Saturday, October 6, 2012

نكران الذات



نكران الذات

عندما كان اللومبرديون يسيطرون على شمالي إيطاليا، وقع بين أيديهم أحد الشمامسة أسيراً، فقرر الأعداء ان ينزلوا به أشدّ العذابات.  فتوسط أحد المؤمنين لدى الأعداء، كي يخلوا سبيل الشماس الأسير.  لكن جهوده باءت بالفشل ولم تفلح. 

 كل ما استطاع عمله انه تمكن من إقناع الأعداء ان ينقلوا الشماس إلى مكان مريح. لكن الأعداء توعّدوا الرجل انه في حال هروب الأسير سيُلقى القبض على الكفيل ويسلّم للموت.
 
وهكذا كان. وفي إحدى الليالي العاصفة والممطرة، قام الكفيل تحت جنح الظلام، ومضى إلى غرفة الشماس وأيقظه، وطلب منه ان يهرب.  وكان قد أعدّ له حصاناً قوياً لرحلته.
 
فقال له الشماس الذي كان الحكم بالموت قد صدر بحقه: كيف أهرب وتموت أنت؟ كيف أقبل ان تموت أنت عنّي؟
 
وفي صبيحة اليوم التالي، تم إستدعاء الأسير لينبه حكم الموت.  فلما دخل الجلاد الغرفة، لم يجد فيها أحد. للحال أرسل من ألقى القبض على الكفيل، فسيق إلى الموت بدلاً من الشماس.
 
ولما مثل أمام الحاكم، قال له ذاك: أعرف أنك إنسان حسن الأخلاق وطيب.   ولكني أعرف أيضاً أنك شجاع حتى تقوم بمثل هذا العمل.  لذا أسألك، قل لي بأية طريقة تريد ان تموت؟
 
فقال الأسير وببرودة: إقتلني بالطريقة التي كان سيموت بها ذاك. للحال جاء القرار بالموت بقطع الرأس.  فوقف الجلاد بسيفه ينتظر الأمر للتنفيذ.
 
جثا الرجل على ركبتيه وراح يصلي إلى الله ان يقبل عمله، بينما راحت نفسه تتهلل، لأنها بعد لحظات ستكون بجوار السيد. أمر الحاكم الجلاد بحركة من يده ان يرفع سيفه لينزله على رأس الأسير.  ولما فعل، جمدت يداه في الهواء، ولم يستطع ان يتحرك.  فقد انتابه موجة من الآلام المبّرحة، فبدأ يصرخ كالكلب المسعور
 
فارتعد الحاضرون وقالوا: وماذا سنفعل الآن؟ يبدو ان الله إلى جانب هذا الرجل.  ثم بدأوا يتوسلون إلى السجين ان يفعل شيئاً.  فقال للجلاد: يا أخي أنزل يديك، فأنزلهما.  فعاد الوضع كما كان عليه قبل حين. للحال، حلّوا قيوده وأطلقوه. 

أما هو فرغب ان يعيش بينهم طوال حياته رسولاً للمسيح 



Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News