بأن‏ ‏يهرب‏ ‏لحياته‏، ‏ويترك‏ ‏الأسد‏ ‏واللبؤة‏ ‏يتلهيان‏ ‏به‏ ‏هو‏ ‏ويقتلانه‏، فطمأن‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏والده‏ ‏الحنون‏ ‏وقال‏ ‏له "لاتخش‏ ‏شيئا‏ ‏يا‏ ‏أبتاه‏، ‏فإن‏ ‏المسيح‏ ‏الذي‏ ‏أؤمن‏ ‏به‏ ‏سينقذنا‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏خطر"‏. ‏وقبل‏ ‏أن‏ ‏يصل‏ ‏الوحشان‏ ‏إليهما‏ ‏اتجه‏ ‏القديس‏ ‏إلي‏ ‏الشرق‏، ‏وبسط‏ ‏يديه‏ ‏وصلي‏ ‏صلاة‏ ‏قصيرة‏ ‏قائلا‏: ‏"يا‏ ‏سيدي‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏، ‏يا‏ ‏ابن‏ ‏الله‏ ‏الحي‏ ‏الذي‏ ‏نؤمن‏ ‏به‏ ‏نجنا‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏البلية‏، ‏وأنقذنا‏ ‏من‏ ‏شر‏ ‏هذين‏ ‏الوحشين‏ ‏الكاسرين‏"، ‏وما‏ ‏إن‏ ‏فرغ‏ ‏من‏ ‏صلاته‏ ‏حتي‏ ‏سقط‏ ‏الأسد‏ ‏واللبؤة‏ ‏صريعين‏، ‏وماتا‏. ‏فلما‏ ‏رأي‏ ‏أرسطوبولس‏ ‏أبوه‏ ‏هذه‏ ‏المعجزة‏ ‏ذهل‏، ‏وآمن‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏ ‏وقال‏ ‏للقديس‏ ‏مرقس‏ ‏ابنه "أنت‏ ‏ولدي‏، ‏ولكنك‏ ‏صرت‏ ‏أبي‏ ‏بالإيمان"‏. ‏وهكذا‏ ‏كسب‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏أباه‏ ‏ودخل‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏حظيرة‏ ‏الإيمان‏ ‏المسيحي‏

وبعد‏ ‏أن‏ ‏حل‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏علي‏ ‏التلاميذ‏ ‏والرسل‏ ‏الأطهار‏، ‏وانطلقوا‏ ‏من‏ ‏أورشليم‏ ‏للتبشير‏ ‏باسم‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏، ‏انطلق‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏أيضا‏ ‏لخدمة‏ ‏الإيمان‏، ‏وقد‏ ‏خدم‏ ‏مع‏ ‏القديس‏ ‏بطرس‏ ‏الرسول‏، ‏كما‏ ‏خدم‏ ‏مع‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏، ‏ومع‏ ‏خاله‏ ‏القديس‏ ‏برنابا‏ ‏الرسول‏. ‏ومن‏ ‏البلاد‏ ‏التي‏ ‏خدم‏ ‏فيها‏ ‏غير‏ ‏مصر‏ ‏وأفريقيا‏، ‏بلاد‏ ‏فلسطين‏ ‏وسورية‏، ‏وآسيا‏ ‏الصغري‏ ‏وجزيرة‏ ‏قبرص‏، ‏وروما‏. ‏وقد‏ ‏ذكر‏ ‏سفر‏ ‏"الأعمال" خدمته‏ ‏في‏ ‏فلسطين‏ ‏وسورية‏ ‏وآسيا‏ ‏الصغري‏ ‏وقبرص (أعمال 13 : 5)، (أعمال‏ 15 : 37 – 39)، ‏كما‏ ‏أهدي‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏سلام‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏من‏ ‏روما‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏كولوسي‏ ‏وإلي‏ ‏تلميذه ‏- ‏فليمون‏، ‏مما‏ ‏يدل‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏مارمرقس‏ ‏خدم‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏روما‏ (‏كولوسي‏ 4 : 10)، (‏فليمون : 24) ‏وتظهر‏ ‏محبة‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏له‏ ‏من‏ ‏كتاباتهم‏ ‏عنه‏، ‏فماربطرس‏ ‏الرسول‏ ‏يتكلم‏ ‏عنه‏ ‏بلهجة‏ ‏تنم‏ ‏عن‏ ‏حب‏ ‏عظيم‏. (1‏بطرس‏ 5 : 13) ‏وماربولس‏ ‏الرسول‏ ‏يمدحه‏ ‏في‏ ‏خدمته‏ ‏جدا‏ (2‏تيموثيئوس‏ 4 : 11)

القديس‏ ‏مرقس‏ ‏يعود‏ ‏إلي‏ ‏أفريقيا‏ ‏مبشرا‏ ‏بالمسيح‏:‏

ثم‏ ‏جاء‏ ‏مارمرقس‏ ‏إلي‏ ‏شمال‏ ‏أفريقيا‏ ‏وبشر‏ ‏بالإنجيل‏ ‏في‏ ‏وطنه‏ ‏الأصلي‏ ‏أي‏ ‏في‏ ‏الخمس‏ ‏المدن‏ ‏الغربية‏ ‏وتقع‏ ‏في‏ ‏الشمال‏ ‏الغربي‏ ‏لمصر‏ ‏حيث‏ ‏بلاد‏ ‏ليبيا‏ ‏ومن‏ ‏هناك‏ ‏جاء‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏. ‏دخل‏ ‏مارمرقس‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ليغزوها‏ ‏بإنجيل‏ ‏المسيح‏ ‏غزوا‏ ‏روحيا‏ ‏ولم‏ ‏يدخلها‏ ‏بسيف‏ ‏أو‏ ‏رمح‏ ‏أو‏ ‏جيش‏، ‏وإنما‏ ‏دخلها‏ ‏وهو‏ ‏يتوكأ‏ ‏علي‏ ‏عصاه‏، ‏فكانت‏ ‏عصاه‏ ‏كأنها‏ ‏عصا‏ ‏موسي‏ ‏التي‏ ‏صنع‏ ‏بها‏ ‏العجائب‏ ‏والمعجزات‏ ‏وقاد‏ ‏بني‏ ‏إسرائيل‏، ‏ولذلك‏ ‏يحمل‏ ‏الأسقف‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏عصا‏ ‏تسمي "عصا‏ ‏الرعاية" كما‏ ‏يحمل‏ ‏راعي‏ ‏الخراف‏ ‏عصا‏ ‏لقيادة‏ ‏القطيع‏

