يقع أمام كنيستنا في أمستردام مبني ضخم تملكه بلدية الحي كان يستخدم كمدرسة وسمعنا أن البلدية في طريقها إلي الاستغناء عنه وكان ذلك عام 1997 وجرت بيننا وبين البلدية مفاوضات بهدف الحصول علي حق استخدام المبني سواء بإيجار أوبشرائه وعرضت الأمر علي قداسة البابا الذي تحمس للفكرة وبارك المشروع.
تقابلنا مع المسئول في البلدية وتفاهمنا معه، ووافق علي الفور علي منح حق استخدام مبني المدرسة للكنيسة، وحقق الله لنا أمنيتنا بشفاعة القديس أبي سيفين، وفي 4 يوليو 1997 حضر مندوب البلدية ومعه خطاب التسليم ومفتاح الباب الخارجي وقام بتسليمنا مبني المدرسة، وذلك لكي نستخدمه في الأغراض الثقافية والتعليمية ولم نكن مؤجرين للمبني بل كانت البلدية تدفع المصاريف الدورية كاملة للمبني وفي أشهر الشتاء كانت تقدم لنا مبلغا لتغطية تكلفة التدفئة.
وفي يوم من أيام شهر نوفمبر 1997 إذ اقترب عيد القديس أبي سيفين قام شباب الكنيسة بالبدء في إعداد إحدي القاعات لتحويلها إلي مذبح للقديس أبي سيفين، وبينما هم يعملون فوجئوا بمجموعة ضخمة من الـKrakers قامت باقتحام المبني واحتلاله بالقوة، فقمنا بإبلاع البوليس... وبقوة الله وشفاعة القديسة العذراء القديس الشهيد البطل أبي سيفين قام رجال الأمن بطردهم من المبني في خلال أربع ساعات، علما بأنهم عادة لا يتركون أي مكان يحتلوه قبل ستة أشهر.
وفي عام 2002 حدث عقب الانتخابات أن نجح أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة التي لا تعمل لمصلحة الأجانب واشترك في ائتلاف الأحزاب الذي قام بتشكيل الحكومة، وكان لهذا الحزب ممثل في بلدية الحي الذي تقع فيه الكنيسة فحدث أن بدأ يطالب بأن تخرج الكنيسة من مبني المركز الثقافي، بل أنه قام بإبلاغ إدارة المطافئ للتفتيش علي المبني ومدي مطابقته لمواصفات الحريق حسب القوانين الجديدة، والمبني قديم ولم يتم تجديده لعقود طويلة ومواصفات الحريق تغيرت عدة مرات، وإذ قام المفتشون بزيارة المبني قرروا أنه غير مطابق للمواصفات الجديدة التي قررتها إدارة المطافئ وعلي الفور قاموا بإغلاق المبني وأرسلوا خطاب يحذروننا من استخدامه!!!، ولجأت الكنيسة إلي الصلاة وطلب معونة الله وعمل الآباء القديسين، وقام أطفال مدارس الأحد جميعا بالصلاة من أجل أن يحافظ الله علي المبني الذي أحبوه ويمارسون فيه أنشطتهم.
اهتز الائتلاف الحاكم وتحالفت الأحزاب التي تشكل الحكومة ضد الحزب اليميني المتطرف واتفقوا علي إخراجه من الائتلاف وسقطت الحكومة وأعيد تشكيلها بدون هذا الحرب، وعلي المستوي المحلي تغير تشكيل مجلس البلدية وخرج الحزب اليميني الذي كان يعمل ضد مصلحة الكنيسة، ومع خروجه تم إغلاق كل الملفات الخاصة به ومن ضمنها ملف مبني المركز الثقافي وهدأت الأحوال وحضر مندوب من البلدية لاحتواء الأزمة وطلب منا لكي يسمح لنا بإعادة فتح المبني للاستخدام أن نقوم ببعض الإصلاحات في المبني حسب مواصفات إدارة المطافئ، بل أنه تطوع بتدبير مقاول يقوم بتنفيذ هذه الأعمال، وبسرعة تم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأعيد فتح المبني للاستعمال. وهكذا بقيت الكنيسة في المبني وذهب الذين لا يرجون لها الخير.
