العائلة المقدسة تبارك مصر، هذه العبارة ليست عبارة إنشائية بل نبوة في الكتاب المقدس وتتحقق كل يوم.. مُبارك شعبي مصر. اشعياء 19 : 25 .لتمتد البركة لتشمل كل مصر
رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، جُزء لا يَتجزأ من التاريخ المصري، تذكُرها المَصادر القبطية المصرية بالتفصيل، حتى الإنجيل أشار إليها بدون تفاصيل، ولذا نَعتمد علي المَصادر القبطية في كل تفاصيل الرحلة
العائلة المقدسة مُصطلح ديني تاريخي، أتفق على أنه يتكون من المسيح وهو طفل وأمه السيدة مريم العذراء ويوسف النجار خطيب العذراء مريم، و قد صاحب يوسف النجار المسيح وأمه في رحلة الهَرب من هيرودس الملك ، بحسب الإنجيل، الذي حاول قتل المسيح الطفل فهربت به مريم ويوسف النجار إلى مصر
وقد اصطحبت العائلة المقدسة السيدة سالومي ، أو سالومة وهي أم ابني زبدي
وبحسب الإنجيل تبدأ القصة من دعوة الملاك ليوسف النجار بالهرب بالصبي يسوع وأمه العذراء مريم من وجه هيرودس الذي يريد قتل الطفل، في حُلم (إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ. فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. متى 2: 13 - 14
كانت هناك ثلاث طرق يمكن أن يسلكها المُسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمان وذلك حسبما هو موضح بالمصادر التاريخية القبطية وأهمها ميمر البابا ثيؤفيلس الثالث والعشرين من باباوات الاسكندريه (385 - 412 م) ومنها السِنْكسار القبطي وكتب أخرى
وتدل هذه المصادر على أن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى ارض مصر لم تسلك اى من الطرق الثلاثة المعروفة في ذلك الزمان. لكنها سلكت طريق آخر خاص بها ، وهذا بديهي لأنها هاربة من شر هيرودس ، فلجأت إلى طريق غير معروف
رفح: وهى مدينه حدودية منذ أقدم العصور وتبعد عن مدينه العريش للشرق بمسافة 45 كم. وقد تم العثور في إطلال هذه المدينة على أثار لها صله بالديانة المسيحية
العريش: وهى مدينه واقعه على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وقد تم العثور على بقايا من كنائس في طرقات المدينة
الفرما: هي موقع اثري في غاية الأهمية وهي ميناء هام ومركزاً تجاريا هام. تعتبر الفرما من مراكز الرهبنة. وقد يزيد من أهمية الفرما أنها كانت المحطة الاخيره التي حلت بها العائلة المقدسة في سيناء
تل بسطا: هي من المدن المصرية القديمة وكانت تسمى مدينه الالهه. وتل بسطه بجوار مدينه الزقازيق وقد دخلتها العائلة المقدسة في 24بشنس وجلسوا تحت شجره وطلب الطفل يسوع أن يشرب فلم يُحسن أهلها استقبال العائلة، مما الم نفس العذراء فقام يوسف النجار واخذ بقطعه من الحديد وضرب بها الأرض بجوار الشجرة وإذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتوا منه جميعاً
الزقازيق: أثناء وجود العائلة المقدسة بتل بسطه مر عليهم شخص يدعى (قلوم) دعاهم إلى منزله حيث أكرم ضيافتهم وبارك الطفل يسوع منزل (قلوم) وعند وصولهم لمنزل (قلوم) تأسف للسيدة العذراء مريم لان زوجتة تلازم الفراش منذ 3سنوات وأنها لا تستطيع مُقابلتهم والترحاب بهم هنا قال يسوع لقلوم الآن امرأتك سارة لن تكون بعد مريضة وفي الحال قامت سارة مُتجهة ناحية الباب مرحبة بالطفل وأمة، كانت زيارة العائلة المقدسة وطالبتهم بالبقاء لفترة أطول لان الصبي كان وجوده بركة لمنزلها. وفي التالي أعربت مريم عن رغبتها في زيارة معبد لوجود احتفالات في ذلك الوقت الظهيرة، حملت السيدة العذراء الطفل يسوع و ذهبت مع سارة إلى المعبد و ما أن دخلت المعبد حتى تهشمت التماثيل الجرانيت الضخمة للالهه و تهشم المعبد الكبير و أصبح كومه من الجرانيت انتشر الحدث في كل أنحاء البلدة حتى انه وصل إلى مكتب الحاكم وبدأت التحقيقات، وقد تبين أن السبب هو دخول سيده تحمل طفل صغير و هو في الغالب الطفل المقدس الذي يبحث عنه هيرودس و كان هيرودس قد طلب من الحاكم القبض عليه
