
Showing posts with label التسامح. Show all posts
Showing posts with label التسامح. Show all posts
Tuesday, November 19, 2013
Thursday, January 10, 2013
ملامح الميلاد السبعة
ملامح الميلاد السبعة
بقلم: قداسة البابا تواضروس الثاني - بابا اﻹسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر أفريقيا وبلاد المهجر – وهو البابا رقم 118 في عداد باباوات الاسكندرية - بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
بقلم: قداسة البابا تواضروس الثاني - بابا اﻹسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر أفريقيا وبلاد المهجر – وهو البابا رقم 118 في عداد باباوات الاسكندرية - بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
هذا أعجب ميلاد عرفه العالم لأن السيد المسيح ولد من عذراء بتول بطريقة لم يولد بها أحد من قبل ولا من بعد. إنها فخر جنسنا، سيدتنا وملكتنا كلنا القديسة العذراء مريم دائمة البتولية
كانت السقطة الأولى هي الكبرياء فكان العلاج هو باﻹتضاع
عجيب هذا الميلاد
عجيب هو صاحبه.. وعجيبة هي وقائعه.. الله العظيم الأبدي.. يتجسد لأجلي ولأجلك.. قمة اﻹتضاع (من الناسوت اﻹلهي) التي تتضح من خلال سبعة ملامح تشكل يوم 7 يناير/كانون الثاني حيث إحتفالنا
فتاة من الفقراء قدمت نقاوتها هي العذراء مريم المخطوبة لشيخ قديس يوسف النجار.. أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. متى 1: 18
رعاة من البسطاء قدموا أمانتهم، هم الذين يحرسون قطعانهم ليلاً.. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ. لوقا 2: 8
مجوس من الغرباء قدموا هداياهم، جاءوا من نواحي الشرق يبحثون عن الملك المولود.. وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ. متى 2: 1 - 2
قرية صغيرة قدمت مكاناً، هي قرية بيت لحم الصغيرة في أرض يهوذا.. وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. متى 2: 6
حظيرة حقيرة قدمت دفئاً، مذود حيوانات وقد جعلته دافئاً بأنفاسها.. فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. لوقا 2: 16
ليلة مظلمة قدمت عهداً جديداً، كان الوقت شتاء حيث الليل الطويل والبرد القاسي.. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. لوقا 2: 9
ملائكة سمائية قدموا أنشودتهم الخالدة.. الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ. لوقا 2: 14
والسؤال الآن: ماذا ستقدم أنت
هل ذهباً.. أقصد قلبك.. وروحك
أم لباناً.. أقصد صلاتك.. ودموعك
أم مراً.. أقصد تعبك.. وجهادك
قدم صلحاً.. حباً.. عطفاً.. تسامحاً.. إبدأ بدءاً حسناً
كل عام وجميعكم بخير وبلادنا في سلام ووئام وكنيستنا في محبة وأمان
كانت السقطة الأولى هي الكبرياء فكان العلاج هو باﻹتضاع
عجيب هذا الميلاد
عجيب هو صاحبه.. وعجيبة هي وقائعه.. الله العظيم الأبدي.. يتجسد لأجلي ولأجلك.. قمة اﻹتضاع (من الناسوت اﻹلهي) التي تتضح من خلال سبعة ملامح تشكل يوم 7 يناير/كانون الثاني حيث إحتفالنا
فتاة من الفقراء قدمت نقاوتها هي العذراء مريم المخطوبة لشيخ قديس يوسف النجار.. أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. متى 1: 18
رعاة من البسطاء قدموا أمانتهم، هم الذين يحرسون قطعانهم ليلاً.. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ. لوقا 2: 8
مجوس من الغرباء قدموا هداياهم، جاءوا من نواحي الشرق يبحثون عن الملك المولود.. وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ. متى 2: 1 - 2
قرية صغيرة قدمت مكاناً، هي قرية بيت لحم الصغيرة في أرض يهوذا.. وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. متى 2: 6
حظيرة حقيرة قدمت دفئاً، مذود حيوانات وقد جعلته دافئاً بأنفاسها.. فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. لوقا 2: 16
ليلة مظلمة قدمت عهداً جديداً، كان الوقت شتاء حيث الليل الطويل والبرد القاسي.. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. لوقا 2: 9
ملائكة سمائية قدموا أنشودتهم الخالدة.. الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ. لوقا 2: 14
والسؤال الآن: ماذا ستقدم أنت
هل ذهباً.. أقصد قلبك.. وروحك
أم لباناً.. أقصد صلاتك.. ودموعك
أم مراً.. أقصد تعبك.. وجهادك
قدم صلحاً.. حباً.. عطفاً.. تسامحاً.. إبدأ بدءاً حسناً
كل عام وجميعكم بخير وبلادنا في سلام ووئام وكنيستنا في محبة وأمان
Ⲭⲉⲣⲉ ⲛⲉ Ⲙⲁⲣⲓⲁ̀ ⲑ̀ⲙⲁⲩ ⲛ̀ⲩⲓⲟⲥ Ⲑⲉⲟⲥ
السلام لك يا مريم أم ابن الله
السلام لك يا مريم أم ابن الله
مجلة الكرازة
Ϯⲙⲉⲧⲣⲉϥϩⲓⲱⲓϣ
مجلة الكرازة السنة الأربعون. الجمعة 28 ديسمبر 2012م (للميلاد). 19 كيهك 1729 ش (للشهداء). العدد 9 - 10. أسسها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث البابا رقم 117 من باباوات اﻹسكندرية. ويواصل مسيرتها قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا اﻹسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر أفريقيا وبلاد المهجر. الصفحة الثانية

Monday, October 8, 2012
في قبضة الحب
في قبضة رجال الشرطة
دخل عادل حجرة النوم في خطوات هادئة لم يعتدها من قبل، وأغلق الباب، لكنه عِوض أن يُلقى بجسده المُنهك على السرير، ارتمى على الأرض، وأسند برأسه على الكرسي، وهنا سبحت أفكاره يمينًا ويسارًا. تجلَّى أمامه الماضي البعيد والماضي القريب كما الحاضر أيضًا. كان يناجي نفسه تارة بصوت مسموع، وأخرى إذ يدرك أنه في بيتٍ غريبٍ يصمت ليناجي نفسه سرًا
لقد عشت يا عادل كل حياتك محرومًا من الحب، لا تذكر حتى في طفولتك أن أمك قد احتضنتك يومًا ما، ولا أباك كان يترفق بك، ولا أخوتك يهتمون بك. عشتَ لا تعرف العاطفة، ولا تذوقت الدفء العائلي
بدأت حياتك الدراسية طفلًا مشاكسًا، لا تعرف الرقة في التعامل ولا احترام الآخرين، تريد أن تنتقم من كل إنسان وتشاغب مع كل أحد. وكان نصيبك النبذ من المدرسين والطلبة. لم يعرف أحد أن يدخل قلبك ويروي عطشك أو يُضمد جراحاتك الخفية، أما أنت فلا تعرف لغة القلب
كان نصيبك الفشل المستمر، فصرت من جماعة المشاغبين، وانتهى أمرك بالطرد من المدرسة. قسا الزمان عليك، فقسوت على الناس، وصار العنف يسري في دمك. تعلمت أن تغتصب كل ما تقدر أن تمتد إليه يديك، فصرت مُحترفا السرقة. وأخيرًا انتهت حياتك بالسجن لتعيش منبوذًا من الجميع، محرومًا من أثمن ما في الوجود: الحرية
والآن ها أنت في فيلا جميلة، أصحابها أغنياء، أغنياء بالأكثر في الحب
لعلَّها أول مرة ترى فيها أُناسًا يبتسمون في وجهك ويهتمون بك ولا يحتقرونك. لماذا يُحبونك؟ وماذا يرجون فيك أو منك؟
هكذا لم يدرِ كم من الوقت قد قضاه سابحًا في أفكاره، يذكر لمسات الحنان التي قدمتها له السيدة العجوز والملابس الجديدة التي قدمها له ابناها. لكنه تحت ضغط الإرهاق الجسدي الشديد أغمض عادل عينيه ليغُط في نومٍ عميق وهو ملقى على الأرض بلا حراك
