إذن، لنحيا كل الحياة كما لو كانت كلها عيداً، في يقينية أن الله حاضر كلِّيَّة في كل مكان: أثناء عملنا وكدِّنا نُرنِّم، وفي أثناء أسفارنا نلهج بالتسابيح، نسلك على كل حال كمواطنين سمائيين
الإنسان الروحي يظل دائماً في علاقة صميمية مع الله، بحيث أنه يبدو في نفس الوقت وقوراً وفَرِحاً في كل الأحوال: وقوراً بسبب وعيه (الدائم) بالله، وفَرِحاً بسبب كل الخيرات التي يمنحها الله للبشر... إنه يشكر الله دائماً من أجل التمتُّع المشروع بكل الخيرات: الطعام والشراب والروائح اللطيفة. إنه يُقدِّم البكور لذاك الذي أعطاه كل شيء، مُقدِّماً الشكر من خلال ذاك الذي هو العطية الكبرى والمِنْحَة العُظمى، كلمة الله
الصلاة هي - أتجاسر وأقول - مناجاة داخلية مع الله، حتى ولو تهامسنا معه بهدوء، أو تحدَّثنا معه في صمت ودون أن نُحرِّك الشفاه. فهذا يُعتَبَر صراخاً داخلياً، والله دائماً يُصغي إلى هذا الصوت الداخلي... نعم، إنَّ الإنسان الروحي الحقيقي يُصلِّي عَبْر حياته كلها، لأن الصلاة بالنسبة له هي الجهاد الدائم للاتحاد مع الله، وهو يطرح عنه كل شيء غير نافع، لأنه قد سبق فوصل إلى حدِّ الكمال - إذا جاز لنا هذا التعبير - الذي يقوم على أساس أنَّ كل شيء يُعمَل بالمحبة... إنَّ حياته كلها تصبح ليتورجية مقدَّسة
العلاَّمة كليمندس الإسكندري
Stromates 7,7; PG 9, 450-451, 455-470
مجلة مرقس – رسالة الفكر المسيحي للشباب والخُدَّام – يصدرها دير القديس أنبا مقار – ببرية شيهيت – السنة 56 – العدد 538 – نوفمبر 2012م للميلاد – بابة / هاتور 1729ش للشهداء
http://stmacariusmonastery.org/
No comments:
Post a Comment