Showing posts with label صلاة الثقة. Show all posts
Showing posts with label صلاة الثقة. Show all posts

Saturday, May 19, 2012

صلاة الثقة


فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». يوحنا 11: 41 - 42

وعندما نتذكر هذه الكلمات التي تقترن دائماً بالايمان، الذي هو الثقة، ادعو الله أن يسكب بغزارة في قلوبنا الثقة. الثقة التي بدونها لا يمكن أن تستجاب طلبة، ولا أن تسمع صلاة. الثقة التي تفيض على النفس حياة حلوة هي حياة الشكر

عند التحدث عن صلاة الثقة في مدرسة الصلاة نستعرض صلاة يسوع. لم يكن محتاجاً أن يصلي. انه هو الذي سيفعل. ولكنه أراد أن يعطينا نماذج من الصلاة في أحرج المواقف، وفي أخطر الأزمات، حيث يكتنف النفس ضيق ﺇلى درجة الانزعاج... انزعاج من اضطراب مرثا وبكاء مريم... انزعاج من الصخب والضجيج بين الجموع... هذا الذي يصنع الآيات والعجائب لماذا لم يشف لعازر؟... انزعاج من التبلد العجيب في نفوس الكتبة والفريسيين، انزعاج من جفاف القلب من النعمة ونشوفة الأنفس من الايمان... انزعاج من التواء المقاصد حتى أن قادة الدين يضللون الشعب، ويقولون هذه أعجوبة ظاهرة هلم نقتل لعازر

لقد صلى يسوع. ما أحوجنا للصلاة. عندما نرى الأمور ملتوية، وتبدو الحياة معقدة، عندما تضيق السبل، ويخيم البؤس على الأنفس تأتي الصلاة صلاة الثقة. عندما أفكر في الحالتين قبل رفع الصلاة وبعدها أحس أن تغييراً مفاجئاً قد طرأ، وتبدلاً لم يكن في الحسبان. قبل الصلاة دموع تسيل على الخدود، تأوهات وكلمات ضخمة كثيرة. كان لعازر أحب الناس ﺇلى يسوع هو واختاه، والآن مريم تتألم ومرثا تولول. أتى الجمع من كل ناحية ليعزي. قالوا: ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت؟ ثم يتساءلون ماذا هو مزمع أن يفعل؟ ألعل الآيات التي كان يصنعها لا تستطيع أن تقهر الموت؟ حتى التلاميذ كانوا مذهولين. يخيل الى أن فريقاً منهم صدق كلمات يسوع أنه سيقوم، وفريقاً كان يقف على الحياد... بعض التلاميذ آمنوا وكانت لهم ثقة أن يسوع لن يسمح أن يطبق القبر على هذه الجوهرة لعازر وأمثال لعازر. وبعضهم وقف على الحياد، ألعل يسوع يفعل؟ هذا كله قبل أن يصلي يسوع. وبعد دقائق قام لعازر... موجة عجيبة من الفرح اجتاحت قلب مريم ومرثا... جماعة التلاميذ رفعوا رؤوسهم اعجابا وتقديراً وبعض الكهنة طأطأوها مذلولين مخذولين

هذه صلاة الثقة. ولم لا نصلي؟ هل الحال في كنيستنا اليوم أشد من الحالة التي كان فيها لعازر قبل أن يقوم؟ يقول يسوع: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. يوحنا 11: 41 – 42. انها ثقة كاملة، يسوع هو الرأس والكنيسة هي الجسد. هكذا قال يسوع. وهو لا يمكن أن ينقض المكتوب – أنت سمعت للعريس وستسمع للعروس. رب، أعد علينا الخطاب، وأعطنا أن نشكر لأنك سمعت

صلاة الثقة: أنها مدارج. صلاة الرجاء في روح الايحاء. عجباً أن نرى البكاء، وبعد قليل يأتي العزاء

بدأت هكذا: يا سيد هوذا الذي تحبه مريض – كانت القلوب متألمة، قلب مريم وقلب مرثا لأن أخاهما الحبيب قد مات