فجأة، فتح عادل عينيه على قرعات الباب الهادئة، وبدأ يفكر بسرعة خاطفة أين هو؟ وما الذي جاء به إلى هذه الحجرة الجميلة بأثاثها الفاخر. لكنه تدارك الأمر أنه في استضافة عائلة مُحبة تلقفته بعد أن قضى زمانًا في السجن
فتح عادل الباب ليجد أحد الشابين يعتذر له إن كان قد أيقظه من النوم بقرعات الباب
آسف جدًا يا أخ عادل. فإني ما كنت أحسبك نائمًا
خشيت أن تكون في خجل من أن تأتي وتجلس معنا
شكرًا يا أخي على محبتك، فقد كنت مُحتاجا فعلًا أن أنام كل هذه الفترة الطويلة
إذن، فلتتفضل معنا العشاء لتعود وتُكمل راحتك
ذهب عادل إلى الحمام وغسل وجهه بسرعة، ثم جلس مع الأم العجوز وابنيها على المائدة. بعد صلاة قصيرة بدأوا يأكلون وهم يتجاذبون أطراف الحديث
نرجو أن تكون قد أخذت قسطًا وافرًا من الراحة
أشكر اللَّه، فإني أشعر براحة، خاصة وأنا في وسطكم
يسرنا جدًا أن تعيش معنا، فالمكان مُتسع، وبركات الرب كثيرة
أنا لا استحق هذه المحبة، ولا استحق أن أعيش بين قديسين مثلكم، فإني إنسان شرير. قضيت عمري في الخطية والشر
لا تقل هذا يا عزيزي، فنحن جميعًا تحت الضعف. ولكل منا خطاياه، لكن الرب يستر علينا برحمته
لا... لا تقل هذا. لعلَّك لا تعرف ما أنا عليه... فقد امتزجت طبيعتي بالشر، وكأني والشر صرنا واحدًا
لا تخف، فإن اللَّه الذي خلقنا قدَّم حياته من أجلنا. إنه يحبنا، نزل إلينا، وصار مثلنا كواحد منَّا، ودفع حياته ثمنًا لخلاصنا
لعلَّه يُخلص آخرين غيري
لا... بل يريدك أنت. إنه يحب كل إنسان، ويشتهي خلاص كل أحد
ألم أقل لكم أنتم لا تعرفونني. لقد قضيت حياتي كلها في الشر. لقد امتزجت حياتي بكل أصناف الخطية، وما أظن إني أقدر أن أتخلص منها
اللَّه الذي يحب الخطاة هو يقدر أن يُعين الجميع. لقد غيَّر حياة الزناة والعشّارين ودخل بهم إلى الفردوس
إذ انتهوا من العشاء غسلوا أيديهم، ونزلوا معًا إلى الحديقة يُكملون الحديث عن محبة اللَّه اللانهائية. حتى انسابت دموع عادل بغزارة ووقف الكل يصلون
بعد فترة ليست بطويلة أرادت العائلة أن تُرحب بالضيف أكثر فأكثر، فسألوه إن كان يأخذ فكرة عن الفيلا ومحتوياتها. فأجاب بالإيجاب وبدءوا يسيرون معه من حجرة إلى حجرة، يكشفون له عن أسرار البيت كله. وأخيرًا استقرت وقفتهم أمام قطعة أثرية جميلة وُضعت على البيانو
إنها قطعة جميلة
نعم، وأثرية أيضًا.. أجابت العجوز
وما ثمنها
إنها تساوي خمسة آلاف جنيهًا مصريًا. لكنها في نظرنا أثمن من ذلك بكثير، إنها لا تقدر بثمن. فهي تحمل ذكرى والدي وأجدًادي الذين توارثناها عنهم
بعد أن أخذ عادل فكرة عن البيت ومحتوياته، دخل الجميع الحجرة المخصصة للصلاة العائلية، وأمام أيقونة السيد المسيح صلى الكل، وذهب كل منهم إلى حجرة نومه
وضع عادل رأسه على الوسادة وحاول أن ينام لكنه لم يستطع إذ بدأت الأفكار تتراقص في ذهنه
كيف تفلت هذه القطعة الأثرية من يدي؟
لكن كيف أخون الذين أحبوني من كل القلب؟
وهل أعيش عالة عليهم كل أيام حياتي؟
لأعيش عالة ولا أسرق، فقد وعدتهم ألا أعود إلى الخطية مرة أخرى
ما قيمة قطعة أثرية في أيدي أُناس أغنياء، هم ليسوا في حاجة إليها. لأسرقها وأبيعها كي أجد عملًا تجاريًا شريفًا، فلا أعود أنحرف بعد
في وسط هذا الصراع العنيف قام عادل وتسلل وسط الظلام على أطراف أصابعه حتى بلغ إلى الصالة، وهناك وقف أمام القطعة مترددًا. مدَّ يده ليمسكها، ثم عاد فتراجع، وتكرر الأمر مرة ومرات، وأخيرًا تشدد وأمسك بالقطعة وتسلل نحو الحديقة ليجد الباب الحديدي مُغلقًا. لكن هذا لا يشكل مشكلة، فبسرعة البرق قفز من السور إلى الشارع ليجد نفسه أمام رجلين من الشرطة، أمسكا به. ارتبك عادل جدًا، ولم يعرف ماذا يفعل. لقد فتشه الرجلان ووجدًا معه القطعة الأثرية فأخذاها منه واقتاداه إلى دار الشرطة
في دار الشرطة
أيقظت العجوز أحد ولديها على أثر قرعات غريبة على الباب بعد منتصف الليل، وكانت المفاجأة أن فتح الشاب ليجد أمامه رجلين من الشرطة
لا تقلق، فقد أمسكنا رجلًا يقفز من سور حديقتكم ومعه بعض المسروقات، فأتينا نخبركم
أشكركما تفضلا
ضابط البوليس ينتظرنا، ويطلب رب البيت أن يحضر ليتعرف على المسروقات
حالًا أحضر معكما
سمعت الأم العجوز الحديث، فأدركت أن عادل هو المقصود. للحال أسرعت نحو حجرته لتجد الباب مفتوحًا، وإذ دخلت لم تجده. عندئذ خرجت وأصرَّت أن تذهب مع ابنها إلى دار الشرطة. وعبثًا حاول ابنها أن يثنيها عن عزمها
انطلق الشاب بعربته ومعه والدته العجوز ورجليّ الشرطة، وهناك إذ دخل الكل حجرة الضابط، سلَّمت الأم على عادل سلامًا حارًا، أما هو فقد نكس رأسه ولم يقدر أن يرفع عينيه ويتطلع إليها
تعجب الضابط من المنظر
أتعرفينه يا سيدتي؟
نعم! أعرفه جيدًا، إنه صديقنا الحميم
لقد وجدناه يقفز من سور حديقتكم
إنه صديقنا والبيت هو بيته
وجدنا معه قطعة أثرية ثمينة
أنا أعطيته إيَّاها لكي يعالج عيبًا فيها
ألا تتهميه بالسرقة
مستحيل
إذن، نتركه على مسئوليتكم
لا، بل سنأخذه معنا يبيت الليلة عندنا
لم يحتمل عادل هذه المحاورة فقد شعر كأنه وقد أفلت من يد الشرطة صار أسير حب فريد لم يذقه من قبل. وهنا تسلّلت الدموع من عينيه وهو جامد الحركة لا يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف. عندئذ تقدم الشاب في محبة، وأمسك بيده، واقتاده إلى السيارة ليذهب معهما إلى الفيلا
عند باب السيارة ثقلت قدمي عادل جدًا وانهمرت دموعه بكثرة وهو يُقبل يدي الأم العجوز، قائلًا: سامحيني فقد أسأت لليد التي أحسنت إلىَّ
لا تقل هذا يا عادل، فإن اللَّه يغفر لنا كل يوم
أشكرك، لكنني لا أقدر أن أعيش أسير هذا الحب. إني لا أستحق حبكم، ولا أستطيع حتى أن أقف وسطكم
إن كنتَ قد حكمت علينا أننا نحبك فاسمح أن تقضي بقية الليلة معنا
لا أحتمل يا أمي، فإن نارًا تلتهب داخلي
لا تقل هكذا يا عادل، اسمح أن نعود جميعًا فرحين
تحت لجاجة الأم العجوز ركب عادل معهما حتى وصلا الفيلا. وهناك نزل من السيارة ليقف على الرصيف وعيناه قد تسمَّرتا متجهتين نحو المكان الذي قفز منه
ربتت الأم على كتف عادل ودخل الكل إلى الفيلا، حيث تسلّل عادل إلى حجرته ليقضي بقية الليلة يجهش في البكاء، وفي الصباح المبكر بعد أن صلى مع العائلة وأخذ إفطاره استأذنهم وخرج بلا عودة
مع الراهب دانيال
مرت السنوات وأصيبت الأم بمرض الفالج (الشلل) الذي أفقدها قدرتها على الحركة، فصارت حبيسة بيتها مع ابنيها الرجلين اللذين يبذلان كل الجهد في خدمة الكنيسة
كان الابنان يلتقيان كل مساء مع أمهما ليشترك الكل معًا في الصلاة العائلية، وبعد دراسة في الكتاب المقدس يسير الولدان بأمهما إلى إحدى الشرفات على عجلة خاصة بها، يقضون وقتا ليس بقليل يتحدثون في سير القديسين السابقين، وما يدور حول شخص الراهب دانيال. فقد فاحت سيرته المقدسة في كل أنحاء القطر، وتحول الدير إلى مزار يفد إليه الناس من كل صوب يلتمسون بركة القديس، الأمر الذي دفع بالراهب دانيال أن يترك الدير ويهرب إلى مغارة على بعد عدة أميال من الدير
