Saturday, December 28, 2013

الصلاة هي سلاحنا - العلامة ترتليان







 صلوا بلا انقطاع "   1  تس 17: 5"


الصلاة وحدها هي التي تغلب الله. لكن أكد السيِّد المسيح أنها لا تعمل لحساب الشر، وقد أعطاها كل فاعليتها عندما تُستخدم للخير. فهي لا تعرف إلاَّ أن تحول الضعفاء إلى القوة، وتشفي المرضى، وتحل المقيدين بالأرواح الشريرة، وتفتح قضبان السجون، وتفك قيود الأبرار

كما أنها تَغسل العيوب وتُثبط التجارب، وتُطفئ نيران الاضطهاد، وتُعزي النفوس الخائرة، وتُشجع المطروحين، وتُرشد المسافرين، تُهدئ الأمواج، وتُرهب اللصوص، وتُنعش المساكين، وتَضبط الأغنياء

الصلاة تُقيم الهابطين، وتُخلص الساقطين، وتُثبت الواقفين

الصلاة هي سور الإيمان. فهي تُسلحنا وتطلق سهامًا تجاه العدو المتربِّص لنا من كل ناحية.  فلن نكون عزَّل .  في النهار نكون واعين بواجبنا، وفى الليل بسهرنا. وإذ نحمل سلاح الصلاة نحرس لواء قائدنا  وننتظر مصلين لبوق رئيس الملائكة
فما حاجتنا بعد إلاَّ إلى الصلاة؟ فالرب يسوع نفسه كان يصلي له المجد والكرامة من دور فدور


علمني يا رب كيف أصلي
لترفع قلبي وفكري وكل أحاسيسي إليك
اَلتصق بك فأتمتع بإمكانياتك
هب لي ألاَّ أتوقف عن الصلاة
فهي نبضات قلبي الداخلي



Share

Monday, December 16, 2013

احفظني من صقيع الرياء - البابا غريغوريوس الكبير






"المحبة فلتكن بلا رياء، كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير"
 (ﺭﻭﻣﻴﺔ 12: 9)
عنقود يفسد مثل كرمة في بدء ازدهارها، ومثل زيتونة تطرح زهرها، فإن جماعة المرائين ستكون عقيمة
(ﺃﻳﻮﺏ 15: 33 )

لنتأمَّل كيف أن المرائي يفسد مثل كَرْمة في بدء ازدهارها، أو مثل زيتونة تطرح زهرها

إن كانت كرمة ما عندما تخرج زهورها يلمسها برد شديد خلال تغيُّر الجو فجأة، فتفقد كل رطوبتها أو خضرتها. هكذا يشتاق البعض إلى طرق القداسة بعد سلوكهم فترات من الشرّ. ولكن قبل أن تثبت فيهم الشهوات الصالحة يحل بهم نوع من ترف الحياة الحاضرة، فيرتبكون به في اهتمامات خارجيَّة، وإذ ينسحب فكرهم عن حرارة الحب الداخلي، كما لو صار صقيعًا، يُقتل فيهم كل ما بدأ يظهر فيهم من نبتات للفضيلة. فإنه بالتصرُّفات الأرضيَّة يصير الذهن باردًا للغاية، إن لم يثبت في الداخل

"ويكون مثل زيتونة تطرح زهورها"، فإنه إذ تكون الزيتونة قد أزهرت، وتتلامس مع ضبابٍ كثيفٍ، تتجرَّد من كمال الثمار. وكما أن الكثيرين من الذين يدخلون إلى الأعمال الصالحة يُمدحون كثيرًا من الذين يرونهم، وإذ يجدون لذَّة في مديحهم يحل ضباب على أفكارهم، فلا يعودوا يميِّزون بأيَّة نيَّة يفعلون هذا، فيفقدون ثمر عملهم، بضباب حب المديح. حسنًا قيل بسليمان: "لنبكِّر إلى الكرم، لنرى إن كانت الكروم قد أزهرت، وحملت الزهور ثمارًا"   نش ٧: ١٢ 



تُزهر الكروم عندما تقدِّم أذهان المؤمنين أعمالاً صالحة، لكنَّهم لا يحملون ثمرًا إن كانوا في هدفهم لا يستطيعون التغلُّب على الانتصار على ممارستهم الخاطئة




يبدو المراءون مثمرين ومخضرِّين في أعين زملائهم 
لكنَّهم في نظر الديَّان الخفي يظهرون بلا ثمر وذابلين

من يحميني من صقيع الرياء؟ 
من يحوِّط حول أعماقي من حب المديح؟
من يرعاني بعيدًا عن المجد الباطل؟
أنت وحدك مجدي وعزِّي! 
حبك يلهب قلبي بنارٍ سماويَّة، 
 فيبددِّ صقيع الرياء


Share

Friday, December 13, 2013

اﻷب اﺳﺤﻖ




من أقوال مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث

الذي يبرر نفسه، يبقى دائماً حيث هو، لا يصلح من ذاته شيئاً،
لأن ذاته جميل في عينيه بلا عيب، أما الذي يحاسب نفسه بدقه،
ولا يعذر نفسه مطلقاً مهما كانت الظروف،
فهذا هو الشخص الذي يمكن أن يتخلص من عيوبه معترفاً بنقائصه



كان اﻷب اﺳﺤﻖ، رﺟﻠًﺎ ﺑﺎرًا وﺗﻘﻴًﺎ. كان ﻳﺪرس اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻟﻴﻠًﺎ وﻧﻬﺎرًا ﻳﻄﺒّﻖ ﺑﺪﻗّﺔ كل أواﻣﺮﻩ. وﻗﺪ ذاع ﺻﻴﺘﻪ وﻗﺼَﺪَﻩ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮوﻧﻪ.  و ﻓﻴﻤﺎ كان ﻳﺘﻘﺪّم ﺑﺎﻟﺴﻦ كان ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺘﻌﺎﻇﻢ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﺮى أﺧﻴﺮًا ذﻟﻚ اﻹﻟﻪ اﻟﺬي كان ﻳﺨﺪﻣﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ.  ذات ﻣﺴﺎء، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺼﻠّﻰ هكذا: ﻳﺎ ربّ، إﻟﻪ ﺁﺑﺎﺋﻲ، اﺻﺮف وﺟﻬﻚ ﻋﻦ ذﻧﻮﺑﻲ، أﻧﻈﺮ إﻟﻲّ ﻧﻈﺮة ﺗﻌﻄّﻒ. وإذا كنت ﻗﺪ وﺟﺪت ﺣﻈﻮة ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ، ﻓﺎﻣﻨﺤﻨﻲ ﻧﻌﻤﺔ أﺧﻴﺮة: اﺳﻤﺢ  ﺑﺄن أرى وﺟﻬﻚ وﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺔ واﺣﺪة، ﻗﺒﻞ وﻓﺎﺗﻲ. ﺣﻴﻨﺬاك أرﻗﺪ ﺑﻨﻔﺲ
ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ رﻗﺎدي اﻷﺧﻴﺮ

ﻓﺴُﻤﻊ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺻﻮت اﻟﻘﺪوس، ﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻪ، ﻳﻘﻮل: ﻳﺎ اﺳﺤﻖ، ﺧﺎدﻣﻲ اﻷﻣﻴﻦ، ﻓﻠﻴﻜﻦ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ، ﻓﻐﺪًا ﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، كن ﻣﺴﺘﻌﺪًا، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺳﺄوﻣﺊ إﻟﻴﻚ
ﻓﻐﻤﺮ اﻟﻔﺮح اﻷب اﺳﺤﻖ واﺳﺘﻌﺪّ ﻟﻠﻘﺎء رﺑﻪ، ﺑﺎﻟﺼﻴﺎم وﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺎب. وإذ أﻗﺒﻞ اﻟﻐﺪ، أﺳﺮع إﻟﻰ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻗﻔﻞ راكضاً إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ

كاﻧﺖ ﺣﺮكة كبيرة ﺗﺪبّ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ. واﺳﺘُﻘﺒﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺘﺎﻓﺎت اﻟﻔﺮح . ﻓﻤﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ كاﻧﺖ كنته ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻌﺎدها ﻓﺄﻧﺠﺒﺖ أول أﺣﻔﺎدﻩ. وﺻﺎح ﺑﻪ اﺑﻨﻪ اﻟﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ: ﺗﻌﺎل واﻧﻈﺮه.  وﻟﻜﻨﻪ دﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ وهو ﻳﻐﻤﻐﻢ: ﺣﺴﻨا، ﺣﺴﻨا ﺟﺪًا.  ﺳﻨﺘﺮك اﻷﻣﺮ ﻟﻤﺮة أﺧﺮى، واﻧﺪﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺴﻠّﻢ اﻟﻤﺆدّي إﻟﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﺣﻴﺚ كان ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻪ أن ﻳﺼﻠّﻲ. واﺧﺘﻔﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ أن ﻣَﻨَﻊَ ﺑﺼﺮاﺣﺔ أن ﻳﺰﻋﺠﻪ أﺣﺪ، ﺣﺘﻰ وﻟﻮ كان ذﻟﻚ ﺑﺪاﻋﻲ ﺣﻤﻞ اﻟﻄﻌﺎم إﻟﻴﻪ

ﻓﻴﻤﺎ كان ﻳﺼﻌﺪ اﻟﺪرﺟﺎت ﺑﺄﺳﺮع ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ، اﺻﻄﺪم ﺑﺄﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ، اﻟﺬي هتف ﺑﻪ ﻗﺎﺋﻠًﺎ: إن ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻗﺪ اﺗﻬﻢ زورًا. ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﺄتِ ﻟﺘﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻪ،  ﺳﻴﺪﻳﻨﻪ ﻗﻀﺎة ﻇﺎﻟﻤﻮن. أﺗﻮﺳﻞ إﻟﻴﻚ، ﻓﻠﻨﺬهب كلاﻧﺎ دون أي ﺗﺄﺧﻴﺮ! وﻟﻜﻨﻪ ﺻﺎح ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ: ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﻴﻮم، وﻗﺪ أﺧﺬﻩ رﻋﺐ ﻣﺠﻨﻮن ﻟﺪى ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎل ﺗﻔﻮﻳﺖ ﻣﻮﻋﺪﻩ

وﻟﻤﺎ ﺻﺎر وﺣﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ، أﺧﺬ ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻧﺘﻈﺮ. اﻧﺘﻈﺮ كل ﻓﺘﺮة اﻟﺼﺒﺎح، اﻧﺘﻈﺮ كل ﻓﺘﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ. وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺪوس، ﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻪ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴُﻈﻬﺮ ذاﺗﻪ ﺑﻌﺪ.  ﻓﻜّﺮ،  ﻻ ﺑﺪ أن ﺻﻼﺗﻲ ﺗﻨﻘﺼﻬﺎ اﻟﺤﺮارة.  ﻗﺪ أكون أﻃﻠﺖ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻮق اﻟﻠﺰوم ﻣﻊ اﺑﻨﻲ أو ﺗﻠﻤﻴﺬي.  ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﺻﻮات اﻟﺸﺎرع ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺸﺮود.  ﻟﺬا ﺻﻤّﻢ أن ﻳﺴﺠﺪ وأن ﻻ ﻳﺒﺪي ﺣﺮاكاً ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ

وﻟﻜﻨﻪ ﻋﺒﺜًﺎ ﺣﺎول ﺳﺪّ أذﻧﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاخ واﻟﻀﺠﻴﺞ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪا ﻓﺠﺄة ﻣﻦ اﻟﺴﻠّﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻌﻪ ﺗﺠﻨّﺐ ﺳﻤﺎع اﻟﺼﻮت اﻟﺬي كان ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻲ أذﻧﻪ ﺑﻨﺒﺮة ﺛﺎﻗﺒﺔ: ﺑﺎﺳﻢ اﻹﻟﻪ اﻟﺤﻲّ، ارﺣﻤﻨﻲ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪ، أﻋﻄﻨﻲ ﻗﻠﻴﻠًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل، ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺤﺮوم ﻣﻦ كل ﺷﻲء وأﻧﺖ ﻏﻨﻲ.  وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺣﺘﻰ وﻻ ﺑﺮﻓﻊ رأﺳﻪ.  وكان اﻧﻔﺮاﺟﻪ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻜﺘﺖ أﺧﻴﺮًا أﻧّﺎت اﻟﺪﺧﻴﻞ وﻗﺪ ﻃﺮدﻩ اﻟﺨَﺪَم ﺑﻀﺮﺑﺎت كبيرة

ﻋﺎد اﻷب اﺳﺤﻖ إﻟﻰ اﻧﺘﻈﺎرﻩ اﻟﻤﻨﻔﺮد. ﺣﻞّ اﻟﻤﺴﺎء ﺛﻢ هبط اﻟﻠﻴﻞ ، وﻟﻜﻨﻪ كان ﻻ ﻳﺰال وﺣﻴﺪًا.  وأﺧﻴﺮًا اﻧﻔﺠﺮ ﻳﺄﺳﻪ. ﻓﻤﺰّق ﺛﻴﺎﺑﻪ وﺷﻜﺎ ﺑﺤﺮارة: ﻣﺎذا ﻓﻌﻠﺖُ ﺑﺤﻘّﻚ، ﻳﺎ اﻟﻬﻲ، ﺣﺘﻰ اﻧﻚ ﻧﺴﻴﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ هذا اﻟﻤﻨﻮال؟  كيف ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻬﻤﻞ أﻧﺖ ﻋﻠﻰ هذه اﻟﺼﻮرة ﻣﺎ ﻗﻄﻌﺘﻪ ﻣﻦ وﻋﻮد؟

ﻋﻨﺪ ذاك ﺳُﻤﻊ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺻﻮت اﻟﻘﺪوس ﺗﺒﺎرك اﺳﻤﻪ، ﻳﻘﻮل ﺑﺼﺮاﺣﺔ: ﻟﻢ أﻧﺴﻚْ ﻳﺎ اﺳﺤﻖ. ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺘﻴﻦ، أرﺳﻠﺖُ بطلبك

وﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﺗﻴﺖُ ﺑﻨﻔﺴﻲ. وﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﺼﻎِ إﻟﻲّ ﻗﻂ، وﻗﺪ ﺗﺮكتني أُﻃﺮد ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻚ

منقول


Share

Monday, December 9, 2013

من كلمات الأنبا موسى الأسود


ينبغي لنا أيها الحبيب أن نجتهد بقدر استطاعتها بالدموع أمام ربنا ليرحمنا بتحننه. لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالفرح

الأنبا موسى الأسود


Share

Wednesday, December 4, 2013

القديس العظيم أبى سيفين





نشأه القديس

  ولد القديس العظيم أبى سيفين عام 225م فى مقاطعة (سيكطس) رومانيا حالياً

وسمى بإسم (فيلوباتير) وهو أسم يونانى معناه ...  محب للآب
  
وكان والديه وثنيين لكنهما أعتنقا المسيحية عن طريق رؤية سماوية ، فأعتنقا الامير (جورديانوس) والد القديس وصار إسمه فى المعمودية (نوح) واعتمدت زوجته باسم ( سفينة) إشارة الى نجاتهما ،اما فيلوباتير اعتمد باسمه ، واعتمد كل اهل بيتهم

وبدأت الاسرة السلوك بمخافة الله وحسب وصاياه وصار الملاك ميخائيل شفيع الاسرة
 
 إلتحاقه بالجيش
التحق القديس بالجيش وهو فى سن السابعة عشر من عمره وكان معروف عنه بالشجاعة فى الحروب ومنحه الله مواهب كثيرة وكان لا يهاب شئ ويثق فى أن الله معنا ...وكان لسان حاله يقول ...  أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى 
حتى اعجبوا به كل الرؤساء حيث انه فيه سمات القائد الشجاع الماهر وكان افضل حامل سلاح فى فرقته

وأطلقوا عليه لقب (مرقوريوس) وهو اسم احد الكواكب ويرمز للنصر والجلال

ومع كل هذا كان فيلوباتير متضعاً جداً يحفظ نفسه وقلبه وروحه وجسده طاهراً
 
 حرب البربر

وفى حرب البربر امر الامبراطور الجيش بالهجوم عليهم وكان من ضمن الجيش البطل فيلوباتير مرقريوس وبينما كانت المعركة فى أشد مراحلها ..
ظهر ملاك الرب للقائد مرقوريوس فى شبه رجل منير يرتدى ملابس بيضاء وفى يده سيفاً وخاطبه قائلاً: " يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح أنى أرسلت إليك لأساعدك وأقودك للنصر فخذ هذا السيف من يدى وحارب به البربر وعندما تغلب أذكر الرب إلهك."