وعرف‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏أنه‏ ‏بحاجة‏ ‏إلي‏ ‏معونة‏ ‏الله‏ ‏ليغلب‏ ‏بها‏ ‏قلوب‏ ‏الناس‏ ‏المتحجرة‏، ‏لذلك‏ ‏صلي‏ ‏عند‏ ‏مدخل‏ ‏المدينة‏ ‏صلاة‏ ‏طويلة‏، ‏ثم‏ ‏دخل‏ ‏المدينة‏ ‏وتمشي‏ ‏فيها‏، ‏وأبصر‏ ‏أصنامها‏ ‏وأوثانها‏، ‏وحزن‏ ‏عليها‏ ‏ومن‏ ‏طول‏ ‏المشي‏ ‏تمزق‏ ‏حذاؤه‏، ‏فمال‏ ‏إلي‏ ‏الإسكاف "الخراز‏-‏صانع‏ ‏الأحذية‏ ‏ومصلحها" ليصلحه‏ ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏الإسكاف‏ ‏هو‏ ‏المفتاح‏ ‏الذي‏ ‏أعطاه‏ ‏الله‏ ‏للقديس‏ ‏مرقس‏ ‏ليفتح‏ ‏به‏ ‏مصر‏ ‏للإيمان‏ ‏بالمسيح‏. ‏فبينما‏ ‏يصلح‏ ‏الإسكاف‏ ‏الحذاء‏ ‏نفذ‏ ‏المخرز‏ ‏أو‏ ‏المخراز‏ ‏في‏ ‏يده‏ ‏فأدماها‏، ‏فتألم‏ ‏الإسكاف‏ ‏وصرخ "أيوس‏ ‏ثيئوس" يا‏ ‏الله‏ ‏الواحد‏، ‏فطمأنه‏ ‏القديس‏ ‏وتفل‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏، ‏فصار‏ ‏التفل‏ ‏طينا‏، ‏ووضع‏ ‏الطين‏ ‏علي‏ ‏اليد‏ ‏الدامية‏، ‏وصلب‏ ‏عليه‏ ‏بعلامة‏ ‏الصليب‏ ‏وهو‏ ‏يقول‏: "‏باسم‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏تبرأ‏ ‏في‏ ‏الحال"‏، ‏فوقف‏ ‏الدم‏ ‏عن‏ ‏النزف‏، ‏وشفيت‏ ‏اليد‏ ‏في‏ ‏الحال‏ ‏واختفي‏ ‏الألم‏، ‏وكأن‏ ‏شيئا‏ ‏لم‏ ‏يحدث‏ ‏فذهل‏ ‏حنانيا‏ ‏أو "أنيانوس" الإسكاف‏ ‏من‏ ‏الطريقة‏ ‏المعجزية‏ ‏التي‏ ‏شفيت‏ ‏بها‏ ‏يده‏، ‏وانتهز‏ ‏الرسول‏ ‏فرصة‏ ‏انذهاله‏ ‏وأخذ‏ ‏يبشره‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏، ‏الذي‏ ‏باسمه‏ ‏حدثت‏ ‏معجزة‏ ‏الشفاء‏. ‏فدعاه‏ ‏الإسكاف‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏، ‏فرحب‏ ‏بدعوته‏ ‏وجمع‏ ‏له‏ ‏الإسكاف‏ ‏أهل‏ ‏بيته‏ ‏وجيرانه‏، ‏فكلمهم‏ ‏ودعاهم‏ ‏إلي‏ ‏الإيمان‏ ‏المسيحي‏ ‏وأجري‏ ‏الله‏ ‏علي‏ ‏يديه‏ ‏جملة‏ ‏معجزات‏ ‏من‏ ‏شفاء‏ ‏مرضي‏ ‏وإخراج‏ ‏شياطين‏.. ‏إلخ‏ ‏فآمن‏ ‏عدد‏ ‏منهم‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏. ‏وعمدهم‏ ‏الرسول‏ ‏باسم‏ ‏الآب‏ ‏والابن‏ ‏والروح‏ ‏القدس‏، ‏وأنشأ‏ ‏لهم‏ ‏كنيسة‏ ‏للصلاة‏، ‏ورتب‏ ‏خدمة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏. ‏فتمت‏ ‏بذلك‏ ‏كلمات‏ ‏الوحي‏ ‏علي‏ ‏فم‏ ‏إشعياء‏ ‏النبي "في‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏ ‏يكون‏ ‏مذبح‏ ‏للرب‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏.‏ فيكون‏ ‏علامة‏ ‏وشهادة‏ ‏لرب‏ ‏الجنود‏ ‏في‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏. ‏فيعرف‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏مصر‏، ‏ويعرف‏ ‏المصريون‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏، ‏ويقدمون‏ ‏ذبيحة‏ ‏وتقدمة‏ ‏وينذرون‏ ‏للرب‏ ‏نذرا‏ ‏ويوفون‏ ‏به" (إشعياء‏ 19 : 19 – 21)، ‏وكان‏ ‏هؤلاء‏ ‏هم‏ ‏النواة‏ ‏الأولي‏ ‏للكنيسة‏ ‏المسيحية‏ ‏في‏ ‏مصر‏. ‏وقد‏ ‏تميز‏ ‏هؤلاء‏ ‏المسيحيون‏ ‏الأوائل‏ ‏بصفات‏ ‏الوداعة‏ ‏والطهارة‏ ‏والتقوي‏ ‏والأمانة‏ ‏وغيرها‏ ‏من‏ ‏الصفات‏ ‏المسيحية‏، ‏بصورة‏ ‏أفرزتهم‏ ‏عن‏ ‏سائر‏ ‏الوثنيين‏ ‏حتي‏ ‏قيل‏ ‏إنه‏ ‏إذا‏ ‏رأي‏ ‏أحد‏ ‏الوثنيين‏ ‏وثنيا‏ ‏آخر‏ ‏تبدو‏ ‏في‏ ‏سلوكه‏ ‏وداعة‏ ‏كان‏ ‏يبتدره‏ ‏الآخر‏ ‏بالسؤال‏: ‏هل‏ ‏قابلت‏ ‏اليوم‏ ‏مسيحيا؟ فتأمل‏ ‏كيف‏ ‏كانت‏ ‏مقابلة‏ ‏المسيحي‏ ‏للوثني‏ ‏ذات‏ ‏أثر‏ ‏واضح‏ ‏علي‏ ‏سلوك‏ ‏الوثني‏. ‏فكم‏ ‏كانت‏ ‏إذن‏ ‏وداعة‏ ‏المسيحيين‏ ‏الأوائل‏ ‏وطهارتهم‏ ‏وسمو‏ ‏أخلاقهم‏ ‏ولقد‏ ‏كانوا‏ ‏حقا‏ ‏أفضل‏ ‏دعوة‏ ‏صامتة‏ ‏عن‏ ‏ديانتهم‏، ‏وأخذ‏ ‏الوثنيون‏ ‏يعتنقون‏ ‏المسيحية‏ ‏رويدا‏ ‏رويدا‏، ‏فنمت‏ ‏الكنيسة‏ ‏وازدهرت‏ ‏وازداد‏ ‏عدد‏ ‏أتباعها‏