في إحدى الليالي، قالت الأم لولديها: اذهبا إلى أبينا دانيال ليبارككما، واطلبا منه أن يصلي عني
ولماذا لا تأتي معنا يا أماه؟
أنت تعلم يا ابني إني عاجزة عن الحركة، ولا أريد أن أثقل عليكما. يكفيني أن تنالا أنتما البركة
لا... بل إن أردتِ فلتذهبي معنا ليصلي عنك فيهبكِ الرب الشفاء
أنا لا أطلب شفاءً للجسد، بل أشتاق أن أكمل أيامي في رضى الرب وأعبر سريعًا
لا تقولي هذا يا أمي، فنحن محتاجون إلى بركتك معنا
لقد أكملت رسالتي يا ابني... إني اشتهي أن انطلق وأكون مع السيد المسيح، ذاك أفضل جدًا
أصر الابنان أن يأخذا أمهما معهما، وقرر الكل أن تكون الرحلة في اليوم التالي. وبالفعل في الصباح المبكر جدًا سار الابنان بأمهما إلى السيارة، وحملاها إلى المقعد الخلفي لتستريح، وانطلق الكل نحو البرية إلى الدير
لم يكن من السهل أن ينزلا بأمهما من السيارة ويحملانها على العجلة ليدخلا بها إلى كنيسة الدير. في الطريق إلى الكنيسة قالت الأم في ألم: أرجو أن تتركاني في الدير هنا وتذهبان أنتما إلى المغارة، فإن السيارة لا تقدر أن تصل إلى المغارة، وأظن أن العجلة لا تقدر أن تسير في الرمال. يكفيني أن تذهبا وتطلبان منه أن يصلي عني. وأنا أنتظركما هنا حتى آخر اليوم
لا تخافي يا أمي، فإن اللَّه سيدبر الأمر، نحن قد أتينا من أجلك وسنسأل إن كان بالدير سيارة جيب تقدر أن تصل بنا إلى المغارة
لا تتعبان، ولا تحرجا أنفسكما مع الآباء الرهبان
لقد علمتينا أننا بالإيمان لا يوجد مستحيل
هنا بلغ الكل باب الكنيسة، حيث خلع الكل أحذيتهم ودخلوا في مخافة وهدوء إلى الهيكل حيث سجد الابنان إلى الأرض وصلّيا. أما الأم فقد انذرفت دموعها وهي تصلي بكلمات غير مسموعة. وبعد أن قبَّل الكل أجساد القديسين خرجوا يسألون عن الراهب دانيال
سأل أحد الابنين راهبًا: كيف يمكننا الذهاب إلى مغارة أبينا دانيال؟
هل تريدون أبانا دانيال؟
لو سمحت، فإننا مشتاقون أن ننال بركته؛ وأمي كما تراها مريضة بالفالج
على أي الأحوال، إن تدبير اللَّه حسن، فإن الأب دانيال حاليًا في الدير
أشار الراهب إلى الموضع الذي يجلس فيه أبونا دانيال، الذي تفرس فيهم كثيرًا وهم قادمين إليه. وإذ وصلوا إليه مع الراهب سألوا: أبانا دانيال؟
أجاب الراهب في هدوء: نعم أنا... أنت بولس؟
كيف عرفتني؟
وأنت بطرس؟
نعم... أتعرفني؟
هل هذه أمكما؟
نعم
وفي لحظات ضرب الراهب دانيال مطانية أمامهم ثم أخذ الابنين بالأحضان وصار يقبلهما، ثم تقدم إلى الأم وصار يقبل يديها وهو يبكي
وقف الكل في دهشة، بل وتجمع عدد ليس بقليل من الرهبان يرون هذا المنظر الغريب. أخذ الراهب يقول للأم العجوز: ألا تعرفيني؟! أنا ابنك عادل، الذي احتملتم ضعفه وأسرتموه بالحب حين سرق القطعة الأثرية... أنا عادل الذي كنت لصًا، وعلى أيديكم عرفت مسيحي! إني مدين لكم بكل حياتي في المسيح يسوع
ثم ركع الراهب دانيال بجوار العجلة وصلى في اتضاع وانسحاق بدموع غزيرة ورشم الأم بالزيت باسم اللَّه القدوس الآب والابن والروح القدس، فتحركت الأعضاء اليابسة، وقامت العجوز عن العجلة لتمسك بيديها الأب دانيال وهي تسبح اللَّه وتمجده
هذه القصة رواها لي قداسة القس أثناسيوس بطرس وطلب منى تسجيلها في أسلوب قصصي... وإن كنت قد قمت بتغيير بعض أحداثها
المراجع
كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) - القمص تادرس يعقوب ملطي - القصة 185 في قبضة الحب
القصة المسيحية رقم 22 - في قبضة الحب - كنيسة مارجرجس باسبورتنج
دخل عادل حجرة النوم في خطوات هادئة لم يعتدها من قبل، وأغلق الباب، لكنه عِوض أن يُلقى بجسده المُنهك على السرير، ارتمى على الأرض، وأسند برأسه على الكرسي، وهنا سبحت أفكاره يمينًا ويسارًا. تجلَّى أمامه الماضي البعيد والماضي القريب كما الحاضر أيضًا. كان يناجي نفسه تارة بصوت مسموع، وأخرى إذ يدرك أنه في بيتٍ غريبٍ يصمت ليناجي نفسه سرًا
لقد عشت يا عادل كل حياتك محرومًا من الحب، لا تذكر حتى في طفولتك أن أمك قد احتضنتك يومًا ما، ولا أباك كان يترفق بك، ولا أخوتك يهتمون بك. عشتَ لا تعرف العاطفة، ولا تذوقت الدفء العائلي
بدأت حياتك الدراسية طفلًا مشاكسًا، لا تعرف الرقة في التعامل ولا احترام الآخرين، تريد أن تنتقم من كل إنسان وتشاغب مع كل أحد. وكان نصيبك النبذ من المدرسين والطلبة. لم يعرف أحد أن يدخل قلبك ويروي عطشك أو يُضمد جراحاتك الخفية، أما أنت فلا تعرف لغة القلب
كان نصيبك الفشل المستمر، فصرت من جماعة المشاغبين، وانتهى أمرك بالطرد من المدرسة. قسا الزمان عليك، فقسوت على الناس، وصار العنف يسري في دمك. تعلمت أن تغتصب كل ما تقدر أن تمتد إليه يديك، فصرت مُحترفا السرقة. وأخيرًا انتهت حياتك بالسجن لتعيش منبوذًا من الجميع، محرومًا من أثمن ما في الوجود: الحرية
والآن ها أنت في فيلا جميلة، أصحابها أغنياء، أغنياء بالأكثر في الحب
لعلَّها أول مرة ترى فيها أُناسًا يبتسمون في وجهك ويهتمون بك ولا يحتقرونك. لماذا يُحبونك؟ وماذا يرجون فيك أو منك؟
هكذا لم يدرِ كم من الوقت قد قضاه سابحًا في أفكاره، يذكر لمسات الحنان التي قدمتها له السيدة العجوز والملابس الجديدة التي قدمها له ابناها. لكنه تحت ضغط الإرهاق الجسدي الشديد أغمض عادل عينيه ليغُط في نومٍ عميق وهو ملقى على الأرض بلا حراك
فجأة، فتح عادل عينيه على قرعات الباب الهادئة، وبدأ يفكر بسرعة خاطفة أين هو؟ وما الذي جاء به إلى هذه الحجرة الجميلة بأثاثها الفاخر. لكنه تدارك الأمر أنه في استضافة عائلة مُحبة تلقفته بعد أن قضى زمانًا في السجن
فتح عادل الباب ليجد أحد الشابين يعتذر له إن كان قد أيقظه من النوم بقرعات الباب
آسف جدًا يا أخ عادل. فإني ما كنت أحسبك نائمًا
خشيت أن تكون في خجل من أن تأتي وتجلس معنا
شكرًا يا أخي على محبتك، فقد كنت مُحتاجا فعلًا أن أنام كل هذه الفترة الطويلة
إذن، فلتتفضل معنا العشاء لتعود وتُكمل راحتك
ذهب عادل إلى الحمام وغسل وجهه بسرعة، ثم جلس مع الأم العجوز وابنيها على المائدة. بعد صلاة قصيرة بدأوا يأكلون وهم يتجاذبون أطراف الحديث
نرجو أن تكون قد أخذت قسطًا وافرًا من الراحة
أشكر اللَّه، فإني أشعر براحة، خاصة وأنا في وسطكم
يسرنا جدًا أن تعيش معنا، فالمكان مُتسع، وبركات الرب كثيرة
أنا لا استحق هذه المحبة، ولا استحق أن أعيش بين قديسين مثلكم، فإني إنسان شرير. قضيت عمري في الخطية والشر
لا تقل هذا يا عزيزي، فنحن جميعًا تحت الضعف. ولكل منا خطاياه، لكن الرب يستر علينا برحمته
لا... لا تقل هذا. لعلَّك لا تعرف ما أنا عليه... فقد امتزجت طبيعتي بالشر، وكأني والشر صرنا واحدًا