في ديسمبر 2004 فوجئت الكنيسة بأن البلدية تنوي بيع مبني المدرسة لإحدي شركات الإسكان التي سوف تقوم بتحويله إلي مشروع إسكان للطلبة ونشر الخبر في الجريدة المحلية للحي.
وبقيت متحيرا لا أدري ماذا ينبغي أن نفعل؟ وجاءت سيدة هولندية وهي محامية وتعمل في مجلس المحافظة وكانت تردد علي الكنيسة للانضمام إليها، وعرضت أن تقوم بالاتصال بعمدة الحي الذي تقع فيه الكنيسة. حيث إنه زميلا لها في مجلس المحافظة، وقامت بمقابلته وعرضت عليه طلب الكنيسة في ملكية مبني المدرسة لاستغلاله في الأنشطة الثقافية والتعليمية والاجتماعية وتعاطف العمدة مع الطلب ووعد بزيارة الكنيسة، وفي يوم الأحد 30 أكتوبر 2005 قام بزيارة الكنيسة وحضر جزءا من القداس ثم قام بالمرور علي فصول مدارس الأحد والشباب وتناقش مع الخدام وأطلع علي نشاط السيدات في المشغل، ووعد بدراسة الموضوع في أقرب وقت لاتخاذ القرار المناسب.
وفي يوم الاثنين 28 نوفمبر 2005 قام العمدة بدعوة أعضاء مجلس الكنيسة للاجتماع في مبني الحي، حيث أبلغنا أن البلدية اقتناعا منها بالرسالة الثقافية والتعليمية التي تقوم بها الكنيسة في مبني المدرسة وافقت علي عرض المبني علي الكنيسة لشرائه. وفي 5 سبتمبر 2006 قرر مجلس الحي بالأغلبية المطلقة بيع مبني المدرسة للكنيسة. وفي 30 نوفمبر 2007 تم نقل ملكية المبني للكنيسة القبطية، بعد أن قررت البلدية أن تقدم المبني للكنيسة بمبلغ رمزي وقدره واحد يورو علي أن تقوم الكنيسة بدفع ثمن الأرض، وتقوم كذلك بالتجديدات والترميمات المطلوبة خلال عامين.
في بداية شهر سبتمبر 2008 بدأت بنعمة الله عملية تجديد المبني وشملت عدة مراحل: ترميم سقف المبني وتنظيف واجهاته الأمامية والجانبية من جهة الشارع، وتجديد واجهاته من جهة الحديقة الداخلية، وفي الجناح الأيسر للمبني تم تنفيذ مشروع إسكان للطلبة المغتربين، يشمل ستة عشر وحدة وله مدخل خاص. ومن إيراد هذا المشروع نقوم بتسديد قرض البنك.
في الجناح الأيمن تم تجديد وبناء ستة عشر قاعة دراسية تصلح لخدمات مدارس الأحد والشباب والأنشطة في الجزء الأوسط من المبني في الدور الأول: قاعة الاحتفالات وقاعة أخري للاجتماعات، نادي الشباب، مكتبة استعارية، مشغل.
في الدور الثاني: كنيسة القديس أبي سيفين ومساحتها 300 متر مربع، قاعة دراسية للمعاقين، ومتحف قبطي، مكتبة.
مساحة الأرض تبلغ 2200 متر مربع، تشغل منها المباني 1000 متر مربع والباقي سوف يستغل في حديقة للأطفال، ملعب رياضي، كافتيريا.
في جريدة وطنى - ﺇصدار أول: السنة 52 العدد 2548 - ﺇصدار ثان: السنة 10 العدد 514 – يوم الأحد الموافق 24 أكتوبر (تشرين أول) 2010 ميلادية، 14 بابة 1727 شهداء (قبطية)، 16 ذو القعدة 1431 هجرية (للهجرة) – الصفحة الثالثة (3)، متابعات
http://www.watani.com.eg
No comments:
Post a Comment