وهنا شعر القديس بقوة إلهية تغمره وأسرع وقتل ملك العدو واعداد غفيرة من
قواد وجنود الاعداء حتى ان البربر اصابهم زعر وهربوا من أمامه.
وعندما علم ديسيوس الملك بالنصر العظيم الذى حققه البطل مرقوريوس
 أحضره وقام بتكريمه ومنحه ألقاباً ونياشين كثيرة وعينه القائد الأعلى للقواد المسلحة الرومانية
 
رسالة من السماء

+ ظهر له الملاك ميخائيل أثناه صلاته " واخبره بأنه سوف ينال العذابات العديدة على اسم ربنا يسوع المسيح وأنه سوف يكون حافظاً له وسيقويه حتى يكمل شهادته .
طلبه الامبراطور ومدحه وتوجه هو وكل اعوانه للمعبد لتقديم القرابين للآلهه ظناً منه انها سبب النصر اما البطل مرقوريوس انصرف الى معسكره.. فوشى به احد الحاقدين عليه للامبراطور انه لم يقدم القرابين والسجود للآلهه كما امر المنشور الامبراطورى

فصعق الإمبراطور عند سماعه لهذا الخبر وارسل له ليتحقق بنفسه قائلاً له

لقد جعلتك قائدا اعلى للقوات المسلحة ووهبتك كرامات ونياشين كثيرة بسبب جرائتك وقد وهبتك الآلهه النصر فهل انت تزدرى بها حقاً ولم تقدم لها التكريم والشكر والعبادة الائقة؟

فأجاب البطل بكل شجاعة:-" ان آلهتك المصنوعة من الحجارة لاتهب النصر او الفشل فهى لها افواه ولم تتكلم ولها أعين ولم ترى ولا تبصر ، لها أذان ولم تسمع مثلها يكون صانعها ، اما انا فقد انتصرت على البربر بقوة ونعمة ربى والهى يسوع المسيح 

فنزع الاوسمة والنياشين فى شجاعة متناهية وهو يقول:- "لتكن لك كرامتك يا جلالة الامبراطور وليرجع لك كل ماقدمته لى .. لانى لم اعبد الا ربى ومخلصى يسوع المسيح الذى يحق له كل اكرام وسجود وهنا القى القديس
المنطقة الذهبية عند اقدام الامبراطور وهو يصيح مجاهراً :-" انا مسيحى اسمعوا كلكم . انا مسيحى"

وكان الامبراطور غير مصدق كل ماسمعه من البطل وشجاعته ونظر له ولوجهه البارع الجمال الوردى اللون المختلط بالبياض .. واخد يلاطفه محاولاً ان يثبته عن عزمه بإغرائات كثيرة ولكن القديس كان مثل الصخر وصاح بكل شجاعة " انا لن اترك عبادة إلهى يسوع المسيح من أجل كرامات وقتية فانية .. وسأظل بنعمته أميناً له حتى الموت

وهنا هدده الامبراطور بالعذاب الشديدة ولكن البطل اجاب عليه قائلاً  " لى الحياه هى المسيح والموت هو ربح" ان العذاب على اسم ربى هو شرف كبير لىّ ، اعلم يا سيدى الملك انى مستعد لا انا أتألم فقط بل انا اموت على اسمه
القدوس. ثم صرخ فيه بكل شجاعة قائلاً : كل ماتريد ان تفعله بى إفعله ولا تتردد
 
سلسلة من العذابات

فأمر الامبراطور بأن يجرد من ملابسه ويربط بين أربعة أوتاد على أرتفاع ذراع من الأرض وان يضرب بدبابيس حادة ووقف ينظره متعجباً من صبره واحتماله للآلام واخذ يستهزا به قائلا .. "اين هو إلهك؟ واين شجاعتك وقوتك فى الحروب ؟  وامر ان يمزقوا جسده بأمواس حاده وأن يشعلوا تحته جمراً ليحترق ولكن سرعان ماإنطفأت النار بسبب سيول الدماء النازفة بغزاره من جسده
 
ثم ألقوا به فى السجن وكان على وشك الموت من كثرة مانال من عذابات
وكان يلتقط انفاسه بصعوبة شديدة ... وإذ بالسجن أضاء بنور شديد وظهر له ملاك الرب وقواه ولمس جراحه وشفاه من كل ألم حتى نهض ووقف يسبح ويمجد الله
واندهش الامبراطور عندما رآه فى اليوم التالى واشد غيظاً وعهده بعذابات شديدة لم يتراجع عن عنده اما القديس فكان قوياً شجاعاً
 
فغضب وامر باحضار اسياخ حديدية محماه لتوضع تحت القديس وأن يسلط على جانبيه مشاعل نارية متوهجة
واثناء التعذيب فوجئ الجميع بإنتشار رائحة زكية جداً عطرت المكان كله بدلاً من رائحة الدخان ،  وأعلن الجمع الحاضر الايمان بالرب يسوع ونالوا اكاليل الشهادة

فصعق الامبراطور وامر ان يعلق القديس فى شجرة منكس الرأس وأن يربط فى عنقه حجر ضخم حتى يختنق ويموت سريعاً ولكن ظل القديس قوياً يحتمل العذابات، وألقوا به فى السجن حتى يلفظ أنفاسه
ولكنه ظل يصلى هذه الليلة كلها
وظهر له الملاك وقواه وشفاه

وكانت المفاجأه المحزنة للامبراطور ، اذبه يجد مرقوريوس على قيد الحياه وسليم تماماً وقال له " يا مرقوريوس اشفق على جسدك واعدل عن عنادك لتستريح .... اما القديس قال له :-" فإنى احسب ان آلام الزمان الحاضر لاتقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا."   ولما رأى الامبراطور ان لا أمل فى اقناعه أمر بإحضار سوطاً مثبتاً فى أطرافه أربعة قطع حديدية وان يجلدوه به حتى يتناثر لحمه وينزف دمه

اما البطل فكان كالحجر الماس إذا أختبر حلاوة الألم لانها الوسيلة التى يتذوق بها حلاة الملكوت
وهكذا وقف القديس بكل شجاعة ولسان حاله يقول : لا يوجد شئ فى العالم يستطيع أن يحولنى عن إيمانى بالمسيح .. لاسيف ولا صليب .. ولا أنياب الوحوش الضارية ولا النار المتلهبة. وها هو جسدى أمامكم أفعلوا به ماتريدون !!
 
فشل كل محاولات الامبراطور

وأخيراً عندما فشلت كل المحاولات.. امر بأخذه الى قيصرية الكبادوك لتؤخذ رأسه هناك بحد السيف. وهناك طلب منهم أن يتركوا ليصلى قبل تنفيذ الحكم،
 
ظهور رب المجد له

وبينما كان القديس مستغرقاً فى الصلاه شاخصاً الى السماء ظهر له السيد المسيح له المجد بنور بهائه العظيم وحوله جوقة من الملائكة ورؤساء الملائكة وخاطبه قائلاً
 
 ياحبيبى مرقوريوس .. قد صعدت صلواتك وطلباتك إلىّ.. فتعال الآن لتستريح مع الأبرار وترث إكليل الحياه
 
 إن أسمك سيكون شائعاً فى كل المسكونة كما ستظهر قوات كثيرة فى البيع التى ستبنى على إسمك 

  والذى يكتب سيرة شهادتك سأكتب إسمه فى سفر الحياه

  ومن يطيب رفاتك على الأرض سألبسه الحلل النورانية فى يوم الدينونة

  وكل من يبنى بيعة على اسمك سأعد له مسكناً فى أورشاليم السمائية كما أجعل الملاك ميخائيل لكل بيعة

على أسمك الى الأبد .. ويحفظ خطوات من يأتى إليها فى يوم تذكارك لسماع أتعابك وأخذ بركتك .. وأقبل سؤالك

  وكل من يهتم بعمل وليمة للمساكين فى يوم عيدك أجعله مستحقاً للجلوس فى وليمة عرس السماء 

  وكل من يكون فى شدة ويدعونى بإسمك أخلصه 

  وكل أمرأة عاقر إذا سألتنى بإسمك سأمنحها البنين

  وكل من يسمى ولده بإسمك تكون بركتى عليه ولا يكون عنده غلاء ولا وباء طوال أيام حياته على الأرض
 