لا تخف، فإن اللَّه الذي خلقنا قدَّم حياته من أجلنا. إنه يحبنا، نزل إلينا، وصار مثلنا كواحد منَّا، ودفع حياته ثمنًا لخلاصنا
لعلَّه يُخلص آخرين غيري
لا... بل يريدك أنت. إنه يحب كل إنسان، ويشتهي خلاص كل أحد
ألم أقل لكم أنتم لا تعرفونني. لقد قضيت حياتي كلها في الشر. لقد امتزجت حياتي بكل أصناف الخطية، وما أظن إني أقدر أن أتخلص منها
اللَّه الذي يحب الخطاة هو يقدر أن يُعين الجميع. لقد غيَّر حياة الزناة والعشّارين ودخل بهم إلى الفردوس
إذ انتهوا من العشاء غسلوا أيديهم، ونزلوا معًا إلى الحديقة يُكملون الحديث عن محبة اللَّه اللانهائية. حتى انسابت دموع عادل بغزارة ووقف الكل يصلون
بعد فترة ليست بطويلة أرادت العائلة أن تُرحب بالضيف أكثر فأكثر، فسألوه إن كان يأخذ فكرة عن الفيلا ومحتوياتها. فأجاب بالإيجاب وبدءوا يسيرون معه من حجرة إلى حجرة، يكشفون له عن أسرار البيت كله. وأخيرًا استقرت وقفتهم أمام قطعة أثرية جميلة وُضعت على البيانو
إنها قطعة جميلة
نعم، وأثرية أيضًا.. أجابت العجوز
وما ثمنها
إنها تساوي خمسة آلاف جنيهًا مصريًا. لكنها في نظرنا أثمن من ذلك بكثير، إنها لا تقدر بثمن. فهي تحمل ذكرى والدي وأجدًادي الذين توارثناها عنهم
بعد أن أخذ عادل فكرة عن البيت ومحتوياته، دخل الجميع الحجرة المخصصة للصلاة العائلية، وأمام أيقونة السيد المسيح صلى الكل، وذهب كل منهم إلى حجرة نومه
وضع عادل رأسه على الوسادة وحاول أن ينام لكنه لم يستطع إذ بدأت الأفكار تتراقص في ذهنه
كيف تفلت هذه القطعة الأثرية من يدي؟
لكن كيف أخون الذين أحبوني من كل القلب؟
وهل أعيش عالة عليهم كل أيام حياتي؟
لأعيش عالة ولا أسرق، فقد وعدتهم ألا أعود إلى الخطية مرة أخرى
ما قيمة قطعة أثرية في أيدي أُناس أغنياء، هم ليسوا في حاجة إليها. لأسرقها وأبيعها كي أجد عملًا تجاريًا شريفًا، فلا أعود أنحرف بعد
في وسط هذا الصراع العنيف قام عادل وتسلل وسط الظلام على أطراف أصابعه حتى بلغ إلى الصالة، وهناك وقف أمام القطعة مترددًا. مدَّ يده ليمسكها، ثم عاد فتراجع، وتكرر الأمر مرة ومرات، وأخيرًا تشدد وأمسك بالقطعة وتسلل نحو الحديقة ليجد الباب الحديدي مُغلقًا. لكن هذا لا يشكل مشكلة، فبسرعة البرق قفز من السور إلى الشارع ليجد نفسه أمام رجلين من الشرطة، أمسكا به. ارتبك عادل جدًا، ولم يعرف ماذا يفعل. لقد فتشه الرجلان ووجدًا معه القطعة الأثرية فأخذاها منه واقتاداه إلى دار الشرطة
في دار الشرطة
أيقظت العجوز أحد ولديها على أثر قرعات غريبة على الباب بعد منتصف الليل، وكانت المفاجأة أن فتح الشاب ليجد أمامه رجلين من الشرطة
لا تقلق، فقد أمسكنا رجلًا يقفز من سور حديقتكم ومعه بعض المسروقات، فأتينا نخبركم
أشكركما تفضلا
ضابط البوليس ينتظرنا، ويطلب رب البيت أن يحضر ليتعرف على المسروقات
حالًا أحضر معكما
سمعت الأم العجوز الحديث، فأدركت أن عادل هو المقصود. للحال أسرعت نحو حجرته لتجد الباب مفتوحًا، وإذ دخلت لم تجده. عندئذ خرجت وأصرَّت أن تذهب مع ابنها إلى دار الشرطة. وعبثًا حاول ابنها أن يثنيها عن عزمها
انطلق الشاب بعربته ومعه والدته العجوز ورجليّ الشرطة، وهناك إذ دخل الكل حجرة الضابط، سلَّمت الأم على عادل سلامًا حارًا، أما هو فقد نكس رأسه ولم يقدر أن يرفع عينيه ويتطلع إليها
تعجب الضابط من المنظر
أتعرفينه يا سيدتي؟
نعم! أعرفه جيدًا، إنه صديقنا الحميم
لقد وجدناه يقفز من سور حديقتكم
إنه صديقنا والبيت هو بيته
وجدنا معه قطعة أثرية ثمينة
أنا أعطيته إيَّاها لكي يعالج عيبًا فيها
ألا تتهميه بالسرقة
مستحيل
إذن، نتركه على مسئوليتكم
لا، بل سنأخذه معنا يبيت الليلة عندنا
لم يحتمل عادل هذه المحاورة فقد شعر كأنه وقد أفلت من يد الشرطة صار أسير حب فريد لم يذقه من قبل. وهنا تسلّلت الدموع من عينيه وهو جامد الحركة لا يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف. عندئذ تقدم الشاب في محبة، وأمسك بيده، واقتاده إلى السيارة ليذهب معهما إلى الفيلا
عند باب السيارة ثقلت قدمي عادل جدًا وانهمرت دموعه بكثرة وهو يُقبل يدي الأم العجوز، قائلًا: سامحيني فقد أسأت لليد التي أحسنت إلىَّ
لا تقل هذا يا عادل، فإن اللَّه يغفر لنا كل يوم
أشكرك، لكنني لا أقدر أن أعيش أسير هذا الحب. إني لا أستحق حبكم، ولا أستطيع حتى أن أقف وسطكم
إن كنتَ قد حكمت علينا أننا نحبك فاسمح أن تقضي بقية الليلة معنا
لا أحتمل يا أمي، فإن نارًا تلتهب داخلي
لا تقل هكذا يا عادل، اسمح أن نعود جميعًا فرحين
تحت لجاجة الأم العجوز ركب عادل معهما حتى وصلا الفيلا. وهناك نزل من السيارة ليقف على الرصيف وعيناه قد تسمَّرتا متجهتين نحو المكان الذي قفز منه
ربتت الأم على كتف عادل ودخل الكل إلى الفيلا، حيث تسلّل عادل إلى حجرته ليقضي بقية الليلة يجهش في البكاء، وفي الصباح المبكر بعد أن صلى مع العائلة وأخذ إفطاره استأذنهم وخرج بلا عودة
مع الراهب دانيال
مرت السنوات وأصيبت الأم بمرض الفالج (الشلل) الذي أفقدها قدرتها على الحركة، فصارت حبيسة بيتها مع ابنيها الرجلين اللذين يبذلان كل الجهد في خدمة الكنيسة
كان الابنان يلتقيان كل مساء مع أمهما ليشترك الكل معًا في الصلاة العائلية، وبعد دراسة في الكتاب المقدس يسير الولدان بأمهما إلى إحدى الشرفات على عجلة خاصة بها، يقضون وقتا ليس بقليل يتحدثون في سير القديسين السابقين، وما يدور حول شخص الراهب دانيال. فقد فاحت سيرته المقدسة في كل أنحاء القطر، وتحول الدير إلى مزار يفد إليه الناس من كل صوب يلتمسون بركة القديس، الأمر الذي دفع بالراهب دانيال أن يترك الدير ويهرب إلى مغارة على بعد عدة أميال من الدير
في إحدى الليالي، قالت الأم لولديها: اذهبا إلى أبينا دانيال ليبارككما، واطلبا منه أن يصلي عني
ولماذا لا تأتي معنا يا أماه؟
أنت تعلم يا ابني إني عاجزة عن الحركة، ولا أريد أن أثقل عليكما. يكفيني أن تنالا أنتما البركة
لا... بل إن أردتِ فلتذهبي معنا ليصلي عنك فيهبكِ الرب الشفاء
أنا لا أطلب شفاءً للجسد، بل أشتاق أن أكمل أيامي في رضى الرب وأعبر سريعًا
لا تقولي هذا يا أمي، فنحن محتاجون إلى بركتك معنا
لقد أكملت رسالتي يا ابني... إني اشتهي أن انطلق وأكون مع السيد المسيح، ذاك أفضل جدًا
أصر الابنان أن يأخذا أمهما معهما، وقرر الكل أن تكون الرحلة في اليوم التالي. وبالفعل في الصباح المبكر جدًا سار الابنان بأمهما إلى السيارة، وحملاها إلى المقعد الخلفي لتستريح، وانطلق الكل نحو البرية إلى الدير
لم يكن من السهل أن ينزلا بأمهما من السيارة ويحملانها على العجلة ليدخلا بها إلى كنيسة الدير. في الطريق إلى الكنيسة قالت الأم في ألم: أرجو أن تتركاني في الدير هنا وتذهبان أنتما إلى المغارة، فإن السيارة لا تقدر أن تصل إلى المغارة، وأظن أن العجلة لا تقدر أن تسير في الرمال. يكفيني أن تذهبا وتطلبان منه أن يصلي عني. وأنا أنتظركما هنا حتى آخر اليوم
