وعندما طردوا الأنبا ابرام ومجموعة من زملاؤه وتلاميذه من دير السيدة العذراء المحرق رفض أن يخرج تلميذه القمص ميخائيل من الدير معهم وقال: لا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، أتركوه فهو يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا
كان القمص ميخائيل البحيري المحرقي رجل صلاة وكان يقول: يجب على المصلي أن يثق تماماً ويؤمن بحرارة قلبية بأن صلاته مسموعة
كان القمص ميخائيل البحيري المحرقي محباً لقراءة الكتب وعندما ضعف نظره كان يطلب من أحد الرهبان أن يقرأ له، ومن عباراته: القراءة كالصلاة ففي القراءة يخاطبنا الله وفي الصلاة نخاطب نحن الله
كان له صوت جميل يترنم في كل وقت، وكان صانع سلام في الدير بين الرهبان وبعضهم
من أقوال القمص ميخائيل البحيري المحرقي
محبة المال لص يسلب الانسان أعز ما لديه وهو محبة الله
ﺇثبت في الله يحبك الجميع
لا تبك موتى الأجساد بل ﺇبك موت الأرواح
حاذر من التهاون في أمر خلاصك لأنك لا تعرف متى ينتهي الأجل
في أول اجتماع للمجمع المقدس حضره نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث)، وكان ذلك سنة 1963م اقترح أن يُضم إلى عداد قديسي الكنيسة: الأنبا إبرآم أسقف الفيوم، والأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية. واقترح أحد الأعضاء أن يُضم أيضًا القمص ميخائيل البحيري (المعاصر للأنبا إبرآم)، ووافق المجمع المقدس بدون مناقشة، إذ كان هؤلاء الثلاثة جميعًا فوق مستوي النقاش... وأصبح الأمر رسميًا
هو تلميذ القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم. ولد هذا القديس سنة 1563 ش - 1848م في بلدة اشنين النصارى إحدى قرى مركز مغاغة بمحافظة المنيا، من أبوين مسيحيين بارين فاضلين مملوءين من نعمة الله، محبين للخير، مشهودًا لهما من جميع الناس بالتقوى والفضيلة. ولما بلغ الثانية عشر من عمره تنيح أبوه، ثم بعد ذلك بأربع سنوات توفت أمه
يروي لنا القديس: بعد نياحة والدي أخذني أقاربي إلى أحد البيوت المجاورة خوفًا من أثر البكاء علي صحتي. وبينما أنا جالس في عزلتي علي سطح المنزل إذ بي أري والدي صاعدًا إلى السماء، محاطًا بالملائكة النورانيين، فعرفته وناديته: يا أبي، يا أبي. فقالت لي الملائكة: أطلب لكي تكون آخرتك كآخرته، ثم اختفوا عني
رهبنته
اعتاد أحد الآباء الرهبان يدعي القمص تاوضروس المحرقي أن ذهب إلى قرية اشنين النصارى. وكان يلتقي به الشاب الصغير ميخائيل يسمع منه الكثير عن سير القديسين وحياة الرهبنة كحياة سامية في الرب، فكان يمارس هذه التداريب تحت إرشاد أب اعترافه، فذاق الحياة الرهبانية في غرفته الخاصة. في العشرين من عمره ترهب بدير السيدة العذراء بالمحرق في وقت رئاسة القمص بولس الدلجاوي (القديس أنبا إبرآم)، وعاش على طريق معلمه الأنبا ابرآم، فكان متحليًا بالفضائل الكثيرة أبرزها التواضع والمحبة. وأخذ يدرب نفسه على تجليد الكتب، فجلد الكتب القديمة بمكتبة الدير لصيانتها، وأتى زوار الدير إليه بكتبهم أيضًا، وكان يقبل منهم أي أجر ويوزعه على الفقراء من الرهبان والأهالي. وقد دفعه تجليد الكتب إلى قراءتها، ولشغفه بها كان يشجع الرهبان على الاستزادة من القراءة. تتلمذ القديس علي يدي الشيخ المختبر القمص صليب العلواني، فنال معرفة جليلة وتمتع بتداريب روحية للنمو الروحي