ينشيء‏ ‏مدرسة‏ ‏دينية‏ ‏بالإسكندرية‏:‏

ورأي‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏أن‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏بلد‏ ‏عالمي‏ ‏كبير‏، ‏وأنه‏ ‏يسكنها‏ ‏خلق‏ ‏كثير‏، ‏وبينهم‏ ‏عدد‏ ‏ضخم‏ ‏من‏ ‏الفلاسفة‏ ‏والمفكرين‏ ‏والعلماء‏ ‏الذين‏ ‏يناقشون‏ ‏النظريات‏ ‏والآراء‏، ‏وكانت‏ ‏بالإسكندرية‏ ‏مدرسة‏ ‏وثنية‏ ‏كبيرة‏، ‏فأنشأ‏ ‏القديس‏ ‏مدرسة‏ ‏دينية‏ ‏مسيحية‏ ‏وأقام‏ ‏عليها‏ ‏العلامة‏ ‏المسيحي‏ ‏يسطس "أي‏ ‏عادل" مديرا‏ ‏لها‏. ‏ولم‏ ‏تلبث‏ ‏هذه‏ ‏المدرسة‏ ‏أن‏ ‏تطورت‏ ‏ونمت‏ ‏حتي‏ ‏أصبحت‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الثاني‏ ‏للميلاد‏ ‏مدرسة‏ ‏لاهوتية‏ ‏إكليريكية‏ ‏وجامعة‏ ‏كبري‏ ‏للعلوم‏ ‏الدينية‏ ‏والكنسية‏، ‏كان‏ ‏يقصد‏ ‏إليها‏ ‏طلاب‏ ‏العلم‏ ‏والدين‏ ‏لا‏ ‏من‏ ‏مصر‏ ‏وحدها‏ ‏بل‏ ‏ومن‏ ‏جميع‏ ‏بلاد‏ ‏الشرق‏ ‏وسائر‏ ‏بلاد‏ ‏العالم‏ ‏المسيحي‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏المسكونة‏ ‏وقد‏ ‏استطاعت‏ ‏هذه‏ ‏المدرسة‏ ‏أن‏ ‏تجهز‏ ‏علي‏ ‏المدرسة‏ ‏الوثنية‏ ‏التي‏ ‏انضم‏ ‏أكثر‏ ‏أساتذتها‏ ‏إلي‏ ‏الديانة‏ ‏المسيحية‏ ‏وأصبحوا‏ ‏من‏ ‏أكثر‏ ‏المتحمسين‏ ‏لها‏

استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏:‏

وأما‏ ‏مارمرقس‏ ‏فبعد‏ ‏أن‏ ‏بشر‏ ‏بالمسيحية‏ ‏في‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وفي‏ ‏مصر‏ ‏وفي‏ ‏بعض‏ ‏بلاد‏ ‏الصعيد‏، وكسب‏ ‏لدين‏ ‏المسيح‏ ‏عددا‏ ‏كبيرا‏ ‏من‏ ‏الوثنيين‏، ‏غادر‏ ‏البلاد‏ ‏المصرية‏ ‏إلي‏ ‏بلاد‏ ‏الخمس‏ ‏المدن‏ ‏الغربية‏، ‏وثبت‏ ‏المؤمنين‏ ‏علي‏ ‏الإيمان‏، ‏وضم‏ ‏عددا‏ ‏آخر‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏، ‏ثم‏ ‏رسم‏ ‏لها‏ ‏أساقفة‏ ‏وقسيسين‏ ‏وشمامسة‏ ‏وعاد‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏

فلما‏ ‏رأي‏ ‏رجال‏ ‏الدين‏ ‏من‏ ‏الوثنيين‏ ‏نمو‏ ‏المسيحية‏ ‏وتقدمها‏ ‏حنقوا‏ ‏علي‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏وشكوه‏ ‏إلي‏ ‏الحكومة‏، ‏وصمموا‏ ‏علي‏ ‏قتله‏. ‏وفي‏ ‏يوم‏ ‏الأحد‏ ‏الموافق‏ 29 ‏من‏ ‏برمودة‏، "‏ويقابل‏ 26 ‏من‏ ‏أبريل/نيسان‏ ‏لسنة‏ 68 ‏لميلاد‏ ‏المسيح" كان‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏ومعه‏ ‏الإكليروس‏ ‏وجميع‏ ‏المسيحيين‏ ‏يحتفلون‏ ‏بعيد‏ ‏القيامة‏ ‏المجيد‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏المرقسية‏ ‏بالإسكندرية‏، ‏وكان‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏اليوم‏ ‏عيد‏ "‏سيرابيس‏" ‏عند‏ ‏الوثنيين‏. ‏فقام‏ ‏الوثنيون‏ ‏في‏ ‏هياج‏ ‏شعبي‏ ‏كبير‏، ‏طالبين‏ ‏الانتقام‏ ‏من‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏وهجموا‏ ‏علي‏ ‏الكنيسة‏ ‏حيث‏ ‏كان‏ ‏القديس‏ ‏واقفا‏ ‏أمام‏ ‏مذبح‏ ‏الكنيسة‏ ‏يصلي‏ ‏ويقدس‏، ‏فأخذوه‏ ‏في‏ ‏عنف‏ ‏شديد‏ ‏من‏ ‏وسط‏ ‏المسيحيين‏ ‏وربطوا‏ ‏عنقه‏ ‏بحبل‏ ‏سميك‏، ‏وشرعوا‏ ‏يجرونه‏ ‏في‏ ‏قسوة‏ ‏بالغة‏ ‏وهم‏ ‏يصيحون‏ ‏"جروا‏ ‏التيتل‏ ‏من‏ ‏دار‏ ‏البقر" وخرجوا‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏شوارع‏ ‏المدينة‏ ‏وطرقاتها‏، ‏فارتطم‏ ‏جسمه‏ ‏بالأحجار‏ ‏والطوب‏، ‏وتمزقت‏ ‏أوصاله‏، ‏وسال‏ ‏دمه‏، ‏وتسلخ‏ ‏جلده‏، ‏وهم‏ ‏لايشفقون‏ ‏عليه‏، ‏وكاد‏ ‏أن‏ ‏يموت‏ ‏بين‏ ‏أيديهم‏، ‏وأقبل‏ ‏المساء‏، ‏فأودعوه‏ ‏سجنا‏ ‏وطرحوه‏ ‏فيه‏. ‏وفي‏ ‏الليل‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏ملاك‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏بنور‏ ‏عظيم‏، ‏وقواه‏ ‏وعزاه‏ ‏وطوبه‏ ‏وقال‏ ‏له‏: "‏يامرقس‏، ‏ياعبد‏ ‏الله‏، ‏لقد‏ ‏كتب‏ ‏اسمك‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏الحياة"‏. ‏وبعد‏ ‏قليل‏، ‏تجلي‏ ‏له‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏بشخصه‏ ‏المبارك‏، ‏وأعطاه‏ ‏السلام‏ ‏وقال‏ ‏له‏: "‏السلام‏ ‏لك‏ ‏يامرقس" فتشجع‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏، ‏وتقوي‏ ‏بالرؤيا‏، ‏وصار‏ ‏قلبه‏ ‏أقوي‏ ‏من‏ ‏قلب‏ ‏الأسد‏، ‏لأن‏ ‏الإيمان‏ ‏يملأ‏ ‏القلب‏ ‏بالشجاعة‏ ‏والجرأة‏ ‏والتضحية‏. ‏وفي‏ ‏الصباح‏ ‏أقبل‏ ‏عليه‏ ‏الوثنيون‏ ‏وصنعوا‏ ‏به‏ ‏كل‏ ‏شر‏، ‏جروه‏ ‏كما‏ ‏فعلوا‏ ‏بالأمس‏، ‏وأهانوه‏ ‏كثيرا‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏فارقت‏ ‏روحه‏ ‏جسدها‏، ‏وعندئذ‏ ‏لم‏ ‏يندموا‏ ‏علي‏ ‏أعمالهم‏ ‏أو‏ ‏يشفقوا‏ ‏عليه‏، بل‏ ‏زادوا‏ ‏وأصروا‏ ‏علي‏ ‏حرق‏ ‏جثته‏ ‏بالنار‏، ‏حتي‏ ‏لايبقوا‏ ‏له‏ ‏أثرا‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏، ‏وفعلا‏ ‏جمعوا‏ ‏عليه‏ ‏حطبا‏ ‏كثيرا‏ ‏وأشعلوا‏ ‏فيه‏ ‏النار‏، ‏ولكن‏ ‏الرب‏ ‏شاء‏ ‏أن‏ ‏يحفظ‏ ‏جسد‏ ‏قديسه‏ ‏ذخيرة‏ ‏وبركة‏. ‏ففي‏ ‏الحال‏ ‏أرعدت‏ ‏السماء‏ ‏وأبرقت‏ ‏وسقط‏ ‏مطر‏ ‏غزير‏، ‏فأطفأ‏ ‏النيران‏، وتشتت‏ ‏الجماهير‏ ‏الهائجة‏ ‏بسبب‏ ‏الرعود‏ ‏والبروق‏، فانتهز‏ ‏المؤمنون‏ ‏الفرصة‏ ‏وأخذوا‏ ‏جسد‏ ‏أبيهم‏ ‏القديس‏، وكفنوه‏، ‏ودفنوه‏ ‏بإكرام‏ ‏جزيل‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏وقد‏ ‏تم‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الاثنين‏ 30 ‏من‏ ‏برمودة‏ ‏لسنة‏ 68‏م‏، ‏ويوافق‏ ‏الآن‏ 8 ‏من‏ ‏مايو‏/آيار‏، ‏وهو‏ ‏عيد‏ ‏استشهاده‏ ‏الذي‏ ‏تحتفل‏ ‏به‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عام‏

وإذا‏ ‏كان‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏قد‏ ‏جاء‏ ‏إلي‏ ‏بلادنا‏ ‏في‏ ‏سنة‏ 61‏م‏ ‏واستشهد‏ ‏في‏ ‏عام‏ 68‏م‏ ‏فتكون‏ ‏مدة‏ ‏إقامته‏ ‏وخدمته‏ ‏في‏ ‏بلادنا‏ ‏سبع‏ ‏سنوات‏، ‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏حكم‏ ‏الإمبراطور‏ ‏الروماني‏ ‏نيرون‏ ‏قيصر‏

جسد‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏يؤخذ‏ ‏إلي‏ ‏فينسيا‏ ‏ورأسه‏ ‏تبقي‏ ‏بالإسكندرية‏:‏

أما‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏فظل‏ ‏مدفونا‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏التاسع‏ ‏للميلاد‏، ‏عندما‏ ‏انتهز‏ ‏بعض‏ ‏التجار‏ ‏من‏ ‏البندقية "فينيسيا" فرصة‏ ‏بعض‏ ‏الاضطرابات‏ ‏والاضطهادات‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏، ‏وأقنعوا‏ ‏الحراس‏، فأخذوا‏ ‏جسد‏ ‏القديس‏ ‏وأبحروا‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏ ‏البندقية "فينيسيا" بإيطاليا‏، ‏فاحتفل‏ ‏به‏ ‏أهلها‏ ‏احتفالا‏ ‏كبيرا‏، وأقاموا‏ ‏له‏ ‏كنيسة‏ ‏عظيمة‏ ‏باسمه‏ ‏أودعوا‏ ‏فيها‏ ‏جسده‏ ‏المقدس‏، ‏وتم‏ ‏عودة‏ ‏الجسد‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏السابع‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏بؤونة‏ ‏القبطي‏ ‏لسنة‏ 1684 ‏للشهداء‏ ‏الموافق‏ 24 ‏من‏ ‏يونية/حزيران‏ ‏لسنة‏ 1968‏م‏ ‏في‏ ‏السنة‏ ‏العاشرة‏ ‏لحبرية‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏وهو‏ ‏البابا‏ ‏المائة‏ ‏والسادس‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏سلسلة‏ ‏باباوات‏ ‏الكرسي‏ ‏الإسكندري‏

وأما‏ ‏رأس‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏فلم‏ ‏يشأ‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏تخرج‏ ‏من‏ ‏كنيسته‏ ‏بالإسكندرية‏، ‏فقد‏ ‏حاول‏ ‏مرة‏ ‏أحد‏ ‏التجار‏ ‏أن‏ ‏يهرب‏ ‏بالرأس‏، فأخذها‏ ‏فعلا‏ ‏وأخفاها‏ ‏في‏ ‏سفينته‏ ‏فلم‏ ‏تستطع‏ ‏السفينة‏ ‏أن‏ ‏تتحرك‏. ‏من‏ ‏موضعها‏، ‏فشعر‏ ‏إنها‏ ‏إرادة‏ ‏الله‏، ‏وعلم‏ ‏بالأمر‏ ‏البابا‏ ‏بنيامين‏ ‏الأول‏ "‏وهو‏ ‏البطريرك‏ ‏الثامن‏ ‏والثلاثون‏ ‏من‏ ‏باباوات‏ ‏الكرسي‏ ‏المرقسي"‏ ‏فحضر‏ ‏وأخذ‏ ‏الرأس‏ ‏المقدسة‏ ‏باحتفال‏ ‏روحي‏ ‏كبير‏، ‏وأودعها‏ ‏صندوقا‏ ‏من‏ ‏الأبنوس‏، ‏ومازالت‏ ‏الرأس‏ ‏محفوظة‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏المرقسية‏ ‏بالإسكندرية‏. ‏وصار‏ ‏في‏ ‏تقليد‏ ‏كل‏ ‏بابا‏ ‏جديد‏ ‏أن‏ ‏يلف‏ ‏الرأس‏ ‏بكسوة‏ ‏جديدة‏، ‏ويحمل‏ ‏الرأس‏ ‏بين‏ ‏يديه‏، ‏علامة‏ ‏خلافته‏ ‏لمارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏وحمله‏ ‏مسئولية‏ ‏الرئاسة‏، ‏وحماية‏ ‏الإيمان‏ ‏الرسولي‏، ‏ورعاية‏ ‏الكنيسة‏ ‏المقدسة