لا تخافي يا أمي، فإن اللَّه سيدبر الأمر، نحن قد أتينا من أجلك وسنسأل إن كان بالدير سيارة جيب تقدر أن تصل بنا إلى المغارة
لا تتعبان، ولا تحرجا أنفسكما مع الآباء الرهبان
لقد علمتينا أننا بالإيمان لا يوجد مستحيل
هنا بلغ الكل باب الكنيسة، حيث خلع الكل أحذيتهم ودخلوا في مخافة وهدوء إلى الهيكل حيث سجد الابنان إلى الأرض وصلّيا. أما الأم فقد انذرفت دموعها وهي تصلي بكلمات غير مسموعة. وبعد أن قبَّل الكل أجساد القديسين خرجوا يسألون عن الراهب دانيال
سأل أحد الابنين راهبًا: كيف يمكننا الذهاب إلى مغارة أبينا دانيال؟
هل تريدون أبانا دانيال؟
لو سمحت، فإننا مشتاقون أن ننال بركته؛ وأمي كما تراها مريضة بالفالج
على أي الأحوال، إن تدبير اللَّه حسن، فإن الأب دانيال حاليًا في الدير
أشار الراهب إلى الموضع الذي يجلس فيه أبونا دانيال، الذي تفرس فيهم كثيرًا وهم قادمين إليه. وإذ وصلوا إليه مع الراهب سألوا: أبانا دانيال؟
أجاب الراهب في هدوء: نعم أنا... أنت بولس؟
كيف عرفتني؟
وأنت بطرس؟
نعم... أتعرفني؟
هل هذه أمكما؟
نعم
وفي لحظات ضرب الراهب دانيال مطانية أمامهم ثم أخذ الابنين بالأحضان وصار يقبلهما، ثم تقدم إلى الأم وصار يقبل يديها وهو يبكي
وقف الكل في دهشة، بل وتجمع عدد ليس بقليل من الرهبان يرون هذا المنظر الغريب. أخذ الراهب يقول للأم العجوز: ألا تعرفيني؟! أنا ابنك عادل، الذي احتملتم ضعفه وأسرتموه بالحب حين سرق القطعة الأثرية... أنا عادل الذي كنت لصًا، وعلى أيديكم عرفت مسيحي! إني مدين لكم بكل حياتي في المسيح يسوع
ثم ركع الراهب دانيال بجوار العجلة وصلى في اتضاع وانسحاق بدموع غزيرة ورشم الأم بالزيت باسم اللَّه القدوس الآب والابن والروح القدس، فتحركت الأعضاء اليابسة، وقامت العجوز عن العجلة لتمسك بيديها الأب دانيال وهي تسبح اللَّه وتمجده
هذه القصة رواها لي قداسة القس أثناسيوس بطرس وطلب منى تسجيلها في أسلوب قصصي... وإن كنت قد قمت بتغيير بعض أحداثها
المراجع
كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) - القمص تادرس يعقوب ملطي - القصة 185 في قبضة الحب
القصة المسيحية رقم 22 - في قبضة الحب - كنيسة مارجرجس باسبورتنج

Wednesday, July 4, 2012
صلاة
يا ﺇله المحبة والسلام يا من وهبتنا المصالحة معك بأبنك الوحيد ﺇجعلني أن أكون رحيماً كما أنت رحيم. علمني أن أغفر للآخرين كما غفرت لي بسخاء وﺇذا أساء ﺇلىّ أحد أسامحه وأجتهد أن أجازي الشر بالخير
ﺇنزع مني كل حسيات الحقد واﻹساءة ﺇجعلني أن لا أتجاهل غلطاتي، ﺇمنحني صبراً على غلطات الآخرين لأني أنا نفسي عرضة للمؤاخذة والسقوط، ﺇنفخ فيّ من روح محبتك حتى تتملك كل عواطفي فأحب الجميع وأسالم الجميع فنعيش معاً في سلام ونقضي حياة هادئة مطمئنة بكل تقوى ووقار لنؤهل لمملكة السماء لأن لك الملك والقوة والمجد ﺇلى الأبد.. آمين
أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين
ﺇنزع مني كل حسيات الحقد واﻹساءة ﺇجعلني أن لا أتجاهل غلطاتي، ﺇمنحني صبراً على غلطات الآخرين لأني أنا نفسي عرضة للمؤاخذة والسقوط، ﺇنفخ فيّ من روح محبتك حتى تتملك كل عواطفي فأحب الجميع وأسالم الجميع فنعيش معاً في سلام ونقضي حياة هادئة مطمئنة بكل تقوى ووقار لنؤهل لمملكة السماء لأن لك الملك والقوة والمجد ﺇلى الأبد.. آمين
أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير
بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين

Labels:
الاساءة,
التسامح,
التقوى,
الحقد,
السقوط,
السلام,
المؤاخذة,
المحبة,
المصالحة,
الوقار,
صلاة,
مملكة السماء
Thursday, May 31, 2012
احبوا اعداءكم
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. متى 5: 44
وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. متى 10: 36
كيف يكون ذلك وفي هذا النص ﺇيحاء ﺇلى اﻹنسان باساءة الظن في أهل بيته لأنهم أعداءه؟ فيعاملهم بما يخالف تعاليم السيد له المجد نفسه القائل
تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. متى 22: 39
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمْ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. متى 15: 4
وَإِنِ انْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذلِكَ الْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ. مرقس 3: 25
بل كل تعاليمه تحض على المحبة لكي يعيش الناس في سلام
يجب أن نعلم جيداً أن الأهل الذين يعملون على تحدي ﺇيمان اﻹنسان المسيحي، قد يقودهم هذا التحدي ﺇلى تهديد سلامة اﻹنسان المسيحي وﺇعثاره، مما يؤدي باﻹنسان المسيحي ﺇلى مضاعفة الحرص والحذر من أهله الحمقى المتربصين له الدوائر ﻹيقاعه في التهلكة ﺇنتقاماً منه بسبب مسيحيته، فيظل ﺇلى آخر لحظة من حياته أَمِينًا (لسيده المسيح) إِلَى الْمَوْتِ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 10
وفي نطاق هذه الأمانة لسيده المسيح، لا يحمل حقداً ضد هؤلاء الأهل المعادين له، بل يظل متسامياً بمحبته لهم فلا يقاوم الشر بالشر، عملاً بمبادئ سيده، محباً ومباركاً ومصلياً من أجلهم، أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. متى 5: 44
وهكذا ﺇختط (أي وضع وخطط ورسم) السيد المسيح بنفسه عملياً هذه المبادئ السامية نبراس الكمال وترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته
وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. متى 10: 36
كيف يكون ذلك وفي هذا النص ﺇيحاء ﺇلى اﻹنسان باساءة الظن في أهل بيته لأنهم أعداءه؟ فيعاملهم بما يخالف تعاليم السيد له المجد نفسه القائل
تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. متى 22: 39
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمْ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا. متى 15: 4
وَإِنِ انْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذلِكَ الْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ. مرقس 3: 25
بل كل تعاليمه تحض على المحبة لكي يعيش الناس في سلام
يجب أن نعلم جيداً أن الأهل الذين يعملون على تحدي ﺇيمان اﻹنسان المسيحي، قد يقودهم هذا التحدي ﺇلى تهديد سلامة اﻹنسان المسيحي وﺇعثاره، مما يؤدي باﻹنسان المسيحي ﺇلى مضاعفة الحرص والحذر من أهله الحمقى المتربصين له الدوائر ﻹيقاعه في التهلكة ﺇنتقاماً منه بسبب مسيحيته، فيظل ﺇلى آخر لحظة من حياته أَمِينًا (لسيده المسيح) إِلَى الْمَوْتِ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 10
وفي نطاق هذه الأمانة لسيده المسيح، لا يحمل حقداً ضد هؤلاء الأهل المعادين له، بل يظل متسامياً بمحبته لهم فلا يقاوم الشر بالشر، عملاً بمبادئ سيده، محباً ومباركاً ومصلياً من أجلهم، أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. متى 5: 44