كان مريضاً لم يكن مرضاً عرضياً، لكنه كان شديداً، ولذلك قالت مريم: يا سيد أنت صديق، وسيد أيضاً، صداقتك من جودك، واعطاؤك من عطفك ولطفك، وأنت سيد بحق. أننا لا نشك أنك تحب لعاذر. ونحن نثق في ذلك. هذه الصلاة انما تنبثق من عواطف فيها. ﺇلى جانب الرجاء اخاء، رجاء يسوع واخاء لعازر. ونحن نرجو أن تكون صلواتنا مزدوجة، فيها رجاء واخاء. نحن لسنا شيئاً ولكن اذا كان يسوع قد رسم الطريق الذي يصل بنا ﺇلى قلب الله فلابد أن نسير فيه. وهذه المحبة ليست بالكلام واللسان بل بالعمل والحق – أشك في محبة لا تضع الرجاء أمام يسوع. أنها محبة كلامية – أنها محبة شكلية – أنها محبة وهمية – لكن المحبة الحقيقية هي أن نأتي باخوتنا كما هم بحالتهم ﺇلى يسوع

أهم مرضى؟ فالى الطبيب الشافي. أهم محتاجون؟ فالى الذي يسد أعوازهم. أهم بؤساء؟ فالى مصدر التعزية. أهم ضعفاء؟ فالى مصدر القوة. أهم أقوياء؟ فالى الذي يحفظ القوة. أهم مؤمنون؟ فالى الذي يزيد الايمان

حلوة جداً صلاة الاخاء، أن تصلي عن الاخوة بقدر ما تصلي لنفسك – أن تصلي للبعيدين قدر الاقرباء، أن تصلي للاعداء قدر الأحباء. أنها روح يسوع، صلاة الاخاء. وهذه الأخوة تلازمها صلاة الرجاء. أنك تطلب الى من يستطيع أن يستجيب. وسواء كانت الصلاة شفوية أو تحريرية، سواء كانت مسموعة يرددها القلب وينطق بها اللسان، أو كانت بالفكر فقط، هذه وتلك هي صلاة على كل حال. أنها صلاة الرجاء، نرجو من بيده أمرنا، وعندما نفكر أن يسوع صاحب الأمر الذي يملك الشفاء للروح والنفس والجسد، بل أن كل مخازنه مملوءة براً وخيراً لنا، عندما ترسم النعمة أمام عيوننا مقدرة يسوع، محبة يسوع، رحمة يسوع، رغبة يسوع في اسعافنا، يزداد الرجاء. يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ. يوحنا 11: 3. وكانت الطلبة مشفوعة بنوع من أنواع العتاب المحبب، الذي تحبه وتهتم بامره، وتود أن يكون دائماً سليم العقل والصحة والجسد والروح. أنه مريض. هكذا يجب أن نرفع الصلاة: يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ. يوحنا 11: 3. صلاة الاخاء، لأن كل فرد في الكنيسة أخ لنا، وصلاة الرجاء، لأن يسوع وحده هو الذي يستطيع أن يغير كل شيئ في الحال

كانت هناك حكمة، لأن يسوع لما سمع أن لعازر مريض مكث في الموضع يومين ومرثا تتلظى على جمر، ومريم تئن وتتوجع وتنفجر عيناها بالدموع. أنها حكمة الابطاء. أحياناً نصلي وتتأخر الاستجابة. هل قصرت يد الرب عن أن تخلص؟ هل ثقلت اذنه عن أن تسمع؟ قال يوماً بالنسبة للخطاة: هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ. بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. إشعياء 59: 1 – 2