مقال للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي – في جريدة وطنى - ﺇصدار أول: السنة 51 العدد 2472 - ﺇصدار ثان: السنة 9 العدد 438 – يوم الأحد الموافق 10 مايو (أيار) 2009 ميلادية، 2 بشنس 1725 شهداء (قبطية(، 15جمادى الأولى 1430 هجرية (للهجرة) – الصفحة الثانية (2)، مقالات دينية
http://www.watani.com.eg

‏‏


Share/Save/Bookmark

Saturday, May 9, 2009

مارجرجس‏ ‏المنتصب‏ ‏القامة‏ ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏يركع‏ ‏للخطيئة

مارجرجس‏ ‏المنتصب‏ ‏القامة‏ ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏يركع‏ ‏للخطيئة
للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس - أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي

في‏ ‏الثالث‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمودة‏ ‏تعيد‏ ‏الكنيسة‏ ‏باستشهاد‏ ‏أمير‏ ‏الشهداء‏ ‏مارجرجس‏، ‏عندما‏ ‏نذكر‏ ‏مارجرجس‏ ‏نذكر‏ ‏هذا‏ ‏التعارض‏ ‏والتناقض‏ ‏بين‏ ‏روح‏ ‏الله‏ ‏وبين‏ ‏روح‏ ‏العالم‏، ‏بين‏ ‏من‏ ‏قام‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏، ‏وصارت‏ ‏له‏ ‏روح‏ ‏القيامة‏ ‏والرفعة‏ ‏والقامة‏ ‏المنتصبة‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تتنزل‏ ‏إلي‏ ‏الخطيئة‏ ‏وإلي‏ ‏رغبات‏ ‏الدنيا‏، ‏وإنما‏ ‏تتعارض‏ ‏معها‏ ‏وتعلو‏ ‏عليها‏، ‏وفي‏ ‏هذا‏ ‏تقوم‏ ‏حرب‏ ‏بين‏ ‏العالم‏ ‏والشيطان‏ ‏من‏ ‏جهة‏، ‏وبين‏ ‏الكنيسة‏ ‏ورجالها‏ ‏وأبنائها‏ ‏المقامين‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏أخري‏، ‏وسيظل‏ ‏هذا‏ ‏التعارض‏ ‏دائما‏ ‏قائما‏، ‏لا‏ ‏مصالحة‏ ‏ولا‏ ‏مهادنة‏، ‏ولو‏ ‏اصطلحت‏ ‏الكنيسة‏ ‏مع‏ ‏العالم‏ ‏لفقدت‏ ‏الكنيسة‏ ‏مقوماتها‏، ‏ولابتلع‏ ‏العالم‏ ‏الكنيسة‏، ‏إنما‏ ‏الكنيسة‏ ‏غريبة‏ ‏لأن‏ ‏المسيح‏ ‏جاء‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏وأسسها‏، ‏فأصبحت‏ ‏ملكا‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏مملكة‏ ‏الشيطان‏ ‏فهنا‏ ‏تعارض‏، ‏فلا‏ ‏يمكن‏ ‏يوم‏ ‏من‏ ‏الأيام‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هناك‏ ‏تصالح‏ ‏بين‏ ‏روح‏ ‏العالم‏ ‏وبين‏ ‏روح‏ ‏المسيح‏، ‏بين‏ ‏الكنيسة‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏وبين‏ ‏العالم‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏أخري‏، ‏فلابد‏ ‏أن‏ ‏تقوم‏ ‏هناك‏ ‏حرب‏ ‏سجال‏ ‏بين‏ ‏الكنيسة‏ ‏وبين‏ ‏العالم‏.‏

