قال مسؤولون أمنيون مصريون إن المحققين منكبون على دراسة بقايا بشرية عثر عليها في موقع التفجير الذي استهدف كنيسة للأقباط في الإسكندرية بغرض التعرف على هوية منفذ العملية
ويعتقد المحققون أن انتحاريا نفذ الهجوم على كنيسة القديسين وقت خروج المصلين من قداس منتصف الليل، مما أودى بحياة واحد وعشرين شخصا
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن السلطات الأمنية باتت تعتقد أن يكون المنفذ من أبناء البلد ممن يستوحون أفكار تنظيم القاعدة
وقالت المصادر الأمنية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لوكالة الأسوشييتد برس، إن المحققين يركزون حاليا على كومة من البقايا رفاة بشري لم تُحدد هويته بعد وتضم رأسا مقطوعة
وعادة ما تنفصل رأس منفذ عملية انتحارية، وتنقذف بعيدا بفعل الانفجار، لكنها لا تتهشم
وقالت المصادر الأمنية إن اختبارات الحمض النووي التي أجريت على أربع مجموعات من بقايا الرفات البشري أظهر أن ثلاثة منها لثلاث سيدات كن في عداد المفقودين
وتبين لمختبر التحقيق أن العبوة الناسفة المستخدمة محلية الصنع واعتمدت على متفجرات التي إن تي واحتوت مسامير وكريات رصاص بهدف إحداث أكبر عدد من الإصابات
وأظهر تقرير الطب الشرعي أن معظم الوفيات ناجم عن الإصابة، بينما توفي البعض بسبب الحروق
حالة حصار
واعتقلت السلطات المصرية أكثر من عشرين شخصا معظمهم أصحاب السيارات التي كانت مركونة خارج الكنيسة
وأوردت وكالة رويترز نقلا عن مصادر أمنية نبأ قيام السلطات المصرية تدرس بيانات أشخاص وصلوا إلى البلاد في الآونة الأخيرة من دول يعرف أن تنظيم القاعدة يجند أفرادا فيها بعد ان أشارت نتائج مبكرة الى ان التنظيم قد يكون وراء التفجير
وفي أوروبا قالت السلطات انها تبحث تهديدات ضد الكنائس القبطية هناك بعد ان قال متشددون انهم سيهاجمون الطائفة المسيحية المصرية في مصر وبين الطوائف الاخرى في أنحاء العالم
وقالت المصادر الأمنية إن الشرطة شددت من الإجراءات الأمنية في الموانيء والمطارات المصرية لمنع أي شخص قد يكون متورطا من الفرار خارج البلاد اثناء التحقيق
تهديدات
وذكرت الحكومة الألمانية من جهة أخرى أنها حذرت المسيحيين الأقباط الذين يعيشون في ألمانيا من مخاطر هجمات محتملة قبل ساعات من انفجار العام الجديد في الإسكندرية
وقال شتيفان باريس المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية للصحافيين: يمكنني أن أؤكد أنه عشية العام الجديد اتصلت وزارة الداخلية بمطران المسيحيين الأقباط في ألمانيا الأنبا دميان لتبلغه بهذا الخطر
وكشفت محكمة فرنسية عن بداية تحقيق قضائي بعد ان شكا قس في منطقة باريس الكبرى على الانترنت من تهديدات ضد المسيحيين الأقباط
وقالت المحكمة إن الشرطة الفرنسية ستسعى لتحديد ما اذا كانت التهديدات التي وضعت على مواقع الشبكة الاجتماعية ترقى الى مستوى مؤامرة لارتكاب أعمال ارهابية. ولم تحدد المواقع أو تعطي تفاصيل بشأن التهديدات
وأدى التفجير إلى قيام مئات المسيحيين بتنظيم مظاهرات في الإسكندرية والقاهرة للاحتجاج على ما يقولون انه تقصير من السلطات في حمايتهم
وفي هذا السياق ناشد كبير الكنيسة القبطية البابا شنودة الثالث الحكومة المصرية معالجة معاناة المسيحيين المصريين من التمييز والإجحاف الذي يلحقهم، وذلك حتى يزل التوتر
ودعا بابا الكنيسة القبطية أتباعه خلال لقاء تلفزيوني إلى التزام الهدوء
وكانت الاشتباكات بين المتظاهرين الأقباط ورجال الشرطة قد أدت إلى إصابة 45 من افراد الأمن ووقعت خلال احتشاد مئات الاشخاص داخل كاتدرائية القديس مرقص مقر البابا شنودة
كما قام عدد من المتظاهرين الأقباط بالاعتداء على سيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب والوفد المرافق له، لدى خروجهم من لقاء جمعهم مع البابا شنودة في المقر البابوي بالقاهرة
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/01/110103_egypt_copt_church_attack.shtml