وهكذا ﺇختط (أي وضع وخطط ورسم) السيد المسيح بنفسه عملياً هذه المبادئ السامية نبراس الكمال وترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته
وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ: هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ. فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً: مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟ ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي. مرقس 3: 32 - 35
ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ. أعمال الرسل 7: 60
لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل. رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 21 - 23
فكون السيد المسيح ينبه المؤمن ﺇلى حقيقة خطيرة: حقيقة عداء الأهل غير المؤمنين للمؤمن، فليس ذلك من السيد له المجد ﺇثارة للمؤمن ضد أهله وذويه المتربصين له الدوائر، بل ﺇنما لكي يكون المؤمن يقظاً، وليس بسيطاً فقط بل وحكيماً أيضاً، هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ. متى 10: 16 - 23
وقد وصف للمؤمن علاج العداوة سواء كانت صادرة عن أهله أو غيرهم وهذا العلاج هو: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. متى 5: 44
وفي نطاق هذا العلاج الرائع ربح الشهداء نفوس مضطهديهم، ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ. الأمثال 11: 30
وفي نفس النطاق المسيحي الصميم كانت دماء الشهداء بذار للمسيحية
المراجع
مجلة مارجرجس - السنة الثامنة عشر - العددان الثالث والرابع - مارس وابريل 1966 - صفحة 6
الكنوز الخفية في المقالات اللوكاسية - للعلامة المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط وابنوب - تقديم نيافة الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير المحرق - ﺇعداد القمص باخوميوس المحرقي - الطبعة الأولى - يونيو 2004 - الناشر دير السيدة العذراء بالمحرق القوصية أسيوط - رقم اﻹيداع : 14917 / 2007 - المطبعة: دار نوبار للطباعة - صفحة 385
ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ. أعمال الرسل 7: 60
لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل. رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 21 - 23
فكون السيد المسيح ينبه المؤمن ﺇلى حقيقة خطيرة: حقيقة عداء الأهل غير المؤمنين للمؤمن، فليس ذلك من السيد له المجد ﺇثارة للمؤمن ضد أهله وذويه المتربصين له الدوائر، بل ﺇنما لكي يكون المؤمن يقظاً، وليس بسيطاً فقط بل وحكيماً أيضاً، هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ. متى 10: 16 - 23
وقد وصف للمؤمن علاج العداوة سواء كانت صادرة عن أهله أو غيرهم وهذا العلاج هو: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. متى 5: 44
وفي نطاق هذا العلاج الرائع ربح الشهداء نفوس مضطهديهم، ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ. الأمثال 11: 30
وفي نفس النطاق المسيحي الصميم كانت دماء الشهداء بذار للمسيحية
المراجع
مجلة مارجرجس - السنة الثامنة عشر - العددان الثالث والرابع - مارس وابريل 1966 - صفحة 6
الكنوز الخفية في المقالات اللوكاسية - للعلامة المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط وابنوب - تقديم نيافة الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير المحرق - ﺇعداد القمص باخوميوس المحرقي - الطبعة الأولى - يونيو 2004 - الناشر دير السيدة العذراء بالمحرق القوصية أسيوط - رقم اﻹيداع : 14917 / 2007 - المطبعة: دار نوبار للطباعة - صفحة 385

Subscribe to:
Posts (Atom)
Facebook Comments
Articles
- اقوال الآباء - القديس اكليمندس الإسكندري عن الثقة والإيمان
- تفسير انجيل متى 16 - القمص تادرس يعقوب ملطى
- الله يفتح ولا أحد يغلق - ويغلق ولا أحد يفتح
- ذوبان الهوية
- تذكار مجىء البطريرك الأنطاكي ساويرس الى مصر
- القراءات الكنسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية – 2بابة - 12أكتوبر/تشرين أول
- أقدم مذبح مسيحي
- استشهاد القديسة انسطاسية من أهل رومية سنة 250م - 1 بــابة - 11أكتوبر/تشرين أول
- بابة - 1 بــابة
- القراءات الكنسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية – 1بابة - 11أكتوبر/تشرين أول
- فتركت المرأة جرَّتها
- ثوب من السماء
- غروب حياتي من العالم لتشرق عند الله
- الأيقونة صعود جسد العذراء مريم
- كأس الألم في حياة العذراء
- اقوال الآباء - القديس كبريانوس عن القداسة والروحانية
- المحبة الضارة - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- البابا كيرلس جندي صالح للمسيح – مقال للمتنيح الأنبا غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي – في جريدة وطنى
- اقوال الآباء - القديس يوحنا سابا عن التوبة
- إجلس إلي نفسك وحاسبها
- القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي
- اقوال الآباء - القديس يوحنا ذهبي الفم عن التجربة
- القديس القمص ميخائيل البحيرى المحرقى - 16 أمشير 1639 ش الموافق 23 فبراير 1923 م
- نياحة القديسة اليصابات أم يوحنا المعمدان - السنكسار 16 أمشـير
- اقوال الآباء - القديس الأنبا يوحنا القصير عن الصلاة
- رؤية تاريخية موثقة في حياة المؤرخ يوحنا النقيوسي
- اقوال الآباء - القديس الأنبا يوحنا القصير عن الصوم والصلوة
- اكتشاف أحد أقدم الآثار القبطية في مصر - افتتاح دير مؤسس الرهبنة المسيحية بعد ترميمه
- سيرة القديس موسى الليبي
- خطورة خطايا اللسان - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- السنكسار 30 برمودة - التقويم القبطي 30 برمودة للشهداء
- عيد استشهاد القديس مرقس الإنجيلي والرسول - مقال للمتنيح الأنبا غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي
- آداب الحديث والمناقشة - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- ذكري رسامة الأنبا غريغوريوس - يوم 10مايو/أيار 1967 - المتنيح - أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي
- مارجرجس المنتصب القامة الذي لا يركع للخطيئة - مقال للمتنيح الأنبا غريغوريوس – أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي
- السنكسار 23 برمودة - التقويم القبطي 23 برمودة للشهداء
- ظلمة الآلام.. ونور القيامة - الأنبا رافائيل - الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة
- ما بين الصمت والكلام - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- السنكسار 20 برمودة - التقويم القبطي 20 برمودة للشهداء