هذا‏ ‏الشاب‏ ‏الصغير‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏نحو‏ ‏العشرين‏ ‏من‏ ‏عمره‏، ‏كان‏ ‏ذلك‏ ‏الإنسان‏ ‏المنتصب‏ ‏القامة‏، ‏الرفيع‏، ‏العالي‏، ‏الذي‏ ‏لا‏ ‏يركع‏ ‏للخطيئة‏ ‏ولا‏ ‏العالم‏ ‏ولا‏ ‏لشهوة‏ ‏ما‏، ‏لأنهم‏ ‏أغروه‏ ‏بالمنصب‏ ‏العالي‏ ‏وقدموا‏ ‏له‏ ‏كل‏ ‏وسائل‏ ‏الإغراء‏، ‏الجاه‏، ‏المنصب‏، الوعد‏ ‏بأن‏ ‏يتزوج‏ ‏ابنة‏ ‏الملك‏، ‏وغيرها‏ ‏من‏ ‏الإغراءات‏ ‏أن‏ ‏يقام‏ ‏قائد‏ ‏أعلي‏.. ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الإغراءات‏ ‏داسها‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏المقام‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏، ‏داسها‏ ‏بقدميه‏ ‏وارتفعت‏ ‏رأسه‏ ‏عالية‏، ‏وكان‏ ‏لابد‏ ‏له‏ ‏جزاء‏ ‏كبريائه‏ ‏علي‏ ‏شهوات‏ ‏الدنيا‏، ‏وترفعه‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الرغبات‏ ‏والإغراءات‏ ‏من‏ ‏تأديبه‏، ‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏يعاقب‏ ‏عقابا‏ ‏عسيرا‏، ولابد‏ ‏أن‏ ‏ينتقم‏ ‏منه‏ ‏انتقاما‏ ‏شديدا‏، ‏ولذلك‏ ‏لم‏ ‏يكف‏ ‏أن‏ ‏يكلف‏ ‏الملك‏ ‏واليا‏ ‏صغيرا‏ ‏أو‏ ‏إنسانا‏ ‏صغيرا‏ ‏من‏ ‏الضباط‏ ‏العاديين‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏الموظفين‏، ‏لإذلاله‏ ‏وتعذيبه‏ ‏وإخضاعه‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏صغر‏ ‏سنه‏، ‏لكنهم‏ ‏أدركوا‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏من‏ ‏الزمن‏ ‏أنه‏ ‏نوع‏ ‏آخر‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏السهل‏ ‏عليهم‏ ‏أن‏ ‏يبتلعوه‏، ‏وليس‏ ‏من‏ ‏السهل‏ ‏أن‏ ‏يخضعوا‏ ‏رأسه‏، ‏وأن‏ ‏يخضعوا‏ ‏إرادته‏، ‏لذلك‏ ‏تقدم‏ ‏إليه‏ ‏الملك‏ ‏بنفسه‏ ‏وبكل‏ ‏إمكانيات‏ ‏الدولة‏، ‏حتي‏ ‏ليكاد‏ ‏يشعر‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏قصة‏ ‏مارجرجس‏ ‏إنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏أمام‏ ‏الدولة‏ ‏من‏ ‏مهام‏ ‏إلا‏ ‏مقاومة‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏الجرئ‏ ‏الشجاع‏، ‏الذي‏ ‏وقف‏ ‏أمام‏ ‏الملك‏ ‏في‏ ‏صرامة‏ ‏وفي‏ ‏شجاعة‏ ‏وفي‏ ‏قوة‏، ‏ونزع‏ ‏منطقته‏ ‏العسكرية‏ ‏ورماها‏ ‏في‏ ‏وجه‏ ‏الملك‏، ‏وأعلن‏ ‏أنه‏ ‏مسيحي‏ ‏ووبخ‏ ‏الملك‏ ‏علي‏ ‏اضطهاده‏ ‏للمسيحيين‏ ‏مبينا‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏المسيحيين‏ ‏أصلح‏ ‏رعيته‏ ‏أمانة‏ ‏وإخلاصا‏ ‏وأدبا‏ ‏وفضيلة‏، وأنه‏ ‏ليس‏ ‏أحد‏ ‏آخر‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مملكته‏ ‏في‏ ‏نقاوة‏ ‏سيرة‏ ‏المسيحيين‏، ‏تعجب‏ ‏الملك‏ ‏من‏ ‏جرأة‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏الذي‏ ‏خرج‏ ‏في‏ ‏عرف‏ ‏الملك‏ ‏عن‏ ‏الآداب‏ ‏والطاعة‏، ‏وشتم‏ ‏الملك‏ ‏وآلهته‏ ‏ووصف‏ ‏هذه‏ ‏الآلهة‏ ‏بأنها‏ ‏أحجار‏ ‏وأصنام‏، ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الأمور‏ ‏جعلت‏ ‏الملك‏ ‏يمتلئ‏ ‏غيظا‏ ‏ويشتعل‏ ‏غضبا‏، ‏ويجهز‏ ‏كل‏ ‏رجاله‏ ‏ومملكته‏ ‏وكل‏ ‏إمكانياته‏ ‏عددا‏ ‏وعدة‏، ‏ليقاوم‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏الصغير‏ ‏الذي‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏قد‏ ‏تعدي‏ ‏العشرين‏ ‏من‏ ‏عمره‏، ‏وهذا‏ ‏دليل‏ ‏علي‏ ‏علو‏ ‏هذه‏ ‏النفسية‏، ‏علي‏ ‏سموها‏ ‏وعلي‏ ‏قوتها‏، ‏شاب‏ ‏صغير‏ ‏تقف‏ ‏أمامه‏ ‏المملكة‏ ‏وتقف‏ ‏أمامه‏ ‏جحافل‏ ‏قوة‏ ‏المملكة‏ ‏لكتي‏ ‏تذله‏ ‏وتخضعه‏ ‏فلا‏ ‏يستطيعون‏ ‏أن‏ ‏يقدروا‏ ‏عليه‏ ‏وهذا‏ ‏يدل‏ ‏علي‏ ‏أنه‏ ‏شاب‏ ‏غير‏ ‏عادي‏، ‏لم‏ ‏يلن‏ ‏ولم‏ ‏ينثن‏ ‏ولم‏ ‏يتراجع‏، ‏لم‏ ‏يخف‏، ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏في‏ ‏قلبه‏ ‏خوف‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏التهديدات‏ ‏والتوعدات‏، ‏ضربوه‏ ‏ضربا‏ ‏مبرحا‏، ‏ووضعوه‏ ‏علي‏ ‏سرير‏ ‏يحمونه‏ ‏بنار‏ ‏بطيئه‏ ‏كأنه‏ ‏يشوي‏ ‏شيئا‏ ‏بالنار‏، ‏وضعوه‏ ‏علي‏ ‏سرير‏ ‏به‏ ‏مسامير‏، ‏جرحوه‏ ‏بكل‏ ‏أنواع‏ ‏التجريح‏، ‏قدموا‏ ‏له‏ ‏عددا‏ ‏من‏ ‏المرات‏ ‏سما‏ ‏زعافا‏، ‏وكان‏ ‏يرسم‏ ‏علامة‏ ‏الصليب‏ ‏ويشرب‏ ‏فلا‏ ‏يضره‏ ‏السم‏ ‏بشئ‏، ‏أرسلوا‏ ‏إليه‏ ‏أكثر‏ ‏وأعظم‏ ‏وأقوي‏ ‏رجالهم‏، ‏أقوي‏ ‏السحرة‏ ‏وسلطوهم‏ ‏عليه‏، ‏السحرة‏ ‏الذين‏ ‏أذلوا‏ ‏كثيرين‏، ‏ذلوا‏ ‏أمام‏ ‏مارجرجس‏ ‏وبعضهم‏ ‏رفع‏ ‏يده‏ ‏وآمن‏ ‏بالمسيح‏ ‏وإله‏ ‏مارجرجس‏. ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏أو‏ ‏هذا‏ ‏الشاب‏ ‏القديس‏ ‏بصموده‏ ‏وبصبره‏ ‏كسب‏ ‏للمسيح‏ ‏عشرات‏ ‏الآلاف‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏والملايين‏ ‏بعد‏ ‏مماته‏، ‏شاب‏ ‏واحد‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏السن‏ ‏الصغير‏، ‏لشجاعته‏ ‏وصموده‏ ‏وطهارة‏ ‏سيرته‏ ‏وأمانته‏ ‏لسيده‏، ‏استطاع‏ ‏أن‏ ‏يكسب‏ ‏الملايين‏ ‏لكنيسة‏ ‏المسيح‏، ‏ولذلك‏ ‏فإن‏ ‏الصورة‏ ‏التقليدية‏ ‏التي‏ ‏يصور‏ ‏بها‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏ممتطيا‏ ‏الحصان‏ ‏الأبيض‏، ‏ويطعن‏ ‏التنين‏، ‏الذي‏ ‏شبه‏ ‏به‏ ‏الشيطان‏، ‏مثل‏ ‏ما‏ ‏قال‏ ‏الكتاب‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏الرؤيا وحدثت‏ ‏حرب‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ‏ميخائيل‏ ‏وملائكته‏ ‏حاربوا‏ ‏التنين‏ ‏وملائكته‏، ‏وهنا‏ ‏التنين‏ ‏يقصد‏ ‏به‏ ‏الشيطان‏، التنين‏ ‏هو‏ ‏الحية‏ ‏القديمة‏ ‏التي‏ ‏عاكست‏ ‏أمنا‏ ‏حواء‏ ‏وكانت‏ ‏سببا‏ ‏في‏ ‏البلية‏ ‏التي‏ ‏ابتليت‏ ‏بها‏ ‏كل‏ ‏البشرية‏.