وفي طوبة سنة 1591 ش (1874م) طلب معلمه من رئيس الدير سيامته قسًا. وتم ذلك علي يدي الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو وديروط (وقنام) وقسقام
فضائله
كان معلمًا فاضلاً ورجل معجزات فنال على يديه كثيرون نعمة الشفاء التي عجز عنها الطب. فكان الكثيرون يقصدونه من جميع البلاد لينالوا منه البركة. تميز بحبه للهدوء والخلوة بعيدًا عن الضوضاء، وكان لا ينام في الليل إلا اليسير ويقضي الليل مسبحًا مرنمًا ساهرًا. منحه الله سلطانًا على الوحوش وكذلك على الأرواح الشريرة وعلى السحرة والمشعوذين. وقد مرَّ بتجارب عديدة من عدو الخير، فكان يتلقى هذه التجارب بقوة وثبات ولا يكل من ضرباته، بل كلما تظهر له الشياطين يبادلها برسم الصليب والتواضع التام، وكان يصارعهم حتى فقد بصره، وكان يحاربهم بأصوامه الكثيرة والصلاة. ومن تواضعه أنه حتى بعد رسامته قمصًا كان يقوم بنظافة كنائس الدير دون تَكبُّر، كما كان يقوم بزراعة البستان داخل الدير من ناحية قصر رئاسة الدير، ومازال منها حتى الآن نخلتان في الناحية الغربية من القصر في الطريق المؤدي إلى الكنيسة الأثرية بدير المحرق تعرفان باسم نخلتيّ أبينا القديس ميخائيل البحيري. عزل القمص بولس الدلجاوي من رئاسة الدير في عام 1586 ش هبت عاصفة شديدة ضد رئيس الدير القمص بولس الدلجاوي (الأنبا ابرآم) فعُزل من رئاسة الدير وطُرد منه. ترك هذا الأب الدير ومعه أبناؤه، وطلبوا من القمص ميخائيل البحيري مرافقتهم. لكن القمص بولس الدلجاوي لم يوافقهم عل طلبهم وقال لهم: دعوه في الدير ولا تحرموا المجمع من وجود رجال الله، لئلا يكون محاطًا بالغضب الإلهي. دعوه فإن هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا، ويكون بركة في هذا المكان
حزن القديس لمفارقته أبيه ورئيسه المحبوب. وقد لاقي القديس الكثير من المضايقات، إذ حاول الرهبان أن يرغموه علي ترك الدير. أما هو فاحتمل الكثير في هدوء وصبر طاعة للوصية الإلهية. كمثال إذ كان يقوم بصنع الخبز ذهب أحد المجهولين إلى قلايته وأخذ كل ملابسه ومتعلقاته منه. عاد إلى القلاية وثوبه مملوء بالعجين ومبلل بالماء فلم يجد ما يرتديه. اشتكي لرئيس الدير متوقعًا أن يقدم له ثوبًا يرتديه وإذ به يلومه مدعيًا أنه قد أهان الرهبان واتهمهم بالسرقة، مع أنه لم يتهم أحدًا. واضطر أبوه الروحي القمص صليب العلواني أن يقدم له ثوبًا خشنا كان يرتديه طوال الشتاء ولم يكن لديه ما يستبدله لتنظيفه. ولم يفقد هذا القديس سلامه ولا فرحه الداخلي وسط كل المتاعب، بل هذه كلها كانت تدفعه للجهاد الروحي ليسند الكثيرين
