Friday, August 22, 2014

عيد صعود جسد القديسة العذراء مريم





صلاة القسمة لعيد صعود جسد القديسة العذراء مريم 

 
 يا الله الساكن في الأعالي والناظر من علو سماه إلى قلوب المتواضعين من عبيده، الذي شاء أن يفتقدنا برحمته وأن يجيئ إلينا متجسدًا من الروح القدس ومن القديسة العذراء مريم

يا من وعد أبانا آدم بالخلاص وثبت وعده المقدس لجميع الآباء بميلاده البتولي في ملئ الزمان من بكر بتول نقية وعفيفة قدسها وطهرها وملأها نعمة وفض
لها على نساء العالم. هي العذراء الدائمة البتولية العذراء كل حين مريم – حواء الجديدة فخر جنسنا والسماء الثانية الجسدانية

يا من أحبنا وأراد من فيض حبه ورحمته ومن دلائل عدله وبره وثبوت حكمه وقضائه أن يفدينا من موت الخطية الأصلية وينزغ عنا عقوبتها الأبدية بأن يموت بدلًا عنا في جنس البشرية الذي أخذه من العذراء مريم أم الخلاص وكما كانت حواء الأولي أصل البلاء، هكذا صارت حواء الجديدة باب السماء

يا من تجسد من البكر البتول، وأكرم بميلاده من العذراء دائمًا وكل حين البتولية الدائمة والعفة الكاملة وهي صورة البهاء الأولية التي خلق الله بها الأبوين الأولين أدم وحواء عندما كانا معًا في فردوس النعيم 

يا من شرف حواء الثانية بان سكن في أحشائها تسعة أشهر كاملة وكون منها بالروح القدس الذي حل عليها جسدًا بنفس بشرية إتحد به في أقنوم واحد وطبيعة واحدة وولد منها الكلمة الذي كان ولم يزل إلهًا مباركًا إلى الأبد 

يا من خرج من بطن العذراء وختوم البتولية مختومة يا من رضع من لبن العذراء وهو الساقي الخليقة من نعمته وتربي في حضنها ونام بين يديها وجلس على ركبتيها وهو الجالس على مركبة شاروبيمية وسجدت له الملائكة ورؤساء الملائكة الأطهار 

يا من شرف مصر بحضوره راكبًا على السحابة السريعة والخفيفة فإرتجت اوثان مصر من وجهه وذاب قلب مصر في داخلها ولم تكن السحابة السريعة الخفيفة إلا العذراء مريم في نقاءها ورقتها وطهارتها كل حين 

يا من شاء ان يكرم الأمومة في مريم العذراء وكان خاضعًا لها ودائمًا يلبي ندائها ويقبل شفاعتها ويستجيب صلواتها 

يا من أودع أمه العذراء عند تلميذه يوحنا وجعل لها يوحنا إبنا. وفي يوحنا وهبنا العذراء اما لنا وجعلنا لها بالإيمان أولادًا وبنينًا 

يا من لم يشأ للعذراء أم الخلاص وقد صارت تابوتًا مقدسًا سكن فيه الرب جسديًا أن يبقي هذا الجسد على الأرض فرفعه بعد موتها إلى السماء على أيدي الملائكة ورؤساء الملائكة القديسين 

يا من شرفنا وشرف جنسنا بأن إتخذ من العذراء مريم جسدًا وصعد به إلى السماء فوجد فداءًا أبديًا وجلس به على العرش فصرنا فيه جالسين عن يمين الآب

يا الله الرحوم إرحمنا وإغفر خطايانا وإقبل شفاعة أمك العذراء فينا وأجعلنا مستحقين للمس جسدك المقدس ودمك الكريم لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ومحبة كاملة ورجاء ثابت نصرخ نحو أبيك القدوس الذي في السموات ونصلي بشكر  

