يا أيها المعزي السماوي ماذا أرى في حياتي على الأرض؟ سلسلة لا تنقطع من التجارب. أعيش كالأجير الذي يترقب نهاية اليوم ليستريح من تعبه وينال أجرة لمعيشته. يسلمني النهار بكل مشقته لليل، ويسلمني الليل برعبه للنهار. متى أجد راحتي؟ وسط الضيقات أصرخ، في وسط ضيق هذا العالم تئنُ نفسي في داخلي! تُرى هل يدرك أحد ثقل صليبي؟ هل يشاركني أحد مرارة نفسي! ضيقاتي طمت فوق رأسي، وضاق قلبي جدًا
سيدي أفضح خطيتي أمام عيني، عوض الصراخ من كثرة الضيقات، أغرق في لجة محبتك يا غافر الخطايا، ومنقذ نفسي من الفساد! لا أرى في قلبي سهام العدو الملتهبة نارًا. بل وسط الضيق أرى سهام حبك تخترق أعماقي. يتحول كل كياني إلى عُرس مفرح. أغني وأرنم: إني مجروح حبًا! لا أعود أترقب تعزية من بشرٍ، ولا أشعر بعد بتفاهة حياتي!
إن كانت حياتي قد صارت كطعامٍ كريهٍ بلا ملح، بحبك أراك الملح الحقيقي الذي يسكب عذوبة على أعماقي. بك أصير ملحًا للأرض ونورًا للعالم! لا أعود أرثي ضعفي، لأنك أنت قوتي وعوني. في وسط ضيقي صارت تعزيات البشر ثقلًا على نفسي
أنت يا أيها المعزي السماوي، فتهبني روحك في داخلي ينبوع مياه حية، تنعش نفسي، وتجدد حياتي، تنزع كل تراب في داخلي تحول قفري إلى جنة سماوية. ليس موضع للجليد في داخلي، لأن روحك لهيب نار متقد، من يقدر أن يطفئه؟
أنت فالمعلم العجيب، تعلم بالوصية المملوءة حبًا. تتحدث معي لأتحدث معك، ترشدني وتحملني فيك، وتصعد بي إلى حضن أبيك مبررًا فيك! توبيخات البشر كثيرًا ما تدفعني إلى اليأس، تحطم أعماقي، فأشتهي الموت. توبيخاتك تحمل أبوة حانية، تجرح وتعصب، تقتلع الزوان من حقلك، لتغرس جنتك في أعماقي، حزمك يحمل عذوبة فائقة. نظراتك تحمل مع العتاب حنوًا فائقًا! أنت هو رجائي وسروري وكنزي! بك لا أرهب الموت، بك تتحول رحلتي الشاقة إلى عبور مفرح!
لترافقني في طريق آلامي، فتتحول أحزاني إلى أغانٍ وتسابيحٍ لا تنقطع! لتكن أنت صديقي الفريد، كلماتك جادة مملوءة عذوبة نظراتك تهب رجاءً، وتسحق نفسي بالحب! اللقاء معك يحول قلبي إلى هيكلٍ لك. لمساتك تلهب كل كياني لأنطلق إليك!
لتأتي وتسكن فيٌ، وأسكن فيك إلى الأبد
القمص تادرس يعقوب ملطي
No comments:
Post a Comment