نواله لإكليل الشهادة

وعندما انتهى السيد المسيح من حديثه مع القديس ..إختفى بعد ان باركه ففرح جداً وسجد خاشعاً ثم إلتفت الى السياف والجند المحيط به وقال لهم وهو متهلل
الأن تمموا كل ما أمرتم به 
فتقدم السياف وضرب رأس القديس ضربة حادة فصلت رأسه عن جسده فنال إكليل الشهادة على إسم المسيح
وكان ذلك فى الساعة الثالثة من النهار فى يوم 25 هاتور الموافق 4 من شهر ديسمبر عام 250م وكان يبلغ من العمر 25 سنة

بركة وصلاة القديس العظيم أبى سيفين فلتكن معنا
آميـــــــــــــــــــــــــــن

تحتفل الكنيسة بثلاثة تذكارات سنوية للقديس  


  عيد أستشهاده فى 25 هاتور الموافق 4 ديسمبر 

  عيد تكريس أول كنيسة بإسمه فى قيصرية الكبادوك فى 25 أبيب
أول أغسطس .. وقد تم تكريس كنيسته الأثرية فى مصر القديمة
بعد ذلك فى نفس التذكار 

 تذكار وصول ذخيرة من رفات الشهيد فى 9 بؤوبة الموافق 16يونية 

بركة صلوات القديس فيلوباتير أبى سيفين تكون مع جميعكم
آميـــــــــــــــــن


Share

Tuesday, November 26, 2013

المسيح مع الخطاة


هل كل البشر في حاجة ٳلى مجئ وتجسد المسيح؟ نعم الكل في احتياج له

لأنه هو خلاص اﻹنسان الذي سقط وطرد من الفردوس محكوماً عليه بالموت

هو تجديد للخليقة لأن الخطية هي مرض الروح والمسيح هو الطبيب الحقيقي

هو جاء ليقدم لنا مثالاً للكمال اﻹنساني الذي يود أن يحياه اﻹنسان


كيف تعامل المسيح مع الخطاة؟ في تعامله معهم يعلمنا ألا نيأس من أنفسنا أو من الخطاة

فالمسيح أحب الخطاة، وأقترب منهم، ودخل ٳلى بيوتهم مثل بيت زكا.. فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ. لوقا 19: 7

أعلن أنه جاء لخلاصهم.. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. لوقا 19: 10

غفر لكثيرين منهم مثل الخاطئة في بيت سمعان.. لوقا 7.. والمخلع.. يوحنا 5.. الزانية.. يوحنا 8

لوقا 7: 33 - 50
لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَلاَ يَشْرَبُ خَمْرًا، فَتَقُولُونَ: بِهِ شَيْطَانٌ
جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ
وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ جَمِيعِ بَنِيهَا
وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ
وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ
وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ
فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذلِكَ، تَكَلَّمَ فِي نَفْسِهِ قِائِلاً: لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: يَا سِمْعَانُ، عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ. فَقَالَ: قُلْ، يَا مُعَلِّمُ
كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُمِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ
وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا. فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ
فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ: أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ. فَقَالَ لَهُ: بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ: أَتَنْظُرُ هذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ، وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا
قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي، وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ
بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي، وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ، لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً
ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ
فَابْتَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: مَنْ هذَا الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضًا
فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ
لوقا 7: 33 – 50


يوحنا 5: 1 - 15
وَبَعْدَ هذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ
وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ: بَيْتُ حِسْدَا لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ
فِي هذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ الْمَاءِ
لأَنَّ مَلاَكًا كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَانًا فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ
وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً
هذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ
أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ
فَحَالاً بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ سَبْتٌ
فَقَالَ الْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ: إِنَّهُ سَبْتٌ! لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ
أَجَابَهُمْ: إِنَّ الَّذِي أَبْرَأَنِي هُوَ قَالَ لِي: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ
فَسَأَلُوهُ: مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي قَالَ لَكَ: احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ
أَمَّا الَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ اعْتَزَلَ، إِذْ كَانَ فِي الْمَوْضِعِ جَمْعٌ
بَعْدَ ذلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ
فَمَضَى الإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ الْيَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذِي أَبْرَأَهُ
يوحنا 5: 1 - 15


يوحنا 8: 1 - 18
أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ
ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ
وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ
قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ
وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ
قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ
وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ
ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ
وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ
فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ
فَقَالَتْ: لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!. فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا
ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ
فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا
أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌ، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ
أَنْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ تَدِينُونَ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَدًا
وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌ، لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي
وَأَيْضًا فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌ
أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي
يوحنا 8: 1 - 18

حمل خطاياهم في جسده ومات بها على الصليب


Share

Saturday, November 16, 2013

تذكار تكريس كنيسة مار جرجس باللد


تذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس باللد - 7 هاتور (قبطية) الشهداء

في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس الجليل والشهيد العظيم جاؤرجيوس الكبير بمدينة اللد. وما اجرى الله فيها من العجائب الباهرة والآيات الشائعة في البر والبحر. حتى إن الملك دقلديانوس لما سمع بصيتها أرسل اوهيوس رئيس جنده ومعه بعض الجند لهدمها. فتقدم هذا بكبرياء إلى حيث أيقونة القديس جاؤرجيوس، وبدا يستهزئ بالنصارى وبالقديس. وكان بيده قضيب، ضرب به القنديل الذي أمام صورة القديس فكسره، فسقطت منه شظية على رأسه فغشيته رعدة وخوف وسقط طريحا على الأرض. فحمله الجند ومضوا به إلى بلادهم وقد علموا إن هذا نتيجة سخريته بهذا الشهيد العظيم. ومات اوهيوس في الطريق ذليلا فطرحوه في البحر. ولما علم الملك دقلديانوس بذلك غضب، وعزم إن يمضي هو إلى هذه الكنيسة ويهدمها. ولكن الرب لم يمهله حتى يتمم ما كان قد عقد العزم عليه. فضربه بالعمى. وأثار عليه أهل المملكة وانتزعها منه. وأقام بعده قسطنطين الملك البار. فأغلق البرابي، وفتح أبواب الكنائس وابتهجت المسكونة والكنائس، وخاصة كنيسة الشهيد العظيم كوكب الصبح القديس جاؤرجيوس. شفاعته تكون معنا آمين


Share

Saturday, November 9, 2013

القديس مرقس الرسول


Mark the Evangelist
מרקוס
Μᾶρκος
Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲁ̀ⲡⲟⲥⲧⲟⲗⲟⲥ - Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲉⲩⲁⲅⲅⲉⲗⲓⲥⲧⲏⲥ - Ⲙⲁⲣⲕⲟⲥ ⲡⲓⲑⲉⲱ̀ⲣⲓⲙⲟⲥ
مرقس الرسول - مرقس الانجيلي - مرقس ناظر اﻹله
Mārcus
ܡܪܩܘܣ ܐܘܢܓܠܣܛܐ


نشأته

هو يوحنا الملقب مرقس الذي تردد اسمه كثيرًا في سفر الأعمال والرسائل. حمل اسمين: يوحنا وهو اسم عبري يعني يهوه حنان، ومرقس اسم روماني يعني مطرقة

وُلد القديس مرقس في القيروان
Cyrene
إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في أورشليم

تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها

إذ هجمت بعض القبائل المتبربرة على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلي وسكنوا بأورشليم. نشأ في أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها


علاقته بالسيد المسيح

تمتع مع والدته مريم بالسيد المسيح، فقد كانت من النساء اللواتي خدمن السيد من أموالهن، كما كان لكثير من أفراد الأسرة صلة بالسيد المسيح. كان مرقس يمت بصلة القرابة للرسل بطرس إذ كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها. ويمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته.. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرِسْتَرْخُسُ الْمَأْسُورُ مَعِي، وَمَرْقُسُ ابْنُ أُخْتِ بَرْنَابَا، الَّذِي أَخَذْتُمْ لأَجْلِهِ وَصَايَا. إِنْ أَتَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ. رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 4: 10، أو ابن عمه، وأيضًا بتوما