صدرت الأوامر إلى العسكر بالبحث عن الصبي في كل ركن من المدينة والبحث عليه؛ وسمع قلوم بكل الترتيبات والخطوات التي اتخذتها السلطات للقبض على الطفل الذي كان سبب بركه وشفاء لزوجته . لذا خاف قلوم على الطفل يسوع فنصح مريم أن تهرب من المدينة بالليل لقلة نشاط العسكر. وفي المساء استعدت العائلة المقدسة لمغادرة المكان وشكروا قلوم و زوجته سارة وبارك الطفل يسوع منزلهما. واخبر الطفل يسوع أمه أن كل مكان زاروه وعاملهم فيه الناس بترحاب يبنى على اسم العذراء مريم كنيسة ياتى إليها الناس للصلاة والعبادة
تقول المصادر التاريخية أن منزل قلوم في المنطقة مابين كنيسة السيدة العذراء مريم و ماريوحنا الحبيب وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس
مسطرد (المحمه): بعد أن تركت العائلة المقدسة الزقازيق وصلوا إلى مكان قفر أقاموا فيه تحت شجره ووجدوا أيضا ينبوع ماء اغتسل فيه رب المجد وأطلق على هذا المكان المحمه. وقد رجعت العائلة المقدسة إلى هذا المكان مره أخرى في طريق عودتها إلى الاراضى المقدسة
بلبيس: بعد أن تركوا مسطرد جددوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس وحالياً هي مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهره بمسافة 55كم. ويروى تقليد قديم أن الطفل يسوع وجد نعشاً محمول لطفل لاْمرأة أرمله كانت تعيش في هذه المدينة فأقامه رب المجد فلما سمعت الجموع تعجبت وأمنت برب المجد
سمنود: بعد أن تركوا بلبيس اتجهوا شمالاً إلى بلدة منيه جناح التي تعرف الآن باْسم منية سمنود ومنها عبروا بطريق البحر إلى سمنود. ويروى تقليد قديم أن العذراء مريم قد شاركت في إعداد خبز لدى سيده طيبه من سكانها وبارك رب المجد خبزها
البرلس: بعد أن ارتحلوا من سمنود واصلوا السير غرباً إلى منطقة البرلس ونزلوا في قرية تدعى شجرة التين فلم يقبلوهم أهلها فساروا حتى وصلوا إلى قرية المطلع حيث استقبلهم رجل من أهل القرية واحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم
سخا: وهي مدينة سخا الحالية وهناك شعرت العائلة المقدسة بالعطش ولم يجدوا ماء. وكان هناك حجراً عبارة عن قاعدة عامود أوقفت العذراء ابنها الحبيب عليه فغاصت في الحجر مشطا قدميه فاْنطبع اثرهما عليه. ونبع من الحجر ماء ارتوا منه
وكانت المنطقة تعرف باْسم بيخا ايسوس الذي معناه كعب يسوع
المطرية وعين شمس: وهي من أقدم المناطق المصرية وهي كانت مركز للعبادة الوثنية. وتوجد بمنطقة المطرية شجره ويقول العالم الفرنسي اْميلينو إن اسم المطرية لم يذكر بالسنكسار إلا لسبب تلك الرحلة وتوجد الشجرة حالياً بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدس استقت منه العائلة المقدسة
الفسطاط: بعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة هناك سكنوا المغارة التي توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حالياً بأسم الشهيدين سرجيوس و واخس
ويبدو أن العائلة المقدسة لم تستطيع البقاء في المنطقة إلا أياماً قليلة نظراً لأن الأوثان هناك قد تحطمت بحضرة رب المجد ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحري للكنيسة بئر ماء قديم
منطقة المعادى: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت إلى منطقة المعادى الموجودة حالياً ومكثت بها فترة وتوجد الآن كنيسة على أسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة
ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف وهي الآن ميت رهينة وهي بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة
منطقة البهنسا: وهي من القرى القديمة بالصعيد ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى وبها كنيسة بأسم العذراء مريم ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربي بئر عميق يقول التقليد الكنسي أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها
جبل الطير: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من البهنسا سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم الآن على بعد 2كم جنوب معدية بنى خالد ويروى التقليد أنه أثناء سير العائلة المقدسة على شاطئ النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ولكن مد رب المجد يده ومنع الصخرة من السقوط فانطبع كفه على الصخرة وصار يعرف باسم (جبل الكف) ويوجد بالمنطقة شجرة يطلق عليها أسم شجرة العابد وغالباً ما تكون هذه الشجرة هي التي سجدت لرب المجد عند مروره بهذه المنطقة
بلدة الأشمونيين: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل الطير عبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين وقد أجرى الطفل يسوع معجزات كثيرة بهذه المنطقة
قرية ديروط الشريف: بعد ارتحال العائلة المقدسة من الاشمونيين سارت جنوباً إلي قرية ديروط الشريف. وأقامت العائلة المقدسة بها عدة أيام و قد أجرى رب المجد عدة معجزات وهناك شفى كثيرين من المرضى. ويوجد بالمنطقة كنيسة علي اسم العذراء مريم
القوصية :عندما دخلت العائلة المقدسة القوصية لم يرحب بهم أهل المدينة وذلك عندما رأوا معبودهم البقرة (حاتحور) قد تحطمت وقد لعن رب المجد هذه المدينة فصارت خراباً، وليست هي مدينة القوصية الحالية وإنما هي بلدة بالقرب منها
قرية مير: وبعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة القوصية سارت لمسافة 8كم غرب القوصية حتى وصلت إلى قرية مير، وقد أكرم آهل مير العائلة فباركهم الطفل يسوع
دير المحرق: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من قرية مير اتجهت إلى جبل قسقام وهو يبعد 12كم غرب القوصية. ويعتبر الدير المحرق من أهم المحطات التي استقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باْسم دير العذراء مريم، تعتبر الفترة التي قضتها العائلة في هذا المكان من أطول الفترات ومقدارها 6 شهور و 10 أيام وتعتبر الغرفة أو المغارة التي سكنتها العائلة هي أول كنيسة في مصر بل في العالم كله، ويعتبر مذبح كنيسة العذراء الأثرية في وسط ارض مصر و عليه ينطبق حرفياً قول الله على لسان نبيه اشعياء فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. إشعياء 19: 19، و في نفس المكان ظهر ملاك الرب ليوسف النجار في حلم و أمر إياه الذهاب إلى ارض إسرائيل.. قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ. متى 2: 20
جبل دُرنكة: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من جبل قسقام اتجهت جنوباً إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير درنكة حيث توجد مغارة قديمة منحوتة في الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة ويعتبر دير درنكة هو أخر المحطات التي قد التجأت إليها العائلة المقدسة في رحلتها في مصر
وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل اى مدينه في مصر كانت الأوثان تسقط في المعابد وتنكسر فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون
وكان دخول السيد المسيح ارض مصـر بركة كبيرة لأرضها وشعبها فبسببها قال الـرب مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ إشعياء 19: 25، وبسببها تمت نبوءة اشعياء القائلة يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ، فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصًا وَمُحَامِيًا وَيُنْقِذُهُمْ. إشعياء 19: 19 - 20، أما المذبح الذي في وسط ارض مصر فهو كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق العامر حيث مكثت العائلة المقدسة في هذا المكان أكثر من ستة شهور كاملة وسطح المذبح هو الحجر الذي كان ينام عليه المخلص الطفل
ودير المحرق يقع في منتصف ارض مصر تماماً من جميع الاتجاهات كما أصبحت في ارض مصر كنائس كثيرة في طول البلاد وعرضها خصوصاً في الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة وباركتها
No comments:
Post a Comment