مارجرجس‏ ‏ممتطي‏ ‏حصانه‏ ‏الأبيض‏ ‏رمز‏ ‏لطهره‏ ‏ونقائه‏، ‏وصفائه‏ ‏وترفعه‏ ‏وقامته‏ ‏المرفوعة‏ ‏في‏ ‏المسيح‏. ‏ممتطي‏ ‏صهوة‏ ‏الحصان‏ ‏الأبيض‏ ‏ويطعن‏ ‏بحربته‏ ‏التنين‏، ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏ترمز‏ ‏إلي‏ ‏الزمن‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏فيه‏ ‏مارجرجس‏ ‏وصراعه‏ ‏مع‏ ‏الوثنية‏ ‏وصراعه‏ ‏مع‏ ‏العالم‏، ‏وصراعه‏ ‏مع‏ ‏رجال‏ ‏الملك‏، ‏وصراعه‏ ‏مع‏ ‏أعداء‏ ‏الكنيسة‏، ‏ونصرته‏ ‏علي‏ ‏الملك‏ ‏وعلي‏ ‏الوثنيين‏ ‏وعلي‏ ‏أعداء‏ ‏الكنيسة‏، ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏لا‏ ‏تمثل‏ ‏الحوادث‏ ‏الجزئية‏ ‏التي‏ ‏صنعها‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏حياته‏، ‏وإنما‏ ‏تمثل‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏مارجرجس‏ ‏أصبح‏ ‏علما‏، أصبح‏ ‏رمزا‏ ‏لنصرة‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏أعداء‏ ‏المسيح‏، ‏وأصبح‏ ‏مارجرجس‏ ‏ذلك‏ ‏البطل‏ ‏الذي‏ ‏بعد‏ ‏استشهاده‏ ‏صار‏ ‏مثلا‏ ‏يمتثل‏ ‏به‏، ‏هذه‏ ‏القامة‏ ‏المرتفعة‏ ‏في‏ ‏المسيح‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏تنحن‏ ‏ولم‏ ‏تنثن‏، ‏ولم‏ ‏تركع‏ ‏أمام‏ ‏التوعدات‏ ‏وأمام‏ ‏التهديدات‏ ‏وأمام‏ ‏الإغراءات‏، ‏وصار‏ ‏مارجرجس‏ ‏للأجيال‏ ‏كلها‏ ‏علما‏ ‏وعلامة‏ ‏علي‏ ‏المسيحية‏ ‏ونصرتها‏، وهذه‏ ‏الفتاة‏ ‏صارت‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الرسم‏ ‏ترمز‏ ‏للكنيسة‏ ‏المنتصرة‏ ‏بجهاد‏ ‏رجالها‏، ‏ومن‏ ‏بينهم‏ ‏من‏ ‏صار‏ ‏علامة‏ ‏وعلم‏ ‏هذا‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏الذي‏ ‏وصف‏ ‏بأنه‏ ‏أمير‏ ‏الشهداء‏. ‏إن‏ ‏كلمة‏ ‏أمير‏ ‏الشهداء‏ ‏لم‏ ‏تعط‏ ‏جزافا‏، ‏ولكن‏ ‏المعروف‏ ‏أن‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏هو‏ ‏بذاته‏ ‏الذي‏ ‏أعطي‏ ‏مارجرجس‏ ‏هذا‏ ‏اللقب‏، ‏ففي‏ ‏إحدي‏ ‏المرات‏ ‏وكان‏ ‏مطروحا‏ ‏في‏ ‏السجن‏ ‏معذبا‏ ‏ومجرحا‏ ‏ومجروحا‏ ‏بآلام‏ ‏شديدة‏، ‏أشرق‏ ‏عليه‏ ‏المسيح‏ ‏بنوره‏ ‏في‏ ‏السجن‏ ‏وشفاه‏ ‏من‏ ‏جراحاته‏، ‏وقال‏ ‏له‏: "لم‏ ‏يقم‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏المولودين‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏أعظم‏ ‏من‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏ ‏ولم‏ ‏يقم‏ ‏بين‏ ‏الشهداء‏ ‏من‏ ‏هو‏ ‏أعظم‏ ‏منك" نعم‏ ‏يعد‏ ‏أمير‏ ‏الشهداء‏ ‏لأنه‏ ‏تحمل‏ ‏في‏ ‏سبيل‏ ‏المسيح‏ ‏أقسي‏ ‏أنواع‏ ‏العذاب‏، ‏التي‏ ‏لم‏ ‏يعانها‏ ‏أحد‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏ولا‏ ‏من‏ ‏بعد‏ ‏بالصورة‏ ‏التي‏ ‏عاناها‏ ‏مارجرجس‏، وامتدت‏ ‏مدة‏ ‏تعذيبه‏ ‏سبع‏ ‏سنوات‏ ‏كاملة‏، ‏ولا‏ ‏نعرف‏ ‏في‏ ‏تاريخنا‏ ‏من‏ ‏امتدت‏ ‏عذاباته‏ ‏وآلامه‏ ‏هذه‏ ‏السنوات‏ ‏الطوال‏، ‏فمارجرجس‏ ‏يعد‏ ‏أمير‏ ‏الشهداء‏ ‏بنطق‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏ولأنه‏ ‏قاسي‏ ‏عددا‏ ‏وصنوفا‏ ‏ونوعيات‏ ‏من‏ ‏الآلام‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏المسيح‏، ‏لو‏ ‏كان‏ ‏جبل‏ ‏لكان‏ ‏قد‏ ‏انحني‏، ‏كان‏ ‏أعظم‏ ‏من‏ ‏الجبل‏ ‏الأشم‏ ‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏شبابه‏ ‏الغض‏، كان‏ ‏قويا‏ ‏ولم‏ ‏ينثن‏ ‏ولم‏ ‏يتنازل‏ ‏عن‏ ‏موقفه‏ ‏وعن‏ ‏ثباته‏ ‏في‏ ‏المسيح‏، ‏فكان‏ ‏ولايزال‏ ‏مارجرجس‏ ‏مثلا‏ ‏أعلي‏ ‏للشباب‏ ‏الطاهر‏ ‏النقي‏، ‏الذي‏ ‏أمات‏ ‏أعضاءه‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏، ‏ولم‏ ‏تعد‏ ‏له‏ ‏رغبة‏ ‏ولاشهوة‏، ‏ولم‏ ‏يعد‏ ‏يشد‏ ‏انتباهه‏ ‏وعود‏ ‏ولا‏ ‏إغراءات‏ ‏من‏ ‏تلك‏ ‏التي‏ ‏يسيل‏ ‏لها‏ ‏لعاب‏ ‏الشباب‏، ‏كان‏ ‏أقوي‏ ‏من‏ ‏جميع‏ ‏الشباب‏، ‏كانت‏ ‏فيه‏ ‏روح‏ ‏المسيح‏، كان‏ ‏قائما‏ ‏ومنتصبا‏ ‏ومرتفعا‏ ‏وعاليا‏.‏