فتحت أمه بيتها ليأكل الفصح مع تلاميذه في العلية، فصار من البيوت الشهيرة في تاريخ المسيحية المبكر. وهناك غسل رب المجد أقدام التلاميذ، وسلمهم سرّ الإفخارستيا، فصارت أول كنيسة مسيحية في العالم دشنها السيد بنفسه بحلوله فيها وممارسته سرّ الإفخارستيا. وفي نفس العُلية كان يجتمع التلاميذ بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ
وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. أعمال الرسل 2: 1 - 4، وفيها كانوا يجتمعون. وعلى هذا فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية في العالم اجتمع فيها المسيحيون في زمان الرسل.. ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ. أعمال الرسل 12: 12

أما هو فرأى السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل أنه كان من ضمن السبعين رسولًا، لذا لقبته الكنيسة: ناظر الإله

كان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس

ويذكر التقليد أن القديس مرقس كان حاضرًا مع السيد في عرس قانا الجليل، وهو الشاب الذي كان حاملًا الجرة عندما التقى به التلميذان ليُعدا الفصح للسيد
فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ. وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ مرقس 14: 13 - 14 ؛ وَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ لوقا 22: 11. وهو أيضًا الشاب الذي قيل عنه أنه تبع المخِّلص وكان لابسًا إزارًا على عريه فأمسكوه، فترك الإزار وهرب منهم عريانًا.. وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ، فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا. مرقس 14: 51 - 52. هذه القصة التي لم ترد سوى في إنجيل مرقس مما يدل على أنها حدثت معه


كرازته

بدأ الرسول خدمته مع معلمنا بطرس الرسول في أورشليم واليهودية. يسجل لنا سفر أعمال الرسل أنه انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى وكرز معهما في إنطاكية وقبرص ثم في آسيا الصغرى. لكنه على ما يظن أُصيب بمرض في برجة بمفيلية فاضطر أن يعود إلى أورشليم ولم يكمل معهما الرحلة. عاد بعدها وتعاون مع بولس في تأسيس بعض كنائس أوروبا وفي مقدمتها كنيسة روما

إذ بدأ الرسول بولس رحلته التبشيرية الثانية أصر برنابا الرسول أن يأخذ مرقس، أما بولس الرسول فرفض، حتى فارق أحدهما الآخر، فانطلق بولس ومعه سيلا، أما برنابا فأخذ مرقس وكرزا في قبرص.. فَهذَانِ إِذْ أُرْسِلاَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ انْحَدَرَا إِلَى سَلُوكِيَةَ، وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَلَمَّا صَارَا فِي سَلاَمِيسَ نَادَيَا بِكَلِمَةِ اللهِ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ. وَكَانَ مَعَهُمَا يُوحَنَّا خَادِمًا. أعمال الرسل 13: 4 - 5، وقد ذهب إلى قبرص مرة ثانية بعد مجمع أورشليم.. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. أعمال الرسل 15: 39

اختفت شخصية القديس مرقس في سفر الاعمال إذ سافر إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولًا إلى موطن ميلاده المدن الخمس بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61 م. من بابها الشرقي

دخل مار مرقس مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60 م. من الجهة الغربية قادمًا من الخمس مدن. ويروي لنا التاريخ قصة قبول أنيانوس الإيمان المسيحي كأول مصري بالإسكندرية يقبل المسيحية.. فقد تهرأ حذاء مار مرقص من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى الإسكافي أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز في يده فصرخ: يا الله الواحد، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته. وإذ انتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية.. رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة

هاج الشعب الوثني فاضطر القديس مرقس أن يترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس مدن الغربية (برقه بليبيا) ومنها إلى روما، حيث كانت له جهود تذكر في أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس، لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر ليتابع العمل العظيم الذي بدأه

عاد إلى الإسكندرية عام 65 م. ليجد الإيمان المسيحي قد ازدهر فقرر أن يزور المدن الخمس، وعاد ثانية إلى الإسكندرية ليستشهد هناك في منطقة بوكاليا

وحدث بينما كان الرسول يحتفل برفع القرابين المقدسة يوم عيد الفصح - واتفق ذلك اليوم مع عيد الإله الوثني سيرابيس - أن هجم الوثنيون على الكنيسة التي كان المؤمنون قد أنشأوها عند البحر، في المكان المعروف باسم بوكاليا أي دار البقر. ألقوا القبض على مار مرقس وبدأوا يسحلونه في طرقات المدينة وهم يصيحون: جرُّوا التنين في دار البقر. ومازالوا على هذا النحو حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه، وفي المساء وضعوه في سجن مظلم، وفي منتصف تلك الليل ظهر له السيد المسيح وقواه ووعده بإكليل الجهاد. وفي اليوم التالي أعاد الوثنيون الكرَّة حتى فاضت روحه وأسلمها بيد الرب، في آخر شهر برمودة سنة 68 م. وإمعانًا في التنكيل بجسد القديس أضرم الوثنيون نارًا عظيمة ووضعوه عليها بقصد حرقه، لكن أمطارًا غزيرة هطلت فأطفأت النار، ثم أخذ المؤمنون الجسد بإكرام جزيل وكفَّنوه

وقد سرق بعض التجار البنادقة هذا الجسد سنة 827 م. وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم، أما الرأس فما تزال بالإسكندرية وبُنِيت عليها الكنيسة المرقسية

تعتقد لبنان أن القديس كرز بها، هذا وقد كرز أيضًا بكولوسي.. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرِسْتَرْخُسُ الْمَأْسُورُ مَعِي، وَمَرْقُسُ ابْنُ أُخْتِ بَرْنَابَا، الَّذِي أَخَذْتُمْ لأَجْلِهِ وَصَايَا. إِنْ أَتَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ. رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 4: 10، وقد اتخذته البندقية شفيعًا لها، وأكويلًا من أعمال البندقية. نختم حديثنا عن كرازته بكلمات الرسول بولس في الرسالة إلى فليمون يذكره الرسول بولس في مقدمة العاملين معه.. يسلم عليك ابفراس الماسور معي في المسيح يسوع و مرقس و ارسترخس و ديماس و لوقا العاملون معي. رسالة بولس الرسول إلى فليمون 1: 23 - 24، وفي الرسالة إلى كولوسي يذكره بين القلائل العاملين معه بملكوت الله بينما كان هو أسيرًا مدة أسره الأول في روما. وفي أسره الثاني - بينما كان يستعد لخلع مسكنه - كتب إلى تيموثاوس يطلب إليه إرسال مرقس لأنه نافع له للخدمة.. لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 11


إنجيله

القديس مرقس هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه (أنجيل مرقص)، وهو واضع القداس المعروف حاليًا باسم القداس الكيرلسي نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك السكندري الرابع والعشرين لأنه كان أول من دوَّنه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات


إنشاء المدرسة اللاهوتية

للقديس مرقس الرسول الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، تلك المدرسة التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقًا وغربًا، وأسدت للمسيحية خدمات جليلة بفضل علمائها وفلاسفتها الذين خرَّجتهم


القديس مارمرقس والأسد

يُرمز للقديس مارمرقس بالأسد، لذلك نجد أهل البندقية وهم يستشفعون به جعلوا الأسد رمزًا لهم، وأقاموا أسدًا مجنحًا في ساحة مارمرقس بمدينتهم. ويعلل البعض هذا الرمز بالآتي

أولًا: قيل أن القديس مرقس اجتذب والده أرسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث فاجأهما أسد ولبوة، فطلب الأب من ابنه أن يهرب بينما يتقدم هو فينشغل به الوحشان، لكن الابن طمأن الأب وصلى إلى السيد المسيح فانشق الوحشان وماتا، فآمن الأب بالسيد المسيح

ثانيًا: بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: صوت صارخ في البرية.. وكأنه صوت أسد يدوي في البرية كملك الحيوانات يهيء الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح. هذا وإذ جاء الإنجيل يُعلن سلطان السيد المسيح لذلك لاق أن يرمز له بالأسد، إذ قيل عن السيد أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا.. فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 5: 5

ثالثًا: يرى القديس أمبروسيوس أن مارمرقس بدأ إنجيله بإعلان سلطان ألوهية السيد المسيح الخادم.. بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله.. بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ. مرقس 1: 1، لذلك بحق يرمز له بالأسد


يمكن الرجوع إلى

ظهور رأس مارمرقس الانجيلي الرسولي
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2012/11/blog-post.html

عودة رفات القديس مارمرقس
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2012/06/blog-post_24.html

الشهيد مارمرقس البشير
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2012/05/blog-post_09.html