 أبانا الذي في السموات 
 ليتقدس أسمك 
ليأت ملكوتك
 لتكن مشيئتك

كما في السماء 
كذلك على الأرض
 خبزنا الذي للغد 
أعطنا اليوم

وأغفر لنا ما علينا
  كما نحن أيضا نغفر 
لمن لنا عليه 

  ولا تدخلنا في تجربه 
لكن نجنا من الشرير 
  بالمسيح يسوع ربنا

لأن لك الملك 
والقوة والمجد
  إلى الأبد

آمين



Share

Friday, August 15, 2014

حياة الاتضاع والتسليم - من فضائل القديسة مريم





حياة الاتضاع

كان الاتضاع شرطًا أساسيًا لمن يولد منها رب المجد

كان لابد أن يولد من إنسانة متضعة، تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها... مجد حلول الروح القدس فيها... ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها واتضاع أليصابات أمامها قائلة لها "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ.." (لو1: 48، 43). كما تحتمل كل ظهورات الملائكة، وسجود المجوس أمام ابنها. والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في أرض مصر، بل نور هذا الابن في حضنها

لذلك كان "ملء الزمان" (غل4: 4) ينتظر هذه الإنسانة التي يولد ابن الله منها

وقد ظهر الاتضاع في حياتها كما سنرى

بشرها الملاك بأنها ستصير أمًا للرب، ولكنها قالت "هوذا أنا أمة الرب" (لو1: 38) أي عبدته وجاريته. والمجد الذي أعطي لها لم ينقص إطلاقًا من تواضعها

بل أنه من أجل هذا التواضع، منحها الله هذا المجد، إذ "نظر إلى اتضاع أمته" فصنع بها عجائب.   لو1: 48، 49

  ظهر اتضاع العذراء أيضًا في ذهابها إلى أليصابات لكيما تخدمها في فترة حبلها.  فما أن سمعت أنها حُبلى- وهي في الشهر السادس- حتى سافرت إليها في رحلة شاقة عبر الجبال. وبقيت عندها ثلاثة أشهر، حتى تمت أيامها لتلد (لو39: 1- 65). فعلت ذلك وهي حبلى برب المجد
 
  ومن اتضاعها عدم حديثها عن أمجاد التجسد الإلهي

  حياة التسليم 
 
عاشت قديسة طاهرة في الهيكل.. ثم جاء وقت قيل لها فيه أن تخرج من الهيكل. فلم تحتج ولم تعترض، مثلما تفعل كثير من النساء اللائي يمنعهن القانون الكنسي من دخول الكنيسة في أوقات معينة. فيتذمرن، ويجادلن كثيرًا في احتجاج

  وكانت تريد أن تعيش بلا زواج فأمروها أن تعيش في كنف رجل حسبما تقضي التقاليد في أيامها

  فلم تحتج وقبلت المعيشة في كنف رجل، مثلما قبلت الخروج من الهيكل

  كانت تحيا حياة التسليم، لا تعترض: ولا تقاوم، ولا تحتج

بل تسلم لمشيئة الله في هدوء، بدون جدال

  كانت قد صممت على حياة البتولية، ولم تفكر إطلاقًا في يوم من الأيام أن تصير أمًا. ولما أراد الله أن تكون أمًا، بحلول الروح القدس عليها (لو1: 35) لم تجادل، بل أجابت بعبارتها الخالدة "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك".. لذلك وهبها الله الأمومة، واستبقى لها البتولية أيضًا، وصارت أمًا، الأمر الذي لم تفكر فيه إطلاقًا.. بالتسليم، صارت أمًا للرب.. بل أعظم الأمهات قدرًا

  وأمرت أن تهرب إلى مصر، فهربت

وأمرت أن ترجع من مصر، فرجعت. وأمرت أن تنتقل موطنها من بيت لحم وتسكن الناصرة، فانتقلت وسكنت

كانت إنسانة هادئة، تحيا حياة التسليم، بلا جدال. لذلك فإن القدير صنع بها عجائب... إذ نظر إلى اتضاع أمته


 كتاب السيدة العذراء مريم
البابا شنودة الثالث

Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News