هذا‏ ‏هو‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏الكريم‏ ‏بين‏ ‏الشهداء‏، ‏الذي‏ ‏تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏اليوم‏ ‏باستشهاده‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏العذاب‏ ‏الطويل‏ ‏الذي‏ ‏عاناه‏ ‏سبع‏ ‏سنوات‏، ‏وأخيرا‏ ‏قطعت‏ ‏رأسه‏ ‏بالسيف‏ ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏الباقي‏ ‏الأفضل‏، ‏لكنه‏ ‏لايزال‏ ‏يخدم‏، ‏وأرواح‏ ‏القديسين‏ ‏في‏ ‏إيماننا‏ ‏أنها‏ ‏لاتتوقف‏ ‏عن‏ ‏العمل‏. ‏هذه‏ ‏الأرواح‏ ‏تتردد‏ ‏علي‏ ‏عالمنا‏ ‏وتصنع‏ ‏خيرا‏، ‏وعرف‏ ‏مارجرجس‏ ‏عند‏ ‏المسيحيين‏ ‏بأنه سريع‏ ‏الندهة‏. ‏أي‏ ‏أنه يسمع‏ ‏النداء‏ ‏ومارجرجس‏ ‏حي‏ ‏في‏ ‏ضمير‏ ‏شعبنا‏ ‏القبطي‏ ‏وفي‏ ‏ضمير‏ ‏إخواننا‏ ‏المسلمين‏ ‏أيضا‏. ‏لأن‏ ‏المسلمين‏ ‏يحبون‏ ‏هذا‏ ‏الشهيد‏ ‏ويكرمونه‏ ‏ويعرفون‏ ‏قدره‏ ‏وعظمته‏، ‏وبطولته‏ ‏وشجاعته‏، ‏وكثير‏ ‏من‏ ‏النذور‏ ‏تقدم‏ ‏في‏ ‏ميت‏ ‏دمسيس‏ ‏وفي‏ ‏غيرها‏ ‏من‏ ‏الكنائس‏ ‏التي‏ ‏باسمه‏، ‏تجدون‏ ‏أسماء‏ ‏مسلمين‏ ‏يذهبون‏ ‏ويقدمون‏ ‏نذورهم‏ ‏لهذا‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارجرجس‏. ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏انتقل‏ ‏إلي‏ ‏العالم‏ ‏الآخر‏ ‏وهو‏ ‏سعيد‏ ‏هناك‏ ‏في‏ ‏فردوس‏ ‏النعيم‏، ‏لكنه‏ ‏يستجيب‏ ‏النداء‏ ‏للذين‏ ‏يستغيثون‏ ‏به‏، ‏يتحرك‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏العالم‏ ‏ويصنع‏ ‏خيرا‏ ‏ويجيب‏ ‏سؤالات‏ ‏الذين‏ ‏يسألون‏ ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏يتمجد‏ ‏اسم‏ ‏الله‏.

إذا‏ ‏كنا‏ ‏نحيا‏ ‏اليوم‏ ‏فهذا‏ ‏ليس‏ ‏بجهادنا‏ ‏وحدنا‏ ‏ولا‏ ‏بكفاح‏ ‏المسيحيين‏ ‏وحدهم‏، ‏وإنما‏ ‏لأن‏ ‏هناك‏ ‏سحابة‏ ‏من‏ ‏الشهود‏، ‏من‏ ‏الشهداء‏ ‏والقديسين‏، ‏هؤلاء‏ ‏أبطال‏ ‏يدفعون‏ ‏ويستغلون‏ ‏مواهبهم‏ ‏وقدراتهم‏ ‏وإمكاناتهم‏ ‏بل‏ ‏يستغلون‏ ‏صلواتهم‏ ‏وشفاعتهم‏ ‏الدائمة‏ ‏أمام‏ ‏الله‏، ‏والكنيسة‏ ‏الحاضرة‏ ‏مدينة‏ ‏لهؤلاء‏ ‏الآباء‏ ‏بالتدخل‏ ‏وبالتحرك‏ ‏الذي‏ ‏يتحركون‏.

إننا‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏نذكر‏ ‏فيه‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏العظيم‏ ‏مارجرجس‏ ‏نتجه‏ ‏بقلوبنا‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يحفظ‏ ‏للمسيحيين‏ ‏كيانهم‏، ‏ويحفظ‏ ‏لمصر‏ ‏سلامها‏، ‏ويجعلنا‏ ‏جميعا‏ ‏مستعدين‏ ‏لهذه‏ ‏المعركة‏ ‏الروحية‏، ‏وأن‏ ‏يعطينا‏ ‏النصرة‏ ‏والغلبة‏ ‏بقوة‏ ‏المسيح‏ ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏، وبصلوات‏ ‏وشفاعات‏ ‏هؤلاء‏ ‏القديسين‏ ‏الأبرار‏ ‏وسؤالات‏ ‏الطاهرة‏ ‏القديسة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏والشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏مارجرجس‏.

ولإلهنا‏ ‏الإكرام‏ ‏والمجد‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏ ‏آمين‏.‏


مقال للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي – في جريدة وطنى - ﺇصدار أول: السنة 51 العدد 2471 - ﺇصدار ثان: السنة 9 العدد 437 – يوم الأحد الموافق 3 مايو (أيار) 2009 ميلادية، 25 برمودة 1725 شهداء (قبطية)، 8 جمادى الأولى 1430 هجرية (للهجرة) – الصفحة الثانية (2)، مقالات دينية
http://www.watani.com.eg

‏‏‏‏


Share/Save/Bookmark

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News