أما مع مريم ومرثا فكان الابطاء في الاستجابة لحكمة لم تعرف الا بعد. لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ. يوحنا 13: 7. مرة هتف بولس: مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 8. فكان الجواب: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 9 – وقال بولس: وَتَجْرِبَتِي الَّتِي فِي جَسَدِي لَمْ تَزْدَرُوا بِهَا وَلاَ كَرِهْتُمُوهَا، بَلْ كَمَلاَكٍ مِنَ اللهِ قَبِلْتُمُونِي، كَالْمَسِيحِ يَسُوعَ. رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 14. قال بعض المفسرين انها مرض بالعين، اذ قال بولس: لأَنِّي أَشْهَدُ لَكُمْ أَنَّهُ لَوْ أَمْكَنَ لَقَلَعْتُمْ عُيُونَكُمْ وَأَعْطَيْتُمُونِي. رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 4: 15

أحياناً يكون الابطاء مؤقتاً، أو يكون دائماً. ولكن يستجاب الطلب من طريق آخر - أن طلبة بولس لم تستجب، وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 7. خشي عليه من الكبرياء لأنه رأى السماء الثالثة. لذلك كانت شوكة الجسد واعطاه يسوع قوة الروح. أيهما أفضل شفاء الجسد من المرض أم مرض الجسد مع فيض من النعمة

ثم جاء يسوع ﺇلى القبر، وبتجاوز النقاش بين مريم ويسوع. كان المنظر رهيباً هنا. وقف يسوع على القبر وقال يسوع: ارفعوا الحجر. فقالت مرثا: يا سيد قد انتن لأن له أربعة أيام. قال لها يسوع: ألم أقل لك أنك ان آمنت ترين مجد الله. أنت يا مرثا آمنت أني ابن الله. ألا يستطيع ابن الله أن يقيم الموتى؟ أو أن يخلق من جديد

ولكن عندما رأى مريم تبكي: بكى يسوع. أستطيع أن أسميها صلاة البكاء. أحياناً لا تستطيع أن تصلي بلسانك، ولكن الدموع تنهمر من العينين. الموقف دقيق، والأمر خطير. الدموع هي المنطق في هذا الوقت. بكى يسوع. يا له من بكاء. انه يشارك الناس في عواطفهم ووجدانهم. ليس بكاء الضعف، بل بكاء العطف. ليس بكاء الشكل بل بكاء الثقة. انه بكى لكي يعلمنا أن نبكي مع الباكين، ونتألم مع المتألمين. لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ. رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 18. صلاة صامتة، ولكنها مؤثرة. بكى يسوع. وكم من صلوات صامتة رفعت. يسوع يعرف الأحاسيس، ويدرك المشاعر، أنه يريدك أن تصلي بأي وسيلة وفي أي ظرف

رفع يسوع عينيه ﺇلى السماء، وقال: أيها الآب. وعندما نقرأ هذه الكلمات نحبها ونستعذبها ونقول: أيها الآب، مع الفارق بين يسوع الابن وبيننا - لقد أعطى كل واحد منا أن يتقدم بهذه الدالة، أنني أستطيع أن أقف في حضرته في أي وقت وليس هناك حاجب يمنعني من الدخول - لو لم تكن صلاة الثقة لم يقم لعازر. ولو لم نصل ﺇلى الله هذه الصلاة لن تخلص الكنيسة - بلا مانع وبلا عائق يجب أن نتقدم أيها الآب. أنه أبونا، انه لا يمكن أن يتخلى عنا، ولا يمكن أن يتنازل عن أخص اختصاصاته المحبة. ولا يمكن أن يتغير عن طبيعته. أنه رحيم. أيها الآب أشكرك وليت حياتنا كلها تتحول ﺇلى صلاة الشكر. وفيها نتذكر كل الأوقات التي سمعنا فيها الرب. ولكن نحن ننسى لأننا بشر. تعالوا نتذكر حتى نشكر. نتذكر الأوقات التي رفعنا فيها قلوبنا ﺇلى الله فاستجاب. نتذكر الضيقات التي مرت بنا ومن جميعها أنقذنا الرب

وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. مؤمن واثق متأكد كل التأكيد لا يستطيع الشك أن يتطرق ﺇلى ذهني. أنها الدالة التي بها ندخل ﺇلى قلبه، ﺇلى حضرته. نحن أولاده، نحن لا نستجدي. ولكن هذا هو حقنا. ان تخاذلنا عن هذا الحق فقد أهملنا هذا الحق الثابت لنا

