قداسة البابا تواضروس الثاني
الكاتدرائية المرقسية -الإسكندرية
مشاهد عيد الظهور الإلهي
قداس عيد الغطاس 2015
بإسم الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته وبركاته من الآن وإلى الأبد آمين
أهنئكم أيها الاحباء بعيد الغطاس أحد الأعياد السيدية الكبرى وأنقل لكم تهنئة أعضاء المجمع المقدس في مصر وخارج مصر، المجلس الملي العام وجميع الآباء الأحباء والآباء الحاضرين معنا. عيد الغطاس له طعم خاص وسط أعيادنا و يسبقه قداس اللقان لتقديس الماء في الصباح
عيد الغطاس عيد يخصنا جميعا، لأنه عيد شخصي لكل واحد منا، لانه يذكرنا باليوم المبارك التي نلت به سر المعمودية والميرون و سر الافخارستيا. وكثير من العائلات تسجل كل شئ وكنيستنا تحرص أن تحدث (المعمودية - التعميد - العماد) وهو صغير
و في مثل هذا اليوم نتقابل مع شخصين
المٌعمِد - يوحنا المعمدان
المُعَمد - رب المجد يسوع
مكان - المعمودية
نداء التوبة
شهادة الخلاص
إعلان الحب
نداء التوبة
فيوحنا المعمدان هو الملاك المهيئ وهو آخر أنبياء العهد القديم الذي قدم نداء توبة قائلاً
توبوا لأنه اقترب منكم ملكوت السماوات
اصنعوا ثمار تليق بالتوبة
فكأن التوبة هي معمودية ثانية كذلك يقول الآباء أن دموع التوبة معمودية. و كان هذا هو نداء يوحنا المعمدان. الإنسان ممكن أن يسرع في كل شئ ولكن يتباطئ عن توبته، والله دائمًا يتمهل ويصبر . فملكوت السموات لا يضم إلا التائبين. وهي حياة مستمره وهي ثمار كما يقول يوحنا - أي اُسلوب حياة. و التوبة هي التي تفتح باب السماء. والتوبة هي انشغال الإنسان بالعلاقة مع ربنا. وباب التوبة مفتوح دائمًا إلى أن يترك الإنسان الأرض
شهادة خلاص
كان يوحنا شاهد خلاص، وإن قلت انه مات قبل صلب المسيح، ولكن يوحنا بعين النبوة، قال: هوذا حمل الله رافع خطايا العالم
ورأى بعين النبوة أنه مخلص. وقال: وقد رأيت الروح نازلاً عليه مثل حمامة
الحمل ممثل في شخص المسيح، والحمامة تمثل النقاوة والوداعة، فالمسيح قدم الخلاص والروح نازل علي الكنيسة ليقدس الأسرار
ونقول: أيها الملك السمائي المعزي، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطي الحياة، هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح
نخاطب الروح القدس بهذه الصيغة. إذا نحن أمام شاهد خلاص. والروح القدس يعمل فيَّ
إعلان حب
فكل أفعال السيد المسيح صنعها ويصنعها بعذوبة الحب. كان يوحنا يعمد في نهر الأردن، و لما جاء المسيح ليعتمد استغرب يوحنا - ولا تنسى أنه سجد في بطن أمه كما قالت اليصابات - قال له يوحنا كيف أعمدك، فيقول له المسيح في كل حب "اسمح الآن، لأنه ينبغي أن نكمل كل بر". المسيح جاء لا لينقد بل ليكمل. فالنبوات كثيرة وكلها تتحقق في شخص المسيح، و لم يجادل وعندما قام بتعميد المسيح في (المغطس في الأردن) سمع الصوت "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". فصوت الأب يقول إبن وحبيب. وهذا هو إعلان حب. وقيلت للسيد المسيح. فالأب السماوي سرَّ أن يكون الإبن هو الذبيحة وكنيستنا تحرص على تعميد الأطفال ولو عمرها ساعة. وليس البداية فقط. ويجب أن تستمر حبيبًا للمسيح. وعندما تعيش حبيب لله يسرّ بيك المسيح، وعندما تنفذ نقاوة قلبك او سيرتك، كيف تسر المسيح؟ ولذلك هذه الآية في يوم معموديتك صرت حبيبا للمسيح. ويقول اشعياء: هوذا حبيبي الذي سرت به نفسي.. وهي نفس العبارة، وهو اعلان حب، عندما تولد من المعمودية و يستمر هذا الحب من خلال التوبة باعلان حب مستمر. فعلى المستوى الجسدي نفرح بأولادنا عندما يصيروا في طريق الطهر.. وهناك فضيلة لمعان النفس البشرية وكذلك الماس تذكرك بأنك يجب أن تكون لامعًا مثلهما. هذا هو نداء التوبة ونتقابل مع شاهد الحب يوحنا، ونتقابل مع اعلان الحب في شخص السيد المسيح. وعيد الغطاس ليس يوم تاريخي، بل يوم لكل واحد فينا. و يسبقه استعداد و لذلك صمنا من يوم الجمعه لأنه ينبغي أن يكون إنقطاعي، واعتاد الأقباط أن يأكلون قلقاس وقصب. والقلقاس نبات مصري أبيض وله طريقة معينة، وأيضًا القصب الذي عندما يتعرض لضغط، يقدم عصير حلو، مثل الإنسان المسيحي. وكذلك اليوسفي الذي يصنع منه الفانوس زي كلمة ابيفانيوس. و هو عيد الأنوار أو عيد الظهور الإلهي أو العماد، ونتقابل فيه مع المسيح. عيد الغطاس عيد مملوء بالمعاني. ربنا يعطي نعمة ومعونه وربنا يبارك في مياه النهر، ويبارك في حياتنا ويعطينا التوبة ونصلي من أجل بلادنا والدول التي حولنا.. فطلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها.. فقوة الصلاة تستطيع أن تفتح الأبواب المغلقة. ومن أجل أن يمنحنا الله السلام الدائم. لإلهنا المجد من الآن وإلى الأبد آمين