إذ فقد بصره وضعف سمعه جدًا وخارت قوته الجسمية كان لا يكل عن الذهاب إلى الكنيسة يوميًا. وإذ سأله أحد أبنائه الذي كان يستعين به للذهاب إلى الكنيسة: يا أبتاه اجلس في قلايتك ويكفي صلواتك بها فأنت لا تقدر أن تسمع ولا أن تري، فما الداعي لذهابك إلى الكنيسة؟ أجابه: يا ابني، عندما أذهب إلى الكنيسة أشتم رائحة البخور، هذا يعزيني كثيرا، فأري ما لم تره عين وأسمع ما لم تسمعه أذن. محبته للفقراء ونسكه لم يكن في قلايته شيء يُذكر فقد تدرب علي يديه معلمه الأنبا إبرآم أن يقدم كل ما في يديه لاخوة يسوع الأصاغر. دعوه في الدير (رجل الرحمة وأب المحتاجين). منذ دخل الدير لم يأكل لحمًا قط؛ وكان يصوم إلى المساء، ولا يعطي جسده راحة في نوم أو أكل أو شرب. لم يعرف الراحة إذ كان محبًا للعمل. ربط عمله ونسكه بحياة الصلاة، فكان يصلي كل يوم جميع المزامير
مؤانسته للوحوش :- إذ كان في الخامسة عشر من عمره ذهب مع بعض الشبان للعمل في إنشاء الطرق والجسور. عاد مع أحد رفقائه إلى بلدته ليلاً، وكان من المعروف وجود ضباع في هذا الطريق. فجأة ظهرت ضبعتان فخاف الزميل جدًا أما هو فقال له: لا تخف، فإنهما كلبان أليفان، إذ لم يكن قد رأي ضبعًا قبل ذلك. فوجئ الزميل بالضبعين يقتربان من القديس، وكان يداعبهما كما لو كانا كلبين إليفين. وإذ اقترب من القرية اشتمت الكلاب رائحة الضبعين فصارت تنبح مما أزعج القرية وظن أهل القرية أن لصوصًا قد اقتربوا من القرية، فخرجوا من منازلهم حاملين أسلحة، وفوجئوا بهذا المنظر ، ومجدوا الله العامل في قديسيه
ثعبان يسكن معه القلاية
اعتاد القديس أن يقول: اذهب يا مبارك. كلما دخل أحد الرهبان إلى قلايته. ولم يعرف أحد سرّ هذه العبارة حتى أصر أحد أولاده الروحيين أن يعرف السًر، إذ قال له: بحق أبوتك تقول لي من هو هذا المبارك، هل يوجد من يخدمك أو يجلس معك أحد السواح؟ فبكي القديس وقال: ويحي أنا الشقي لأجل ذلك أريك إياه. عندئذ نادي قائلا: تعال يا مبارك؛ عليك ألا تخف يا ابني. وإذ بثعبان ضخم يبلغ طوله ما يقرب من مترين، خرج من وراء (النملية) أي (دولاب الطعام). وقال له القديس: هذا هو صديقي، يشاركني طعامي، واستلذ النوم فوق طيات جسمه إذ أضع رأسي عليه. وبعد ذلك قال: اذهب يا مبارك. واختفي الثعبان من حيث أتى
أخيرًا بعد حياة حافلة بالجهاد تنيح يوم 23 فبراير سنة 1922م في الأسبوع الثاني من الصوم المقدس. تم نقل رفاته فى عهد الانبا ساويرس أسقف ورئيس الدير المحرق اطال الله حياة نيافته يوم 23 فبراير 1991 م ، الموافق 16 أمشير 1707 ش وبحضور 13 أسقف وذلك من مقبرة رؤساء الدير أسفل المعمودية بكنيسة مارجرجس بالدير المحرق إلى المقصورة الخاصة به فى صحن نفس الكنيسة
من أقوال القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي
أتريد راحة البال؟ حافظ على شروط المحبة، محبة الله ومحبة القريب
اثبت في الله يهبك الجميع
اعتياد الأعمال الصالحة يورث سجية البر والتقوى
صلاته فلتكن معنا... آمين
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2010/02/blog-post_24.html
No comments:
Post a Comment