ثم رفع عينيه، وقال: لعازر هلم خارجاً. تجمع الجسد، عادت الروح ذهبت العفونة، قام الجسد من بين الأموات. الحلو أن نتأمل في القدرة التي تستطيع أن تخلق من جديد. أنها صلاة البكاء، تعقبها صلاة العزاء. أي شكر، أي تمجيد، أي سجود، قام به الناس عندما قام لعازر - موجة من الفرح، ثقة مضاعفة، اعتزاز بالله لا ينقطع، وشكر لا يزول. أي فرحة في قلب مريم، وأي حظوة لمرثا، وأي هناء الذي كان مشتركاً بين الكل. لقد استجيب الصلاة فكان العزاء. وأي فرحة حينما يستجيب الله صلواتنا، ويختار لنا الراعي الصالح - فينتفي البؤس، ويزول اليأس، ويثبت الايمان

فليبارك الرب كلمته له المجد والعظمة من الآن وﺇلى الأبد.. آمين

المراجع

صلاة الثقة - المرحوم الأرشيدياكون عياد عياد من كتاب مدرسة الصلاة - أبريل/نيسان، مايو/ايار 1974 - رقم الايداع بدار الكتب 2679 – مطبعة العالم العربي - من صفحة 40 ﺇلى صفحة 45

----------

الأستاذ عياد عياد من رواد ومرشدوا وخدام الكنيسة

ولد عياد عياد في 22 نوفمبر عام 1897 في مطاي البلد التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا، عُرفت أسرته بالتقوى والروحانية العالية والثقافة الرفيعة.. نشأ أبناءها على حب الكنيسة وقراءة الكتاب المقدس والتعمق فيه.. فقد كانت أسرته تقيم إجتماعات دينية مسائية بحديقة المنزل، تدعو فيه الأقارب وغير الأقارب في مطاي وفي القرى المجاورة، لتفسير الكتاب المقدس من وعَّاظ مملوئين غيرة ومحبة مسوقين بالروح القدس، مع إجتماعات صلاة بجانب المدائح والتراتيل الروحية.. وكانت هذه فرصة للأستاذ عياد عياد الذي كان يعظ في الكنائس الأرثوذكسية التي بالقرى والمدن المجاورة، بالوعظ في جمعية بيت العائلة، ومنها ﺇلى الجمعيات القبطية في المدن المختلفة، ثم في كنائس القاهرة. وبهذا فقد تشرب منذ نعومة أظافره حب الخدمة والوعظ، إلى أن أصبح أشهر وعاظ الكرازة المرقسية في بداية القرن العشرين

و كان عياد عياد أصغر أخوته، ولد وله بعض المشاكل الصحية فقد كان ضعيف البصر، كما أصابه الربو في فترة مبكرة من حياته، ولكن حينما يعمل الله، فهو يحول المرض ﺇلى صحة، والضعف ﺇلى قوة، ولذلك كان ذو روحانية عميقة، متزن التفكير، قوى الحجة على دراية واسعة بأمور الحياة، جرئ في كل كلمة حق، ضليع في عقيدة كنيسته القبطية الأرثوذكسية، خطيب ذو أسلوب مميز مع خصابة الأسلوب، كريماً بشوشاً، محباً متواضعاً، وديعاً دقيقاً في مواعيده، كلماته منتقاه، لطيفاً منظماً في حياته، لا يتذمر قط مهما كانت الظروف، له صلاته العميقة، أما عن الكتاب المقدس فكان يقرأه بلا كلل ولا ملل رغم ضعف بصره وحفظ مئات الإصحاحات عن ظهر قلب، فهو ذخيرة عظاته

وإنضم عياد عياد إلى جميعة الأصدقاء عام 1934، وساهم مساهمة فعالة في إدارتها، وقد تعرف على الأستاذ/ حافظ داود (القمص مرقس داود) وكثيراً ما سافرا معاً في جولات تبشيريه من الأسكندرية إلى أسوان. وفي هذه الجولات تأسست كنائس وشُيدت جمعيات بسبب روح الله العامل في خدامه الأمناء