- لقاءات عجيبة في القيامة - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- توتر الأعصاب - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- ترنيمة مبدع الكون القدير - كليب
- البشاشة - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- طول البال - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- أسباب الشك - مقال قداسة الانبا شنوده الثالث – بابا الاسكندرية 117 وبطريرك الكرازة المرقسية
- الشاب الحافي - مجلة مرقس - مجلة شهرية - رسالة الفكر المسيحي للشباب والخدام - يصدرها دير القديس أنبا مقار - برية شيهيت
- مزمور طوبى لمن يتعطف على المسكين - لنيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ودير القديسة دميانة وسكرتير المجمع المقدس – من مجلة الكرازة - تأملات في حياة وخدمة السيد المسيح
- الشكوك.. أنواعها وعلاجها
- حيل أخري للشيطان
- تخصصات في العمل الشيطاني
- من حيل الشياطين
- صفات الشيطان في حروبه
- حروب الشياطين
- حرب الشهوات
- أنواع من حروب الفكر
- استشهاد القديس اوساعينوس الجندى ايام الملك يوليانوس - 5 طــوبة
- نياحة القديس يوحنا الإنجيلى سنة 100 ميلادية - 4 طــوبة
- محاربات روحية من الداخل والخارج
I Read
-
A Literary Mystery - Now here is a literary mystery that puzzles me, and if you are reading this I hope you might try to help me solve it, especially if you enjoy reading bo...9 hours ago
-
Extinguish Anger Before it Consumes Us - by Fr. Pavel Gumerov – It’s not without reason that the Holy Fathers compare the passion of anger, like lust, with fire, flames, a conflagration. “A spark ...2 months ago
-
The ‘Least of These’ and the Quest for a Post-Christian Conscience - This piece was adapted from Russell Moore’s newsletter. Subscribe here. Every few years, someone makes the point that, “actually,” the “least of these” p...10 months ago
-
Died: Jack Iker, Anglican Who Drew the Line at Women’s Ordination - Jack Iker, a Texas bishop who took 48 congregations and 15,000 parishioners out of the Episcopal Church USA and helped start the Anglican Church in North...10 months ago
-
هو الكراهية بتعمل اية ؟ - كانت هناك عداوه شديده بين بعض الأشخاص استمرت سنينا طويله، ووصلت الكراهيه بينهم شديده جدا جدا.. طالت المخاصمه بينهم جدا ولا احد يعرف شيئا عن الاخر.. وكل م...1 year ago
-
He That Hath An Ear, Let Him Hear. - *As Christians, standing upon the promise that God has already provided the means for salvation, it is imperative to stand firm in our ways going in and g...2 years ago
-
COVID-19: (South Africa) – 2022/07/08 - Things are still going fairly well in South Africa, although globally the numbers are on the rise again. This is especially true for some countries in Euro...3 years ago
-
-
Back in the USSR - I’ve just finished reading two books on Russia, well, actually the old USSR, set 30 years apart — one in the 1960s, and the other in the 1990s when the USS...5 years ago
-
The Venezuela Conversation at Menlo Church - I am being asked about Venezuela. Last year we hosted an event at Menlo Church which outlined the historical issues and economic problems with Venezuela. W...5 years ago
-
Angus and the heresy of white theology - Here is my problem with the Angus covenant episode: Christians don’t apologise for heresy. An apology is simply not the appropriate response to heretical t...5 years ago
-
Report on the Sixteenth meeting of the International Joint Commission for Theological Dialogue between the Roman Catholic Church and the Oriental Orthodox Churches - The Members of the Sixteenth Meeting of the Joint International Commission for Theological Dialogue between the Roman Catholic Church and the Oriental Or...6 years ago
-
-
I May Be Pro Ecclesia, Pro Familia, and Pro Civitate, But I No Longer Call Myself "Pro-Life" - For quite a while now, I have been contemplating briefly -- for just one post -- coming out of blog retirement to explain why I no longer refer to myself a...7 years ago
-
Daily Reading - *27th Week after Pentecost, Tone one* *Thursday* *LITURGY* *1 Timothy 6:17-20* 17 Charge them that are rich in this world, that they be not hig...7 years ago
-
-
The Agen Togel Online Stories - You’re able to reach when the site was registered, when it’s going to be expire, what’s contact information of the site with the next informations. This si...7 years ago
-
John Owen on private revelations... or, was it Packer? - Perhaps you've seen the absolutely wonderful quotation from John Owen: What a great quotation! Mic drop! If you're a regular, you know what a *stickler* I...8 years ago
-
How to Get Home in the Fog - *I always wonder what horses think about a coachman. * *I imagine that they think him stupid, unjust, particular about unnecessary trifles, and always chec...8 years ago
-
12x36 Latest Karizma Album Template - New 12x36 karishma album backgrounds and frames, photos frames Photoshop back grounds, marriage album frames, karishma album, karizma type Background, pho...8 years ago
-
Anamnesis - The anniversary of 9/11 is also an opportunity to better appreciate the Greek word "anamnesis". Fr. (John) Kaleeg Hainsworth's brilliant podcast teaches th...8 years ago
-
The Obligations of the Monastic to their Parents - We have received an email from someone who poses the question of the responsibility of the monastic towards their parents in the light of Mark, 7, 9 – 13...9 years ago
-
Restoration of The Son - The father initiates the restoration of the son by running to the son, falling on his neck, and giving him the kiss of reconciliation. Jesus' descrip...9 years ago
-
من معجزات القديس البابا كيرلس - *صدق ولابد ان تصدق - كما رواها ابونا / يؤانس كمال * *سيدة صعيدية جالها ورم خبيث فى صدرها اليمين ، فبدات تبكى بحرقة وتقول يا بابا كيرلس اشفع فيا ، طلبة ...9 years ago
-
