من اقوال الآباء
قال يوحنا كاسيان: روح الحزن المفسد يظلم النفس، ويحرمها من رؤية الله، ويمنعها من كل صلاح. هذا الروح الشرير إذا ملك على النفس واستحوذ علي الارادة لا يجعلها تصلى بفرح روحانى، ولا يدعها تثابر على قراءة الكتب باجتهاد لئلا تعثر على مفتاح النور فتخرج من فخ الظلمة المخيم عليها. ويصير الانسان متكاسلاً فى كل عمل، مبغضاً للعبادة والصلاة، مسلوب الارادة من رجاء الخلاص، ويهدم كل ما فيه من اشتياق نحو الحياة الابدية حتى انه يقيده يقيود اليأس من رحمة الله.
لذلك وجب أن نسهر ونجاهد ضد روح الحزن المفسد لأنه كما تأكل العثة الثوب فيتهرأ، وتأكل الدودة العود الأخضر فييبس، هكذا هذا الروح المفسد يُضعف النفس ويجعلها جافة لا تقبل كلمة نصيحة أو مشورة من إنسان أو تجيب بكلمة هادئة وديعة، بل يملأها مرارة وضجراً وحسداً. ويشير على النفس أن تفر من الناس لزعمها أنهم سبب قلقها واتعابها. ولا يترك النفس البائسة لتعرف أن سبب قلقها وبلوتها ليس هو من الخارج. بل من الداخل. لأنه واضح أن الانسان لا يتوجع من آخر إلا بسبب مرض النفس المختفى فى اعماقها لذلك قال السيد: "نظف أولاً داخل الكأس والصحفة."
No comments:
Post a Comment