السنكسار - اليوم 20 من الشهر المبارك هاتور - 29 نوفمبر/تشرين الثاني
http://orthodoxcoptic.blogspot.com/2010/11/20-29_29.html


Share

Friday, November 8, 2013

يا أيها المعزي السماوي





  يا أيها المعزي السماوي ماذا أرى في حياتي على الأرض؟ سلسلة لا تنقطع من التجارب.  أعيش كالأجير الذي يترقب نهاية اليوم ليستريح من تعبه وينال أجرة لمعيشته.  يسلمني النهار بكل مشقته لليل، ويسلمني الليل برعبه للنهار. متى أجد راحتي؟  وسط الضيقات أصرخ، في وسط ضيق هذا العالم تئنُ نفسي في داخلي!  تُرى هل يدرك أحد ثقل صليبي؟  هل يشاركني أحد مرارة نفسي!  ضيقاتي طمت فوق رأسي،  وضاق قلبي جدًا  

سيدي أفضح خطيتي أمام عيني، عوض الصراخ من كثرة الضيقات، أغرق في لجة محبتك يا غافر الخطايا، ومنقذ نفسي من الفساد! لا أرى في قلبي سهام العدو الملتهبة نارًا.  بل وسط الضيق أرى سهام حبك تخترق أعماقي.  يتحول كل كياني إلى عُرس مفرح. أغني وأرنم: إني مجروح حبًا! لا أعود أترقب تعزية من بشرٍ،  ولا أشعر بعد بتفاهة حياتي! 

إن كانت حياتي قد صارت كطعامٍ كريهٍ بلا ملح، بحبك أراك الملح الحقيقي الذي يسكب عذوبة على أعماقي.  بك أصير ملحًا للأرض ونورًا للعالم!  لا أعود أرثي ضعفي، لأنك أنت قوتي وعوني. في وسط ضيقي صارت تعزيات البشر ثقلًا على نفسي

    أنت يا أيها المعزي السماوي، فتهبني روحك في داخلي ينبوع مياه حية، تنعش نفسي، وتجدد حياتي، تنزع كل تراب في داخلي تحول قفري إلى جنة سماوية. ليس موضع للجليد في داخلي، لأن روحك لهيب نار متقد، من يقدر أن يطفئه؟

  
 أنت فالمعلم العجيب، تعلم بالوصية المملوءة حبًا.  تتحدث معي لأتحدث معك،  ترشدني وتحملني فيك، وتصعد بي إلى حضن أبيك مبررًا فيك!  توبيخات البشر كثيرًا ما تدفعني إلى اليأس، تحطم أعماقي، فأشتهي الموت.  توبيخاتك تحمل أبوة حانية، تجرح وتعصب، تقتلع الزوان من حقلك، لتغرس جنتك في أعماقي، حزمك يحمل عذوبة فائقة. نظراتك تحمل مع العتاب حنوًا فائقًا! أنت هو رجائي وسروري وكنزي! بك لا أرهب الموت، بك تتحول رحلتي الشاقة إلى عبور مفرح!

 
  لترافقني في طريق آلامي، فتتحول أحزاني إلى أغانٍ وتسابيحٍ لا تنقطع! لتكن أنت صديقي الفريد، كلماتك جادة مملوءة عذوبة نظراتك تهب رجاءً، وتسحق نفسي بالحب! اللقاء معك يحول قلبي إلى هيكلٍ لك. لمساتك تلهب كل كياني لأنطلق إليك!
    لتأتي وتسكن فيٌ، وأسكن فيك إلى الأبد

القمص تادرس يعقوب ملطي

 
Share

Thursday, November 7, 2013

سم عدم الإيمان - القدِّيس أمبروسيوس





سم عدم الإيمان
 

القدِّيس أمبروسيوس

"لا تستذنبني، فهمني، لماذا تخاصمني؟"  

(أي 10: 2) 

أن يخطئ الإنسان، هذا من نصيب الحال البشري، لأنه ليس أحد مُستثنى من السقوط. أما أن يسلك في طريق غير مقدس فهذا ليس من نصيب الحال البشري، إنما هو سم عدم الإيمان خلال القلب الشرير. ليس للإنسان البار أن يفعل هذا، لكن الغفران 
للإنسان يعتمد على مراحم الله لا على قوة الإنسان.أسألك: لماذا تهينني؟

نزلتُ لأسكن فيك، وأنت لا تقبلني!
قدمتُ لك روحي القدُّوس، وأنت تحزنه!
أُعطيكَ قلبي كله، وأنت تظن أنك تتكرم عليَّ بتقدماتك!
قدمتُ ذاتي ذبيحة لأجلك، وأنت تختار طريق الموت!
أقمتُ من قلبك هيكلاً لي، وها أنت تدنسه!
أنا مشغول بك على الدوام، وأنت تبخل عليَّ بدقائق!
اشتهي أن أرى وجهك، وأنت تعطيني القفا
أود أن أسمع صوتك، وأنت تتحدث مع الكثيرين دوني!

"من كتاب لقاء يومى مع الهى - القمص تادرس يعقوب ملطى " 


Share

Tuesday, November 5, 2013

القديس الأنبا أباري


الشهيد القديس أبا آري الشطانوفي

 كان أبا آري
Ari
كاهنًا بقرية شطانوف التابعة لبشاتي
Pchati
بشاتي بالقبطية هي نيقيوس، ومكانها حاليًا زاوية رزين مركز منوف، كانت أسقفية قديمة جدًا. اتسم هذا الأب بحياة تقوية مقدسة، وحب شديد لرعية المسيح الذي وهبه عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، بل وكان يرى ملاك الرب عن يمين المذبح أثناء ممارسته سر الأفخارستيا أي القداس الإلهي


مواجهته الاضطهاد

في عهد دقلديانوس أرسل حاكم بشاتي إلى أبا آري جماعة من الجند يأتون به إليه، وإذ عاد وجد الحاكم جالسًا في منصة القضاء يحاور المسيحيين

دهش الوالي عند رؤيته للكاهن إذ شعر بمهابته، فسأله أن يذبح للآلهة فيهبه كرامات كثيرة وعظيمة. أما القديس فأخذ يستخف بهذه الوعود معلنًا إيمانه بالسيد المسيح

تعرض القديس للجلد بعنف وقسوة، فظهر له المخلص يعزيه قائلًا له: تشجع يا مختاري أبا آري، تشجع في الجهاد الحسن، فإن ميراثًا عظيمًا محفوظ لك في السماوات مع كل القديسين من أجل أتعاب شهادتك والآلام التي سوف تتحملها من أجل اسمي، ثم لمس السيد المسيح جسمه فشفاه

رأى الكثيرون هذا المنظر وسمعوا الحديث الإلهي فهتفوا معلنين إيمانهم، فاغتاظ الحاكم وأمر بسجنه. وفي اليوم التالي إذ اُستدعي وُجد في السجن يرتل ويسبح الله. أمر الحكم بطرحه في مرجل به زيت وأشعلوا النار تحته، لكن الله أرسل رئيس الملائكة ميخائيل وخلصه


في الإسكندرية

بعثه الحاكم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يبعده عن شعبه ولا يستميل الكثير من أهل المنطقة للإيمان، وقد تعرض هناك لعذابات كثيرة

إذ رأى السجان نعمة الله عاملة في هذا الكاهن جاء إليه بابنه الأعمى وسأله أن يصلي من أجله ويضع يديه على رأسه، وبالفعل انفتحت عينا الابن

سمع أرمانيوس بما حدث، وكيف جذب كثير من الوثنيين إلى الإيمان وهو في السجن، فاستدعاه وصار يعذبه حتى ألقاه في أتون نار متقد والرب أنقذه

صغر الوالي في عيني نفسه جدًا، وأمر بقطع رأس القديس آري. عندئذ رفع الأب القديس ذراعيه وصلى وسجد ثلاث مرات وسلم عنقه للسياف، وكان ذلك في منطقة تتيادورون
Tatiadoron
جنوب المدينة

بعد استشهاده حمله يوليوس في أكفان جديدة إلى شطانوف كطلب الشهيد نفسه حيث استقبله شعبه بالتسابيح

تعيد له الكنيسة في التاسع من شهر مسرى

السنكسار، 9 مسرى


يُكتَب أيضًا: الشهيد آباآري الشاطانوفي، أنبا أباري، الشهيد أوري الشطنوفي، القديس أوري الشطانوفي


