Thursday, January 9, 2014

الممتلئة نعمة


أنفردت العذراء بهذا اللقب السماوي لأنها فاقت الجميع في مقدار ما حدث من فضائل يندر أن تكون مجتمعه معاً في أي قديس أو نبي.. فكانت ممتلئة إتضاعاً عظيماً.. هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لوقا 1: 38

وكان لها اﻹيمان القوي التي به آمنت بسر التجسد، وكانت تتمتع بالطاعة الكاملة في كل حياتها، وكانت مثالاً ظاهراً للعفة والطهارة والبتولية


يعتبر شهر كيهك الشهر المريمي، حيث تتفرغ الكنيسة لتمجيد سر التجسد العظيم وتطويب العذراء - الأيقونة الجميلة - التي فيها نرى ونلمس إتحاد اﻹله باﻹنسان

والهوسات (جمع هوس) التي نصلي بها في ليالي كيهك هي من نصوص الكتاب المقدس

الهوس الأول.. هو تسبحة موسى وشعب إسرائيل بعد عبورهم البحر الأحمر (سفر الخروج اﻹصحاح 15)، والبحر الأحمر يرمز إلى المعمودية التي دخلها أولاد الله في العهد الجديد وغرق الشيطان في المعمودية كما غرق فرعون في البحر الأحمر، ونجونًا نحن بعصا موسى أى (بعلامة الصليب) سالكين في برية هذا العالم.. خروجنا من العبودية

الهوس الثاني.. (المزمور 135) وفيه نشكر الله على عظيم نعمته وواسع رحمته لأنه صالح وضابط الكل.. وإن إلى الأبد رحمته.. نشكر الله على الخلاص العجيب

الهوس الثالث.. هو تسبحة الثلاثة فتيه: شدرخ وميشخ وعبدناغو التي كانوا يسبحون الله بها في أتون النار. وهي ضمن الأسفار القانونية الثانية وتتمة نبوءة دانيال. وفي هذا الهوس تظهر عناية الله بأولاده وهو يتمشى معهم ويحتضنهم في وسط نار هذا العالم ويحولها إلى ندى بارد. وهذه التسبحة هي تمامًا كوعد الرب: وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. متى 16: 18

الهوس الرابع.. يتكون من المزامير 148، 149، 150 وهي تتكلم عن التسبيح الذي هو عمل الملائكة وعمل الكنيسة الدائم في السماء. يقول القديس باسيليوس الكبير إذا كنت في حدود الليل تتأمل الجمال الأخاذ الذي للنجوم فإنك ترى الفنان الذي صممها وزين السماء بهذه الورود إذا كنت في الصباح الباكر تتعلم عن عجائب النهار وخلال الأشياء المنظورة تصل إلى غير المنظورة.. إن حسنات الله علينا كثيرة ومتعددة لقد خلق كل هذه العوالم لخدمة الإنسان الشمس، والقمر، والنجوم، عالم الحيوان، عالم النبات، من أجل ذلك وجب علينا حمده وشكره بلا فتور فلنسبح الله في جميع قديسيه.. كلها تسابيح


بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقت عليهن جميعاً

بروح البنوة نطق سليمان بهذه النبوه عن العذراء مريم، وفي الحقيقة أن العذراء لم تتفوق فقط على بنات جنسها بل أيضاً على الرجال بل تفوقت على السمائيين كما تشهد لها تسبحة كيهك: فقت الشاروبيم وأيضاً السيرافيم.. بل تفوقت أيضاً على جميع الصديقين بفضائلها التي جعلتها تستحق أن تقبل ٳليها الله الكلمة


العذراء مريم لم تكن تخدم فقط حينما يطلب ٳليها بل كانت تخدم دون أن يسألها أحد هكذا صنعت مع اليصابات وأيضاً في عرس قانا الجليل وهكذا تصنع ٳلى اليوم وٳلى آخر الأيام

العذراء مريم من اللحظة التي قبلت ٳليها المسيح في بطنها وصارت أماً ﻹبن اﻹنسان، صارت أماً للبشرية كلها ومن لحظتها وهي تمارس عملها الشفاعي كأم من واقع محبتها ومسئوليتها كأم لمخلص العالم كله


نحتفل بالسيدة العذراء

إكراماً لها للكرامة التي نالتها حيث أنها ولدت الله الكلمة بالحقيقة

تمثلاً بالسيد المسيح الذي أكرمها بخضوعة لها.. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. لوقا 2: 51

تمثلاً بالسيد المسيح الذي استجاب لطلبها في عرس قانا الجليل.. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ. قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ. يوحنا 2: 4 - 5

تمثلاً بالسيد المسيح الذي اعتنى بها على الصليب.. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ. ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: هُوَذَا أُمُّكَ. وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. يوحنا 19: 26 - 27

تحقيقاً لنبوتها.. لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. لوقا 1: 48 - 50

تأملاً في فضائلها وصفاتها الحسنة



مجد مريم يتعظم  .:.  في المشارق والغروب
كرموها عظموها  .:.  ملكوها في القلوب

قد تلألأت وتعالت  .:.  ما لنورها غروب
وهي قالت حين نالت  .:.  فلتطوبني الشعوب

قد رآها واصطفاها  .:.  رب كل العالمين
ووقاها مذ براها  .:.  كل محظور يشين

هي رجاكم في شقاكم  .:.  فاسمعوا يا خاطئين
لا تخافوا أن توافوا  .:.  لحماها طالبين

هي تعرف وهي توصف  .:.  إنها ملجأ جزيل
فاقصدوها تجدوها  .:.  لمعونتكم تميل

اذكرينا و أنظرينا  .:.  نظرة الأم للبنين
واقبلينا واجعلينا  .:.  بين صف العابدين

انجدينا و أرشدينا  .:.  نحو صدق الاعتقاد
وامنحينا تربحينا  .:.  لإبنك حسن الوداد

لا تملي أن تصلي  .:.  في رجوع الخاطئين
علميهم و أرشديهم  .:.  إنك الملجأ الأمين

ثم نسأل أن نؤهل  .:.  لسعادة الختام
حيث نسمع أن يكرر  .:.  مدحك علي الدوام



Share 

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Twitter

I Read

Word of the Day

Quote of the Day

Article of the Day

This Day in History

Today's Birthday

In the News