كان عند أحد الملوك الوثنيين
وعاقلاً ومدبراً، فإن الملك كان
كثيراً ما يجالسه ويحادثه
ويستشيره .
وذات يوم بينما كانا
يتناقشان، قال الوزير:
ليخلصنا "...
فقال له الملك :
"إني إن أردت أن أحقق غرضاً،
فإني آمر أحد خدامي أن يؤدي
الأعمال اللازمة لتحقيق هذا
الغرض، ودون أن أتعب أو أتحرك ،
فلماذا يأتي الله نفسه ويأخذ
جسداً من عذراء ويولد في مذود حقير
بين الحيوانات، ثم يتعب ويتألم ،
ويُصلب بينما يستطيع أن يخلص
العالم بكلمة واحدة؟؟ "...
فطلب الوزير من الملك أن
يعطيه مهلة ثلاثة أيام ليجيبه عن
وذهب إلى أحد النحاتين الماهرين
وهيأته حجم وهيئة
الطفل البالغ من العمر سنتين ،
وذهب الوزير سراً إلى خادمة في
القصر الملكي كانت هي المكلفة
بالعناية بالأمير الصغير والتجول
به في عربته الخاصة في حدائق القصر .
القصر، غداً في الساعة الخامسة مساء...
أعلى، إقلبي العربة وأسقطي
التمثال الخشبي في البركة، ولا
تخشى عقاباً "...
وفي الغد في الساعة الخامسة مساءً،
جالساً مع وزيره المسيحي بجوار
البركة يتحادثان.
تمثال الأمير الصغير.
الوزير ذراعه اليسرى،
منظر الأمير الصغير...
البركة وانبطح لينتشل
من الغرق! ولكنه سرعان ما
اكتشف أنه تمثال لا أكثر ،
فاندهش، وتساءل في غضب...
"
ولكن لماذا لم تأمرني يا مولاي
أنا أو أي واحد من الخدم أن ننزل
ونخلص ابنك..؟؟" فأجاب الملك
" المحبة الأبوية هي التي دفعتني
إلى ذلك وكيف أقعد عن خلاص ابني
وآمر غيري بتخليصه..؟؟" فقال له
الوزير: "هذه هي إجابتي عن
سؤالك ".....
إن الله يحبنا أكثر من محبة
الآباء لأولادهم، ولذلك دفعته
أن ينزل إلى الأرض، ويولد في المذود
الحقير ويتألم ثم يصلب ويقوم، لكي
يخلصنا هو ،
ولا يمكن أن يقوم بمهمة خلاصنا
أحد غيره .
"لأنه هكذا أحب الله العالم
حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك
كل من يؤمن به بل تكون له الحياة
(الأبدية" (يوحنا 3:16