وفي يوم تأسيس كنيسة مار مرقس بشبرا في 24 مايو 1953، ألقى الأستاذ/ عياد عياد كلمة عن روح الجهاد وسر الإستشهاد، ومنذ ذلك اليوم وفي كل يوم أحد كان يأتي هو وزوجته إلى الكنيسة ليكونا من أوائل الحاضرين بها، وعلى المنبر كان يفرغ كل قوته في خدمتها.. وأمتدت عظاته لتشمل الإجتماعات المسائية في كل يوم من أيام الأسبوع، وأيضاً في الخيام والرحلات والمؤتمرات الروحية وسط الشباب والشابات الذي كان لقاؤه بهم يسعدهم.. فكم من شباب يدينون له بفضله عليهم في تغيير حياتهم ونموهم في النعمة، فكان المرشد الروحي لكثيرين وعلمهم كيف يسلكون بالتدقيق، وكيف يقرأون الكتاب المقدس بإلتزام وبالتشكيل حتى يسهل فهمه. كان يجلس بجانب الشمامسة ويقوم بتشكيل جميع القراءات لهم.. لم يخرج من فمه إلا كل ماهو جميل وطاهر.. وبجانب هذا كان صاحب دعابة لطيفة في أدب ومحبة.. وكان صاحب سلام نفسي رغم متاعبه الجسدية والصحية إلا أنه دائم الشكر، يقول ويردد عبارته المشهورة: في الجسد آلام وفي النفس سلام، لذلك عرف بالأستاذ سلام، يلقي السلام على الجميع ويقول في سلام: سلام لروحك

 قدم الأستاذ عياد عياد نفسه نموذجاً عملياً متكاملاً لجماعة الخدام، فقد كان إنجيلاً مفتوحاً، وكارزاً عاملاً، كان هو الواعظ والعظة، كانت كلماته رنانة تغذي القلب قبل أن تصل إلى العقل.. كان بالحق رجل المنبر، حتى أنه حمل المنبر معه في كل مكان، فكل جلسة معه كانت عظة، وسُمع صوته في كل مكان

وفي عهد الاستاذ / حبيب جرجس الذي كان مديراً للكلية الإكليريكية، فقد أختار الأستاذ/ عياد عياد أستاذاً للوعظ بها، كما عُين عضواً في المجلس الأعلى بها. وتتلمذ على يديه كثير من الوعاظ وكثير من المعلمين

وفي يوم 16 مايو عام 1972 إنتقل الأرشيدياكون عياد عياد إلى الأمجاد السمائية وقد شيعت الجنازة من الكاتدارئية المرقسية الجديدة، وقد أرسل رئيس الجمهورية السادات مندوباً عنه، كما أوفد قداسة البابا شنوده الثالث أربعة مطارنة هم الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة، والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة، والأنبا أغريغوريوس أسقف المعاهد الدينيه والبحث العلمى، والأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف، وحضر الجنازة أكثر من أربعة آلاف نفس

وفى مساء الخميس يوم 29 / 6 / 1972 الساعة 6 مساءاً أقامت كنيسة مار مرقس بشبرا حفل تأبين إستمر حوالي ساعتين، وتكلم في هذا الحفل القمص يوحنا جرجس، والأستاذ / كامل حنا رئيس جمعية الأصدقاء فرع المنصورة، والدكتور نجيب بطرس وغيرهم، وأخُتتم الحفل بكلمة القمص مرقس داود

ويقول القمص لوقا قسطنطين عنه

عرفته كنت صغيراً وهو كبيراً .. عرفته كنت متشوقاً وهو شيقاً

عرفته كنت تلميذاً وهو معلماً .. عرفته عملاقاً في الكلمة

عميقاً في علمه .. مدققاً في حياته

خبيراً في عظاته .. محباً لاسرته

مثالاً في إتضاعه

أذكرنا أمام عرش النعمة يامن حفظت كلمة الله والكلمة حفظتك


Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News