المرجع
كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية - للقمص تادرس يعقوب ملطي


Share

Monday, November 4, 2013

تذكار نياحه الأنبا يوأنس أسقف الغربيه





 رؤيه للمتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربيه


رأي المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربيه هذه الرؤيه و قد وجدت مدونه في أوراقه الخاصه بعد نياحته

تركني أخي الروحي بعد جلسه ليست بالقصيره فيها تحدثنا عن الامور المختصه بملكوت السموات .. لقد شعرت أثناء هذه الجلسه بقشعريره تسري في كل عضو من أعضائي هي قشعريرة الخوف من دينونه الله العادله .. و الندم علي الوقت الذي انفقته مع أهل العالم .. بعد أن كنت جنديا أمينا ليسوع المسيح

أويت الي فراشي و نمت نوما عميقا حتي شعرت بيد حنونه تهزني هزا خفيفا ... أنها العذراء الطاهره القديسه .. رأيتها متسربله بالنور من هامة رأسها الي أخمص قدميها و ثيابها تشع منها النور كأنها الشمس في بهائها و لمعانها . أمسكت بيميني .. فلما سجدت تحت قدميها أقامتني بيدها قائله لي : قم يا أبني أنا أمه الرب, قادتني ... فقلت لها: الي أين يا أمي ؟ أجابتني: الي مواضع الراحه الي المكان الذي هرب منه الحزن و الكأبه و التنهد ... فقلت لها: و كيف يكون هذا لي و أنا أنسان خاطئ
؟ .... تبعتها في خوف و رعده و ما أشعر بنفسي الا في وسط مكان يشع منه النور من جميع ارجائه و من كل بقعه فيه .... في ذلك المكان رأيت قوما كل منهم وجهه يشع نورا عجيبا و يظهر علي محياهم النور الألهي 

قابلت أول من قابلت شيخا وقورا مسنا تتدلي لحيته الي قرب ركبتيه علي محياه امارات الأبوه .. فسألتها من هذا يا أمي ؟ فأجابتني ألا تعرف هذا
؟ أنه أبونا أبراهيم أبو كل المؤمنين 

لقد أيقنت أني في الفردوس مكان راحة و أنتظار الأبرار هناك رأيت اسحق و رأيت يعقوب أبا الأباء . هناك رأيت داود الملك و النبي المرتل ... رأيته ممسكا بعوده و مزماره و هو يرتل أشجي الألحان .. أرهفت السمع فأذا بي أسمع تسابيح الله و شعرت كأني بمنزلي و في مخدعي أصلي صلوات نصف الليل بمزامير داود البار .. سمعته يقولها بنفس اللحن الذي به نقولها .. ياللعجب ... رأيت القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ككوكب عظيم جدا يحيط به كواكب أصغر منه حجما و أقل منه ضياء 

و لما تركته وجدت نفسي في حضرة أبو مقار .. طرحت نفسي تحت قدميه و قلت له طوباك يا أبو مقار و طوبي لأولادك . فأقامني بيده و قال لي لا تفعل هذا فأني عبد مثلك . طلبت منه أن يباركني و أن يذكر خدمتنا في مدارس الأحد فطلب الي الله من أجلنا

ربوات ربوات و ألوف ألوف ... قديسين لا حصر لهم .. هؤلاء جميعا القيت عليهم نظره أخيره حينما جذبتني العذراء الطاهره جذبه هينه لكي أتبعها 

فقلت لها الي أين يا أمي ؟؟ فقالت أتبعني .. تبدل النور البهي الي ظلمه حالكه و الجو المطمئن الي جو مفزع و ذلك عندما وجدت نفسي وسط الأشرار يبكون بعيونهم و يصرون بأسنانهم ندما علي ما فرط منهم .... صرخت و قلت لها أرحميني من هذا المكان فقالت لي تعال لكي تبصر مكانك المعد ما لم تتبع يسوع 

فصرخت و قلت لها كفي .. لقد رأيت كفي هذه الظلمه الخارجيه .. كفي البكاء و صرير الأسنان .. هناك رأيت الزناه و القتله و السارقين و الماكرين و الخادعين و الكاذبين و الحناثين و الشتامين و السيكرين و الطامعين . رأيت
كل من هؤلاء يتلوي تحت ثقل وطأة خطيته كل يتألم بألم مناسب لخطيته

أقتربت من شاب بدين الجسم فارع القامه و قد أحني ظهره كثره البكاء و
فرط الحزن تفرست فيه فأذا هو صديقي الذي فارقني منذ بضع شهور فقلت له علي ما تبكي يا صاحب؟ فقال لي أني لا أبكي ألا ندما علي أني كنت أستهين بحديثك و أستهزئ بكلماتك حينما كنت تدعوني الي أجتماع الشبان و عندما كنت تلح علي كنت أجلس شارد الفكر و مشتت العقل  افكر في أخوان السوء و ما ينتظرني من سعاده و هميه خادعه

 و لقد أعترتني رعده عظيمه حينما قال لي ان كل حرف مما كنت تقوله لي يأكل لحمي كنار اني كنت أسألك في الماضي أن تصلي لأجلي و لكني لا أطلب منك الأن شيئا فقد أنكشف كل شيئ أمامي و حيث لا تنفعني صلوات العالم اجمع فهي لا تستطيع أن تنقلني الي النعيم

لقد أمضيت هذه الدقائق مع صديقي و كأني واقف علي بركان أدرت النظر الي أمي العذراء راجيا اليها أن تنقذني من هذا المكان .. خرجت أنا و أمي من هذا المكان الموحش فتفرست في وجهها كأنما أطلب أليها شيئا فقالت لي تحدث و لا تخف ماذا تريد ؟ قلت لها أريد أن أطمئن علي مصيري و مكاني فقالت لي ألا تؤمن بمواعيد يسوع . أنه ذهب ليعد لكم مكان فمكانك يا أبني محفوظ بشرط أن تحب يسوع و تتبع وصاياه ...

فقلت لها أنا أؤمن بذلك و لكن أليس مكاني خاليا و معد لي؟ قالت نعم
فقلت لها أريد أن أراه .. أشارت الي فتبعتها و أذا بها تشير الي كرسي بهي من نور ساطع و قالت لي هذا مكانك تشبست بالمكان و سألتها أن ترحمني من العوده الي العالم .. فأبتسمت و قالت لي ليس لك أن تحدد المواعيد .. لكن لا تخف فأبني يحبكم جدا .... و قد بذل ذاته لآجلنا جمعيا .... حزنت ووجمت 

فقمت من نومي فزعا و أنا أردد: اذ ليس لنا داله و لا حجه و لا معذره من أجل كثرة خطايانا فنحن بك نتوسل الي الذي ولد منك يا والدة الأله العذراء ..
لأن كثيره هي شفاعتك و قويه و مقبوله عند مخلصنا لأنه تألم من أجلنا لكي ينقذن
 
نهضت و لكني تمنيت لو أني ظللت نأما أتمتع بهذه المناظر الطاهره في نور القديسين

في يوم الأربعاء 4 نوفمبر 1987 تنيح الأنبا يوأنس وقد وجد راقدا علي فراشه في منظر ملائكي عجيب .. كان وجهه مضيئا و يداه كالشمع الأبيض 



Share

Thursday, October 24, 2013

آيات و اقوال الآباء







فإني أحسب آلام الزمان الحاضر لا تقاس 

بالمجد العتيد أن يستعلن فينا
رو
مية 8: 18



من أجلك يا إنسان هيأ الملكوت! ولأجلك أعد خيرات لا توصف
ونصيباً معداً في السماء، وحياة لا مثيل لها، وفرحاً لا يُنطق به

القديس يوحنا ذهبي الفم




Share

Tuesday, October 22, 2013

الصليب هو السلام والقناعة الروحية


ربي يسوع المسيح يا من صلبت عنا أرحمنا

كم أتمنى يا يسوعي أن أقول: مع المسيح صلبت

كم أتمنى أن أنظر إلى صليبك فأسمر ذاتي

أسمر كرامتي.. أسمر محبة المديح.. أسمر محبة الظهور.. أسمر أرادتي.. فيكون الكل لك وبك


حقاً أن منظر الصليب بسيط، لا يوحي بأي قوة - بل يظن أنه ضعف لكن نحن المؤمنين به إختبرنا قوته في حياتنا من يتوقع أن داود يهزم جليات الجبار، داود الصغير بدون أي سلاح لكن معه قوة الله