The Diligent Pastor - "O you pastors, be made like that diligent pastor, the chief of the whole flock, who cared so greatly for his flock. He brought near those that were a...9 years ago
-
Deir Sultan, Ethiopia and the Black World - By Negussay Ayele Background to Deir Sultan at a glance Unknown by much of the world, monks and nuns of the Ethiopian Orthodox Church, have for centuries q...9 years ago
-
THE GENTLE ART OF BLESSING - *THE GENTLE ART OF BLESSING* *by Pierre Pradervand * *On awakening, bless this day, for it is already full of unseen good which your blessings will call f...10 years ago
-
-
Book review: Jesus the Bridegroom - Thanks to Bloggingforbooks.org for the free review copy of Brant Pitre’s “Jesus, the Bridegroom”. It never ceases to amaze me at how timely things get in m...10 years ago
-
Negroes, Converts, Cradles & Slaves - *R*ecently, during a break between retreat talks, I was approached by an Asian woman … Now, before I continue, I have to tell you a story. At school, o...11 years ago
-
Courage Grows Strong from a Wound - I wrote this several months ago but never posted. Today it came to mind again so here we go… Virescit vulnere virtus (courage grows strong at a wound) this...12 years ago
-
Will Everyone Eventually Be Saved (Universalism)? - Perry Robinson will talk about this issue with Kevin Allen on February 10th at 8pm (EST) on Ancient Faith Today. Play Audio Don't miss it!12 years ago
-
By Thy Light We See The Light... - This evening on Wednesday, October 31st, because of the widespread power outage due to Hurricane Sandy, St. Gregorios Malankara Orthodox Church (also kn...12 years ago
-
On 5 years as an Orthodox Christian - Five years ago today, I was chrismated an Orthodox Christian. I have faced several challenges in my life since then, and I can honestly say that I would n...12 years ago
-
Saint Fachanan - 14 August, OS *from Wikipedia: * Fachtna mac Mongaig (Fachanan) was the founder of the monastery of Rosscarbery (Ros Ailithir), County Cork. He died a...13 years ago
-
Temporarily – No Comment - God willing, the content of this blog will be migrated to its new site, starting sometime after midnight (here in East Coast America). I have been asked to...13 years ago
-
معجزة نقل جبل المقطم - جدال دينى بين يهودى ونائب البطريرك أمام الخليفة المعز لدين الله الفاطمى ينتهى بنقل جبل من هوالأنبا ساويرس أسقف الأشمونين المعروف بإبن المقفع ؟ وحدث أن و...13 years ago
-
-
Evolution and Genesis in schools - This article caught my attention: Religion forces science teacher to quit. I immediately identified with the one-word commentary of the person who shared t...13 years ago
-
-
-
Matthew is Finished - All the study guides for our study of the Holy Gospel according to St. Matthew are now online.14 years ago
-
Macedonian Orthodox Church - The Church is one. The Lord has not established many churches, but one. And this one Church is identified with the one Body of the one Christ. Still, since...14 years ago
-
Come to Jesus Meeting - Where I’m from, we call uncomfortable confrontations a ‘Come to Jesus Meeting.’ I supposed this post will be in the spirit of that. For the last year or ye...15 years ago
-
Transformation: Insight into a problem does not solve the problem - I've been thinking a lot recently about personal transformation and how that works as a Christian, because G-d is supposed to be transforming us constant...15 years ago
-
Merry Christmas to All and to All A Goodnight…The Final Smoke Ring. - BPI and more specifically, Columbina, would like to wish all of her many friends, both in the world, and those who are not of it, a very Merry Christmas. ...15 years ago
-
Are you Saved? - “Are you saved?” – A familiar question if you come from evangelical background but what does it mean to an Orthodox Christian? Text is written and read by ...16 years ago
-
Orthodox Benedictine Monastery Receives Favorable Media Coverage - I'm very late in posting this, but I'm thrilled to see Christminster Monastery in Hamilton, Ontario, Canada, is receiving yet more positive coverage. Repor...16 years ago
-
Pilgrimage - I leave early in the morning for Holy Cross Hermitage. Pray for me, a sinner. I will pray for you and light a candle for you.16 years ago
-
Jesus is my Quarterback - As some of the other boys of Orthodukso are no doubt engrossed in the NCAA Football National Title Game this evening, I ran across an short article about...16 years ago
-
Attacks on Catholics in India - In fresh incidents of attacks on Catholic places of worship in the state, some unidentified persons burnt religious books belonging to a church and also da...16 years ago
-
Contemporary Monasticism - The Margins of a Spiritual Wilderness We stand at the dawn of a dysfunctional transitional time in which Westerners seem able to express their doubts but n...17 years ago
-
No more posts on this blog - Dear blog visitors, I shall inform you that this project has come to an end. I am going to work on another very different and difficult online project. In ...18 years ago
-
coptic sites - مواقع الكنائس داخل جمهورية مصر العربية القاهرة : الموقع الرسمي لقداسة البابا شنودة الثالث يتميز موقع البابا انه موقع باللغة الإنجليزية و مدعم باللغة العرب...20 years ago
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
Word of the Day
Word of the Day
provided by The Free Dictionary
Quote of the Day
Quote of the Day
provided by The Free Dictionary
Article of the Day
Article of the Day
provided by The Free Dictionary
This Day in History
This Day in History
provided by The Free Dictionary
Today's Birthday
Today's Birthday
provided by The Free Dictionary
In the News
In the News
provided by The Free Dictionary