أنها نبؤة عملية عن عمل السيد المسيح إذ بشكل بسيط وأدوات بسيطة غلب جليات الحقيقي الذي هو الشيطان.. تعالوا بنا لا أن نفتخر فقط بالصليب بل أن نستخدمه حتى نهزم ابليس


من كلمات البابا شنوده الثالث - الصليب

المسيحية بدون صليب، لا تكون مسيحية وقد قال الرب: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. متى 16: 24 - 25.. والصليب قد يكون من الداخل أو من الخارج، من الداخل كما يقول الرسول: مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20.. فانكار الذات (لا أنا) هو الصليب.. أما الصليب الخارجي فهو كل ضيقة يتحملها المؤمن من أجل الرب وعن هذا قال السيد الرب: قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ. يوحنا 16: 33


ومن أقوال الآباء - أقوال آباء

اقوال الأنبا ارميا - عن كلمات القديس يوحنا ذهبي الفم - فردوس الاباء




لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 11

وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ. رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 6


إن القناعة الروحية هي غنى حقيقي، وهي تغني كل يوم الشخص الذي يمتلكها

دخل الرسول بولس السجن من أجل المسيح وكان قانعاً بذلك! وقناعته لم تكن موهبة حصل عليها بالولادة، لكنها كانت ثمرة تعلم في مدرسة الرب يسوع المسيح الذي سلمه حياته بجملتها، وكان هذا نتيجة الثقة التي كان يتمتع بها مع الله

ليكن لنا اﻹيمان بمواعيد أبينا السماوي. إنه يحبنا، وهو المتحكم في كل ظروف حياتنا. إنه يريد أن يعيشها بجوارنا ويوصل إلينا أولاً بأول القوة التي نحتاج إليها

بهذه القينيات يكون لنا السلام والقناعة الروحية، غنى طوال مدة حياتن
ا


لنا السلام والثبات  .:.  في الرب كل حين
ففي الحياة والممات  .:.  ملجأنا الأمين

والآب يعتني بنا  .:.  إذاً فلا نفشل
ويعلم احتياجنا  .:.  من قبل أن نسأل


 
Share

Sunday, October 20, 2013

عبيد البر


هذا صوت الله يناديك، هل تسمع له؟ اسمع له

ابني وحبيبي اقترب إليﱠ.. سلم لي حياتك وأنظر كيف أعطيك قوة، أريد أن يتمجد إسمي فيك وبك.. فاسمح لي أن أستخدم حياتك حتى ولو كانت إناء ضعيف كي املأها لتشهد لي أينما وجدت

لا تحتقر صليبي من أجل مجاملة الناس، فبولس عبدي الذي كان يضطهدني حسبه موضوع فخره.. وموسى عبدي فضل أن يذل مع شعبي عن أن يكون له تمتع مع فرعون


فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 5

وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ. أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيًّا مِنْ أَجْلِ ضَعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ، هكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 18 - 19


إن لقب العبد هو أحد الألقاب الكثيرة التي تشير إلى المؤمن في العهد الجديد. وتظهر هذه الصفة في عدة مجالات

عبد للبر: لقد كنا جميعاً عبيداً للخطية، ولكننا عرفنا المحرر العظيم الرب يسوع. وأنا أطيع هذا السيد بأن أعمل أعمالاً بارة أمام الله

عبد يسوع المسيح: هذا هو اللقب الذي أخذه بسرور كل من بولس وتيموثاوس ويعقوب وبطرس في بدايات بعض رسائلهم
إنه سيدي الحقيقي الذي فداني بدمه الذي سفك على الصليب. هل أنا عملياً عبد خاضع؟ يا ليتني

عبد الله: إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ. رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 1
- 2
إني أطيع الله لأني ملك له. وأجتهد أن أفعل مشيئته لأنها اسمى وأحكم بكثير من مشيئتي. هل أحقق ذلك دائماً في حياتي؟ يا رب أعني


Share

Thursday, October 17, 2013

طريقة حياة المسيحيين





من دفاع القديس أريستيذس الأثينائي أمام الإمبراطور
الروماني أنطونيوس بيوس عام 150 م
 
يعرف المسيحيون الله ويؤمنون به كخالق للسماء والأرض وبه ومنه تكون كل الأشياء. لقد تعلّموا وصايا الله وهم يحيون بها على الرجاء العالم الآتي! لهذا السبب هم لا يرتكبون الزنا ولا يتورطون في الفجور الجنسي، لا يشهدون باطلاً في المحاكم ولا يمسكون وديعة أحد ولا يحسدون غيرهم على ما يملكون. إنّهم يكرّمون أباهم وأمهم، يساعدون قريبهم وكقضاة يأخذون قراراتهم بعدل ورحمة

لا يعبد المسيحيون الأصنام. كل ما لا يريدون أن يفعله بهم الآخرون، هم لا يفعلونه بالآخرين. لا يدخل المسيحيون في زيجات غير شرعية ولا يتورّطون في الاتصال الجنسي غير الشرعي. ولمحبتهم لعبيدهم ولأبنائهم، إذا كان عندهم، يشجعونهم على أن يصبحوا مسيحيين، ومتى صاروا فهم يدعونهم إخوة وأخوات بدون تمييز

لا يكذب المسيحيون. إنهم يحبون بعضهم بعضاً ويهتمون بأراملهم. اليتامى عندهم محميون ممن قد يؤذيهم. إنهم يتقاسمون طوعياً ما لهم مع المحتاجين. إنهم يأوون الغرباء في بيوتهم ويرحبون بهم كإخوة وأخوات حقيقيين. يجهّز المسيحيون لدفن فقرائهم عند موتهم على قدر طاقتهم. إنهم يمدّون مَن منهم في السجن أو تحت القمع لإيمانه بالمسيح

إذا وقع شخص ممن بينهم في الفقر أو العَوَز ولم تكن لهم الموارد للمساعدة، فهم يصومون ليومين أو ثلاثة لكي يؤمّنوا القوت المطلوب. الأعمال الحسنة عندهم لا تُعلَن على الملأ لتؤثّر في الآخرين، بل هي في السر حتى تبقى أعمالهم في الخفاء كما لو وجد المرء كنزاً وأخفا.. أَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزًا مُخْفىً فِي حَقْل، وَجَدَهُ إِنْسَانٌ فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَى ذلِكَ الْحَقْلَ. متى 13: 44

عند كل صباح كما عند كل الساعات هم يمجّدون الله ويشكرونه على الهبات التي حصلوا عليها. وهم يشكرون الله أيضاً على الطعام والشراب. هذه هي فحوى الناموس المسيحي والطريقة التي يحيا بها المسيحيون



Share

Sunday, October 13, 2013

من فضائل الأنبا موسى الأسود - فاعلية صلاتة





فاعلية صلاتة

 
لما عزم القديس الأنبا موسى الأسود على الإقامة في الصخرة تعب ساهرا فقال في نفسه كيف يمكنني أن أجد مياهاً لحاجتي ههنا. فجاءه صوت يقول له: أدخل ولا تهتم لشىء، فدخل

وفي أحد الأيام زاره قوم من الآباء ولم يكن له وقتئذ سوى جرة ماء فقط فأعد عدساً يسيراً (طهى حبوب عدس) فلما نفذ الماء حزن موسى وصار يخرج ويدخل، ثم يخرج ويدخل، وهو يصلي إلى الله وإذ بسحابة ممطرة جاءت فوقه حيث كانت الصخرة وسرعان ما تساقط المطر فإمتلأت أوعيته من الماء

فقال له الآباء لماذا كنت تدخل وتخرج فأجابهم وقال: كنت أصلي إلى الله قائلاً: أنك أنت الذي جئت بي إلى هذا المكان وليس عندي ماء ليشرب عبيدك، وهكذا كنت أدخل وأخرج مصلياً إلى الله حتى أرسل لنا الماء


Share

Friday, October 11, 2013

  من اقوال الآباء - القديس امبروسيوس






إن أردنا أن نبرأ، فلنلمس بالايمان هدب ثوبه من ورائه، 
فإن الله لا يحتاج إلي أعين يري بها هذا 
إذ ليس له الحواس الجسدية، 
إنما فيه معرفة كل الأشياء 

+ القديس امبروسيوس +




Share

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News